U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

الرعاية الاجتماعية ، مفهومها ، أهميتها ، خصائصها ، أهدافها ونماذجها ( بحث كامل )

بحث عن الرعاية الاجتماعية doc
ما هي الرعاية الاجتماعية ؟ وما هي أهميتها ؟ 

بحث عن الرعاية الاجتماعية :

محتويات البحث :

(1) مقدمة عن الرعاية الاجتماعية .
(2) مفهوم الرعاية الاجتماعية . 
(3) أسباب اختلاف وتباين تعريفات الرعاية الاجتماعية . 
(4) أهمية الرعاية الاجتماعية . 
(5) خصائص الرعاية الاجتماعية . 
(6) أهداف الرعاية الاجتماعية . 
(7) نماذج الرعاية الاجتماعية . 
(8) العلاقة بين الرعاية الاجتماعية والخدمة الاجتماعية . 

مقدمة عن الرعاية الاجتماعية :

مما لاشك فيه أن موضوع الرعاية الاجتماعية من الموضوعات الهامة التي تحظى بالاهتمام المتزايد من كافة شرائح المجتمع ومؤسساته، حيث تتسابق جميع مؤسسات المجتمع المدني والدولي في توفير خدمات الرعاية الاجتماعية، وتتنافس في احتلال مركز الصدارة في تقديم تلك الخدمات.

والملاحظ أن اهتمام بالرعاية الاجتماعية نابع في الأساس من الإيمان بقيمة الإنسان وأهميته في المجتمع، وضرورة تقديم العون له ومساندته في مختلف مراحله العمرية.

وتجدر الإشارة هنا إلى أنه كان في الماضي ينظر إلى الرعاية الاجتماعية على أنها نوع من الصدقة أو الإحسان تجاه الفقراء والمساكين، إلا أن هذا المفهوم أصبح يتطور إلى علم له أصوله وقوانينه وخصائصه، وقد ازداد الاهتمام بالرعاية الاجتماعية في الألفية الثانية بشكل ملحوظ، وراح يتأثر بالفكر الأيديولوجي السائد في المجتمع الذي تقدم فيه خدمات الرعاية الاجتماعية .

مفهوم الرعاية الاجتماعية :

لقد تعددت التعريفات التي عالجت مفهوم الرعاية الاجتماعية، فلم يتفق العلماء حتى هذه اللحظة حسب مفهوم محدد نحو الرعاية الاجتماعية، حيث يعتبر مفهوم الرعاية الاجتماعية من المفاهيم المركبة والإجرائية في نفس الوقت.

وعلى الرغم من الاتفاق على أن الرعاية الاجتماعية قديمة قدم الزمان، إلا أن هذا الاتفاق كما أشرنا لم يصاحبه اتفاق على مفهوم محدد، وذلك نظرا لحداثة الاهتمام بهذا العلم بشكل خاص، إضافة إلى اختلاف مضمونه التطبيقي باختلاف السياسة السائدة في المجتمعات وطبيعتها الأيديولوجية التي تحرك مسارها، والتي على أساسها تختلف البرامج والأساليب والفئات التي تخدمها وفقا لاختلاف الأسس النظرية التي تعتمد عليها الرعاية الاجتماعية.

وفيما يلي سيتم تناول مفهوم الرعاية الاجتماعية من خلال تسليط الضوء على المفهوم اللغوي ، والمفهوم العلمي التطبيقي للرعاية الاجتماعية.

التعريف اللغوي للرعاية الاجتماعية :

يشير المفهوم اللغوي للرعاية الاجتماعية كما جاء في لسان العرب أنه مشتق من (رعي) (راع)، وأن الراعي مصدر (رعي) الكلأ ونموه، ويقال رعي الأمير رعيته أي ساسها، وتدبر شئونها، ورعي الأمر أي حفظه.

ويقال (رعي عهده) أي حفظه، أو أن الحاكم راع لقومه أي يقوم بتدبير أمور رعيته المسئول عنهم.

فالرعي مصدر رعي الكلأ ونحوه يرعی رعية، والراعي يرعى الماشية أي يحوطها ويحفظها، والماشية ترعى أي ترتع وتأكل الرعي . ( ابن منظور ، 3 / 1676 )

أما كلمة الاجتماعية فأصلها جمع، قال ابن فارس: جمع: الجيم والميم والعين: أصل واحد يدل على تضام الشئ، يقال جمعت الشئ جمعا.

تعريف الرعاية الاجتماعية في الاصطلاح :

هناك عدة تعريفات وردت في مجال الرعاية الاجتماعية، حيث وردت العديد من التعريفات والمفاهيم حول مفهوم الرعاية الاجتماعية نوردها بعضها فيما يلي:

(1) هي نسق من الخدمات الاجتماعية والمؤسسات الاجتماعية مصمم من أجل تقديم المساعدة للأفراد والجماعات حتى يحصلوا على مستويات من الحياة مرضية ، أيضا مساعدتهم على تكوين علاقات سليمة ، وعلى تقوية أو تنمية قدراتهم بما يحقق نوعا من التناغم بين الأفراد والأسر والجماعات والمجتمعات.

(2) هي مجموعة من الخدمات والبرامج التي تقدمها الدولة نحو فئات معينة من الأفراد والجماعات ممن يحتاجون إلى ضروريات الحياة الأساسية أو يحتاجون إلى الحماية سواء كانوا أفرادا أو أسرة ، وخاصة من يشكل سلوكهم تهديداً لرفاهية المجتمع .

(3) هي تنظيم يهدف إلى مساعدة الإنسان على مقابلة احتياجاته الذاتية والاجتماعية، ويقوم هذا التنظيم على أساس تقديم الرعاية عن طريق الهيئات والمؤسسات الحكومية والأهلية . (فهمي، 2002: 23).

(4) هي مجال المسئولية الحكومية التي تمارس لتحقيق الأمن والحماية وتوفير فرص التكيف الاجتماعي الناجح للشعب ، أي لكل من الفرد والأسرة لإشباع الحاجات التي لا تقوم هيئات أخرى بإشباعها بما في ذلك المساعدات المالية للمحتاج وحماية الضعيف والعاجز من الاستغلال الاجتماعي وتوفير الخدمات العلاجية أو المسكنة .

وبذلك يتضمن التعريف :

أ- كل أنواع برامج المساعدات: المساعدات العامة ومساعدات العمل ومساعدة الفئات الخاصة .

ب- برامج الوقاية والعلاج للأحداث المنحرفين والمعوقين جسمية وعقلية وذوي العاهات .

ج- خدمات رعاية الطفولة .

د- خدمات رعاية المسنين .

ه- خدمات رعاية المصابين بأمراض مزمنة وضعاف العقول والأحداث المنحرفين .

و- التأمينات الاجتماعية .

ز- الإسكان الاجتماعي .

مما سبق نجد أن الرعاية الاجتماعية استطاعت بمفهومها الشامل في العصر الحديث ، أن تجسد أهدافها ومبادئها وفلسفتها بالمجتمع ، بعد أن أصبحت تمارس وفق الأنظمة الرسمية وعبر التنظيمات الاجتماعية المختلفة ، لتأخذ بذلك طابعاً شمولياً وتكاملياً سمت به أهدافها بعيداً عن الربحية ، ومن أجل خدمة الفرد مباشرة ، وأصبحت أداة لحل المشكلات الاجتماعية المتعددة، وصارت منهاجاً لوقاية المجتمع من العلل . 

أسباب اختلاف وتباين تعريفات الرعاية الاجتماعية : 

لقد تباينت واختلفت تعاريف الرعاية الاجتماعية ، فليس هناك مفهوم موحد للرعاية الاجتماعية ، وأهم أسباب هذا التباين ما يلي :

(1) اختلاف المتخصصين في تعريب مصطلح الاجتماعي حيث يترجمه البعض بالرفاه ( social care) ، ويترجمه آخرون بالخير الاجتماعي . 

(2) اختلاف مظاهر وبرامج الرعاية الاجتماعية من مجتمع لآخر . 

(3) اختلاف الأسس النظرية التي يتم في ضوئها تقديم الرعاية الاجتماعية . 

(4) الاختلاف في الأهداف الرئيسية للرعاية الاجتماعية مابين الأهداف العلاجية والوقائية أو كلاهما معا.

(5) الاختلاف حول تحديد من المسئول عن برامج الرعاية الاجتماعية هل هي الأجهزة والمؤسسات الحكومية أم الجمعيات الأهلية.

أهمية الرعاية الاجتماعية للمعوقين :

يمكن توضيح أهمية الرعاية الاجتماعية للمعوقين فيما يلي : 

(1) العناية بالمكفوفين واجب أخلاقي إنساني تفرضه الإنسانية والدين وواجب تفرضه طبيعة التكامل الاجتماعي وحق الفرد على المجتمع. 

(2) الاستفادة من جهود المعاقين في الإنتاج وبذلك توفر للمجتمع طاقات إنتاجية من الأعمال التي تتناسب مع طبيعة إعاقتهم. 

(3) إن الإنسان المعاق قادر وتحت شروط معينة وفق تدريبات خاصة أن يؤدي الكثير من المهام والأعمال التي يمكن الاستفادة منها. 

(4)  الرعاية الاجتماعية تساهم في إعطاء المعاقين فرصة حقيقية من أجل تحقيق الذات والبعد عن النقد الذاتي بكونه معاقاً لا يصلح للمشاركة في المجتمع. 

(5) إن الرعاية الاجتماعية تساهم في مساعدة المعاق على تقبل فكرة الدمج ، والرغبة في تحقيق الأهداف التي يطمح لها المعاقين .

خصائص الرعاية الاجتماعية :

هناك مجموعة من الخصائص للرعاية الاجتماعية وهي : 

1- الرعاية الاجتماعية جهود منظمة وبرامج متكاملة تتضمن تقديم خدمات متنوعة من خلال مؤسسات حكومية وأهلية في إطار يكفل لكل مواطن حق الاستفادة منها.

2- الرعاية الاجتماعية مفهوم واسع يشمل عديدة من الخدمات التي تختلف صورها من مجتمع لآخر .

3- الرعاية الاجتماعية تشمل كل أشكال التدخل الاجتماعي لعلاج المشاكل الاجتماعية والوقاية منها.

4- تسعى الرعاية الاجتماعية لتوظيف طاقات المجتمع واستثمارها لتحسين أحوال المواطنين الحالية والمستقبلية. 

5- تُموٌَل الرعاية الاجتماعية من موارد المجتمع  سواء كان عن طريق الضرائب التي يدفعها المواطنون للدولة ، أو عن طريق المنح والتبرعات الخاصة . 

6- الرعاية الاجتماعية في ذاتها قيمة أخلاقية مجردة استمدت وجودها من القيم الروحية والإنسانية التي تحث على مساعدة الإنسان لأخيه الإنسان .  

7- يمارس الرعاية الاجتماعية متخصصون مهنيون في كافة مجالات الخدمات المختلفة : تتعدد خدمات الرعاية الاجتماعية التي يكلفها المجتمع لمواطنيه ، وبذا تتعدد التخصصات التي تشارك في تقديمها كالطبيب البشري والنفسي والأخصائي الاجتماعي والمدرب والمدرس والموجه.. إلخ، يعاونهم في ذلك أجهزة إدارية وفنية للمعاونة في توصيل خدماتهم إلى مستحقيها .

8- الرعاية الاجتماعية تعني بالعوامل الطبيعية والبيئية : فالرعاية الاجتماعية في المجتمع المعاصر تهتم بالعوامل الطبيعية وتقويمها وبذل المجهودات المركزة لإخضاعها لخدمة الإنسان واستغلال الموارد المناسبة والكافية لمساعدة أكبر عدد من المواطنين . وبذلك أصبحت الرعاية الاجتماعية جزءا هاما في حياة الإنسان . 

9- تتسم جهود الرعاية الاجتماعية بالتخطيط والتنظيم بمعنى أنها تؤدي وفق السياسة للمجتمع وفلسفاته الخاصة ، وفق خطط مرسومة منظمة . 

مما سبق نجد  أن هذه الخصائص التي تميز الرعاية الاجتماعية من خلال كونها قيمة إنسانية لا تهدف إلى تحقيق العائد المادي في المقام الأول ، وإنما تهدف بالدرجة الأولى إلى تقديم خدمة إنسانية لفئات محددة من المجتمع كالمعاقين ، والمسنين ، والأطفال ، وضحايا الحرب. إلخ، وتشترك في ذلك مؤسسات الدولة العامة ، والمؤسسات الأهلية ، ومؤسسات حقوق الإنسان .. إلخ من أجل تحقيق الرفاهية. 

أهداف الرعاية الاجتماعية :

هناك مجموعة من الأهداف التي تسعى الرعاية الاجتماعية إلى تحقيقها، حيث يتمحور الهدف الأساسي حول تقديم الخدمة ومد يد العون لفئات محددة من المجتمع خاصة ذوي الحالات الخاصة . 

فأهداف الرعاية الاجتماعية تتمثل في التالية : 

1- الأهداف العلاجية : 

حيث تهدف إلى علاج المشكلات العامة التي يعاني منها سكان المجتمع ومعرفة أسبابها والعمل على إزالة تلك الأسباب أو التخفيف من حدتها ، وتتجه غالباً إلى بعض الفئات المحرومة والتي يطلق عليها الجماعات الهامشية كالأطفال المهملين وكبار السن والفقراء ... إلخ.

2- الأهداف الوقاية :

وتتضمن الأنشطة والجهود التي تبذل للتعرف على المناطق الكامنة والمحتملة لمعوقات الأداء الاجتماعي للأفراد والأسر والجماعات أو منع ظهورها مستقبلا أو التقليل منها إلى أدنى حد ممكن وتتجه نحو الفئات التي يمكن أن تكون عرضة للتأثير السلبي في المستقبل من عملية التغير الاجتماعي الذي يمر بها المجتمع أي أنها تستبق حدوث تداعيات سلبية وتعد للتعامل معها سلفاً وليس بعد وقوعها . 

3- الأهداف الإنشائية :

بهدف المساهمة في إيجاد رأي عام لتحمل المسئولية وتقليل الفاقد المادي والبشري في تقديم الرعاية الاجتماعية وتقوم بدور دافع نحو التعاون والمشاركة ، والتكيف مع التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، كما تتجه تلك الأهداف نحو الأبعاد الثقافية والاجتماعية لرفع مستواها لدى المواطنين . 

4- الأهداف التطبيقية الخدماتية :

وهي عبارة عن الخدمات التي تتوفر للأفراد والتي تتضمن : 

1. إيجاد مأوى للأطفال اليتامي . 

2. تأهيل المدمنين للكحول والمخدرات. 

3. علاج الذين يعانون من مشكلات انفعالية. 

4. تقديم خدمات التأهيل المهني للمعاقين جسمياً وعقلياً. 

5. مقابلة الحاجات المالية للفقراء. 

6. تأهيل الأحداث الجانحين والمجرمين الكبار. 

7. إنهاء التمييز والتفرقة بين الناس. 

8. مساعدة الأمهات العاملات بتقديم خدمات رعاية الأمومة والطفولة . 

9. إرشاد الأفراد والجماعات ذوي المشكلات الاجتماعية أو الشخصية . 

10. تقديم الخدمات الترويحية ، وشغل أوقات الفراغ لكل الجماعات من جميع الأعمار . 

11. توفير التنشئة الاجتماعية السليمة لضعاف العقول ، والمضطربين انفعالياً . 

12. تقديم الخدمات للأسر المنكوبة بكوارث طبيعية مثل الزلازل والبراكين والحرائق والأعاصير .

نماذج الرعاية الاجتماعية : 

قدم كل من " ويلنسكي وليبو " Wilensky & Lbeaux وجهتي نظر للرعاية الاجتماعي هي : 

1- النموذج العلاجي في الرعاية الاجتماعية . 

2- النموذج المؤسسي في الرعاية الاجتماعية . 

(1) النموذج العلاجي في الرعاية الاجتماعية :

يقصد بهذا النموذج أنه يقدم فقط عندما تعجز النظم الأساسية في المجتمع عن إشباع حاجات الفرد وخصوصا عندما تعجز الأسرة ونظام السوق وبقية النظم الاجتماعية الأخرى عن الوفاء بوسائل إشباع الحاجات لذلك الفرد .

وهي بذلك تحدد في هذا النموذج صفات وخصائص مميزة فهي أولا : مؤقتة قصيرة المدى تبدأ بوجود العجز أو الحاجة وتنتهي بتقديم المساعدة العاجلة إلى الفقير المحتاج ومن ناحية ثانية : فهي علاجية مشروطة بشرط ألا تقدم إلا لمستحقيها من الذين وقعوا فعلا تحت طائلة مشكلات الفقر والعجز والعوز والحرمان وبالتالي لابد من التأكد من استحقاق المحتاج للمساعدة بتسوية عجزه الفعلي .

أهم خصائص الرعاية الاجتماعية في النموذج العلاجي : 

1- أنها خدمات ذات صبغة علاجية تستهدف علاج مواقف طارئة أو المساهمة في تكييف الأفراد أو الجماعة مع الظروف القائمة . 

2- أنها خدمات طارئة وليست ضمن البناء الاجتماعي الطبقي في المجتمع فهي لا تقدم إلا عند الحاجة إليها عندما تظهر ظروف طارئة في المجتمع تستدعي تقديمها كعجز الأسرة أو النظام الاقتصادي . 

3- أنها تقدم لفئات خاصة في المجتمع ، وليس لكل المواطنين بل تقدم للذين يعانون من عجز خاصة فئات المعاقين بمختلف أنواع الإعاقة .

4- غالباً ما تقدم عن طريق السلطات المحلية وتمول محلياً لذا فهي قد تختلف من منطقة محلية إلى أخرى داخل نفس المجتمع الواحد طبقاً لظروف وإمكانيات كل منطقة . 

5- يغلب على خدماتها الطابع المادي حيث تعني في المقام الأول بتقديم مختلف المساعدات المالية والاقتصادية التي تعين المحتاجين على مواجهة ظروفه الطارئة .

(2) النموذج المؤسسي في الرعاية الاجتماعية : 

تنطلق فكرتها الأساسية من مبدأ أن الرعاية الاجتماعية ببرامجها وأنشطتها حق ووظيفة فرعية في المجتمع الحديث ، وترى من حيث الحق أنها حق للفرد في إشباع احتياجاته الأساسية . 

خصائصها : 

1- أنها خدمات دائمة تشكل جزءاً أساسياً من البناء الاجتماعي للمجمع وليست خدمات تقدم في حالة طارئة لسد عجز ما . 

2- أنها تقدم لكل الفئات في المجتمع وليست لفئة خاصة أو لأفراد معينين فهي تمتد لتشمل كل الأفراد والمجموعات والمجتمعات من خلال أنماطها المتعددة التي تقدم لكل فئة وفقا لاحتياجاتها .

3- الرعاية الاجتماعية وظيفة طبيعية يمارسها المجتمع لمساعدة الأفراد والجماعات والمجتمعات على تحسين الوظيفة الاجتماعية . تستهدف خدمات الرعاية الاجتماعية تحقيق أهداف وقائية وإنمائية بجانب الأهداف العلاجية .

العلاقة بين الرعاية الاجتماعية والخدمة الاجتماعية :

قبل الحديث عن العلاقة التي تربط الرعاية الاجتماعية بالخدمة الاجتماعية وجب الإشارة إلى مفهوم الخدمة الاجتماعية ، حيث يعرفها (هيلين وتمر) بأنها " طريقة علمية لخدمة الإنسان، ونظام يساعد على حل مشكلاته وتنمية قدراته ويساعد النظم الاجتماعية الأخرى في المجتمع على حسن القيام بدورها كما يعمل على خلق نظم اجتماعية جديدة تظهر حاجة المجتمع إليها في سبيل تحقيق رفاهية أفراده " .

كما تعرف الخدمة الاجتماعية علي أنها هي الخدمات المباشرة التي تقدمها الهيئات والمؤسسات لمعالجة عدم التكيف أو سد العوز أو التفكك والحياة العائلية الصحيحة والتكيف والتأهيل الاجتماعي وتقدم الصحة وارتفاع مستوى التعليم ونشره وحسن استغلال أوقات الفراغ والنمو الذاتي للفرد والجماعة نحو المزيد من الخبرات والتجارب ... كما يجب الإشارة إلى أن الخدمات ليست محدودة لخدمة الناس أصحاب المشاكل فقط أو ذوي الفاقة في المجتمع بل تشمل الأسوياء ، بهدف إسعاد جميع أفراد المجتمع بغض النظر عن فئاتهم الاجتماعية  . 

وتكمن العلاقة بين الرعاية الاجتماعية والخدمة الاجتماعية في أن الرعاية الاجتماعية ومنذ فجر التاريخ هي التربة الخصبة التي مهدت لظهور مهنة الخدمة الاجتماعية في صورتها الحديثة والتي لا تقوم على الإحسان ، وإنما تقوم على أساس استخدام الأسلوب العلمي منهاجاً لها في تعاملها مع الأفراد والجماعات والمجتمعات.

والرعاية الاجتماعية (Social Welfare) نشأت وتطورت في معناها ونظمها وبرامجها بتطور المجتمع الإنساني ذاته ، ومن خلال هذا التطور انبثقت الخدمة الاجتماعية كمهنة حديثة تساهم في تحقيق أهداف الرعاية الاجتماعية بشكل أفضل ، ويظهر ذلك جليا في الدور الذي تلعبه الخدمة الاجتماعية في مؤسسات الرعاية الاجتماعية المتنوعة والتي تهدف إلى تلبية احتياجات بعض الفئات في المجتمع من خلال قيامها بمجموعة من المهام يمكن تلخيصها في التالي : 

1- القيام بدراسات عن هذه المؤسسات بقصد التعرف على أوضاعها وكفاءتها في تقديم الخدمة ، ونوعية وحجم المستفيدين، نوعية الخدمات، واحتياجاتها، المشكلات التي تصادفها. 

2- مساعدتها في إعادة النظر في سياساتها وخططها وبرامجها ومشروعاتها واقتراح سياسات وخطط وبرامج ملائمة تسهم في تحقيق أهدافها بفاعلية. 

3- تقديم المشورة الفنية لمجالس إدارتها ولجانها . 

4- تنظيم برامج تدريبية للعاملين فيها لرفع مستوى أدائهم لعملهم .

5- تزويد المؤسسات باحتياجاتها من الأخصائيين الاجتماعيين لكي يمارسوا العمل على المستوى الفردي والجماعي والمجتمعي وفقاً للأصول المهنية بقصد رفع مستوى أداء الخدمات في هذه المؤسسات. 

6- كتابة تقارير دورية عن أوضاع هذه المؤسسات ورفعها إلى منظمات العمل الإسلامي ، لمساعدتها في اتخاذ قرارات رشيدة بشأن هذه المؤسسات .


تعليقات