U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

الإدراك الاجتماعي ، مقدمة عنه ، تعريفه ، أهميته ، النظريات المفسرة له والعوامل المؤثرة عليه ( بحث كامل )

بحث عن الإدراك الاجتماعي doc
ما هو الإدراك الاجتماعي وما هي أهميته ؟ 

بحث عن الادراك الاجتماعي : 

محتويات البحث : 

(1) مقدمة عن الإدراك الاجتماعي . 
(2) تعريف الإدراك الاجتماعي . 
(3) أهمية الإدراك الاجتماعي . 
(4) الفرق بين الإدراك الاجتماعي والإدراك المادي . 
(5) النظريات المفسرة للإدراك الاجتماعي . 
(6) العوامل المؤثرة في الإدراك الاجتماعي . 

مقدمة عن الإدراك الاجتماعي : 

يعد الادراك الاجتماعي أحد موضوعات علم النفس الاجتماعي وهو يهتم بكيفية إدراكنا لأنفسنا وللآخرين ، ووعينا باتجاهاتنا ودوافعنا وراء سلوكياتنا وكذلك وراء سلوكيات الآخرين . 

وقد بدأت الدراسة العلمية لهذا المووع في مطلع الخمسينات من القرن الماضي ، فهو موضوع قديم في حاجة الإنسان إليه ، حديث في اهتمام العلم به . 

والعملية الإدراكية لها أهميتها الخاصة في مجال السلوك التنظيمي ، خاصة بسبب الاحتكام والتعامل مع الآخرين في العمل مع رؤساء وزملاء ومساعدين وأصدقاء ... إلخ ويمكن أن يكون لسلوكهم تأثير علينا ، فهي تساعدنا في فهم الناس الموجودين حولنا وما هي حقيقتهم ولماذا يتصرفون بهذا الشكل أو بشكل آخر . 

والادراك الاجتماعي يحتاجه المهندس مع عماله ، والآباء مع الأبناء ، والطبيب مع مرضاه ، والمدرس مع تلاميذه ، والتاجر مع عملاته ، والإنسان مع نفسه . 

وقد تعدد نظريات الإدراك الاجتماعي إلا انها جميعها تحمل في مضمونها فكرة نسب السلوك إلى مسببات داخلية أو خارجية ، إن الإنساني يسعي إلى فهم الأشياء من حوله في العالم ، ويعد هذا السلوك الإنساني مثيرا للدهشة . 

وتعد عملية الإدراك الاجتماعي التي نستخدمها في تفاعلاتنا وعلاقاتنا مع الآخرين أكثر تعقيداً من عملية الإدراك المادي التي تقتصر علي جمع المعلومات وتفسيرها عن الأشياء ، وكلا النوعين من الإدراك كما يري علماء النفس تحدده حاجاتنا لاكتشاف وتنظيم وتنسيق الخبرة ، إلا أن الإدراك المادي للأشياء كعملية تبدو أقل تعقيدا من إدراك الأفراد للآخرين ، إذ أننا عندما ندرك شيئا ماديا كشجرة أو لحة مرسومة ، فإننا لا نتعامل مع أي خصائص نفسية لهذا الشئ - كأهدافه ورغباته - ولو تحرك أي شئ في الفضاء ، فإننا لا نسأل عن الدوافع التي حركته ، بل إننا نفسر حركته هذا لقوي مادية كالجاذبية أو مقاومة الرياح وغيرها . 

أما إدراك الأشخاص أو الإدراك الاجتماعي فموضوعه الإنسان الفرد ، أذ أنه لو تحرك فإننا نقيم سلوكه هذا داخليا ، فهناك قوي شخصية أدت إلى حركته ، كحاجاته ورغباته بالإضافة إلى القوي البيئية المحيطة .

وعليه فعملية الإدراك الاجتماعي هي عملية دراك حسية في حد ذاتها ولكن تحدث تحت ظروف ومتغيرات اجتماعية تؤثر فيها . 

تعريف الإدراك الاجتماعي : 

تم تعريف الإدراك الاجتماعي بالعديد من التعريفات التي منها : 

(1) الإدراك الاجتماعي هو إدراك موضوعه أو مثيراته الافراد ، وعملية الإدراك الاجتماعي هي عملية تكوين أحكام حول الافراد الآخرين . 

(2) الادراك هو الطرق التي يتفاعل بها الأفراد تجاه الغير بالفكر أو بالشعور أو بالعقل . 

(3) عملية الإدراك الاجتماعي هي عملية تمثل تفكيرنا وتمثلنا لسلوكنا ولسلوك الآخرين ، والافتراضات التي نكونها . 

(4) الادراك الاجتماعي للأطفال يعني ادراك الاطفال ودرجة فهمهم للآخرين ، وكيفية فهمهم لأفكار ومقاصد وحركات وآراء الآخرين . 

(5) الادراك الاجتماعي هو عملية تكوين انطباعات عن الآخرين ، تقويمهم والحكم علي سلوكهم وخصالهم ( سواء فيما يتعلق بمشاعرهم أو مقاصدهم ، وشخصيتهم ، أو استعداداتهم .... إلخ ) 

أهمية الإدراك الاجتماعي : 

تعتمد كل الكائنات الحية علي قدر مناسب من المعلومات عن بيئتها يمكنها من الحياة ، وقد اقترح يوما الرياضي العظيم norbert wiener أن العالم يمكن رؤيته كعدد كبير جدا من الرسائل ، وأن تبادل هذه الرسائل هو ما نسميه بالاتصال . 

وعندما يغربل المستقبل الرسائل ، يمكن أن تكون النتيجة وضوح في الرؤية أو ارتباك قد يؤثر علي مشاعرنا بالقلق ، ويزداد الموضوع أهمية عندما تتعلق هذه المعلومات بالعلاقات الإنسانية والتفاعل الإنساني . 

وكما يقول Hora : لكي يفهم الإنسان نفسه فإنه يحتاج إلى أن يفهم الآخر ، ولكي يفهمك الآخر فأنت بحاجة إلى أن تفهمه وهو ما يعطي أهمية خاصة لهذا الادراك الاجتماعي . 

فمن المهم أن نفهم أنفسنا حتى نسلك حيالها السلوك المناسب في المواقف الآتية والمستقبلية ، وكذلك من المهم أن فنهم غيرنا كي نسلك تجاه السلوك المناسب في المواقف الآتية والمستقبلية . 

الفرق بين الادراك الاجتماعي والادراك المادي : 

ان عملية الادراك تتعلق باستخدام الحواس في ادراك الأشياء فهي عملية تتم في اتجاه واحد فقط ، بينما الادراك الاجتماعي  يعبر عن ادراك متبادل لفرد مقابل فرد في موقف معين ، وفي بيئة حاضنة . 

ونبين فيما يلي بعضاً من الأسباب التي تقع وراء كون الإدراك الإنساني للإنسان يختلف عن الإدراك الإنساني للأشياء الأخرى غير الإنسان وهي كما يلي : 

(1) ازدواجية الادراك : 

وهي أن الفرد المدرك يركز علي خصائص الفرد موضوع الإدراك في الموقف الذي هو فيه ، وأثناء تفاعله مع ذلك الفرد ، وهو يحاول في نفس الوقت التركيز أيضا علي خصائص الموقف بما فيه من عناصر ومكونات ، وبالتالي فإن كل من الفرد المدرك والفرد موضوع الإدراك ينجذبان ويتفاعلان في نفس الموقف ومع بعضهما البعض . 

(2) دوافع واتجاهات الفرد موضوع الإدراك في العملية الإدراكية : 

يحصل نوع من التفاعل بين الفرد المدرك والفرد الآخر موضوع الإدراك ، إلا أن هذا التفاعل يتأثر بدوافع واتجاهات طرفي العملية الإدراكية ، كما ويتأثر الطرفان بالحالة الموقفية لهما خلال عملية الإدراك . 

(3) خصائص الفرد موضوع الإدراك : 

تتأثر العملية الإدراكية كذلك بالخصائص التي يحملها الفرد موضوع الإدراك والتي لها استقرارية معينة في ذاته ، وهي تتمثل في اتجاهاته وقدراته الشخصية . 

(4) انعكاس تأثيرات الفرد موضوع الإدراك علي الشخص المدرك : 

قد يحدث أحياناً نوع من التشابه بين طرفي العملية الإدراكية من الناحية النفسية . 

النظريات المفسرة للإدراك الاجتماعي : 

من أهم الإطارات النظرية المفسرة للإدراك الاجتماعي ما يلي : 

(1) نظرية الحدس : 

تقوم هذه النظرية علي ثلاثة فروض أساسية هي : 

1. أن الإدراك الاجتماعي فطري أو موروث ، فالتعبيرات والملامح الخارجية للوجه وعمليات التعرف عليها فطرية ولا دخل للعوامل البيئية فيها. 

2. إن الإدراك الاجتماعي ذو طبيعة كلية ، حيث يدرك الفرد الآخرين ككل وليس كأجزاء مستقلة . 

3. إن الإدراك الاجتماعي يتم بشكل مباشر . 

(2) نظرية منحني التعلم : 

يذهب أصحاب هذه النظرية إلى أن الأفراد يكونون معلوماتهم ومعارفهم عن الآخرين بطريقة آلية بسيطة دون ربطها بالخبرات الماضية المتاحة لدي الفرد . 

(3) نظرية المنحني المعرفي : 

يري ممثلو هذا المنحني ان الانطباعات التي يكونها الفرد عن الآخرين لها معني معين بالنسبة له ، وأنها لا توجد بشكل مستقل عن المعارف والخبرات السابقة ، بل توجد في إطار أو سياق معين تؤثر فيه وتتأثر به ، فنحن لا ندرك صفات الآخرين علي أنها أجزاء منفصلة ( كالحركة واللبس والصوت إلخ ... ) ، ولكنها أشياء متصلة ويوجد بينها درجة من الاتساق ، حيث تحدث عملية تنظيم لهذه الأجزاء من المعارف أو المعلومات وتنظيمها في إطار عام ذي معني متكامل فإدراك الأجزاء مع بعضها البعض يعطينا انطباعاً عاماً لا يتوفر من خلال النظر إلى هذه الأجزاء منفصلة . 

(4) نظرية الاستدلال : 

وهي نظرية تفسر الإدراك الاجتماعي من خلال عملية الاستدلال التي يقوم بها الشخص والاعتماد علي الشواهد والمواقف المتاحة لديه عن الآخرين ، وكذلك بعض المبادئ العامة المتعلقة بالسلوك الإنساني والتي يمكن التعميم من خلالها . 

العوامل المؤثرة في الإدراك الاجتماعي : 

ان الإدراك الاجتماعي يتعلق بعمليات نفسية ومعرفية وفكرية وسلوكية فهو ليس علي درجة واحدة ومستوي متساوي عند جميع الأفراد ، بل يختلف من شخص إلى آخر بسبب الاختلافات التي خلق الله سبحانه وتعالى بها البشر في صفاتهم الشخصية والفسيولوجية والنفسية وقدراتهم العقلية . 

لقد بحث المشتغلون بعلم النفس الاجتماعي أسباب اختلاف الناس في طريقة إدراكهم للآخرين ، وقد تبين أن هناك مجموعتين من العوامل تؤديان إلى ذلك : 

أولا : عوامل تتعلق بالشخص موضوع الإدراك أي بالمدرك : 

- الدور : إننا في ظروف حياتنا اليومية نجد أشخاصا يتصرفون في ظروف ما حسب طبيعة دورهم ، بما يزيد أو يقلل من مكانتنا أو قوتنا الأمر الذي يؤثر علي إدراكنا لهم ، وقد أكدت الدراسات ذلك . 

- الرابطة السببية : عندما يسلك فرد في موقف ما علي نحو يختلف عما نتوقعه منه من سلوك مناسب لهذا المواقف فهذا يؤثر علي إدراكنا له ، وهذا ما أيدته أيضا التجارب والدراسات . 

ثانيا : عوامل ذاتية تتعلق بالمدرك وهي ثلاث مجموعات : 

أولها : العوامل المزاجية : 

وهي استجابة نفسية قصيرة الأجل تنتج عن ظروف بيئية مختلفة . 

وثانيها : أثر خصائص الشخص المدرك علي إدراكه : 

1. السن والجنس : فالأشخاص الصغار يختلفون في إدراك الآخرين عن الأشخاص الأكبر سنا ، وكذلك وجد أن الإناث يختلفن عن الذكور في إدراكهن للآخرين . 

2. أثر الصفات الشخصية للمدرك علي إدراكه : فالشخص المدرك يري في الآخرين نفس الصفات التي يحملها . 

3. النمط الإدراكي الخاص بكل فرد : تبين أن كل فرد يتميز بنمط معين يستخدمه في الإدراك ، وقد أوضحت ذلك دراسات عدة ، إذ ان كل فرد يهتم في إدراكه للىخرين بسمات معينة يضعها في المقدمة أو يكررها . 

4. أثر إدراك الفرد لذاته وتقديره لها علي إدراكه وصحته النفسية : بينت الدراسات أن الأفراد الذين يستمدون إدراكهم لذاتهم وتقيدهم لها من أشياء خارج نطاق الذات مثل رأي الآخرين فيهم أو في عدد ما يمتلكونه من أشياء أو فيما يحصلون عليه من مكانة اجتماعية واقتصادية ، أكثر قلقاً من غيرهم لأنهم إن لم يحصلوا علي هذه الاشياء يشعرون بالدونية والقلق المستمرين ، لأ، رأي الأخرين فيهم مسألة متغيرة ، وما يمتلكون من أشياء مسألة نسبية بالنسبة لغيرهم ومتغيرة أيضا ، وعلي العكس من هذا فقد ظهر أن الأشخاص الذين يستمدون إدراكهم لذاتهم وتقديرهم لها من أشياء أو مصادر ذاتية مثل التزامهم بالفضائل ، وجد أن هؤلاء الطلبة والطالبات يحصلون علي درجات أعلى من ذويهم الذين يستمدون الذين يستمدون تقديرهم لذاتهم من عوامل خارجية . 

5. اثر اتجاهات التعصب : لقد تبين أن الأفراد الأقل ميلا للتعصب يكونون أكثر دقة في إدراكهم للآخرين عن ذوي الميل الشديد للتعصب . 

وثالثهما : أثر العوامل المتعلقة بالتنظيم المعرفي للفرد : 

1. الخبرة السابقة ، فقد وجد أن خبرة الفرد تؤثر علي ادراكه لشخص ما . 

2. العلاقات الاجتماعية ومفهوم الفرد عن ذاته .  

تعليقات