U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

بحث عن التفاعل الصفي

بحث عن التفاعل الصفي
ما هو التفاعل الصفي ؟ وما هي أنماطه ؟ 

بحث عن التفاعل الصفي : 

محتويات البحث : 

(1) مقدمة عن التفاعل الصفي . 

(2) مفهوم التفاعل الصفي . 

(3) التفاعل الصفي والبيئة الصفية . 

(4) أنماط التفاعل الصفي . 

(5) الآثار السلبية الناتجة عن قصور التفاعل الصفي . 

(6) بعض استراتيجيات تفعيل التفاعل الصفي . 

مقدمة عن التفاعل الصفي : 

لا نجد أبلغ وصف وأجلمه خاصة ونحن نشيد بالتوجهات الحديثة للممارسة التعليمية ، من وصف العلاقة بين المعلم والمتعلم بالتفاعلية ، التي تقتضي أن يكون كل واحد منها في وضعية يقبل كل واحد منهما الآخر فينخرط علي طواعية في عملية أخذ وعطاء ( التفاعل الصفي ) ، الذي تستمد أهميته من الدور الذي تلعبه العلاقات الإيجابية بين كل من المعلم والمتعلم ، إذ أنها الأساس الذي تعتمد عليه العملية التعليمية ككل ، وتؤدي إلى الاجتهاد ، والإبداع ، حب الدراسة والتعلق بها . 

إن التفاعل الصفي يفيد التعليم والتعلم من خلال خمسة نقاط أساسية ، وهي : 

1- أنه يزيد من مقدرة المعلم علي الإبداع واختيار المستحدثات التربوية . 

2- إنه يربط بين النظرية والتطبيق في المجالات والدراسات والبحوث في مجال التعليم الصفي . 

3- أنه يساعد علي تصنيف ممارساته بطريقة موضوعية كما يساعد علي تحسين الممارسات التدريسية الصفية ويزيد من وعي المعلم بأهمية هذا النوع من العلاقة وأهميتها في زيادة نتاجات التعلم لدي المتعلمين . 

4- أنه يزيد من حيوية المتعلم بهذا الأسلوب يحول من إنسان سلبي إلى إنسان نشط فعال ويشجع الطلبة علي أن يكونوا أكثر استقلالية واعتماداً علي النفس في طرح الأفكار وابتكارها . 

5- كما أنه يساعد علي التقليل من فرص الصدف العشوائية ويساعد علي رصد عملية التدريس بطريقة موضوعية . 

مفهوم التفاعل الصفي : 

المقصود بالتفاعل الصفي حدوث اقتناع وتجاوب نفسي ينتج عنه مجموعة من السلوكات والتصرفات الصادرة عن التواصل اللفظي وغير اللفظي بين طرفي العملية التعليمية ( المعلم والطالب ) في موقف معين مع تحقيق توازن بين ارضاء حاجاتهم وتحقيق الأهداف التعليمية المرغوبة . 

التفاعل الصفي والبيئة الصفية : 

البيئة الصفية من المسائل التي حازت قدراً مهماً من اهتمام الباحثين في العشرينات المتأخرة من القرن الماضي ، كونها تمثل الحد الأدني من الشروط المباشرة للعمل التدريسي والدراسي ، فمن غيرها لا يمكن الحديث عن مجريات عمليات التعليم والتعلم ، ويمكن إجمالها في أربعة محددات : 

1- المحددات الكمية ( حجم الصف ) : 

من دون شك في أن المجموعات الصغيرة تسمح ببناء علاقات أكثر عمقاً ، كونها تسمح بالتواصل المكثف والهادف بينها في وقت أقصر ، في حين يكون ذلك في أدني مستوياته بالنسبة للمجموعات الكبيرة ، وهذه المسألة خضعت كثيراً للدراسة والتحقيق ، وكانت النتائج في كثير من الحلات لصالح الفصول ذات الأعداد الصغيرة . 

2- المحددات النفسية : 

إضافة إلى المشكلات التي تحدو كل من المعلمين والمتعلمين والتي يكون مصدرها في بعض الأحيان عوامل خارج المؤسسات التعليمية ، هناك مشكلات طبيعة المواد الدراسية وكثافة البرامج وقلة الوسائل ووضعيات الجلوس وطريقة معاملة المعلم للتلاميذ ... إلخ . 

إضافة إلى عوامل أخرى يكون مصدرها التلاميذ علي المعلم كعدم استعدادهم للتعلم وضعف هممهم وما إلى ذلك من الوضعيات التي تجعل من البيئة الصفية غير مشجعة علي العمل بوتيرة مقبولة ، كما أن التصورات التي حملها كل من المعلم والمتعلم عن الآخر تكون إما لصالح بيئة صفية إيجابية أو عليها . 

وهكذا كانت نتائج العديد من الدراسات ، تشير إلى أن الوضعية النفسية التي يكون عليها طرفي العملية التعليمية تساهم في تهيئة مناخ عمل ممتع . 

3- المحددات الاجتماعية : 

إن الفصول التي تتسم بعلاقات إيجابية بين أعضائها تكون بيئة خصبة ومشجعة علي العمل والتفاني فيه ، وعلي العكس من ذلك فإن الفصول التي تشوبها الخلافات والصراعات تكون بيئة منفرة قاتلة لا يقوي أعضاؤها علي المداومة والحفاظ علي أعصابهم لمدة أطول . 

ومن العوامل الهامة التي تحقق هذا المستوي من العلاقات الاجتماعية هو التحكم في مهارات الاتصال من طرف المعلم وتدريب التلاميذ علي ذلك . 

ومن الاستراتيجيات التي ينصح بها الباحثين الاجتماعات الصفية ، وإتباع استراتيجيات المتعة والمرح أثناء التدريس ، وهكذا كان أساتذتنا الحاذقون يفعلون بين الفينة والأخرى . 

4- المحددات الفيزيقية أو المادية : 

لا تقل المحددات المادية قيمة وأثراً علي البيئة الصفية ، فالفصل الذي يفتقد لأدني شروط النظافة والتنظيم ، وشروط التكييف والسكون لا نتوقع بأن تكون البيئة الصفية فيه علي النحو الذي يسمح بالممارسة التعليمية التعلمية . 

فالضوضاء كما يقول البعض التي تكتسح الأقسام من جراء الورشات أو الطرقات المليئة بالسيارات والشاحنات تعطل سبل الاتصال بين المعلم والمتعلم ، تماماً كما أن الأقسام الباردة لا تسمح بالتركيز . 

أنماط التفاعل الصفي : 

1- تفاعل وحيد الاتجاه : 

يعتبر هذا النمط أبسط أنماط التفاعل الصفي وأضعفه ، حتى لا نقول بانعدام صفة التفاعل أصلاً ، لأن كلمة تفاعل تعني مساهمة طرفي التفاعل بما لديه بما جيعله في محل أخذ وعطاء مع الطرف الآخر ، ويتجسد التفاعل علي هذا المستوي بسيطرة المعلم علي عملية التدريس ، ويكون الطرف المالك للمعلومة ، ويستخدم في ذلك الطرق التقليدية خاصة طريقة الإلقاء . 

2- تفاعل ثنائي الاتجاه : 

يعتبر التفاعل من هذا المستوي أكثر فعالية من سابقه ، كونه يحوز علي صفة التبادلية بين طرفي العملية التعلمية ، ويحوز المتعلم فيه علي فاعلية تمكنه من تبادل الخبرات ، كما يحوز فيه كل من المتعلم والمعلم علي تغذية راجعة التي تشير الدراسات الحديثة ضرورتها للعملية التعليمية ، وهذا ويبقى هذا النمط فاقد لميزة هامة ألا وهي تفاعل التلاميذ فيما بينهم ، ومن طرق التدريس المعتمدة وفق هذا التفاعل الطريقة الحوارية . 

3- تفاعل متعدد الاتجاهات : 

يتميز هذا النمط بإجراء تبادل الخبرات ووجهات النظر بين المعلم والمتعلمين وبين المتعلمين فيما بينهم ، وبالتالي فإن هذا النمط يتيح الفرصة للجميع بالتعبير عن أفكارهم ، والإدلاء بدلوهم في كل مراحل الدرس ودقائقه ، ومن الطرق المعتمدة وفق هذا النمط طريقة المناقشة . 

الآثار السلبية الناتجة عن قصور التفاعل الصفي : 

يرتبط ضعف التفاعل الصفي بالعديد من المشكلات ، نورد أهمها فيما يلي : 

1- تعكر المناخ الصفي : 

يعد توفير المناخ الصفي الملائم الذي يسوده جو من العلاقات الفاعلة والودية الإيجابية بين المعلم والطلبة وبين الطلبة أنفسهم مطلباً أساساً سابقاً لإنجاز أي هدف تعليمي مهما كانت طبيعتة . 

فإذا خلت غرفة الصف من الانضباط والنظام وغابت العلاقات الإنسانية أصبحت مصدراً لتوتر وانزعاج المعلمين والمتعلمين علي حد سواء ، ومن هناك كانت نظرة المربين إلى قدرة المعلم علي توفير هذه العلاقات والمناخ الصفي الملائم من أهم محكات فاعلية المعلم ونجاحه في تحقيق أهداف التعلم . 

2- تكوين اتجاهات سلبية نحو المدرسة والدراسة : 

كشفت الدراسات أن التلاميذ الأكثر توافقاً مع مدرسيهم يحملون اتجاهات إيجابية أحسن نحو المدرسة ، مما يدل بأن العلاقة بين المعلم والمتعلم ذات أثر واضح علي اتجاهاتهم نحو المواد الدراسية والمدرسة فإذا ساءت تلك العلاقة تكونت اتجاهات سلبية نحو المعلم وبالتالي المادة الدراسية لتنتقل إلى المدرسة بشكل عام . 

3- ضعف دافعية الطلاب : 

يشير سولو إلى أنه إذا أردنا أن ترتفع دافعية التلاميذ فأحسن وافضل طريقة هي بناء علاقات إيجابية مع التلاميذ وتعتبر علاقات المحبة والألفة بين المعلم والتلميذ كما تشير دراسات كثيرة حجر الزاوية في استثارة الدافعية لدي المتعلمين . 

4- ضعف التحصيل الدراسي

علي الرغم من أن أسباب ضعف التحصيل كما تظهرها العديد من الدراسات عديدة ومتنوعة إلا أن عدداً من الأبحاث تشير إلى وجود علاقة طردية بين ضعف التحصيل الدراسي والعلاقة السيئة بين التلاميذ ومعلميهم . 

حيث أشارت نتائج دراسة منصوري ( 2008 ) إلى أن رفض التلاميذ للملعم وعدم الاطمئنان إلى سلوكه ومواقفه يعزز فيهم الموقف السلبي من المادة الدراسية ، ويضعف فيهم الرغبة في بذلك الجهد المطلوب والاهتمام بالدروس ، مما يؤدى إلى ضعف التحصيل الدراسي . 

ورغم أن الدراسة تشير إلى وجود نسبة من التلاميذ يشذون عن تلك القاعدة غير أن حقيقة ارتباط التحصيل الدراسي بسوء علاقة التلميذ بالمعلم واردة . 

بعض استراتيجيات تفعيل التفاعل الصفي : 

الاستراتيجيات في مجال التفاعل الصفي كثيرة وكثيرة جداً اجتهد العلماء في بنائها ، أو اشتقاقها من مختلف التصورات والنظريات التي تناولت العملية التعليمية التعلمية ، وفي المقام لا يمكننا التطرق إلى عدد مهم منها ، ولكننا سوف نقتصر علي ذكر بعضها ، لما فيها من إجماع المهتمين بها وهي علي سبيل المثال لا الحصر  كما يلي : 

1- خلق التوازن بين مختلف عناصر المنهج

لعل من أهم المشكلات التي تدعو التلاميذ والمعلم إلى التقليل من أسباب التفاعل مشكلة كثافة البرامج وانعدام التوازن فيما بين عناصرها ، وهذا مما يرفع من مسؤولية المعلم قراءتها وإجراءات التعديلات عليها بالإضافة أو بالتعديل أو إعادة الترتيب ، وذلك وفق ما يراه مناسباً لحدوث تجاوب التلاميذ . 

2- تنمية روح التعاون بين المتعلمين : 

وهذا هو توجه المدرسة الحديثة كما أشرنا في حديثنا علي أنماط التفاعل الصفي ، فالمعلم لابد وان يقود تلاميذه إلى مساعدة بعضهم البعض وفي هذا تمتين للعلاقات بينهم ، كما تساهم هذه الاستراتيجية في تقريب الفروق الفردية بين التلاميذ ، لأن التلميذ كما يقال يتعلم من زميله أكثر مما يتعلم من المعلم . 

3- العمل علي استثارة عناصر الدافعية : 

الدافعية شرط أساسي لحدوث التعلم والإقبال عليه بشراهة ، وهذا الإقبال سمة من سمات التفاعل الصفي ، فالمعلم منذ البدايات الأولي للدرس يعمل علي بعث دافعية المتعلمين للدرس ، وهذا ما أكد عليه برونر وغيره من العلماء . 

4- الإثراء : 

تكلمنا منذ قليل علي تدارك الاختلال والنقص الذي يشوب المناهج التعليمية ، ومن الأساليب التي يعتمدها المعلمون الإثراء ، الذي هو إضافات علي مستوي توسيع المادة التعليمية أو علي مستوي عمقها ، وهو كل ما يقوم المعلم بإضافته للبرنامج المقرر ، ويشترط فيه أن يتميز بمختلف المميزات التي تزيد من متعة النشاطات التعليمية من مثل الفكاهة وغير ذلك . 

5- الاجتماعات الصفية : 

يحاول المعلم وفق هذه الاستراتيجية العمل علي تحديد رزنامة دورية يحدد فيها مواعيد للقاءات يكون محورها مناقشة المشكلات التي تحد من فعاليتهم في عملية التعلم . 

حيث أن هذه اللقاءات تخلق ثقافة صفية إيجابية تشجع التلاميذ علي الثقة ببعضهم بعضاً ، وركوب المخاطر . 

كما أن هذه اللقاءات تفتح الباب أمام التلاميذ لينشطوا ويستثاروا ، ويصبحوا متعلمين مستقلين ذاتياً ، يمتلكون الثقة بالنفس ، ويؤمنون بمبدأ التعاون ، ويتحملون مسؤولية تطورهم ونمائهم . فضلاً عن أنها  تساعد علي تحسين قدرات التفكير النقدي ومهارات حل المشكلات

تعليقات