U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

مفهوم الفروق الفردية وأنواعها وأهميتها ( بحث كامل )

بحث كامل عن الفروق الفردية
مفهوم الفروق الفردية وانواعها ؟ 

بحث عن الفروق الفردية : 

محتويات البحث : 

(1) مقدمة عن الفروق الفردية . 

(2) مفهوم الفروق الفردية . 

(3) أنواع الفروق الفردية . 

(4) معني الفروق الفردية . 

(5) تصنيف الفروق الفردية . 

(6) أهمية الفروق الفردية . 

(7) مدى الفروق الفردية . 

مقدمة عن الفروق الفردية : 

تعد الفروق الفردية ظاهرة عامة موجودة لدي جميع الكائنات الحية من أدناها مرتبة وحتى الإنسان ، فالاختلافات موجودة لدي أفراد النوع الواحد ، كما هي موجودة بين الأنواع الاخرى . وهذه الاختلافات ضمن النوع الواحد ضرورة كالاختلافات بين الأنواع الأخرى وذلك من أجل استمرار الحياة . 

إن أفراد النوع الواحد يختلفون في قدراتهم علي التعلم وحل المشكلات ، كما يختفلون في انفعالاتهم ( كالخوف والعدوان ) ، ومستويات النشاط العام ، ودوافع سلوكهم ( كالحوع والعطش والجنس وحب الاستطلاع ) . 

وظاهرة تفرد الإنسان من حيث الجنس والعمر واللون ودرجة النضج والتكوين الجسمي والتكوين العقلي ، ظاهرة لا تحتاج إلى برهان حتى أن هذه الفروق موجودة بين الأطفال الذين ينشؤون في بيئة أسرية واحدة حيث تتمايز مواهبهم وأمزجتهم وعاداتهم مع النمو في مراحل العمر المختلفة . 

مفهوم الفروق الفردية : 

إن عملية الكشف عن الفروق الفردية بين الناس تعتمد علي تحديد الصفة التي نريد دراستها سواء أكانت عقلية أم جسمية أم انفعالية أم غير ذلك من صفات . وبعدها نقيس مدى تفوق الفرد أو ضعفه في هذه الصفة أو تلك . 

ففي كل صفة من هذه الصفات نجد الأشخاص يتوزعون علي طول مقياس مستمر ، وبتحديد الفروق الفردية بينهم بالنسبة لتلك الصفات نكون قد حددنا الفروق الفردية بينهم . 

وبشكل عام فإن المستوي المتوسط بالنسبة لأي صفة هو أكثر المستويات بالنسبة لعدد الأفراد الذين ينتمون لهذا المستوي ، في حين أن مستوي التفوق أو الضعف بالنسبة لصفة ما يكون أقلها أفراداً . 

علي هذا الأساس تكون الفروق الفردية عبارة عن الانحرافات الفردية عن المتوسط العام للمجموعة في صفة أو أخرى من صفات الشخصية والتي من خلالها نميز الفرد عن الأفراد الآخرين . 

ولكن في الواقع لا يمكن تصنيف الناس إلى أنماط متمايزة تماماً ، فالاختلافات بين الناس في صفة من الصفات معظمها اختلافات في الدرجة ( كمية ) أكثر منها فروقاً نوعية . 

أنواع الفروق الفردية : 

يوجد نوعان أساسيان للفروق الفردية هما : 

1- فروق فردية في الدرجة : 

وهي الفروق الموجودة بين الناس في صفة أو خاصية محددة ( الذكاء ، الطول ، القلق ، التعاون ... ) وهذه الفروق يمكن تحديدها بالنسبة للأشخاص المختلفين نظراً لأن وحدة القياس واحدة لكل خاصية أو صفة . 

2- فروق فردية في النوع : 

وهذه الفروق موجودة في نوع الصفة وليس في الصفة ذاتها . ومثال ذلك اختلاف القدرة اللغوية عن القدرة العددية ، واختلاف الطول عن الوزن عند الشخص الواحد أو بين الأشخاص ، وهي اختلافات في نوع الصفة ، حيث أن مثل هذه الاختلافات لا تخضع إلى القياس لعدم وجود مقياس مشترك بينها . 

فالطول مثلاً يقاس بالأمتار ، في حين أن الوزن يقاس بالكيلوغرام ، والفرق في الطول والوزن لا يقاس بالكيلوغرام ولا بالأمتار . 

لماذا ندرس الفروق الفردية : 

يهتم علم نفس الفروق الفردية بتفسير الفروق الفردية الموجودة بين الأفراد والجماعات . كما يضع القاعدة الأساسية لإمكانية التنبؤ والضبط لهذه الفروق ، حيث يتمكن من خلال التفسير اكتشاف العوامل المسؤولة عن إيجاد هذه الفروق لنتمكن من التقليل منها أو توسيعها . 

وفي مجال التعليم نجد أن المتعلمين يختلفون عن بعضهم البعض في معظم الصفات وإذا أردنا أن نعلمهم بشكل صحيح ، علينا أن ندرس الفروق الفردية الموجودة بينهم ، ونعرف كيفية قياسها ، حتى نعرف مستوي إمكانية المتعلمين وما يستطيعون القيام به وما لا يستطيعون ، وما يعرفون وما لا يعرفون . 

ولذلك نحتاج إلى قياس أداء المتعلمين في المواقف التالية : 

1- قبل تدريس المادة الدراسية حتى نحدد من أين نبدأ وكيف نبدأ التعليم . 

2- أثناء تدريس المادة الدراسية ، لتحديد نمو المتعلمين ، ومدى مناسبة المادة التعليمية وطرائق التدريس والوسائل التعليمية لهم . 

3- بعد تدريس المادة الدراسية ، حتى نقيم فاعليتنا في التدريس ، ونحدد مقدار استفادة المتعلمين مما تعلموه في المادة الدراسية . 

وبناء علي ذلك نتمكن من تحديد الفروق الفردية بين التلاميذ في الصفات المختلفة ( الجسمية ، العقلية ، النفسية ، الاجتماعية ) ، كما يمكن تحديد الفروق بين التلاميذ في التحصيل الدراسي ، حيث أظهرت الاختبارات المطبقة علي تلاميذ الصف السادس الابتدائي في القراءة وحفظ الكلمات والاستدلال الحسابي ، وجود فروق فردية بين التلاميذ تصل إلى حوال ثماني سنوات مدرسية بالنسبة للموضوعات كلها . 

وهذا يعني أنه في الصف السادس الابتدائي فإن بعض التلاميذ سوف تكون قدرتهم علي القراءة عند مستوي الصف الثاني الابتدائي ، والبعض الآخر عند مستوي الصف الأول الثانوي في القدرة ذاتها . 

فضلاً عن ذلك لابد من مراعاة الميول الفردية عند التلاميذ في التدريس بدلاً من افتراض وجود ميول مشتركة لهم جميعاً ، وهذا يعني أنه لابد من إتاحة الفرصة للتلاميذ داخل الفصل للتعبير عن ميولهم وخاصة في موضوعات التعبير والرسم والخط ، وغيرها من المواد التي يمكن للتلاميذ من خلالها التعبير عن ميولهم الخاصة . 

من جهة أخرى نجد أن التلاميذ يتباينون تبايناً واسعاً في سماتهم ، حيث نجدهم يختلفون في الأمانة والأخلاق والتعاون ... كما أن بعضهم عدوانيون داخل الفصل ، والبعض الآخر مسالمون ، كما نجد أن بعض التلاميذ سريعو الضجر أو الملل ، وبعضهم الآخر أكثر صبراً وتركيزاً . وكذلك ما نجده عند بعض التلاميذ من ثقة بالنفس وشعور بالدونية وضعف الثقة بالنفس عند البعض الآخر . 

معني الفروق الفردية : 

يعرف دريفر Drever (1965) الفروق الفردية بأنها " الانحرافات عن متوسط الجماعة في الصفات العقلية والجسمية " 

ويؤكد هذا التعريف علي أن جوهر الفروق الفردية موجود في التكوين العقلي والجسمي للأفراد ، إلا أنه لم يتطرق إلى الجانب الوجداني المزاجي من الشخصية. 

ومن خلال ما لاحظناه من قصور في تعريف دريفر يمكننا أن نعرف الفروق الفردية بأنها : " الدراسة العلمية للاختلافات الجوهرية التي توجد بين الأفراد في النواحي الجسمية أو العقلية أو الوجدانية سواء كان الهدف هو معرفة الفروق بين الأفراد أو معرفة الفروق داخل الفرد الواحد أو إذا كانا الهدف هو معرفة الفروق بين الجماعات أو بين الجنسين أو الطبقة الاجتماعية أو في العرق أو السلالة ... إلخ . وقد يكون مدى هذه الفروق كبيراً وقد يكون صغيراً . 

هذه الختلافات تظهر Occur بوضوح إذا عرفنا متوسط الجماعة ودرجة قرب أو بعد الفرد عن المتوسط . فإذا كان متوسط وزن عينة من التلاميذ يساوي ( 60 ) كغ ، فإن أي زيادة أو نقصان عن هذا المتوسط يعتبر فرقاً . 

بناء علي ذلك فإن انحرافات Deviation الأفراد عن المتوسط العام للجماعة في الصفة Character المقاسة هو ما يقصد به إحصائياً بالفروق الفردية ، وهذا التمايز بين الافراد وهو الذي يجعلهم يسلكون بطرق مختلفة تبعاً لقدراتهم واستعداداتهم وميولهم . وتتنوع وتتباين أساليب استجابتهم بتنوع دوافعهم وحاجاتهم الانفعالية وعاداتهم الوجدانية . 

تصنيف الفروق الفردية : 

يمكن تصنيف الفروق الفردية علي أساس النواحي ، كالتالي : 

1- الفروق الفردية في النواحي الجسمية : 

وهي تبدو واضحة بين الأفراد في الطول والوزن والشكل العام ودقة الحواس وقوتها . وبعض الفروق الجسمية لا تظهر إلا من خلال العمل والنشاط الذي يقوم به الفرد كالقدرة العقلية والمهارة اليدوية والدقة في استخدام الأصابع والتآزر بين اليد والعين . 

2- الفروق في القدرات العقلية : 

يمكن إدراكها والحكم عليها من خلال الاختبارات والمقاييس التي تبين مقدار ما يملكه الفرد من كل قدرة ، سواء أكان ذلك في القدرة العقلية العامة ( الذكاء ) أو في القدرة الخاصة سواء أكانت قدرة فنية أو قدرة موسيقية أو قدرة لغوية أو ميكانيكية ... إلي آخره . 

3- الفروق في النواحي الوجدانية والمزاجية : 

وتتمثل هذه الفروق في ملاحظة سلوك التلميذ في إقدامه أو إحجامه عن عمل معين ، أو حبه أو كرهه له ومدى ميوله واتجاهاته ورغباته نحو هذا الشئ . 

أهمية الفروق الفردية : 

تعتبر الفروق الفردية ظاهرة عامة في جميع الكائنات العضوية ، فأفراد النوع الواحد يختلفون فيما بينهم فلا يوجد فردين متشابهين في استجابة كل منهما لموقف واحد . وهذا الاختلاف والتفرد أعطي للحياة معني واصبح للفروق الفردية أهمية في تحديد وظائف الأفراد . 

كذلك فإن اختلافات في قدرات التلاميذ واستعداداتهم وميولهم تؤثر في مدى استفادة كل منهم مما يقدم له من مادة تعليمية ومدى حاجته للرعاية من تنوع المعلم لطرق التدريس واستخدام الوسائل التعليمية المتعددة والمتنوعة وتكرار الشرح . 

فالتلميذ المتخلف عقلياً يحتاج إلى مواد دراسية تختلف في نوعها وكمها عما يحتاجه متوسط الذكاء أو المرتفع الذكاء . كما أن الطريقة المناسبة لتعليم الطفل المتخلف عقلياً تختلف عن الطريقة المناسبة لتعليم التلميذ المتوسط الذكاء أو المرتفع الذكاء . 

إن معرفة مستوي الإمكانات العقلية للأفراد أمر ذو قيمة عملية كبيرة تأخذ صوراً متعددة منها : 

1- إن تحديد الإمكانات العقلية الخاصة لكل تلميذ يجعلنا نجنبه المواقف التعليمية التي تتجاوز هذه الإمكانات زيادة أو نقصاً بدرجة كبيرة . 

2- إن معرفة مستوي القدرات العقلية لتلاميذ فصل معين يساعد علي التنظيم الجيد لعملية التعليم . 

من الحقائق التي يؤكدها علماء النفس والتربية ، تباين طلاب الفصل الواحد في قدراتهم العقلية ومستويات تحصيلهم ورغبتهم في التعلم . 

ونظراً لأن المعلم مهتم بتعليم الطلاب جميعاً فإن أسئلته لابد وأن تكون متمايزة ، بحيث يجد فيها الطلاب جميعهم زاداً لهم . 

فالسؤال الصعب يعجز ضعاف الطلاب عن الإجابة عنه ، وبالمقابل فإن سهولة السؤال لا تتحدي قدرات الطلاب المتفوقين ، فيتعمدون عدم المشاركة ، وقد يبلبل السؤال السهل أفكار الطلاب المتفوقين فيحملونه أكثر مما يحتمل ، فتأتي الإجابة مخيبة لآمالهم . 

ومن هنا يصبح من الضروري للمعلم أن ينوع في مستويات الأسئلة التي يوجهها لطلابه . والمقصد من هذا تشجيع الطلاب جميعاً علي الإسهام في الإجابة عن الأسئلة . 

ومن حيث الفروق الفردية في الشخصية فنجد أن كل إنسان متميز بذاته ولا يمكن أن يكون كذلك إلا إذا اختلف عن الآخرين ، وتعتمد مقاييس الشخصية علي ظاهرة الفروق الفردية في الكشف عن العوامل الرئيسية في تحديد مستويات نجاح الأفراد ، حيث أن النجاح يعتمد في أبعاده ليشتمل علي كل مكونات الشخصية وفي تفردها من فرد لآخر . ولاختبارات الشخصية تنبؤات علمية يمكن بها توجيه الفرد توجيهاً صحيحاً للتعليم الذي يناسبه أو المهنة التي يصلح لها طبقاً لقدراته واستعداداته التي يتفرد بها عن غيره . 

توجيه الفرد للدراسة أو العمل المناسب له بعد التعرف علي قدراته واستعداداته وميوله ، يساعده علي أن يحقق ذاته فيها ويتوافق معها ومع زملائه وأصدقائه وأسرته مما يحقق له الصحة النفسية . 

وكذلك فإن معلوماتنا عن الفروق الفردية تساعدنا في توجيه اهتمام فردي لطلابنا ، من حيث ترتيب جلوس التلاميذ في الفصل ( قصير القامة في الأمام وطويل القامة في الخلف - طويل النظر وقصير النظر في الأمام - شديد السمع في الخلف ومتوسط السمع في المنتصف وضعيف السمع في الأمام - مساعدة من لديه اضطراب في الكلام بتزويده بالكلمة في الوقت المناسب في حالة تكرار الحرف مثل ك ... ك ... كتاب - علاج المتخلفين عقلياً ووضعهم في فصول خاصة بهم ورعاية المتفوقين عقلياً ) . 

ومعني ذلك أن دراسة الفروق الفردية تساعد كلاً من المعلم والإعلامي التربوي علي فهم تلاميذه فهماً أعمق ، وتسهل عملية تدريبهم وتوجيههم نحو تحقيق الأهداف التربوية ، حيث أن لكل طفل حاجاته التربوية الخاصة التي يختلف فيها عن بقية زملائه وتزداد هذه الحاجات علي سبيل المثال في مجال الفن خاصة بعدة اعتبارات : 

لعل من أهمها أن التعبير الفني ذاته استجابة فردية تتسم بالطابع الشخصي للمتعلم ، وتعتمد علي ما يبديه من أصالة وتفرد وتجديد وخروج عن المألوف ، ولكن الفن يعتمد علي التفكير التباعدي ووفقاً لهذا النمط من التفكير ، فإنه لا توجد استجابة تعبيرية صحيحة واحدة محددة سلفاً لأي موضوع يقدمه المعلم لتلاميذه ، وإنما تتعدد الاستجابات للموضوع الواحد بتعدد تلاميذ الفصل ، مما يعني أن كل تلميذ يحتاج غلى توجيه ومعالجة خاصة ، أفراداً وجماعاتً داخل الفصول الدراسية وقاعات النشاط المدرسي . 

وهناك عدة أمور يجب أن يضعها كل من المعلم والإعلامي التربوي في اعتباره حتى يستطيع أن يوجه تلاميذه التوجيه السليم وهي : 

أ- إن وجود فروق فردية بين التلاميذ ( جماعة الفصل - جماعة الصحافة أو الإذاعة أو المسرح المدرسي ) ، أمر طبيعي وهي تشمل جميع الصفات الجسمية والعقلية والوجدانية ، فكما أن التلاميذ يختلفون في صفاتهم الجسمية مثل الطول أو الوزن أو السمع أو البصر ... إلخ فإنهم يختلفون في الصفات العقلية كالذكاء والقدرات المتخصصة ، وفي النواحي المزاجية والوجدانية مثل الميول والاتجاهات والسمات المزاجية مثل الانبساط والانطواء والتوتر النفسي والقلق . 

ب- يعتمد فمهوم الفروق الفردية علي مفهومي التشابه والاختلاف بين الصفات المختلفة ، بمعني أن أفراد الجنس البشري يتشابهون في أن لهم صفات معينة ، إلا أنهم يختلفون في درجة وجود هذه الصفة بينهم ، ومعني هذا أن الفروق الفردية بين التلاميذ لا تدل علي أن بعضهم يمتلك صفات معينة ، والبعض الآخر لا يمتكلها ، ولكنها تدل علي أن كل الصفات موجودة لدي كل منهم ، ولكن بدرجات متفاوتة ، فالذكاء صفة عقلية توجد لدي الجميع ولكن بدرجات متفاوتة ، ومعني أن الصفات مختلفة يمكن تحديدها علي طول مقياس مستمر ، وأي صفة إنما تمثل درجة علي هذا المتصل ( المقياس المستمر ) . 

ج- نظراً لأهمية الفروق الفردية ، فإنه يجب علي المعلم أن يتعرف علي هذه الفروق بين التلاميذ داخل جماعة الفصل وجماعات النشاط المختلفة ( الصحافة والإذاعة - المسرح المدرسي - جماعة التربية الفنية - جماعة التربية الموسيقية - الجماعة العلمية الجغرافية - التربية الرياضية ) ... إلخ . ويحاول الكشف عن مواهبهم واستعداداتهم ويعمل علي تنميها إلى أقصي حد ممكن ، وبذلك يكشف الجوانب التي يبدع فيها التلاميذ سواء كانت علمية أو فنية أو موسيقية أو صحفية أو تمثل مسرحي ، ويحاول تنميتها وهذا يفيد مجتمعنا كثيراً في رعاية الموهوبين . 

د- وقد دلت نتائج دراسات الفروق الفردية وعلم النفس التجريبي أنه لا مبرر مطلقاً لافتراض أن هناك طريقة مثلي لمختلف الشخصيات كاسلوب العمل الفني أو الصحفي أو الموسيقي ، فالطريقة المثلي لصغار السن في المهنة لابد أن تختلف عن الطريقة المثلي للمسنين ، كما أن الطريقة المثلي لمتوسطي الذكاء لابد ان تختلف عن الطريقة المثلي للأذكياء وعن الطريقة المثلي لمتخلفي العقل ، فمن الأفضل أن نجعل أسلوب العمل يتناسب مع الفرد بدلاً من أن نجعل الفرد يتباين مع أسلوب العلم . 

مدى الفروق الفردية : 

إن المدى يمثل الفرق بين أكبر درجة وأصغر درجة علي متصل السمات أو الخصائص المقاسة ، وعلي ذلك يمكن الوصول إلى نسبة المدى من خلال قسمة أكبر درجة أو القياس الأقصي علي أصغر درجة أو القياس الأدني . 

ويتأثر مدى الفروق الفردية بعدد من العوامل وهي : 

أ- العمر الزمني : 

يؤثر العمر الزمني علي مدى الفروق الفردية ، فيميل هذا المدى إلى الزيادة مع تزايد العمر الزمني فتصبح الفروق الفردية في كل من الخصائص العقلية والخصائص الانفعالية أكبر ، ويصبح التباين في هذه الخصائص في مرحلتي المراهقة والشباب أكبر منه في مرحلتي الطفولة المبكرة والوسطي . 

ولذا يقاس الذكاء كمفهوم عام في مرحلتي الطفولة المبكرة والوسطي ثم يحدث تمايز في النشاط العقلي فيما بعد بعد سن ( 12 ) وهذا يعني أن الذكاء يتغير في تنظيمه مع تزايد العمر الزمني من عامل عقلي عام أو قدرة عقلية عامة إلى مجموعة من العوامل أو القدرات المتمايزة ، الأمر الذي يترتب عليه اختلاف أساليب قياس الذكاء تبعاً لتزايد العمر الزمني . 

2- طبيعة السمة أو الخاصية أو الصفة المقاسة : 

ويختلف مدى الفروق الفردية باختلاف طبيعة السمة فالسمات التي تنتمي إلى التنظيم الانفعالي في الشخصية تختلف في مداها أكبر من مدى الفروق الفردية في السمات أو الخصائص العقلية ، كما أن مدى الفروق الفردية في السمات أو الخصائص العقلية أكبر من مدى الفروق الفردية في المهارات الحركية . 

3- الممارسة أو الخبرة في التدريب : 

تؤثر المهارة ، الخبرة ، أو التدريب علي مدى الفروق اللفردية فيزيد هذا المدى بزيادة الممارسة ، بمعني أن الجرعات المتساوية من الممارسة تؤدى إلى زيادة الفروق الفردية بين الأفراد نظراً لاختلاف السمات أو الخصائص المختلفة في الوصول إلى مرحلة الثبات . 

4- النوع : 

يختلف مدى الفروق الفردية باختلاف الجنس بمعني ان مدى الفروق الفردية بين الذكور أكبر منه بين الإناث من نفس المدى العمري ، ويترتب علي هذه الحقيقة أن : 

- نسبة المتفوقين عقلياً من الذكور أكبر من نسبة المتفوقات عقلياً من الإناث من نفس المدى العمري مع ثبات عدد أفراد العينة المنسوب إليها . 

- نسبة المتخلفين عقلياً من الذكور أكبر من نسبة المتخلفات عقلياً من الإناث من نفس المدى العمري مع ثبات عدد أفراد العينة المنسوب إليها . 

- هناك بعض الخصائص أو السمات يحرز فيها الذكور تفوقاً نسبياً عن الإناث مثل : القدرة العددية ، والقدرة الرياضية ، والميل الميكانيكي ، والميل الحسابي. 

- هناك بعض الخصائص أو السمات التي تحرز فيها الإناث تفوقاً نسبياً علي الذكور مثل : القدرة اللغوية ، والميل الأدبي ، والميل إلى الخدمة الاجتماعية .

تعليقات