U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

التنشئة الاجتماعية ، مفهومها ، تعريفاتها ، خصائصها ، أشكالها ، أهدافها

بحث عن التنشئة الاجتماعية
بحث عن التنشئة الاجتماعية 

التنشئة الاجتماعية : 

محتويات البحث : 
(1) مقدمة عن التنشئة الاجتماعية . 
(2) مفهوم التنشئة الاجتماعية . 
(3) تعريفات التنشئة الاجتماعية . 
(4) خصائص التنشئة الاجتماعية . 
(5) اشكال التنشئة الاجتماعية . 
(6) اهداف التنشئة الاجتماعية . 
(7) العوامل المؤثرة في التنشئة الاجتماعية . 
(8) مؤسسات التنشئة الاجتماعية . 
(9) مصدر البحث . 

مقدمة عن التنشئة الاجتماعية : 

تعتبر عملية التنشئة الإجتماعية من أولى العمليات ومن أخطرها شأنا في حياة الفرد ، وذلك لأنها تمثل الدعامة الأولى التي ترتكز عليها مقومات شخصيته ، حيث يمر الفرد منذ ولادته بمراحل عدة من خلالها يدخل في علاقة تفاعل مع المجتمع الذي يعيش فيه متأثرة بالمعايير والقيم السائدة ويكتسب خبرات تعدل من سلوكه وتنمي شخصيته ، لأداء دوره كفرد فاعل في المجتمع .
 وتبدأ هذه العملية منذ ولادة الطفل ، فالطفل عند ولادته لا يستطيع أن يتحدث لغة مجتمعه ولا أن يشارك من حوله أبسط ما اصطلحوا عليه من معان ، كما أنه لا يستطيع أن يوفر لنفسه أدني ما تحتاجه حياته من مأكل وملبس وحماية ، فهو كائن آدمي الصورة ، فطري الطبيعة والمسلك ، ولكنه عاجزاً تماماً عن ممارسة الحياة الإنسانية ، لأنه في مراحل حياته الأولى لا يعدو أن يكون كتلة من الدوافع والإستعدادات وفي خلال سنوات طويلة من الطفولة، يدرب الفرد ليكتسب ببطء مهاراته الإنسانية واحدة تلو الأخرى . (زکار، 2002م) 
ويتناول هذا البحث التنشئة الإجتماعية من حيث مفهومها ، وتعريفاتها ، وخصائصها ، وأشكالها ، وأهدافها ، والعوامل المؤثرة فيها ومؤسساتها وهي كما يلى .

مفهوم التنشئة الإجتماعية : 

يشير مفهوم التنشئة الإجتماعية إلى " العملية التي يكتسب خلالها المولود العادات والقيم والمعايير والمفاهيم الخاصة بالجماعة " . ( تركي، 1993م)
" وهي العملية الإجتماعية التي يتم من خلالها تشكيل الأدوار الإجتماعية لكلا الجنسين ، ويتم ذلك من خلال التفاعل الإجتماعي بين الأبناء ومؤسسات التنشئة " . ( حسن، 2014م)
فإذا كانت الأساليب المتبعة من قبل الأب أو الأم أو كليهما خاطئة وهادمة تثير الخوف والقلق وانعدم الشعور بالأمن ، وتقوض تقدير الذات ، وتستحث مشاعر العجز والإحباط في نفوس الأطفال ترتب عليها سوء توافقهم الشخصي والإجتماعي ، أما إذا كانت هذه الأساليب المتبعة سوية وبناءة تقوم على الثقة المتبادلة والحب والتفاهم والإحترام إلى جانب التوسط والإعتدال في إشباع حاجات الأطفال ، ترتب عليها تنشئة أطفال متوافقين يتمتعون بالصحة النفسية . (عبادة، 2001م)

تعريفات التنشئة الإجتماعية : 

بينت كثير من الدراسات النفسية والإجتماعية أهمية التنشئة الإجتماعية في حياة الفرد وخاصة في المراحل الأولى من عمره ، فالإنسان الذي يعيش في بيئة أسرية يسودها الإستقرار ، والود ، والمحبة ، يتمتع غالبا بصحة نفسية جيدة حيث يتعلم من خلال ذلك الأمن والثقة والتقبل والحب والتقدير ، ومهارات استخدام الوقت وتنظيمه . 
ويلعب الوالدان الدور الأكبر في تنشئة الأطفال ، فالمسؤولية تقع على عاتقهما أولا وقبل كل شيء ، فهما اللذان يحقدان شخصية الطفل المستقبلية ، والحب والتقدير الذي يحس به الطفل من قبل الوالدين له تأثير كبير على جميع جوانب حياته ، فيكتمل نموه اللغوي والعقلي والعاطفي والإجتماعي ، والطفل يقلد من يحبه ، ويتقبل التعليمات والأوامر والنصائح ممن يحبه ، فيتعلم قواعد السلوك الصالحة من أبويه وتنعكس على سلوكه إذا كان يشعر بالمحبة والتقدير من قبلهما . 
تعرف مقحوط ( 2014م) التنشئة الاجتماعية علي أنها  " أنها عملية مستمرة تبدأ بالحياة ولا تنتهي إلا بإنتهائها ، وتختلف من مجتمع لأخر بالدرجة لكنها لا تختلف بالنوع ، التنشئة الإجتماعية لا تعني صب أفراد المجتمع في بوتقة واحدة بل تعني اكتساب كل فرد شخصية إجتماعية متميزة قادرة على التحرك والنمو الإجتماعي في إطار ثقافي معين على ضوء عوامل وراثية وبيئية "
وهي " عملية إجتماعية يتم من خلالها بناء الفرد بناءاً إجتماعياً ، عبر عمليات التشكيل الإجتماعي التي يتلقاها من مختلف المؤسسات الإجتماعية التي تحتضنه ، ومن المحيط الذي ينبثق منه عن طريق التفاعل الإجتماعي ، ويتم خلال هذه العملية نقل قيم وثقافة وطرق حياة المجتمع أو يحدث العكس" (عامر، 2003م). 
وتعرفها الكتاني (2000م) على أنها " عملية تفاعل الفرد بما لديه من إستعدادات وراثية مع البيئة التي يعيش فيها، ومن خلالها يتم تكون ونمو تدريجي لشخصيته الفريدة من جهة، وإندماجه في الجماعة من جهة أخرى
أما شروخ فيعرفها بأنها " عملية تعلم وتعليم وتربية ، تقوم على التفاعل الإجتماعي ، تهدف إلى إكتساب الفرد ، طفلاً ، فمراهقاً ، فراشداً ، فشيخاً سلوكاً ومعايير وإتجاهات مناسبة لأدوار إجتماعية معينة تمكنه من مسايرة مجتمعه والتوافق الإجتماعي معه وتكسبه الطابع الإجتماعي وتيسر له الإندماج في الحياة الإجتماعية " . (شروخ،2004 م) 
ويعرفها حسن (2014م) " التنشئة الإجتماعية هي إنتقال الطفل من كائن بيولوجي عن طريق عملية التفاعل الإجتماعي ، كما أنها عملية مستمرة لا تقتصر على الطفولة ، بل تستمر في المراهقة والرشد وحتى الشيخوخة ، وهي التي تجعل هذا الكائن الوليد بصورة إنساناً واعياً لذاته وشخصاً ملماً ببعض المهارات المتعلقة بمسالك الثقافة التي ولد فيها " . 
مما سبق يمكن تعريف التنشئة الاجتماعية علي أنها : 
عملية مستمرة ولا تقتصر على طور معين من أطوار النمو ، إلا أن طور الطفولة الباكرة يعتبر من أهم سنوات التنشئة في تكوين شخصية الطفل ، حيث يكون عقله عبارة عن صفحة بيضاء ، وما يكتسبه الطفل في فترة الطفولة الباكرة تعد أكثر العوامل الإجتماعية إستقراراً ، وإستمراراً . 

خصائص التنشئة الإجتماعية : 

التنشئة الإجتماعية هي العملية التي يتم من خلالها دمج الفرد في المجتمع ودمج ثقافة المجتمع في الفرد ، وتتصف عملية التنشئة الإجتماعية بخاصية الديمومة والإستمرارية ، إذ ترافق الفرد في مختلف مراحل حياته . ( ابن حسن، 2001م) 
وهي عملية نمو يتحول خلالها الفرد من طفل يعتمد على غيره متمركز حول ذاته ، لا يهدف من حياته إلا إشباع الحاجات الفسيولوجية إلى فرد ناجح يدرك معنى المسؤولية الإجتماعية وتحولها مع ما يتفق مع القيم والمعايير الإجتماعية . 
ومن أهم خصائص التنشئة الاجتماعية ما يلي : 
1- عملية تحقق للفرد بعده الإجتماعي . 
2- عملية دينامية ، تشتمل على جدل التفاعل بين الفرد و المجتمع . 
3- ممتدة عبر التاريخ ، وإنسانية يتميز بها الإنسان دون الحيوان ، وتلقائية أي ليست من صنع فرد أو مجموعة من الأفراد بل هي من صنع المجتمع وهي نسبية أي تخضع الأثر الزمان والمكان ، وجبرية أي يجبر الأفراد على إتباعها ، وهي عامة أي منتشرة في جميع المجتمعات . (ابن حسن، 2001م) 
4- هي عملية مستمرة تبدأ بالحياة ولا تنتهي إلا بانتهائها . 
5- تختلف من مجتمع لأخر بالدرجة ولكنها لا تختلف بالنوع . 
6- هي عملية لا يقتصر القيام بها على الأسرة فقط ، لكن لها وكلاء كثيرون مثل الأسرة والمدرسة وجماعة الرفاق والمؤسسات الدينية ووسائل الإعلام المختلفة . ( مقحوط، 2014م)
7- ليست ذات قالب أو نمط واحد جامد وإنما يختلف نمطها من بيئة لأخرى ومن مجتمع لآخر ، ويرجع ذلك إلى أنها عملية تتأثر بالكثير من العوامل المجتمعة كثقافة المجتمع ونوعيته ( ريف / حضر ، بدو حضر .. إلخ) والعوامل الأسرية ، كالوضع الإجتماعي،  والإقتصادي ، والثقافي للأسرة ، وعدد الأبناء في الأسرة ، وحجمها ، وترتيب الطفل فيها ، واتجاهات الوالدين نحو تنشئة أبنائها ، وغير ذلك من العوامل الأخرى . 
8- التنشئة الإجتماعية لا تعني صين أفراد المجتمع في بوتقة واحدة بل تعني اكتساب كل فرد شخصية إجتماعية متميزة قادرة على التحرك والنمو الإجتماعي في إطار ثقافي معین . 
9- هي عملية عامة منتشرة في جميع المجتمعات البدائية منها والمتقدمة . 
10- هي عملية نفسية واجتماعية في آن واحد ، لا تقتصر على الجانب الإجتماعي فقط ، وإنما هي عملية لها جوانب نفسية . (مؤمن، 2011 م) 

أشكال التنشئة الإجتماعية : 

تأخذ التنشئة الإجتماعية شكلين رئيسيين هما : 
(1) التنشئة الإجتماعية المقصودة : 
ويتم هذا النمط من التنشئة في كل من الأسرة والمدرسة فالأسرة تعلم أبنائها اللغة ، وآداب الحديث ، والسلوك ، وفق نظامها الثقافي ومعاييرها وإتجاهاتها ، وتحدد لهم الطرق والأساليب والأدوات التي تتصل بهضم هذه الثقافة وقيمها ومعاييرها ، كما أن التعلم المدرسي في مختلف مراحله يكون تعليماً مقصوداً ، له أهدافه وطرقه وأساليبه ونظمه ومناهجه التي تتصل بتربية الفرد وتنشئتهم بطريقة معينة . 
(2) التنشئة الإجتماعية غير المقصودة : 
وتتم بصورة مصاحبة للتنشئة المقصودة ، غالباً يتم هذا النمط من التنشئة من خلال المسجد ووسائل الإعلام وغيرها من المؤسسات التي تسهم في عمليات التنشئة من خلال الأدوار التالية : 
- يتعلم الفرد المهارات والمعاني والأفكار عن طريق إكتسابه المعايير الإجتماعية التي تختلف باختلاف هذه المؤسسات . 
- تكسب الفرد الاتجاهات والعادات المتصلة بالحب والكره والنجاح والفشل واللعب والتعاون وتحمل المسؤولية . 
- تكسب الفرد العادات المتصلة بالعمل والإنتاج والاستهلاك وغير ذلك من أنواع السلوك والاتجاهات والمعايير والمراكز والأدوار الإجتماعية .  (شروخ، 2004م) 

أهداف التنشئة الاجتماعية : 

نجد أن الأسرة في المجتمعات العربية متماسكة وقوية ، ومع ذلك فإن أسلوب التنشئة فيها حاد إلى درجة الصرامة في كثير من الأحيان ، مما يعيق بناء الشخصية القادرة على المشاركة الإيجابية الفاعلة ، وهذا يؤدي إلى عدم قدرة الأطفال على الإبتكار والنقد البناء ، ولا تعطي الطفل الحرية التعبير أو السلوك أو الإعتقاد . ( الداهري، 2008م)
مما لاشك فيه أن عملية التنشئة الإجتماعية عملية هادفة ، تتداخل فيها مجموعة من العمليات الثقافية والإجتماعية والتي يصبح الفرد من خلالها قادرة على استيعاب قيم ومعايير المجتمع الذي يعيش فيه وذلك على المستوى المعرفي والإجتماعي والإنفعالي . 
كما تساهم عملية التنشئة الإجتماعية في التوفيق بين دوافع الفرد ورغباته ، ومطالب واهتمامات الآخرين المحيطين به ، وبذلك تحول الفرد من طفل متمركز حول ذاته ومعتمد على غيره ، هدفه إشباع حاجاته الأولية ، إلى فرد ناضج يتحمل المسؤلية الإجتماعية ويدركها ويلتزم بالقيم والمعايير الإجتماعية السائدة ، فيضبط انفعالاته ويتحكم في إشباع حاجاته وينشيء علاقات إجتماعية سليمة مع غيره . ( دويدار، 2012م)
وتختلف التنشئة الإجتماعية من مجتمع لآخر تبعا لنظامه القانوني والإجتماعي والإقتصادي ، لكن الأهداف المشتركة بين المجتمعات متشابهة وهي كما يلي : 
1. غرس عوامل ضبط داخلية للسلوك : 
وذلك إلى أن يحتويها الضمير وتصبح جزءا أساسيا ، لذا فإن مكونات الضمير إذا كانت من الأنواع الإيجابية فإن هذا الضمير يوصف بأنه حي ، وأفضل أسلوب الإقامة نسق الضمير في ذات الطفل أن يكون الأبوين قدوة لأبنائهما حيث ينبغي ألا يأتي أحدهما أو كلاهما بنمط سلوكي مخالف للقيم الدينية والآداب الإجتماعية . (عفيفي، 1998 م)
2. دمج الأبناء بالحياة الإجتماعية : 
من خلال إكسابهم المعايير والقيم والنظم الأساسية وأدواره الإجتماعية ، وإكساب الأبناء شخصيتهم في المجتمع . ( العمر ،2004م)
3. الإستقلال الذاتي والإعتماد على النفس :
وهو تعويد الطفل التعبير عن نفسه ، وجعله قادر على حل مشكلاته ، وعلى اتخاذ القرار بنفسه ، والقدرة على الإستقلال عن والديه ، أو غيرهما ، سواء إستقلالاً مادياً أو نفسياً ، بصورة يقوم فيها الإستقلال على الشعور بالمسؤولية والواجب ، والتوعية بالحقوق والواجبات . (شروخ، 2004م)
4. تحقيق النضج النفسي : 
لكي تكون الأسرة سليمة متمتعة بالصحة النفسية يجب أن تكون العلاقات السائدة بين أفرادها متزنة سليمة ، وإلا تعثر الطفل في نموه النفسي ، والواقع أن الأسرة تنجح في تحقيق النضج النفسي للطفل من خلال تفهم الوالدين وإدراكهما الحقيقي لمعاملة الطفل وإدراك الوالدين ووعيهما بحاجات الطفل السيكولوجية ، والعاطفية المرتبطة بنموه ، وتطور نمو فكرته عن نفسه ، وعن علاقته بغيره من الناس ، وإدراك الوالدين لرغبات الطفل ، ودوافعه التي تكون وراء سلوكه والتي قد يعجز عن التعبير عنها . (مقحوط، 2014م) 
5. الإندماج في المجتمع : 
تعليم الطفل المهارات التي تمكنه من الإندماج في المجتمع ، والتعاون مع أعضائه ، والإشتراك في نواحي الأنشطة المختلفة وتعليمه أدواره ، ما له وما عليه ، وطريقة التنسيق بينهما وبين تصرفاته في مختلف المواقف ، وتعليمه كيف يكون عضواً نافعاً في المجتمع وتقويم وضبط سلوكه . (أحمد ، 2012 م) 

العوامل المؤثرة في التنشئة الإجتماعية :

 تتأثر التنشئة الإجتماعية بعدد كبير من العوامل من البيئة المحيطة ، وهذه العوامل تساهم بشكل كبير في عملية التنشئة الإجتماعية،  والتي يصعب إبعادها أو تفاديها ، ومن أهمها الدين ، الأسرة ، ونوع العلاقات الأسرية ، الطبقة الإجتماعية التي تنتمي إليها الأسرة ، الوضع الإقتصادي والإجتماعي للأسرة ، المستوى التعليمي والثقافي للأسرة ، نوع الطفل ( ذكر أو أنثى ) وترتيبه في الأسرة ، وسوف يتم الحديث عن كل عامل على حدة كالتالي : 
1. الدين : 
إن الدين له أثره الواضح على النمو النفسي والصحة النفسية ، والعقيدة حيث تتغلغل في النفس تدفعها إلى سلوك إيجابي ، والدين يساعد الفرد على الإستقرار والإيمان وينير الطريق أمام الفرد من طفولته عبر مراهقته إلى رشده ثم شيخوخته . ( مقحوط، 2014م)
ويمكن النظر إلى الدين كأحد أبعاد الشخصية ، ويتناول كل نواحي الحياة الشخصية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية..الخ، وسواء كان الإتجاه الملاحظ نحو الدين موجبة أو سالبة فإن الدين قوة دافعة دويدار، 2012م). 
2. الأسرة : 
الزواج والإنجاب تتحول الأسرة إلى أهم عوامل التنشئة الإجتماعية للطفل ، والأسرة هي الممثلة الأولى للثقافة وأقوى الجماعات تأثيرا في سلوك الفرد . 
وللأسرة وظيفة بالغة الأهمية ، فهي المدرسة الإجتماعية الأولى للطفل ، وهي العامل الأول في صبغ سلوك الطفل بصبغة إجتماعية ، والأسرة هي التي تشرف على النمو الإجتماعي للطفل ، وتكوين شخصيته وتوجيه سلوكه . (زهران، 2003م)
3. نوع العلاقات الأسرية : 
تؤثر العلاقات الأسرية في عملية التنشئة الإجتماعية حيث أن السعادة الزوجية تؤدي إلى تماسك الأسرة مما يخلق جوا يساعد على نمو الطفل بطريقة متكاملة . (الزليتي، 2008م) 
4. الوضع الاقتصادي والإجتماعي للأسرة : 
لقد أكدت العديد من الدراسات أن هناك ارتباط إيجابي بين الوضع الإقتصادي والإجتماعي للطفل ، وبين الفرص التي تقدم لنمو الطفل ، والوضع الإقتصادي من أحد العوامل المسوؤلة عن شخصية الطفل ونموه الإجتماعي . 
ووجد أن هدف الآباء المستوى الإقتصادي والإجتماعي المرتفع ، هو أن يحصل أطفالهم على مجد كبير ، وان تحمل أسماء عائلاتهم ، وأن تستند إليهم أعمال الأسرة الواسعة والمسؤوليات ، فالمركز الإجتماعي في مثل هذه الأوساط مهم بذلك إذا وصل الطفل إلى مستوى النضج أعطته الأسرة ما يحتاج إليه من التقدير الذي يساعد على المحافظة على مركز الأسرة ليصل إلى درجة كبيرة من النضج ، والتحرر والإستقلال ، إلا أنه في بعض الحالات لاتتوفر لديه الخبرة ، فيعجز عن الوصول إلى هدف والديه ، فيخيب أملهما ، ويحل الصراع بينهما . (محمد، 2002م)
ووجد ألتون Ulton أن الآباء في المستويات الإقتصادية والإجتماعية المرتفعة يعاملون أبنائهم بذكاء يكفي لتفادي المشاكل السلوكية التي يتعرض لها الأطفال ، علاوة على أن الآباء يوفرون الوقت والإهتمام لمجالسة أطفالهم لتنمية قدراتهم وبالتالي يكون له أثر في التكوين الشخصي لهم ، أما أطفال المستوى الإقتصادي والإجتماعي المتوسط يشعرون بالأمن الإنفعالي أكثر من أطفال المستوي الإقتصادي المرتفع .  (النيال، 2002م ) 
5. المستوى التعليمي والثقافي للأسرة : 
يؤثر ذلك من حيث مدى إدراك الأسرة لحاجات الطفل وكيفية إشباعها والأساليب التربوية المناسبة للتعامل مع الطفل ، ومن بين المسؤوليات الملقاة على عاتق الأسرة نقل المعلومات ومجموعة الأهداف الثقافية والمعارف والقيم ودفع الأبناء نحو أهداف الوالدين والأهداف الإجتماعية ، ولكن يجب أن لا نجهل الأطراف الهامة في معادلة النجاح ، وهي أهمية الوسط الإجتماعي الثقافي المتمثلة في تحصيل الوالدين الأساسية والممارسات التربوية الوالدية تتأثر بالمستوى الفكري الثقافي لأوساطها الإجتماعية . 
والجهل بطبيعة الحال يحد من فعالية هذه الممارسات ويقلص من تدخلات الوالدين ، بل يبعدهما عن تقدم المجتمع وتطوره . (مقحوط، 2014م ). 
6. نوع الطفل ( ذكر أو أنثى ) وترتيبه في الأسرة : 
حيث أن أدوار الذكر تختلف عن أدوار الأنثى فالطفل الذكر ينمي في داخله المسوؤلية والقيادة والإعتماد على النفس ، في حين أن الأنثى في المجتمعات الشرقية خاصة لا تنمي فيها هذه الأدوار ، كما أن ترتيب الطفل في الأسرة كأول الأطفال أو الأخير أو الوسط له علاقة بعملية التنشئة الإجتماعية سواء بالتدليل أو عدم خبرة الأسرة بالتنشئة وغير ذلك من العوامل . (عفيفي، 1998م)
7. المؤسسات التعليمية : 
وتتمثل في دور الحضانة والمدارس والجامعات و مراكز التأهيل المختلفة . 
8. جماعة الرفاق : 
حيث الأصدقاء من المدرسة ، أو الجامعة ، أوالنادي ، أوالجيران وقاطني نفس المكان ، وجماعات الفكر ، والعقيدة ، والتنظيمات المختلفة .  
9. دور العبادة : 
مثل المساجد والكنائس وأماكن العبادة المختلفة . 
10. ثقافة المجتمع : 
لكل مجتمع ثقافته الخاصة المميزة له والتي تكون لها صلة وثيقة بشخصيات من يحتضنه من الأفراد ، لذلك فثقافة المجتمع تؤثر بشكل أساسي في التنشئة ، وفي صنع الشخصية القومية . 
11. الوضع السياسي والإقتصادي للمجتمع : 
حيث أنه كلما كان المجتمع أكثر هدوء واستقرار ، ولديه الكفاية الإقتصادية كلما ساهم ذلك بشكل إيجابي في التنشئة الإجتماعية ، وكلما اكتنفته الفوضى وعدم الإستقرار السياسي والإقتصادي كان العكس هو الصحيح . 
12. وسائل الإعلام : 
لعل أخطر ما يهدد التنشئة الإجتماعية الآن هو الغزو الثقافي الذي يتعرض له الأطفال من خلال وسائل الإعلام المختلفة وخاصة التليفزيون ، حيث يقوم بتشويه العديد من القيم التي اكتسبها الأطفال إضافة إلى تعليمهم العديد من القيم الأخرى الدخيلة على ثقافتهم . 

مؤسسات التنشئة الاجتماعية : 

التنشئة الإجتماعية هي وسيلة للاتصال بين الماضي والحاضر والإنتقال إلى المستقبل ، فهي أيضا وسيلة للتغيير والتطبع الإجتماعي بما يمكن إدخاله من قيم ومعايير جديدة تتماشى والواقع المعاش والأهداف المستقبلية ، وتشترك عدة مؤسسات رسمية وغير رسمية في عملية التنشئة الإجتماعية مثل الأسرة ، المدرسة ، جماعة الأقران ، دور العبادة ، وسائل الإعلام . 
1. الأسرة : 
تعد الأسرة ذات أهمية كبيرة في تشكيل شخصية الأفراد ، فالأسرة هي النواة التي ينشأ فيها الفرد ، كما أنها الجماعة الأولى التي يتصل بها ، وللأسرة صور عديدة وكثيرة تصنف حسب عدد الأفراد ، ولكل أسرة طابعها المميز ، وصفاتها ، وتقاليدها ، وعاداتها ، وسلوكياتها ، التي تجعلها تحيط بالأفراد في الأسر الأخرى . (أبو جادو، 2007م)
وبالزواج والإنجاب تتحول الأسرة إلى أهم عوامل التنشئة الإجتماعية للطفل والأسرة ، وهي الممثلة الأولى للثقافة وأقوى الجماعات تأثيراً في سلوك الفرد ، وللأسرة وظيفة إجتماعية بالغة الأهمية ، فهي المدرسة الإجتماعية الأولى للطفل . 
ويؤثر سلوك الوالدين والراشدين المحيطين بالطفل على تشكل الخصائص الشخصية المرغوب فيها لدى الطفل ، ويأتي هذا التأثير من خلال الرعاية والإثارة اللغوية والمعرفية وضبط سلوك الطفل . (حمدي: 2009م)
فالأسرة هي المسؤولة عن التنشئة الإجتماعية والضبط الإجتماعي، وتلعب دوراً أساسياً في سلوك الأفراد بطريقة سوية ، أو غير سوية ، من خلال النماذج السلوكية التي تقدمها لصغارها ، فأنماط السلوك والتفاعلات التي تدور داخل الأسرة ، هي النماذج التي تؤثر سلباً أو إيجاباً في التربية المرجعية للناشئين . (أبو جادو، 2007م)
لذا فإن الأسرة كانت وما زالت أقوى مؤسسة إجتماعية تؤثر في مكتسبات الإنسان المادية والمعنوية ، فهي المؤسسة الأولى في حياة الإنسان ، وهي المؤسسة المستمرة معه إستمرار حياته طفلا فمراهقاً فشاباً فزوجاً ، فإذا كانت الأسرة تعمل على الإستمرار المادي للمجتمع بإمداده بأعضاء جدد عن طريق التناسل ، وبهذا تحفظ كيانه العضوي ، فإنها تتولى أيضا الإستمرار المعنوي لهذا المجتمع وذلك بتأصيل قيمه ومعايير سلوكه وإتجاهاته وعوائده وطرائقه عند أطفال المجتمع ، وبهذا تحفظ كيانه .  (الرشدان، 2005م)
مما سبق يمكننا ان نستنتج انه رغم تعدد مؤسسات التنشئة الإجتماعية التي تعنى بتربية الطفل واعداده للحياة ، فإن الأسرة كانت وما زالت ولا تزال أهم وكالة إجتماعية أوكلت لها مهمة تربية النشيء وتنمية قواه المختلفة من خلال وظائفها المتعددة . 
2. المدرسة : 
هي المؤسسة الإجتماعية الرسمية التي تقوم بوظيفة التربية ، ونقل الثقافة المتطورة وتوفير الظروف المناسبة لنمو الطفل جسمياً وعقلياً وانفعالياً واجتماعياً ، وتعلم المزيد من المعايير الإجتماعية ، والأدوار الإجتماعية . 
وهي الوسط الثاني الذي يبدأ فيه الفرد بتوسيع دائرة علاقاته الإجتماعية ، حيث تتعدد صداقاته ومعارفه ، وهي تعد مؤسسة إجتماعية تشرف على عملية التنشئة الإجتماعية والتثقيف العلمي للأجيال . (ابن حسن، 2001م)
وتأتي المدرسة في المرتبة الثانية من حيث الأهمية في تنشئة الطفل ، خاصة بعد أن عمم التعليم وأصبح إجبارياً في سنواته الأولى في أغلب الدول ، وتحملت المدرسة تعليم الصغار بالتعاون مع الأسرة من أجل توسيع مدارك الطفل وجعله يحب المعرفة والتعليم ، مما أدى إلى بروز المدرسة كمؤسسة إجتماعية مهمة ، لها أثرها الفعال في مختلف جوانب الطفل النفسية ، الإجتماعية ، والأخلاقية ، والسلوكية ، خاصة وأن الطفل في السنوات الأولى من عمره يكون مطبوعاً على التقليد والتطبع بالقيم التي تسود مجتمعه الذي يعيش فيه، فهو يتأثر في الغالب في الجو الإجتماعي الذي يعيشه في المدرسة . 
لذا فإن المدرسة تعد عاملا عظيم الأثر في تكوين شخصية الفرد التكويني العلمي والتربوي السليم . (رشيد ،2003 م) 
مما سبق يمكننا ان نقول أن دور المدرسة مكمل لدور الأسرة حيث تعمل على الرعاية النفسية للطفل وذلك بإدماجه مع زملاءه من خلال مشاركته في أنشطة عديدة من قراءة ورياضة ... الخ .
ومن الناحية الإجتماعية تعمل على تنمية الجانب الإجتماعي بنقل تقافة وقيم ومعايير المجتمع ، ومن الناحية الأخلاقية تعمل على تحسين سلوك الطفل وزرع فيه صفات الإحترام والصدق والتعاون مع الآخرين ... الخ .
كما تعمل من الناحية العلمية والتربوية على تنمية قدراته الفكرية وإكسابه خبرات وتوسيع خياله من أجل الإبداع والابتكار ، ومن الناحية الإقتصادية توفر له تكوين مهنية بما يناسب مستواه الفكري وما يطلبه المجتمع من أيد عاملة ، ومن هنا تبرز أهمية المدرسة كمؤسسة إجتماعية أوكل إليها المجتمع مهمة تربية الطفل وتدريبه على أساليب السلوك التي يرتضيها المجتمع . 
3. جماعة الأقران : 
تشكل جماعة الأقران النافذة الأولى التي يطل منها الطفل على الحياة الإجتماعية ، وذلك بما تحققه للطفل من علاقات إجتماعية قائمة ، على خلاف ما يجري في إطار الأسرة . (ابن حسن، 2001 م) 
وهم جماعة من الأفراد يلتقون في الميول والدوافع والطموحات والحاجات والإهتمامات الإجتماعية ويقومون بأدوار إجتماعية معينة سواء كانت هذه الأدوار آنية أو دائمة وكل ذلك بشكل متعارف عليه تلقائية في غالب الأحيان . (العناني، 2000م) 
ان دور جماعة الأقران مهم في عملية التنشئة الإجتماعية حيث يتمحور في تكوين معايير إجتماعية جديدة وتنمية إتجاهات نفسية جديدة للمساعدة في تحقيق الإستقلال ، وإتاحة الفرصة للتجريب ، وإشباع حاجات الفرد للمكانة والإنتماء ، علاوة على أن الأقران يؤثرون في بعضهم البعض بشكل كبير ، وذلك لما تتميز به جماعة الأقران عن الجماعات الأخرى من خصائص أساسية تزيد من تأثيرها وهي : 
- التجانس العمري ( أعضاء هذه الجماعة من فئة عمرية واحدة ) . 
- تشكل هذه الجماعة على أساس الجنس الواحد ( ذكور أو إناث ) . 
- التفاعل بين الأعضاء بشكل مباشر ، وجها لوجه . 
- تعد جماعات صغيرة ( يتميز عدد أفرادها بالمحدودية ) .
- تتكون على نحو عضوي ، بحكم عدة عوامل وهي: الجوار ، السكن ، الإنتماء المدرسي . (ابن حسن :2001 م) 
4. المسجد : 
لقد كان هدف الرسالات السماوية التي أنزلها الله عز وجل على رسله هداية بني البشر وإحداث تغيير على المستوى الفكري ، وبالتالي على المستوى السلوكي لإبعاد الفرد على مهاوي الرذيلة والإنحلال ، فالتغيير إذن هو أساس أي عمل جاد وخاصة العمل التربوي ، لأنه يوجه مسار الفرد بالتعليمات والأوامر الربانية الحقة ، ولعل أول مؤسسة عملت على صقل العقول وتهذيب النفوس وتغيير المجتمعات نجد المسجد وهو أول مؤسسة دينية تنشيئية بنيت بعد الهجرة ، ولعل وظيفة المسجد أكبر من أن تحدد في أي إطار كان فهي تساوي في حجمها ووظيفتها جميع المؤسسات التنشيئية الأساسية . (رحيمة، 2004م)
تقوم المساجد بدور فعال في تربية الطفل وتشكيل شخصيته وتنشئته الإجتماعية ، لما تتميز به من خصائص فريدة ، أهمها إحاطتها بهالة من التقديس ، وثبات وإيجابية المعايير السلوكية والتي تعلمها للأفراد ، والإجتماع على تدعيمها . (زهران، 2003م) 
وكذلك تقوم على تعليم الفرد والجماعة التعاليم والمعايير الدينية التي تمد الفرد بإطار سلوكي معياري ، وتنمية الصغير وتوحيد السلوك الإجتماعي والتقريب بين الطبقات وترجمة التعاليم الدينية إلى سلوك عملي . 
وكثيرا ما تعدت المساجد حدود هذا الدور الروحي والديني ، فمزجت به تدريس المواد المختلفة ، على نحو ما تفعل المدارس النظامية ، فاتخذت من نفسها أو لنفسها مدارس خاصة تزاول فيها هذه المهمة ويتولى رجال الدين التعليم فيها . ( مطاوع، 1981م) 
ويتلخص دور المساجد في عملية التنشئة الإجتماعية للطفولة بتعليم الفرد والجماعة التعاليم الدينية السماوية التي تحكم السلوك بما يتضمن سعادة الفرد والمجتمع والدعوة إلى ترجمة التعاليم السماوية إلى سلوك عملي ، وكذلك إمداد الطفل بإطار سلوكي معياري راض عنه ويعمل في إطاره كما تكسب الطفل قيمة وإتجاهات ومعارف دينية وإجتماعية وخلقية وثقافية متنوعة وتنمي الضمير لدى الطفل " الفرد " والجماعة وأيضا توحد السلوك الإجتماعي والتقريب بينه وبين مختلف الطبقات الإجتماعية . (زهران، 2003م) 
5. وسائل الإعلام : 
تؤثر وسائل الإعلام المختلفة من إذاعة وتلفزيون وسينما وصحف ومجلات وكتب وإعلانات ... الخ ، بما تنشره وما تقدمه من معلومات وحقائق وأخبار ووقائع وأفكار وآراء لتحيط بالناس علماً بموضوعات معينة من السلوك مع إتاحة فرصة الترفيه والترويح . ( زهران، 2003م)
وأما عن أثر وسائل الإعلام في عملية التنشئة الإجتماعية فيتلخص في النواحي التالية منها إشباع الحاجات النفسية مثل الحاجة إلى المعرفة والترفيه والمعارف والثقافة والتوافق مع المواقف الجديدة .( نعيمة، 2002 م)
دور وسائل الإعلام في نشر المعلومات المتنوعة ، واشباع الحاجات النفسية المختلفة ودعم الإتجاهات النفسية وتعزيز القيم والمعتقدات أو تعديلها ، والتوافق في المواقف الجديدة . 
وتعد وسائل الإعلام من أقوى مؤسسات التنشئة الاجتماعية ، خاصة منها الفيديو والهوائيات والأقراص أو الإسطوانات ... الخ ، والتي تشترك جميعها على إستعمال جهاز التلفزيون الذي أصبح ينافس الأسرة والمدرسة وكل المؤسسات الإجتماعية الأخرى إلى درجة عدم القدرة في التحكم فيه حتى من طرف الكبار أنفسهم ، وهذا بواسطة الإعلانات إلى جانب الخيال بفضل تقنيات الصوت والصورة العالية والقصص السينمائية ، كما إنه جهاز متعدد الإستعمالات وسهل الحصول عليه ، كما يعد وسيلة ترفيهية وتثقيفية . 
ختاما يمكن ان نقول أن التنشئة الإجتماعية من أخطر العمليات شأناً في حياة الفرد لأنها تلعب دورا أساسيا في تكوين الشخصية الإجتماعية للفرد ، والتنشئة الإجتماعية يصبح بها الفرد واعياً ومستجيباً للمؤثرات الإجتماعية بكل ما تشتمل عليه هذه المؤثرات من ضغوط وما تفرضه عليه من واجبات وما يحدث للطفل - بل وللراشد أيضا - من تغيرات ، وما يتعرض له من مؤثرات إجتماعية كلما دخل في دور من الأدوار الإجتماعية غير المؤلفة له ، والتي تتطلب منه تعديلا لسلوكه ،أو إكتسابة لأنماط جديدة من السلوك ، من خلال عمليات التنشئة الإجتماعية والأساليب الوالدية المختلفة . 

مصدر البحث 

لتحميل مصدر البحث اضغط هنا 
تعليقات