ما هي مراحل التخطيط الاستراتيجي ؟ |
مراحل عملية التخطيط الاستراتيجي :
تصنف مراحل التخطيط الإستراتيجي عموماً إلي أربعة مراحل وهي : الرؤية الاستراتيجية ، الرسالة الإستراتيجية ، الأهداف الاستراتيجية ، التحليل الاستراتيجي ، الخيار الإستراتيجي ، والتي تتلخص فيما يلي :
(1) الرؤية الاستراتيجية :
هي المسار المستقبلي للمؤسسة الذي يحدد الوجهة التي ترغب في الوصول إليها ، والمركز السوقي التي تنوي تحقيقه ، ونوعية القدرات والإمكانات التي تخطط لتنميتها . والرؤية لا يجب أن تتعارض مع بيان المهمة وهدف المؤسسة ، فهي تركز علي صورتها وما تريد أن تحققه ، وما هو شكل المؤسسة عند تحقيق أهدافها .
وبالتالي تبين الرؤية إلى أين تتجه المؤسسة ، وما هي الهيئة التي ستكون عليها مؤسسة الأعمال مستقبلاً ، فهي بذلك توفر الإرشاد بشأن الأساس الذي يجب المحافظة عليه ، وتصور المستقبل الذي ينبغي حث خطي الأعمال تجاهه .
وبالتالي فإن وجود رؤية إستراتيجية واضحة ومميزة يعد بمثابة حجر الزاوية في بناء وتحقيق الإستراتيجية الفعالة ، فعملية صياغة الرؤية الاستراتيجية ليست مجرد سباق في اختبار الشعارات المنمقة والعبارات الجذابة ولكنها منهج في الفكر الإستراتيجي المتعلق بمستقبل المؤسسة ، ونوعية أنشطتها المطلوبة ومكانتها السوقية المتوقعة والذي يساعد في وضع المؤسسة لمسار إستراتيجي فعال تلتزم به الإدارة .
وعلي العموم تتكون الرؤية الاستراتيجية من ثلاثة عناصر رئيسية هي :
1- المهام : سبب وجود المؤسسة .
2- القيم الرئيسية : مميزات المؤسسة عن الآخرين .
3- الأهداف : ما تسعي المؤسسة لتحقيقه .
وعليه فالرؤية الإستراتيجية تعكس الطموحات التي تسعي المؤسسة إلى الوصول إليها في المستقبل تحقيقاً للتميز عن الآخرين . لذلك فإن الرؤية تضبط الممارسة الإستراتيجية في المؤسسة ، إذ أن بناءها علي الذكائين الداخلي والخارجي اللذين يمنحان صورة مستقبلية عن احتياجات الزبائن ، نقائص المنافسة ، المخاطر ، الفرص والمهارات القابلة للتطوير يفضي إلى رسم المعالم الجديدة للأسواق والمقاربات التنفيذية الممكنة ، وهو ما يمثل في الحقيقة إطار ممارسة الإستراتيجية .
ثم إن ممارسة الرؤية الإستراتيجية تسمح للمؤسسة بمعرفة اتجاهاتها وكذا معرفة العناصر التي تمكنها من بلوغ مرادها من تلك العناصر التي تعيقها علي ذلك .
ويشير كوتلر ( Kotler ) إلى أن الرؤية الفعالة تتوفر فيها الخصائص التالية :
1- الخيالية :
أي الصورة التي يمكن تخيل هيئة المستقبل من خلالها .
2- التركيز :
واضحة يمكن تركيز الجهود والموارد نحوها .
3- المرونة :
تتصف بالعمومية والشمولية والحيوية بما يسمح باستخدامها كقاعدة لمبادرات محددة .
4- متجذرة :
تستمد أصولها من ماضي المؤسسة وحاضرها .
5- جماعية :
يشارك في وضعها جميع العاملين .
6- الإعلامية وقابلية الإيصال :
تتميز بالسهولة اللغوية بحيث يمكن شرحها وتوصيل معناها للغالبية من الناس والتواصل من خلالها معهم .
7- الجاذبية :
تجتذب قلوب وتأسر عقول فئات المتعاملين من خلال تعبيرها عن طموحاتهم وأمانيهم .
(2) الرسالة الإستراتيجية :
يرتبط وجود أي مؤسسة برسالة معينة تسعي إلى تحقيقها ، وتستمد الرسالة مقوماتها الأساسية من القيم التي يحملها مؤسسوها ومن البيئة التي تعمل بها المؤسسة والمجتمع الذي تنتمي إليه ، فالرسالة هي الغرض أو سبب وجود المؤسسة في بيئة معينة ، حيث أنها وثيقة مكتوبة تمثل دستور المؤسسة والمرشد الرئيس لكافة القرارات والجهود ، وتغطي عادة فترة زمنية طويلة الأمد .
ويمكن تعريفها بأنها " الإطار المميز للمؤسسة عن غيرها من المؤسسات الأخرى من حيث مجال نشاطها ومنتجاتها وعملائها أسواقها ، بهدف بيان السبب الجوهري لوجود المؤسسة وهويتها وعملياتها وممارساتها .
وتكمن أهمية الرسالة في كونها عنصر التماسك ووضوح الغرض لكل مؤسسة كما أنها تعد نقطة مرجعية لمتخذي القرار ، ويجب أن تكون الرسالة مختصرة وعامة ، فهي تعتبر دليل ومرشد عام للتخطيط الإستراتيجي .
خصائص الرسالة الفعالة :
هناك مجموعة من الخصائص الواجب توافر في الرسالة الجيدة أهمها ما يلي :
1- أن تعكس الأهداف والغايات التي تسعي المؤسسة لبلوغها .
2- يجب أن تتضمن الرسالة بيانات حقيقية عن المؤسسة مع عدم المبالغة فيها .
3- يجب أن تكون الرسالة قابلة للتحقيق .
4- كون الرسالة بمثابة مرشد وإطار عام للمديرين يتم من خلاله اتخاذ الاستراتيجيات المختلفة داخل المؤسسة .
مكونات وأبعاد رسالة المؤسسة :
نجد أن إجماعاً بين أغلب الباحثين بأن مكونات رسالة المؤسسة تتمثل بالآتي :
1- مجال عمل المؤسسة :
يفترض أن يتم تحديد المجال الذي تنوي أن تنشط فيه المؤسسة بطريقة مرنة وواضحة تسمح بالتطور اللاحق .
2- عملاء المؤسسة :
إن عملاء المؤسسة يمثلون المصدر الأساسي للدخل فيها وبالتالي يفترض أن تحدد المؤسسة هؤلاء العملاء ، ليس بالمنظور الآتي بل وباحتمالية زيادة هذا العدد .
3- المنتجات والخدمات :
إن رسالة المؤسسة تركز علي طبيعة المنتجات والخدمات الرئيسية التي تقدم الأسواق وتلبي حاجة العملاء .
4- أسواق المؤسسة :
أين تنافس المؤسسة ؟ وفي أي الأسواق تكون هذه المنافس؟ .
5- التكنولوجيا :
تعبر التكنولوجيا عن إطار عام يتمثل بالجانب الفني أو المعرفي في المؤسسة .
6- الموردون :
أصبح التجهيز يشكل أهمية خاصة بسبب ندرة مصادر الإمداد وارتفاع أسعار الموارد اللازمة ، لذلك من المهم إعطاء المجهزون الأهمية والعناية في إطار توجهات المؤسسة ورسالتها .
(3) الأهداف أو الغايات الإستراتيجية :
تحدد الأهداف توجهات المؤسسة ، وتعكس مدى قدرتها علي التفاعل مع بيئتها ، وللأهداف دور كبير في إصدار القرارات الإستراتيجية ، وتوضيح أولوياتها وأهمية كل منها ، وتسهم الأهداف في تقييم أداء المؤسسة ، والتعرف إلى معدلات نموها ، ومن ثم فإن المؤسسة في حاجة إلى وضع أهداف موضوعية وواضحة وعادلة وقابلة للتحقيق .
وتعرف علي أنها " النتائج النهائية لنشاطات تتم بطريقة عالية التنظيم ، وتعبر عن نية لدي المخطط ، للإنتقال من الموقف الحالي إلى الموقف المستهدف ، الذي يزيد نوعياً من حيث القدرة علي الإنجاز عن الموقف الحالي ، وتحدد الأهداف ما يجب أن تفعل المؤسسة ؟ ومتي هذا الفعل ؟ .
خصائص ومعايير الأهداف الجيدة :
وعلي العموم ، فإن الأهداف الجيدة تتميز بالخصائص التالية :
1- أن تكون محددة بدقة وقابلة للقياس وقابلة للتحقق .
2- وضوح الأهداف الفرعية ويجب أن تكون متوافقة ومتكاملة ، وغير متعارضة ، حتى تحقق الهدف الرئيس .
3- المرونة : أن تتسم الأهداف بالقدرة علي تحقيق التكيف مع التغيرات ، غير المتوقعة في بيئة أعمال المؤسسة .
4- القابلية للفهم : يجب أن تصاغ الأهداف بكلمات سهلة ومفهومة بقدر الإمكان من جانب الأفراد الذين سيتولون تحقيقها .
(4) التحليل الإسراتيجي للبيئة :
يقصد بعملية التحليل الإستراتيجي للبيئة مراجعة كل من البيئة الخارجية بغرض التعرف علي أهم التحديات التي تواجه المؤسسة ، والبيئة الداخلية بغرض التعرف علي اهم نقاط الضعف والقوة في المؤسسة .
ويعرف التحليل الإستراتيجي علي أنه " ضرورة التحليل البيئي كضرورة أساسية للتخطيط الإستراتيجي وعدم الاعتماد علي الماضي ، لأن المتغيرات تتنامي بسرعة ديناميكية ، وما هو فرصة الآن قد يزول غداً ، وما هو نقاط قوة قد يتحول إلى نقط ضعف وبالعكس ، ويمكن أن يؤدى هذا التحليل إلى تغيير في رسالة المؤسسة أو في أحد أهدافها أو في بعض أنشطتها واستراتيجياتها ، أو قد يعزز الإستراتيجية القائمة للمؤسسة والإبقاء علي نفس رسالتها " .
ويشتمل التحليل الإستراتيجي علي :
1- تحليل البيئة الداخلية :
تقوم المؤسسة بتحليل إستراتيجي للبيئة الداخلية من أجل تحديد نقاط قوتها وضعفها حالياً ، وتحديد جوانب القوة والضعف المتوقعة مستقبلاً وتأخذ شكلين :
- نقاط القوة :
تلك الخصائص التي تعطي المؤسسة إمكانيات جيدة تعزز عناصر القوة وتساهم في إنجاز العمل بمهارة وخبرة عالية ، والتي يجب الاعتماد عليها بشكل رئيسي .
- نقاط الضعف :
هي الحالة التي تجعل المؤسسة غير قادرة علي التنافس أو ترغمها في عدم الوصول إلى الميزة التنافسية وبالتالي يجب العمل علي تقويتها وتحويلها إلى نقاط قوة .
مكونات البيئة الداخلية :
وتتمثل عناصر القوة وعناصر الضعف في ثلاث محاور هي : الهيكل التنظيمي ، الثقافة التنظيمية السائدة فيها ، والموارد المتاحة لها ، حيث :
- الهيكل التنظيمي :
فبموجب الهيكل التنظيمي يتم تحديد العلاقات القائمة في المؤسسة وتوزيع الأدوار والمسؤوليات والصلاحيات ، وتتحدد شبكات الاتصال وانسياب المعلومات بين مختلف المستويات التنظيمية والإدارية ، وهكذا تتشكل الإدارات الرئيسية والفرعية وصولاً إلى مستوي الفرد باعتباره شاغلاً لوظيفة معينة ضمن هذا الهيكل .
- الثقافة التنظيمية :
هي تمثل الإطار القيمي والأخلاقي والسلوكي الذي تعتمده المؤسسة في تعاملها مع مختلف الأطراف ، ومع ذلك فإنه يمكن رؤية الثقافة بكونها تمثل مجموعة القيم والمعتقدات والإفتراضات والرموز والطقوس والمعايير السلوكية والإتصالات والتقاليد والأعراف السائدة في مؤسسة ما بحيث تعطي لهذه المؤسسة تفرداً وخصوصية قياساً بالمنظمات الأخرى ، لذلك بالثقافة التنظيمية هي بصمة المؤسسة وهويتها الخاصة .
- الموارد :
إن من المسلمات الأساسية في الإدارة الناجحة أن ينصب الاهتمام المركز للمدراء الاستراتيجيين علي خلق حالة حقيقة من التوازن بين الخطط الإستراتيجية وبين الموارد المتاحة داخل المؤسسة لتمويل تلك الخطط . والموارد المتاحة في المؤسسة تمثل ذلك المزيج من الموارد المالية والبشرية والتكنولوجيا والأنظمة الإدارية المختلفة ونظم المعلومات الإدارية ونظم التسويق الفعالة والموارد ذات الصلة بالبحث والتطوير .
2- تحليل البيئة الخارجية :
تشير البيئة الخارجية إلى جميع العوامل المحيطة والمؤثرة بالمؤسسة بشكل مباشر أو غير مباشر عند قيام المؤسسة بممارسة نشاطها مما يؤثر علي قراراتها التي تتخذها لتحقيق أهدافها .
وتنقسم عناصر البيئة الخارجية إلى مستويين :
- البيئة الخارجية العامة :
وتشمل المتغيرات البيئية التي تؤثر علي جميع المنظمات العاملة في المجتمع بغض النظر عن طبيعة النشاط الذي تقوم به ، أو المجال الذي تنتمي إليه مثل : العوامل الاقتصادية ، والعوامل السياسية ، العوامل السكانية ، والعوامل الاجتماعية .... إلخ .
- البيئة الخارجية الخاصة :
وتتضمن العوامل البيئية ذات التأثير الخاص علي مجال النشاط التي تعمل به المؤسسة مثل : العملاء الحاليون والمتوقعون ، والموردون ، والمنافسون ، والسلع أو الخدمات البديلة ، وينتهي تحليل الموقف الراهن لعناصر البيئة الخارجية بتحديد الفرص والتهديدات .
ويمر هذا التحليل بخطوتين أساسيتين هما :
1- الفرص :
تلك الظروف المحيطة بالمؤسسة في مكان معين من السوق ، وفي فترة زمنية محددة ، وتتمكن المؤسسة من استغلال تلك الظروف في تحقيق أهدافها الاستراتيجية .
2- التهديدات :
تلك الأحداث المحتملة التي إذا ما حصلت فسوف تسبب خطراً أو آثاراً سلبية للمؤسسة .
(5) الخيار الإستراتيجي :
هي المرحلة التي تعقب عملية التحليل البيئي ( الاستراتيجي ) ، وهي المرجع في العملية المتسلسلة والمترابطة الخطوات والتي يتم فيها عرض البدائل الاستراتيجية وتحديد الأفضل من بينها وفقاً لمعايير تحددها عملية الخيار ذاتها والتي تعتمد أساساً علي نتائج التحليل البيئي الواردة في الخطوات السابقة .
وتقوم المؤسسة بإجراء تحليل SWOT وفقاً للمعلومات التي تحصل عليها من التحليل البيئي لتحديد الاستراتيجية التي تحقق الموائمة بين موارد المؤسسة وقدرتها الداخلية من جهة ومتطلبات البيئة الخارجية من جهة أخرى .
فتحاول المؤسسة بذلك تحفيز نقاط القوة لاستغلال الفرص وتقليل أو السيطرة علي جوانب الضعف ومواجهة التهديدات المحتملة .
ويتم اختيار البديل الإستراتيجي الذي يتمتع بالخصائص الآتية :
1- الذي يعتمد علي نقاط القوة التي تتمتع بها المؤسسة .
2- الذي يساعد في التغلب علي نقاط الضعف التي تعاني منها المؤسسة .
3- الذي يساعد في الاستفادة من الفرص التي تفرزها البيئة .
4- الذي يساعد في الحد من تأثير تهديدات البيئة .
5- الذي يتناسب مع موارد المؤسسة وإمكانياتها .
6- الذي يحقق الأهداف المرجوة .
تعليقات