U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

مفهوم وأبعاد التنمية الاقتصادية

مفهوم التنمية الاقتصادية
ما هو مفهوم التنمية الاقتصادية ؟ وما هي أبعادها ؟ 

مفهوم التنمية الاقتصادية :

يعرف النمو بأنه رفع مستوي دخل الفرد الواحد وذلك عن طريق تحسين الظروف الاجتماعية بزيادة الطاقة الإنتاجية للاقتصاد ككل والتي ينتج عنها تقدم المجتمعات المتقدمة والنامية . 

بينما تعرف التنمية الاقتصادية بأنها : عملية تحسين نوعي ودائم للاقتصاد ولطرق سيره ، وفي علم الاقتصاد تعرف التنمية علي أنها التوليف بين التغيرات الذهنية والاجتماعية لمجتمع ما ، مما يجعله قادراً علي الرفع من ناتجه الحقيقي الكلي بصفة دائمة ومتراكمة . 

نجد أن التنمية تعني قدرة الاقتصاد القومي والتي ظروفه الاقتصادية الأولية ساكنة نوعاً ما لفترة طويلة علي زيادة سنوية في الناتج القومي الإجمالي لهذا الاقتصاد بمعدلات تتراوح ما بين 5% و 7% أو أكثر من ذلك . 

كما يمكن تعريف التنمية علي أنها : الاستغلال الأمثل باستخدام المهارة الإنتاجية لرفع الكفاءة التي تؤدى إلى خلق الرفاهية في المجتمع وزيادة رأس المال في المجتمع عبر الزمن . 

أيضاً عرفها البعض بأنها : الزيادة في الدخل القومي عبر الزمن وهذا يعني أن الهدف الأساسي للتنمية الاقتصادية هو زيادة الدخل القومي الحقيقي ، فزيادة الدخل القومي الحقيقي في أي بلد من البلدان ، تحكمه بعض العوامل كمعدل الزيادة في السكان ، والإمكانيات المادية والتكنولوجية الملائمة لتلك الدول ، ولعل هذه الزيادة في الدخل مرتبطة أيضاً بإمكانيات هذه الدول المادية والفنية . 

أما النمو الاقتصادي فيعرف علي أنه : زيادة دخل الفرد علي مر الزمن بشكل مستمر ومتوسط الدخل هو الدخل الكلي نسبة إلى عدد السكان ، أي أن النمو الاقتصادي يشير لنصيب الفرد في المتوسط من الدخل الكلي للمجتمع . 

أبعاد التنمية الاقتصادية : 

1- البعد المادي للتنمية : 

تعتبر التنمية الاقتصادية الطريق المعاكس للتخلف ، ولذلك فإن تحقيق التنمية يعني العمل علي التخلص من كل العوامل التي تؤدى إلى القصو في عملية التطوير التي بدورها تؤدى إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتي تعني التحول من الصناعة اليدوية إلى الصناعة الآلية وهذا يعمل علي قوة السوق الداخلية وهذا جوهر التنمية . 

2- البعد الاجتماعي للتنمية : 

ترتبط التنمية الاقتصادية ارتباطاً وثيقاً بجوانب الحياة الأخرى ما أتاح لنا التفريق بين أمرين : 

الأول : إمكانية التفرقة بين التنمية والتحديث ، والتحديث هو عملية تحول أنماط التنمية من الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتي تطورت في الأوساط الأوروبية وأمريكا وغيرها ، وأن التنمية الاقتصادية وفق هذا المفهوم يتم التعبير عنها بمؤشرات مادية وغير مادية ، وزيادة الإنتاج المادي ، وارتفاع معدلات الإنتاجية ، وسرعة الانتقال الجغرافي ، وسرعة الاتصال ، وزيادة السكان ، وزيادة التحرر ، وزيادة الخدمات الإنتاجية والاجتماعية ، وإعادة تأهيل المهارات الفردية . 

والثاني : تعد عملية الانتشار هي العامل الرئيسي في تحقيق التنمية ، وتعتبر التكنولوجيا ورأس المال والمهارات والقيم والتغيرات في الأنظمة القائمة هي أبرز معالم التغيير في هذه البلدان . 

أما جوانب البعد الاجتماعي للتنمية فتتمثل في تغيرات في الهياكل الاجتماعية واتجاهات السكان والمؤسسات القومية وتقليل الفوارق في الدخول واجتثاث الفقر المطلق . 

وفي عقد الستينات تغيرت النظرة وأصبح ينظر لها بأنها مرتبطة بالبطالة بدلاً من أخذ الفقر بعين الاعتبار ، وتحول الهدف الرئيسي للتنمية من العمل علي رفاهية الإنسان إلى إشباع الحاجات الأساسية ، وبهذا تغيرت فلسفة التنمية من كونها مستندة إلى النمو إلى الفهم المستند إلى الحاجات الإنسانية وبذلك أصبحت التنمية هي تنمية الإنسان . 

3- البعد السياسي للتنمية : 

إن انتشار فكرة التنمية عالمياً جعل منها أيديولوجية فحلت معركة التنمية محل معركة الاستقلال ، فالتنمية تشترط التحرر والاستقلال الاقتصادي ، ويتضمن البعد السياسي للتنمية التحرر من التبعية الاقتصادية إلى جانب التبعية الاستعمارية المباشرة ، فإذا كان الواقع قد فرض علي البلدان النامية الاستعانة بالمصادر الأجنبية من رأس المال والتكنولوجيا ، إلا أن هذه المصادر  يجب أن تكون مكملة للإمكانيات الداخلية الذاتية بحيث لا تقود إلى السيطرة علي اقتصاديات البلدان النامية . 

4- البعد الدولي للتنمية : 

إن التنمية والتعاون الدولي أوصلت الدول إلى تبني فكرة التعاون علي المستوي الدولي من أجل تحقيق التنمية ، وأيضاً كانت سبباً في ظهور الهيئات الدولية ، كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي ... إلخ ، وقد عملت هذه المنظمات جنباً إلى جنب من اجل تعزيز العلاقات الدولية وجعلها أكثر تكافؤاً ، إلا أنها واجهت بعض الصعوبات في هذه العلاقة وذلك لأن البلدان النامية وجدت صعوبة بالغة في الانخراط في هذه العلاقة ، ولذا فإن الفروقات كبيرة بين دخول الدول الغنية والدول الفقيرة علي مر الزمن . 

5- البعد الحضاري للتنمية : 

ارتباط التنمية بكافة مناحي الحياة جعلها السبب الرئيسي لخلق حياة كريمة للإنسان وتطوير الحياة القائمة . 

لذا فإن المفهوم الحضاري للتنمية واسع وأعم ويحتوي علي كافة عوامل ازدهار الحضارة ، لذا فإن التنمية تعتبر نقطة الانطلاق لأي حضارة كانت ، وبمقدورها رسم شخصية وهوية الإنسان . 

مستلزمات التنمية : 

1- تراكم رأس المال : 

إن من أهم نتائج عملية الاستثمار هو تحقيق التراكم الرأسمالي التي تعكس توفر حجم مناسب من المدخرات الحقيقية بحيث توجه هذه المدخرات إلى جوهر عملية الاستثمار بدلاً من توجيهها إلى المصروفات ، وهناك استثمارات أخرى تعمل علي زيادة الطاقة الإنتاجية علي السلع والخدمات وأيضاً النفقات الموجهة للبحث والتطوير والتي تساهم في تحسين إنتاجية العمل ، كما أن هناك نفقات اجتماعية تعمل علي تعزيز إنتاجية الفرد . 

2- الموارد البشرية : 

إن أحد أهم العوامل التي تدخل في العملية الإنتاجية هي القدرات والمواهب والمهارات والمعرفة التي يتميز بها الأفراد ، لذا فإن الموارد البشرية تلعب دوراً رئيسياً في عملية التنمية

حيث يعتبر الإنسان هو الوسيلة لعملية التنمية كما أنه يعتبر الغاية ، إذن فالتنمية للإنسان وبالإنسان ، ويعتبر الهدف الأساسي للتنمية هو رفع مستوي معيشة الإنسان عن طريق الارتفاع بمستوي دخله الحقيقي ، ما يؤدى حتماً إلى زيادة الإنتاجية ، والعمل علي تطوير مناحي الحياة الأخرى . 

لذا فإنه من المستحيل حدوث أي نوع من أنواع التنمية بدون أن يكون الإنسان عامل رئيسي في كل خطواتها ، فهو من يخطط لها ابتداءاً ويشرف علي تطبيقها ويضع النتائج والتقييم لها في النهاية ، ومن هنا تتبين أهمية الموارد البشرية في عملية التنمية . 

3- الموارد الطبيعية : 

تعرف الموارد الطبيعية بأنها ما تخرجه الأرض من العناصر الرئيسية والتي تعد من هبات الأرض ، والأمم المتحدة من جهتها تعرف الموارد الطبيعية بأنها ما يحصل عليه الإنسان نتيجة تواجده في بيئته الطبيعية والتي تعود عليه بالنفع . فالموارد الطبيعية توفر قاعدة التنمية الصناعية بطريقتين : 

أ- إنتاج المواد الخام والذي يمكن البد من توسيع النشاط ، كما هو الحال في استخراج البترول والمعادن وإعادة تصنيعها وتدويرها ، والتي توفر العملات الأجنبية للبلد ما يمكنها من القيام باستيراد السلع الضرورية للتنمية . 

ب- إنتاج مواد خام وإعادة تصنيعها وتحويلها إلى سلع نهائية . 

4- التكنولوجيا : 

تعتبر التكنولوجيا محرك عملية التنمية فهي العنصر الأساسي الذي يميز بين الدول التي حققت تنمية والدول التي تزال في طور النمو ، إن مفهوم التكنولوجيا بشكل بسيط هو الإلمام ومعرفة كيفية القيام بالعملية الإنتاجية ، وبطبيعة الحال فإن هذه المعرفة الفنية تستند علي المعرفة العلمية . 

ولذا فإنه من الممكن تعريف التكنولوجيا بأنها " التطور الحادث في العملية الإنتاجية وتحديث الأساليب بأفضل الطرق للوصول إلى مجتمع مثالي وذلك عن طريق المعرفة العلمية التي تستند علي التجارب وعلي النظرية العلمية . 

ويمكن أن تتضمن التكنولوجيا العديد من العناصر من بينها : 

1- براءة الاختراع والعلامات التجارية . 

2- المعرفة غير المسجلة أو غير القابلة للتسجيل وفقاً للقوانين . 

3- المهارات الخاصة للأفراد العاملين . 

4- المعرفة العلمية والفنية المتعلقة بالمعدات الهندسية والإلكترونية . 

تعليقات