U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

المرونة النفسية ، مقدمة عنها ، مفهومها ، أهميتها ، طرق بناءها والعوامل المرتبطة بها ( بحث كامل )

المرونة النفسية doc
ما هي المرونة النفسية ؟ وما هي طرق بنائها ؟ 

بحث عن المرونة النفسية : 

محتويات البحث : 

(1) مقدمة عن المرونة النفسية . 

(2) مفهوم المرونة النفسية . 

(3) تعريف المرونة النفسية . 

(4) سمات الأشخاص ذوي المرونة النفسية . 

(5) العوامل المرتبطة بالمرونة النفسية . 

(6) أهمية المرونة النفسية . 

(7) طرق بناء المرونة النفسية . 

مقدمة عن المرونة النفسية :

نشأت كلمة المرونة من الكلمة اللاتينية Resilere ويقصد بها العودة أو الارتداد والرجوع مرة أخرى ن بمعني العودة إلى الحالة الطبيعية والتعافي بسهولة من العوائق التي تواجه الفرد والجماعة ، وهو سلوك يتضمن ( المرح والابتهاج والأمل ، امتلاك الإيمان ، دعم العلاقات الاجتماعية ) . 

وبرز مفهوم المرونة النفسية ( Psychological Flexibility ) إلى جيز الوجود عندما حاول مجموعة من العلماء والباحثين تفسير السلوك الإيجابي الجيد للفرد في اثناء تعرضه لظروف صعبة ، ولفهم العمليات التي تفسر أدائه غير المتوقع . 

وظل الاهتمام منصباً علي دراسة المرونة النفسية لدي الأفراد إلى أن بدأ يظهر علم النفس الإيجابي الذي اهتم بدراسة وتنمية القوي الشخصية والقدرات والسمات الإيجابية . 

وتعد إيمي فيرنر ( Emmy Werner ) واحدة من أوائل العلماء الذين استخدموا مصطلح المرونة النفسية في العقد السابع من القرن العشرين ، حيث درست مجموعات من الأطفال من أسر فقيرة مدمنة للكحول أو يعاني بعض آبائهم من مرض نفسي ، وكان الكثير من آباء هؤلاء الأطفال يعانون من البطالة . 

فلاحظت أن ثلثي هؤلاء الأطفال يظهرون سلوكاً عدوانياً وتخريبياً ، كما تعرضوا للفشل لاحقاً ، وأن ربع هؤلاء الأطفال لم يظهروا سلوكاً عدوانياً وتخريبياً ، ونجحوا في حياتهم المهنية فيما بعد ، وهؤلاء يطلق عليهم الأطفال ذوي المرونة النفسية ، والأطفال ذوي المرونة النفسية وأسرهم يمتلكون سمات تجعلهم مختلفون عن أقرانهم الذين لا يمتلكونها . 

مفهوم المرونة النفسية : 

تتشابه المرونة النفسية مع بعض المفاهيم الأخرى ، ويكون هذا التشابه إما في التأثير والنتائج علي الأفراد أو في الأسباب المؤدية إلى حدوث الظاهرة ، أو في بعض الخصائص التي يتشابه بها الأفراد الذين ينطون تحت فئة هذا المفهوم ، ولعل من أبرزها : الصلابة النفسية ، والمناعة النفسية ، ومرونة الأنا ، وقوة الأنا ، والتفكير الإيجابي ، والتوافق الإيجابي ، والهدوء الانفعالي ، والاتزان الانفعالي ، والقدرة علي التكيف . 

ويتعدد استخدام مصطلح المرونة Resilience حسب المجال الذي يرد فيه ، ففي مجال الفيزياء والهندسة يعرف مصطلح المرونة : بقدرة المادة علي امتصاص أو تحمل الطاقة عندما تتشوه أو تختل مطاطيتها أو مرونتها أو عندما تمتد أو تتسع لاستيعاب هذه الطاقة أو الضغط ثم تعاود الرجوع إلى حالتها الطبيعية . بمعني آخر إنها الطاقة القصوي مقارنة بالكتلة أو الحجم التي يمكن تخزينها أو تحملها . 

وفي مجال علم النفس فتعد المرونة أو المرونة النفسية مصطلح يستخدم لوصف : القدرة علي التأقلم أو التوافق مع و / أو التصدي أو مواجهة الضغوط أو النكبات أو منغصات الحياة . ويستخدم هذا المصطلح أيضا ليشير إلى كل المقومات المناعية ضد التأثيرات السلبية للأحداث السيئة في المستقبل . 

ترتبط المرونة النفسية كسمة بالمشاعر الإيجابية التي تعزز الصحة للأفراد ، حيث تساعد علي التأقلم بسرعة وكفاءة ، كما أن الأفراد الذين يملكون مرونة عالية يكون لديهم فهم أكبر للمشاعر الإيجابية التي يمكن أن تقدم في أوقات الإجهاد ، بالإضافة إلى ذلك أن المرونة لدي الافراد تحمل انتعاش للأوعية الدموية والقلب بشكل سريع مقارنة مع الأفراد الأقل مرونة . 

تعريف المرونة النفسية : 

تعريف المرونة النفسية بالعديد من التعريفات والتي منها : 

1- المرونة النفسية هي مرونة الأفراد في الاستجابة لتغيير المواقف والقدرة علي استعادة التوازن بعد تجربة عاطفية سلبية ، علي اعتبار أن المرونة سمة لتجارب الأفراد ، تكون حتى في خضم الأحداث المجهدة ، وهذا ما يفسر قدرتهم علي التأقلم بنجاح علي الرغم من المحن . 

2- المرونة النفسية هي قدرة الفرد علي أن يغير نفسه واتجاهاته مع المواقف التي يقع بها بالإضافة إلى قدرته علي إيجاد حلول للمشكلات تتصف بالتنوع والتعدد . 

3- هي القدرة علي الاستمرار في التركيز علي الحاضر ، وتزويد الأفراد بمصادر معرفية أكثر لتخصيص السلوك الموجه نحو الهدف ( أي المهام الوظيفية ) . 

4- هي الرغبة في تجربة اللحظة الحالية وبشكل كامل بدون دفاع مع استمرار السلوك أو تغييره في السعي لتحقيق الأهداف والقيم . 

5- هي إحدي المكونات الرئيسة المتممة للصحة النفسية فهي تضع مساهمة رئيسية لرفاهية يومية وصحة نفسية دائمة . 

6- هي القدرة علي وضع خطط واقعية ، واتخاذ الخطوات والإجراءات اللازمة لتطبيقها ، والنظرة الإيجابية إلى الذات والثقة في القدرات والإمكانات الشخصية ومهارات التواصل الإيجابي وحل المشكلات ، والقدرة علي ضبط وإدارة الانفعالات القوية . 

7- هي القدرة علي استعادة التوازن بعد أي فشل أو خسارة أو صدمة وهي واحدة من أهم مهارات الحياة التي يحتاجها الفرد لحماية دعم وإثراء وجوده في عالم اليوم ، وكثيراً ما يستخدم مصطلح المرونة النفسية لوصف سمة شخصية مستقرة أو القدرة التي تحمي الأفراد من الآثار السلبية للمخاطر والمحن . 

سمات الأشخاص ذوي المرونة النفسية : 

هناك مميزات للأفراد الذين يمتلكون المشاعر الإيجابية كسمة للمرونة النفسية فهم : 

- يملكون نهجاً ساحراً وحيوياً في الحياة . 

- يستخدمون المشاعر الإيجابية لتحقيق المواجهة الفعالة والتكيف مع المواقف باستخدام الفكاهة . 

- يمتلكون الاستكشاف الإبداعي والاسترخاء والتفكير المتفائل وسيلة للتكيف . 

كما ذكر wolin السمات الشخصية المميزة للأشخاص ذوي المرونة العالية وهي : 

1- الاستبصار : 

هي قدرة الشخص علي قراءة وترجمة المواقف والأشخاص علي التواصل البينشخصي ومعرفة طريقة الفرد في التكيف مع المواقف المختلفة ، مما يجعله يفهم نفسه والآخرين . 

2- الاستقلال : 

عمل توازن بين الشخص والأفراد الآخرين المحيطين به ، ويشمل كيفية تكيفه مع نفسه بحيث يعرف ماله وما عليه . 

3- الإبداع : 

ويشمل إجراء خيارات وبدائل للتكيف مع تحديات الحياة بالإضافة للاندماج في كل الأشكال السلوكية السلبية ( تحدي المصاعب والمخاطر ) . 

4- روح الدعابة : 

تمثل القدرة علي إدخال السرور علي النفس ، وإيجاد المرح اللازم للبيئة المحيطة به ( فن التعامل في الحياة لمواجهة تحدياتها ) . 

5- المبادأة : 

وتتضمن قدرة الشخص علي البدء في تحدي ومواجهة الأحداث ، وذلك بعد دراسة سريعة وصحيحة وتمثل قدرة الفرد علي الحدس أي الإحساس بإدراك النتائج الإيجابية الصحيحة والسريعة . 

6- تكوين العلاقات : 

وتشمل قدرة الفرد المرن علي تكوين علاقات إيجابية صحيحة وقوية من خلال قدرته علي التواصل النفسي والاجتماعي والعقلي والبينشخصي مع من يحيطون به ومع ذاته . 

7- القيم الموجهة ( الأخلاق ) : 

وتشمل البناء الخلقي والروحاني الصحيح للشخص المرن ، والتي تتضمن قدرته علي تكوين مفاهيم روحانية وتطبيقها من خلال تعامله مع أفراد مجتمعه ومع خالقه ليكون شخصاً متمتعاً بإدراكات روحانية وخلقية في حياته العامة والخاصة . 

وهناك سمات أخرى للشخص الذي يتمتع بالمرونة مثل : 

1- تقل النقد . 

2- التعلم من الأخطاء . 

3- تحمل المسؤولية . 

4- اتخاذ القرارات المناسبة بنفسه . 

العوامل المرتبطة بالمرونة النفسية : 

هناك عدد من العوامل المرتبطة بالمرونة النفسية ومنها : 

1- عوامل تعويضية ( compensatory factors ) : 

وهل تقلل من أخطار التعرض للخطر ، وهي جوانب فردية أو بيئية ، مثل الإيمان والموقف الإيجابي تجاه الحياة ، واستحضار الشخصية ، التي يكون لها نتائج إيجابية للأطفال والشباب عندما يكبرون . 

2- عوامل التحدي ( challeng factors ) : 

مثل التحديات في اشكال المرض والخسارة الكبيرة أو اختلال الأسرة ، والتي بدورها تقلل من الإجهاد في المستقبل . 

3- عوامل الحماية أو الوقاية ( protecrive factors ) : 

عوامل الحماية تتفاعل مع الخطر للحد من احتمالات النتائج السلبية ، أما العوامل الوقائية تستهدف بنشاط خطر معين للحد من آثاره السلبية . 

هناك عوامل أخرى مرتبطة بالمرونة النفسية ومنها : 

1- القدرة علي وضع خطط واقعية واتخاذ الخطوات والإجراءات اللازمة لتطبيقها أو تنفيذها . 

2- النظرة الإيجابية إلى الذات ، والثقة في القدرات والإمكانيات الشخصية . 

3- مهارات التواصل الإيجابي وحل المشكلات . 

4- القدرة علي ضبط أو إدارة الانفعالات القوية والاندفاعات . 

أهمية المرونة النفسية : 

تتضح أهمية المرونة النفسية في أنها تساعد الفرد علي التكيف مع مختلف المطالب الظرفية ، والحفاظ علي التوازن بين مجالات الحياة الهامة ، بأن تكون السلوكيات الملتزمة تتفق مع القيم . 

وتعد المرونة حجر الزواية في الأداء الصحي الاجتماعي الشخصي ، والقدرة النسبية للانتعاش بعد الأحداث المجهدة ، ويعد ضبط النفس أو السيطرة الذاتية أو القدرة علي تعديل الميول المعرفية والسلوكية هو عاملاً يساعد لتمكين المرونة النفسية ، إذ أن الأفراد الذين يتمتعون بأقوي درجات ضبط النفس يكون أدائهم الاجتماعي أفضل ، بذلك يكونوا أكثر مرونة وتظهر هذه المرونة بقوة في الفضول والمثابرة . 

طرق بناء المرونة النفسية : 

هناك طرق لبناء المرونة النفسية وهي : 

1- إقامة روابط مكثفة مع الآخرين : 

فالعلاقات الاجتماعية من أهم متطلبات بناء المرونة النفسية ، وتقبل المساعدة ودعم من الأشخاص المقربين والاستماع إليهم والذي بدوره يقوي المرونة النفسية . 

2- تجنب رؤية الأزمات علي أنها مشكلات لا سبيل للتخلص منها أو التغلب عليها : 

فبإمكان الفرد تغيير الطريقة التي يدرك ويفسر ويستجيب بها للأحداث الضاغطة ، وأن يتجاوز الظرف الحاضر ويتطلق إلى المستقبل ويعتقد عن يقين أن المستقبل أفضل من الحاضر ، ويحاول أن يخفف أو يلطف من مشاعر الكدر أو الحزن من العثرات التي يواجهها . 

3- تقبل التغير واعتباره جزءاً ضمنياً بنيوياً في الحياة : 

تقبل الظروف الظروف التي لا يمكن تغييرها يساعد في التركيز علي الظروف الأخرى القابلة للتغير والسيطرة . 

4- الدافعية تجاه تحقيق الأهداف : 

من خلال وضع أهدافاً واقعية قابلة للتحقيق ومبنية علي قراءة دقيقة للإمكانيات والقدرات الشخصية مع الواقع المحيط . 

5- اتخاذ قرارات حاسمة أو قاطعة : 

فهي تدفع بالفرد باتجاه المواجهة والتصدي الفعال والتوافق النشط الإيجابي ، بدلاً من الالتصاق بالمشكلات والضغوط واجترار آلامها . 

6- تلمس جميع الفرص التي تعطي دافعاً لاستكشاف الذات للفرد : 

فإن البشر يتعلمون الكثير عن أنفسهم ، بحيث يكتشفون جوانب النفسية لديهم قد تطورت أن نمت نتيجة مجاهدتهم وتصديهم أو تأقلمهم الإيجابي مع خبرات الفقد أو الخسارة أو الأحداث الضاغطة . 

7- النظرة الإيجابية للذات : 

بأن يكون الفرد متيقناً من قدرته علي حل المشكلات . 

8- وضع الأمور أو الأشياء في سياقها وحجمها الطبيعي : 

ينبغي تجنب التفكير التضخيمي للأحداث الضاغطة والمؤلمة كما يجب تقييم الموقف الضاغط في سياقه الواسع والنظر إلى المدي البعيد الذي يمكن أن يحتويه مثل هذا الموقف . 

9- النظرة التفاؤلية : 

للمواقف وتوقع واستبشار الخير بدلاً من الحذر والقلق مما يخاف منه الفرد وعدم فقدان الأمل . 

10- العناية بالنفس :

يساعد الفرد في التماسك والاستعداد لأي حدث طارئ . 

وتأتي أهمية المرونة النفسية في قدرة الفرد علي ضبط نفسه وإدارة المواقف والأزمات غير الاعتيادية بعد إدراكها ، بحيث تصبح لديه القدرة علي تغيير مجرياتها ووضع خطط واستراتيجيات حل مناسبة للمشكلات . 

تعليقات