U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

تعريف الرضا الوظيفي وأهميته

ما هو تعريف الرضا الوظيفي ؟
الرضا الوظيفي وأهميته 

ما هو تعريف الرضا الوظيفي ؟ وما هي أهميته ؟  : 

المحتويات : 

(1) تعريف الرضا الوظيفي . 

(2) أهمية الرضا الوظيفي . 

تعريف الرضا الوظيفي : 

أولاً : التعريف اللغوي للرضا الوظيفي : 

درج كثير من الباحثين والكتاب علي استخدام مصطلح " الرضا الوظيفي " أو " الرضا عن العمل " بهذا الشكل ، للدلالة عن تكيف الفرد وتقبله لعمله ، كما استٌخْدم شكلان آخران لهذا المصطلح ، ولكن بصورة أقل هما الرضاء والرضي . 

وقد تبين من دراسة الدلالة اللغوية لكل من هذه الألفاظ ، كما وردت في معاجم اللغة العربية أن هناك فرقاً بين الرضا أو الرضاء من جانب ، والرضي من جانب آخر ، فالرضا أو الرضاء مصدر للفعل رضي ، يرضي ، رضاً وهو ضد السخط ، أما الرضي بمعني المراضاة فهي حالة من القناعة والقبول وبلوغ المرغوب . 

ورضا من الرِضْوَان لأن الرِّضا في الأصل من بنات الواو ، ورضيتُ الشئ وارْتَضَيْتُه فهي مَرْضِيٍّ ، ورَضيتُ عنه رِضاً ، وهو مصدر محض ، والاسم الرِضاء ، وعيشةٌ راضيةٌ ، أي مَرضِيَّةٌ . 

ثانياً : التعريف الاصطلاحي للرضا الوظيفي : 

يعرف بالعديد من التعريفات والتي منها : 

1- الرضا الوظيفي هو اتجاه إيجابي نحو الوظيفة التي يقوم بها الفرد حيث يشعر فيها بالرضا عن مختلف العوامل البيئية والاجتماعية والاقتصادية والإدارية والفنية المتعلقة . 

2- هو موقف الشخص تجاه العمل الذي يؤديه وذلك نتيجة لإدراكه لعمله . 

3- هو الحالة التي يحقق الفرد من خلالها ذاته ويشبع رغباته مما يجعله مقبلاً علي عمله بحماس ورغبة ويحرص علي زيادة كفاءته الإنتاجية . 

4- هو تقبل الفرد لعلمله وتمسكه به وشعوره بالسعادة لممارسته وانعكاس ذلك علي أدائه وحياته الشخصية . 

5- هو درجة شعور الفرد بمدى إشباع الحاجات التي يرغب في إشباعها من وظيفته . 

وبعد استعراض مجمل التعريفات السابقة المتنوعة نجد أن الرضا الوظيفي ما هو إلا شعور الموظف بالارتياح والسعادة الناتجة عن إشباعه لحاجاته وهذا الشعور بالارتياح ما هو إلا رد فعل نفسي للموظف تجاه عمله ، وهو شعور يثبت نسبياً أو يتغير حسب الظروف المحيطة والعوامل المؤثرة فيه . 

ولا بد من الإشارة هنا إلى وجود فرق بين الرضا العام للموظف والرضا بأحد مكونات ذلك الرضا ، فقد يكون الموظف غير راضٍ عن أجره مثلاً ، ولكنه راضٍ بصفة عامة عن عمله والعكس صحيح أيضاً ، كما يعتبر الرضا الوظيفي القوة اللازمة للموظف للقيام بأعماله بأعلي مستويات الإنجاز والأداء ، وهو القناعة المصاحبة للعمل . 

كما أن الرضا الوظيفي يمثل إشباعاص للموظف من المصادر المختلفة التي ترتبط في تصوره بالوظيفة التي يشغلها ، وبالتالي فبقدر ما تمثل الوظيفة مصدر إشباع له بقدر ما يزيد رضاه عن هذه الوظيفة . 

ولقد أخذ مفهوم الرضا حيزاً كبيراً من اهتمام باحثي علم النفس الذين رأوا أن الرضا هو شعور الفرد بالراحة النفسية بعد القيام بإشباع حاجاته وتحقيق أهدافه وحدد أغلبتهم ثلاثة أنواع منه هي : 

- رضا الإشباع : 

ويعرفه وولمان بأنه حالة اللذة التي يعيشها كائن عضوي ، عندما ينال أهداف نزعاته الدافعية الغالبة وهو الحالة الشعورية التي يعيشها شخص أشبع شهية ما أو دافعاً ما . 

- رضا المسرة : 

ويعرفه " قاموس أنجلش ، أنجلش لعلم النفس " بأنه حالة يتحقق فيها الإشباع لرغبة سابقة ، حالة يكون فيها الشخص علي وعي بأنه قد بلغ إرضاء الرغبة . 

- رضا القناعة : 

إذا كان رضا المسرة لا يقتصر علي خفض التوترات بل يتخطي ذلك إلى تحقيق الذات ، وكذا رضا الإشباع لا يقتصر علي خفض التوترات بتحقيقه للأهداف الجزئية ، فإن رضا القناعة لا ينطوي علي خفض التوترات ولا علي تحقيق الذات بل هو مجرد تقبل لواقع يفرض نفسه . 

وبالتالي فإن الرضا بشكل عام هو مجموعة من الوجدانيات التي يشعر بها الفرد نحو شئ ما ، وقد تكون هذه المشاعر إيجابية أو سلبية ، المقصود هنا منها خفض التوترات وتحقيق الذات أو حتى تقبل لوضع معين . 

أهمية الرضا الوظيفي : 

يعتبر العنصر الإنساني هو الثروة الحقيقية والمحور الأساسي للإنتاج في منظمات الأعمال ، فالمعدات والأجهزة الحديثة مهما بلغ تطورها ستبقي غير مفيدة إذا لم يتوفر العقل البشري الذي يديرها ويحركها ، لذا كان من الضروري الحرض علي توفير درجة عالية من الرضا لدي العاملين في المنظمة لأن ذلك سيسهم في التزام العاملين في مؤسساتهم ووفائهم لتعهداتهم نحوها وارتباطهم بعملهم . 

كما أن الرضا العالي يسهم بتحسين صحة العامل البدنية والنفسية ونوعية الحياة داخل بيئة العمل وخارجها ، فقد أثبتت إحدى الدراسات أن هناك علاقة قوية بين حوادث الوفاة بسبب مرض القلب وعدم الرضا الوظيفي الناتج عن ضغط العمل والملل والنزاعات التنظيمية ، كما أثبتت دراسة أخرى أن العاملين الراضين عن أعمالهم عاشوا أكثر من زملائهم من الموظفين والعمال غير الراضين . 

ومن المعلوم أن لرضا العمال أهمية كبيرة ، حيث يعتبر في أغلب الحالات مقياس لمدى فعالية أداء الأفراد ، وإذا كان رضا الأفراد الكلي مرتفعاً فإن ذلك سيؤدى إلى نتائج مرغوب فيها ، تضاهي تلك التي تتوقعها المؤسسة أو المنظمة ، عندما تقوم برفع أجور عمالها ، أو بتطبيق برنامج للمكافآت التشجيعية أو نظام الخدمات . 

ومن ناحية أخرى فإن عدم الرضا يسهم في التغيب عن العمل ، وإلى كثرة حوادث العمل والتأخر عنه والدوران أو ترك العاملين للمؤسسات التي يعملون بها إلى مؤسسات أخرى ، ويؤدى إلى تفاقم المشكلات العمالية وزيادة شكاوي العمال من أوضاع العمل وتوجههم لإنشاء اتحادات عمالية للدفاع عن مصالحهم ، كما أنه يتولد عن عدم الرضا مناخ تنظيمي غير صحي . 

ولقد ذكر ليكارت Likert أنه يصعب تحقيق مستوي إنتاج رفيع علي مدى طويل من الزمن في ظروف عدم الرضا ، وفي سياق هذه النتيجة يورد ( ليكارت ) سبب ذلك بقوله " إن الجمع بين زيادة الإنتاج مقابل عدم الرضا في آن واحد لابد أن يؤدى إلى تسرب العناصر رفيعة المستوي في المنظمة ، وتدني مستوي منتوجاتها من العناصر البشرية في آن واحد ، وبالتالي فإن ثمة نوع من الاتفاق بأن من أوضح الدلالات علي تدني ظروف العمل في منظمة ما ، إنما يتمثل في انخفاض مستوي الرضا لدي العاملين . 

إن شعور الأفراد بالرضا الوظيفي يشجع علي زيادة حماسهم وإقبالهم نحو العمل بكل فخر ورضا ، وبالتالي يزيد عطاؤهم وإنتاجهم ويزيد تمسكهم في عملهم ، مما يساعد علي بقاء الأفراد في مؤسساتهم أطول فترة ممكنة ، وعدم الانتقال إلى أماكن عمل أخرى ، وهذا يعطي إحساساً بالسعادة ، وإحساساً إيجابياً نحو الحياة بصورة عامة ، علي اعتبار أن الأفراد يمضون معظم وقتهم في العمل . 

ويعتبر العنصر البشري من أهم العناصر المؤثرة في إنتاجية العمل فهو دعامة الإنتاج وتحدد مهارته مدى كفاية التنظيم وكفاءته ، وقد ترتب علي إهمال العنصر البشري في بعض المجتمعات والمؤسسات أن تخلفت ونقصت إنتاجيتها وهذا مما يدعو إلى دراسة الرضا الوظيفي لما له من أهمية تطبيقية وعملية ، ولقد تبين من الدراسات العديدة في مجال الرضا الوظيفي أن الرضا المهني المرتفع للعاملين غالباً ما يزيد الإنتتاجية ويقلل معدل دوران العمل، ويخفض نسبة الغياب ويرفع معنويات العاملين ، ويجعل الحياة ذات معني أفضل عند الأفراد . 

ولقد تطرق الباحثين إلى توضيح أهمية الرضا الوظيفي حيث حُددت مجموعة من الأسباب التي تدعو إلى الاهتمام بالرضا الوظيفي وهي علي النحو التالي : 

- إن ارتفاع درجة الرضا الوظيفي يؤدى إلى ارتفاع درجة الطموح لدي العاملين في المؤسسات المختلفة . 

- إن ارتفاع مستوي الرضا الوظيفي يؤدى إلى انخفاض نسبة غياب العاملين في المؤسسات المهنية المختلفة . 

- إن الفرد ذو درجات الرضا الوظيفي المرتفع يكون أكثر رضاً عن واقع فراغه وخاصة مع عائلته ، وكذلك أكثر رضاً عن الحياة بصفة عامة . 

- إن العاملين الأكثر رضاً عن عملهم يكونون أقل عرضة لحوادث العمل . 

- هناك علاقة وثيقة ما بين الرضا الوظيفي ، والإنتاجية في العمل ، فكلما كان هناك درجة عالية من الرضا الوظيفي أدى ذلك إلى زيادة الإنتاج . 

ويعتبر الرضا الوظيفي أحد العناصر المهمة في تحقيق الأمن والاستقرار النفسي والفكري والوظيفي للأفراد العاملين بمختلف المستويات الإدارية ، حيث ديدفعهم طوعاً إلى زيادة الإنتاج وهو في نهاية المطاف ما تنشده المنظمة بغض النظر عن طبيعة نشاطها . 

من خلال ما سبق نجد أن للرضا الوظيفي أهمية واضحة ودلالة منطقية في سير العمل وتقدمه وانعكاسه علي الإنتاجية بشكل عام ، فإذا توفر الشعور بالرضا لدي العامل في عمله من خلال تلبية حاجاته النفسية والمادية والتنظيمية والبيئية ، فهذا يولد لدي هذا العامل صدق الانتماء وجدية العطاء بشكل عام . 

تعليقات