ما هي استراتيجية التعلم التوليدي ؟ |
بحث عن استراتيجية التعلم التوليدي :
محتويات البحث :
(2) أهداف استراتيجية التعلم التوليدي .
(3) مراحل استراتيجية نموذج التعلم التوليدي .
(4) استراتيجية التعلم التوليدي وعناصرها .
(5) المعالجة التوليدية .
(6) الأنشطة التوليدية .
(6) دور المعلم في استراتيجية التعلم التوليدي .
ما هي استراتيجية التعلم التوليدي ؟
تعتمد هذه الاستراتيجية علي العمليات التفكيرية التي تنتج عن عمل الدماغ أثناء تعلم المفاهيم وحل المشكلات التي قد تطرأ في الحياة اليومية .
فالتعلم التوليدي ينشأ عندما يستخدم المعلم استراتيجيات معرفية وفوق معرفية ليصل إلى تعلم له معني ، ولذا فإن هذه الاستراتيجية تقوم علي التعلم من أجل الفهم أو التعلم القائم علي المعني ، وذلك من خلال ربط الخبرات السابقة للمتعلم بخبراته اللاحقة وتكوين ارتباطات وعلاقات بينهما ، وأن يبني المتعلم معرفته من خلال عمليات توليدية يستخدمها في تعديل التصورات البدلية والمفاهيم الخاطئة في ضوء المعارف العلمية الصحيحة .
أهداف استراتيجية التعلم التوليدي :
1- تنشيط جانبي الدماغ ( الدماغ كله ) عن طريق إيجاد علاقات منطقية ومتشبعة حول التصورات البديلة لبناء المعرفة في بنية الدماغ علي أسس حقيقية تعمل علي زيادة قدرة المتعلم علي الفهم والاستيعاب للمواقف التعليمية ، وتوليد أفكار جديدة تحل التعارض في المفاهيم والمواقف ، وإحلال المفاهيم الصحيحة محل التصورات البديلة .
2- تنمية التفكير فوق المعرفي ، وهو توليد الأفكار لدي المتعلمين ، وخاصة عندما يشعر المتعلمون أن تفكيرهم في مفهوم ما أو قضية ما يحتاج إلى مراجعة ، وهذا يعطيهم الوعي بقدراتهم الدماغية والمحاولة في إيجاد ما هو صحيح .
3- إن التغير المفاهيمي الذي يحدث في بنية الدماغ لدي المتعلم يزيد من قدرته علي التعامل مع المواقف التي قد تطرأ عليه في حياته اليومية وبصورة أفضل ، ويزيد من وضوح الأفكار والهياكل المعرفية ، وهذا يجعله أكثر قدرة علي فهم الأمور التي تواجهه ، واشتقاق استراتيجيات جديدة للتعامل معها .
خطوات استراتيجية التعلم التوليدي :
تتضمن استراتيجية التعلم التوليدي علي خمس خطوات هي :
الخطوة الأولي : تصورات المعرفة والخبرة :
1- يتم الكشف عن تصورات المتعلمين وخبراتهم السابقة حول موضوع ما ، للتعرف إلى وجهات نظر المتعلمين حول هذا الموضوع ، لتصحيح تصوراتهم ، ومن خلال طرح الأسئلة واستقبال إجابات المتعلمين .
2- علي المعلم التوضيح للمتعلمين أن عملية الفهم هي توليدية وتختلف عن القراءة السلبية وتذكر ما تعلموه .
3- علي المعلم تقديم مفاهيم لها علاقة بموضوع التعلم ، حتى يستفيد المتعلمون من تلك المفاهيم لإيجاد علاقات لها معني ، وبناء معارف جديدة .
4- علي المعلم تعريف المتعلمين بالخطوات اللازمة لتعلم المفاهيم ومساعدتهم علي اقتراح أنشطة صفية تكشف عن التفسير العلمي الصحيح والدقيق حول الأحداث والمواقف .
الخطوة الثانية : الدافعية :
1- يعمل المعلم علي تحفيز المتعلمين للتعلم من الأنشطة الصفية والتي تؤدي بهم إلى التعارض المعرفي في فهم المواقف والمفاهيم .
2- وهذا التحفيز يؤدى إلى تعزيز ثقة المتعلمين في النجاح في فهم المفاهيم واكتساب الفهم العميق حول خبرات الحياة اليومية المعقدة .
3- تعزيز المتعلم بنفسه عندما يكتشف تصورات بديلة حول موضوع ما .
الخطوة الثالثة : الانتباه :
1- يوجه المعلم في هذه الخطوة انتباه المتعلمين من خلال طرح الأسئلة إلى التركيز علي بناء وشرح وتفسير المعني الذي تم التوصل إليه .
2- يوجه المعلم المتعلمين إلى المفاهيم والأحداث لتوليد بنية المعلومات وعلي المشكلات المرتبطة بالمفهوم وما عندهم من خبرات سابقة .
الخطوة الرابعة : التوليد ( التوالد ) :
1- تعتبر هذه الخطوة مهمة في الاستراتيجية ، بحيث يترك المعلم المتعلمين لكي لولدوا المعني ثم التوصل إلى المفاهيم ، وهذا يؤدى إلى بذل جهد هو أبعد من التعلم والمعرفة .
2- يوجه المعلم المتعلمين إلى نوعين من العلاقات لفهم المادة العلمية ، أولها العلاقات بين المفاهيم التي تم تعلمها ، وثانيها العلاقات بين هذه المفاهيم وخبراتهم السابقة ، وذلك من خلال مخططات المفاهيم والرسوم والصور والأشكال والعروض والبراهين وغيرها لتسهيل التعلم التوليدي .
3- يستطيع المعلم الاستعانة بالأمثلة واللا أمثلة في توليد العلاقات بين المفاهيم أو التشابهات وغيرها .
الخطوة الخامسة : ما وراء المعرفة :
1- يستخدم المعلم في هذه الخطوة استراتيجيات تعليم لمساعدة المتعلمين علي استخدام عملياتهم الدماغية لفهم وتطبيق واستخدام المفاهيم التي تم تعلمها ، ليكونوا أكثر قدرة علي حل المشكلات .
2- ومن الاستراتيجيات المفيدة في توليد العلاقات وتعديل المفاهيم التي يمكن للمعلم الاستعانة بها واستخدامها : استراتيجية توليد الأسئلة ( قبل ، أثناء ، بعد ) ، واستراتيجية ( تنبأ - لاحظ - فسر ) وغيرها .
مراحل استراتيجية نموذج التعلم التوليدي :
نموذج أو استراتيجية التعلم التوليدي generative learning model ( G.L.M ) تعكس رؤية فيجوتسكي للتعلم ويتكون من أربع مراحل أو أطوار تعليمية وهي :
1- الطور التمهيدي Preliminary :
يبدأ المعلم الدرس بالتمهيد من خلال المناقشة التي تعتمد علي الحوار وطرح الأسئلة ويستجيب الطلاب إما بالإجابة اللفظية أو الكتابة في كراساتهم الصفية ، فاللغة بين المعلم والطلاب هي الأداة النفسية للتفكير والتحدث والعمل والرؤية وفي هذه المرحلة تتكشف المفاهيم اليومية لدي المعلمين من خلال اللغة والكتابة والعمل ومحورها التفكير الفردي للطلاب تجاه المفهوم .
2- الطور التركيزي ( البؤرة ) focus :
وفيها يوزع المعلم الطلاب للعمل في مجموعات صغيرة ، فيعمل علي الوصل بين المعرفة اليومية والمعرفة المستهدفة ، ويركز عمل الطلاب علي المفاهيم المستهدفة مع تقديم المصطلحات العلمية ، وإتاحة الفرصة للنقاش والحوار بين المجموعات ، فيمر الطلاب بخبرة المفهوم .
3- طور التطبيق Application :
وتستخدم المفاهيم العلمية كأدوات وظيفية لحل المشكلات وإيجاد نتائج وتطبيقات في مواقف حياتية جديدة كما تساعد علي توسيع نطاق المفهوم .
مما سبق نجد أن استراتيجية التعلم التوليدي هي جسم لنظرية فيجوتسكي ، حيث اهتم الطور التمهيدي بمعرفة المفاهيم اليومية الموجودة عند المتعلمين حتى تكون المدخل للمفاهيم العلمية وذلك بواسطة اللغة التي تعتبر أداة نفسية للتفكير .
وفي الطور التركيزي يتم التركيز علي المشاركة والتفاوض بين المتعلمين ، وهذا يعزز التعاون في جو اجتماعي مناسب .
وكذلك الطور المتعارض يتيح الفرصة لإبداء الرأي وطرح ملاحظاتهم في بناء المصطلحات العلمية ، وأما طور التطبيق فهو الهدف الرئيس لاستراتيجيات التدريس وهو تنمية القدرة علي حل المشكلات التي قد تطرأ عليه في حياته اليومية ، وتطبيقها في مواقف أخرى وجديدة .
استراتيجية التعلم التوليدي وعناصرها :
إن التعلم التوليدي نظرية تحتوي علي التكامل النشط للأفكار الجيدة مع اسكيمات المتعلم الموجودة ، وتنقسم استراتيجيات التعلم التوليدي إلى أربعة عناصر ، ويمكن أن تستعمل كل استراتيجية علي حدة أو ترتبط إحداها بالأخرى للوصول لهدف التعلم وهي :
1- الاستدعاء Recall :
يتضمن الاستدعاء سحب المعلومات من الذاكرة طويلة المدى للمتعلم والهدف أن يتعلم المتعلم معلومات تستند علي الحقيقة ، ويتضمن الاستدعاء تقنيات مثل التكرار ، التدريب ، الممارسة ، المراجعة وأساليب تقوية الذاكرة .
2- التكامل Integration :
يتضمن التكامل مكاملة المتعلم للمعرفة الجديدة بالعلم المسبق ، والهدف هو تحويل المعلومات إلى شكل يسهل تذكره وتوظيفه في الوقت المناسب ، وطرح التكامل تتضمن إعادة الصياغة ( خلاصة في صيغة قصيية ) ، التلخيص ( يعيد رواية المحتوي ويشرحه بدقة ) ، توليد الأسئلة وتوليد المتناظرات .
3- التنظيم Organization :
يتضمن التنظيم ربط المتعلم بين العلم المسبق والأفكار الجديدة في طرق ذات مغزى ويتضمن تقنيات مثل تحليل الأفكار الرئيسة ، التلخيص ، التصنيف ، التجميع وخرائط المفاهيم .
4- الإسهاب Elaboration :
ويتضمن الإسهاب اتصال المادة الجديدة بالمعلومات أو الأفكار في عقل المتعلم ، والهدف إضافة الأفكار إلى المعلومات الجديدة ، وتتضمن طرق الإسهاب توليد الصور العقلية وإسهاب جمل .
المعالجة التوليدية :
إن بناء المعرفة يعتمد علي المعالجة العقلية النشطة للتصورات ويؤدى إلى الفهم الذي ينتج من المعالجة التوليدية ، وتتضمن المعالجة التوليدية الربط بين المعلومات الجديدة والعلم المسبق لبناء تراكيب معرفية أكثر إتقاناً ، وهي ضرورية لترجمة المعلومات الجديدة وحل المشكلات .
ويتصف التعلم التوليدي بعمق مستوي المعالجة للمعلومات ، وفي الحقيقة فإن المادة يتم تذكرها بشكل افضل في حالة التعلم التوليدي من قبل المتعلم بدلاً من تقديمها مجردة للمتعلم .
الأنشطة التوليدية :
إن من خواص التعلم التوليدي أن المتعلمين يشاركون بشكل نشط في عملية التعلم ويولدون المعرفة بتشكيل الارتباطات العقلية بين المفاهيم فعندما يحلل الطلاب مادة جديدة يدمجون الأفكار الجديدة بالعلم المسبق ، وعندما تتطابق هذه المعلومات يتم بناء علاقات وتراكيب عقلية جديدة لديهم ، ويوجد نوعان من النشاطات التوليدية وهي :
1- النشاطات التي تولد العلاقات التنظيمية بين أجزاء المعلومات ، أمثلة ذلك إبداع عناوين ، أسئلة ، أهداف ، خلاصات ، رسوم بيانية وأفكار رئيسية .
2- النشاطات التي تولد العلاقات المتكاملة بين ما يسمعه أو يراه أو يقرأه المتعلم من معلومات جديدة والعلم المسبق للمتعلم ، وأمثلة ذلك إعادة صياغة تناظرات ، استدلالات ، تفسيرات وتطبيقات ، والفرق بين النشاطين أن النشاط الثاني يعالج المحتوي التعليمي بشكل أعمق ويؤدى إلى مستوي عالٍ من الفهم .
دور المعلم في التعلم التوليدي :
التعلم التوليدي عملية نشطة ، فهي عملية بناء صلات بين المعرفة القديمة أو كم من الأفكار الجديدة لاءمت نسيج المفاهيم المعروفة عند الفرد فجوهر نموذج التعلم التوليدي هو أن العقل أو الدماغ ليس مستهلك سلبي للمعلومات ، فبدلاً من ذلك هو يبني تفسيراته الخاصة من المعلومات المخزنة لديه ويكون استدلالات منها .
ودور المعلم يكمن في مساعدة الطلاب في توليد الوصلات أو يساعدهم علي الربط بين الأفكار الجديدة بعضها البعض بالعلم المسبق لديهم ، فالمعلم يدفع أو يوجه الطالب لإيجاد تلك الارتباطات ، فالتعليم ينتقل هنا من تجهيز المعلومات إلى تسهيل بناء نسيج المعرفة ، وبهذه النظرة يتم التركيز علي المتعلم في العملية التعليمية .
تعليقات