ما هو التوتر ؟ وما هي أسبابه وأعراضه ؟ |
بحث عن التوتر :
محتويات البحث :
(1) تعريف التوتر .
(2) النظريات المفسرة للتوتر .
(3) أسباب التوتر .
(4) أعراض التوتر .
(5) مراحل التوتر .
(6) أنواع التوتر .
(7) مضاعفات التوتر .
تعريف التوتر :
شاع استعمال مفهوم التوتر ( Stress ) في مطلع القرن السابع عشر الذي يعني الضغط أو الإجهاد وكما هو معروف أن هذا اللفظ اشتق من الكلمة اللاتينية ( stringege ) التي تعني الضيق أو الشدة ، والبعض الآخر يشير إلى أن اشتقاق هذا اللفظ من الكلمة الفرنسية ( Destese ) والتي تعني الشعور بالاختناق .
" حالة نفسية تصيب الإنسان لأسباب عديدة ، وله أعراض تختلف من شخص إلى آخر ، يجعل الشخص دائما في تردد وحيرة ، بل وغير قادر علي اتخاذ أسهل القرارات ، وغالباً ما يصاحب هذه الحالة حالات نفسية أخرى ، بل وقد يتحول إلى مرض خطير " .
" مجموعة من المؤثرات غير السارة التي يقيمها الفرد بأنها تفوق مصادر التكيف لديه ، وتؤدى إلى اختلال في الوظائف النفسية والفسيولوجية والجسمية لدي الفرد " .
" استجابة الجسم للتأثيرات والتغيرات والمتطلبات والضغوطات التي تاجهه ومحاولة التكيف معها " .
" حالة من التفاعل العقلي والجسدي تجاه تحدٍ ما ، والتحديات جزء من حياة الإنسان ، ومنها تحديات اختيارية ، وأخرى غير اختيارية " .
يعرفه هانز سيلي Hans Sely : أنه الاستجابة غير المحددة للجسم الناتجة عن تعرض الإنسان لضغوط الحياة . كما قدم تعريف آخر وهو : استجابة الجسم لأي استدراج .
ليفين Levin : هو نمط أو أسلوب استجابات الجسم للتأثيرات والاحتياجات أو الضغوط .
عرفه الديراني : بأنه " ظاهرة غير مرئية ينتج عنها شعور بالتهديد والاضطراب والعصبية والحساسية الزائدة تجعل الفرد غير قادر علي التكيف مع البيئة التي يعمل فيها وتنعكس علي سلوكه مع الآخرين " .
عرفته الزواوي : بأنه " علاقة بين الفرد وبيئته يقيمها الفرد بأنها مرهقة وتتجاوز قدراته ومصادره " .
عرفه راتب : " بأنه عدم التوازن بين إدراك ما هو مطلوب عمله من الفرد أو إدراك قدرته علي إنجاز هذا العمل مع الأخذ بالاعتبار نتيجة هذا العمل تمثل أهمية لذلك الفرد " .
عرفه الرفاعي : أنه " توجس يصحبه تهديد لبعض القيم التي يتمسك بها الفرد ويعتقد أنها أساسية لوجوده .
التعريف الفيزيولوجي : طريقة للجسم للرد علي أي تهديد أو حاجة خارجية ، يفرز الجهاز العصبي هرمونات خاصة بالتوتر عند الشعور بالخطر أو القلق من ضمنها الأدرينالين ، الكورتيزول التي تنبه الجسم لحالة الطوارئ فتظهر مجموعة من الأعراض تعبر عنه .
النظريات المفسرة للتوتر :
أولا : نظرية التحليل النفسي Psycho-Analysis Theory :
اهتم فرويد ( Freud , 1939 ) بدراسة ظاهرة القلق ، من خلال تأكيده علي أن القوي الدافعة للسلوك ، هي قوي داخلية وتسبب الصراع الداخلي بين مكونات الشخصية ، الهو ( Id ) وتعود إلى المضايقات بدائية النشوء للأطفال عندما يشعرون بالاحتياجات التي لا يستطيعون السيطرة عليها بسبب عجزهم .
الأنا ( Ego ) ، هي المصدر والمنشأ الوحيد للقلق .
الأنا الأعلى ( Super ego ) والتي توضح معاناة الأفراد من القلق ، نتيجة شعورهم بالذنب في حالة خرقهم للقوانين والتقاليد .
أثرت نظرية فرويد هذه في علماء التحليل النفسي ، الذين اتفقوا في أهمية القلق ( التوتر ) بوصفه مصدراً أساسياً للاضطرابات النفسية .
يري يونغ ( yung , 1938 ) أن الفرد بطبيعته يحاول أن يسيطر علي مدى واسع من الصعوبات كما تصوغها شخصيته في الطفولة إلى مرحلة الشباب خاصة الاضطرابات الشخصية ، التي تنتج من الفشل في السيطرة علي التحديات التي تواجهه في الحياة .
فروم ( Froom , 1941 ) يشير إلى أن القلق هو نتاج الضغوط الحضارية الثقافية التي تعكس الأسرة خلال أساليب التنشئة الاجتماعية .
تضيف هورني ( Horney , 1953 ) أن القلق يؤدى إلى الكبت ، إلا إنها اختلفت مع فرويد في نوعية الرغبات المكبوتة ، علي أنها رغبات مكبوتة عدائية تجاه الوالدين .
يؤكد سوليفان ( Sullivan , 1953 ) أن القلق هو حالة ضاغطة غير سارة من التوتر تنشأ من خبرات عدم التقبل والاستحسان والتي يمر بها الفرد في إطار العلاقات الشخصية .
يرجع آدلر ( Addler , 1966 ) نشأة القلق إلى مرحلة الطفولة الأولي في أسرته ، فأساليب التنشئة الخاطئة والتي تشعر الطفل بعدم الطمأنينة والأمن في أسرته ، لها الأثر الكبير في تكوين القلق في المراحل اللاحقة .
ثانياً : النظرية السلوكية Behavioral Theory :
يراه كل من بافلوف ( Pavlov ) وسكينر ( Skinner ) علي أنه سلوك متعلم من البيئة التي يعيش وفي وسطها الفرد .
أكد سكنر ( Skinner , 1957 ) جميع سلوك الإنسان يتشكل خلال التعزيز ، فالاستجابة المعززة تزيد من إمكانية حدوثها ثانية .
يري واطسن ( Watson , 1958 ) أنه خوف مرتبط بالتاريخ التعليمي للفرد ، الذي يشمل الاشتراطات والمعززات كافة التي مرت في حياته .
وولب ( Wollpe , 1958 ) أنه حافز استعداد سلوكي يهيئ للفرد لإدراك عدد من المواقف والظروف غير الخطرة موضوعياً مثل التهديد ، يستجيب لها الفرد برد فعل غير متكافئ .
بالإمكان التخلص من العادات العصابية المتعلمة عن طريق إزالتها بالاعتماد علي مبدأ خفض التوتر ( الكف بالنقيض ) ، وهي المستندة علي محو التعلم وإطفاء الاستجابة الخاطئة المتعلمة .
يؤكد ايزنك ( Eyesenck , 1975 ) علي العوامل التكوينية والوراثية في نشوءه .
ثالثاً : النظرية المعرفية Cognitive Theory :
تركز هذه النظرية علي طريقة تفكير الأفراد الذين يعانون من القلق ، إذ يميل الفرد القلق إلى وضع توقعات غير واقعية لمواقف متعددة .
توصل لازاروس ( Lazarus , 1963 ) إلى أنه انفعال قائم علي تقييم التهديد .
يؤكد رتشارد لازاروس وزملائه ( Lazarus , 1970 ) أهمية العوامل الموقفية في نشوء القلق والتوتر ، إذ ينظرون للتهديدات والضغوط التي يواجهها الفرد ، كمتغير يتدخل في عملية حدوث الاستثارة .
يضيف كيلي ( Kelly ) وماندلر ( Mandler ) أنه عبارة عن استجابات انفعالية وجدانية ، يكتسبها الفرد خلال خبرته في الحياة ، وذلك خلال التفاعل بين الموقف والاستجابة والتفكير إذ يتبني الفرد المضطرب أفكاراً لا منطقية غير مستقرة ، تجعل من استجاباته المستقبلية استجابات مرضية .
رابعاً : النظرية الإنسانية Humanistic Theory :
يري أصحاب النظرية الإنسانية ، علي أنه الخوف من المستقبل ، وما يمر به من أحداث تهدد وجود الإنسان أو كيانه الشخصي ، فالقلق ينشأ من توقعات الإنسان لما قد يحدث ، وليس ناتجاه عن ماضي الفرد .
يري موراي ( Murray , 1938 ) أن مفهوم الحاجة ( Need ) ، باعتبارها مركباً يمثل في منطقة المخ ، تنظم الإدراك والفهم والتعقل والنزوع والفعل ، حيث تحول الموقف غير المشبع في اتجاه معين ، وتستثار الحاجة نتيجة ضغوط داخلية أو نتيجة عوامل خارجية .
ماسلو ( Maslow , 1972 ) يشير أن نوع البيئة التي يتعرض لها الإنسان تؤثر تاثيراً كبيراً علي عملية نمو الشخصية ، فالبيئة التي تكون مصدر تهديد للفرد ، ول تسمح له بإشباع حاجاته الأساسية ، فإنها تعيق نموه ، فيدرك العالم من حوله علي أنه عدائي أو خطير ومهدد ، فيشعر بسوء التوافق .
خامساً : النظرية الوجودية Existentialism Theory :
المفهوم الأساسي للنظرية الوجودية ، هو إحساس الفرد بانعدام الشئ في حياته ، ولا يوجد محفز معين واضح لإحساس القلق المزمن ، لذا فإنه استجابة لانعدام الوجود والمعني .
أشار كيركجارد ( Kierkgard , 1969 ) إلى أنه مجموعة معقدة من المخاوف التي رغم كونها عدماً في ذاتها إلا أنها تطور ذاتها .
أضاف هيدجر ( Heideger , 1958 ) إلى أنه مرتبط بظاهرة الهم ، فالحياة هم واهتمام بالهم عنده ظاهرة معقدة ، فهي تتصف باندفاع الوجود البشري إلى الأمام في اتجاه تحقيق إمكاناته ، إذ يؤدى إلى التوتر مع الظروف الواقعية .
سادساً : النظرية الفيزيولوجية :
تنشأ أعراض القلق النفسي ( التوتر النفسي ) من زيادة نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي بنوعيه السمبثاوي والباراسمبثاوي ثم تزيد نسبة الأدرينالين والنور أدرينالين في الدم ، من علامات تنبيه الجهاز السمبثاوي ارتفاع ضغط الدم لدي الفرد ، تزايد ضربات القلب ، جحوظ العينين ، زيادة العرق ، جفاف الحلق ، أحياناً رجفة في الأطراف ، صعوبة في التنفس .
أما ظواهر نشاط الجهاز البارسمبثاوي فأهمها كثرة التبول والإسهال ، وقوف الشعر ، زيادة الحركات المعوية مع اضطرابات الهضم والشهية والنوم .
يتميز فسيولوجياً بدرجة عالية من الانتباه المرضي في وقت الراحة ، مع بطء التكيف للكرب ، أي أن الأعراض لا تقل مع استمرار التعرض للإجهاد ، نظراً لصعوبة التكيف .
يري سيلي ( Sely ) أن مفتاح العملية كلها يمكن أن يكون في منطقة المهاد ، وتحت المهاد Hypothalamus المعروف بأنه يوفق بين العضلات والوظائف الحشوية بخاصة تلك التي لها أهمية في الدفاع ضد مواقف الخطر ، وتقوم المنطقة الشمية أيضاً بدور مهم في التكامل بين النشاط الانفعالي والحشوي . قد تون هاتان المنطقتان مسؤولتان عن المظاهر البدنية للتوتر والقلق .
يعتقد باحثون آخرون أنه راجع إلى " حساسية مفرطة " في الجهاز العصبي اللاإرادي أو خلل في وظيفة ذلك الجهاز مع السيطرة الوظيفية للجهاز اللمبي Lymbic System .
أحد العلماء يذكر أنه يصاحبه زيادة شاذة في القابلية للاستثارة في كل من الجهازين اللاإرادي والعصبي المركزي . يقول أن القلق والتوتر بوصفه عرضاً مشتركاً في العصاب له خصائص الاستجابة ، فالمريض المصاب يستجيب لمواقف الحياة اليومية العادية كما لو كانت طوارئ أو مواطن خطورة .
يري لانج ( Lang ) وجود استجابات تكوينية دفاعية في الإنسان من ضمنها مجموعة تستخدم للهروب أو للدفاع عن النفس ضد الأخطار الخارجية ، ويري حفظ هذه الاستجابات في ثلاث منظومات هرمية :
أولاً : المستوي الأدني : يقوم بتحديد طبيعة ردود الفعل من سياق الموقف كوسائل للهجوم أو القرار .
ثانياً : المستوي الأوسط : " الردود الانفعالية " : كالخوف والغضب التي تتصف ببعض النمطية من ناحية الاستجابة ، إن اختلفت فيما بينها في اختبار طبيعة الفعل المطلوب .
ثالثاً : المستوي الأعلى : هو الأكثر تعقيداً والمسمي " بالمستوي البعدي " الذي ينظم الانفعالات التي تشمل أبعاد شدة واتجاه كل حالة انفعالية ودرجة التحكم فيها .
يري البعض الآخر من العلماء أنه يتعلق بنهايات الأعصاب ( Nerve Endings ) والمستقبلات ( Receptors ) في الجهاز العصبي المركزي التي تضع وتستقبل الرسائل الكيماوية التي تنبه وتستثير المخ . نهايات الأعصاب هذه من شأنها أنها تنتج منبهات توجد بصفة طبيعية وتسمي كاتيكولامين ( Catecholamine ) والمعتقد أن نهايات الأعصاب تزيد في نشاطها الكهربائي ، وتسرف في إنتاج هذه المنبهات وربما مواد أخرى غيرها .
إن هناك في الوقت نفسه نهايات الأعصاب والمستقبلات التي يكون لها تأثير مضاد ، فهي تصنع مهدئات توجد بصفة طبيعية ، وتسمي الناقلات العصبية الكابحة التي تكبح وتهدئ وتخفض من حدة النشاط الكهربائي للمخ .
أسباب التوتر :
تختلف أسباب التوتر من شخص إلى آخر ، ولكن بالنسبة للأسباب الشائعة فهي تتلخص في :
1- المشاكل العائلية :
من أكثر الأسباب انتشاراً ، خاصة في مجتمعاتنا العربية ، حيث أن مشاكل العائلة تؤثر بشكل كبير علي الأفراد وعلي حالتهم النفسية فيكونوا دائمي التوتر .
2- الخوف الشديد :
الذي هو أيضاً أحد اهم الأسباب التي تصنع التوتر ، فهناك من يخاف كثيراً من المستقبل فيشعر بالتوتر الشديد ، مما يؤثر ذلك علي الحاضر الذي يعيشه الفرد ، فينعكس ذلك علي شخصيته .
3- الصدمات :
للصدمة النفسية أثر كبير علي الفرد ، فمن منا من ليس له ذكريات حزينة ، قد يؤثر ذلك علي حالتهم النفسية ، فيصبح الفرد يعاني من التوتر الشديد فهو يخاف أن يقدم علي أي خطوة جديدة في حياته ، فقد يتعرض للصدمة من جديد .
4- الفشل :
من الأسباب الفعلية للتوتر منها الفشل في العمل ، في التعليم ، في الحياة العاطفية وغيرها ن يؤثر بشكل كبير علي نفسية الفرد فإن لم يستطع التغلب عليها ستنعكس حتماً علي شخصيته .
5- أسباب وراثية :
نادراً ما يكون السبب وراثياً ، لكننا نجد أحياناً الأب أو الأم المتوترة تنجب طفلاً متوتراً ولكن ليس بطبيعة الحال نعتبرها صفة وراثية بقدر ما نعتبرها اكتساب من البيئة المحيطة بالطفل .
كما قسمها علماء آخرون كالآتي :
1- نفسية :
- تدني تقدير الذات .
- محاولة التعايش بصورة ترضي الآخرين ، مما يجعل الإنسان أشبه بممثل .
- عدم وجود أهداف واضحة للحياة .
- مشاعر الخوف المرضية .
- مشاعر الذنب .
2- جسمية :
- سوء التغذية .
- الكسل وعدم ممارسة أي نوع من الحركة أو الرياضة .
- وجود إعاقة جسدية .
- إرهاق الجسم في مسابقة أو عمل .
3- اجتماعية :
- مشكلات العمل .
- الخلافات مع الآخرين .
- انهيار بعض العلاقات مع الآخرين .
4- أسرية :
- الخلافات بين الزوجين .
- الطلاق وأثره علي الزوجين وعلي الأبناء .
5- مالية :
- الفقر .
- الحاجة المادية إلى توفير الكماليات .
- الديون والأزمات المالية .
يري الرفاعي أن هناك عاملين أساسيين يسببان التوتر النفسي للفرد وهما :
1- العامل الخارجي :
من البيئة المحيطة بالفرد مثل مشاكل العمر المستمر ، عبء العمل ، العبء المادي ، المشاكل الأسرية .
2- العامل الداخلي :
الذي ينبع من داخل الفرد نفسه ، وذلك من خلال علاقة الإنسان الجيدة مع ذاته من جهة .
العالم الفسيولوجي هانز سيلاي يري أن هناك أسباب مباشرة وغير مباشرة :
1- الأسباب المباشرة :
زيادة متطلبات وضغوط الحياة اليومية .
2- الأسباب الغير مباشرة :
تصنف إلى أنواع :
- المثيرات الانفعالية تشمل المخاوف المرضية والقلق بأنواعه .
- المثيرات العائلية تشمل سوء التوافق الزواجي ، المشكلات الأسرية .
- المثيرات الاجتماعية تتعلق بالتفاعل مع الناس ، القلق الاجتماعي .
- المثيرات الكيميائية تشمل سوء استخدام العقاقير والكحول .
- المثيرات الفيزيقية كالفوضي والتلوث .
أعراض التوتر :
أجمعت الدراسات والبحوث النفسية أن هناك ثلاثة مظاهر للتوتر النفسي هي :
1- المظاهر الفسيولوجية :
وتتضمن تسارع دقات القلب ، ضيق التنفس ، تصبب العرق ، تقلص وألم في المعدة ، الشعور بالغثيان ، رجفة وإحساس بوخز في مختلف أجزاء الجسم مع التيبس في العضلات ، ضعف في الأرجل والعضلات ، الشعور بعدم الاتزان ، اضطراب النظر ، كثرة التبول .
إن استمرار التوتر يجعل العضلات متشنجة ويستمر عمل الدماغ المؤدى إلى إثارة القلق ومن ثم يعمل علي عكس النتيجة المطلوبة في حالة قلة النشاط ، ويؤدى إلى شعور دائم بالتعب .
لقد جاء في قائمة الصفات التي أعدتها دورثي ( Dorthy ) لأعراض التوتر النفسي أنها تتمثل في ( صداع الرأس ، ألم الرقبة والظهر ، الإسهال أو الإمساك ، تهيج الأمعاء ، عدم الراحة للجسم ككل ، التعب وسوء الهضم ، زيادة العرق ، ألم الرجلين واليدين ، برودة اليدين والقدمين ، سرعة حركات الرجلين وعدم انتظام التنفس ، فقدان الشهية ، الإفراط في الأكل كلها تمثل المظاهر الفيزيولوجية للتوتر .
2- المظاهر السلوكية ( الانفعالية ) :
تشير نتائج البحوث النفسية إن المظاهر الانفعالية تتمثل في الغضب ، الخوف ، الحزن ، والشعور بالاكتئاب ، الشعور بالخجل والغيرة ، وأضيف أن من مظاهر التوتر النفسي لعق الشفاه بطرف اللسان ، ومص الإبهام وقضم الأظافر .
كما يضيف جاوسون ( Johuson ) إلى ذلك " كراهية الذات وضعف الأنا وعدم الثقة بالنفس والرغبة في النعاس " .
3- المظاهر العقلية :
تتمثل في اضطراب ذهني ، ضعف في الذاكرة ، النسيان وضعف التركيز ، ظهور أفكار يصعب السيطرة عليها ، فضلاً عن اضطراب الأداء وضعفه ، تقليل مقاومة الشخص علي مواجهة مواقف الحياة بكفاءة .
تصنيف آخر حسب البروفيسور كوام مكنزي هناك أعراض عديدة للقلق يمكن تصنيفها بين أعراض جسدية وأعراض نفسية :
1- الأعراض الجسدية :
رجفة في القلب - التعرق - الارتعاش - صعوبة التنفس - جفاف الفم - الاختناق - تصلب الصدر - الم في البطن - انزعاج - غثيان - موجات حرارة - تنميل الأصابع .
2- الأعراض النفسية :
الدوار - الخوف من فقدان السيطرة - الشعور بالانفصال عن الواقع - فقدان الشهية - قلة النوم - التعب - التململ - عدم القدرة علي التركيز .
كما صنفها الدكتور مجدى فاروق كما يلي :
1- الأعراض السلوكية :
- سرعة الغضب . - اختفاء بالابتسامة وفقدان حس الفكاهة .
- الغضب المكبوت الذي يظهر جلياً علي ملامح الشخص .
- الجدية في جميع الأمور .
- صعوبة التركيز .
- عدم القدرة علي إنهاء مهمة واحدة لكثرة المهام التي يؤديها هذا الشخص في نفس الوقت .
- الرغبة في البكاء حتى عند التعامل مع أبسط المشاكل .
- فقدان الاهتمام بعمل الأشياء أثناء وبعد انتهاء دوام العمل .
- الشعور بالإرهاق بعد الاستيقاظ في الصباح رغم النوم مبكراً .
2- الأعراض الجسمانية :
- فقدان الشهية .
- عسر الهضم أو حرقة المعدة المتكررة .
- الإمساك أو الإسهال .
- الأرق .
- التعرق في بعض الأحيان .
كما فسر دليل الطب النفسي العام أعراض التوتر كما يلي :
ان التوتر النفسي يؤدى إلى اضطراب وظائف المجموع العصبي المستقل ( Autonomic nervous system ) يظهر ذلك في اضطراب وظائف الأعضاء التي يغذيها هذا الجهاز مثل العضلات اللاإرادية وبعض الغدد .
- في الجهاز الدوراني يحدث الخفقان ويرتفع الضغط الانقباضي .
- في الجهاز الهضمي يجف الحلق ويشعر المريض بعسر الهضم أو باضطراب التغوط كالإمساك أو الإسهال .
- في الجهاز التنفسي يزيد معدل التنفس ، في الجلد يزداد العرق أو تضطرب الدموية الجلدية فيشعر المريض بالبرودة أو الحرارة بدرجة لا تناسب درجة حرارة الجو .
- في الجهاز البولي تكثر مرات التبول .
مراحل التوتر :
يمكن أن يظهر التوتر والشعور به في المراحل الثلاثة التالية :
1- المرحلة الأولي : رد فعل للإنذار :
بعض المواقف المجهدة ، الإيجابية أو السلبية ، مثل فحص طبي مهم أو اجتماع حماسي ، يمكن أن يولد اندفاع الأدرينالين ويؤدى إلى العديد من الاستجابات مثلاً : زيادة في معدل ضربات القلب وضغط الدم ، تسارع التنفس ، التعرق ( تعرق اليدين ) ، عسر الهضم . خلال هذه المرحلة يقوم الجسم بتعبئة طاقاته من أجل التعامل مع التوتر الذي يحدث .
2- المرحلة الثانية : المقاومة :
زيادة التوتر وعدم القدرة علي التأقلم معها يؤدى إلى استنزاف الموارد الجسدية وظهور الأعراض التالية علي المدى القصير والمتوسط : الشعور بالإرهاق ، الشعور بالضغط ، التعب الشديد ، زيادة استهلاك السجائر أو القهوة أو الكحول ، القلق وفقدان الذاكرة ، أمراض حادة مثل الزكام أو الأنفلونزا .
3- المرحلة الثالثة : مرحلة الفشل ( الإرهاق ) :
عندما تستمر حالات ضغوط معينة ، يمكن أن يظهر التوتر المزمن ، في هذه الظروف ، لم يعد بإمكان الجسم تلبية احتياجات لجسم من الطاقة للتخلص منه .
خلال هذه المرحلة الثالثة تتجلي الآثار الأكثر ضرراً للضغط علي الصحة منها : نقص المناعة ، قرحة المعدة ، مرض قلبي ، مرض عقلي ، الأرق ، أخطاء في الحكم ، تغيير في الشخصية .
أنواع التوتر :
هناك أنواع متعددة من التوتر ومنها : التوتر الحاد ، التوتر العرضي الحاد ، التوتر المزمن :
1- التوتر الحاد :
يحدث هذا النوع من التوتر للجميع ، فهو استجابة الجسم الفورية تجاه المواقف الجديدة ، التي تحتاج إلى التحدي ، هو نوع التوتر الذي قد تشعر به عند النجاة من حادثة سيارة .
يمكن أن تشعر بالتوتر الحاد نتيجة القيام بشئ تستمع به ، أو مخيف ومثير في نفس الوقت مثل القيام بالتزلج علي الجبال ، والزيادة الناتجة عن التوتر الحاد لا تسبب أي أذي ، حيث تساعد المواقف التي تسبب التوتر في تمرين المخ ، وتطور أفضل استجابة ممكنة تجاه المواقف المستقبلية .
وبمجرد تجاوز الخطر ، يجب أن يعود الجسم لطبيعته ، ويختلف الأمر تماماً مع التوتر الحاد الشديد ، فهذا النوع من التوتر ، والذي قد تواجه فيه خطراً يهدد حياتك ، يمكن أن يقود إلى اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية أو بعض الأمراض النفسية الأخرى .
2- التوتر العرضي الحاد :
يحدث عندما تصاب بحلقات متكررة من التوتر الحاد ، قد يحدث هذا إن كنت تشعر بالقلق والتوتر عادة بشأن أمور تشك في حدوثها ن وربما تشعر بأن حياتك فوضوية وكأنك تنتقل من كارثة لأخرى .
قد تتسبب بعض المهن مثل العمل كأحد رجال القانون أو أحد رجال الإطفاء في الإصابة بالتوتر الشديد والمتكرر ، كما هو الحال في التوتر الحاد الشديد ، قد يؤثر التوتر الحاد العرضي علي الحالة الجسدية والعقلية للشخص .
3- التوتر المزمن :
عندما تعاني من معدلات عالية من التوتر لفترة طويلة من الوقت ، حينها قد تعاني من التوتر المزمن ، فالتوتر علي المدى الطويل قد يكون له تأثير سلبي علي الصحة ، فقد يتسبب التوتر المزمن في الشعور بالتالي : القلق ، أمراض القلب والأوعية الدموية ، الاكتئاب ، ارتفاع ضغط الدم ، ضعف جهاز المناعة .
قد يتسبب التوتر المزمن في الإصابة ببعض الأعراض المتكررة مثل الصداع ، وتهيج المعدة ، مشكلات النوم ، وقد يساعد التعرف علي أنواع التوتر المختلفة في التفرقة بينهم ، وبالتالي المساعدة في العلاج .
كما وضع بعض العلماء تصنيف آخر لأنواع التوتر منها :
1- التوتر الحاد :
الذي ينشأ عن التفاعل اليومي مع العالم والذي ينتج غالباً عن الصراع المؤقت لدي الفرد .
2- التوتر المزمن :
نتيجة للضغط الحاد ( مثل الإجهاد المرتبط بالعمل ) الذي يعود كل يوم ( علي سبيل المثال مشاكل مع مدير العمل ) ، الذي يستنفد الموظف ويفرض عليه خطر المعاناة من تداعيات سلبية من التوتر ، بما في ذلك الأمراض المرتبطة به .
3- التوتر الناجم عن الصدمة :
الذي يتجاوز قدرات الشخص المعتادة علي التكيف ، مثل الحوادث أو الكوارث الطبيعية .
مضاعفات التوتر :
إذا زاد التوتر عن معدله العادي وتحول من صفة عادية إلى مرض فقد يصاحب ذلك العديد من المشاكل منها :
1- اضطرابات نظام النوم أو ما يسمي بالأرق :
فقد يعاني الشخص من اضطراب وعدم مقدرة علي النوم للساعات المعتادة من 6-8 ساعات يومياً ، أو يعاني من التوتر بسبب الكوابيس ، الأحلام المزعجة ، الاستيقاظ بحالة من الخوف وعدم المقدرة علي التنفس ، أو زيادة سرعة نبضات القلب عن الاستيقاظ ، مما قد يؤدى به إلى الشعور بالوهن العام والإرهاق ، لعدم مقدرته علي الشعور بالراحة أثناء النوم .
2- الإدمان علي التدخين والكحول أو المهدئات والعقاقير :
حيث أن واحداً من أصل خمسة مصابين بالقلق أو التوتر الشديد يتعرضون للإدمان في محاولة منهم للسيطرة علي أعراض القلق أو التوتر .
كما أن البعض ممن يتعرضون للقلق الزائد قد يزيدون من معدلات التدخين إذا كانوا مدخنين ، أو ينخرطون في عادة التدخين لأول مرة نتيجة للضغوط النفسية .
كما وجد أن بعض الأشخاص الذين تزيد لديهم صفة القلق من الامتحانات أو من المستقبل أو من ضغوط العمل أو البطالة قد يتم التوجه إلى إدمان العقاقير المهدئة والمخدرات ظناً منهم أن هذا هو حل المشكلة وبالتالي تزداد لديهم حدة القلق بعد الإدمان ويدخل الإنسان في حلقة مفرغة .
3- اضطرابات الشهية :
سواء فقدان الشهية لدي البعض أو زيادة الشهية لدي البعض الآخر ،. قد يفقد بعض الأشخاص المصابين بالتوتر شهيتهم ويبدأ وزنهم بالانخفاض ، ويلجأ آخرون إلى الأكل الزائد لتهدئة أنفسهم ، بالتالي يكسبون الوزن الزائد .
تعليقات