U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

النظريات المفسرة للإدمان علي المخدرات

ما هي النظريات المفسرة للإدمان علي المخدرات ؟
ما هي النظريات المفسرة للإدمان علي المخدرات ؟ 

النظريات المفسرة للإدمان علي المخدرات : 

المحتويات :

(1) النظرية البيولوجية . 

(2) نظرية التحليل النفسي . 

(3) النظرية السلوكية . 

(4) النظرية المعرفية . 

(5) نظرية التعلم الاجتماعي . 

(6) النظرية التكاملية . 

أولاً : النظرية البيولوجية : 

1- التفسير الوراثي : 

يفسر هذا الاتجاه ظاهرة ادمان المخدرات بأنها عملية وراثية ، وقد استمدت هذه البيانات بناء علي نتائج الدراسات التي اهتمت بدراسة علاقة الوراثة بالإدمان ، والتي اتبعت عدة مناهج متباينة كما يلي : 

أ- دراسة الحيوانات في المختبر : 

تمكن العلماء من تدريب الفئران في المختبر علي شرب محلول يحتوي علي الأفيون فتبين أن جزء من سلاسة الفئران المدمنة تدمن هذه المادة بدون ان تدرب علي تعاطيها . 

ب- دراسة التاريخ العائلي : 

في هذا الصدد أظهرت العديد من الدراسات أن معدلات الإدمان كانت عالية بين أسر المدمنين مقارنة مع أسر غير المدمنين ، كما أظهرت أيضاً أن معدلات خطورة إصابة أطفال المدمنين بالإدمان تتراوح ما بين ثلاثة إلى أربعة أضعاف . 

ج- دراسة التوائم : 

من بين أهم الدراسات التي أجريت في هذا المجال نجد دراسة " كايج " Kaig بالسويد ، فوجد من خلالها أن معدل انتشار ادمان الكحول لدي أزواج التوائم المماثلة ضعف معدل الانتشار بين التوائم الغير متماثلة بنسبة ( 88% ) مقابل ( 28% ) هذا إضافة إلى العديد من البحوث الأخرى في هذا المجال التي تثبت هذه الفكرة . 

د- دراسة التبني : 

أجريت العديد من البحوث في مجال التبني فتناولت أطفالاً تم عزلهم عن عائلاتهم وتمت تنشئتهم في ظل أسر بديلة ، فأشارات النتائج جميعاً إلى ميل إيجابي نحو الإدمان وكان الغالب في هذا السلوك هو العامل الوراثي ، أي أن الأبناء الذين ينحدرون من آباء مدمنون للكحوليات يزيد معدل انتشار الإدمان بينهم إلى نحو أربعة أمثال بين الأبناء الذين ينحدرون من آباء غير مدمنين . 

2- التفسير الفيزيولوجي : 

تنسحب اهتمامات هذا الاتجاه أساساً إلى البناء الكيميائي للمخدر من ناحية وآثاره علي البدن من ناحية أخرى ، كما يهتم هذا الاتجاه بتفسير حدوث الاعتماد ، وفي هذا الصدد يشير العلماء إلى أن هناك مواد يفرزها المخ بشكل طبيعي لتسكين آلامنا والتي تعرف باسم ( الاندوفينات ) ( Endophins ) و ( الانكفالينات ) ( Encephalin ) وهي مواد تشبه في تركيبها مشتقات الأفيون ، أي أن هناك أفيوناً داخلياً يفرز من مخ الإنسان ويبدو أن المدمن هو إنسان كان حظه أقل في أفيون المخ ولذلك يلجأ إلى أفيون الشجرة . 

هذا بالإضافة إلى العوامل البيوكيميائية حيث يؤدى تعاطي العقاقير المسببة للإدمان إلى زيادة نشاط بعض الموصلات العصبية والتي تعمل علي تسكين الألم والتخفيف من حدته وتغير الوجدان ، ومع التعاطي المستمر للعقار يستمر انتاج هذه الموصلات العصبية في التناقص بالمخ ، تاركاً الفرد في حالة إلى المزيد والمزيد من العقار للحصول علي هذه الآثار السارة . 

تؤكد مختلف التجارب العلمية التي أقيمت لتثبت صحة هذه النظرية أن العوامل الوراثية والفيزيولوجية هي التي تحدد سبب وقوع الفرد في الإدمان . 

ثانياً : نظرية التحليل النفسي : 

عندما يطرح التحليل النفسي مشكلة الإدمان انما يطرحها كما طرح غيرها من مشكلات السلوك الإنساني السوي منه والمرضي ، علي أساس أن لكل سلوك سبب ، وأنه يخضع لحتمية معينة تكمن في التفاعل بين الفرد وبيئته ، فالتحليل النفسي يعتبر المشكلة ليست في المخدر وانما في الدافع إلى استعماله ، ويري بأن نوع المخدر ليس في المقام الأول من الأهمية وإنما الأكثر أهمية هو تحريف إدراك الواقع الذي تسببه المخدرات ، كما يري التحليل النفسي أن الاستعداد لتعاطي المخدر موجود قبل خبرة التخدير . 

وفي تفسير مشكلة الإدمان يشير التحليليون إلى أن الإدمان راجع إلى التثبيت الذي يحدث علي المرحلة الفمية بسبب الحرمان وعدم إشباع بعض الدوافع المتعلقة بالطعام والشراب ، اذ أن المدمن يعاني من إحساس بالحرمان من طفولته ، إذ يرون بأن معظم المدمنين قد توقف نموهم النفسي الجنسي أو نكص إلى مراحل طفلية أو بدائية بسبب الفشل في العلاقات الأولي بين الطفل ووالديه وعدم إشباع حاجاته الأساسية في مرحلة الطفولة ، ويري في الآخرين وسائط إشباع لهذه الحاجات . 

كما تصبح اللذة الجنسية التناسلبية بعيدة عن الاهتمام ، ولكن الواقع لا يسمح بإشباع تلك الحاجات علي المستوي الفمي ، فإن ذلك يسبب الإحباط ومن ثم يستجيب الشخص لهذا الإحباط بعدوان يتجه غالباً نحو الوالدين وخاصة الأم بالنسبة للمدمنين . 

كما قد يرتد هذا العدوان نحو الذات متضمناً الرغبات التدميرية لحياة الشخص فيلجأ للقعاب من خلال المخدر ، ويوفع المدن علي نفسه جزاء له علي مشاعره العدوانية . 

فحسب وجهة النظر التحليلية فإن تعاطي المخدر يقوم بعدد من الوظائف ، فالشعور بالإحباط يقلل بالنشورة والشعور بالاستمتاع الناتج عن تحريق الواقع الذي تحدثه للتأثيرات للمخدر ، ولما كان تعاطي المخدر عدوانا علي محرمات دينية وقانونية تسبب الاثم ولما كانت نتائج استخدام المخدر ضارة بالفرد من جميع النواحي فإن باستخدامه يدمر الفرد نفسه ويكفر عن مشاعر الاثم في نفس الوقت . 

ويري المحللون النفسيون أن المدمن لا يشعر فقط بالإحباط والعدوان وإنما يعاني أيضاً من الاكتئاب الذي يحاول التخلص منه بتعاطي المخدر . 

حيث يري د زيور أن الحالة العادية للمدمن تتميز بأنها ذات طابع اكتئابي ، وتتسم حالة الاكتئاب هذه من زاوية العلاقة بالموضوع ، بالإدماج العدواني كموضوع لم يتم تمييزه عن " أنا " المكتسب ولما كان الأنا قليل النضج ، فأصحبت قاعدة تعامله مع الموضوع يسودها مبدأ الأخذ دون العطاء بصورة غير واقعية ، هذا يؤدى بالضرورة إلى الإحساس بالإحباط . 

كما تري هذه النظرية أيضاً أن تعاطي المخدرات والإدمان عليها هو نتيجة احباط لا يقوي الراشد علي مواجهة آثاره النفسية بحل واقعي مناسب ، سواءاً كان نتيجة لضخامة الإحباط الناتج ، أو لاستعداد نشوئي قوامه عدم القدرة علي احتمال الإحباط ، وغالباً يكون ذلك مزيجاً من العاملين معاً ، فيؤدي هذا الإحبط الصدمي إلى توتر يؤدى إلى النكوص ، ولهذا فإن التعاطي أو الإدمان ما هو إلا عملية هروبية تعني تدمير جانب من جوانب الموضوعات ، وجانب من المشاعر ومن الأنا الذي يخبئ هذه المشاعر أي تزوير الواقع النفسي وانكاره . 

ثالثاً : النظرية السلوكية : 

وتقوم هذه النظرية علي فكرة المثير والاستجابة ، وان ادمان الفرد علي المخدرات ما هو إلا استجابة لمثيرات ترتبط باستخدام العقار أو المواد المخدرة ، ومن أبرز رواد هذه النظرية بافلوف ، وهي تؤكد أن كل سلوك يصدر من الإنسان ما هو إلا سلوك قديم متعلم من قبل . 

وقد يكون تعلم الإدمان عند البعض بسبب شعورهم بالقلق والتوتر حيث يندفعون إلى تعاطي المخدرات فيقل التوتر ويشعرون بالهدوء والارتياح ، وهذا الشعور يعتبر تدعيماً وتشجيعاً لتكرار التعاطي ، وقد يرتبط التعاطي بميزات أخرى مثل مجموعة الرفاق ورائحة المخدر والإعلانات الخاصة بالعقاقير ، وبالتالي ففي حالة وجود أي من هذه المثيرات فإن المتعاطي قد يندفع إلى تناول المخدرات حتى ولو لم يكن يعاني من القلق والتوتر ، ومما يشجع علي التعاطي أن الآثار السلبية مثل النشوة والإحساس بالراحة والهدوء التي تظهر أولاً . 

ويترتب علي الإدمان حالة من الاعتماد النفسي والعضوي إذ لا يمكن للمدمن الامتناع عن التعاطي وإلا تعرض لآثار خطيرة علي الصعيد النفسي كالقلق والتوتر الحاد ... إلخ ، أما علي الصعيد العضوي فيصاب ببعض الأعراض كازدياد دقات القلب ، آلام الساقين ، صداقع شديد ، القئ .... . 

وهناك الكثير من الأبحاث الخاصة بالنظرية السلوكية لإدمان المخدرات ، ولكن السلوكيون فضلوا مفهوم طبيعي يتمثل في خفض التوتر ينسبون إليه إدمان المخدرات ، فالأفراد يتعاطون المخدرات ليخفضوا من مشاعر الألم ، الغضب ، الضيق ، وخاصة القلق ، فإذا كانت المخدرات تساعد علي خفض كل هذه الأنواع من المشاعر ، فإن الأفراد الذين يتعاطونها يحصلون علي قدر كبير من التعزيز الإيجابي ، وبالتالي فهم يميلون إلى تعاطي المخدرات مرات ومرات متتالية . 

ويشير ستولمان ( Stoleman ) إلى أن جوهر التناول السلوكي يتمثل في أن عقاقير إدمانه يمكن أن تؤدى إلى تدعيمات إيجابية ( مكافآت ) في مواقف شرطية بنفس الطريقة كما في المكافآت المعروفة مثل الطعام أو النقود وتتحدد قيمة مكافأة العقار تجريبياً بتأثيرها في الابقاء علي سلوك استخدام العقار . 

رابعاً : النظرية المعرفية : 

تؤكد النظرية المعرفية علي أهمية دور الاتجاهات والمعتقدات في التورط بالمخدر ، أي أن الناس لا يقعون فجأة وبشكل لا يقبل التفسير ضحايا لإدمان المخدرات ، ويؤكد أصحاب هذه النظرية علي دور التوقعات الإيجابية من تعاطي المخدر واستمرار التعاطي وزيادة الجرعة منه ، أيضاً المعتقدات غير الواقعية تلعب دوراً كبيراً في حدوث الإدمان ، ومن بين هذه التوقعات يعتقد البعض أن المخدرات تزيد من القدرة الجنسية ، وأنها تجعل الفرد يستطيع التعبير عن مشاعره بصورة أفضل . 

أيضاً أحكام السيطرة علي التوتر والحزن المشاعر المؤلمة التي تعتري الفرد وتوفير مشاعر الراحة ... إلخ من المعتقدات غير المنطقية التي تعترى ذهن الفرد والتي تؤدى به إلى استخدام  المواد المخدرة ومن ثمة الوقوع في الإدمان ، كذلك فالإدمان هو ناتج عن الطريقة التي يفسر بها الفرد المواقف الحياتية التي يمر بها ، والأفكار التي تراود الأفراد بشأن هذه المواقف ، هذه الأفكار التي تؤدى بالأفراد إلى الشعور بالألم والكدر والحزن والقلق فتجدهم يلجئون إلى المخدرات كحل للحصول علي الراحة والتخلص من كل تلك المشاعر المؤلمة . 

وباعتبار المدرسة المعرفية تري أن هناك سيرورات معرفية متعلقة بالتعاطي للمخدرات ، تتشكل من أفكار ومعتقدات خاطئة ، أكد ( أرون بيك ) أن أكثر هذه المعتقدات تأثيرا هو ما أسماه بمعتقد انعدام الخطر الذي يتبناه المتعاطي ، فيعتبر أن تناول المخدر جرعة واحدة أو عن طريق حقنة في الوريد فإنه في مأمن عن الخطر . 

كما تعتبر هذه النظرية أن تعرض الفرد غلى مثيرات منشطة داخلية ( كالقلق ، الاكتئاب ، الغضب ) أو خارجية متعلقة بالأماكن والأشخاص الذين لهم علاقة بالمخدرات ، ممكن أن تجعله ينجو إلى إتيان سلوكات إدمانية أي هذه المعطبات تكون وسيطاً لإدمانه . 

وبذلك تعتبر هذه المثيرات المنشطة عوامل خطر معرفية تعمل علي تنشيط المعتقدات القاعدية الخاطئة ، وتأخذ المعتقدات القاعدية شكلان أساسيان ، معتقدات التوقع ، والتي تبني من عمليات معرفية تربط الأحداث بما يتم توقعه من نتائج ، إذ ان في حالة الإدمان تكون لدي المدمن توقعات إيجابية للإدمان أكبر من عدد وقيمة التوقعات السلبية . 

من بينها استجابة الانضغاط ( التسكين ) حيث يتعلم الفرد أن العقاقير يمكن أن تخفض من استجابته الجسدية لضغوط ، فهي تلقن وتشجع استخدام العقار في مواقف وخصائص الفرد مثل الحساسية للضغط . 

فمن خلال إدمان الفرد يحاول الوصول إلى حالة التكييف ، لأنه أصبح اقل احتمالاً لآلام القلق وبأنه ليس من الضروري تحمل القلق فقد أزال التوتر من خلال المشاعر الوجدانية والمعرفية الإيجابية التي تغنيه عن أي محاولة دون هذه المادة ، ويبقى بذلك في حلقة مفرغة ، جراء معتقدات خاطئة ورؤية غير واضحة لمخلفات هذه المادة . 

خامساً : نظرية التعلم الاجتماعي Social Learning : 

تفترض نظرية التعلم الاجتماعي ان كل صور استخدام المواد تحكمه القواعد الإجرائية وقواعد التعلم بما في ذلك العوامل المعرفية . ويتعرض الشباب لنماذج تنمي الاتجاهات نحو استخدام العقاقير أي تحفزهم عليه وكذلك المعتقدات السائدة حوله ونماذج من سلوك التعاطي حيث يتعلمون منهم هذا السلوك . 

وبناء علي التعرض للمواد أو العقاقير فإن الخبرة المباشرة تجعل استخدام العقاقير أما يعزز إيجابياً أو سلبياً عن طريق إثارة التعزيز ، وتشتمل المعززات الناتجة عن المخدرات خفض التوتر وخفض الانضغاط أو التعامل مع الحالات الوجدانية السلبية أو زيادة التفاعلات الاجتماعية ، وإذا استمر استخدام العقار فإن زيادة التحمل ( الاطاقة ) للآثار المعززة يتطلب كميات أكبر لتحقيق نفس الآثار والحصول علي كميات أكبر قد ينتج عنه انشغال زائد بالحصول عليها في كل مرة . 

وبالمثل فغن الاعتماد البدني قد ينتج ما يستلزم مزيد من الاستخدام لتجنب أعراض الانسحاب ، والحصول علي أعراض قصيرة المدى قد يحقق الرغبة في تجنب تعزيز السالب من النتائج الشلبية السابقة الناتجة عن استخدام المادة . 

وقد أعطت التعديلات الأكثر حداثة لنظرية التعلم الاجتماعي أهمية أكبر للعوامل الأخرى في ذلك الخصائص الشخصية ، والعوامل المعرفية ونواقص مهارات التعامل الاجتماعية النفسية . 

وهذا ما يؤكده باندورا ( 1980 ) أن القدرة علي تصور النتائج المستقبلية للفعل هو مصدر معرفي للدافعية ، وهو ما يشكل الصورة النهائية حول المخدر في ذهن المتعاطي حيث أن هناك نوعان من التصورات : 

- التصور العقلي السلبي : ويؤدى إلى انخفاض أو غياب احتمال حدوث السلوك . 

- التصور العقلي الإيجابي : وغالباً ما يؤدى إلى تجسيد السلوك ، والتصورات الإيجابية في محتواها ، وقد تبعث الرغبة في التجريب ، كما أكد الباحثون أن غالبها ينتهي بالتجسيد في الواقع عكس التصورات السلبية . 

سادساً : النظرية التكاملية : 

بما أنه وجد العديد من التفسيرات والنظريات المختلفة لتفسير الإدمان ظهرت النظرية التكاملية التي جمعت بين تركيبة من العناصر النفسية والسلوكية المتنوعة والنظريت البيولوجية ذات العلاقة بتفسير هذه الظاهرة . 

وهي تستند علي وجود دليل يشير إلى أن التعاطي يحدث نتيجة التفاعل المعقد بين العوامل النفسية والعلاقات الاجتماعية والتأثيرات البيئية الاخرى والعوامل البيولوجية التي تؤدى إلى مستوي لإمكانية حدوث التعاطي ، ومن هنا نجد أن كل نظرية من النظريات المفسرة للإدمان حاولت استكشاف جزء من الخلل الذي يؤدى بالفرد إلى تعاطي المخدرات والإدمان عليها . 

ومن خلال عرضنا لأهم النظريات التي فسرت الإدمان علي المخدرات نجد أن كل منها ركزت علي بعد معين ، فالنظرية البيولوجية  فسرت الإدمان علي أنه سلوك وراثي ، أما فيزيولوجياً فأرجع ذلك إلى البناء الكيميائي للمخدر ، وفي نظرية التحليل النفسي أرجعت سلوك الإدمان إلى التثبيت في المرحلة الفمية وسوء العلاقة مع الموضوع ، أما النظرية السلوكية رأت أن الإدمان هو سلوك متعلم نتج عنه شعور بالهدوء ووالارتياح من خلال ما ركزت عنه وهو التدعيم الإيجابي الذي يحفز علي تناول المادة في كل مرة . 

أما بالنسبة للنظرية المعرفية نجد أن المعتقدات الخاطئة والأفكار اللاعقلانية التي تعتري الفرد هي من تقوده نحو الإدمان من خلال التوقعات الإيجابية حول انخفاض الألم والتوتر غذ أنها تري في التعاطي الحل الأنسب في التخلص من مختلف المشاعر السيئة أو الإحباطات . 

ونظرية التعلم الاجتماعي أعطت الأهمية إلى النماذج الموجودة في محيط الفرد وتعلم السلوك منه عن طريق التقليد . 

ومن خلال كل هذه التفسيرات يتضح أنه لا يمكن الاكتفاء بنظرية واحدة لتفسير الإدمان علي المخدرات فكل منها ترتكز علي بعد معين ، إلا أن الإدمان ظاهرة معقدة لا يمكن الجزء والاكتفاء بسبب واحد أو تفسير واحد في حدوثها وذلك لتفاعل عدة عوامل ( نفسية ، بيولوجية ، اجتماعية ... ) سواء بشكل مباشر  أو غير مباشر لتساهم في تكوين هذا الاضطراب وهذا ما سعي الباحثون طيلة هذه السنين محاولين تفسير هذا السلوك من مختلف الزوايا والأبعاد ، لذا نجد أن الاتجاه التكاملي أشمل لأنه ملم بكافة الجوانب التي تحدث الإدمان . 

تعليقات