U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

ضغوط العمل ، مفهومها ، مراحلها ، مصادرها ، أنواعها ، عناصرها ( بحث كامل )

بحث عن ضغوط العمل
ما هي ضغوط العمل ؟ وما هي مصادرها ؟ 

بحث عن ضغوط العمل : 

1. المقدمة . 
2. مفهوم ضغوط العمل . 
3. مراحل ضغوط العمل . 
4. مصادر ضغوط العمل . 
5. عناصر ضغوط العمل . 
6. أنواع ضغوط العمل . 
7. نتائج وآثار ضغوط العمل . 

مقدمة عن ضغوط العمل : 

إن نجاح المنظمة في تحقيق أهدافها يقاس بمجموعة من المتغيرات وتعتبر ضغوط العمل ( Occupational Stress ) جزءا مهما من هذه المتغيرات وتعد ضغوط العمل في أحد الموضوعات الأساسية التي يركز الباحثون في مجال الإدارة على دراستها من حيث المسببات والآثار باعتبار أن ضغط العمل هو أحد التحديات التي تواجه المنظمات المعاصرة في تحقيق أهدافها الخاصة مع ازدياد حدة المنافسة التي تواجهها حيث إن وجود مستويات مرتفعة من الضغط الوظيفي قد يوثر سلبا على الأداء الفردي وبالتالي على أداء المنظمة ككل. 

ومن هنا لقي موضوع ضغوط العمل اهتماما متزايدا من قبل الباحثين في مجالات عدة لما له من انعكاسات سلبية على سلوك الأفراد واتجاهاتهم وأدائهم في العمل نتيجة التأثر بمتغيرات البيئية المختلفة وهذه الضغوط جعلت الفرد يعيش في حالة قلق وتوتر وانفعال مما يؤثر على صحته وتفاعلاته الجسدية . 

وبالتالي انعكس على مهام وظيفته وعلاقته مع العاملين في المنظمة وتختلف مصادر ضغوط العمل التي يواجهها العاملون بحسب الخصوصية المهنية لكل عمل كما تتباين درجة الشعور بضغط العمل تبعا لعوامل عديدة تتعلق بالفرد ذاته من حيث الشخصية والجنس والمستوى التعليمي . (برهم، 3, 2006) 

مفهوم ضغوط العمل : 

مفهوم الضغط مصطلح في علم الفيزياء وهو بهذا المفهوم الفيزيائي يعني المضاعفات التي تؤثر في حركة ضغط الدم في الجسم ؛ إما في مفهوم علم النفس فان الضغوط تعني المطالب التي تجعل الفرد يتكيف ويتعاون لكي يتلاءم مع من حوله، وتتمثل الضغوط النفسية في القلق والإحباط والصراع والنزاع والشعور بالألم. 

اما مصطلح ضغوط العمل فإنها لم تستخدم إلا في القرن الثامن عشر و يقصد بها ( جهد قوي وإجهاد وتوتر لدى الفرد أو لأعضاء الجسم او قواه العقلية ). (حریم,1997, 378 ) . 

ومنذ ذلك الوقت اختلفت آراء الباحثين في تعريف ضغط العمل فظهرت العديد من التعريفات لضغوط العمل منها : 

1.  هي مجموعة من التغيرات الجسمية والنفسية التي تحدث للفرد في ردود أفعالة أثناء مواجهته لمواقف المحيط التي تمثل تهديدا له  . (عسكر،1988 ,10) 

2. هي تفاعل بين الفرد والبيئة ينتج عنة تغيرات جسمية ونفسية تحدث انحرافات في أداء الفرد الطبيعي ) (77 ,1994 ,Brodziniski and other ). 

3. هي  استجابة تكيفيه تختلف باختلاف الإفراد للتهدئة من تأثير وأوضاع وأحداث تفرضها المتطلبات الخاصة بالتنظيم على الأفراد العاملين في المنظمة  .  (Ivancevich and Matteson, 1996, 697) 

4. هي استجابات جسمية ونفسية وسلوكية للأفراد في مواقف تكون متطلباتها الحالية اكبر من قدرات الأفراد على التأقلم معها . (Baron, 1983, 305) 

5. هي تجربة ذاتية تحدث اختلال نفسي لدى الفرد وينتج عن العوامل البيئة الخارجية أو المنظمة أو الفرد نفسه. ( 1991 , 180 ,Szilagy) 

 مراحل ضغوط العمل : 

تنقسم الي ثلاث مراحل مميزة وهي : 

- المرحلة الأولى ( الإنذار أو التنبه للخطر ) : 

يجهز فيها الجسم نفسه لمواجهة التهديد أو التحدي الذي يربكه بإفراز هرمونات من الغدد الصماء ويترتب عليها سرعة ضربات القلب وزيادات معدل التنفس وزيادة نسبة السكر في الدم . 

- المرحلة الثانية ( المقاومة )

وبعد الصدمة الأولى ينتقل الفرد الى مرحلة المقاومة وفيها يحاول الجسم إصلاح أي ضرر أو اذي نتج من الصدمة الأولى ويشعر الفرد في هذه المرحلة بالتعب والقلق والتوتر ويحاول مقاومة مسببات الضغط فإذا استطاع النجاح والتغلب على المشكلة فان أعراض الضغط تزول . 

- المرحلة الثالث ( الإنهاك ) : 

وتظهر هذه المرحلة إذا لم يستطع الفرد التغلب على مسببات الضغط واستمر يعاني منها فترة طويلة، فان طاقة الجسم على التكيف تصبح منهكة ومجهدة، وتضعف وسائل الدفاع والمقاومة ويتعرض الفرد للأمراض الضغط وارتفاع ضغط الدم والقرحة والأزمات القلبية وتعتبر هذه المرحلة حادة وخطيرة وتشكل تهديدا لكل من الفرد والمنظمة، فعقل وجسم الإنسان له حدود للتحمل والمقاومة، و كلما زاد معدل تكرر الإنذارات والمقاومة أصبح الفرد أكثر أرهقا في عمله و حياته وازدات قابليته لأمراض البدانة و الأمراض النفسية . (Seley, 1976,35)

مصادر ضغوط العمل : 

تعددت التقسيمات التي تصنف المصادر المختلفة لمسببات ضغوط العمل و يمكن تحديد المصادر وتقسيمها إلى ثلاث فئات رئيسة : 

1- عوامل بيئة. 

2- عوامل تنظيمية تتعلق في العمل. 

3- عوامل شخصية ترتبط في الفرد نفسه. 

اولا:- العوامل البيئة : Environmental Factors 

أن العوامل البيئة لها أثر في مستوى التوتر الذي يصيب العاملين داخل المنظمة ومنها: 

- عدم استقرار الحالة الاقتصادية : 

ان اي تذبذب يمكن حدوثه في الجانب الاقتصادي الكساد ، أو ارتفاع معدلات التضخم في دولة ما ، سينعكس سلبا على السكان ، من ناحية الاسعار وغلاء المواد التموينية أو على مدى توافر السلع الاستهلاكية وعليه فانه سيؤثر على مستوى دخل الأفراد العاملين ويشعرهم في القلق والتوتر.  ( اللوزي، 2003 ، 113) 

- التطور والتقدم التكنولوجي وتسارعه : 

أن الحاسب الالي والتقنيات الحديثة التي أدخلت على العمل أدت إلى شعور الفرد بالتهديد والضغوط الكثيرة، اذا لم يتقن استخدامها. ( 2001 , 442 ,Cook and hunsaker) 

- التغيرات الاجتماعية :

 برزت في المجتمعات الجديدة والقديمة ظواهر جديدة تختلف مع القيم والعادات والتقاليد المتعارف عليها مما ينتج مشكلات في المجتمع مثل انتشار حالة الادمان، تعدد الزوجات مما يؤدي إلى شعور الفرد في الضغوط . 

ثانيا : العوامل التنظيمية: Organizational Factors 

حيث يختلف مستوی ضغوط العمل من منظمة الى اخرى تبعا الى اسباب منها : حجم المنظمة ، مناخها التنظيمي السائد ، السياسات والاستراتيجيات المتبعة في تنظيم العمل و ايضا تتعدد المواقف التي تشكل مصادرة للضغط على الأفراد داخل المنظمة نذكر هذه الخصائص في التالي : 

1- طبيعة العمل ومتطالباته : Task Demands 

 تختلف عادة ضغوط العمل باختلاف طبيعة العمل ومتطلباته وتختلف ايضا مسببات الضغط لكل وظيفة من حيث تنوع المهام والمسؤوليات، والاستقلال في العمل وحجم الصلاحيات الموكولة للفرد فكل هذه الاسباب تسهم في خلق ضغط نفسي وجسدي لدي الفرد في المنظمة. ( 2002 , 442 ,Nelson and Quick)

2- دور الفرد في المنظمة : Role Demands 

يعد الدور الوظيفي من المسببات الرئيسة للضغوط على الفرد في المنظمة لأنه عادة يأخذ احد الاشكال التالية: 

- غموض الدور الوظيفي : 

نعني به افتقار الفرد للمعلومات التفصيلية عن الدور الوظيفي المتوقع منه او ان تكون اختصاصات مهامه غامضة وغير واضحة فيصيبه الشعور بعدم السيطرة على عمله مما يؤدي إلى شعوره في الضغط . (ماهر، 2003 ،385) 

- صراع الدور : 

ينشا عادة صراع الدور عندما يطلب منه العديد من الاعمال المتناقضه أو عندما تتعارض توقعات الدور مع بعض قيم الفرد ومبادئه أو عندما يفرض عليه القيام بأعمال يعتقد له بانها خارج نطاق عمله .( ماهر، 2003, 385) 

- عبء العمل: 

هنالك علاقة طردية بين مستويات ضغوط العمل وحجم المسؤوليات التي يتم تكليف الفرد بها ،نعني بذلك أنه كلما زادت المسؤوليات في العمل زادات الضغوط وقد اثبتت الدراسات أن هؤلاء الأفراد يعانون من حالة توتر شديدة انعكست على صحتهم الجسدية ( مثل القرحة في المعدة ، ارتفاع ض غط الدم، ونسبة السكر في الدم) .(Cook and Hunsaker,2001,445) 

3- طبيعة العلاقات بين الأفراد داخل بيئة العمل Interpersonal Demands 

يتطلب اداء العمل تفاعل الأفراد مع بعضهم البعض وتلعب العلاقات الشخصية بين العاملين في المنظمة دور مهم في اشباع الحاجات النفسية والاجتماعية لديهم ولكن تنشا الضغوطات اذا كانت هذه العلاقات سيئة بين الأفراد داخل المنظمة فيمكن أن يؤدي بهم الى العزلة والشعور بالاغتراب الوظيفي (ماهر ,2003، 386) 

4- الهيكل التنظيمي: (Organizational Structure) 

يعد الهيكل التنظيمي من احد مصادر ضغوط العمل الرئيسة عندما يتصف في درجة عالية من المركزية في صنع القرار وضعف قنوات الاتصال داخل المنظمة بالإضافة الى ضعف فرص النمو والترقي هذا كله يؤدي الى ان يصاب الفرد بضغط النفسي داخل المنظمة. ( اللوزي، 113، 2003 ) 

5-نمط القيادة التنظيمية: ( Organizational Leadership ) 

ان لسلوك الرئيس واسلوب تعامله مع مرؤوسيه في ادارة العمل اثر ذات أهمية بالغة في نوعية ادائهم فنتيجة لذلك نجد أن العاملين في ظل القيادات المتسلطة يعانون من حالة التوتر والقلق وبالتالي يؤدي الى ضغوط العمل. (668 ,2005,Robbins) 

6- ظروف بيئة العمل : (Environmental Working Conditions)

 يقصد بها  الظروف البيئة المحيطة في الفرد في بيئة العمل من حيث طرق تصميم مكان العمل وموقعه والاثاث والتجهيزات المتاحة والتهوية والرطوبة ... الخ. فتعتبر ظروف بيئة العمل ذات أهمية خاصة عند الفرد في حال عدم توافرها في الشكل المناسب مما يؤدي الى ضغوط نفسية وجسدية .( ماهر ،2003 ,386) 

7- الأجور و المكافآت ( Salaries and Incentives ) 

تعتبر الأجور و المكافآت الهدف الأساسي لعمل الأفراد في المنظمات، وهي المحدد الرئيسي و الأساسي لمستوى معيشة الفرد، وإنها المؤشر الرئيسي للمركز الوظيفي. 

من أهم مصادر ضغوط العمل تكمن في الأجور ونظام الحوافز، لأنه يرتبط ذلك بعملية العدالة و المساواة فيما يتعلق بمدى مكافئة هذه الأجور و الامتيازات بالنسبة للجهد المبذول من قبل العامل في المنظمة، و مدى إنصافه بالمقارنة مع الزملاء في العمل، إضافة الى مدى كفاية هذا الأجر مع المتطلبات العامة للعيش الكريم نظرا لما يشهده العالم الأن من أزمات اقتصادية. ( حنفي، أبو قحف و بلال، 2001 ،207) 

ثالثا : العوامل الشخصية : (Individual Factors) : 

أن مصادر ضغوط العمل التي يتعرض لها الفرد لا تقتصر عادة على العمل، فهناك مجموعة عوامل أخرى تسبب الضغوط فيكون مصدرها الفرد نفسة، ويمكن أن نقسم المصادر الشخصية لضغوط العمل إلى قسمين : 

1- ضغوط تنشا من عوامل وظروف تتعلق بحياة الفرد الخاصة : 

وهذه تعتبر من ( العوامل الخارجية مثل الأحداث الشخصية التي يتعرض لها الفرد والمشكلات العائلية والأزمات المالية مما يولد لديه حالات من التوتر والانفعال النفسي تكون مصدر لإحساسه في الضغط في بيئة العمل . ( ماهر ،2003، 387) 

2- ضغوط تنشأ من داخل الفرد ( العوامل الداخلية ) وتتحدد تبعا لشخصية الفرد وطريقة تفكيره:  

مثل الإفراط في الطموحات والسعي وراء تحقيق هدف صعب المنال او التفكير التشاؤمي بتوقع نتائج دائما سلبية وعلى اثرها ينتاب الفرد الشعور في الحزن والكآبة. 

ومن أهم الصفات الشخصية التي توثر على تفاعل الفرد مع عوامل ضغوط العمل ما يلي: 

1- نمط الشخصية : Personality Type 

تشير الدراسات العلمية إلى أن طبيعة نمط شخصية الفرد لها دور في التأثير على إدراكه للضغوط وتحديد طبيعة الاستجابة لها وهناك نمطان من الشخصية وهما النمط الأول ويطلق عليه النمط (أ) (Type A) ويتميز الفرد الذي ينتمي لهذا النمط بانه يميل للعمل بمفردة ويستطيع انجاز مهام كثيرة في وقت قصير وعادة ما يؤخذ عليه انه عنيد وغيور وغير صبور وعدواني ودائما لدية نزعة حب السيطرة 

وعلى نقيض هذه الشخصية تأتي نمط الشخصية (ب ) (Type B) اذ يتميز الفرد الذي ينتمي لهذا النمط بانه يفضل العمل الجماعي وهو صبور وهادئ واوضحت الدراسات أن الأفراد الذين ينتمون إلى النمط (أ) اقل تكيفا مع الضغوط من الشخصية (ب ) لذلك فهم اكثر تأثرا بالأمراض الناتجة عن الضغوط مثل أمراض القلب وضغط الدم. (الصباغ، 1981: 30) 

2- الإدراك : Perception 

عملية الضغط تحدث في المواقف التي يدرك فيها الفرد آن قدرته لمواجهة مطلب معين تمثل عبئا كبيرا علیه فتنعدم عمليات الادراك للمواقف الضاغطة على السن والخبرة والحالة النفسية والسلوكية للفرد في تلك اللحظة. (Robbins and Judge, 2007,672 ) 

3- الخبرة : Experience 

تعد الخبرات المكتسبة التي يمتلكها الفرد من العوامل المؤثرة على استجابته نحو ضغوط العمل وتحدد الخبرة درجة صعوبة مسببات الضغط او سهولتها بالنسبة للفرد كما أن لها دور مؤثر في خفض الضغط الناتج في بيئة العمل اذا يشعر الفرد برضى من المواجهة المتكررة لمصدر الضغط والتدريب على الاستجابة للتعامل مع الموقف وبهذا يكون الفرد قد تكيف مع الموقف الضاغط وتخلص من الشعور بالضغط عند موجه الموقف نفسة. ( حنفي، أبو قحف و  بلال، 2001 ،207) 

4- مستوى الثقة في النفس Self – efficiency : 

نجد انه كلما زاد التوافق بين قدرات الفرد ومتطلبات العمل ازدادت ثقة الفرد بنفسة فلا يشعر بضغط وتوتر النفسي في حين أن الفرد الذي يفتقد شعور الثقة بالنفس يستجيب بصورة سلبية للمواقف الضاغطة التي تتطلب نوع من التحدي ويكون أكثر عرضة لضغوط العمل. 

عناصر ضغوط العمل : 

يمكن تحديد ثلاث عناصر رئيسية لضغوط العمل في المنظمة هي : 

1. عنصر المثير: 

يحتوي هذا العنصر على القوى المسببة للضغط و التي تؤدي إلى  الشعور بالضغط النفسي، و قد يكون مصدر هذا العنصر هو: 

- البيئة .
- المنظمة .
- الفرد نفسه .

2. عنصر الاستجابة:

يمثل هذا المصدر ردود الفعل الجسمية و النفسية و السلوكية التي يبديها الفرد اتجاه الضغط مثل القلق، التوتر، والإحباط. 

3. عنصر التفاعل: 

وهو التفاعل بين العوامل المثيرة للضغط و الاستجابة له. ( 1991 , 180 ,Szilagy and Wallace )

أنواع ضغوط العمل : 

يمكننا التمييز بين  أربعة أنواع رئيسية من الضغوط وهي: 

- الضغوط الحادة جدا . 

- الضغوط المتدنية جدا. 

- الضغوط المفيدة. 

- الضغوط الضارة .  (23 :1993 , Kahn & Cooper ). 

مما سبق نستنتج أنه ليس كل الضغوط سيئة بل قد تكون مفيدة ومحفزة وجيدة بالنسبة للفرد والمنظمة التي يعمل بها الفرد، وذلك عندما تكون هذه الضغوط قليلة (معتدلة)، حيث نجد أنها تحفز الفرد للعمل والإنتاج . 

ومثال ذلك النجاحات التي تحققها الأفراد في مجال التجارة والدراسة والرياضة حيث نجد أن التحدي والرغبة في النجاح تكون محفزا قويا بالرغم من أنها نوع من أنواع الضغوط. أما إذا ما تجاوزت هذه الضغوط لمستوى معين بحيث تكون حادة أو سيئة غائبة في حياة الفرد فإنها تكون ضغوط سلبية ضارة سواء على المنظمة أو الأفراد. 

انه من الواجب على الفرد أن يقيم نوعا من التوازن بين أنواع الضغوط المختلفة لأن غياب مثل هذا التوازن يعتبر سببا رئيسيا في وقوع الكثير من الأفراد تحت وطأة الضغوط و آثارها السلبية، كما يتطلب التصدي لها قبل وقوعها و إدارتها السليمة و ذلك عن طريق زيادة الضغوط النافعة التي تدفع الفرد او المنظمة الى النمو و الازدهار، و المحاولة للتقليل من الضغوط الضارة التي تعرض سلامة الفرد و المنظمة للخطر. 

نتائج وأثار ضغوط العمل: 

ضغوط العمل عادة لها أثار ايجابية وسلبية، وذلك إن انعدام الضغوط كليا يؤدي بالإفراد إلى شعورهم بالملل، وفقدان الدافعية للعمل . 

لذا يمكن تقبيم أثار ضغوط العمل إلى أثار سلبية وأخرى ايجابية  كالتالي : 

الأثار الايجابية لضغوط العمل : 

(1) رفع مستوى الشعور بالرضي والثقة والروح المعنوية ما بين العاملين مما يؤدي إلى الاستقرار في العمل ورفع مستوى الأداء التميز لديهم والسعي إلى تحقيق العمل بالرغم من الضغوط التي تكون لديهم. 

(2) العمل على معالجة المشكلات التي تواجه العاملين في الوقت المناسب وذلك لإنجاز العمل بكفاءة عالية و يتم بمواجهة المشكلات والعمل على التغلب عليها فالضغوط هي الدافع المعالجة هذه المشاكل . 

(3) من خلال الضغوط التي يواجهها العاملين بالمنظمات يتم اكتشاف قدراتهم و الكفاءات المتميزة لديهم وذلك يتم من خلال مواجهة التحديات المتصلة بالعمل وعن طريق هذه التحديات يتبين قدرات هؤلاء العاملين و مستوياتهم المهنية . 

(4) تساعد ضغوط العمل على تدعيم العلاقات الاجتماعية ما بين العاملين عن طريق مساعدة بعضهم البعض على مواجهة الضغوطات والمشكلات . 

(5) إثارة الدوافع القوية عند الفرد في العمل وذلك من خلال القيام بالعمل وتحقيق متطلباته من اجل تحقيق الذات بالإضافة إلى تنمية المعرفة لديهم . ( 2005 , 112 ، قلية وعبد المجيد) 

الآثار السلبية لضغوط العمل : 

- الآثار والنتائج السلوكية :
 
أن العوامل التنظيمية الضاغطة لها دور في سلوك الفرد ويعد من أهم نتائجها : 

- الزيادة في التدخين:  نتيجة التعرض لضغوط العمل وذلك بسبب القلق والتوتر الذي تولده تلك الضغوط . 

- العنف وانتهاك الأنظمة: إن الكثير من الضغوط تعود إلى ممارسة العنف ومخالفة القوانين وخاصة الضغوط النفسية كالإحباط. 

- عادات الأكل والشرب: لقد تبين أن الضغوط تترك أثارا على الفرد من حيث رغبته في الأكل سواء كان ذلك بفقدان الشهية أو زيادة في الأكل. هیجان ( 1998 , 232 ) 

- اضطرابات النوم : يعد النوم من أكثر الأمور حساسية لأي نوع من الاضطرابات الانفعالية مثل الضغوط وذلك لأنه يمثل احد أنواع الاضطرابات المرتبطة بالنوم والتي قد يصاب بها الفرد نتيجة ضغوط العمل هي الأرق والكوابيس والنعاس النهاري .  ( العديلي ، 1993, 153 )

- الآثار والنتائج النفسية الفسيولوجية : 

من أهم النتائج التي تتركها ضغوط العمل على الناحية السيكولوجية ما یلی : 

- الصداع: يعتبر ضغوط العمل أو الضغوط بشكل عام من أهم ما يسبب صداع مستمر لدى الإفراد. 

- أمراض القلب 

- ارتفاع ضغط الدم : إن ارتفاع ضغط الدم لا يكون عادة له سبب عضوي معروف وإنما ينشأ عن عوامل نفسية مثل ضغوط العمل ويهدد حياة الفرد الذي يصيبه إما بالسكتة القلبية او النوبات القلبية . (العديلي , 155 , 1993 )
 
- الاضطرابات النفسية : 

إن الحالة النفسية للأفراد من أهم المؤشرات التي تدل على تحديد نتائج ضغوط والاضطرابات النفسية التي تصيب الإفراد نتيجة ضغوط العمل الكثيرة أهمها : 

- القلق: تعد استجابة القلق من أكثر الاستجابات شيوعا لدى الأفراد الذين يعانون ضغوط العمل وهذه الاستجابة تقود الفرد إلى العجز في التركيز والانتباه و إلى حدوث خلل في الجهاز العصبي مما يزيد نبضات القلب ويزيد من سرعة التنفس وتحدث لدى الفرد اضطرابات معوية أيضا .  (هیجان,1998 ,232 ) 

- الاكتئاب: عندما تزداد حدة الضغوط على الأفراد داخل بيئة المنظمة فأن البعض منهم لا يستطيع التكيف معها بصورة ملائمة مما يقود إلى الاكتئاب . 

تعليقات