U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

التعبير الفني ، مفهومه ، أهدافه ، أنواعه ومهاراته ( بحث كامل )

التعبير الفني ، مفهومه ، أهدافه ، أنواعه ومهاراته
ما هو التعبير الفني ؟ وما هي أنواعه ؟ 

بحث عن التعبير الفني : 

1. مفهوم التعبير الفني . 

2. أهداف التعبير الفني . 

3. الوسائل المعينة للمعلم علي تحقيق أهداف التعبير الفني . 

4. أهمية التعبير الفني . 

5. أنواع التعبير الفني . 

6. مهارات التعبير الفني وأمثلتها .ِ  

7. دور المعلم في تنمية مهارات التعبير الفنى . 

8. نظريات رسوم الأطفال في التعبير الفنى . 

9. خصائص التعبيرات الفنية لمرحلة التعبير الواقعي . 

مفهوم التعبير الفني  : 

الفن لغة تعبيرية بصرية ، لغة قوامها الألوان والخطوط والأشكال والمساحات، وكل ما يقوم عليه العمل الفني ، ولغة تنبض بالإحساس ، وتفيض بالمشاعر ، لغة تترجم الآمال والآلام والأحلام . 

ومن هنا يجدر بنا أن نتناول مفهوم التعبير الفني ، وأن العديد من الفلاسفة اتفقوا على أن التعبير هو جوهر الفن .

 فيري كرو تشه (Croce) أن الفن مؤلف من العاطفة التي ترتبط بالحالة النفسية للفنان ؛ والتعبير الفني عند جون دوي (Jon Dewy) معناه الاستحواذ على الانفعال ، وصياغته في وسائط مادية مثل : الألوان ، الخطوط ، الأشكال ، الصور ، والكلمات في الشعر والأدب . 

ويقصد بالتعبير الفني أن ينفس الطفل عما في نفسه بأسلوبه الخاص ، وأن يترجم أحاسيسه الذاتية دون ضغوط أو تسلط ، في إطار المحافظة على نمطه وشخصيته وطبيعته ، فيعبر عن الأشكال والقيم الجمالية ، من خلال هذا التعبير الحر ، فتنمو خبراته و تتطور مشاعره ، وتتبلور أخيلته ، وفي ثنايا هذا التعبير يستخدم الطفل مجموعة من الخامات التي يتعرف خصائصها ، ومصادرها ، فتمكن من السيطرة عليها ، باستمرار معالجته لها.  

أن التعبير عن المشاعر يعتبر أحد الوظائف الأساسية للفن ، وعلى مر العصور قام الفن بدور فعال في تحسيد الأحاسيس إلى قيم بصرية تشكيلية ، والفن قادر على تناول أكثر المشاعر خصوصية في الإنسان كالآلم والخوف والأحلام ، ليحولها إلى استعارات مرئية . 

التعبير - في المصطلح الفني - هو البوح عما في داخل الشخص نحو موقف ما ، أو حدث ما ، أو ظاهرة معينة ، مستخدما في ذلك الفكر والجسد والكلمة .

أهداف التعبير الفني : 

التعبير الفني دائما وعلى مر السنين هو في مقدمة محاور التربية الفنية في مراحل التعليم المختلفة ، وذلك لما للتعبير الفني من أهمية نابعة من أهدافه المتعددة  وهي : 

1- العمل على نمو وترقية أساليب الطلاب التعبيرية واليدوية بالقياس إلى مستواهم السابق في  المراحل الماضية التي اجتاز وها. 

2- التأكيد على الطابع الشخصي والمميز لكل طالب في مجال التعبير الفني . 

3- إنضاج الخيال ، وإفساح المجال لتوليد الأفكار الابتكارية

4- معالجة الخامات والسيطرة عليها وتوالد طرق جديدة للأداء وحل المشكلات . 

5- الإحاطة بالبيئة والإحساس بالمظاهر الإلهامية فيها. 

6- التبصير بقضايا المجتمع والإحساس بها ، وذلك بتقريب أهم الأحداث والمناسبات المحلية  والعالمية ، وترجمتها بأسلوب التعبير الفني المفضل الذي يجسد المفاهيم والاتجاهات

7- التبصير بالسير الشهيرة في حياتنا على مر العصور و بالمواقف التاريخية الخالدة. 

8- الجمع بين التعبير الفني في المظاهر التي تقوم على البعد الواحد المسطح من جهة ، وعلى  الأبعاد الثلاثة بمختلف الوسائل ، التي تساعد على تحقيق الأوضاع المثالية لها وذلك في مراحل  التعليم العام . 

هناك بعض الاهداف  الاخري للتعبير الفني ومنها : 

1- إكساب الطالب ثقافة بصرية ، من خلال مشاهدته للصور ولقطات الفيديو التي تتاح له. 

2-  تنمية قدرة الطالب على التوافق الحركي بين العين مع اليد.

3-  تنمية القدرة على الإبداع الفني لدى الطالب، من خلال إحداث مواقف معينة، أو مشكلة  محددة.

4-  تنمية الحس الجمالي للطالب من خلال عرض إنتاجه الفني. 

الوسائل المعينة للمعلم علي تحقيق اهداف التعبير الفني : 

هناك عددا من الوسائل المعينة للمعلم على تحقيق أهداف التعبير الفني وهي : 

1- يستلزم العناية بإبراز الطابع الشخصي لكل طالب ، حيث لا تخرج نتائج الأعمال متشابهة  فعلى المعلم أن يناقش الطالب ويستمع إلى رأيه وينصحه ويرشده لمعالجة المشكلات . 

2- إنضاج الخيال وإفساح المجال لتوليد الأفكار الابتكارية ، فعلى المعلم أن يشحذ خيال الطالب  فيساعده على التدفق والاتساع. 

3- معالجة الخامات والسيطرة عليها لا تأتي إلا بالتجريب الذي يجد الخبرات ، ويكشف لنا عن  التنوع والتعدد والشمول ، وخامات التعبير الفني ليست مقصورة على أنواع محددة من  الخامات . 

4- الإحاطة بالبيئة وما تزخر من مشاهد وعناصر مختلفة تميزها عن البيئات المختلفة ، وما يجري على أرضها من نشاطات واهتمامات وحركة وسكون ، وذلك عن طريق إثارة الموضوعات التعبيرية لتلك المواقف والصور التي يمكن تحديدها بالاستدعاء والمناقشة والحوار المفتوح  المتبادل. 

5- التعبير الفني عن قضايا المجتمع ، ويأتي ذلك بتبصير الطلاب بأهمية الاشتراك في التعبير عن  هذه القضايا والأحداث والمناسبات وغيرها ، حيث يجب على المعلم أن يكون ملما بهذه  القضايا والأحداث. 

6- إثارة المعلم حماس طلابه للتعبير عن سجل أمتنا العربية والإسلامية الحافل بالبطولات  والمواقف والجوانب المشرفة على مر الأجيال . 

أهمية التعبير الفني : 

يعد التعبير الفني أحد الأهداف الرئيسة للتربية الفنية ، منذ تحولها من فترة المحاكاة الطبيعية إلى فترة الاعتراف بفن الطفل ، حيث تبين أن للطفل تعبير خاصة به ، يختلف تماما عن التعبير الفني للكبار ، وأن ممارسة الطفل للتعبير الفني يؤكد على بناء الشخصية المتكاملة ، وذلك من خلال التأكيد على الطراز الجمالي للطفل ، وأسلوبه المميز . 

ويمكن إيجاز أهمية دراسة التعبير الفني للأطفال فيما يلي : 

1- إعطاء وصف كامل و دقيق للعمليات السلوكية في الفن عند الأطفال . 

2- اكتشاف خصائص التعبير الفني لكل عمر زمني خلال فترة الطفولة

3- تفسير التغيرات الحادثة في تغيرات الأطفال الفنية. 

4- التحكم في التغيرات السلوكية للأطفال في الفن وضبطها ، وتوجيهها والتنبؤ بها . 

5- توجيه المعلم إلى تفسير التعبير الفني للأطفال بطريقة علمية صحيحة ، مما يؤدي إلى توجيه فن  الأطفال تربوياً ، ونفسياً في ضوء الحقائق العلمية لا وجهات النظر الذاتية. 

6- تفيد في قياس القدرات العقلية العامة ( الذكاء ) . 

7- تفيد في فهم إنتاج الأطفال ، وتقبله من قبل الآباء ومساعدتهم ، وتوجيههم التوجيه السليم . 

8- استنباط السمات الخاصة بالتعبير عند الجنسين ( الذكور الإناث ) .

9- استنباط العوامل المؤثرة على تعبيرات الأطفال . 

10- تحديد مكانة تعبيرات الأطفال العرب من الاتجاهات العالمية ، للوقوف على مدى تقديم تربية  أطفالنا ومعالجته السلبيات القائمة . 

11- الكشف عن الأطفال الأسوياء وغير الأسوياء. 

تبرز أهمية التعبير الفني للأطفال أيضا فيما يلي : 

1.  الإسهام في تحقيق الذات وتكامل الشخصية. 

2. الكشف عن المهارات الفنية في مجال التعبير الفني باستخدام الحاسب الآلي وسيلة مساعدة في  التعليم. 

3. تعرف مكونات العمل الفني ، كالإشارات والعلامات والرموز، التي يستخدمها الطفل بأسلوبه عند الانتهاء من الرسم. 

أنواع التعبير الفني : 

هناك نوعين للتعبير الفني هما : 

1. التعبير الحر : 

وهو موجود مع الإنسان منذ ولادته ، ويعتبر التعبير الحر التلقائي فعلاً بشرياً نما مع خبرة الإنسان ؛ سواء كان طفلاً أو شخصاً بالغاً ، يقدمه الإنسان كمحصلة للخبرة التي يعيش فيها داخل إطار نفسي واجتماعي بيئي معين ؛ سواء دخل هذا الفعل مقدار من التعلم  أو الثقافة المعايشة.

2. التعبير المقصود : 

فهو الذي يقدمه أصحاب العقول المبدعة من أهل الفنون والآداب في  صورة منتجات وأعمال فنية لها خصائصها التعبيرية ، والبنائية التخصصية، والمحملة بالقيم، و ارتباط دائم بين العقل الفني ورد الفعل بين الجمهور ، وهذا النوع من الفعل التعبيري يخرج  نتيجة لمحصلة خبرات المبدع وفكره ، وإطاره الفلسفي ، ويحمل ما يريد توصيله للأخرين .  ( المليجي ، 2000 ) 

وقد تم تقسيم التعبير الفني للأطفال حسب أنماط التعبير الي قسمين هما : 

1.  التعبير الفني المسطح : 

ويشمل التعبيرات ذات البعدين مثل الرسوم والطباعة والورق الملون. 

2.  التعبير الفني المجسم : 

ويعني ذلك النوع من الفنون الذي يتضمن أشكالاً مجسمة ذات أبعاد ثلاثة حيث الإحساس بالكلمة ، والحركة ، والمتعة الفنية ليس من خلال رؤيتها فقط ، بل بما تعطيه من تأثيرات مختلفة نتيجة لتحرك الظلال التي تنشأ من تغيير الضوء الساقط عليها. 

مهارات التعبير الفني : 

إن قدرة الطالب التعبيرية تكمن في قدرته على إحداث موضوع الرسم، فإذا ما كانت الأشكال المرسومة مرتبطة بموضوع الرسم، وعلى درجة من التفاعل بحيث تعكس أحداثه ، حتى الرائي يستطيع التعرف عليه أو التنبؤ به، ويكون الطالب قد مثل الموضوع وعبر عنه. 

للتعبير الفني مجموعة من المهارات نذكر منها : 

1. الملاحظة .

2. المحاكاة .

3. التجريب. 

4. والممارسة. 

5. الإتقان .

6.  والإبداع . 

وسوف نتناول كل مهارة بشيء من التفصيل : 

1. مهارة الملاحظة : 

هي أول مستوى في تكوين المهارات ، فيصبح الطلاب على وعي بما يحدث حولهم، أو بما يقدم أمامهم، والملاحظة الواعية تساعد الطالب على تعرف خطوات العمل التي ينبغي عليه إتباعها مستقبلا تمهيدا لتكوين المهارة في أداء هذا العمل ، ويهتم هذا المستوى بوعي الطلاب وبما يشاهدون ويحدث أمامهم.  

ان مهارة الملاحظة هي مشاهدة الطالب لما يعرض عليه من صور ورسومات ولقطات فيديو ، وغيرها ، في البرنامج الحاسوبي حتى نهايته ، بوعي وإدراك ، الأمر الذي يساعده على تعرف خطوات العمل التي سيتبعها مستقبلا لتكوين المهارة في أداء العمل. 

2. مهارة المحاكاة : 

في هذه المهارة يقوم الطالب بأداء عمل أو جزء من عمل معين ، متبعاً الطريقة أو الخطوات التي شاهدها ، والتي نفذت أمامه دون تصرف ، والأداء يكون على الطريقة الصينية في التعلم ، والتي يقلد فيها الشيء المطلوب منه ، ولا يتوقع منه إجادة في العمل أو إدخال أي تعديلات في الأسلوب ، وغالباً ما يكون تحت إشراف دقيق من المعلم ومتابعة مستمرة منه .

تعني المحاكاة التقليد لحركة أو مجموعة حركات بعد ملاحظتها ، وتتم هذه المهارة بالتقلید، والمحاولة والخطأ أي تحويل الملاحظة إلى عمل وتنفيذ . 

ان مهارة المحاكاة هي: أداء الطالب متبعا نفس الطريقة أو الخطوات التي شاهدها في البرنامج الحاسوبي عندما يطلب منه ذلك ، تحت إشراف المعلم ومتابعته . 

3. مهارة التجريب : 

ان مهارة التجريب هي ما يقوم به الطالب من أنشطة معتمدة على ما شاهده ولاحظه في البرنامج الحاسوبي بشيء من التصرف والحرية ، و بدون تقليد أو محاكاة. 

تتطلب هذه المهارة أن ترفع المراقبة عن الطالب تدريجيا ، بحيث يعمل بشيء من الحرية والتصرف ، وقد يجرب الطالب عمل شيء ما ، اعتماداً على ما شاهده ولا حظه من قبل ، ولكنه ليس تقليد حرفيا له ، ويكتسب الطالب في هذه المهارة ثقته بنفسه ، ويتعرف أخطاءه في العمل ، ويتلافاها من خلال محاولته المتكررة ، وتتم هذه المهارة بالوصول إلى مرحلة الأداء بقليل من الأخطاء .

4. مهارة الممارسة : 

وفيها يبدأ تكوين المهارة فعلا، حيث يصبح أداء الطالب تلقائية سلسا ، فيؤديه بسهولة وبثقة ومن مظاهر الأداء هنا زيادة سرعة العمل ، وقلة الأخطاء ، وزيادة الإنتاج .

يصل الأداء في هذه المهارة إلى درجة عالية من الصحة والانضباط ، ويتضمن إعادة الأداء ذاتيا ، وتتم هذه المهارة بالوصول إلى مرحلة المهارة في أداء العمل. 

5. مهارة الإتقان : 

تعني مهارة الإتقان التوافق بين مجموعة من الحركات عن طريق بناء سلسة منها، وتحقق الاتساق والتآلف والتوافق بين الحركات، وتتم بقدرة الطالب على تنفيذ الأعمال بأقل جهد وطاقة تتصف بالدقة والإتقان .

تعد مهارة الإتقان هي الدلالة على تكون المهارة،  حيث يعمل الطالب بسهولة، وبسرعة تكاد تكون آلية ، ويتصف الأداء في هذا المستوى بالجودة والإتقان ، وبالاقتصاد في الزمن والخامات والمجهود ، فيعمل الطالب دون تردد ، ودون تركيز مرهف ، وتقل أخطاؤه ويزيد إنتاجه . 

6. مهارة الإبداع : 

وهي قدرة الطالب على إحداث نماذج حركية جديدة لمقابلة موقف معين أو مشكلة محددة، وتأتي من الإتقان الكامل للمهارة، والثقة بالنفس، بحيث يجرؤ الفرد على الخروج عن المألوف، والإقدام على ابتكار شيء جديد فيه حداثة .  

وتعني الوصول إلى أعلى درجة من الأداء أو المهارة، وهي أرقى المستويات في المهارات العملية القائمة على تطوير نماذج حركية جديدة لمقابلة الموقف عن طريق خبرات سابقة .

دور المعلم في تنمية مهارات التعبير الفني  : 

إن ممارسة التعبير الفني تساعد على تكامل شخصية الطالب، وتجعله قادرا على التفاعل مع من حوله، وتزيد شعوره بالاطمئنان والرضا عن ذاته، فالطالب يجد متعة ولذة خاصة في أثناء ممارسة الفن، ويساعده ذلك على توافقه الشخصي والاجتماعي . 

هناك عدد من الأسس التي قد يعتمد المعلم عليها في تنمية مهارات التعبير الفني ومنها : 

1- الاهتمام بمرحلة النمو التي يجتازها الطالب وتعرف طبيعتها وخصائصها المختلفة .

2- الاهتمام بالتعليم من خلال الخبرة والممارسة والتدريب الأمر الذي يساعد على تنمية وتغيير السلوك المرتبط بالتعبير الفني. 

3- الاهتمام بالفروق الفردية والتأكيد على الخصائص المميزة لكل طالب. 

4- الاهتمام بالبيئة المباشرة التي ينتمي إليها الطالب ثم بالبيئة الغير المباشرة. 

5- مساعدة الطالب تعرف الفنون والعصور التي مر بها ، مع التأكد على التشابهات  والاختلافات والمميزات والعيوب التي تساعد الطالب على فتح أبواب جديدة لأسلوبه الفني  متعمد على إرثه التراثي . 

6- مساعدة الطالب على تذوق الطبيعة من حوله و اعتبارها مصدرا مهما للتعبير الفن. ( محمد ، 1434هـ ) 

نظريات رسوم الأطفال في التعبير الفني : 

مما لاشك فيه أن التعبير الفني يعد من الحاجات المهمة للعملية التعليمية، وخصوصا في مرحلة الطفولة ، ولعل ما يقوم به الطفل من الرسم في خفية على الورق ، دليل واضح على هذه الرغبة الملحة في ممارسة التعبير عن طريق التربية الفنية . 

ان التعبير الفني للأطفال يقوم على عدة نظريات علمية منها : 

1. النظرية الواقعية : 

تعد هذه النظرية من أقدم النظريات التي حكمت أفكارنا عن رسوم  الأطفال ، وعن تعليم الفن لفترة ليست بقصيرة ، وافترضت أنه لا فرق بين جسم الشيء المرئي والصورة ، كما يدركها العقل ، وتناولت النظرية الرسم عند الطفل كنشاط تسجيلي ميكانيكي للأشياء في الواقع المرئي ، والانتقاد لها أن افتراضات النظرية ونظرتها العلمية والفلسفية يتناقض مع مفاهيمنا الحالية عن الإدراك البصري ، وكيف أنه يتأثر بحاجتنا وعواطفنا و ميولنا. 

2. النظرية العقلية : 

ذهب أصحاب النظرية العقلية إلى أن رسوم الأطفال تستمد من مصدر غير بصري ، أي من مفاهیم محردة غير مدركة حسية ، فرسوم الأطفال بمثابة رموز تعبر عما انطباعه في أذهانهم من مفاهيم عن الأشياء ، وهذه الرسوم هي وسيلة للتفاهم والتعبير عن تلك المفاهيم بما تتضمنه من إدراك وتحريد و تعميم أكثر مما هي وسيلة لإظهار النواحي الفنية  والجمالية، ويمكن القول إن الأطفال يرسمون ما يعرفون.

3. النظرية الإدراكية :

 ذهب أصحاب النظرية الإدراكية إلى أن الطفل يرسم ما يراه، لكنه  يفعل ذلك معتمدا على المفاهيم البصرية وهو ما يعرف بالإسقاط البصري للأشياء المحسوسة  التي تشكل عالمنا. 

4. النظرية التحليلية : 

يتناول بعض  الباحثين رسوم الأطفال من منظور التحليل النفسي على أساس أن هذه الرسوم ليست مجرد إسقاطات فوتوغرافية لما رآه الأطفال في الواقع المرئي، وإنما هي محكومة بعوامل أخرى وجدانية دافعية، مرتبطة بمزاج الطفل وشخصيته وصراعاته ومشاعره ورغباته الدفينة .

وتعتبر رسوم الأطفال من الوجهة التحليلية بمثابة رسائل موجهه إلى الآخرين، تصور أعماق شخصيات أصحابها أصدق تصوير، ويمكن الاستفادة من رسوم الطفل في مساعدته ، والكشف عن المشكلات والصراعات التي تواجهه وتؤثر فيه . 

5. النظرية السلوكية : 

يؤكد أصحاب النظرية عموما على الدراسة التجريبية ، وتحليل القوى  والظروف البيئية الخارجية (المثيرات والسلوك الملاحظ (الاستجابات) واكتشاف القوانين  الحاكمة لاكتساب هذا السلوك ومن ثم تعديله ، ويستلزم تناول الرسوم كسلوك يمكن تعلمه  من وجهة النظر السلوكية تحديد وما يجب أن يكتسبه الطفل .  

مرحلة الرسوم التعبيرية للأطفال من سن (11-13) سنة : 

تصنف هذه المرحلة بالمرحلة التي تسبق سن المراهقة ، وقد حددها معظم علماء علم النفس النمو تحت مسمى الطفولة المتأخرة ، وهي التي تقابل في المرحلة الابتدائية بالصف السادس الابتدائي ، لمن انتظموا في الدراسة ودخلوا المدرسة في السن النظامي. 

والطفل في هذه المرحلة يصبح سلوكه أكثر جدية ، وهي تعتبر مرحلة إعداد للمراهقة ، وتتميز ببطء معدل النمو بالنسبة لسرعته في المرحلة السابقة ، والمرحلة اللاحقة ، وزيادة التمايز بين الجنسين بشكل واضح ، وتعلم المهارات اللازمة لشئون الحياة ، وتعلم المعايير الخلقية والقيم ، وتكوين الاتجاهات ، والاستعداد لتحمل المسئولية ، وضبط الانفعالات .  

ولعل من أبرز مميزات هذه المرحلة في المجال الفني ما يلي : 

1- قلة الإنتاج : 

يتميز الأطفال في هذه المرحلة بعدم الرغبة في ممارسة العمل الفني إذا قورن  ذلك باتجاهاتهم السابقة نحو الممارسة الفنية.

2- ظهور القدرات الخاصية :

بالرغم من ملاحظة ظاهرة قلة الإنتاج إلا أنه من الملاحظ أن  هناك بعض الأطفال يتابعون النشاط الفني بحماس ظاهر ورغبة أكيدة.

3- الاتجاه البصري : 

يتميز بعض الأطفال في هذه المرحلة باعتمادهم على الحقائق البصرية عند التعبير الفني . 

4- الاتجاه الذاتي :

يلجأ بعض الأطفال في هذه المرحلة بعدم الالتزام بالنسب الطبيعية، ولا  بالعلاقات بين العناصر، ولا بألوانها الحقيقية .

تعليقات