U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

المدرسة ، مقدمة عنها ، مفهومها ، خصائصها ، وظائفها ( بحث كامل )

بحث عن المدرسة doc
ما هي المدرسة ؟ وما هي خصائصها ووظائفها ؟ 

بحث عن المدرسة :

محتويات البحث : 

(1) مقدمة عن المدرسة . 
(2) مفهوم المدرسة . 
(3) خصائص المدرسة . 
(4) وظائف المدرسة . 

مقدمة عن المدرسة : 

تعد المدرسة مؤسسة اجتماعية تربوية ، برز دورها اللافت والمهم في تنشئة الأجيال وتكوينها بما يخدمها ويخدم شعوبها ، لذا لاقت الاهتمام من طرف العامة والخاصة ، وقد عكف الخاصة من العلماء والباحثين علي دراستها والتعمق في الكشف عن مكنوناتها بداية من إعطاء تعريفات لها ومروراً بالكشف عن التفاعلات التربوية بين مكوناتها وانتهاءً بتخرج الطالب . 

مفهوم المدرسة : 

عرف العلماء المدرسة بالعديد من التعريفات ، والتي منها : 

1- المدرسة هي مؤسسة اجتماعية تعكس الثقافة التي في المجتمع ، وتنقلها للأطفال في شكل مهارات خاصة ومعارف عن طريق نظام اجتماعي مصغر يتعلم فيه الطفل القواعد الأخلاقية والعادات الاجتماعية والاتجاهات وطرق بناء العلاقات مع الآخرين . 

2- المدرسة هي مؤسسة اجتماعية ضرورية تهدف إلى ضمان عملية التواصل بين العائلة والدولة من أجل إعداد الأجيال الجديدة ، ودمجها في إطار الحياة الاجتماعية . 

3- المدرسة هي مؤسسة اجتماعية ينشئها المجتمع بهدف تأهيل النشء للحياة الاجتماعية من خلال التربية . 

4- المدرسة هي المؤسسة الاجتماعية الرسمية التي تقوم بوظائف التربية ، ونقل الثقافة المتطورة ، وتوفير الظروف المناسبة للنمو ، جسمياً وانفعالياً واجتماعياً ومعرفياً . 

5- المدرسة هي شبكة من المراكز والأدوار التي يقوم بها المعلمون والتلاميذ ، حيث يتم اكتساب المعايير التي تحدد لهم أدوارهم المستقبلية في الحياة الاجتماعية . 

خصائص المدرسة : 

تتمتع المدرسة بعدة خصائص وسمات تميزها عن باقي المؤسسات الأخرى نتيجة لطبيعة مكوناتها وعناصرها وتفاعلها مع بعضها البعض ، وتفاعل المدرسة مع المؤسسات الاجتماعية الأخرى ومن بين هذه الخصائص : 

1- المدرسة نظام مجتمعي مصغر : 

تضم المدرسة مجموعة من الأفراد تحكمهم مبادئ وأسس وقوانين ، لها طرائقها وأساليبها الخاصة لتحقيق أهدافها وغاياتها ، ولها ثقافتها المميزة لها ، وهذا يمثل خطوة أولية لاكتساب العلاقات السلوكية المختلفة التي بدورها تؤدي إلى اكتساب القيم والاتجاهات والسلوكيات الاجتماعية داخل إطار تعليمي موجه للسلوك ، وهي تتيح للفرد الفرصة للتعرف علي مختلف الثقافات الفرعية المتواجدة في المجتمع الكبير . 

2- المدرسة بيئة تربوية شاملة موسعة : 

لم تعد المدرسة مكاناً للتعليم فقط ، حيث لم تعد تكتفي بنقل المعلومات إلى الافراد ، وحشو عقولهم بالمعارف ، بقدر ما تهتم بتربية الفرد من جميع مكوناته ( العقل ، الجسم ، النفس والروح ) ، وهكذا تحاول المدرسة أن تكون بيئة تربوية ، ينشأ فيه الفرد متزن الشخصية ، مضبوط العواطف ، عارفاً ما عليه وما له من حقوق وواجبات ، قادراً علي خدمة نفسه ومجتمعه ، كما تعمل المدرسة كذلك علي توسيع أفق التلاميذ ومداركهم ، وتصل حاضرهم بماضيهم ، وتقدم إليهم في وقت قصير ما بلغته البشرية عبر آلاف السنين . 

3- المدرسة مبسطة : 

يتصف التراث الثقافي والمعرفي لأي مجتمع بالكثرة والتعقيد ، ولا سيما في ظل المدنية الحديثة ، كما أن العلاقات التي تتسم بها الحياة الاجتماعية المعاصرة تمتاز بتعددها وبترابطها وتشابكها ، وهذا ما يلزم المدرسة بتوفير بيئة مبسطة لهذا التراث الموجود في واقعهم بما يتناسب وأعمار التلاميذ واستعداداتهم ، وذلك بتنظيم منهجها التعليمي بالصورة التي تناسب خصائص نمو الدارسين وتلبي اهتماماتهم ، وتقديم الأنشطة التربوية التي تزودهم بالمعارف والمهارات اللازمة بالصورة التي تسهل عليهم التكيف والاندماج . 

4- المدرسة بوتقة الاستثمار البشري : 

تعتبر مؤسسة المدرسة الفضاء الذي يتم فيه بناء المواهب والقدرات البشرية والمؤهلات المعرفية لأبناء المجتمع ، من خلال صقل العقول والشخصيات بأنواع العلوم والمعارف والقيم والاتجاهات التي تجعل منهم أفراداً ومواطنين صالحين يساهمون في بناء وتشييد مجتمعاتهم ، والنهوض بأممهم والرقي بها إلى مصاف الكبار ، من خلال توظيف ما اكتسبوه خلال مسيرتهم التربوية التعليمية . 

5- التصفية والتعديل والإضافة والانتقاء : 

فهي تحاول أن تصفي ما يعلق بالتلميذ من الفساد والشوائب التي تعتريه من بعض العادات والتقاليد والمعتقدات البالية المتوارثة من الأجيال السابقة ، والمكتسبة من الأجيال الحاضرة ، وتخلق له جوا مشبعاً بقيم المواطنة الصالحة . 

وتعمل علي تعديل بعض القيم والعادات والاتجاهات ووضعها علي الطريق الصحيح ، وكذلك إضافة قيم واتجاهاً جديدة مواكبة للعصر ومفيدة للمجتمع ومناسبة له ، وهي من جهة أخرى تنتقي الطلبة الأكفاء في جميع المجالات ، لكي يكونوا سنداً ودعماً ومورداً بشرياً لا ينضب ، وأداة من أدوات نهوض مجتمعهم وتطوره ورقيه وازدهاره ، وتوفير الأمن القومي في مجال التعليم . 

6- المدرسة بيئة موحدة ومجمعة للثقافات : 

فهي تسعي إلى توحيد الثقافات الفرعية للتلاميذ وقولبتها في بوتقة واحدة ، حسب ما يخدم المجتمع ، بما يخلق واقعاً اجتماعياً منسجماً ومتوافقاً ومترابطاً قائم علي التعايش والتفاهم واحترام الآخر ، تمارس فيه قيم التواصل والتسامح والتشارك الثقافي . 

وظائف المدرسة : 

إن وظيفة المدرسة كما يري " جويل روسني " لا تقف عند حدود نقل المعارف الموجودة في بطون الكتب ، وإنما تمتد إلى عملية دمج هذه المعارف في أوساط المعنيين بها . 

هذا ما يبين الدور الشامل الذي تلعبه في تنمية القيم الخلقية والأنماط السلوكية الرشيدة في النشء ، وبذلك تعد المدرسة حلقة من حلقات المسار التربوي والتعليمي للطفل ، أوجدها المجتمع لتخفف عنه أعباءه التربوية والتعليمية وللتنشئة الجسمية والعقلية والأخلاقية السليمة ، وهي تقوم بعدة وظائف تجديدية تهدف إلى تطوير المجتمع وترقيته . 

أبرز وظائف المدرسة : 

1- إعادة إنتاج قيم مشتركة : 

يري دوركايم أن المدرسة كمؤسسة اجتماعية تعليمية لديها دور مهم في تلقين الأطفال القيم الأخلاقية التي يخضع لها المجتمع ، وهذه المعايير التعليمية تكون خاصة بكل مجتمع حيث تخضع للسير العام له ، والتي يجب علي كل فرد إليه أن يخضع إليها ، ولهذا تصح العبارة القائلة " نستطيع أن نربي أطفالنا كما يجب أن يكونوا " . 

وبالتالي فإن المدرسة تهيئ الفرد للوضعية الاجتماعية التي سيكون عليها في المستقبل وبالتالي تأخذ المدرسة الابتدائية بصفة خاصة مهمة إدماج الطفل في المجتمع . 

أما بارسونز ركز علي دور المدرسة كمؤسسة للتنشئة الاجتماعية حيث اعتبرها بمثابة المملكة التي تحمل الهدف الجماعي وتأخذ معني السيطرة علي رغبات الفرد وحسب بارسونز parsons فالمدرسة تجدد وتستدخل كل المعايير المهيمنة أي كل ما هو جيد وشرعي في المجتمع . 

2- نقل التراث الثقافي : 

تعمل المدرسة إلى نقل التراث من الأجيال الماضية إلى الأجيال الحاضرة ، وهذا التراث يتجمع في سجلات مكتوبة ، ويتحتم علي كل مجتمع يريد أن يحتفظ بصلته بالماضي أن يتخذ من المدارس أداة لنقل تراثها إلى الجيل الجديد . 

3- تحقيق التجانس بين افراد المجتمع : 

يري دور كايم أن للمدرسة أهمية كبيرة في تحقيق التجانس بالنسبة لأفراد المجتمع الواحد ، من خلال تلقين روادها نفس المعارف والقيم والمبادئ والاتجاهات والمهارات والأيديولوجية ، وهي بذلك تعمل علي تشكيل شخصية الفرد من خلال القولبة الاجتماعية التي تساهم بدورها في إحداث التجانس بين افراد المجتمع الواحد . 

4- إدماج الفرد ضمن مجتمعه : 

تعتبر المدرسة كجهاز إيديولوجي وطني تعمل علي إدماج كل فرد في مختلف القطاعات الاجتماعية للعمل ، أي أنها تعمل علي تلقين التلاميذ كل التقنيات اللازمة لمزاولة أي نشاط اجتماعي فهي إذن تعمل علي التوفيق بين النظام المدرسي والنظام الإنتاجي . 

فالمدرسة تهيئ الطفل حسب البرامج التعليمية لإتقان وتعلم الأنشطة الاجتماعية المتوفرة في المجتمع الذي يعيش فيه وذلك بتطبيق عدد من الاختبارات ( كالذكاء والقدرات ... ) . 

وبالتالي فالمدرسة تعمل علي صقل شخصية التلاميذ حيث تلقنهم معايير مجتمعهم وتجعلهم قادرين علي الإنتاج داخل هذا المجتمع حيث تعلمهم الدور الاجتماعي الذي سيلعبونه مستقبلاً أي أنها تلقن الطفل كيف يكون مسؤولاً وتنمي فيه القدرة علي الإبداع . 

5- تهيئة الفرد للدور الاجتماعي : 

تعمل المدرسة علي تهيئة الطفل لعمل مستقبلي لكن هذه المهمة تبقي غير فعالة لأنها تركز علي الجانب النظري والثقافي ولهذا لا بد أن يتقن المعلم استعمال الأدوات الثقافية ، ومحاولة دمج العمليات الاجتماعية في الفعل التعليمي التعلمي حتى يستطيع التلميذ أن يأخذ تصور قريب وكافي عن ما يحدث في المجتمع ويتكيف ويندمج فيه . 

وهذا ما يؤكد عليه العلماء أي بضرورة أن تكون مكتسبات التلاميذ تحاكي الواقع الاجتماعي المعاش . 

إذن فالمدرسة تهيئ الطفل من أجل الدور الذي سيقوم به مستقبلاً مع الأخذ بعين الاعتبار كل المتغيرات التي تعمل من خلالها بصفة علمية كتطبيق الاختبارات وتحديد الميولات والاهتمام بحاجات ورغبات التلميذ . 

6- تدعيم التربية السلوكية : 

يؤكد الدكتور عبد الرحمن العيسوي في كتابه دراسات سيكولوجية بأن تكوين شخصية الفرد وبنائها تتم من خلال التربية السلوكية ، التي تسهل وتيسر له التعايش مع أسلوب الحياة الذي ينتهجه المجتمع ، من خلال صقل وتهذيب تصرفاته وأفعاله وتفاعلاته مع الجماعة وتوجيهها التوجيه الصحيح بما يخدم نفسه ومجتمعه . 

وهذه التربية السلوكية التي يتلقاها الأفراد في مؤسسة المدرسة ، من خلال إكساب الفرد المهارات والمعارف والقيم والعادات المقبولة اجتماعياً والمحبب تلقينها لكل أبناء المجتمع ، هي من تبصرهم وترشدهم وتؤثر في مشاعرهم واتجاهاتهم النفسية ، وحالاتهم الوجدانية . 

7- التطوير والتأهيل : 

تقوم المدرسة أو النظام التربوي في المجتمع الحديث بتطوير قدرات التلاميذ وتأهيلهم لاستيعاب المعرفة التكنولوجية والمهارات المختلفة ، خاصة وأن عقول التلاميذ علي درجة كبيرة من البساطة ، ويتم تدريبها علي عمليات الاستذكار والإدراك والاستنتاج والتأمل والنقد العقلاني ، وتهدف هذه العملية إلى اتساع مدركات التلاميذ العقلية والاجتماعية والثقافة العامة ، والتي تزداد بصورة ملحوظة في المراحل الدراسية اللاحقة . 

8- تدعيم التربية الأخلاقية : 

المدرسة جزء من المجتمع وعلي ذلك يمكننا اعتبار أن وظيفة المدرسة الأخلاقية هي وظيفة لا غني عنها ، إذا أردنا مجتمعاً أخلاقياً ، فلا بد أن تقوم المدرسة بتدعيم القيم الأخلاقية في نفوس تلاميذها ومقاومة ما هو عكس ذلك . 

ويمكن للمدرسة أن تساعد تلاميذها علي فهم العالم المحيط بهم وجعلهم يكتسبون القيم المرغوب فيها عن طريق الممارسات الفعلية . 

وكما قال بياجيه Piaget يجب أن تسعي الأهداف التربوية في المدرسة إلى تحقيق نمو متكامل لشخصية الإنسان وتعزيز الحريات الأساسية في ذاته ، بشكل يساعده علي الاستقلال الفكري والأخلاقي ، واحترام هذا الاستقلال لدي الآخرين . 

9- تدعيم التربية الإبداعية : 

هناك اتجاهات جديدة تتمثل في الاهتمام بالتعليم والتعلم الإبداعي لإطلاق الطاقات الإبداعية الكامنة ، عن طريق تهيئة الفرص الكافية لخلق أفراد قادرين علي فعل أشياء جديدة ليست متكررة . 

ومما لا شك فيه أن نوع الخبرات التي يتعرض لها الفرد في المدرسة قد يكون لها أثرها في الإبداع ومن ثم فإن المعلمين المطلوبين هم الذين يهتمون بالخبرات التي تؤثر في إبداع الأطفال فإذا كانت التربية التقليدية تعني بالتلقين والحفظ والتكرار فإن التربية الإبداعية تهتم بتنمية المبادأة والأصالة . 

10- تدعيم التربية القومية : 

تعتبر المدرسة الأداة التي توحد روادها من أبناء المجتمع وتجمعهم علي وحدة الأمة والهدف ، ووحدة الوسائل ، ولذا لزاما عليها أن تضع نصب أعينها أن تعد أبنائها للمواطنة العربية التي تتجلي في الإيمان العميق بالقومية العربية ، كمطلب حتمى وضروري ، يجب الدفاع عنه والولاء له ، فهي إذن من أهم المراكز والمؤسسات التعليمية التي تأخذ علي عاتقها هذه المهمة مما لها من أهداف تتحدد علي كل المستويات لا سيما السياسة والاجتماعية والاقتصادية منه . 

تعليقات