U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

نظرية فيجوتسكي

بحث عن استراتيجية فيجوتسكي
ما هي نظرية فيجوتسكي ؟ وما هي الملامح الأساسية لها ؟ 

بحث عن نظرية ( استراتيجية ) فيجوتسكي :  

1. مقدمة عن نظرية ( استراتيجية ) فيجوتسكي . 
2. الملامح الأساسية لاستراتيجية ليف فيجوتسكي . 
3. منطقة النمو القريبة المركزية ( النمو الوشيك ) (ZPD) . 
4. مفهوم منطقة النمو القريبة المركزية . 
5. ديناميكية حدود منطقة النمو القريبة المركزية (ZPD) . 
6. مراحل منطقة النمو القريبة المركزية  (The Four Stages of (ZPD . 
7. العوامل الاساسية المؤثرة في منطقة النمو القريبة المركزية (ZPD) . 
8. تصنيفات مفاهيم المتعملين عند فيجوتسكي . 
9. مراحل بناء وتكوين المفاهيم وتطورها وفق استراتيجية فيجوتسكي . 
10. أوجه الاختلاف بين نظرية (استراتيجية) بياجيه ونظرية (استراتيجية) فيجوتسكي . 

مقدمة عن نظرية ( استراتيجية ) فيجوتسكي : 

في البداية وقبل التعرف على هذه الاستراتيجية لابد من التعرف على شخصية ذلك العالم الذي سميت الاستراتيجية باسمه ألا وهو العالم ليف سومينوفيتش فيجوتسكي Vygotsky . 

وهو عالم نفس تعليمي روسي الأصل ولد سنة 1896م في بيلورسيا ونال شهادة الأدب من جامعة موسكو عام 1917م، وعمل عام 1924م في معهد علم النفس بموسكو واشترك في تطوير برامج تعليمية بشكل واسع وخاصة تعليم الأطفال الصم والبكم، وخلال حياته تعاون مع الإكسندر لوريا (Aleksandre Luria) وأ. ن. ليونتيف (AN Leontiev) في تكوين نظرية جديدة وعلمية تضاف إلى علم النفس وهي نظرية الثقافة الاجتماعية . 

 ولم تعرف هذه النظرية في الغرب حتى عام 1958م ولم تنتشر حتى عام 1962م وتوفي سنة 1934م عن عمر يناهز (39) عاما إثر إصابته بمرض السل. (2001:1 , Blunden) (الدواهيدي، 24:2006 ). 

الملامح الأساسية لاستراتيجية ليف فيجوتسكي : 

الموضوع الرئيسي للإطار النظري لاستراتيجية ليف فيجوتسكي (vygotsky) يتحدد بسمتين: فالسمة الأولى هو ذلك التفاعل الاجتماعي الذي يلعب دورا أساسيا في تطوير الإدراك، ويظهر مدى تطور الطفل الثقافي في مستويين الأول المستوى الاجتماعي ثم المستوى الفردي، فبداية 

يظهر بين الناس (Inter psychological) وبعد ذلك داخل الطفل (Intrapsychological) وهذا يعتمد على الانتباه الطوعي والذاكرة المنطقية وتشكيل المفاهيم والوظائف العليا التي تنشأ كعلاقات فردية، أما السمة الثانية فهي أن التطور الإدراكي للفرد يعتمد على منطقة النمو الوشيك منطقة النمو القريبة المركزية (ZPD) حيث إن مستوى التطوير يتقدم عند الأطفال عندما يتفاعلون مع المجتمع المحيط، أي أن التطوير يلزمه تفاعل اجتماعي كامل ومدى المهارة ينجز بتوجيه بالغ أو تعاون أقران ، فالوعي لا يوجد في الدماغ بل في الممارسة اليومية فهذه الفرضية هي التي شكلت قاعدة عمل فيجوتسكي  Ryder, 1998:1) Vygotsky  ).

ان استراتيجية فيجوتسكي انبثقت من نظرية بياجيه وأوزوبل ثم جاء نوفاك  Novak حيث تناول النظرية بصورة تطبيقية، أما أوزوبل فقد أرسی مفهوم مخططات المفاهيم التي لها دور في تنمية التفكير البنائي المنظومي في التعليم الصفي، وقد حدد فيجوتسكي مراحل سبعا لبناء وتكوين المفاهيم وتطورها وسيلي ذكر هذه المراحل لاحقا. وحيث إن فيجوتسكي قد ركز على التفاعل الاجتماعي في اكتساب الفرد للمعرفة وأكد على أن منطقة النمو الوشيك (منطقة النمو القريبة المركزية) (ZPD) والتي يمكن تنميتها بالتفاعل الاجتماعي مع شخص بالغ أو قرين أكثر خبرة، كان لابد من التعرف قليلا على هذه المنطقة. | 

منطقة النمو القريبة المركزية (النمو الوشيك) (ZPD): 

Zone of proximal Development 

فكلمة (Zone) المنطقة تعني في منظور فيجوتسكي التطوير، حيث إنها تحمل تطويرا وليس كنقطة على مقياس وإنما استمرارية السلوك أو درجات النضج، وكلمة الأدنى أو القريبة (Proximal) تعني أن المنطقة تحدد بتلك السلوكيات التي ستتطور في المستقبل القريب، أي أن السلوك أقرب إلى الظهور في أي وقت، ويرى فيجوتسكي أن السلوك يحدث على مستويين تشكلان حدود منطقة النمو القريبة المركزية (ZPD). 

المستوى الأدنى وهو أداء الطفل المستقل الذي يعرفه لوحده والمستوى الأعلى الذي يمكن أن يصل إليه الطفل بالمساعدة، ويرى أن مستوى الأداء المستقل مهم جدا للوقوف على مستوى التطوير ولكن معرفته ليس كافية، أما مستوى الأداء المساعد فيعتمد على التفاعل مع شخص آخر سواءا كان بالغا أو أقرانا وقد تكون المساعدة عبارة عن إعطاء تلميحات أو أفكار أو إعادة إجابة على سؤال أو إعادة صياغة ما قيل أو سؤال الطفل ماذا يفهم؟ أو يكمل جزءا من مهمة أو القيام بمهمة كاملة.......................... الخ. 

وقد تكون المساعدة غير مباشرة مثل تهيئة بيئة معينة لتسهيل أداء مهارات، أو التفاعل مع الآخرين مثل توضيح الطفل لأقرانه شيء معين. 

مفهوم منطقة النمو القريبة المركزية :

هي  المسافة بين مستوى التطوير الفعلي الذي ينشأ من حل المشكلة بصورة مستقلة وبين مستوى التطور المحتمل حدوثه خلال حل المشكلة بتوجيه بالغ أو التعاون مع الأقران ( 1978:86 ,Vygotsky) في (الدواهيدي : 26:2006) 

أو هي ما ينجزه الطفل اليوم بمساعدة الآخرين ويتمكن من فعله غدا بشكل مستقل . ( 1987:211 \ 1934, Chaiklin,2002:3) (Voygotsky  

ديناميكية حدود منطقة النمو القريبة المركزية (ZPD) : 

إن منطقة النمو القريبة المركزية (ZPD) غير ساكنة وإنما هي إزاحة مستمرة لأعلى مستوى إنجاز للطفل. 

 فالمهارات والسلوك في منطقة النمو القريبة المركزية (ZPD) ديناميكية ومتغيرة بشكل ثابت، فالذي يقوم بعمله الطفل اليوم بالمساعدة غدا يقوم بعمله مستقلا، والدعم والمساندة القصوى التي يتطلبها اليوم سيصبح غدا باستطاعته العمل بمساعدة أقل فمستوى الأداء المساعد يتغير مع تطور الطفل، وبذلك يكون الطفل قادرا على التعلم أكثر فأكثر من المفاهيم والمهارات المعقدة، فما يقوم به الطفل بالمساعدة أمس فإنه اليوم يقوم به مستقلا دون الحاجة للأداء المساعد، وهذه الدورة تتكرر حتى يمتلك الطفل المعرفة والمهارات، فمنطقة النمو القريبة المركزية (ZPD) ؛ تختلف باختلاف  مناطق النمو المختلفة أو باختلاف الأوقات أثناء عملية اكتساب المهارة.

 كما تختلف مناطق النمو وتتفاوت في الحجم من طفل لأخر فالبعض يحتاج إلى مساعدة كبيرة لإنجاز مكاسب صغيرة في التعلم والبعض الآخر يحتاجون مساعدة قليلة لإنجاز مكاسب ضخمة، كما يتفاوت حجم المنطقة لنفس الطفل من منطقة الأخرى أو في الأوقات المختلفة في عملية التعلم. 

مراحل منطقة النمو القريبة المركزية  (The Four Stages of (ZPD 

(Kharp D Gallimore ,1988: 35, 36) 

1. الأداء المساعد من الآخرين الأكثر قدرة:

وفي هذه المرحلة يعتمد الأطفال على البالغين أو الأقران الأكثر قدرة لأداء المهمة قبل الانشغال بها بمفردهم، وهنا تعتمد كمية ونوع المساعدة على عمر الطفل وطبيعة، المهمة،  وبذلك يكون تنشيط اتساع وتعاقب منطقة النمو القريبة المركزية في المتناول. 

2. الأداء المساعد الذاتي: 

ينتقل الطفل في هذه المرحلة إلى معرفة المسئوليات والقواعد اللازمة، فهذه المسئوليات -التي قسمت سابقة بين الطفل والبالغ - أصبح الآن بإمكان الطفل السيطرة عليها كاملة وحده، فالنشاط الذي يتطلب إنجازه بمساعدة الآخرين يمكن أن ينجزه الطفل لوحده، فأنماط النشاط التي مارسها الطفل لحل مشكلة معينة التي كانت مبنية على التفاعل بينه وبين الناس (Interpsy chological) أصبحت بعد ذلك بينه وبين نفسه   (Intrapsy chological)  .
( Wertsch, 1979 :18 ) 

 ففي هذه المرحلة ينجز الطفل المهمة بدون مساعدة الآخرين، ولكن هذا لا يعني أنه تم تطوير أداء الطفل بشكل كامل. 

3. يتطور الأداء ويصبح تلقائية (التثبيت) Development Fruits 

في هذه المرحلة ينتقل الطفل في منطقة نموه إلى مرحلة متطورة حيث يستطيع أداء مهمة بشكل كامل و بدون مساعدة، حيث إن المساعدة في هذا الوقت تعتبر معرقلة ومزعجة. فالأداء هنا لم يعد يطور بل يتطور، فقد وصفه فيجوتسکی بثمار التطوير  ( fruits) ووصفه أيضا بأنه تحجر (fossilized) دلالة على ثباته وبعده عن التغيير بفعل القوى العقلية والاجتماعية.

 4. إزالة تلقائية الأداء يؤدي إلى العودة للخلف من خلال منطقة النمو القريبة المركزية (ZPD): 

إن عملية التعلم عند الأفراد تتكون من هذه الخطوات المتسلسلة نفسها والمنظمة لمنطقة النمو القريبة المركزية (ZPD)، الانتقال من مساعدة الآخرين إلى مساعدة الذات وبتكرار هذه الخطوات مرة تلو الأخرى تنمو قدرات جديدة عند الفرد. 

ففي فترة ما من حياة الأفراد يتوفر لديهم توليفة من التنظيم من قبل الآخرين، ثم التنظيم الذاتي، إلى العمليات ذات الصبغة الآلية. وعندما ينتهي الفرد من استملاك المهارة وتتطور قدرته على أدائها بألية وتلقائية، يستطيع أن يعود مرة أخرى خلال منطقة النمو القريبة المركزية (ZPD) لاستملاك مهارة جديدة وهكذا تستمر دورة منطقة النمو القريب المركزية (ZPD) لاستملاك المهارات واكتساب المعرفة المتراكمة. 

وما دامت منطقة النمو القريبة المركزية (ZPZD) (منطقة النمو الوشيك) هي العنصر المهم والأساسي في نظرية فيجوتسكي والتي تخص عمليتي التعلم والتدريس، فلا بد من توضيح العوامل التي تؤثر فيها وتساعد على تشكيلها. 

العوامل الأساسية المؤثرة في منطقة النمو القريبة المركزية (ZPD) : 

تعتمد نظرية فيجوتسكي (Vygotsky) لمنطقة النمو القريبة المركزية (ZPD) في عملية التدريس والتعلم في الفصل المدرسي على ما يلي: 
(638 - 621 :1999 , shepard son) في  ( عبد الكريم، 2000 :7)

1. طبيعة التفاعل الاجتماعي للتعلم. 
2. دور الأدوات النفسية والفنية. 
3. دور التفاعلات الاجتماعية كوسيط لتفكير المتعلم والممارسة الثقافية. 
4. الدور المتبادل بين المفاهيم اليومية والعلمية . 

ففيجوتسكي يولي اهتماما كبيرا للغة ويعتبرها أداة تنقل الخبرة الاجتماعية إلى الأفراد وهي وسيط للفكر، فهو يرى أن الكلام عند الطفل بداية يكون اجتماعيا ثم يليه التمركز حول الذات ثم الكلام الداخلي (التفكير)، كما أنه يقرر أن تدفق التفكير لا يصاحبه ظهور متزامن للكلام فالعمليتان غير متماثلتين ، فالتفكير له بناؤه الخاص فهو لا يتم التعبير عنه في كلمات ولكنه يأتي للوجود من خلال هذه الكلمات، وهو ليس مجرد النطق الصوتي للجمل بل صورة أو شكل خاص من أشكال الكلام يقع بين التفكير والكلام المنطوق، فعلاقة التفكير تتغير بثبات فهي عملية مستمرة وديناميكية وهي عملية حياة، فالتفكير يولد بالكلمات والكلمة الخالية من التفكير شيئا ليس له معنی. 

تصنيفات مفاهيم المتعلمين عند فيجوتسكي : 

 وقد صنف فيجوتسكي مفاهيم المتعلمين إلى فئتين : 

- المفاهيم اليومية (مفاهيم التلقائية) : 

وهي التي تتكون من خلال التفاعلات والخبرات خارج المدرسة . 

- والمفاهيم العلمية (غير تلقائية) : 

وهي التي تتكون من خلال التفاعلات والخبرات داخل المدرسة . 

كما أن المفاهيم اليومية تتمركز في الظواهر المادية والسمات الشكلية والخبرات اليومية، أما المفاهيم العلمية فتتكون من خلال عملیات عقلية، ولاكتساب المفهوم لا بد وأن يرسم المتعلم صورته من خلال ( العلامات - اللغة.....) ثم يكونه اجتماعيا ثم تكوينه عند المتعلم ذاته، ودور المعلم هو موجه ومساعد للربط والتكامل بين المفاهيم اليومية والمفاهيم العلمية.

 وليتم ذلك لا بد للمتعلم أن يستخدم عمليات ما وراء المعرفة "Meta cognitive" ليحول ويكامل ويعمم معرفته اليومية إلى نظام متماسك من المفاهيم العلمية حيث إن المفاهيم اليومية التلقائية في نظر فيجوتسكي تنمي من المحسوس إلى المجرد، أما العلمية فتنمى في الاتجاه العكسي أي من المجرد للمحسوس فالاتجاهان ضروريان للفهم، 

ونجد أن هناك ثلاثة اتجاهات مختلفة فيجوتسكي (vgotsky) لتقريب المفاهيم العلمية بداية من المفاهيم اليومية وهي: 
1995:157  ,Bliss) في ( الدواهيدي، 38:2006 ). 

1. الارتباط الوثيق بين المفهوم المستهدف والخبرة اليومية (المفاهيم التلقائية)، وبذلك فإن  المفهوم المستهدف يدرس بداية بالمفاهيم التلقائية، ويكون لها تأثير كبير على اكتساب  المفاهيم العلمية. 

2. المفاهيم المستهدفة أقل درجة في الاستخدام اليومي ومن هنا يحاول المعلم أن يختار المفاهيم  اليومية القريبة مما هو مستهدف كبداية للفهم. 

3. لا يوجد ارتباط بين المفاهيم المستهدفة والمفاهيم اليومية فيحاول المعلم استخدام وسائل  ومدعمات لتثبيت المفاهيم العلمية في غياب المفاهيم اليومية. 

مراحل بناء وتكوين المفاهيم وتطورها وفق استراتيجية فيجوتسكي: 

حدد فيجوتسكي سبع مراحل البناء وتكوين المفاهيم وتطورها وهي : 

(عزة عبد الفتاح،  17:1997) في (عفانة والسر وأحمد والخزندار، 2007 :237 -239) 

1. مرحلة التخزين التكديس): 

وهي مرحلة يستطيع فيها الطفل تخزين الأشياء أو الأفكار الرياضية من خلال رؤية تلك الأشياء بصرية، ومحاولة التعرف على الأشياء من خلال مظهرها الخارجي وتصنيف تلك  الأشياء حسب معايير بسيطة مثل المربع والدائرة وغيرها. 

2. مرحلة العقد المترابط: 

وهنا يتمكن الطفل من إجراء عمليات التميز والتصنيف للأشياء بصرية في خاصيتين أو أكثر، ولذا فإن هذه المرحلة تسمى بالعقد الترابطية، حيث يقع أحيانا الطفل في أخطاء عديدة نتيجة اعتماده على حاسة البصر في إدراك الأشياء والتعامل معها وخاصة الأشكال  الرياضية. 

3. مرحلة تكوين المجاميع: 

حيث يبدأ الطفل في هذه المرحلة بتجميع وضم الأشياء المختلفة في الشكل تحت خاصية معينة، مثل وضع الأعداد  19,5 ,12 ,1 ,99 على أنها أعداد طبيعية بغض  النظر عن أنها تتكون من خانة أو خانتين أو أنها أصغر من 10 أو أكبر من 10، ومن هنا فإن الأشياء قد تختلف في خواص معينة، إلا أن الطفل يصنفها ويميزها من خلال خاصية واحدة، ويضعها معا، كما يمكن للطفل وضع مثلا الشوكة، الملعقة، الصحن، وغيرها تحت مكون واحد وهي  أنها تمثل أدوات المطبخ، وهكذا. 

4. مرحلة العقد المتسلسلة: 

يستطيع الطفل في هذه المرحلة أن يدرك أن الشيء الواحد له عدة صفات وأنه يمكن تصنيف هذا الشيء في عدة محاور في ضوء تلك الصفات وأن كل صفة تصلح أن تكون أساسا للتصنيف، ولهذا فإن هذه المرحلة تعد من المراحل المرنة التي يستطيع الطفل من خلالها وضع الشيء طبقا لصفاته في أكثر من محور وفي ضوء أكثر  من صفة.

 5. مرحلة العقد الانتشارية: 

يتمكن الطفل في هذه المرحلة من نقل شيء معين يختلف عن أشياء أخرى بوضعه مع تلك الأشياء على سبيل أن هذا الشيء يحمل نفس مواصفات تلك الأشياء، فمثلا يمكن أن يضع الطفل مربعا أو مستطيلا مع مجموعة من المثلثات المختلفة على اعتبار أن المربع أو المستطيل يمكن تقسيمه إلى مثلثين، ومن هنا نرى أن الطفل في هذه المرحلة يكتسب قدرة على انتقال أثر التعلم من خاصية أو خواص معينة لأشياء مشتركة في صفات معينة إلى  خواص أخرى مع إجراء بعض المهمات المطلوبة. 

6. مرحلة أشباه المفاهیم: 

يقوم الطفل في هذه المرحلة بوضع المفاهيم الرياضية في مجموعة واحدة في ضوء مواصفات تلك المفاهيم والخصائص المميزة لها، إلا أن الطفل لا يستطيع أن يضع معيارا واضحا للحكم على العناصر المشتركة لتلك المفاهيم، وبالتالي يكون غير متأكد لطبيعة المهمة التي يقوم بها، فمثلا يمكن أن يضع الأشكال الرباعية مع بعضها البعض بدون أن يعي لماذا قام بوضعها في محور واحد، بمعنى أنه لا يعي المهام التي استند إليها في عملية التصنيف.

 7. مرحلة تكوين المفاهیم: 

وهي المرحلة الأخيرة في استراتيجية فيجوتسكي للتطور المفهومي عند الطفل، حيث يستطيع الطفل في هذه المرحلة بناء المفاهيم وتكوينها، وذلك بعد أن تمكن من منطقة الأشياء بصورة كاملة، حيث يستطيع أن ينتقل من الجزء إلى الكل وهذا ما يحتاج إليه تكوين المفهوم، كما أن الطفل لديه القدرة في هذه المرحلة على أن يعي خصائص الأشياء المشتركة على الرغم من تمايزها في خصائص أخرى، وأن يبني الجزيئات المكونة للمفهوم للوصول إلى قاعدة المفهوم ومن هنا يعرف العناصر المتناقضة والعناصر المتشابهة. 

أوجه الاختلاف بين نظرية (استراتيجية) بياجيه ونظرية (استراتيجية) فيجوتسكي : 

وجه المقارنة

    نظرية بياجيه       ×       نظرية فيجوتسكي

الأساس النظري

عالم إبستمولوجي ، يبحث عن أصل المعرفة ، بؤرة اهتمامه العمليات الداخلية للفرد في البناء المعرفي ( بنائية معرفية ) التوازن وعدم التوازن .

عالم نفس روسي يبحث عن أصل الوعي والشعور ، بؤرة اهتمامه العمليات البنائية بين الأفراد التي تقوي التفاعل الاجتماعي ( بنائية اجتماعية ) ، منطقة النمو القريبة المركزية .

التنمية المعرفية

- القوة التي تسيطر في التنمية المعرفية داخلية . 

- أرجع النمو المعرفي لرؤية بيولوجية ، حيث يبحث عن قاعدة بيانات جديدة في نمو المعرفة داخل الفرد .

القوة التي تسيطر في التنمية المعرفية خارجية ويرفض الرؤية البيولوجية للمعرفة . 

- يعطي الاهتمام لدور الثقافة والمجتمع في بناء المعرفة ، فالمحرك الاول للنمو العقلي هو الثقافة وهي ميكانيكيا تكون التفاعلات الاجتماعية .

العوامل التي تؤثر في التنمية المعرفية

النضج عامل مهم في التنمية المعرفية ويتأثر التكفير به .

ادرك بياجيه ان العالم اللغوي الاجتماعي من عوامل النمو المعرفي والانتقال من مرحلة لأخرى ، ولكن فقط إذا وجدت البنية المعرفية الضرورية التي تساعد في حدوث عملية التمثيل ، ووضح أن المفاهيم تنمو مع عقلية المتعلم بدون تدخل خارجي .

العامل الاجتماعي هول العامل المهم في التنمية المعرفية .

 يرفض فيجوتسكي رؤية بياجيه ان التفكير يتأثر بعامل النضج والعامل اللغوي الاجتماعي أهم عامل للنمو المعرفي ، والمعرفة بناء تعاوني بين الافراد ومناسبة لكل الأفراد ومنسجمة مع البنية الداخلية لهم ، ومن خلال التفاعلات الاجتماعية بين المتعلم للمعرفة بالتواصل اللغوي واستخدام الكتابة .

المعلم

- لم يعط الاهمية اللازمة لدو المعلم والوالدين والاقران ، ولم يعط الاهمية بطريقة مباشرة بتأثير المدرسة في التعلم .

- يقترح أن الطلاب يتعلمون أكثر اذا كان المعلم في حجرة والتلاميذ في حجرة أخرى .

- دور المعلم تسهيل مهمة الطلاب من خلال الانشطة .

- توجيه تفكير الطلاب للمفهوم بعد الاستكشاف .

- دور المعلم تسهيل عملية حدوث عدم الاتزان عند المتعلم بطرح سؤال أو مشكلة تجعل المتعلم في حالة عدم اتزان عقلي ، ثم يمد الطلاب بالمناسب من الموضوعات التي تعالج باليد والعمل حتى يصلوا لحل المشكلة .

- اعطي المعلم الاهتمام الجوهري .

- تشجع الانشطة ذات النهايات المفتوحة مع الطلاب .

- ارشاد الطلاب للمصادر الرئيسة والأصلية .

- دور المعلم كفرد اجتماعي مرشد لطلابه ومشارك في تقدمهم ، وينظم العمل داخل الفصل ، ويعطي فرصة للعمل مع بعضهم في مجموعات تعلم صغيرة .

المتعلم

- بداية ظهور الكلام لدي الطفل يكون متمركزا حول الذات .

- البنية الذهنية الداخلية للمتعلم تسمح لعملية التكيف للوصول إلى المعرفة الجديدة .

- المتعلم لكي يستقبل المعرفة لا بد من وجود بناء معرفي لكي يعطي له القدرة علي استيعاب هذه المعرفة ، فلا يستطيع بذلك تدريس مفاهيم متقدمة لسن خمس سنوات لأنه لا يوجد لديه البنية المعرفية التي تجعله قادرا علي الفهم .

- يسلك المتعلم سلوك العالم البسيط للحكم علي أداء المتعلم ذاتيته .

- بداية ظهور الكلام يكون اجتماعيا في البداية بشكل ضمني ثم يليه الكلام المتمركز حول الذات وبعده الكلام الداخلي ( التفكير ) .

- الشخصية الداخلية للمتعلم تسمح بالمشاركة في التفكير ( التفكير المشترك ) وحل المشكلات واتخاذ القرارات حتى تصل للمعرفة الجديدة .

- المتعلم يستطيع استقبال المعرفة بواسطة اللغة او بواسطة التدريب المباشر عن طريق شخص أكثر علما فقط اذا كان في وضع تستطيع من خلاله فهم هذه المعرفة .

- يسلك المتعلم سلوك المتعلمين الناجحين .

- التقدم الحقيقي هو لاختلافه بين اداء المتعلم بمفرده وادائه من خلال التعاون ( منطقة النمو القريبة المركزية ) ( ZPD) .

التصورات الخطأ

- الاهتمام بالتصورات الخطأ ومحاولة تصويبها في ظل معلم خبير .

- يتحدي مفاهيم الطلاب للواقع .

- الوصول لحالة عدم الاتزان باستخدام الاحداث المتناقضة او التنافر والتعارض المعرفي .

- لا بد من التركيز علي التصورات والمفاهيم اليومية كخبرة مألوفة لدي الطلاب ليزداد تفاعلهم أثناء التعلم في ظل متعاون لخلق المعني الجديد .

- مشاركة الطلاب في بناء الواقع .

- الإظهار والتكيف مع تصورات الطلاب الخاطئة .

الأنشطة

خبرة حقيقية أثناء الأنشطة من خلال :

- تمثل المعرفة

- تنمية مخططات جديدة وعمليات التكيف مع الخبرة الجديدة .

- التأمل في الماديات والمجتمع .

ابداع حقيقي أثناء الأنشطة الفيزيائية والاجتماعية من خلال فهم الواقع ( الثقافة ) ، عمل أنشطة استقصاء مفتوح النهاية مع الأقران والمعلم ، يتأمل في معني البناء من خلال التعاون Co-contructs


على الرغم من أوجه الاختلاف  بين فيجوتسكي وبياجيه إلا أنهما يتفقان في : 

1. كلاهما ولد في السنة نفسها سنة 1896. 

2. كلاهما يبني معرفة المتعلم على الفهم. 

3. كلاهما يرى أن بناء المعرفة عملية نشطة ومستمرة. 

4. أن مفتاح تعلم الطلاب هو تفاعلهم ونشاطهم. 

تعليقات