U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

التوجيه الرياضي ، ما هو ؟ ، ميادينه ، العوامل الاجتماعية والثقافية المؤثرة فيه ( بحث كامل )

بحث عن التوجيه الرياضي
ما هو التوجيه الرياضي ؟ 

التوجيه الرياضي : 

محتويات البحث : 

(1) ما هو التوجيه الرياضي ؟
(2) ميادين التوجيه الرياضي . 
(3) العلاقة بين التوجيه التربوي والتوجيه الرياضي. 
(4) العوامل الاجتماعية والثقافية المؤثرة في التوجيه الرياضي . 
(5) الخلاصة . 

ما هو التوجيه الرياضي ؟ 

التوجيه الرياضي هو توجيه الفرد إلى نشاط رياضي معين وهذا النشاط يجب أن تكون متطلباته تتوافق مع قدرات الفرد ، فالتوجيه الرياضي حسب هذا التعريف يتطلب من الفرد تلائم وتوافق إمكانياته وقدراته مع أي نشاط يختاره . 

كل نشاط رياضي يتطلب من الفرد لياقة بدنية تتماشي وأهداف النشاط كما يتطلب عدة أشياء أخرى مثل الحاجات النفسية المورفولوجية ، البدنية ، الفيزيولوجية والنفسية .... لهذا فالتوجيه الرياضي يمكن في دراسة مبسطة لاستعدادات الشخصية والإمكانيات المتوفرة لدي التلاميذ للإجابة بأكبر قدر لمتطلبات الاختصاص الرياضي . 

فالتوجيه الرياضي هو توجيه الفرد إلى اختصاص بدني معين حسب رغباته وتماشياً مع أهدافه وطموحه ويتم هذا التوجيه بتوافق قدراته البدنية والمورفولوجية والفيزيولوجية والنفسية مع متطلبات النشاط المختار وإمكانيات بيئته وبهذا يمكن أن يصل إلى ما خططه وما يصبوا إليه . 

ميادين التوجيه الرياضي : 

الميدان الأول : 

ميدان اختيار رياضة ما والتوجيه إلى الرياضة الأكثر تأقلما لإمكانياته وقدراته . 

الميدان الثاني : 

ميدان توطيد وتثبيت الرياضي في الرياضة أو النشاط الرياضي المختار ، وتوجيهه داخل النشاط المختار مثل نوع السباحة أو طول المسافة في ألعاب القوي . 

العلاقة بين التوجيه التربوي والتوجيه الرياضي : 

إذا جئنا إلى تحديد العلاقة بين التوجه التربوي والتوجيه الرياضي نجد بأن التوجيه التربوي يهتم بالطفل وبإمكانياته واستعداداته وهذا من أجل توجييه إلى نوع الدراسة التي تتناسب مع استعداداته وقدراته . 

بينما التوجيه الرياضي فإنه يهتم بالطفل وبإمكانياته واستعداداته وهذا من أجل توجييه لأي نوع من النشاط الرياضي الذي يناسبه ويناسب استعداداته وقدراته ورغباته . 

ومن هنا يمكن القول بأن كلا التوجهين أي التربوي والرياضي لهما نفس الأسس ونفس الأهداف إنما يختلفان في نوعية التوجيه فالأول توجيهه للدراسة والثاني للرياضة . 

ولهما أوجه تشابه أخرى وهذا في مجال التوجيه داخل النشاط أو الدراسة في حد ذاتها فالتوجيه التربوي يقوم بتوجيه الفرد إلى دراسة ما ويمكن أن يوجهه كذلك داخل هذه الدراسة أي بمعني آخر في تخصص مثال ذلك بتوجيه التلميذ للطب وبعدها توجييه إلى اختصاص معين كطلب العيون . 

وكذلك هو الحال للتوجيه الرياضي فيمكن توجيه الفرد إلى ألعاب القوي مثلاً ثم توجيهه داخل النشاط في السباقات النصف الطويلة ثم إعطائه تخصص واحد مثال 1500 متر . 

فالعلاقة بين التوجيه التربوي والتوجيه الرياضي يمكن أن تكون علاقة تكاملية بين التوجهين حيث نجد أن لهما نفس الأسس المبنية عليها عملية التوجيه ونفس الأهداف المرجوة ويعتبر كذلك التوجيه التربوي تمهيداً للرياضي والرياضي مكملاً للتوجيه التربوي . 

العوامل الاجتماعية والثقافية المؤثرة في التوجيه الرياضي : 

يتأثر المراهق في اختياره لرياضة ما بمجموعة من العوامل من بينها : 

1- تأثير العائلة في التوجه الرياضي للمراهق : 

لقد أعطيت الكثير من التعاريف للأسرة ومن أهمها تعريف أوغست كونت الذي يعرفها بأنها الخلية الأولي في جسم المجتمع ، وهي النقطة الأولي التي يبدأ منها التطور ، وهي أول وسط طبيعي واجتماعي نشأ فيه الفرد وتلقي المكونات الأولي لثقافته ولغته وتراثه الاجتماعي . 

أما دور كايم فيري أن العائلة مجتمع كامل يمتد تأثيره إلى النشاط الاقتصادي ، السياسي ، العلمي ، والديني وكل الأفعال العامة ، وإن كانت خارج المنزل ، يكون لها صداها وتؤدى إلى ردود أفعال متناسبة في داخلها . 

وتمثل العائلة بالنسبة للمراهق أول جماعة إنسانية يتفاعل معها فهي بمثابة العامل الأساسي في تشكيل شخصيته ، كما يتمكن الفرد في هذه المرحلة البيئية الاجتماعية من التعرف علي نفسه وتكوين ذاته عن طريق ما يحدث من تعامل وتفاعل بينه وبين أعضاء العائلة التي يعيش فيها . 

فالظروف العائلة التي يمر بها كل فرد لها أثر لا شك فيه في تحديد علاقته بالآخرين فعن طريق العلاقات العائلة التي عاش في نطاقها الفرد يكون صورة عن نفسه وعن مكانه في العالم الذي يعيش فيه ، فالعائلة هي التي تؤثر في تحديد الفرد لمكانته الاجتماعية كما تؤثر في تحديد الأدوار التي يري أنها تناسبه في المواقف الاجتماعية المختلفة . 

ففي نظر ديمون توماس - 1987 - أن العائلة تحدد موقف الطفل تجاه الرياضة بصفة أخرى نحو بعض التخصصات الرياضية ، فهي تلعب دوراً أساسياً وحاسماً في المسار الاجتماعي والثقافي للطفل ، وفي منح الأذواق الرياضية من طرف افراد أسرته .

كما يضيف بأن الممارسة التربوية والجو الأسري يحددان موقف الطفل نحو الرياضة ، كما تؤثر العائلة مباشرة علي نتائجه بتشجيعها أو بتنشيطها . وفي الكثير من الأحيان يكون تأثير الوالدين وبالخصوص الأب مباشرة وذلك لعدة أسباب .

يرجعها بعض الباحثين بالقول أن بعض الآباء يكونون في غم دائم لأن ولدهم عاجز عن الدفاع عن نفسه عندما يكون في عراك أو صراع مع الأطفال الآخرين ، فهم لذلك يديمون التفكير في أمور أبنائهم ، ويرون في إشراكهم في النوادي الرياضية ، أو إحضار المدرسين الخصوصيين لتدريبهم علي الملاكمة والمصارعة ما قد ينمي عناصر القوة فيهم . 

ويشير أيضاً Clync Robert إلى أن معتقدات الآباء تمثل عاملاً يؤثر علي التوجيه التحفيزي بالإضافة إلى تاثير الوالدين هنالك تأثير الأخ أو الأخت الكبري بمثابة القدوة أو المثل . 

2- تأثير المدرسة : 

يري ريمون توماس أن المدرسة تحتل مكانة كبيرة في حياة الطفل فوظيفتها هي التربية التي تترجم بتلقين وتحضير الامتحانات ، وتعد المدرسة نظاماً اجتماعياً مؤسساً ومقصوداً يهدف إلى دمج الفرد في المجتمع عن طريق نسق من القيم وأنماط التفكير التي تسود النظام المدرسي ، والذي يتم بواسطة التفاعل الاجتماعي الحادث بين أفراد الجماعة المدرسية من المعلمين والتلاميذ . 

فمهمة المدرسة لا تكمن إذن في تلقين المعلومات فحسب وإنما تعمل علي ترسيخ مجموعة من القيم والمعايير في إطار نظام التفاعل التربوي الذي بين الأفراد داخل المدرسة التي يقضي فيها الطفل معظم أوقاته ويكتسب من خلالها أنماط جديدة في التفكير والسلوك لأن الطفل قد يصطدم بمعارف ومواقف جديدة ، لم يعرفها أو لم يتلقاها في وسطه الأسري ، فهذه المعارف قد تتضمن أنماطاً جديدة من السلوك ، وتكون جملة من المهام التربوية بطريقة مقصودة منها الأنشطة الرياضية . 

ولهذا أولت المدرسة أهمية كبيرة للتربية البدنية فإنها تعمل علي تنشئة أطفالها علي النحو الذي تريده عن طريق غرس عدة قيم سلوكية معرفية تتواجد في التربية البدنية وقد تحفزه التربية البدنية التي يمارسها في المدرسة علي دفع نفسه وانتمائه لنادي رياضي وجمعية رياضية لممارسة هذه الرياضة . 

3- تأثير جماعات الرفاق : 

يسمي هذا السن بسن العصابات وذلك لانخراط الأطفال مع بعضهم البعض في جماعات فتصبح معاييرها لدي الطفل أهم من معايير الأسرة ، ويصبح أثر هذه الجماعات علي الطفل كبيراً حيث تحدد اتجاهاته وميوله وأوجه نشاطه وهمه في هذه الحالة إرضاء رأي الجماعة واعتبارها له . 

ويري بعض الكتاب أن جماعة الأقران هي عبارة عن مجموعة من الأفراد لها سن متقارب تربط بينهم علاقة ودية حيث يوجد تأثير قوي متبادل ونشاهد انفعال مباشر طويل بينهم ، ونتيجة لذلك تعدل شخصيته وشخصية كل عضو فيها . 

فينتشر بين أعضاء الجماعة تفاعلات متبادلة كالتعارف أو التنافس أو الصراع ، فالتعاون يزيد من استعداد الجماعة وتماسكها ، والصراع والتنافس يؤدى إلى تفكيكها وانحلالها ، ولما كانت الجماعة تتكون لتحقيق أهداف معينة ، فإنها تجمع عادة بين التعاون والصراع والتنافس لإشباع حاجات الإنسان الأساسية . 

وفي نظر ريمون توماس أن هذه الجماعات تمارس تأثيرها في أفراد الجماعة بثقافتها المتميزة التي تفرزها وايضاً بأحسن أسباب الوجود وبالطبع تسمح لكل منهم بالتقييم والتقدير فيما بينهم . 

وتقدم جماعات الأخوة عدة خدمات ففيها يستطيع الفرد فهم نظام المساواة مع الآخرين الأمر الذي لا يستطيع أن يجده في عالم الكبار إذ يكون فيه مرؤوساً أو تابعاً له ، كما نجد العلاقات ما بين الأفراد تمتاز بالمدة رغم أنها كثيراً ما تكون قصيرة الأمد ، كما أن تصرفات الجماعة تزداد بالتناسب مع نمو الطفل ويضيف ريمون توماس بأن الجماعات الشبابية لها تأثير كبير في بداية ممارسة الرياضة لدي الطفل . 

ويري دلباك ( Delbak ) أن الأصدقاء ينظمون ألعاباً مسلية علي شكل رياضة بحرية تامة وكذلك بدون تدخل أو تنشيط الكبار ، وهذا ما بين أهمية مراحل تأهيم الطفل لحياة الجماعة عن طريق الممارسة الرياضية . 

فنجد في جماعة الرفاق حب المشاركة ، وتحقيق أي هدف داخل الجماعة ، تعطي حماية وإعانة وتعطي إحساس بالعدم والسند ، وهذا ما نجده في أن البعض يريدون إقامة علاقة صداقة في الحي أو في النادي نظراً لاكتسابهم نفس الميول والاتجاهات

4- تاثير وسائل الإعلام في التوجيه الرياضي : 

عرفت دائرة معارف العلوم الاجتماعية مصطلح - وسائل الإعلام - بأنها تلك الوسائل التي تجذب الناس علي نطاق واسع من المستويات الثقافية والفكرية . 

لا يمكن تحديد هذه الوسائل من تكنولوجيا الوسيلة فقط ولكن بواسطة الجمهور الذي تستهدفه ، وقد وصف سيلفر ستون Silver Stone التلفزيون علي أنه وسيلة ساحرة معقدة مليئة بالتناقض ويتميز أيضاً عن الوسائل الأخرى بأنه وسيلة سمعية بصرية حيث يجذب العين والأذن كما أنه لا يرسل الصورة فقط وإنما الصورة متحركة بما فيها حركة الجسم والتغييرات التي تنعكس علي الوجود . 

أما بالنسبة للإذاعة فقد أثبتت الدراسات أن المواد البسيطة السهلة التي تقدم من خلال الإذاعة يسهل تذكرها مما لو قدمت في الصحف ، فالطفل يلقي صعوبات في فهم المادة المكتوبة في بعض الأحيان . 

وحسب جون كافيري Jean Kaferi فإن الأطفال عادة ما تجذبهم الصور أكثر من الصوت ولهذا هم يفضلون مشاهدة التلفاز لأنه يقدم الصوت والصورة معاً . 

وبالتالي فإن التلفزيون والسينما لهما أهمية خاصة بالنسبة للطفل ويرجع ذلك إلى العوامل التالية : 

1- إن ارتفاع الأمية في مجتمعنا يجعل الفيم السينمائي أو التلفزيون له أهمية خاصة في مجال تعليم الطفل وتثقيفه نظراً لما تتمتع به هذه الوسيلة من قدرة علي إيصال المعلومات والأفكار إلى من لا يتقنون القراءة والكتابة

2- تتمثل التفلزة بقدرتها علي جذب الأطفال مع ما يعرضه الفيلم من مادة تنتجه لمشاركة الطفل لزملائه من المشاهدين في نوعية الاستجابات التي تشير ما أحداث الفيم ومادته وهي ميزة لا تتوفر في وسائل الإعلام الأخرى كالمادة المطبوعة أو المذياع المسموعة . 

ونلاحظ أن وسائل الإعلام وطبيعة الأشرطة والرسوم المتحركة والحصص الرياضية ونوعية الأفلام التي تبث في التلفزة أو المشاهد في السينما التي يشاهدها الطفل تؤثر فيه بطريقة مباشرة فتجعله مثلا يحب الاقتداء ببطل سينمائي معين . 

حيث أن الطفل يتقمص أحد المشاهد التي يشاهدها في التلفزيون ومن الممكن أن يتوحد الطفل مع الشخصية التي يقلدها لأنه أعلى مراحل التقليد حين يتبني الطفل نمط من السمات والدوافع والاتجاهات والقيم التي توجد لدي الشخص المتوحد معه ، وعن طريق الصورة التي يتلقاها الطفل يسعي ليبين هدف خارجي أو داخل بالنسبة له .. وأن يكون شخصية كبيرة ، ليس أي شخصية ، أبيه ، أمه أو أي شخص آخر . 

الخلاصة : 

التوجيه والإرشاد عملية إنسانية وأخلاقية محضة ، يقوم بها أخصائيون مختصون يحتلون مكانة مرموقة في المجتمع ، فهي تعتمد علي الحوار المباشر بين الموجه والتلميذ ، وهذه العملية موجهة لكل شخص ولا تقتصر علي المرضي فقط ، بل علي كل من هو بحاجة إلى النصح والإرشاد المقدم ممن هم أكثر خبرة ومعرفة

ومن خلال ما تقدم نستنتج أن هناك الكثير من أنواع أو أنماط التوجيه ، فنجد التوجيه المهني والتوجيه التربوي والتوجيه الرياضي والتوجيه التربوي الرياضي . رغم اختلاف التسميات إلا أن المضمون واحد والكيفية متشابهة ، بالرغم من اختلاف التخصصات . 

تعليقات