U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

عملية اتخاذ القرارات ، مقدمة عنها ، مفهومها ، خصائصها ، عناصرها ومراحلها ( بحث كامل )

عملية اتخاذ القرار pdf
ما هي عملية اتخاذ القرار ؟ وما هي مراحلها ؟ 

بحث عن عملية اتخاذ القرار ات :

محتويات البحث : 

(1) مقدمة عن عملية اتخاذ القرارات . 
(2) مفهوم عملية اتخاذ القرارات . 
(3) خصائص عملية اتخاذ القرارات . 
(4) عناصر عملية اتخاذ القرارات . 
(5) مراحل عملية اتخاذ القرارات . 

مقدمة عن عملية اتخاذ القرارات :

تعتبر عملية اتخاذ القرارات محور العملية الإدارية وجوهرها ، وإن نجاح الشركة يتوقف علي قدرة وكفاءة الإدارة علي اتخاذ القرارات المناسبة ، ومن هذا المنطلق أصبح التفكير الإبداعي الإداري يتوقف علي عملية اتخاذ القرارات ومناهجها المتبعة والعوامل المؤثرة فيها ، ولم يتردد ليونارد وايت باعتبارها من الأمور الجوهرية للمدير ووصفها بأنها قلب الإدارة . 

بل إن عملية اتخاذ القرارات أكثر أهمية من باقي العمليات الإدارية ، فنجاح كافة العمليات والأنشطة الإدارية يعتمد علي عملية اتخاذ القرارات ، فهي محور أساس من محاور الأنشطة الإدارية ، مثل عملية الاتصالات التي تتداخل في كل مظهر من مظاهر الأعمال الإدارية للشركة . 

وتزداد أهمية وخطورة القرارات كلما كبر حجم الشركة وتشعبت أنشطتها ، وتزداد درجة تعقيد القرار في ظل ثورة الاتصالات والمعلومات وكذلك العولمة التي أدت إلى المنافسة الشديدة والتغير البيئي المتسارع ، فكل هذه التحديات جعلت عملية صنع القرارات أكثر تعقيداً وأهمية من أي وقت مضي . 

مفهوم عملية اتخاذ القرارات  :

يمكن التمييز بين القرار وعملية اتخاذ القرار كالتالي : 

القرار هو : عملية الاختيار بين بديلين أو أكثر ، بينما عملية اتخاذ القرار هي : تلك العملية المبنية علي الدراسة والتفكير الموضوعي الواعي للوصول إلى قرار . 

والقرار هو اختيار واعي من بين بديلين فأكثر تم تحليلها ، يتبعه فعل أو إجراء لتنفيذ هذا الاختيار ، أما عملية صنع القرار فتتضمن سلسلة من الخطوات المترابطة المؤدية إلى القرار ، وتنفيذ هذا القرار ومتابعته . 

ويمكن التفريق بين عملية صنع القرار وعملية اتخاذ القرار كالتالي : 

عملية صنع القرار يتم من خلالها تحديد المشكلة والبدائل المتاحة ثم دراستها للوصول إلى حل لتلك المشكلة ، فتشتمل عملية صنع القرار علي الجهود المبذولة قبل إجراء عملية الاختيار وبعدها ، أما عملية اتخاذ القرار تمثل ناتج عملية صنع القرار ، ويمثل القرار اختيار البديل الأفضل . 

وبالتالي تعرف عملية اتخاذ القرار كالتالي : 

هي عملية اتخاذ خيار من بين عدد من البدائل لتحقيق النتائج المطلوبة ، ولها ثلاثة عناصر رئيسة ، الأول : صنع القرار ينطوي علي عملية الاختيار من بين عدد من الخيارات ، والثاني : اتخاذ القرار هو عملية تنطوي علي أكثر من مجرد الاختيار النهائي من بين البدائل ، وأخيراً : النتيجة المطلوبة ، تتضمن الهدف الناتج عن النشاط المرتبط بمتخذي القرار للوضول إلى القرار النهائي . 

ويلاحظ أن عملية اتخاذ القرارات هي عملية منهجية عقلانية ، تقوم علي اختيار أنسب البدائل المتاحة ، بالمفاضلة بينها باستخدام معايير محددة ، وبما يتماشي مع الظروف الداخلية والخارجية التي تواجه متخذ القرار ، بهدف حل مشكلة معينة . 

خصائص عملية اتخاذ القرارات :

إن عملية اتخاذ القرارات تشتمل علي مجموعة من الخصائص المميزة لها والتي توضح طبيعتها ، مجملة فيما يلي : 

1- عملية قابلة للترشيد : 

فليس بالإمكان الوصول إلى ترشيد كامل للقرار ، وإنما يمكن الوصول إلى حد من المعقولية والرشد .

2- تتأثر بعوامل ذات صبغة إنسانية واجتماعية : 

وهذه الصفة نابعة من كون هذه العملية تتأثر بعوامل سيكولوجية نابعة من شخصية الأفراد المساهمون في القرار ، وبعوامل اجتماعية نابعة من بيئة القرار . 

3- تمتد في الماضي والمستقبل : 

فالقرار الإداري امتداد لقرارات سابقة ، بل يعتبر حلقة من سلسلة قرارات ، كما يمتد في المستقبل من حيث كون آثار القرار تنصرف إلى المستقبل . 

4- تقوم علي الجهود الجماعية المشتركة : 

فهذه العملية تحتاج إلى جهد مشترك يبرز من خلال مراحلها المتعددة ، فالقرار خلاصة جهد جماعي . 

5- تتصف بالعمومية والشمول : 

تتصف بالعمومية من حيث أن أنواع القرارات وأسس وأساليب اتخاذها عامة بالنسبة لجميع الشركات . وشاملة من حيث أن القدرة علي اتخاذ القرارات ينبغي أن تتوافر في جميع من يشغلون المناصب الإدارية . 

6- عملية ديناميكية مستمرة : 

فهي عملية مرحلية تنتقل من مرحلة لأخرى وصولاً إلى الهدف ، كما أن التغير المستمر للمشكلة يفرض علي متخذ القرار متابعة هذا التغيير لحل المشكلة . 

7- عملية مقيدة وتتسم بالبطء أحياناً : 

فمتخذ القرار يخضع لقيود متعددة ويتعرض لضغوط متنوعة ، كما أنها عملية تتسم بالبطء ، لكونها تستغرق وقتاً طويلاً لاتخاذ القرار . 

8- عملية معقدة وصعبة : 

تتطلب نشاطات متعددة ، وقدرات ومهارات لإنجازها . 

عناصر عملية اتخاذ القرار :

تتكون عملية اتخاذ القرارات من عناصر أساسية ، يمكن توضيحها كما يلي : 

1- متخذ القرار : 

فقد يكون فرداً أو جماعة ، ومتخذ القرار الرشيد بحاجة إلى الابتكار ، أي أن تكون لديه القدرة علي إيجاد أفكار جديدة مفيدة ومناسبة للمشكلة ، تختلف عما فعل سابقاً . 

2- موضوع القرار : 

وهو المشكلة التي تتطلب البحث عن حل أو اتخاذ قرار بشأنها ، فأغلب المشاكل لا تظهر بشكل واضح ، وهناك مشاكل ظاهرية لا تعبر عن المشكلة الحقيقية . 

3- الأهداف والدافعية : 

فلا يتخذ قرار إلا إذا كان وراءه دافع لتحقيق هدف محدد . 

4- المعلومات : 

إن توفير المعلومات ( الملائمة والموثوقة ) عن المشكلة ، مسألة حيوية لنجاح القرار . 

5- التنبؤ : 

يعتبر ركناً أساسياً يساعد في إدراك أبعاد المشكلة تمهيداً لاتخاذ قرار بشأنها . 

6- البدائل : 

يمثل البديل مضمون القرار الذي سوف يتخذ لحل مشكلة ما ، فمتخذ القرار الجيد هو الذي يختار البديل الأنسب والأفضل من بين البدائل المتاحة لحل المشكلة . 

7- مناخ القرار : 

أي الجو العام الذي يتم فيه اتخاذ القرار من ظروف داخلية وخارجية تضع أمام متخذ القرار قيود عند اتخاذه للقرار ، لذا يجب عليه أن يحسن التعامل مع هذه القيود . 

ويلاحظ أن تلك العناصر مترابطة بشكل تفاعلي ، حيث يدرس متخذ القرار المشكلة موضوع القرار مستخدماً أساليب اتخاذ القرار ، لتحليل المعلومات المتاحة حول البدائل المتوفرة ، وإدراك أبعاد المشكلة ، تمهيداً لاتخاذ قرار بشأنها ، مع الأخذ بعين الاعتبار المناخ العام والقيود التي تواجه القرار ، متبعاً في ذلك كله مراحل عملية اتخاذ القرار . 

مراحل عملية اتخاذ القرارات :

تتضمن عملية اتخاذ القرارات عدد من المراحل يمر بها متخذو القرار للوصول إلى الحل الأنسب ، وهذه الخطوات والمراحل كما يلي : 

(1) مرحلة تحديد الهدف والمشكلة : 

يجب أن يعرف متخذ القرار ماذا يريد أن يحقق ، وأن يعرف بوضوح ما الذي يريد أن يحصل عليه ، وإلا فإن إتمام عملية اتخاذ القرار سيكون ضبابياً ، فتحديد المشكلة يتطلب التعرف علي جميع جوانبها بشكل دقيق وصحيح . 

(2) مرحلة جمع المعلومات ذات الصلة : 

هي المرحلة الثانية وهي مرحلة جمع وتمحيص المعلومات ذات العلاقة بالمشكلة ، إذ أن بعض تلك المعلومات يكون متوفر بوضوح ، والبعض الآخر ربما يكون مفقود ، فمن الضروري التمييز بين المعلومات المطلوبة والمعلومات المتاحة ، ومن الخطأ النظر إلى القرار الواسع ثم الرجوع إلى المعلومات المتوفرة دون النظر هل هذه المعلومات ذات علاقة بالمشكلة أم لا . 

فغالباً كميات البيانات المقدمة تعتبر مجرد إضافة للحجم إذا لم يعرف متخذ القرار المعلومات المطلوبة ، ولا سيما أن تطور التكنولوجيا ساهم في إيجاد معضلة جديدة ، وهي زيادة المعلومات بشكل كبير ، الأمر الذي أدى إلى عدم المقدرة علي التعامل مع البيانات المتراكمة ، وهذه المعضلة تمثل مشكلة لدي متخذي القرار . 

(3) مرحلة توليد الخيارات الممكنة : 

إن صناع القرار الذين يفتقرون إلى المهارة يقفزون بسرعة للوصول إلى البدائل ، ولا يعطوا ما يكفي من الوقت والطاقة الذهنية لتوليد علي الأقل ثلاث أو أربع احتمالات ، ومتخذ القرار الرشيد بحاجة إلى إمعان النظر في جميع الاحتمالات ، لأن ذلك سبباً لتوليد الأفكار ، وبعد ذلك يعمل قدرته التقييمية من أجل تحديد الخيارات الممكنة ، ومن ثم يختبر تلك الخيارات من أجل حصرها في ثلاث خيارات ثم إلي بديلين حتى يصل إلى القرار المناسب . 

وبعد توليد الأفكار يحتاج متخذ القرار إلى تقييم البدائل ، بتحليل كل بديل للتعرف علي مزاياه ، وعيوبه ، وقوته ، وضعفه ، وما يترتب عليه من إيجابيات وسلبيات ، وتتطلب هذه العملية المقارنة بين البدائل ووجود المعايير الدقيقة والمحددة الواجب الالتزام بها عند المفاضلة بين البدائل ، ومن أهم تلك المعايير : 

1- الكفاءة : يتسم البديل بالكفاءة إذا كان بالإمكان احتواء المشكلة وانتهار الفرصة المتاحة . 

2- الجدوي : ويشير هذا المعيار للعوائد التي يمكن أن تتحقق إذا تم تبني هذا البديل . 

3- إمكانية التطبيق : في ظل الموارد والإمكانيات المتاحة ، وفي ظل القيود المحيطة بالقرار . 

4- المخاطرة : تتضمن معظم البدائل عنصر المخاطرة المتعلق ببذل الجهود والاستثمارات . 

5- الوقت : يمثل الوقت أحد المعايير الهامة للمفاضلة بين البدائل . 

6- التكاليف : ما يتحمله متخذ القرار من أعباء مختلفة خاصة ما ترتبط بالتكاليف المالية . 

7- القيم الشخصية : يشير إلى القيم والمعتقدات والاتجاهات الشخصية لمتخذ القرار . 

(4) اتخاذ القرار : 

في هذه المرحلة يترجم متخذو القرار جهودهم السابقة إلى اختيار أفضل البدائل ، الذي يعطي أكبر قدر من المزايا المحتملة ويقلص السلبيات إلى أقل ما يمكن . 

ويمكن تحديد المعايير التي تساعد متخذ القرار علي اختيار أفضل البدائل لمعالجة المشكلة كما يلي : 

1- تحقيق البديل للأهداف ، ويفضل البديل الذي يحقق أهم الأهداف والتي تحقق الأهداف الكلية . 

2- مدى اتفاق البديل مع أهداف الشركة ، وقيمها ، ونظمها ، وسياستها . 

3- مدى كفاءة البديل في استغلال للموارد المتاحة . 

4- درجة المخاطر المتوقعة من تنفيذ البديل . 

5- اختيار البديل الذي يحقق أفضل النتائج وبأقل تكلفة وجهد ممكن . 

6- الأخذ في الاعتبار الإمكانيات والموارد اللازمة لتنفيذ البديل ، ومدى توفرها في الشركة . 

7- ملائمة البديل لعوامل البيئة ، ومراعاة مدى تناسب البديل مع العوامل البيئية الخارجية . 

8- الوقت الذي يستغرقه اختيار البديل وتنفيذه ، وأن يعالج البديل المشكلة في الوقت المناسب . 

9- آثار تنفيذ البديل علي الشركة أو علي الشركات الأخرى ، بل علي المجتمع ككل . 

10- الآثار الإنسانية والاجتماعية للبديل وانعكاساته علي الأفراد داخل الشركة وخارجها . 

11- مدى استجابة المرؤوسين وتقبلهم للقرار ، فعدم استجابتهم يخلق عقبات تحول دون تنفيذه ، ومنا تبدو أهمية إشراكهم في عملية اتخاذ القرار . 

(5) التنفيذ والتقييم : 

من الخطأ الاعتقاد بأن مهمة متخذ القرار تنتهي بإقرار القرار ، فعملية اتخاذ القرار لا تنتهي بمجرد اختيار البديل الأفضل ، لأن متخذ القرار لا ينفذ القرار بنفسه ، وإنما يجهود الآخرين ، وعلي متخذ القرار أن ينقل للآخرين القرار المتخذ ، ويشرح لهم أبعاده ، ويقنعهم به حتى يطمئن إلى قبولهم لفكرة القرار ، ويدفعهم ويحفزهم إلى تنفيذه بالشكل الذي يحقق الهدف المطلوب . 

كما يتوجب علي متخذ القرار القيام بمتابعة عمليات تنفيذ القرار ، بغرض التعرف علي مستوي الإنجاز والمشكلات التي تواجه المنفذين ، ومحاولة حلها ، وهذا يسهم في التقييم المستمر للقرار ولمراحل تنفيذه المختلفة ، واتخاذ الإجراءات المناسبة نحو القرار . 

تعليقات