U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

مظاهر الاغتراب وأبعاده

مظاهر الاغتراب
ما هي مظاهر وأبعاد الاغتراب ؟ 

مظاهر الاغتراب وأبعاده : 

بعد التطور الذي حدث لمصطلح الاغتراب علي مستوي المفهوم ، يلاحظ أن أعمال كل من ( كلاك 1959 ) و ( ديفيز 1955 ) و ( دين 1961 ) و ( سيمان 1959 ) ، كانت من أشهر المحاولات لنقل الاغتراب من مستوي المفاهيم إلى أبعاد يمكن خلالها ترجمة المفهوم إلى مظاهر ومكونات وسمات . 

وأصبح بالإمكان اعتبار الاغتراب مفهوماً متعدد الأبعاد ، أي يتشكل ويتكون من عدة مكونات أو أبعاد أو مظاهر ، وهو يوصف بأنه قطبي الاتجاه ، أي يقع في أحد طرفيه الاغتراب وعلي طرفه الآخر يقع الانتماء . 

ويمكن تحديد خمسة استخدامات لهذا المفهوم ، وهي خمسة مظاهر أو سمات أو مكونات فرعية ، كالتالي : 

1- العجز أو انعدام القوة . 

2- اللامعني . 

3- العزلة . 

4- اللامعيارية . 

5- الاغتراب عن تحقيق الذات . 

وفيما يلي توضيح لهذه الأبعاد والمظاهر : 

(1) الشعور بالعجز : 

ويعني شعور الفرد بأنه لا يستطيع أن يؤثر في المواقف الاجتماعية التي يواجهها وبالتالي فالفرد المغترب لا يستطيع أن يقرر مصيره أو التاثير في مجرى الأحداث أو في صنع القرارات المهمة التي تختص بحياته ومصيره فيعجزه ذلك عن تحقيق ذاته . 

ويقصد به أيضا شعور بالفرد باللاحول واللاقوة ، وأنه لا يستطيع التأثير في المواقف الاجتماعية التي يواجهها ، ويعجز عن السيطرة علي تصرفاته وأفكاره ورغباته ، وبالتالي لا يستطيع أن يقرر مصيره ، فمصيره وإرادته ليستا بيده بل تحددهما عوامل وقوي خارجة عن إرادته الذاتية ، كما لا يمكنه أن يؤثر في مجري الأحداث أو وضع القرارات المصيرية الحياتية . وبالتالي يعجز عن تحقيق ذاته ، أو يشعر بحالة من الاستسلام والخنوع . 

ويعرف أيضاً باليأس المكتسب Learned Hopelessness ، وهو الاعتقاد من جانب الفرد بفقد السيطرة علي الأحداث من حوله ، وهذا الاعتقاد نابع من إدراكه الشخصي بأن النتائج والأحداث التي يخبرها تكون منفصلة عن تصرفاته وجهوده . وبعبارة أخرى يدرك بأنه عاجز عن التأثير فيما يحدث له علي مختلف المستويات . 

أما نويسر Nuisser فيعرفه بأنه النتتيجة السلبية للتجارب المتكررة للفشل والمؤدية إلى التخلي عن بذل أي جهد ، فتكرار الفشل يؤدى إلى تعلمه ، بالإضافة إلى عدم الفعالية مستقبلاً . 

وقد ركز تويسر في تعريفه للعجز المكتسب علي الفشل كسبب للعجز وأهمل إدراك الفرد للعلاقة بين سلوكه والمواقف التي تواجهه . 

ويؤكد جبسون Gibson علي أن الأفراد يشكلون توقعاً لمواجهة المواقف والتحكم فيها ، فالفرد أمام موقف تعجيزي يعتقد بأن قدرته علي التحكم أقل بكثير مما يتطلبه ذلك الموقف . 

إذن فالعجز هو شعور الفرد باللاحول واللاقوة اتجاه النتائج السلبية للتجارب المتكررة للفشل ، والتي تؤدى إلى الاعتقاد بعدم فاعلية الاستجابة التي يولدها الفرد أمام المواقف ، فيعجز عن السيطرة علي تصرفاته وأفكاره ورغباته وبالتالي لا يتمكن من تقرير مصيره . 

أنواع العجز المكتسب : 

1- العجز البديل : 

تبين البحوث حول العجز المتعلم بأن هناك ما يسمي بالعجز البديلي Vicarious Helplessness ، الذي يشير إلى أنه ليس بالضرورة أن يتعلم الفرد أو يكتسب العجز نتيجة مروره شخصياً بخبرات سلبية ، بل يمكن أن يصل إلى حالة العجز المتعلم من إدراك أو رؤية تأثير الحالة علي الآخرين من حوله . 

وبعبارة أخرى يتعلم العجز من مشاهدة الآخرين الذين يعانون منه . وهذا الاستنتاج يماثل ما تبينه نظرية التعلم الاجتماعي Social Learning Theory بأن الفرد يتعلم بعض الاستجابات السلوكية من خلال عملية التقليد لما يسلكه الآخرون ، كما أن حالة العجز المتعلم توصف بأنها معدية Contagious ولها قابلية الاستمرار والانتشار . 

2- العجز العالمي Universal Helplessness : 

ويقتضي أن الأفراد يواجهون حوادث لا يمكن تجنبها أو التحكم فيها ، وتكون هذه الأخيرة مشتركة كالأمراض المزمنة ، الحروب ، الوفيات . هذا إذا كانت خارجية وغير متحكم فيها ، فيمكننا القول ان العجز العالمي عجز طبيعي . 

3- العجز الشخصي Personal Helplessness : 

ومفاده أن الأفراد يعزون الأحداث غير المتحكم فيها إلى ذواتهم ، لأنهم يدركون أن هناك أشخاصاً آخرين قادرين علي التحكم فيها ، فالعجز الذي يعانون منه مرده إليهم فقط ، وهو عجز نسبي . 

وحسب قاربر Garber وهولون Hollon  ، فإن الأفراد ذوي العجز المكتسب الشخصي يشعرون بضعف في تقديراتهم حول ذواتهم فيكونون بذلك أقرب إلى الاكتئاب . 

أعراض العجز : 

1- العجز : يعني أن يتوقع الفرد أنه لن يستطيع تحقيق ما يريده من مكافأة أو تعزيز ، وذلك لاعتقاده أنه عاجز عن تحديد مسار الأحداث أو تحديد النتائج التي تنشأ نتيجة لهذه الأحداث . 

2- التشاؤم : وهو إحساس الفرد بعدم الطمأنينة وتوقع الفشل وسوء الحظ في كل شئ ، وإحساسه دائما بالخطر ، ويبدو المستقبل أمامه كئيباً موحشاً . 

3- اليأس : هو حالة من عدم الرغبة في التفوق وإتمام المهام الصعبة ، وهو أيضاً عدم الرغبة في بلوغ معايير التفوق علي الآخرين وانعدام روح المنافسة . 

3- نقص الثقة بالنفس : مما يؤدى إلى تدهور الأداء . 

4- تثبيط مهارات الفرد الاجتماعية : حيث يشعر الفرد أنه عديم القيمة ويائس . 

5- الشعور بعدم الكفاءة : يشعر الفرد أنه غير كفء ، وعاجز عن السيطرة في مهمة جديدة . 

6- شعور الفرد بعدم القيمة : لأنه لا يستطيع أن يحدد مصيره أو يوجه مسار حياته كما يريد وينبغي . 

7- طغيان الأفكار الانتحارية : حيث أشار روزنثال Rosenthal أن لجوء بعض الأفراد لمحاولة الانتتحار يشكل أحد مظاهر العجز المكتسب . 

وحسب " بيترسن " Peterson وسيلغمان Seligman فإن تعلم استقلالية العلاقة بين التصرفات الذاتية والأحداث ( العجز ) يولد مظاهر تتمثل فيما يلي : 

1- القصور المعرفي Congnitif Deficits : 

يتجلي في صعوبة إدراك الفرد أن الأحداث تتعلق بتصرفاته الذاتية ، وهذا بناء علي تعلمه الأولي والمسبق للتحكم ، فتتعذر عليه الاستجابة باستجابة موافقه لطبيعة الحدث الذي هو فيه ، ويري كل من بيترسن وسليغمان أن الفرد يتعلم العجز خلال تعرضه لحوادث غير متوقعة وغير متحكم فيها ، فتظهر استجابته مستقلة عن الحدث . 

2- القصور الدافعي Motivational Deficits : 

ويظهر بالانخفاض في الدافعية ، وإعطاء استجابات عفوية بالإضافة إلى عدم تمكن الشخص من توليد السلوك اللازم ، واستراتيجيات بديلة عنه . 

بمعني أن دافعية الاستجابة للموقف تنخفض ، فإما أن لا يستجيب الفرد مطلقاً ، أو تكون استجابته غير فعالة إزاءه . 

3- القصور الوجداني Emotional Deficits : 

ويتجسد بظهور العرضية الاكتئابية بشكليها النفسي والفيزيولوجي ، فيلاحظ انخفاض في الأداء ، وفي تقدير الذات ، بالإضافة إلى القلق والنفور . 

(2) اللامعني : 

ويعني أن الفرد لن يستطيع التنبؤ بدرجة عالية من الكفاءة بالنتائج المستقبلية ، كما يشعر الفرد أن الحياة فقدت معناها ، ودلالاتها ومعقوليتها ويمكن أن يؤدى ذلك إلى فقدان مسوغات استمرارها في نظرهم ، وينجم مثل هذا الشعور لديهم بسبب الإحباط الذي يمكن أن يتعرضوا له ، وعدم إشباع الحاجات المختلفة الجسدية والنفسية والاجتماعية . 

ويعبر اللامعني عن نوع من الضياع ، يعجز فيه الفرد عن توجيه سلوكه نحو أهداف معينة ، لأنه لا يستطيع فهم المعايير التي توجه تصرفات المسؤولين وقد ربط أحد الباحثين اللامعني بالمدخلات التي يستقبلها الفرد من بيئته ، وهي نابعة من النظام الاجتماعي والتي قد يصعب عليه فهمها وإيجاد معني لها . 

كشفت الدراسات في مجال السلوك التنظيمي لفقدان المعني عن ظهور هذا البعد وتزايد الميل نحو اللامعني في ظروف التصنيع الحديث وانتشار النسق البيروقراطي وتزايد العقلانية الوظيفية ، والواقع أن هذا البعد مرتبط أشد الارتباط ببعد سلب المعرفة واللامعيارية . 

(3) اللامعيارية : 

اشتق سيمان هذا المصطلح من وصف " دور كايم " للحالة التي تصيب المجتمع ، وتوصف هذه الحالة بانهيار المعايير التي تنظم السلوك وتوجهه . 

وتعني شعور الفرد بأن الوسائل غير المشروعة مطلوبة وأنه بحاجة إليها لإنجاز الأهداف ، وهذه الحالة تنشأ عندما تتفكك القيم والمعايير الاجتماعية وتفشل في السيطرة علي السلوك الفردي وضبطه . 

ويحدث ذلك عندما يشعر الطالب بعدم وجود ضوابط ومعايير وقيم واحدة للموضوع الواحد ، فيصطدم بوجود القيم ونقضيها للموضوع الواحد ، فتحدث الفجوة بين الغايات الوسائل ، فيشعر الفرد بضياع القيم والمعايير . 

التعريفات والاستخدامات المختلفة للامعيارية : 

هناك فئتين واسعتين يمكن تمييزها في التعريفات الاجتماعية المعاصرة هاتين الفئتين هما : 

- التعريفات الاجتماعية النفسية التي تهتم بالجانب الذاتي . 

- التعريفات السوسيولوجية التي تهتم بالجانب الموضوعي . 

1- الاستخدامات الذاتية :

والتعريفات النفسية الاجتماعية التي تهتم بالجانب الذاتي منها تعريف روبرت ماكيفر وذلك عندما نظر للامعيارية باعتبارها اعتلال آخر للإنسان الديمقراطي وهذا الاعتلال عبارة عن تصدع لإحساس الفرد وشعوره بالارتباط بالمجتمع ككل فاللامعيارية في نظره حالة ذهن الفرد الذي انتزع من أصوله الأخلاقية حيث يصير الإنسان اللامعياري في حالة العقم الروحي مستجيباً لنفسه فقط غير مسئول عمن سواه . 

وقد أشار لمثل هذا " هاولد لاسول " حيث حاول أن يستخدم التفسير الاجتماعي للامعيارية علي أنه نقص في تحقيق التوحيد أو التوافق في جانب " الأنا الحقيقية " الأساسية للفرد مع الآخرين أي أنه يشعر بالعزلة النفسية وذلك ناتج عن الفهم الخاطئ للذات وعدم تقديره لذاته فيشعر أنه غير مقبول وغير مرغوب فيه وغير ذي قيمة . 

2- الاستخدامات الموضوعية : 

التعريفات السوسيولوجية وهي تشير إلى المجتمع ككل أو بعض أجزائه ، يقول " ميرتون " إن المفهوم السوسيولوجي يقابله في الطرف الآخر المفهوم الذاتي والعكس صحيح . 

وقد أشار كل من " دور كايم " و " ميرتون " إلى أن اللامعيارية هو نتائج البناء الاجتماعي أكثر من كونها حالة البناء الاجتماعي ، كما أن كلا منهما يشير إلى أن الظاهرة الثقافية الاجتماعية تختلف عن العمليات الشخصية . 

إن " دور كايم " يعتبر اللامعيارية حالة طارئة تعبر عن فقد المعايير الاجتماعية نتيجة التغيرات الاجتماعية السريعة . 

بينما يري " ميرتون " ومن نفس المنظور السوسيولوجي أن اللامعيارية حالة ملازمة ومعبرة عن التناقضات التي يعيشها الفرد في مجتمع يعطي الأهمية القصوي للنجاح في حين أن ذلك لا يمنح الفرصة بالتساوي في استخدام الوسائل التي يرضاها لجميع أفراده للوصول إلى تلك الغاية المطلوبة اجتماعياً . 

العوامل المؤدية لظهور اللامعيارية : 

تظهر اللامعيارية نتيجة للتغيرات الاجتماعية والثقافية السريعة التي تؤدى بدورها إلى ظهور العوامل التالية : 

1- ضعف التماسك الأسري . 

2- ضعف التنشئة الاجتماعية . 

3- دور وسائل الإعلام السلبي . 

4- الفقر والمستوي الاقتصادي . 

5- الهجرة ومنطقة السكن . 

(4) العزلة الاجتماعية Social Isolation : 

تعني إحساس الفرد بالوحدة ، ومحاولة الابتعاد عن العلاقات الاجتماعية السائدة في المجتمع ، أي أنها حالة لا يشعر الفرد فيها بالانتماء  إلى الأمة والمجتمع . 

كما يقصد بها شعور الفرد بالوحدة والفراغ النفسي ، والافتقاد إلى الأمن والعلاقات الاجتماعية الحميمة ، والبعد عن الآخرين حتى إن وجد بينهم . 

كما قد يصاحب العزلة الشعور بالرفض الاجتماعي والانعزال عن الأهداف الثقافية للمجتمع والانفصال بين أهداف الفرد وبين قيم المجتمع ومعاييره . 

وتمثل العزلة الاجتماعية مظهراً من مظاهر السلوك الإنساني له تأثيرات خطيرة علي شخصية الفرد وعلاقته بالآخرين حيث تشير إلى عدم قدرته علي الانخراط في العلاقات الاجتماعية أو علي مواصلة الانخراط فيه وعلي تقوقعه أو تمركزه حول ذاته حيث تنفصل ذاته في هذه الحالة عن ذوات الآخرين مما يدل علي عدم كفاية جاذبية شبكة العلاقات الاجتماعية للفرد من حيث عدم الارتباط بين أعضائها أو الاغتراب فيما بينهم . 

تأثيرات العزلة الاجتماعية : 

1- علي المستوي الفردي : 

مما لا شك فيه أن غياب وضعف الروابط الاجتماعية ، يؤدى إلى نتائج خطيرة علي المستويين النفسي والاجتماعي للأفراد ، ومن أوائل من اشار لهذا كان " فارش ودونهام " في عام 1939 ، حيث رحجوا أن فقد التواصل داخل المجتمعات يمكنه أن يؤدى لظهور بعض أعراض الشخصية الفصامية . 

وتتلخص هذه الآثار حسب دراسة دوركهايم 1951 في فقد المواءمة بين الفرد والمجتمع ، مما يؤدى لغياب الضبط الاجتماعي القائم علي القيم المجتمعية ، ويؤدى هذا بدوره لفقد الثبات الاجتماعي والنفسي وما يتبع هذا من اضطرابات نفسية منها القلق والتوتر وسوء الأداء الوظيفي والاكتئاب الذي قد يدفع بالإنسان في النهاية إلى الانتحار . 

وتتابعت الدراسات للتعرف علي آثار هذه العزلة علي الإنسان حيث ركز كل من " سلي 1956 "  و " هنكل " و " ولف " 1957 ، وتبعهم " هولمس " و " راي " 1967 ، و " كاسل 1974 " ، و " كوب " 1976 ، و " فيل " و " بومان " 1992 ، علي أن العزلة الاجتماعية تصنع تأثيراتها علي الإنسان من خلال غياب العدم الاجتماعي ( social support ) الذي تقدمه الشبكات الاجتماعية المختلفة . 

وهذا الدعم الاجتماعي يمكننا تعريفه علي أنه الدور الذي تقوم به العلاقات الاجتماعية المختلفة للحفاظ علي - وتحسين - صحة الإنسان ، ويمكننا أن نعتبره كعامل مضاد يعادل تأثيرات الضغوط المستمرة علي صحة الإنسان النفسية والبدنية . 

ومما لا شك فيه أن غياب العلاقات المجتمعية الحميمة يدفع أفراد المجتمع للهروب من مشاكلهم الحياتية المزمنة ، وضغوط حياتهم ، بوسائل متعددة ، منها السقوط في مستنقع الإدمان أو الهروب في عالم الإنترنت الخيالي ، والغوص فيه حتى الثمالة في علاقات تتميز بالسيولة وعدم الاستقرار .. علاقات متعددة وكثيرة وتشمل جميع أرجاء المعمورة ، ولكنها تفتقد الدفء والحميمية . 

2- علي المستوي الجماعي : 

غياب التعاون بين أفراد الحي الواحد أدي بنا إلى ما نعاني منه من فوضي مجتمعية عارمة ، حيث تحول اهتمام الفرد كاملاً إلى أسرته ، وأصبحت حدود العالم بالنسبة للإنسان تنتهي عند حدود باب شقته ، نجد الجمال والنظافة في الداخل والقبح والقذارة في الخارج ، لا يطرف لنا جفن ونحن نشاهد أو نشارك في صنع التلوث البصري والسمعي والبيئي ، ولا يعنينا الاهتمام بأمر الجيران ومشاكلهم ... 

المهم فقط أن يتعامل كل منا مع مشاكله الخاصة ويسير أموره وأمور أسرته ، وغاب عن وعينا وإدراكنا أهمية أن نتعاون سوياً من أجل جلب مصلحة عامة أو درء مفسدة توشك أن تقتلعنا الواحد تلو الآخر من جذورنا فشعار المرحلة " أنا ومن بعدي الطوفان " . 

(5) الاغتراب عن الذات : 

يشير هذا المظهر إلي شعور الفرد بعدم القدرة علي إيجاد الأنشطة المكافئة ذاتياً ، فلا يستطيع الفرد أن يستمد الرضا من نشاطاته ، وصلته بذاته الحقيقية ، انه إحساس الفرد وشعوره بتباعده عن ذاته . 

وقد صنف الشعور بالاغتراب إلى : 

1- الشعور بالاغتراب عن الذات : 

- الأنا المغترب فاقد الاحتياج . 

- الأنا المغترب فاقد اضبط . 

2- الشعور بالاغتراب عن الآخرين ويتضمن : 

- الشعور بزيف الواقع وتجنب الآخرين . 

- الاغتراب الفطري عن الآخرين . 

- الاغتراب الوجداني عن الآخرين . 

وحسب هذا المفهوم السوسيوسيكولوجي المتعدد الأبعاد لمفهوم الاغتراب ، فإنه يمكن القول أن الشخص المغترب هو الشخص الذي لا يحس بفاعليته ولا أهميته ولا وزنه في الحياة ويشعر تبعا لذلك بانعدام تأثيره علي المواقف الاجتماعية والنفسية التي يتفاعل معها . 

ويشعر بأن اتساق القيم التي يضخع لتأثيرها أصبحت نسبية ومتناقضة وغامضة ومتغيرة باستمرار وبسرعة ، وأن علاقاته الاجتماعية لا تحقيق له ذاته ويتجه تبعاً لذلك إلى العزلة والنفور عن الذات . 

تعليقات