U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

أنواع وأشكال التفكير وأهميته

أشكال التفكير
ما هي أنواع وأشكال التفكير ؟ 

ما هو  التفكير ؟

التفكير عملية يومية طبيعية تحدث للإنسان بشكل مستمر ، فالتفكير اليومي كالتحدث ، أداء طبيعي يتم القيام به باستمرار ، والتفكير عملية ذهنية نشطة ، وهو نوع من الحوار الداخلي المستمر مع الذات أثناء القيام بعمل أو مشاهدة منظر أو الاستمتاع لرأي وقد يكون التفكير نشاطاً ذهنياً بسيطاً كما هو الحال عند الرد عن سؤال  عن الاسم ما اسمك ؟ ، وقد يكون أمراً بالغ التعقيد كما هو الحال عند حل المشكلات واتخاذ القرارات

ولقد ازداد الاهتمام العالمي بموضوع التفكير ازدياداً ملحوظاً في النصف الثاني من القرن العشرين ، لا سيما في عقد الثمانينيات منه : حيث تمثل ذلك الاهتمام في الكثير من نماذج التفكير والبرامج التدريبية والبحوث والدراسات واتفاق وجهات النظر الداعية إلى النهوض بهذا المجال الحيوي وتطويره وتطوير المادة العلمية ، وما التفوق العلمي والتطور التقني إلا نتاج الاستغلال الأكبر للطاقات العقلية . 

وقد عني الإسلام عناية فائقة بالتفكير ، ففي القرآن الكريم هناك العديد من الآيات التي تحث علي التفكير وتدعو إليه ومن ذلك قوله عز وجل " مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاص وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون ، إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شئ وهو العزيز الحكيم ، وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ) . ( العنكبوت : 43 ) 

والتفكير مفهوم معقد يتركب من عناصر وأبعاد متشابكة ومكونات متنوعة مثل العمليات والمهارات وموضوعات ذات مضمون أو محتوي واتجاهات وخصائص شخصية . 

تعريف التفكير : 

لقد تعددت التعريفات التي صاغها التربويون في أدبهم ودراساتهم التربوية ومن هذه التعريفات : 

1- التفكير لغة : التفكير في اللغة يشتق من مادة فكر وهو إعمال الخاطر في الشئ ، والتفكر اسم التفكير وهو التأمل . ( أبن منظور ، 1418هـ ، ص307 ) . 

2- يري ديبونو DeBono أن التفكير هو العملية التي يمارس الذكاء من خلالها نشاطه علي الخبرة أي أنه يتضمن القدرة علي استخدام الذكاء الموروث وإخراجه إلى أرض الواقع ، مثلما يشير إلى اكتشاف متبصر أو متأن للخبرة من أجل الوصول إلى الهدف . 

3- كما يعرف كوستا Costa التفكير بأنه هو المعالجة العقلية للمدخلات الحسية بهدف تشكيل الأفكار ، من أجل إدراك المثيرات الحسية . 

4- ويعرفه بيسكست وغيربنق Buskist & Gerbing علي أنه سلسة من العمليات التي لا يمكن مشاهدتها مباشرة والتي تتضمن التحكم والتعديل بناء علي عمليات التمثيل الرمزي الداخلي للفرد . 

5- يري باريل Barell أن التفكير بمعناه البسيط يمثل سلسلة من النشاطات العقلية التي يقوم بها الدماغ عند تعرضه لمثير ما ، بعد استقباله عن طريق إحدى الحواس الخمس . 

6- وعرفت موسوعة علم النفس التربوي بأنه : كل نشاط ذهني أو عقلي يتضمن سيلاً من الأفكار تبعثه وتثيره مشكلة أو مسألة تحتاج إلى حل فهو لا يحدث إلا إذا سبقته مشكلة تتحدي عقل الفرد . 

من التعريفات السابقة يمكننا تعريف التفكير بأنه : عبارة عن سلسلة  من الأنشطة الذهنية المعقدة والخفية يقوم بها الفرد عند تعرضه لموقف ما ويتم من خلال تلك الأنشطة تعديل وبناء معارف وخبرات جديدة . 

خصائص التفكير : 

أشارت العديد من الدراسات التي اهتمت بالتفكير كعملية معرفية إلى أنه يتميز بخصائص يمكن إجمالها علي النحو التالي : 

1- التفكير سلوك متطوي ونمائي يختلف في درجاته ومستوياته من مرحلة عمرية إلى مرحلة أخرى وعليه فإن التفكير سلوك تطوري يتغير كماً ونوعاً تبعاً لنمو الفرد وتراكم خبراته . 

2- التفكير سلوك هادف فهو لا يحدث في فراغ أو بلا هدف وإنما يحدث في مواقف معينة . 

3- التفكير يأخذ أشكال وأنماط عديدة كالتفكير الإبداعي والمجرد والمنطقي والتأملي وغيرها . 

4- التفكير الفعال هو التفكير الذي يوصل إلى أفضل المعاني والمعلومات الممكن استخلاصها . 

5- التفكير مفهوم نسبي فلا يعقل لفرد أن يصل إلى درجة الكمال في التفكير أو أن يحقق ويمارس جميع أنماط التفكير . 

6- يحدث التفكير بأشكال وأنماط مختلفة ( لفظية ، رمزية ، كمية ، منطقية ، مكانية ، شكلية ) لكل منها خصوصية . 

تصنيفات مهارات التفكير : 

يري العديد من علماء النفس أنه يمكن تصنيف التفكير إلى مستويات حسب درجة تعقيد كل نمط من أنماط التفكير المختلفة ويصنف نيومان Newmann مهارات التفكير المختلفة في فئتين رئيسيتين هما :

1- مهارات التفكير الأساسية ( Lower Thinking Skills ) :

 وتعني بالأعمال اليومية الروتينية التي يقوم بها الفرد ويستخدم فيها العمليات العقلية بشكل محدود ، كاكتساب المعرفة وتذكرها ، والملاحظة والمقارنة والتصنيف ، والتفكير الحسي والعملي ، كما يشمل بعض المهارات الدنيا في تصنيف بلوم مثل : المعرفة ، الاستيعاب ، والتطبيق . ويعد إتقان هذه المهارات أمر ضروري قبل الإنتقال إلى مستويات التفكير العليا . 

2- مهارات التفكير العليا ( Higher Thinking Skills ) : 

وتتطلب الاستخدام الواسع والمعقد للعمليات العقلية ويحدث هذا عندما يقوم الفرد بتفسير وتحليل المعلومات ومعالجتها للإجابة عن سؤال أو حل مشكلة لا يمكن حلها من خلال الاستخدام العادي لمهارات التفكير الدنيا . 

وتتطلب إصدار أحكام أو إعطاء رأي ، واستخدام معايير ومحكات متعددة للوصول إلى النتيجة . وتشمل هذه المهارات التفكير الناقد ، التفكير الإبداعي ، التفكير ما وراء المعرفي ، التفكير الاستدلالي ، والتفكير التأملي وغيرها . 

أنواع وأشكال التفكير Thinking patterns : 

تشير مراجع التفكير إلى أن هناك أنماط وأشكال متعددة من التفكير وتؤكد العديد من الدراسات التربوية والنفسية إلى وجود تصنيفات عديدة للتفكير وفق أشكاله المتناظرة وأنماطه ومنهجياته المتعددة ، ومن تصنيفات التفكير تقسيمه إلى الأشكال الأولية والأشكال المركبة ، أو الأشكال السطحية والعميقة . 

وبغض النظر عن أسلوب تصنيف التفكير ، فإنه سوف نستعرض أهم هذه الأنماط أو الأشكال دون الاعتماد علي معيار محدد وهي : 

1- التفكير الحسي Sensory Thinking : 

وهو من أبسط أشكال التفكير ، ويعتمد هذا النمط من التفكير علي التآزر الحسي الحركي تجاه المثيرات والمواقف مما يعطي هذا التآزر سيطرة علي تفكير الفرد . 

2- التفكير المادي Concrete Thinking : 

ويعتمد هذا النمط من التفكير علي القدرة في إبراز البيانات والوقائع المادية الحسية لإثبات وجهة نظر أو تدعيم سلوك معين . 

3- التفكير المنطقي Logical Thinking : 

وهو التفكير الذي يمارسه الفرد عند محاولة بيان الأسباب والعلل التي تكمن وراء الأشياء ومحاولة معرفة نتائج أعمال الناس . 

4- التفكير التحليلي Analytical Thinking : 

ويتناول القدرة علي تحليل المثيرات البيئية إلى أجزاء منفصلة يسهل التعامل معها ، والتفكير فيها بشكل مستقل . 

5- التفكير التركيبي Synthetic Thinking : 

ويتمثل بالقدرة علي وضع المثيرات المنفصلة مع بعضها البعض لإنتاج مثير جديد قابل للتفكير . 

6- التفكير التمييزي Distinctive Thinking : 

وتتمثل بالقدرة علي تمييز الظروف والعوامل المحيطة بموقف معين قبل التوصل إلى اتخاذ القرارات المناسبة حول الموقف أو وضع خطة للحل . 

7- التفكير المجرد Abstract Thinking : 

وهو عملية ذهنية تهدف إلى استنباط النتائج واستخلاص المعاني المجردة للأشياء والعلاقات بواسطة التفكير الافتراضي من خلال الرموز والتعاميم والقدرة علي وضع الافتراضات والتأكد من صحتها . 

8- التفكير الاستنتاجي Inferential Thinking : 

وتتمثل في قدرة الفرد علي زيادة حجم العلاقات القائمة بين المعلومات المتوفرة من أجل الوصول إلى نتيجة محددة من خلال التفكير العميق والموضوعي . 

9- التفكير الاستقرائي Inductive Thinking : 

وهي عملية استدلال عقلي تهدف إلى التوصل إلى استنتاجات أو تعميمات مستفيدة من الأدلة المتوافرة أو المعلومات التي حصل عليها الفرد من خلال خبراته السابقة . 

10- التفكير الاستنباطي Deductive Thinking : 

وهي عملية استدلال منطقي تهدف إلى التوصل لاستنتاجات أو معرفة جديدة ، معتمداً علي الفروض أو المقدمات المتوافرة للفرد . 

11- التفكير الاستكشافي Exploratory Thinking :

ويتحقق هذا التفكير من خلال القدرة علي ربط العلاقات ومحاولة اكتشاف الأشياء وتفسيرها باستخدام أسلوب طرح الأسئلة الهامة حول المواقف الجديدة التي يتعرض لها الفرد في حياته . 

12- التفكير الاستبصاري Insightful Thinking : 

وهو التفكير الذي يصل فيه الفرد إلى الحل معرفياً ، من خلال تحليل الموقف وإدراك العناصر المتضمنة فيه ، وفهمه بصورة كلية معتمداً علي الخبرات السابقة وقدراته الذاتية . 

13- التفكير التباعدي Divergent Thinking : 

وهو التفكير الذي يتضمن إنتاج العديد من الحلول أو الاستجابات المختلفة دون تقييد لتفكير الفرد بقواعد محددة مسبقاً كالتفكير الإبداعي . 

14- التفكير التقاربي Convergent Thinking : 

ويتطلب هذا النمط من الفرد أن يسير وفق خطة منظمة تستند إلى قواعد محددة مسبقاً ، لتؤدي إلى نتيجة محددة كالتفكير الناقد . 

15- التفكير الناقد Critical Thinking

وهو التفكير الذي يعمل علي تقييم مصداقية الظواهر ، والوصول إلى أحكام منطقية من خلال معايير وقواعد محددة ، محاولاً تصويب الذات ، وإبراز درجة الحساسية نحو الموقف والسياق الذي يرد فيه ، وصولاً إلى حل مشكلة ما ، أو فحص وتقييم الحلول المطروحة أمام الفرد . 

16- التفكير الإبداعي Creative Thinking

وهو تفكير يتضمن توليد وتعديل للأفكار ، يهدف إلى التوصل إلى نواتج تتميز بالأصالة ، والطلاقة ، والمرونة ، والإفاضة ، والحساسية للمشكلات . . 

17- التفكير التأملي Reflective Thinking

وهو التفكير الذي يتأمل فيه الفرد الموقف الذي أمامه ، ويحلله إلى عناصره ، ويرسم الخطط اللازمة لفهمه بهدف الوصول إلى النتائج التي يتطلبها الموقف ، وتقويم النتائج في ضوء الخطط الموضوعة . 

وهذا النمط من التفكير يتداخل مع التفكير الاستبصاري ، ومع التفكير الناقد ، حيث إن التفكير الناقد هو تفكير تأملي ، لما يتطلبه الأخير من وضع فرضيات واختبارها بطريقة تقاربية . 

تعليقات