ما هو الكتاب المدرسي الرقمي ؟ وما هي خصائصه ؟ |
بحث عن الكتاب المدرسي الرقمي :
محتويات البحث :
(1) مقدمة عن الكتاب المدرسي الرقمي .
(2) تعريف الكتاب المدرسي الرقمي .
(3) خصائص الكتاب المدرسي الرقمي .
(4) شكلي إخراج الكتاب المدرسي الرقمي .
(5) أسباب التحول من الكتاب الورقي إلى الكتاب الرقمي .
(6) إيجابيات رقمنة الكتاب المدرسي الرقمي .
(7) سلبيات رقمنة الكتاب المدرسي الرقمي .
مقدمة عن الكتاب المدرسي الرقمي :
تواجه الأنظمة التعليمية علي المستوي العالمي خلال العقدين الآخيرين تحديات متزايدة مرتبطة بالتطور المتسارع لتكنولوجيا القرن 21 ، فجيل ما أصبح يصطلح عليه بجيل الإنترنت ، أضحي ينظر إلى المدرسة التقليدية بنوع من الازدراء أمام ما يتوافر أمامه من بدائل تعليمية ذات جاذبية كبيرة ، مما دفع عدداً من الدول إلى تبني التعليم الذكي استجابة لحاجيات الأجيال الجديدة التي نشأت في ظل تكنولوجيا الإنترنت .
ولقد فرض هذا التقدم الهائل في مجال التكنولوجيا والرقمنة علي أن يكون الكتاب المدرسي شريحة إلكترونية عبارة عن بيانات ومصفوفات رقمية يتم التنسيق بينها باستخدام برامج لقراءتها وكتابتها ليتم عرضها علي شكل صور ونصوص وأشرطة فيديو متحركة .
ومن هنا تبنت المدارس تجربة الكتاب المدرسي الرقمي كوسيلة تعليمية جديدة بديلة عن الكتاب المدرسي الورقي ، حيث اعتبرت الكتاب المدرسي الرقمي وسيلة تعليمية تتيح للمتعلم تسجيلات صوتية وصور ثابتة ومتحركة ومشاهدة فيديو وجداول ورموز ذات أبعاد متعددة كل ذلك علي حامل إلكتروني يسهل استعماله فيساعد ذلك المتعلمين علي اكتساب المهارات والخبرات اللازمة .
تعريف الكتاب المدرسي الرقمي :
يعرف الكتاب المدرسي الرقمي علي أنه " وسيلة تعليمية تتيح للمتعلم عرض المعلومات بطريقة منظمة يمكن استثمارها في المواقف التعليمية المختلفة ، بحيث يجد المتعلم تسجيلات صوتية وصور ثابتة ومتحركة ومشاهد فيديو وجداول ورموز ذات أبعاد متعددة ، يساعد المتعلم علي اكتساب الخبرات والمهارات اللازمة .
كما يعرفه بايون بأنه " مادة دراسية رقمية لها وظيفة بحيث يمكنها استخدام مواد متعددة الوسائط " .
كما يعرفه المعهد الكوري للتربية بأنه " كتاب المستقبل الذي يوفر وظائف تفاعلية متنوعة مع المتعلمين للدراسة في أي وقت وفي أي مكان " .
كما يعرف علي أنه " نسخة من الكتاب المدرسي المعتمد بصفة رسمية ينشر في صيغة رقمية ، حيث يمكن تحمليه علي اللوحات الإلكترونية ، مما يسمح للتلاميذ باستعماله داخل القسم " .
فتعرف الكتب المدرسية الرقمية علي أنها كتب رقمية أو إلكترونية تستخدم كأداة للتدريس في الفصل الدراسي ، وتعرف أيضاً بالكتب النصية الإلكترونية أو النصوص الإلكتروني ويعد الكتاب المدرسي الرقمي العنصر الرئيسي في إصلاح التعليم القائم علي التكنولوجيا والذي يهيمن الآن بشكل متزايد علي عالم التعليم في البلدان المتقدمة . فهو يعمل كثمن نصي يستخدم في التدريس وجهاً لوجه في الفصول الدراسية وكأداة للتدريس عبر الإنترنت .
تجربة الانتقال من الكتب المدرسية الرقمية إلى الكتب المدرسية الورقية :
في السنوات الأخيرة شهدت المؤسسات التعليمية في أنحاء العالم التوجه إلى تحويل الكتب المدرسية الورقية إلى أشكال رقمية ، ويرجع ذلك إلى عزمها علي الحد من التكلفة الكبيرة التي ستنزفها الكتب المدرسية بداية كل موسم دراسي ، كما تبنت مجموعة من الحكومات الكتب الرقمية في التعليم ، فمع بداية عام 2012م طالبت الإدارة الأمريكية جميع المدارس الثانوية في الولايات المتحدة بتسريع عملية الانتقال من الكتب المدرسية الورقية إلى الكتب المدرسية الرقمية ، والعمل علي تسليم الكتب المدرسية الرقمية لكل طالب بحلول عام 2017 م .
كما تعد كوريا الجنوبية من الدول التي بدأت اعتماد الكتب المدرسية الرقمية في المدارس والجامعات ففي عام 2011 أعلنت وزارة التعليم في كوريا الجنوبية وضع ميزانية كبيرة جداً لتحول الكتب الورقية إلى كتب رقمية بحلول عام 2015 ، وهذا الاستثمار هو جزء من خطة الحكومة في التعليم والذي أسمته بالتعليم الذكي والذي من شأنه أن يسمح للطلاب في جميع أنحاء البلاد بحمل جهاز خفيف نسبياً بدلاً من الكتب المدرسية الثقيلة .
وقد شرعت تركيا هي الأخرى في برنامج التعليم الإلكتروني أطلقت عليه بمشروع الفاتح ، بتكلفة بلغت مليار دولار ، يهم توزيع أزيد من 15 مليون لوحة إلكترونية تضم المقرر الدراسي بأكمله علي المتعلمين ، وتوزيع أزيد من مليون لوحة إلكترونية علي المدرسين مجاناً و260 ألف سبورة ذكية علي الصفوف ، وقد صاحب تأهيل المدرسين فالمتعلمين علي هذه النقلة النوعية ، وتعميم الإنترنت السريع علي كافة المدارس .
وهي عملية تستهدف الانتقال بالمتعلم والمدرس من التعليم التقليدي إلى التعليم الإلكتروني ، وتطويره نحو الرقمنة والانفتاح علي عالم المعرفة والتكنولوجية الحديثة ...
كما أن الولايات المتحدة الأمريكية أجرت تجربة للكتاب المدرسي الرقمي وكانت مقاطعة تكساس أول من تبني برنامجها تجريبياً سنة 2004 من خلال نموذج مدرسة فورني التي وفرت لكل متعلم في الصف الخامس والسادس جهاز حاسوب محمول يحتوي علي إصدارات رقمية من الكتب المدرسية المعتمدة في المقاطعة . حيث حثت المشرفون علي الشؤون التعليمية إلى ضرورة الحصول علي نسخ رقمية من الكتب المدرسية نظراً للنقص المستمر في النسخ الورقية ، ومن هنا قامت المقاطعة المعنية بإدخال التعديلات القانونية اللازمة باقتناء الكتب المدرسية الرقمية والورقية علي السواء .
كما أن ماليزيا تبنت هذا المشروع حيث أطلقت وزارة التربية والتعليم مشروع Bestari Net من خلال خطة تطوير التعليم ولتعزيز عملية التدريس والتعلم لسد الفجوة الرقمية بين المتعلمين في المناطق الريفية والحضرية وهكذا شرع في تنفيذ برامج الكتب الرقمنة في 1 فبراير 2014 .
خصائص الكتاب المدرسي الرقمي :
1- يتكون من وسائط متعددة : الصوت ، الفيديو .... إلخ .
2- تم تصميمه لتسهيل إنتاج الوسائط المتعددة المتنوعة .
3- يمكن تحديث معطياته بسهولة عند الضرورة .
4- يوفر ميزانية تفاعلية عبر خمسة أنواع شائعة من بيئة الوسائط المتعددة التفاعلية وهي : الحوار ، التحكم ، المعالجة ، البحث والتنقل .
5- توفير تجربة دراسية غنية من خلال الارتباط التشعبي بمواد تعليمية مرتبطة بالكتب المدرسية الرقمية .
6- تجاوز التفاوتات في التعليم بين الأغنياء والفقراء وبين العالم القروي والعالم الحضري .
7- محدودية التوزيع والنشر .
8- تخزين الكتب رقمياً ولا وجود لمخاطر في تخزين المحتوي .
9- آمن علي المحتوي من الضياع وتشفيره .
10- سهولة إرسال وتوصيل ومشاركة الكتب .
11- سهولة تشخيص وتقويم التحصيل الدراسي الفردي داخل الفصل وتحليل البيانات .
12- يمكن القراءة منه في إضاءات مختلفة ويناسب ذوي الاحتياجات الخاصة .
ومن أهم البرامج الحالية في مجال الكتب المدرسية الرقمية التفاعلية برنامج ، Course Smart ، وهو عبارة عن متجر إلكتروني يتوفر علي أكثر من خمسين ألف كتاب مدرسي رقمي يمكن هذا البرنامج المتعلمين والمدرسين من :
- الوصول إلى أكبر مجموعة من الكتب المدرسية الإلكترونية وغيرها من المواد الرسمية الرقمية .
- يمكن المتعلمين وذوي الاحتياجات الخاصة من الوصول إلى الكتب المدرسية الرقمية من غير الاتصال بالإنترنت .
- يمكن من تصفح الكتب بسهولة مع إمكانية التعليقات وإجراءات البحوث وتحديد النصوص ونسخها .
- إمكانية التحديث والوصول إلى آخر التعديلات علي المقررات الدراسية .
- توافق الكتب الرقمية التي يوفرها هذا البرنامج مع كافة الأجهزة الإلكترونية .
- متابعة تقدم كل متعلم علي حدة الاطلاع علي المنجزات والإخفاقات التي يواجهها المتعلم ، عبر إرسال تقارير دورية من حساب المتعلم إلى المعلم .
شكلي إخراج الكتاب المدرسي الرقمي :
لقد عرف الكتاب المدرسي الرقمي صيغتين أو شكلين يمكن تلخيصها علي النحو التالي :
أ- الكتاب الرقمي المصور :
ويضم هذا النوع من الكتب الرقمية عدداً كبيراً من الكلمات التي تتجمع مع بعضها البعض لتكون فقرات هذا الكتاب ، وقد يضم صوراً ورسوم تخطيطية جامدة غير تفاعلية ، وقد يتشابه الكتاب النصي في مكوناته مع الكتاب الورقي التقليدي إلا أنه يتميز بوجود الفهارس وخدمة البحث ويمكن قراءته باستخدام الحاسوب المحمول أو الهواتف الذكية أو اللوحات الرقمية .
ب- الكتاب الرقمي التفاعلي :
يتكون الكتاب الرقمي التفاعلي من عدة صفحات يمكن للمتعلم تقليبها واستعراضها بشكل يشبه الكتاب الورقي ، وتحتوي كل صفحة علي مجموعة من الوسائط المتعددة ( نص ، أصوات ، صور ، رسومات ، مقاطع الفيديو ) ، ويمكن للمتعلم التفاعل مع الوسائط المتعددة في كل صفحة من خلال مشاهدة عدد كبير من الصور ومقاطع الفيديو ، والاستماع إلى الأصوات المخزنة المرتبطة بالموضوع .
كما يمكن للمتعلم إضافة الملاحظات والتعليقات علي هوامش الكتاب ، وفي حال الاتصال بشبكة الإنترنت ، يستطيع المتعلم حل الواجبات المدرسية التي توجد في الكتاب وتسليمها للمدرس عبر البريد الإلكتروني ، ويمكن للمتعلم مستخدم الكتاب التنقل بين الصفحات بشكل تفرعي يعتمد خاصية الارتباط التشعبي ( Lien Hyper Text ) من خلال النقر علي كلمة معينة أو جملة أو صورة أو أي عنصر موجود في الكتاب إذا كان عليه رمز للارتباط مع صفحات أخرى فينتقل إلى الصفحة المحددة ، وهذا يغني المحتوي ويربط المتعلم بالمصادر والمراجع مباشرة .
أسباب التحول من الكتاب المدرسي الورقي إلى الرقمي :
لقد زادت الحاجة إلى تطوير الكتب المدرسية في ظل المنافسة القوية من المواد التعليمية الأخرى التي فرضتها طبيعة التطورات التقنية المتمثلة في الوسائط الحديثة والمتعددة ، كما برزت الحاجة إلى هذا الكتاب في ظل الفقرالذي تعاني منه المكتبات العربية ، ولتقدم تكنولوجيا المعلومات خدمات جليلة في إطار تطوير الكتاب المدرسي ، بحيث يصبح هذا الكتاب أكثر كفاية في تعليم الطلبة وتهدف لفرض العديد من المتغيرات أهمها توسيع الكتاب التعليمي وإخراجه عن النمط التقليدي المعروف الذي يتكون من أوراق تقليدية مطبوعة ومجلدة إلى مجرد ديسك أو قرص مضغوط وصفحات علي شبكة المعلوماتية ، ولقد همت وزارة التربية الوطنية علي تحويل الكتاب المدرسي من طابعة التقليدي الورقي الكلامي ، إلى طابع رقمي جديد وهذا راجع للأسباب التالية :
1- تخفيف وزن وثقل المحفظة التي أرهق كاهل التلاميذ .
2- الاستغناء عن بعض الأدوات التي لم يعد التلاميذ بحاجة إليها .
3- مواكبة التكنولوجيا خاصة بعد انتشار الأجهزة الرقمية .
4- توفير النفقات في ظل ارتفاع التكلفة المادية للطباعة وكذا تكلفة توزيع الكتب .
5- المحافظة علي البيئة من خلال الحد من التلوث الناتج عن نفايات تصنيع الورق وظاهرة تمزيق الكتب ورميها في الشوارع نهاية كل موسم دراسي .
6- تحريك المحتوي المحلي وتمكين التلميذ من الحصول علي الخطوط الرقمية للكتاب المدرسي دون الحاجة إلى شراءه .
إيجابيات رقمنة الكتاب المدرسي :
إن بعض مزايا اللوحات الرقمية في الفصل تظهر العملية التعليمية والتي يسهل ملاحظتها ، وتتمثل هذه المزايا من خلال ما يلي :
- تحسين التعاون والتفاعل بين الطالب والمعلم التربوي .
- تشجع المعلمين علي التدريس في الوقت الفعلي من خلال دروس الصوت والفيديو والوسائط المتعددة المرئية .
- إلغاء تكدس الأوراق .
- تعزز طرق التدريس والتعلم المدمجة في الوقت الفعلي للحصة الدراسية .
- تساهم في النمو العقلي والجسدي والاجتماعي والعاطفي للطلاب .
- تشمل تكنولوجيا البيانات والاتصالات في التعليم .
- تمنح الطلاب تجربة تعليمية تفاعلية .
- سهولة حفظ الدروس .
- توفر إمكانية الوصول إلى الموارد عبر الإنترنت .
- إمكانية الوصول السريع للعناوين والانتقال من خلال تحديد رقم الصفحة ، كما يمكن إبراز كلمة معينة بالنص والذهاب إلى القاموس لمعرفة معناها .
سلبيات رقمنة الكتاب المدرسي :
علي الرغم من توفر الكتاب المدرسي الرقمي علي مجموعة من المزايا والنقاط الإيجابية التي ارتقت به إلى جعله وسيلة تعليمية حاضرة داخل الصف الدراسي يعتمد عليها في العملية التعليمية التعلمية ، إلا أنه لا يمكننا غض النظر والتغافل عن زواياه السلبية والمتمثلة في ما يلي :
- التأثير علي نمو الدماغ بشكل سريع حيث تعرضه بشكل مفرط لاستخدام هذه الأجهزة فإنه يحدث تحفيزاً قوي للدماغ قد ينجم عنه أخطاراً جمة مثل : نقص الانتباه ، تشتيت التفكير وضعف في التعلم .
- تأخر في التعلم وتأخر تنمية مهارات الطفل التعليمية ، فواحد من أصل ثلاثة في أمريكا يعتبرون متأخرين تعليمياً بسبب تعرضهم المبكر لاستخدام الأجهزة الحديثة .
- تضعف البصر ، تفقد التركيز وتذهب النوم .
- صعوبة التعامل مع المتعلمين غير المتعودين علي اللوحات الإلكترونية .
- مخاطر التلف وارتفاع تكاليف الإصلاح لهذه الأجهزة .
- حساسة للغاية وليس من السهل علي كل معلم تربوي التعامل معها .
تعليقات