U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

الحوار ، مقدمه عنه ، مفهومه ، أهميته ، مستوياته وبعض المفاهيم المتعلقة به ( بحث كامل )

الحوار pdf
ما هو الحوار ؟ وما هي أهميته ؟ 

بحث عن الحوار :

محتويات البحث : 

(1) مقدمة عن الحوار . 
(2) مفهوم الحوار . 
(3) أهمية الحوار . 
(4) مستويات الحوار . 
(5) بعض المفاهيم ذات العلاقة بالحوار . 

مقدمة عن الحوار :

يعد الحوار الوسيلة الأولي للإنسان للتواصل والتخاطب والتفاهم مع الآخرين ، وهو الأداة الحضارية القوية لضبط اختلاف التصادم والتضاد ، ويعتبر من الأساليب الحياتية التي تمارس علي مدار الساعة ، وفي شتي الميادين . 

فالإنسان لا يستطيع أن يعيش بمعزل عن الآخرين بل بتواصل اجتماعي قائم علي الحوار الجيد ، وبالحوار يستطيع الإنسان أن يعبر عن رغباته ، وحاجاته ، وميوله ، ومشكلاته ، وأحساسيه ، كما بامتلاك الفرد لقيم الحوار تجعله يخاطب الآخرين بالأسلوب المناسب البعيد عن الجدل العقيم . 

مفهوم الحوار : 

تعدد وتنوعت تعريفات الحوار ، ومنها : 

(1) الحوار هو محادثة بين طرفين أو أكثر تشتمل علي تبادل في الأفكار والمشاعر بعيدة عن التعصب وتحقق قدراً أكبر من التفاهم وذلك للوصول إلى أهداف نافعة . 

(2) الحوار هو محادثة بين طرفين أو أكثر يغلب عليها الهدوء والبعد عن الجدل العقيم والتعصب والخصومة يعرض فيها كل طرف ما لديه من أفكار ودلائل وبراهين للوصول إلى قناعات مشتركة ومتفق عليها من جميع الأفراد . 

وتتفق التعريفات السابقة في عدة نقاط هي :

- الحوار محادثة بين طرفين أو أكثر . 

- الحوار أسلوب لنبذ الجدل العقيم والصراع والنزاع . 

- الحوار يعني الوصول للحقيقة . 

- الحوار وسيلة لحل المشاكل والخلافات . 

- في المواقف الحوارية يتم عرض الأفكار بالأدلة والبراهين للوصول قناعات مشتركة . 

أهمية الحوار :

تعود أهمية الحوار إلى ما يلي : 

يعتبر الحوار مادة التقدم العقلي والفكري ، ومحور التقدم الحضاري والمادي ومتى ما فقد الإنسان القدرة والرغبة علي الحوار انحدر إلى الدرك الأسفل من التطور والرقي بين الأمم والشعوب . 

فالحوار تواصل مع الذات في بدء انطلاقها إلى الهمم واتصال مع الآخر القريب للانتقاء والاختيار وامتداد مع الآخر البعيد في التبادل والتنافس والتميز . 

لذا فإن الحوار يشكل اهمية كبيرة وفائدة عظيمة في حياة الأفراد والجماعات علي حد سواء ، وتتمثل هذه الأهمية في النقاط التالية : 

1- الحوار وسيلة للتقدم والتطور الإنساني : 

الحوار يدفع العقول البشرية إلى الالتقاء والنقاش والتفكير والنقد والإبداع وهذه القدرات كفيلة بأن تكون سبباً لتحقيق التقدم والتطور الإنساني ، كما أن الحوار يتيح تطور الأفكار التي يبني عليها الاختراعات والاكتشافات التي تخدم الإنسان وتطور حياته ، بسبب ما يثيره الحوار من صراع فيها فالصراع بين الأفكار والجد فيها هو المبدأ والمحرك لنمو الفكر وإثرائه وتطوره . 

2- الحوار وسيلة علاج وتجنب للنزاعات والصراعات والبعد عن العدوانية : 

فتربية الفرد علي أسلوب الحوار الجيد والتعامل بحوار ملائم مع الفرد عند تربيته سواء في الأسرة أو المسجد والاستماع للأبناء وتلبية احتياجاتهم ، وتدعيم قيم الحوار لديهم بممارستها معهم منذ الصغر التي سينشأون عليها ويبتعدون عن المشاكل التي تواجههم مع الآخرين . 

3- الحوار يحقق الديمقراطية داخل المجتمع : 

فالحوار السليم يتطلب الديمقراطية مذهب وسلوك تتحقق فيه الحرية والموضوعية وقبول الآراء المختلفة والتعاون والمشاركة ، وهذه الجوانب من أهم الأمور التي يقوم عليها الحوار الجيد ، ومن هنا فإن الحوار داخل المجتمع بمثابة تدريب للأفراد ، ونشر لقيم ومظاهر الديمقراطية داخل المجتمع . 

4- الحوار ينشر المحبة والرحمة والألفة في المجتمع : 

الحوار يحقق ألفة الناس ويربط وشائج العواطف ويصحح لغة العلاقة الإنسانية المنبثقة من حالة فطرية تجذب الإنسان إلى أخيه الإنسان . 

هذه الألفة والعلاقة العاطفية التي ينتجها التواصل تعطل أي مفعول سلبي لجهة الاختلاف والتنوع ، وتبقيه ضمن حدوده الطبيعية المقبولة ، أما إذا انعدم التواصل بين فئة وآخرى ، وحتىي بين شخص وآخر ، فإن الجفاء النفسي ، والجفاء العاطفي ، يصبح أرضية لنمو بذور التنافر والكراهية . 

5- الحوار وسيلة تربوية قوية في تحقيق الأهداف والكشف عن احتياجات الطلبة :

إن اعتماد كوادر العملية التربوية التعليمية من معلم وغيره علي أسلوب الحوار قد يسهم في إكساب الطلبة القناعة والتفاهم والتخاطب وتجنب الصراع والنزاع ، بحيث إن أهم أسباب الصراعات هو الاستبداد علي الرأي ، ومن خلال اتباع أسلوب الحوار يسهل الكشف عن احتياجات الطلبة وميولاتهم وما يحبونه وما يكرهونه في داخل المدرسة وخارجها ، كما أن يكسر حاجز الخجل وإبعاد مظاهر القلق لدي الطلبة . 

ونلاحظ مما سبق أن اهمية الحوار تتفق في أنها الأسلوب الأمثل في علاج المشاكل المجتمعية والتصادم الحاد بين الأفراد ، ويعمل علي نبذ التعصب الأعمي والحقد والكراهية والابتعاد عن قيم الشر ، حيث أن الحوار وسيلة قوية في نشر المحبة والألفة والرحمة والتآخي بين افراد المجتمع . 

كما أنه أسلوب لإظهار احتياجات الطلبة في المدارس ، وتأكيد ذاتيتهم فعندما يتهيأ جو من الحوار يشعر الطالب في جو آمن لأفكاره وإبداعاته حيث أنه يدفعهم إلى استخدام النقد والتحليل بدلا من السلبية في تقبل الآخرين أو رفضها بدون أي تعليل منطقي ، لذلك فهو يعمل علي التقدم البشري والرقي بكافة مجالات الحياة

مستويات الحوار : 

تعدد وتنوعت مستويات الحوار وقد يفهم بعض الباحثين بأن الحوار هو طريقة التواصل والتفاهم مع الآخر فقط ، بل إن الحوار يكون بين طرفين أو أكثر ، وفيما يلي توضيح لذلك : 

1- الحوار مع الذات : 

وهذا النوع من الحوار غاية في الضرورة من أجل التقويم والارتقاء علي مستوي الفرد أو الجماعة ، فهو يساعد في التعرف إلى مواضع النقص والتقصير وأسبابها ، ومحاولة وضع الحلول لها ، فهو حوار داخلي مع النفس لا تقتصر ثمرته علي الفرد فقط ، بل تتجاوز ذلك إلى الآخرين في حمل النفس علي أداء الحقوق والواجبات ، علي أفضل وجه . 

والحوار مع الذات ما هو إلا صورة من صور التفكير الدائم الذي لا يكاد ينفك عن الإنسان ولو للحظة واحدة ، يتخذ شكل من اشكال المكاشفة والمصارحة الداخلية حول ما يصدر عن الإنسان من سلوك أو ما يتخذه من مواقف وقرارات

إن الحوار مع الذات مهم لمداومة الاتصال مع الخالق ، فهو يتم من خلال محاسبة النفس وتقييم الأخطاء والذنوب التي يرتكبها الإنسان ، ويكون بين النفس الأمارة بالسوء والنفس اللوامة ، لذلك يعتبر الحوار مع الذات مهم في التعرف علي الذات ومعرفة مكوناتها وإزالة الشوائب الموجودة بداخلها . 

2- الحوار مع الآخر : 

والمقصود بالآخر هنا هو الآخر المختلف سواء كان علي مستوي الأسرة أو بيئة العمل أو المجتمع أو العالم بأسره ، من منطلق أنه لا يمكن أن يتحقق التماثل التام بين طرفين في الحوار بقصد تحقيق الانسجام التام بينهما وإلا فلا ضرورة لقيام الحوار أصلاً بينهما . 

فليس هناك قضية أو موضوع مختلف عليه ، وقيام الحوار دليل علي وجود درجة من الاختلاف بين المتحاورين مهما بلغت درجات التقارب بينهما ، وهذه فطرة ربانية ، ووجود هذا الآخر المختلف بعيداً عن الثوابت يفتح المجال لتحقيق التكامل معه ، حيث يؤدى الحوار دوراً محورياً في تحقيق ذلك التكامل . 

ونستخلص مما سبق أن مستويات الحوار تتحدد في : 

- الحوار مع النفس أو الذات : 

وهو حوار داخلي مع النفس للتعرف علي نقاط القوة والقصور فيها من أجل علاجها والوصول للاستقرار والاطمئنان . 

- الحوار مع الآخرين : 

وهو الاتفاق في المحاورة والتعاون من أجل التكامل في المواقف المختلفة عملاً بمبدأ ( نصف رأيك عند أخيك ) . 

بعض المفاهيم ذات العلاقة بالحوار : 

عند ذكر مصطلح الحوار تتردد مجموعة من المصطلحات الأخرى ذات العلاقة لذا حاول الباحثون إيجاد أوجه الاتفاق والاختلاف بين هذه المصطلحات ومصطلح الحوار وفيما يلي عرض لأهم المفاهيم : 

(1) الجدل : 

يعرف الجدل بأنه : المفاوضة علي سبيل المنازعة والمغالبة ، واللد في الخصومة وما يتصل بذلك ، ولكن في إطار التخاصم بالكلام فالجدال والمجادلة والجدل ، كل ذلك ينحو منحي الخصومة ولو بمعني العناد والتمسك بالرأي والتعصب له . 

ويعرف أيضا بأنه : تردد الكلام بين اثنين قصد كل واحد منهما تصحيح قوله وإبطال قول صاحبه . 

إن الحوار والجدل يلتقيان في أن كليهما حديث أو مناقشة بين طرفين لكنهما يفترقان بعد ذلك ، فالجدال علي الأغلب اللد في الخصومة والتخاصم بالكلام أما الحوار فمراجعة الكلام والحديث بين طرفين دون أن يكون بينهما ما يدل بالضرورة علي ما يوجب الخصومة ، وأيضا كلمة الحوار تحمل في طياتها التخاطب بينما الجدال تحمل الخلاف والشجار . 

(2) المناظرة : 

المناظرة قريبة من الحوار وأصلها من النظر والنظر قد يقع علي الأجسام والمعاني فما كان بالإبصار فهو للأجسام وما كان بالبصائر كان للمعاني . 

تعني المناظرة لقاء يجمع بين طرفين للحديث حول قضية أو موضوع أو رأي لا يسلم أي منها برأي الآخر فيه ويسعي كل طرف لجذب الطرف الآخر إلى صفه . 

إن الحوار والمناظرة يشتركان في أن كلا منهما مراجعة الكلام إلا أن المناظرة أدل في النظر والتفكر ، وتشترط التقارب في الفكر والقيم بين المتناظرين كما أن الحوار أدل في الكلام ومراجعته بين المتحاورين . وبالتالي نستنتج أن الحوار يضم المناظرة وهي جزء من المحاورة . 

(3) المناقشة : 

المناقشة هي نوع من المساءلة والاستقصاء وهي خلاف للحوار الذي يقوم علي المراجعة بطريقة متكافئة بين الطرفين . 

حيث تشترك المناقشة مع الحوار في كونها كلام أو حديث إلا أن الفرق بينهما يكمن في أن المناقشة تقوم علي بيان الأخطاء وتنطوي علي المحاسبة أما الحوار فإنه لا يقوم علي بيان الأخطاء وتعريتها بشكل مباشر وإنما يتم تضمينها بأسلوب غير مباشر . 

تعليقات