U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

القلق الاجتماعي ، مفهومه ، مظاهره ، النظريات المفسرة له ( بحث كامل )

القلق الاجتماعي doc
مفهوم القلق الاجتماعي ومظاهره والنظريات المفسرة له 

بحث عن القلق الاجتماعي :

محتويات البحث : 

(1) مفهوم القلق الاجتماعي . 

(2) مظاهر القلق الاجتماعي . 

(3) النظريات المفسرة للقلق الاجتماعي . 

مفهوم القلق الاجتماعي :

بدأ الاهتمام بالقلق الاجتماعي عام 1969 مع ظهور مقياس الضيق والتجنب الاجتماعي من إعداد واتسون وفريند " Watson & Friend " ، ومنذ نشر هذا المقياس ظهرت العديد من المقاييس الأخرى في القلق الاجتماعي والمفاهيم المتصلة به كالخجل ، والتحفظ الاجتماعي ، والارتباك ، وغيرها من المقاييس التي أكدت علي الخبرة الذاتية للقلق الاجتماعي ، وأكد بعضها علي الجوانب السلوكية ، وبعضها أكد علي الجانبين السلوكي والانفعالي . 

يمكننا أن نرجع تاريخ الاهتمام بالقلق الاجتماعي ودراسته ، ووضع المعايير المحدده له عندما تم إدراجه كفئة تشخيصية ضمن الطبعة الثالثة في الدليل التشخيصي - والإحصائي للاضطرابات النفسية الصادرة عام 1980م عن رابطة الطب النفسي الأمريكية . 

وتعد العلاقات الاجتماعية هي الأساس في ظهور القلق الاجتماعي ، فعندما تكون هذه العلاقات الاجتماعية غير مناسبة ، يؤدى إلى ظهور عند الطفل القلق القاعدي هو شعور بالعزلة والعجز في عالم عدائي لا يفهم الطفل . 

وبعد ذلك لقي القلق الاجتماعي العديد من التعريفات التي تشخص هذا الاضطراب ، وتوضح أبعاده ، ومن التعريفات التي تحددت معايير ومحكات القلق الاجتماعي تعريف الدليل التشخيصي - والإحصائي الرابع للاضطرابات العقلية . 

حيث أشار هذا الدليل إلى مصطلح الخوف المرضي من المواقف الاجتماعية ليدل علي القلق الاجتماعي ، وعرفه بأنه : " خوف ملحوظ ودائم من واحد أو أكثر من المواقف الاجتماعية أو مواقف الأداء ، حيث يظهر الشخص علي أفراد غير مألوفين أو يكون عرضة للتفحص منهم ، ويصيب الفرد القلق من التصرف بطريقة غير لائقة أمامهم " . 

ويعرف القلق الاجتماعي أيضا علي أنه : التجنب الاجتماعي من الاختلاط بالآخرين ، مما يؤثر علي الوظيفة الاجتماعية للفرد ، وخوفه من نظرة الآخرين له فلا يستطيع ممارسة الألعاب والأعمال أمام الآخرين . 

ويري آخرون أن القلق الاجتماعي هو : " مصطلح مرادف للفوبيا الاجتماعية ، ويعني الخوف الشديد والقوي لدي الفرد من فعل الأشياء أمام الآخرين ، وأن يكون موضعاً للمراقبة والملاحظة والتدقيق فيه من الآخرين " . 

ويعرف ايضا علي أنه : استجابة انفعالية ومعرفية وسلوكية لموقف اجتماعي يدرك علي أنه يتضمن تهديداً للذات ، وخوفاً من التقييم السلبي للآخرين الذي يؤدى إلى مشاعر الانزعاج والضيق ، وقد يؤدى إلى الانسحاب الاجتماعي والتحفظ والكبت " . 

ومن التعريف السابقة نستنتج أن القلق الاجتماعي هو الخوف والارتباك الذي يظهر علي الفرد في حال تعرضه لمواقف اجتماعي يتطلب منه الكلام أو الأداء العملي أو المشاركة في المواقف الاجتماعية ، إذ ينصب قلق الفرد نحو شعوره بمراقبة الناس له من حوله . 

مظاهر القلق الاجتماعي :

تبدو علي الأفراد المصابين باضطراب القلق الاجتماعي ثلاثة مظاهر ، وهي علي النحو الآتي : 

1- المظاهر الوجدانية : 

تشتمل هذه المظاهر علي مشاعر الضيق والانزعاج من المواقف الاجتماعية ، ويصحبها أحياناً التوتر والقلق من المواقف الاجتماعية . 

2- المظاهر المعرفية : 

وتتضمن الجوانب المعرفية وأساليب التفكير السلبية حول مواقف اجتماعية ، وما يترتب عليها من انخفاض في تقدير الذات ، والإحباط ، وتدني مستويات القدرات المعرفية العقلية . 

3- المظاهر السلوكية : 

وتشتمل علي السلوكيات اللفظية وغير اللفظية التي تظهر نتيجة للشعور بالقلق والضيق والإنزعاج في الموقف الاجتماعي ، وهي سلوكيات تهدف إلى تجنب التقييم السلبي ، وتقسم إلى السلوكيات غير اللفظية مثل الانحساب الاجتماعي ، واحمرار الوجه ، والسلوكيات اللفظية مثل التأتأة أثناء الحديث ، والتوتر واضطراب الحديث . 

النظريات التي تفسر القلق الاجتماعي : 

إن هناك العديد من النظريات والاتجاهات النفسية التي فسرت القلق الاجتماعي ، وفسرته حسب وجهات نظر علماء كل مدرسة : 

(1) نظرية التحليل النفسي للقلق الاجتماعي : 

تري نظرية التحليل النفسي أن استجابة القلق الاجتماعي هي بالأصل حيلة دفاعية لا شعورية يحاول الفرد من خلالها عزل القلق الناشئ عن موضوع أو موقف معين في حياته اليومية وتحويله إلى موضوع أو موقف رمزي ليس له علاقة مباشرة بالسبب الأصلي ، فربما القلق الاجتماعي لدي الفرد يكون ناشئ من سبب آخر غير المخاوف الاجتماعية كالخوف من الأب أو غير ذلك . 

وتميز نظرية التحليل النفسي بين نوعين من القلق الاجتماعي ، وهما القلق الموضوعي والقلق العصابي وهما كما يلي : 

1- القلق الموضوعي Objective Anxiety : 

وهو قلق ينتج عن إدراك الفرد لخطر ما في محيط البيئة التي يعيش بها ، ويكون للقلق وظيفته إعداد الفرد لمواجهة هذا الخطر بالقضاء عليه أو تجنبه أو إتباع أساليب دفاعية لمواجهته . 

2- القلق العصابي Neurotic Anxiety : 

وهو نوع من القلق ينشأ عند الفرد دون معرفة سبب محدد لذلك ويتسم بالغموض ، وقد أكد فرويد أن القلق ينشأ عن كبت الرغبات الجنسية في اللاشعور ، مما يؤدى إلى إثارة منطقة الأعصاب فيشعر الفرد بالقلق ، وبذلك جعل مصدر القلق فسيولوجياً لا نفسياً . ولكنه عدل عن ذلك ، وقد لاحظ " فرويد " أن هذا النوع من القلق العصابي يأخذ أشكالاً ثلاثة هي : قلق عام ، قلق المخاوف المرضية ، وقلق الهستيري . 

(2) تفسير المدرسة السلوكية للقلق الاجتماعي : 

ينظر علماء المدرسة السلوكية إلى القلق الاجتماعي علي انه استجابة للخوف وللمثيرات التي من حول الفرد ، إذ يتعلم الفرد من خلال المثيرات المتنوعة ، ومن خلال ربط المثيرات مع بعضها . 

ولقد تطورت نظرة المدرسة السلوكية للقلق الاجتماعي بظهور نظرية التعلم الاجتماعي لباندورا الذي أكد علي أهمية التفاعل المتبادل بين المثيرات وخاصة الاجتماعية منها ، والسلوك ، والعوامل الشخصية العقلية المعرفية والانفعالية الوجدان ، وتري هذه المدرسة أن ظهور القلق الاجتماعي مرتبط بعمليات الملاحظة والنمذجة السلوكية والتقليد للوالدين أو الأكبر منهم سناً ، فالأطفال يتعلمون القلق الاجتماعي من خلال ملاحظتهم هذا السلوك في المواقف الاجتماعية . 

(3) تفسير النظرية الفسيولوجية للقلق الاجتماعي : 

تري هذه النظرية أن القلق الاجتماعي ينشأ نتيجة زيادة نشاط الجهاز العصبي اللإرادي ، ومن ثم تزيد نسبة الأدرينالين في الدم ، مما يؤدى إلى تنبيه الجهاز العصبي بارتفاع ضغط الدم لدي الفرد ، وتزايد ضربات القلب ، وجحوظ العينين ، وزيادة العرق ، وجفاف الحلق ، وأحيانا رجفة في الأطراف ، وصعوبة في التنفس . 

ويري وولف أن القلق الاجتماعي يعود إلى الحساسية المفرطة في الجهاز العصبي اللإرادي أو خلل في وظيفة ذلك الجهاز ، نتيجة التعرض لبعض المواقف الاجتماعية ، والتي تسبب الحساسية المفرطة لهذا الجهاز . 

وبعض آخر من العلماء يري أن القلق يتعلق بنهايات الأعصاب والمستقبلات في الجهاز العصبي المركزي التي تستقبل الرسائل الكيماوية التي تنبه وتستثير العقل ، وتعتبر نهايات الأعصاب السبب في إظهار مرض القلق نتيجة فرط النشاط الكهربائي . 

(4) تفسير النظريات المعرفية للقلق الاجتماعي : 

تنطلق النظرية المعرفية في تفسيرها للقلق الاجتماعي من المنظومة المعرفية والأفكار السلبية نحو المواقف الاجتماعية ، وعمليات التواصل الاجتماعي والمشاركة في المناسبات الاجتماعية ، مما ينتج عنها اضطرابات القلق الاجتماعي . 

وأشار فرج ( 2009 ) إلى أن الأفكار السلبية للمواقف والأحداث الاجتماعية تقود غلى مجموعة من السلوكيات التي تعبر عن القلق الاجتماعي لدى الفرد تجاه المواقف والأحداث الاجتماعية . 

فالنظرية المعرفية تركز علي الحساسية الكبيرة للإشارات المنبهة بالخطر لدي الاشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي ، ويؤدى بهم تفسير تلك الخبرات بطريقة مهددة إلى تفاقهم القلق الاجتماعي الذي يؤدى إلى تطور الأعراض التي يستجيبون حيالها لمزيد من القلق الاجتماعي ، وترتكز التفسيرات المعرفية لاضطرابات القلق الاجتماعي أساساً علي إطار عام من المفاهيم والمبادئ التي تؤكد أن بعض الأفراد يبدون مشكلات خاصة بمعالجة المعلومات المتعلقة بالتهديد . 

(5) تفسير النظرية الإنسانية للقلق الاجتماعي : 

تركز هذه النظرية في تفسيرها للقلق الاجتماعي علي أهمية التوافق بين الذات والخبرة ، فالذات هي صورة الفرد عن نفسه ، أما الخبرة فهي التي تنشأ من تقدير وتعامل الآخرين ، فإن انسجمت الذات والخبرة أصبح الشخص متحرراً من القلق الاجتماعي . 

وتمثل النظرية الإنسانية امتداداً للفكر الوجودي ،والذي يري أن المثير الأساسي للقلق الاجتماعي هو الخوف من المستقبل وما قد يحمله من أحداث تهدد وجود الإنسان أو تهدد إنسانيته . 

في ضوء ما سبق نجد أن النظريات النفسية المختلفة تعد وحدة متكاملة في تفسيرها للقلق الاجتماعي ، فكل نظرية رأت هذا الاضطراب من معتقداتها وأفكارها نحو الذات الإنسانية ، لذا فإن تشخيص القلق الاجتماعي يبدأ من فهم هذه النظريات ، والجمع بينها للوصول إلى العوامل النفسية والاجتماعية والمعرفية التي ساهمت بإثارة القلق الاجتماعي . 

تعليقات