U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

مهارات وخصائص المرشد النفسي في المدرسة

ما هي مهارات المرشد النفسي في المدرسة ؟
ما هي مهارات وخصائص المرشد النفسي في المدرسة ؟ 

مهارات المرشد النفسي :

فيما يلي عرض لبعض من المهارات التي يتم استخدامها وتدريب المسترشدين عليها عادة في البرامج الإرشادية التي تهدف لتحسين مستوي الاتصال ، ورفع الكفاءة الذاتية والاجتماعية . 

ويمكن تحديد هذه المهارات فيما يلي : 

(1) التساؤل وطرح الأسئلة : 

تهدف إلى اكتشاف انفعالات واتجاهات المتحدث الآخر ، وأيضا تساعد طرفي الاتصال علي التعمق لفهم الشخص والبيئة ، وكذلك عن طريق مهارة طرح الأسئلة يتم فتح المزيد من الآفاق الجديدة للنقاش ، بالإضافة لمساعدة الفرد علي كشف الذات ، والاستيضاح حول أمور عديدة في الحياة . وتعد مهارة السؤال مهارة مهمة وتسهم في بناء العلاقات ، ولكن عملية طرح السؤال بشكل كثير جداً يفسد النقاش ، ويشعر المسترشد أنه في موقف تحقيق من قبل الآخرين .

ولذا فإن استخدام السؤال في الوقت والشكل المناسبين يعتبر أمراً ضرورياً وهناك أربعة أنواع للأسئلة التي تطرح هي : 

1- أسئلة مفتوحة : 

تسهل عملية كشف الفرد عن أفكاره ومشاعره ، وهي تسهل الحوار والنقاش وتبدأ هذه الأسئلة بماذا ؟ وكيف ؟ ومن الأمثلة علي هذا النوع من الأسئلة بماذا تفكر ؟ كيف تدرس ؟ . 

2- الأسئلة المغلقة : 

وهي التي تتطلب جواباً محددا ، ومن الأمثلة علي ذلك : ما هو اليوم ؟ هل هنالك غيوم بالسماء ؟ . 

3- الأسئلة المباشرة : 

وهي الأسئلة المحصورة بنعم أو لا . 

4- الأسئلة غير المباشرة : 

هنا السؤال يكون غير واضح في هدفه ، وقد يشعر الفرد المجيب بالارتباك ، وعدم معرفة ما المقصود أو الهدف من السؤال ، وقد ينسحب الفرد من عملية التواصل

5- الاسئلة الخفية : 

وهي من أكثر الأسئلة التي تؤدي إلى انقطاع في التواصل . 

(2) التعبير عن المشاعر : 

تعتبر هذه المهارة مهمة في حياة الإنسان ، والتي من خلالها يظهر الفرد مشاعر بطريقة هادئة ، ومقبولة اجتماعياً ، فالفرد لديه الحق في أن يعبر عن مشاعره ، سواء كانت إيجابية أو سلبية . 

إذ أن إظهار هذه المشاعر يسهم ويساعد في تحقيق الانسجام بين ما يقوله ، وما يشعر به  . 

كما أن أسلوب التعبير عن المشاعر الإيجابية وهي : الفرح ، السرور ، الرضا تجاه ما يقوم به الآخرون نحونا ، يزيد ويساعد علي قيامهم بهذا السلوك في المرات القادمة . 

أما بالنسبة للتعبير عن المشاعر السلبية ، وهي : الغضب ، والضيق النفسي من جراء سلوك الآخرين تجاهنا ونحونا ، قد يقلل من قيامهم بهذه التصرفات مستقبلاً ، إن عدم التعبير عن المشاعر لا يجعل الآخرين يعرفون ما قد تخفيه الأنفس ، من ما نحب أو نكره . 

(3) الاستماع الفعال : 

وهو ذلك الأسلوب الذي يقوم به الفرد من أجل أن يعبر عن انتباهه وإصغائه ، دون مقاطعة مع إدراك لما يحدث من تواصل لفظي وغير لفظي ، وفهم التلميحات ، وأوضاع الجسم المعبرة عن حالة الفرد . 

(4) التغذية الراجعة : 

يقصد بالتغذية الراجعة إخبار شخص آخر ، كيف أثرت كلماته وأفعاله فيك ، وهي عبارة عن رد فعل صادق لكيفية تأثير شخص معين فيك ، وعندما يتفاعل الأفراد فإن استخدام التغذية الراجعة توفر فهم فرص التعرف علي أنفسهم بشكل أفضل ، وتعطيهم فرصة للتغيير إذا أرادوا ذلك ، ويمكن استخدام التغذية الراجعة من خلال ثلاثة أجزاء : 

1- أن يكون الفرد محدداً ودقيقاً بشأن سلوك الشخص الآخر . 

2- أن يوضح الفرد ، كيف يشعر تجاه الآخر . 

3- أن يتحدث الفرد عن مشاعره وانفعالاته . 

(5) التلخيص : 

ويعتبر أحد مهارات الاتصال ، وهو يتطلب الانتباه الدقيق والتركيز علي الرسائل اللفظية وغير اللفظية ، ويشمل الانتباه والاسترجاع لرسالة أو لعدة رسائل تصدر من الآخرين بأن تعيدها علي نفسك ، والتعرف علي الأنماط أو الموضوعات أو إلغائها في هذه الرسالة . 

(6) إعادة الصياغة : 

تعتبر هذه المهارة مكملة للاستماع الفعال ، وهي تعني ترتيب ما يقوله المتحدث بهدف زيادة إيضاح المعني ، وهذا يساعده علي الاسترسال واستكشاف ذاته بشكل أفضل ، وتساعد كذلك بإخبار المتحدث بأنه قد تم فهمه . 

(7) الاستيضاح أو التوضيح والتفسير : 

عندما يتصل الأفراد فيما بينهم فإنهم يرسلون العديد من الرسائل ، ومن المتوقع أن تكون هذه الرسائل مشوشة أو غامضة ، وقد يكون التشويش من خلال تعبيرات الفرد مثل استخدامه ضمائر الجمع أو كلمات مبهمة . 

وبالتالي يؤدى إلى انقطاع الاتصال وعدم التواصل بين الأفراد ، وأحياناً يؤدى إلى حدوث المشكلات ، وعلي الأفراد الذين تصلهم الرسائل غير واضحة أن يستوضح المستقبل من المرسل ، وهذا معني الاستيضاح ، أي أن يطلب الفرد تفسيراً أو شرحاً لبعض الغموض الذين يتضمن في رسالة المرسل . 

ويتم الاستيضاح عادة بطرح سؤال ، ويهدف  إلى جعل الرسالة التي صدرت عن المرسل واضحة وصريحة ويشتمل التوضيح علي التعرف علي المحتوي اللفظي وغير اللفظي للرسائل ، والتعرف علي ما إذا كانت هناك أجزاء غامضة أو مبهمة أو مشوشة تحتاج إلى التعرف علي دقتها . 

(8) التعاطف أو الدعم : 

هو القدرة علي فهم المتحدث من خلال أفكاره ومشاعره ، واكتشاف الفهم هذا من خلال الإصغاء ، وإظهار هذا عن طريق الاستجابة بلغة يفهمها المتحدث ، ويعني ذلك فهم المتحدث من خلال الإطار المرجعي له . 

(9) المبادرة : 

وهو دليل علي عملية التواصل ومؤشراته المختلفة ، وهي ما يحدد مخطط عملية التواصل ، وتعتبر هذه المهارة شكلاً من أشكال توجيه التواصل إلى محتوي وله مغزي معين . 

(10) الإنهاء : 

وهي من المهارات التي تدل علي إنهاء الغرض أو الوقت المخصص للحديث أثناء الجلسة أو العملية الإرشادية

خصائص المرشد : 

العملية الإرشادية والعمل الإرشادي ينتميان إلى مجموعة من التخصصات أو مهن تعرف بأنها ( مهن معاونة أو مساعدة ) ، وهذه المهن تتطلب من القائم بها أن يضع شخصه داخل هذا العمل وأن يكون مستعداً للعطاء دون ملل وتحمل العمل .

وهو لذلك يحتاج أن تتوفر فيه مجموعة صفات أو خصائص شخصية تجعل عمليه بجانب اصطباغه بالأسس العلمية ذا طبيعة فنية خاصة يشعر بها المرشد الطلابي وهو يؤديها ويشعر بها الطالب بالمدرسة الذي يقدم العمل من أجله . 

ومن هذه الخصائص : 

(1) الأمانة : 

الأمانة هي صفة وخاصية يجب أن يتحلي بها المرشد النفسي ، ولكن معناها ذو بعد واسع ، والأمانة مشتقة من الأمن ، ومادة الأمن تعبر عن الطمأنينة ، لأن المسترشد يأتي لمرشد بهدف تزويده بالأمان النفسي . 

ولذلك وجب علي المرشد أن يحافظ علي العميل وأن يصونه بكل ما يستطيع ، كذلك وجب علي المرشد أن يقدم للمسترشد المعلومات الدقيقة الصادقة لكل المواقف التي يحتاج فيها إلى هذه المعلومات لتصحيح موقف أو تخطي عقبة أو حل مشكلة . 

(2) الاصالة " التطابق " : 

وهذه الصفة تعني أن يكون المرشد أميناً مع نفسه ظاهره كباطنه وسره كعلانيته ، والأصالة صفة سلوكية لازمة للصحة النفسية للمرشد والذي يجني ثمارها ( الطالب ) المسترشد . 

ويجب علي المرشد الطلابي أن يتحلي بالصفات والسمات التي تعبر عن شخصيته وسلوكه بصدق ، فعلي سبيل المثال عند إرشاد المرشد الطلابي للطالب بأن التدخين خطر فيجب عليه ألا يدخن أمام الطالب . 

(3) الكفاءة العلمية : 

علي المرشد التحلي بالاساليب العلمية المتقدمة والحديثة وذلك بالاطلاع علي أحدث الأبحاث والدوريات العلمية في مجال تخصصه ، وأن يكون لديه من التطلع ما يدفعه إلى تمحيص الأشياء ، وإلى معرفة ماذا يجري للمسترشد . 

وتشتمل الكفاءة العلمية أيضاً علي القدرة علي البحث عن المعلومات اللازمة لاتخاذ القرارات المناسبة ، والمرشد بحاجة إلى أن تكون لديه معلومات عن الإنسان وعن نموه عن تطور شخصيته وعن الاضطرابات النفسية والصحة النفسية ، وعن أساسيات الإرشاد وأساليبه . 

(4) الدافعية

ينبغي علي المرشد النفسي أن تكون لديه طاقة ودافعية عالية في الجوانب البدنية والجوانب الانفعالية أيضا . 

والمرشد الناجح لا يقبع وراء مكتبه في انتظار لمن يحال إليه من طلاب يحيلهم المدرسون أو ناظر المدرسة ، وإنما هو يدرك تماماً أن له دورين أساسين يسبقان هذا الدور العلاجي الذي يقوم به ، وهما الجانب الإنمائي والجانب الوقائي وكل منهما بالإضافة للدور العلاجي بحاجة إلى دافعية وطاقة عالية تجعله يتحرك وينظر ويسمع .. إلخ . 

وعلي هذا الاساس ينبغي أن تكون لدي المرشد دافعية متقدمة وطاقة عالية ليعمل بكفاءة وليجعل المسترشدين نشطين خلال الجلسات الإرشادية . 

(5) المرونة

لا يجب أن يكون المرشد جامداً في عمله ولابد أن يتمتع بالمرونة ، لأنه يتعامل مع أفراد بينهم العديد من الفروق ومع مشكلات متنوعة . 

ولن ينجح المرشد إذا قصر عمله علي أسلوب واحد أو طريقة واحدة يطبقها مع جميع المسترشدين ومع كافة المشكلات ، لأنه في ذلك سيحاول دفع المسترشدين ليتلاءموا مع النموذج الوحيد الذي يسير عليه ، أو يختار الحالات التي تناسب هذا النموذج ، ويدع ما سواها . 

(6) المساندة والتراحم : 

المساندة لها عدد من الوظائف في العملية الإرشادية فهي تعني زرع الأمل ، وتقليل القلق والتوتر لدي العميل ، وتزويده بالأمان النفسي والأمان الانفعالي ، في حين يري روجرز أن المسترشد يعيش العلاقة الإرشادية علي انها مساندة . 

(7) القدرة علي التأثير : 

إن المرشد بالنسبة للمسترشد هو بمثابة المعلم ، وهدفه الأساسي في العملية الإرشادية التعليمية مساعدة هذا المسترشد علي التغيير والوصول إلى مستوي أفضل في حياته . 

ولذا فإن المرشد النفسي يجب أن تتوفر فيه القدرة علي التأثير وعلي توجيه العمل الإرشادي داخل جلسات الإرشاد النفسي وخارجها ، أي أن يكون لديه القدرة علي توجيه مسار العملية الإرشادية في الاتجاه الصحيح الذي به يتحقق هدف أو أهداف الإرشاد . 

إن المرشد الطلابي الناجح هو الذي يستطيع أن يضبط موقف المقابلة الإرشادية ويسيرها في الوجهة الصحيحة وألا ينشئ أي صراعات بينه وبين العميل ، والا يستخدم أساليب لا تتفق مع مبادئ الإرشاد مثل فرض الرأي أو التشبت به أو الغضب

(8) الرفق والإخلاص : 

وهما من الخصائص المهمة التي يجب أن يتحلي بها المرشد المدرسي أو الطلابي ، فالرفق صفة تعني عدم العنف وعدم الغلظة مع العميل والرفق يجعل المرشد يقود العملية الإرشادية في سلاسة وتراحم يمكنان المسترشد من أن يدرك أن هذا المرشد يسعي لمصلحته ويود له الخير ، أما الإخلاص فإنه يقتضي من المرشد أن يقبل عمله برغبة ورضا وحب في أن يساعد الآخرين . 

(9) الوعي بالذات

تتضمن العملية الإرشادية علي موقف تفاعلي بين القائم بالعمل الاسترشادي والمتلقي له وكل من طرفي العملية الإرشادية تربطهما ببعض عملية التأثير والتأثر ولذا فإن المرشد يجب أن يكون واعياً بذاته ، وبأفكاره وبقيمه وبمشاعره وباتجاهاته وبحاجاته الشخصية ، حتى لا تسير العملية الإرشادية في طريق يشبع فيها حاجاته الشخصية والتي قد تتعارض مع حاجات المسترشد . 

وعلي ذلك يجب أن يكون المرشد قادراً علي التعرف علي نفسه والاتصال بها ومراجعة أفكاره ومشاعره وسلوكياته الشخصية ويعمل علي تصحيحها أولاً بأول . 

10- الصبر : 

ينبغي علي القائم بالإرشاد النفسي أن يتحلي بالصبر في سلوكياته ، فعليه أن يستمع جيداً لشكوي المسترشد وأن لا يتحدث كثيراً ولا يكون معطياً للنصيحة بصفة مستمرة ولكنه يكون في جانب الحياد العلمي بين أمانة المهنة والخدمة الإرشادية الجادة فيجب عليه أن يتحلي بالصبر علي العميل حتى ينتهي من عرض مشكلته وأن يصبر عليه مع الوعي بالخطوات الإرشادية . 

المراجع : 

الخواجا ، عبد الفتاح ( 2002 ) ، الإرشاد النفسي والتربوي بين النظرية التطبيق ، عمان : دار الثقافة للنشر والتوزيع . 

Corey , G , ( 1996 ) Theory and practice of Counseling and Psychotherapy , An International Thomson Publishing Company , Washington 

Brammer , L, shostrom , E ( 1982 ) , Therapeutic Psychology , Englewood cliffs , prentice-Hall 

تعليقات