U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

المساندة الاجتماعية ، مقدمة عنها ، تعريفها ، أهميتها ، نماذجها وأشكالها ( بحث كامل )


بحث عن المساندة الاجتماعية doc
المساندة الاجتماعية وأشكالها 

بحث عن المساندة الاجتماعية : 

محتويات البحث : 

(1) مقدمة عن المساندة الاجتماعية . 
(2) تعريف المساندة الاجتماعية . 
(3) دور المساندة الاجتماعية في حياة الأفراد . 
(4) أهمية المساندة الاجتماعية . 
(5) أهم نماذج المساندة الاجتماعية . 
(6) أشكال المساندة الاجتماعية . 

مقدمة عن المساندة الاجتماعية : 

تعتبر المساندة الاجتماعية (Social Support) ظاهرة اجتماعية قديمة قدم الإنسان، وحظيت باهتمام الباحثين وذلك يعود إلى دورها الكبير والمهم في خفض الآثار النفسية السلبية للأحداث والمواقف السيئة التي يتعرض لها الفرد.

إلا أن الدراسات التي تناولت موضوعات المساندة الاجتماعية تحتاج مزيداً من الاهتمام، وذلك لأنها تعتبر مصدر من مصادر الدعم النفسي والاجتماعي الذي يحتاجه الفرد ، وتلعب المساندة الاجتماعية دوراً هاماً في إشباع حاجة الفرد للأمن النفسي والاجتماعي . 

وتلعب المساندة الاجتماعية دورا هاما في حياة المعاقين بشكل عام ،  فمن المتعارف عليه أن نفسية المعوق تختلف اختلافاً كلياً عن الشخص المعافي ، ويرجع هذا الشعور الداخلي للمعاق نفسه . فهو يشعر بعجزه عن الاندماج في المجتمع نظراً لظروفه المرضية ، مما يجعله يؤثر الحياة داخل قوقعة داكنة اللون، مغلفة حياته بالحزن والأسى ، وكلما تذكر المعوق إصابته ، اتسعت الهوة بينه وبين مجتمعه ، مما يجعله يزداد نفورة وتقوقعة ، ومع ارتباط المساندة الاجتماعية بالتخفيف من أثار الضغط ، فقد حظيت باهتمام الباحثين اعتمادا على مسلمة مفادها أن " المساندة الاجتماعية " التي يتلقاها الفرد من خلال الجماعات التي ينتمي إليها كالأسرة ، والأصدقاء ، والزملاء في العمل أو المدرسة أو الجامعة أو النادي ؛ تقوم بدور كبير في خفض الآثار السلبية للأحداث الضاغطة والمواقف السيئة التي يتعرض لها . 

وبذلك نجد أن المساندة الاجتماعية تقوم بدور جوهري في القضاء على نظرة يغلفها الخجل والحياء، وتساعد المعوقين على الانخراط في دائرة المجتمع المتسعة ، كما أن المجتمع نفسه لا ينظر إلى المعوق نظرته إلى الشخص السليم المعافي بل على أساس أنه عالة عليه ، وهذا يضاعف من عزلة المعوق وانكماشه ، وتساعد المساندة الاجتماعية بمؤسساتها المختلفة على تصحيح نظرة المجتمع نحو المعاق ، وتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة من أجل تحويل المعاق من شخص يمثل عالة على المجتمع ، إلى شخص متفاعل يساهم في دور يمكنه من خلاله لعب دور الفرد المعافي ؛ ولذلك فإن المساندة الاجتماعية تلعب دورا أساسيا يتمثل في الوصول بالمعاق إلى المشاركة الحقيقية داخل مجتمعه .

تعريف المساندة الاجتماعية : 

كثيرة هي الدراسات والأبحاث التي عالجت دور المساندة الاجتماعية ، ونورد بعض هذه التعريفات فيما يلي  :

(1) المساندة الاجتماعية تعبر عن " النظام الذي يتضمن مجموعة من الروابط والتفاعلات الاجتماعية مع الآخرين التي تتسم بأنها طويلة المدى ، ويمكن الاعتماد عليها والثقة بها عندما يشعر الفرد بأنه في حاجة إليها لتمده بالسند العاطفي ، كما أنها تتضمن نمطاً مستديماً من العلاقات المتصلة أو المتقطعة التي تلعب دورا هاما في المحافظة على وحدة الجسم للفرد ، كما أن الشبكة الاجتماعية للفرد تزوده بالإمدادات النفسية وذلك للمحافظة على صحته النفسية . 

(2) المساندة الاجتماعية هي إدراك الفرد للمساندة المترتبة عن علاقته الاجتماعية ذات الأهمية وتعد تماسكاً اجتماعياً نتيجة ما يتلقاه الفرد من مساعدة من الأفراد المحيطين به أو من أي فرد آخر في بيئته الاجتماعية . 

(3) المساندة الاجتماعية هي العلاقات القائمة بين الفرد وآخرين والتي يدركها على أنها يمكن أن تعاضده عندما يحتاج إليها ، وان لها أثراً ملطفاً على ضغوط الحياة . 

(4) المساندة الاجتماعية تعني إشباع متطلبات الفرد بمساندة ودعم البيئة المحيطة به ، سواء كان من أفراد أو جماعات تخفف من أحداث الحياة الضاغطة التي يتعرض لها ، وتمكنه من المشاركة الاجتماعية الفاعلة في مواجهة هذه الأحداث والتكيف معها . 

(5) المساندة الاجتماعية هي درجة شعور الفرد بتوافر المشاركة العاطفية ، والمساندة المادية والعملية من جانب الآخرون ( الأسرة والأقارب ، الأصدقاء ، زملاء العمل ، رؤساء العمل ، وكذلك وجود من يزوده بالنصيحة والإرشاد ، وتكوين علاقات اجتماعية معهم .

من خلال التعريفات السابقة نخلص إلى أن مفهوم المساندة الاجتماعية يتلخص في أنها مجموعة الروابط والعلاقات التي تربط الفرد بمحيطه سواء كانوا أصدقاء أو أقرباء أو مؤسسات والتي من خلاله يمكنه إيجاد المساندة الاجتماعية العاطفية والعملية منهم عند حاجته إليها و تتضمن كل من ( المساندة النفسية والاجتماعية ، مساندة الأسرة ، مساندة الأصدقاء ، مساندة المعلومات).

دور المساندة الاجتماعية في حياة الأفراد : 

إن المساندة الاجتماعية لها دوران أساسيان في حياة الفرد ، دور إنمائي ودور وقائي . 

ففي الدور الإنمائي : يكون الأفراد الذين لديهم علاقات اجتماعية يتبادلونها مع غيرهم أفضل من ناحية الصحة النفسية عن غيرهم ممن يفتقدون هذه العلاقات .

 وفي الدور الوقائي : فإن المساندة الاجتماعية تساعد على مواجهة أحداث الحياة الضاغطة بأساليب إيجابية وفعالة ، فالأشخاص الذين يمرون بأحداث مؤلمة تتفاوت استجاباتهم لتلك الأحداث تبعاً لتوفر المساندة والعلاقات الاجتماعية الجيدة ، حيث يزداد احتمال التعرض لاضطرابات نفسية كلما نقص مقدار المساندة الاجتماعية كما ونوعا ، فحجم المساندة ومستوى الرضا عنها له دوره المؤثر في كيفية إدراك الفرد الضغوط الحياة المختلفة وأساليب مواجهته وتعامله معها .

أهمية المشاركة الاجتماعية : 

 تبرز أهمية المساندة الاجتماعية بأنها : 

1. تؤثر بطريقة مباشرة على سعادة الفرد . 

2. المساندة الاجتماعية تزيد من قدرة الفرد على المقاومة والتغلب على الاحباطات ، وحل المشكلات بطريقة جيدة . 

3. المساندة الاجتماعية تخفض وتستبعد عواقب الأحداث الصادمة والضاغطة على الصحة النفسية . 

4. المساندة الاجتماعية تساعد الفرد على تحمل المسؤولية ، وتبرز الصفات القيادية له. 

5. المساندة الاجتماعية لها قيمة شفائية من الأمراض النفسية التي تسهم في التوافق الايجابي والنمو الشخصي . 

6. المساندة الاجتماعية تقوم بمهمة حماية تقدير الشخص لذاته ومقاومة الأحداث الصادمة. 

7. المساندة الاجتماعية تخفف من وقع الصدمات النفسية ، وتخفف من أعراض القلق والاكتئاب. 

8. المساندة الاجتماعية تزيد من شعور الفرد بالرضا عن ذاته ، وعن حياته مما يتسنى له تقدير ذاته لاحقا .

أهم نماذج المساندة الاجتماعية :

للمساندة الاجتماعية عدة نماذج تفسر الدور الذي تقوم به المساندة الاجتماعية وهي كالتالي : 

أولا: أنموذج الأثر الرئيس للمساندة الاجتماعية :

يتناول هذا الأنموذج المساندة من وجهة نظر سوسيولوجية (علم الاجتماع ) في ضوء عدد وقوة علاقات الفرد بالآخرين في بيئته الاجتماعية بمعنى درجة التكامل الاجتماعي للفرد أو حجم وتركيب الشبكة الاجتماعية للفرد بأنها قد ترفع من مستوى الصحة النفسية بتقديم أدوار ثابتة باعثة على المكافأة ، والارتقاء بالسلوك الصحي ، والإبقاء على أداء ثابت خلال فترات التغير السريع . 

ثانيا: الأنموذج الواقي (المخفف) :

يعتبر المساندة الاجتماعية أحد المتغيرات النفسية الاجتماعية المعدلة ، أو الملطفة ، أو الواقية للعلاقة بين أحداث الحياة الضاغطة والإصابة بالمرض على اعتبار أن المساندة ترتبط سلبياً بالمرض ، فمن خلال المساندة الاجتماعية التي يتلقاها الفرد من أعضاء أسرته وأصدقائه ، والمتمثلة في العلاقات الدافئة الحميمة تقل نسبة الأشخاص الذين يتعرضون للإصابة بالمرض . 

ثالثا : نموذج الارتباط :

يري بولبي (Bowlby) مؤسس نظرية الارتباط أن المساندة الاجتماعية التي يقدمها الأهل والأصدقاء لا تعوض الفرد عن النقص الكبير الذي يكون حدث له بسبب فقد شخص عزيز لأنه فقد الشخص الذي يمثل الارتباط .

وهناك نوعان من الشعور بالوحدة النفسية هما : 

1- الشعور بالوحدة الوجدانية . 

2- الشعور بالوحدة الاجتماعية . 

والمساندة الاجتماعية تؤثر فقط في الشعور بالوحدة الاجتماعية أما الحالة الزواجية (متزوج - أرمل) فهي تؤثر في الشعور بالوحدة الوجدانية ، وذلك لأن غياب الارتباط الوجداني مع الشكل الذي يتعلق به الفرد يؤثر على الشعور بالوحدة الاجتماعية ، وهناك بعض الدراسات التي أيدت نموذج الارتباط واعتبرت أن تعبير الفرد عن خبراته الوجدانية سواء بالكتابة أو الحديث يؤدي إلى التحسن في حالته الصحية البدنية أو النفسية . 

رابعا: النموذج الشامل : 

وضع هذا النموذج ليبرمان و بيرلن ( Liberman & Pearlin ) وتم إعادة تطويره في عام (1981) ، وهو يرى أن المساندة الاجتماعية يمكن أن تحقق تأثيرها حتى قبل وقوع الحدث الضاغط على النحو الآتي :

- يمكن أن تحد المساندة الاجتماعية من احتمالية وقوع الحدث الضاغط . 

- إذا وقع الحدث الضاغط فإن المساندة من خلال تفاعلها مع العوامل ذات الأهمية قد تعدل أو تغير من إدراك الفرد للحدث ، ومن ثم تلطف أو تخفف من التوتر المحتمل. 

- إذا وقع الحدث الضاغط فإن المساندة من خلال تفاعلها مع العوامل ذات الأهمية قد تعدل أو تغير من إدراك الفرد للحدث ، ومن ثم تلطف أو تخفف من التوتر المحتمل. 

- إذا وصل التوتر إلى درجة تجعل الحدث المتوقع يغير من وظائف الدور يمكن للمساندة أن تؤثر على العلاقة بين الحدث الضاغط والإجهاد المصاحب . 

- يمكن أن تؤثر المساندة الاجتماعية في استراتيجيات المواجهة أو التعامل مع الحدث الضغط ، وبذلك تعدل من العلاقة بين الحدث وما يسببه من إجهاد . 

- بمقدار الدرجة التي ينحدر عندها الحدث الضاغط فإن عوامل شخصية مثل تقدير الذات تجعل في إمكانية المساندة أن تعجل من هذه الآثار . 

أشكال المساندة الاجتماعية : 

1. المساندة الانفعالية :

وتشمل كافة أنواع الرعاية الانفعالية التي يتلقاها الشخص من الآخرين ، والتي تشتمل على الرعاية ، والثقة ، والقبول ، والتعاطف والمعاضدة والمؤازرة . 

2. المساندة الأدائية :

والتي تكون من خلال إلحاق الشخص المسند بعمل يتناسب مع امكانياته وقدراته ، وكما تشمل على محاولة أن يحل الفرد مشكلاته عن طريق تزويده ببعض النقود او الهدايا الملموسة . 

3. المساندة بالمعلومات :

والتي تكون من خلال النصائح والمعلومات الجيدة والمفيدة ، وتعليم مهارة حل المشكلات ، وإعطائه معلومات يمكن أن تفيده وتساعده في عبور موقف صعب او اتخاذ قرار في وقت الخطر .

 4. المساندة الروحية :

والتي تتمثل في قراءة القرآن الكريم والعمل بالسنة المطهرة ، وأداء العبادات ومع الرفقة الإيمانية والتي تمكن الفرد من احتمال المواقف الصادمة ومواجهة الخطر برضا نفسي . 

5. المساندة الاجتماعية : 

والتي تنطوي على ما يقدمه الأصدقاء لبعضهم البعض في وقت الشدة . (دياب ، 2006:62

6. المساندة المادية :

ويقصد بها المساعدة على تحمل اعباء الحياة اليومية . 

7. المساندة النفسية :

وتشمل على تصديق الآراء الشخصية وتأكيد صحتها . 

8. مساندة التقدير :

وهذا النوع من المساندة يكون في شكل معلومات ، بأن هذا الشخص مقدر ومقبول ، ويتحسن تقدير الذات بان ننقل للأشخاص انهم مقدرون لقيمتهم الذاتية وخبراتهم وانهم مقبولون بالرغم من أي صعوبات او اخطاء شخصية ، وهذا النوع من المساندة يشار اليه ايضا بمسميات مختلفة مثل : المساندة النفسية ، والمساندة التعبيرية ، ومساندة تقدير الذات ، ومساندة التنفس ، والمساندة الوثيقة . 

9. المساندة الإجرائية :

وتشتمل علي تقديم العون المالي والامكانات المادية والخدمات ال لأزمة ، وقد يساعد هذا العون في تخفيف الضغط عن طريق الحل المباشر للمشكلات الاجرائية ، او عن طريق اتاحة الوقت للفرد المتلقي للخدمة او العون للأنشطة ، مثل : الاسترخاء او الراحة ، ويطلق علي المساندة الإجرائية احيانا مسميات ، مثل العون ، المساندة المادية ، المساندة الملموسة . 

10- الصحبة الاجتماعية : 

وتشتمل قضاء بعض الوقت مع الاخرين في انشطة الفراغ والترويح ، وهذه المساندة قد تخفف الضغوط من حيث انها تشبع الحاجة الي الانتماء والاتصال مع الآخرين ، وكذلك المساعدة علي أبعاد الفرد عن الانشغال بالمشكلات ، او عن طريق تيسير الجوانب الوجدانية الموجبة ، ويشار إلى هذا النوع من المساندة احياناً بأنها مساندة الانتشار والانتماء . 

إن المساندة الاجتماعية تظهر في أبهى تجلياتها عند شعور الأخرين بحاجة الفرد إليها وتقدم بأحسن صورها، وقد يعلم القائمون على مؤسسات الرعاية بشكل عام أهمية المساندة الاجتماعية ولا يمكن أن يستقيم حال من يتطلعون إلى الرعاية بدون مساندة اجتماعية والتي تمثل العمود الفقري الذي يفصل بين شعور الفرد بقيمته في المجتمع الذي يعيش فيه وبين شعوره بالإهمال الذي قد يلاقيه نتيجة عدم اهتمام المجتمع بمثل هذه الحالات، لذلك كانت المساندة الاجتماعية إحدى أهم الركائز الأساسية لعمل المؤسسات الاجتماعية والنفسية والتي تقدم خدماتها للمسترشدين بشتى أنواعهم وأشكال إعاقاتهم .


تعليقات