U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

التواصل ، مقدمة عنه ، ماهيته ، مفهومه ،أهدافه ، وظائفه والنظريات المفسرة له

بحث عن التواصل
ما هو التواصل ؟ وما هي وظائفه ؟ 

بحث عن التواصل : 

محتويات البحث : 
(1) مقدمة عن التواصل . 
(2) ماهية التواصل . 
(3) مفهوم التواصل . 
(4) تعريف التواصل . 
(5) وظائف التواصل . 
(6) أهداف التواصل . 
(7) الآثار النفسية والاجتماعية للتواصل . 
(8) تأثيرات وسائل الاتصال المختلفة في  الفرد . 
(9) نظريات التواصل . 

مقدمة عن التواصل : 

يعتبر التواصل والاتصال ظاهرة إنسانية لها طبيعة معقدة وأوجه متعددة ، ولا يمكن أن تحدث من فراغ عن حياة الإنسان والمجتمع ، وتشير إلى الجوانب المتعددة للسلوك الإنساني والعلاقات الإنسانية ، وتعتمد علي تبادل الآراء والمشاركة التي تقوم وتحدث بين الأفراد ، وبطبيعة الحال تؤثر علي الظروف المحيطة به ، مما يؤدى إلى زيادة في قدرة الفرد علي الاستمرار في التطور والبقاء . 

ماهية التواصل : 

إن الاتصال والتواصل قديم قدم العلاقات الإنسانية نفسها ، والاتصال عملية تتم في كل وقت ، والكل يساهم ويشارك فيها ، ويمكن القول بأن الاتصال يعد من الأساسيات الحياتية للأفراد والمجتمعات ، فلا يستطيع أي إنسان أن يعيش بمعزل عن الآخرين دون أن يتصل بهم ، خاصة في هذا العصر . 

أصبح الاتصال والتواصل حقلاً واسعاً للدراسة ، وقد حظي باهتمام كبير في السنوات الأخيرة مع تعقد العلاقات الاجتماعية والإنسانية وتطور النظريات النفسية والاجتماعية وزيادة التخصصات وسرعة التغير والتطور العلمي والتكنولوجي ، حيث أصبحت عملية الاتصال والتواصل في الآونة الأخيرة من المكونات الرئيسية للعملية الاجتماعية . 

إن التواصل وبهذا المعني أصبح الإطار الأساسي للعلوم الحديثة وخصوصاً مع التطورات التي عرفتها هذه العلوم ، من خلال الثورة التكنولوجية والطفرات العلمية في علوم الحياة والأرض والإنسان حتى أصبحنا بحق نعيش في قرية صغيرة حيث تندثر وتنمحي المسافات ويتقلص الزمن وغدا الإنسان بدوره مندمجا في حلقات اتصالية وتواصلية لا نهائية ، وذلك بفضل الشبكة العنكبوتية والأقمار الاصطناعية التي غزت الفضاء الرحب . 

ومن هنا يتحدد دور الإنسان بكونه دوراً تواصلياً بامتياز من حيث ارتباطه بنسق من العلاقات المتشابكة والمعقدة التي أفرزتها متغيرات الواقع المعيش بكل تحولاته الجديدة . 

يعتبر التواصل تقنية إجرائية أساسية في فهم التفاعلات البشرية وتفسير النصوص والخبرات الإعلامية وكل طرائق الاتصال والإرسال وبالتالي يمكن الجزم بالقول أن التواصل أصبح علماً قائماً بذاته له تقنياته ومقوماته الخاصة وأساليبه وأشكاله المحددة له . 

وكباقي العلوم والمعراف فإن المجال التربوي بدوره أضخم مجالات لا يمكنه الاستغناء عن خدمات التواصل ليأخذ منه ما يتم به تحقيق أهدافه ونتائجه الإيجابية من أجل تسهيل عملية تبادل المعارف وتنمية العلاقات التواصلية علي المستويات المعرفية والوجدانية والحركية والاجتماعية . 

مفهوم التواصل : 

يعد الإنسان بطبعه كائناً اجتماعياً ينشأ في جماعة ، وينتمي إليها ويتفاعل مع أعضائها ، ويتواصل معهم فيتم علي أثر ذلك الأخذ والعطاء بينه . 

ان كلمة التواصل communication  تشتق من الأصل اللاتيني للفعل communicate بمعني يشيع عن طريق المشاركة ويري البعض أن اللفظ يرجع إلى الكلمة اللاتينية communis وتعني مشاركة معلومات واتجاهات الأخرين . 

ان التواصل عملية تفاعلية لتبادل المعلومات ( الرسالة ) بين مرسل ( الشخص الذي يقوم بإعداد هذه المعلومات لإيصالها للغير أو المستقبل ) ومستقبل ( شخص يتلقي ما يصدره المرسل من المعلومات أو الرسالة ) بطرق ذات معني سواء كانت لفظية / غير لفظية ( قناة التوصيل ) بغية الوصول إلى تحقيق أهداف معينة نتيجة التأثر بالرسالة ( التغذية الراجعة ) . 

إن التواصل الاجتماعي هو العملية المركزية في ظاهرة التفاعل الاجتماعي ، فيها تنصب كل العمليات النفسية عند الفرد ومنها تخرج كل التأثيرات الاجتماعية في حياته ، ومنها ينشأ التجاذب أو التنافر ، وبها يتم التجانس أو يتم التجانس أو يظهر التباين . 

تعريف التواصل : 

لقد تم تعريف التواصل بالعديد من التعريفات والتي منها : 

(1) عملية تبادل الأفكار والمعلومات ، وهو عملية نشطة تشتمل علي استقبال الرسائل وتفسيرها ، وينبغي علي كل من المرسل والمستقبل أن ينتبه إلى حاجات الطرف الآخر لكي يتم توصيل الرسالة بفاعلية ، وبالمعني الحقيقي المقصود منها . 

(2) تلك العملية الفنية الشاملة التي تتضمن تبادل الأفكار والآراء والمشاعر بين الأفراد بشتي الوسائل والأساليب مثل الإشارات والإيماءات وتعبيرات الوجه وحركات اليدين والتعبيرات الانفعالية واللغة . 

(3) عملية مركزية في ظاهرة التفاعل الاجتماعي حيث ترتبط بها كل العمليات النفسية لدي الإنسان ، ومنها تخرج كل التأثيرات الاجتماعية في حياة الإنسان ومنها ينشأ التجاذب والتنافر ، وبها يتم التجانس ويظهر  التباين . 

(4) طريقة أو أسلوب لتبادل المعلومات بين الأفراد ، تلك المعلومات التي يمكن إرسالها كما يمكن استقبالها بطرق عديدة تتراوح من الكلمة المنطوقة أو المكتوبة إلى ابتسامة الصداقة والمودة إلى حركات اليدين إلى تعبيرات الوجه وما إلى ذلك . 

في ضوء التعريفات السابقة للتواصل نجد أن عملية التواصل والاتصال تكون من خلال التفاعلات اليومية والخبرات التي يكتسبها الشخص في حياته وتفاعله مع الآخرين ، فكل شخص لديه رسالة يريد إيصالها لشخص آخر ، فيختار الطريقة المناسبة لإيصالها ، فالتواصل مهم وبلا تواصل لا يكون قيمة ولا تفاعل لحياتنا اليومية . 

وظائف التواصل : 

إن وجود الحياة الإنسانية واستمراريتها مرتبط ارتباطاً وثيقاً بعملية التواصل أو الاتصال ، وذلك من خلال انتقال الخبرات والأفكار والمعلومات بين الأفراد وتبادلها فيما بينهم من خلال رموز ذات معاني ودلالات ، إلا أن وظائف الاتصال والتواصل لا تتوقف علي ذلك فقط إنما هنالك وظائف تؤديها عملية التواصل والاتصال . 

هناك مجموعة من وظائف التواصل والاتصال والتي تتمثل في : 

1- يستطيع الفرد إشباع حاجاته الأساسية البيولوجية والنفسية من خلال عملية التواصل التي تبدأ بعلاقة الطفل بأمه للحصول علي الغذاء والأمن النفسي في وقت واحد ثم تتطور عملية التواصل مع كل أفراد الأسرة وبعد ذلك تستع دائرة العلاقات الاجتماعية خارج الأسرة وتتكون الصداقات والجماعات . 

2- يستطيع الفرد تحقيق مشاعر الانتماء لجماعة ما أو المجتمع ما من خلال عملية التواصل . 

3- تمكن عملية التواصل الفرد من تحقيق ذاته وتأكيدها في تفاعله مع الآخرين من الخل التعبير عن ذاته ومشاعره واحتياجاته وقيمه واتجاهه . 

4- يحقق التواصل للفرد التعلم للمعايير والآراء والأفكار من خلال التفاعل مع الأفراد أو الجماعات في كل مرحلة عمرية وبذلك يمكن اكتساب أفكار ومعرفة جديدة أو تعديل ما سبق اكتسابه من خبرة . 

5- يحقق التواصل وعي الفرد بذاته وقدراته وحكمه علي عمله أو إنتاجه من آراء الآخرين واستجاباتهم نحو . 

6- يحقق التواصل نقل معايير وقيم واتجاهات الجماعات مما يعطي الشعور بالانتماء بين أبناء البلد الواحد ويحقق التواصل أيضا التفاعل بين البلدان المختلفة . 

7- يتم نقل الأفكار الابتكارية من خلال عملية التواصل المعرفية بين الأفراد والجماعات . 

8- ينمي التواصل المهارات اللغوية المسموعة والمقروءة وأيضا المهارات الاجتمعاية . 

9- ينمي التواصل العمليات العقلية الأساسية كالإدراك والانتباه والتفكير كما أنها عمليات أساسية في حدوث التواصل الجيد . 

10- التأثير في أفكار ومشاعر الآخرين والعمل علي توجييهم . 

11- مساعدة الأفراد في كثير من شئون حياتهم الصحية والعلاجية والتعليمية . 

حيث إن التواصل نشاط قائم علي ترجمة الرسالة إلى رموز أو إشارات يجري نقلها للآخرين ثم ترجمة الرموز أو الإشارات المنقولة في شكل رسالة encoding-decoding .

ومن ذلك نجد أن الإنسان يستخدم نظام التواصل لتحقيق عدة وظائف : 

- استقبال ونقل الرسائل ، والاحتفاظ بالمعلومات . 

- القيام بعمليات علي أساس المعلومات المتاحة بهدف اشتقاق نتائج جديدة لم يكن يدركها الفرد مباشرة وكذلك بهدف إعادة بناء الأحداث الماضية والتنبؤ بالمستقبل . 

- التأثير في العمليات الفسيولوجية داخل الجسم وتعديلها . 

- التأثير في الأشخاص الآخرين والأحداث الخارجية وتوجيه هؤلاء الأشخاص وتلك الأحداث . 

أهداف التواصل : 

تهدف عملية الاتصال والتواصل إلى تغيير في المعلومات والاتجاهات والسلوكيات وسيتم شرح ذلك كالآتي : 

(1) المعلومات : 

والذي يتم عن طريق : 

أ- تزويد الآخر ( المستقبل ) بمعلومات صحيحة وصادقة ، جديدة إضافية لم يطلع عليها أو يعرفها من قبل عن الفكرة أو الموضوع أو الشخص مدار البحث ، وتمكنه من إثراء معلوماته وتجديدها وتوسيع آفاقه واتخاذ القرارات الصائبة ، والسلوك السوي يساعده علي التكيف مع نفسه ومجتمعاته . 

ب- تصحيح معلومات أو مفاهيم أو أفكار خاطئة لتجنب إرباك المستقبل وتوليد الشك لديه ، الأمر الذي قد يؤدى إلى سوء الفهم للأفكار والأشخاص والأمور وبالتالي تؤدي إلى قرارات خاطئة وسلوك خاطئ . 

(2) الاتجاهات : 

ويغير الناس اتجاهاتهم للتكيف مع بيئتهم بشكل أفضل ولإشباع حاجاتهم الداخلية ، فالاتجاهات الجديدة تعطي معني للحياة وللعالم الذي يعيش فيه الإنسان . 

(3) السلوكيات : 

تعديل أو تغيير السلوك العلني للمستقبل ، فالهدف هنا هو إقناع الشخص بالتخلي عن السلوك السلبي أو الخاطئ ، وتبني السلوك الإيجابي أو الصحيح الذي قصده المصدر . 

ونشير هنا إلى عدد من الأهداف للتواصل تتمثل علي النحو التالي : 

(1) أهداف معرفية : 

عندما يكون الهدف أساساً توصيل المعلومات أو الخبرات . 

(2) أهداف إقناعية : 

عندما يكون الهدف أساساً تغير وجهة نظر أو إقناع بشئ . 

(3) أهداف ترويجية : 

وتوحي أساساً للترويج عن النفس والتخفيف عنها . 

وهذه الأهداف الثلاثة وإن كانت موجودة بالنسبة لكل عملية اتصال إلا أن وزن أحد الأهداف قد تغلب قيمته ووزنه علي الآخر في عملية اتصال معينة . 

وبالتالي يمكننا تقسييم أهداف عملية الاتصال والتواصل كالتالي : 

(1) من وجهة نظر المستقبل : 

أ- فهم ما يحيط به من ظواهر وأحداث . 

ب- تعلم مهارات جديدة . 

ج- الاستمتاع والهروب من مشاكل الحياة . 

د- الحصول علي معلومات جديدة تساعده علي اتخاذ القرارات بشكل مفيد ومقبول . 

(2) من وجهة نظر المرسل : 

أ- نقل الفكرة . 

ب- التعليم . 

ج- التعليم . 

د- الإقناع . 

هـ- الترفيه . 

الآثار النفسية والاجتماعية للتواصل : 

يعمل الاتصال أو التواصل علي تطوير وتقوية العلاقات الإنسانية في المجتمع وبالتالي التماسك والترابط والتواصل بين الأفراد والجماعات والمؤسسات الاجتماعية . 

ويعتبر الفرد المحور الأساسي الذي يدور من حوله وبواسطته كل ما يتم في المجتمع الإنساني من عمليات اتصالية ، فالإنسان يتصل بذاته ويتصل بغيره ، فالتواصل شرط أساسي لتحقيق التكيف النفسي للفرد داخل الجماعة ، ويستدل علي تحقيق هذا التكيف بحدوث الاتزان داخل المجتمع . 

ومما لا شك فيه أن التعرض لسيكلوجية الاتصال والتواصل ينطلق من مبدأ الإشارة إلى الشخصية ومكوناتها ، من جهة ، والتوافق النفسي الاجتماعي من جهة أخرى . 

فالتواصل يتم أساسا من خلال شخصية الفرد وما ينظمها من مكونات مختلفة سواء كانت تلك الشخصية : شخصية المرسل أو المستقبل ، أو بمعني آخر أن الاستجابة أو التأثر لعملية الاتصال ، إنما يتم أساساً من خلال العوامل النفسية التي تؤثر علي سلوك الفرد واستجابته ومن أهمها الشخصية . 

تأثيرات وسائل الاتصال المختلفة في الفرد : 

من منظور علم النفس : 

يتفق علماء النفس علي اعتبار الإنسان مزيج من العمليات النفسيية الداخلية والتي يشار إليها بالسلوك الباطني ، ومجموعة من السلوكيات الخارجية التي تعكس شخصية الفرد ضمن ظروف بيئية واجتماعية معينة ، وعليه يمكن تعريف السلوك بأنه كل الأفعال والنشاطات التي تصدر عن الفرد ظاهرة كانت أم غير ظاهرة . 

إن التعريف العلمي للسلوك يجب أن يأخذ بعين الاعتبار التفاعل بين الفرد وبيئته وأن يشير إلى أن هذا التفاعل عملية متواصلة ، فالسلوك ليس شيئاً ثابتا ولكنه يتغير ، وهو لا يحدث في فراغ ولكن في بيئة ما . 

يشير علماء النفس إلى أن التأثير في السلوك يحدث عندما يفعل الشخص ما أي شئ من شأنه أن يؤثر في  سلوك شخص آخر وهو الأمر الذي يحدث باستمرار في مواقف مختلفة مثل الإعلانات ، الحملات الانتخابية ، التفاعلات الاجتماعية وغيرها . 

سلوك الإنسان يؤثر في البيئة ويتأثر بها أيضا ، وتكيف الفرد والذي هو أحد محددات بقائه يعتمد علي طبيعة سلوكه ، وتلعب العمليات المعرفية والرمزية دوراً كبيراً في عملية تشكل السلوك من حيث كيفية إدراك الأحداث البيئية ، وتفسير الشخص ذاته لسلوكه وتبريره له ، وأنماط التفكير لدي الشخص ، والتحدث إلى الذات ، والاستراتيجيات المعرفية التي يستخدمها الشخص ، فاكتساب الفرد للسلوك أو عدمه اكتسابه له يعتمد علي عوامل معرفية مختلفة ، وبناء علي هذا فإن أفعال الإنسان محصلة لعوامل ثلاثة أساسية هي السلوك ، المؤثرات البيئية ، والعوامل المعرفية . 

نظريات التواصل : 

تعتبر النظريات هي الإطار العلمي الذي يربط أجزاء ومكونات عملية الإتصال ويحاول تفسير العمليات الأساسية التي تحدث في تلك العملية ، فهناك العديد من النظريات ووجهات النظر التي حاولت تفسير السلوك والإسهام في تطوره . 

وهناك بعض النظريات النفسية والاجتماعية التي تتناول عملية الاتصال والتواصل الاجتماعي وتناول هذه النظريات يسهم في إثراء التحليلات السوسيولوجية والسيكولوجية للسلوك الإنساني الاتصالي . 

ويمكن عرض بعض هذه النظريات كما يلي : 

(1) نظرية أرسطو : 

أوضح أرسطو أن هناك ثلاثة أركان أساسية للعملية الاتصالية وهي المتحدث والحديث والجمهور أو ( المرسل والرسالة والمستقبل ) ويري أن المرسل لابد أن يستخدم البرهان المنطقي ويقدم مضمونا قابلاً للتصديق لإقناع المستقبل ولهذا فقد أدرك أرسطو أن الموقف الاتصالي هو موقف مركب وأن الهدف منه لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال عوامل أخرى ومنها : شخصية المرسل نفسه وقدراته علي فهم شخصية المستقبل للتأثير فيه وإقناعه حيث إن إدراك جمهور المستقبلين للرسالة تتأثر بتفسيره لهذه الرسالة وهذا التفسير يعتمد علي الوضعية الاجتماعية للجمهور من حيث التنشئة الاجتماعية والنسق القيمي السائد . 

وقد أوضح أرسطو رأيه في الاتصال في كتابه ( فن البلاغة ) بأنه البحث عن جميع وسائل الإقناع واستخدام مفاهيم خاصة لتوضيح الاتصال : 

الخطيب : المرسل. 

الخطبة : الرسالة . 

المستمع : المتلقي . 

إلا أن نظرية أرسطو في تفسير العملية الاتصالية علي الرغم من اتفاقها مع التطور الاجتماعي آنذاك إلا أنها لم تشر إلى التغذية العكسية . 

(2) نظرية المعلومات : 

تقوم وتعتمد نظرية المعلومات علي الأساس الذي يعتبر الاتصال عملية تعمل علي معالجة المعلومات التي يقوم بها الإنسان والتي تعتمد علي ما يفعله من أفعال أثناء قيامه بعملية الاتصال وفي مثل هذا الوضع فإن الاهتمام الأول الذي يبديه الإنسان يكون في تحري ومعرفة كمية المعلومات التي وردت في أية رسالة ترسل ثم القيام بقياس هذه المعلومات التي تلعب دوراً هاماً أو تساعد علي إضعاف ما هو مجهول والتقليل من عملية التشجيع ، لكي نصل في نهاية الأمر إلى خفض درجة الغموض أو عدم الثقة التي تكون لدي أطراف عملية الاتصال ، وبالاعتماد علي ما جاء به فرك frick فإن عملية نقل المعلومات هي في أساسها عملية انتقائية أو عملية اختيار . 

أما بالنسبة للنظرية الرياضية للمعلومات فإنها تقوم بتقديم مدخلا موضوعياً لتحليل النشاط الاتصالي الذي يحدث عن طريق الأجهزة علي اختلاف أنواعها وأهدافها ، أو يحدث بين أبناء البشر أو الأطر الأخرى وفيما يخص القياس الكمي الموضوعي ، فإنه يتمثل في نظام الترميز الثقافي binary coding system مثل القرار الذي يقوم علي كلمة واحدة تعني الموافقة أو الرفض . 

أيضا تستند هذه النظرية علي الأساس الذي يقول أنه بالإمكان خفض درجة الغموض في جميع المواضيع أو المسائل غير الواضحة أو المتبعة ومثل هذا الخفض يحدث عن طريق تحويلها إلى مجمووعة من الأسئلة المطلوبة لحل المشكلة وهذا لتحليل عملية الاتصال وما يحدث فيها من مواقف وأبعاد . 

وبنفس الأسلوب المذكور نستطيع القيام بقياس مضمون الرسالة الاتصالية التي يقوم المرسل بإرسالها إلى المستقبلين ثم قياس سعة وطاقة القنوات الاتصالية بالإضافة إلأى فعالية الترميز وعملية الاستقبال التي يقوم بها المستقبل ثم قيامه بفك الرموز التي استعملها المرسل في الرسالة التي قام بإرسالها إلى المستقبلين . 

وأحد اتجاهات هذه النظرية القول والتأكيد علي أن الاتصال يعتبر عملية هادفة ومقصودة في معظم المواقف الاتصالية والحالات التعليمية وهي تهتم بالعمل علي تقليل أو خفض درجة الغموض التي من الممكن أن يكون في الرسالة أو الوسيلة المستعملة للاتصال وهذه الصيغة المحددة تعمل علي توجيه الملاحظ أو المراقب وتقوده إلى تحديد الموقف الاتصال تحديداً دقيقاً ، بالإضافة لكونه يتجه إلى إعطاء هذا التفسير وانتسابه إلى المشاركين في العملية الاتصالية ، والصعوبة التي تنشأ هنا كون بعض المواقف الاتصالية كالاتصال المعارض أو الخاص بالأفراد اتصالاً ليس هادفاً أو بلا هدف أو من الممكن ان يؤدى إلى خلق معاني جديدة أو غموض جديد ، من عملية الاتصال نفسها . 

وتقوم هذه النظرية علي الأساس الذي يقول بأن العلاقة التي تحدث بين المرسل والمستقبل تكون أساس علاقة ذرائعية أو وسائلية . 

(3) نظرية النسق الاجتماعي : 

تقدم هذه النظرية منظوراً اجتماعياً للأفعال الاتصالية ويعتبر بارسونز من أنصار هذه النظرية حيث كان ينظر إلى أن الفعل الاجتماعي له دافع وهو إنجاز بعض االأهداف . 

وهذه النظرية تنظر للفرد باعتباره موجها نحو هدف معين ويقوم بأداء عمل أو سلوك ما لتحقيق هذا الهدف حيث وراء كل سلوك أو فعل إنساني أسباب ودوافع واهتمامات لدي الفرد ذاته وخلال الفعل الاجتماعي يكون الفرد موجهاً بمجموعة من القيم والأعراف الاجتماعية ولهذا فهو ليس حرا في اختيار أفعاله لكنه مقيد بجماعته ومجتمعه . 

وطبق بارسونز نظريته علي الأفعال الاتصالية حيث وجه اهتمامه إلى نشأة الثقافة الرمزية وأكد أنه يوجد تفاعل اجتماعي فإن الرموز والإشارات تكتسب معاني عامة أو شائعة ويصبح لها دور مهم كوسائل اتصال كما أ، أنساق الاتصال تنشأ عن عملية التفاعل مع الأهداف الاجتماعية . 

ومن هنا نجد أن هناك علاقة أوضعها بارسونز بين وسائل الاتصال والضبط الاجتماعي حيث اشار أن النسق الرمزي للمعاني يعتبر عنصر من عناصر النظام الذي يفرض علي الموقف . 

(4) النظرية الإنسانية : 

وهو اتجاه بالفلسفة وعلم النفس ذو توجه إنساني يبحث ويحض علي قيمة الإنسان وقدرته علي تحقيق الذات وأفضل منن مثل هذا التجاه كل من ( أريك فروم fromm ) و ( كارل روجرز rogers ) و ( أبراهام ماسلو maslow ) بالرغم من أن ( اريك فروم وكارل روجرز ) يعتبران من منظري الفرويدية الجديدة الا ان هؤلاء يركزون علي الطبيعة الإنسانية التي تنطوي علي الحاجة للاتصال الدافئ المملوء بالثقة والعاطفة والاحترام والحب واعتبار الإنسان كائن عضوي يسعي دائما إلى إثبات ذاته والعمل علي تحقيقها وتطويرها فوجهة النظر التي تطرحها هذه المدرسة ذات طابع أشمل وأوسع حيث تنظر إلى الإنسان باعتباره قيمة عليا أو قيمة القيم بأهدافه وحب اطلاعه ، حيث أن الهدف النهائي له هو اثبات وجوده وتحقيق ذاته ، فهم يؤكدون علي أهمية الدوافع في النشاط الإنساني . واهم تلك الدوافع هو تحقيق الذات . 

وتكلم فروم عن حاجات التواصل وهي : ( الحاجة إلى الانتماء - الحاجة للسمو - الحاجة إلى الارتباط بالجذور - الحاجة إلى الهوية - الحاجة إلي أطار توجيهي ) ويؤكد علي فهم الشخصية الإنسان من خلال طرق أشباع هذه الحاجات الخمس ومستوي الإشباع أو العجز عن الإشباع لأي منها ويلاحظ ان هذه الحاجات مرتبطة ببعضها بعضاً ، فالإنسان في نظر فروم ذاتي اجتماعي يسعي لأشباع حاجاته ضمن سياق مجتمعه لينمو ويستمد حمايته وقوته من انتمائه واحتمائه بالآخرين حيث تتشكل هوية الفرد والشعور بها من خلال عملية التواصل المستمرة والشعور بالانتماء وهي عمليات لجأ إليها الفرد لحماية ذاته وتفرده أيضا مثل حالات الحروب والأزمات . 

وبذلك فإن رواد هذا الاتجاه الإنساني يؤكدون أهمية الدوافع الإبداعية وعلي رأسها الدافع لتحقيق الذات في عملية الإبداع الفني . 

فيشير ( أريك فروم ) إلى فكرة التوجه الإبداعي لدي الفرد ، هذا التوجه أساسه العلاقات الإنسانية التي يقيمها الفرد مع الآخرين والتي من أهمها مشاعر الحب فالحب من وجهة نظره هو خبرة تتجسد بنوع من الاتحاد مع إنسان ما أو شئ ما يقع خارج الذات ، يعبر عنه من خلال التفكير الذي هو محاولة للإمساك بالعالم من خلال العقل ، أما في مجال الفعل يكون الفن والحرفين أهميتها الكبيرة وفي مجال الأدب يكون الحب هو السائد ، كل ذلك مقترنا بالاتحاد مع الذات والآخرين . 

(5) النظرية التفاعلية الرمزية : 

تهتم هذه النظرية بعملية التفاعل الاجتماعي القائم علي الرموز وتركز علي الاتصال ويعتبر ( جورج هيربرت هيد ) من ابرز المهتمين بهذه النظرية وهو من علماء النفس الاجتماعي كما ان هيربرت بلومر أحد تلاميذ هيد الذي اهتم أيضا بهذه النظرية وتري هذه النظرية ان الفعل هو تعبير عن النسق سواء في حالة التوازن أو في حالة البحث عن مثل هذا التوازن . 

ويري بلومر أن الفعل الاجتماعي يكون مستمراً في الأفراد الفاعلين الذين يكيفون مسارات أفعالهم الشخصية نحو كل منهم من خلال عملية التفسير ويؤكد بلوم علي حرية اختيار الفعل داخل إطار النظام الاجتماعي حيث يري أن تنظيم المجتمع الإنسان من وجهة نظر التفاعلية الرمزية يمثل الإطار الذي يحدث بداخله الفعل الاجتماعي وهناك نقطتان أساسيتان تتعلقان بالفعل الاجتماعي وهما : 

(أ) الفعل الاجتماعي : الذي يحدث في الموقف يتشكل وفقا للتنظيمات الاجتماعية لهذا فالفعل موجه نحو الموقف وليس موجها بشكل مباشر نحو الملامح المحددة ذاتها ، هذا المدخل يسمح بحرية أكبر وتنوع أكثر من مدخل النسق الاجتماعي حيث يقدم ( ميد ) رأيه فيه . 

(ب) السلوك الاتصالي : باعتباره انعكاساً لقدرة الإنسان علي التحدث مع نفسه من وجهة نظر الآخرين وتأخذ المحادثة الداخلية شكلا وفقاً للمجتمع  بدلاً من ان يقوم المجتمع بتشكيلها ولهذا يعتبر الاتصال عملية خلاقة وتكون نتيجة هي نفسها نتاجاً للفعل نفسه الذي يعد فريداً في نوعه ولا يمكن التنبؤ به . 

(6) النظرية التوافقية : 

ان مقومات نظرية التوازن والتوافق الأساسية تعتبر بسيطة للغاية وتأتي متغيراتها التي في الاصل من نظرية الجشتالت gestalt ، ويعد اقدم شكل من اشكال النظريات التي تتصل أو ترتبط بالاتصال . 

هو الشكل الذي جاء به هيدر heider والذي يظهر وكأن اثنين من الأشخاص في وضع الذي يحمل كل واحد منهما للآخر اتجاهات متناقضة مثل الحب والكراهية في نفس الوقت ، او أنهما يحملان هذه الاتجاهات نحو موضوع أو موضوعات أو أشياء أخرى خارجية، في مثل هذا الموضع تكون بعض  أشكال العلاقة متوازنة عندما يحب كل واحد منهم الآخر أو يحبا الموضوع الخارجي ، من ناحية أخري فإن انماط العلاقة هذه لا تكون متوازنة ( خصوصاً عندما يكره واحد منهم الأشياء التي يحبها الآخر ) . 

أيضا تفترض هذه النظرية أن يقاوم المشاركين التغير عندما يحدث بينهم توافق أو توازن ، وعندما لا يكون توازن فإن جميع المحاولات تكون من أجل استعادة هذا التوازن ، لأ، بدونه لا يمكن حدوث أي نوع من أنواع الاتصال بصورة متكاملة ومجدية ، لأن الاتصال يعتبر إجراءً أساسياً من أجل الموافقة والانسجام والتناغم ، وان التوتر الذي يحدث نتيجة لعدم التناسق والتناغم هو الذي يؤدى إلي إضعاف الأعمال الاتصالية بالفاعلية المستمرة . 

(7) نظرية المواقف السيكولوجية للحياة : 

إن المحصلة النهائية للسلوك تساعد الفرد علي تشكيل أو تبني الفرد لمواقف سيكولوجية أو مواقف حياتية ومعيشية مختلفة ، هذه المواقف تتطور لدي الفرد أثناء حياته وتمثل الاعتقادات التي يشكلها الفرد عن ذاته ويسعي إلى إعطاءها قيماً سيكولوجية تسمح له بأن يقارن القيم السيكولوجية التي شكلها مع مواقف حياة الآخرين الذين يتعامل معهم لذا فإن أول من طرح فكرة المواقف السيكولوجية هو الطيب المعروف ( توماس هارس thomas harris ) في كتابه المعروف ( أنا بخير وأنت بخير your are ok , I am ok  ) ، والذي أطلق عليها اسم مواقف الحياة ( Life Positions ) . 

فيري هارس Harris أن الناس يقومون بتقديم افتراضات لتقييم ذواتهم خلال مراحل نموهم ، كما أنهم يقدمون افتراضات اخرى حول قيمة الآخرين المهمين في محيط بيئتهم وان الافتراض الذي يقدمه الشخص حول قيمة نفسه والافتراض الذي يقدمه حول قيمة الشخص الآخر يسمي ( بالموقف في الحياة ) عادة تميل تلك المواقف والاعتقادات إلى الثبات النسبي لدي الفرد فتكون أكثر استقرارا من مراحل الأنا ، تقوم تلك الافتراضات أو الاعتقادات علي اساس حالة ( I Am Ok ) اي كون الإنسان علي ما يرام او بحالة جيدة . 

لذلك فإن الفرد يفترض نفسه هل هو علي ما يرام أم لا ؟ أو هل يتملك قيمة او قدر بالحياة أم لا وينتج عن مواقف الإنسان في الحياة أربعة علاقات محتملة قسمها هارس علي أساس بعدين أساسيين هما : 

- ان الحياة إما بخير وعلي ما يرام ok  . 

- ان الحياة ليست علي ما يرام not ok  . 

وعلي أساس هذين البعدين استطاع ( هاريس harris ) ان يحدد المواقف السيكولوجية التي يطورها الفرد أثناء حياته وعلي النحو الآتي : 

1- ان تمتلك قيمة وأنا لا امتلك قيمة أنا لست بخير ولست علي ما يرام I am not ok ، وانت بخير وعلي ما يرام you are ok .

2- ولا شخص يمتلك قيمة او حدارة أي أنا لست بخير ولست علي ما يرام I am not ok ، وأنت لسة بخير ولست علي ما يرام You are not ok  . 

3- أنا امتلك قيمة وأنت لا تمتلك قيمة أنا بخير وعلي ما يرام I am ok  ، وأنت لست بخير ولست علي ما يرام You are not ok  . 

4- كلانا يمتلك قيمة أنا بخير وعلي ما يرام I am ok ، وأنت بخير وعلي ما يرام You are ok . 

هذا وإذا أردنا ان نعبر عن تلك المواقف في ضوء ( نافذة جو هاري ) التي قدمها ( جوزيف لوفت ) والتي تقومم علي فكرة أن الفرد في سلوكه مع المجتمع يظهر جوانب من مسببات سلوكه ويخفي جوانب أخرى . 

ان المواقف السلوكية الأولي في حياة الفرد هي ليست قرارات لفظية أو شفوية بل إنها عصارة وخلاصة لتجربة أو خبرة الفرد بدلا من كونها سرد توضيحي ، وعلي الرغم من كونها بنفس الوقت تمثثل أكثر من استجابات محكومة بشروط فإنها حسب ما سماها ( piaget ) إسهاب في الوصف الذهني للتركيب التكويني بتعبير آخر أنها نتاج معلومات البلوغ في ذاكرة الطفولة .

تعليقات