U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

الخجل ، مقدمة ، تعريف ، أسباب ، أعراض ، علاج ، نظريات ( بحث كامل )

بحث عن الخجل
بحث عن الخجل 

الخجل : 

محتويات البحث :  
(1) مقدمة عن الخجل . 
(2) تعريف الخجل . 
(3) طبيعة الخجل . 
(4) نظريات الخجل . 
(5) أسباب الخجل . 
(6) اعراض الخجل . 
(7) الخجل والتحصيل الدراسي . 
(8) علاج الخجل . 

مقدمة عن الخجل  : 

الخجل هو الحاجز الوهمي بين الشخص وبين ما يريد أن يقوله أو يفعله ، وهو أشبه بحجاب كثيف يخفي وراءه الخوف وعدم الثقة بالنفس ، وإذا ما استبد الخجل بالإنسان فانه يحجب عينيه عن حقيقة قدراته ويجعله اشد الناس تحقيرا لذاته ، والخجل يعوق صاحبه عن مواجهة الحياة عزوفا عن الناس ومخافتهم، منطويا على نفسه كثير التردد والتهيب والارتباك .
قد يخالط مشاعر الخجل عناصر من الحسد والغيرة والبغض والحقد على الآخرين ، والمصاب بالخجل في حالة حصار دائم داخل نفسه متقوقعا عليها ينقم من نفسه لنفسه . (الصبان، 219:1999 )
يؤدي سلوك الخجل الشديد ، والعزلة المفرطة إلى إعاقة التفاعل الشخصي الاجتماعي والحرمان من فرص النمو والتعبير عن الذات ، رغم ارتفاع مستوى الذكاء لدى الأطفال المصابين بالخجل ، كما يؤدي الخجل إلى انسحابه في الفصل ، وبالتالي عدم قدرة هذا الطفل على مواصلة تكيفه مع المواقف التعليمية / التعلمية داخل الفصل ، وقد يعود ذلك على افتقار الطفل المهارات التواصل الشخصي ، وكذا مهارات التفاعل الصفي . (الخطيب، 265:2000 ) 

تعريف الخجل : 

تعريف الخجل لغة : 

لقد جاءت كلمة الخجل في المعجم العربي الأساسي (1988: 382) من مصدر خجل ، يخجل ، خجلا ، خجول ، وخجل خجلان ، وهي احمرار الوجه بطريقة لا إرادية عند الشعور بالحرج أو الارتباك . 
أما في الرائد معجم الألفبائي في اللغة والإعلام (2005: 371) جاءت خجل: يخجل: خجلا وخجلة ، استحيا ، بقي ساكتا لا يتكلم ولا يتحرك ، ضجر ، بطر . 

تعريف الخجل اصطلاحا : 

لقد تم تعريف الخجل بأنه انفعال، أو ميل، أو عرض، أو دافع، أو استجابة وسوف نتناول كل منها بشكل موجز:
-
الخجل كانفعال أو حالة انفعالية، أو ظرف انفعالي يتسم بعدم الارتياح، والتحرج، والكف في وجود الآخرين .
- أما الخجل كميل إلى تجنب التفاعل الاجتماعي مع المشاركة في المواقف الاجتماعية بصورة غير مناسبة،.
- أما الخجل كدافع حيث يدفع صاحبه إلى الهروب أو الانسحاب أو تفادي أي موقف اجتماعي.
- أما الخجل كاستجابة يكثر حدوثه في المواقف الاجتماعية والتي تحوي أناسا آخرين وذلك لدى الأطفال. 
- أما الخجل كعرض يظهر بصورة عرض من أعراض عديدة من الاضطرابات الإكلينيكية (النيال و أبو زيد، 14:1999 ). 
يمكننا مما سبق تعريف الخجل علي انه : 
 حالة طبية مرضية مزعجة جدا، ناتجة عن خوف شديد قد يشل الفرد أحيانا ، ويتركز هذا الخوف في الشعور بمراقبة الناس ، يجعل الفرد متجها إلى الانكماش والانطواء والتجافي عن ملاقاة الآخرين . 

طبيعة الخجل : 

يظهر الخجل لدى الأولاد والكبار فقط عند وجود أناس آخرين، أي أثناء وجود الإنسان الخجول في وسط اجتماعي ، وذلك سلوك ارتدادي، بل إن الذين يعانون من الخجل قد يضطرون لتكييف جميع حياتهم ليتجنبوا أي مناسبة اجتماعية تضعهم تحت المجهر ، إن علاقاتهم الشخصية ومسيرتهم التعليمية وحياتهم العملية معرضة جميعها للتأثر والتدهور الشديد . 
كثير من المصابين بالخجل يلجأون إلى الإدمان على الكحول أو المخدرات لمواجهة مخاوفهم وخجلهم ، وإذا لم تعالج فقد تستمر طوال الحياة وقد تجر إلى حالات أخرى كالاكتئاب والخوف من الأماكن العامة والواسعة . (دويري، 97:1991 ) 
وعندما تصبح المواقف الاجتماعية للطفل الخجول مثيرة للخوف والقلق ، فانه كثيرا ما يلجا إلى الابتعاد عن المشاركة فيها ، لكي يخفف عن نفسه من الأخطار التي يرى من الممكن أن تلحق به ، وبالتالي يؤثر ذلك سلبا على مختلف أنشطته ، حتى يتفادي أي احتكاك بالآخرين . (الخطيب، 565:2000 ). 

نظريات الخجل : 

أهم النظريات التي درست الخجل هي : 
(1) النظرية التحليلية : 

وتفسر الخجل في ضوء انشغال الأنا بذاته ليأخذ شكل   النرجسية ، فضلا عن إتصاف الخجول بالعدائية والعدوان . 

(2) نظرية التعليم الاجتماعي : 

وفيه يعزو الخجل للقلق الاجتماعي والذي يثير أنماطا من السلوك الانسحابي ويمنع فرصة تعلم المهارات الاجتماعية ، بل ويمتد ليكون عواقب معرفية تظهر في شكل توقع الفشل في الموقف الاجتماعي ، وحساسية مفرطة للتقويم السلبي من قبل الآخرين وميل مزمن لتقويم الذات تقويم سلبية . 

(3) نظرية البيئي الأسري : 

يرجع البعض الخجل إلى عوامل بيئية أسرية متمثلة فيما يمارسه الوالدان من أساليب معاملة كالحماية الزائدة للطفل والنقد المستمر إلى جانب التهديد الدائم بالعقاب المؤدي لتفاقم الخجل لدى الطفل، حيث يثير الخجل ويثار عن طريق إدراك البيئة . 

(4) النظرية الوراثية : 

حيث يعزي الخجل إلى شق وراثي تكويني ،  يستمر ملازما لسلوك الطفل طوال حياته في مراحل العمر التالية ، لذا فمعاملة الطفل الخجول وراثيا بطرق الممارسات الوالدية السالبة، قد يجعله معرض للمعاناة من الخجل المزمن . (خوج، 2002: 18-19) 

أسباب الخجل : 

يمكن أن نوجز أسباب الخجل كالتالي : 
هناك نوعان من الأطفال يعانون من الخجل إما بسبب وجود عاهات أو تشوهات طبيعية بارزة ، ومن هذه التشوهات ضعف البصر وصعوبة السمع أو الثأثأة واللجلجة في الكلام . 
أو قد يكون الخجل ناتجا عن وجود فقر مادي عند الطفل كون ملابسه رثة من فقر والديه ، أو لضعف جسمه بسبب سوء التغذية أو لقلة المصروف المدرسي، وهو شعور الطفل بأنه ليس جميلا، لعدم تناسق تقاطع وجهه وسوء منظره أو لضعف قدرته الفصلية التحصيلية . (الخليدي ووهبي، 197:1997 ) 
إن الخجل حسب رأي خبراء الصحة يرجع إما لعامل الوراثة ويكون سبب مباشر لذلك وإما الفقدان المهارات الاجتماعية ، وكذلك النظرة سلبية للنفس والذات . 

وتقدر الدراسات والإحصاءات بأن حوالي 10 - 15 % من الأطفال يولدون ولهم استعداد وميل لأن يكونوا خجولين بصورة غير طبيعية وما تبقى يصبحون خجولين إما لعدم إشغالهم بمهارات اجتماعية ، أو لسبب الخوف من عدم تقبل الآخرين لهم ، أو الخوف من تعرضهم للسخرية من الأشخاص الآخرين وذلك مما يعدم الثقة بالنفس والذات .

أعراض الخجل : 

رغم تعدد أعراض الخجل ومظاهره، فإن ثمة ما يجمع بينهما في متلازمة Syndrome أو زملة أعراض تختلف شدتها من فرد لآخر ، ومن مستوى لآخر ، ومن مثير لآخر . (النيال و أبو زيد ، 16:1999 )
الخجول عادة ما يتحاشى الآخرين ، ويتم ترويعه بسهولة ، ولا يثق بالغير ، وهو متردد في الإقدام والالتزام ، ولا يميل إلى المشاركة في المواقف الاجتماعية مفضلا البعد أو الصمت أو الحديث المنخفض أو الانزواء ، وعادة ما يتلجلج ويحمر وجهه . (الشربيني، 105:1993 )
ومن الأعراض ما يمكن أن يكون جسديا كاحمرار الوجه ، وتورده ومشكلات في المعدة وزيادة النبض ، وتسرع دقات القلب ، ورطوبة اليد وجفاف في الفم والحلق ، والارتجاف والارتعاش اللاإرادي .
وأما الأعراض الانفعالية الداخلية ففيها يعدم الشعور والتركيز على النفس ، وعدم الشعور بالأمان ، والإحراج ، والابتعاد عن الأضواء ، والشعور بالنقص ، وهذا ما يؤكده خبراء الصحة النفسية بأن المصاب بالخجل يكون لديه حساسية مبالغ بها تجاه النفس وما يحدث لها ، حيث يكون محور الاهتمام والتركيز على الآخرين ، والشعور بمشاعر الآخرين ، ولذلك يزداد العزل الاجتماعي الذي يعاني منه الشخص المصاب بمرض الخجل . 

الخجل والتحصيل الدراسي : 

إن كون التعليم يهدف إلى إنماء شخصية الإنسان إنماء كاملاً ، بمعنى أن علينا أن نبحث عن إمكانية الربط بين تكوين الإنسان واندماجه اجتماعياً في الحياة ، فليس كل طفل خجول متخلف دراسياً ، بل قد يكون العكس ، كذلك التخلف الدراسي ليس تخلفاً عقلياً بل يمكن أن يكون ناتجا عن قلق نفسي . (الخليدي ووهبي، 198:1997 ). 

علاج الخجل : 

أهم العوامل التي يقوم عليها علاج الخجل : 
إن أهم العوامل التي تساعد على منع وجود الخجل هو إتاحة الفرص المختلفة للاختلاط و التفاعل مع الأخرين منذ الطفولة المبكرة . 
كما أن التنشئة القائمة على أسس وطيدة من الحب والحنان والعطف دورها لها دورها البارز في أن تحد من وجود الخجل لدى الأطفال . 
لابد للطفل لكي ينأى عن الخجل أن يغمره الشعور بالأمان والثقة بالنفس ، وأن نمنحه دائما الإحساس بالجدارة والزهو (شكري، 238:2001 ).
ويكون علاج الخجل كالتالي :  
(1)
اكتشاف مواهب الطفل والنواحي التي تمكنه من الافتخار بها والاعتماد عليها في بناء شخصيته . 
(2) لا يجب أن يدفع الطفل إلى أعمال مجهدة تفوق قدراته الجسمية أو العقلية أو اللفظية . 
(3)  لا بد من حماية الطفل من الوساوس والخجل وتخليصه منها إذا وجدت . 
(4) لا بد من تدريب الطفل على الأخذ والعطاء مع الأطفال الآخرين . (الخليدي ووهبي، 199:1997 ). 
ان التربية الاستقلالية والتربية الإسلامية الصحيحة خير وسيلة للوقاية والعلاج من الخجل ، وأن يجعل الطفل يعتمد على نفسه في بعض الأمور وعدم كبته في التعبير عما يدور في داخله من أسئلة أو تعبيرات ، أو طرده من المجالس وتنمية روح الاختلاط والإبداع والاشتراك مع المجتمع المحلي في أحزانه وأفراحه تقي من الخجل ، ودمجه في الأنشطة المدرسية كالصحة والألعاب الرياضية والإذاعة المدرسية والكشافة المدرسية التي تدرب الطفل الاعتماد على نفسه وفهم ذاته وتقديم نفسه في المجتمع المحلي كأنه عضو فعال وله دور ريادي في المجتمع . 
وذلك لأن الطفل الخجول هو طفل مسكين ، بائس يعاني من عدم القدرة على الأخذ والعطاء مع زملائه في المدرسة والمجتمع ، ومن صفاته أن الطفل يشعر بالنقص والانزواء وأحلام اليقظة وكثرة هواجسه ووساوسه ، ولذا يلاحظ انه حساس عصبي ، قلق يعاني من عدم الثقة بالنفس ، ومن التقوقع والخوف ومن نظرات الآخرين له وخوفهم عليه وخوفهم من فقدهم له . (الخليدي ووهبي، 196:1997 ) 

تعليقات