U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

مبادئ وأهداف وأنواع التأمين التكافلي

مبادئ وأهداف التأمين التكافلي
ما هي مبادئ وأهداف التأمين التكافلي ؟ وما هي أنواعه ؟ 

مبادئ وأهداف التأمين التكافلي : 

يقصد بالمبادئ الأهداف تلك القواعد والأسس التي يقوم عليها التأمين التكافلي ، فهو يقوم علي قواعد علمية مستقاة من طبيعته الفنية وله كذلك قواعد قانونية التي سنها المشرع في كافة دول العالم ليس فقط للمحافظة علي حقوق وأطراف عقد التأمين التكافلي ، ولكن لضمان عدم خروج التأمين عن دوره في المحافظة علي ثروات المجتمع البشرية والعينية . 

أولا : مبادئ التأمين التكافلي : 

يتم تعريف مفهوم التأمين التكافلي بصورة واضحة من خلال المبادئ التالية : 

1- الالتزام والتبرع : 

الالتزام والتبرع هو أحد أنواع المعاملات المالية الإسلامية الأساسية لبرنامج التأمين التكافلي ، والمبلغ الذي يساهم به كل مشترك في التأمين التكافلي للوفاء بالتزامات المساعدة المتبادلة ودفع المطالبات من المشتركين المؤهلين كما أن استخدام الالتزام والتبرع كأساس الاشتراكات يخفف من عنصر الغرر في التكافل . 

وفي برنامج التكافل يصبح واضحاً أن المشترك في التكافل تحقق له مزايا صندوق التكافل ، لأن المشتركين الآخرين في التكافل يقبلون عن طيب خاطر ضمن هدف من المؤسسات التكافلية أن يعطوه مبلغ تغطيته المشروعة للتخفيف من وطأة الخسارة التي تكبدها . 

2- التعاون : 

مفهوم التعاون أو المساواة التكافلية مبدأ أساسي آخر في عملية التأمين التكافلي ، حيث يتفق المشتركون علي أن يعوض بعضهم بعضاًَ تعاونياً عن خسائر معينة ، فإن الهدف الأول في التأمين التكافلي ليس الربح وإنما المواساة التكافلية المشتركة ، التي تعتمد علي مبدأ التعاون والمواساة المشتركة . 

وقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالي : " وتعانوا علي البر والتقوي ولا تعانوا علي الإثم والعدوان واتقوال الله إن الله شديد العقاب " . ( سورة المائدة : 2 ) 

وإن كلمة التكافل نفسها في اللغة العربية تدل علي التضامن . 

3- تحريم الربا : 

يدخل في اعمال التأمين التقليدي عنصر الربا ولذلك ، فإنه من المهم أن تكون الاستثمارات في كل صندوق التكافل وحملة الأسهم خالية من الربا . 

ثانيا : أهداف التأمين التكافلي : 

يحقق هذا المشروع مجموعة من الأهداف أهمها ما يلي : 

1- يحقق روح التعاون والحب والمودة والعمل الجماعي بين الأعضاء باعتبارهم جسداً واحداً . 

2- يقوي المشاعر الصادقة للإنتماء إلى النقابة أو الجمعية المهنية باعتبارها الكيان التنظيمي الصادق لرعاية مصالحهم المهنية والاجتماعية . 

3- يحقق المشروع الأمن المعنوي للأعضاء ، والذي يسعي كل إنسان لتحقيقه ، حيث يشعر كل عضو أن له نقابة سوف ترعاه في حالات الكوارث والمصائب كما ترعي أسرته من بعده . 

4- يحقق المشروع لمن تصيبه كارثة أو مصيبة مبلغاً من المال ليعينه علي التخفيف من حدة الأزمة ، ولا سيما في الكسب بالمقارنة مع حالته من قبل . 

أنواع التأمين التكافلي  : 

ينقسم التأمين التكافلي باعتبار محل التأمين أو محل العقد إلى تأمين تعاوني عام ويشمل التأمين علي الأشياء أو من الأضرار ، وتأمين تعاوني عائلي أو التأمين علي الأشخاص ، وتأمين تعاوني علي الحياة

النوع الأول : التأمين التكافلي العام أو التكافل العام : 

هو نوع من أنواع التكافل المنصب علي حماية الممتلكات وأموال المؤسسات والشركات والأفراد ، وهو قصير الأجل ، أي أن مدة التكافل أو التأمين غالباً ما تكون قصيرة المدي ، وتتراوح ما بين ستة أشهر وسنة أو سنتين ، وصوره كثيرة منها الحريق والحوادث وتأمين البضائع والشحن والبيوت وممتلكاتها . 

ويعد هذا النوع من التكافل من أوسع الأنواع علي الإطلاق ، حيث يندرج جميع ممتلكات وأموال الأفراد والشركات والجماعات وممتلكات الدولة في الجو والبر والبحر . 

النوع الثاني : التأمين التكافلي العائلي أو التكافل العائلي :

كلمة ( عائلي ) مشتقة من كلمة ( عائلة ) ، أي الأسرة ومن دخل تحت هذا المسمي كالفرد أو الشخص ، ويقصد بكلمة التكافل العائلي كنظام : التعاون علي إعانة أو مساعدة الفرد أو الشخص أو العائلة . 

يقول د/ محمد فضلي يوسف " إن التكافل العائلي فكرة أو خطة تقوم علي تشجيع الفرد علي الادخار لمدة طويلة ، وإعطاء فرصة لتحقيق الأرباح من خلال الاستثمار ، وهي خطة تقوم أيضاً علي التعاون والتبادل المالي بين المشتركين " . 

ولقد تضمن البند الخاص بالتكافلي العائلي ، بأن الشخص أو المشترك الذي يقوم بإبرام العقد مع الشركة يشترط أن لا يقل عمره عن ثماني عشرة سنة ولا يزيد عن خمس وخمسين سنة ، وله الحق في اختيار أي نوع من أنواع البرامج التي تقدمها الشركة لصالح المشتركين . 

وهذا القانون يساعد الشخص أو المشترك في أي من البرامج المقدمة لفترة أطول أو تحت استراتيجية طويلة الأجل ، لضمان الحصول علي عائد كبير في المستقبل ، من خلال الإدخار والاستثمار ، فكلما كانت الفترة أطول ، كان العائد أكبر ، وهذا بدوره يختلف عن التأمين التقليدي ، الذي لا يحكمه عنصر المدة الزمنية للمشترك . 

وهو طويل الأجل ( long-term ) ، ويتراوح ما بين خمس سنوات إلى ثلاثين سنة ، وينصب هذا النظام كما هو واضح علي عنوانه في التكافل المتعلق بالشخص أو الفرد أو العائلة ، وكثيراً ما يركز علي إدخار الأموال واستثمارها . 

النوع الثالث : التأمين التكافلي علي الحياة : 

إن التأمين علي الحياة وصوره في شركات التأمين التجارية ، هو محرم بإجماع الفقهاء ، ولقد تناول الفقهاء البديل الشرعي في محافل دولية ، ليتماشي مع روح الشرعية ومقاصدها الرئيسية ، ولعل تسميته بالتأمين علي الحياة تعارض مع عقيدتنا في القضاء والقدر ولأن الحياة بيد الله سبحانه وتعالى . 

لذا يري الدكتور علي محيي الدين القره داغي تغيير هذا الاسم إلى مسمي آخر ، وقد سعت بعض الشركات الإسلامية وبعض الكتاب إلى إيجاد مسمي وبديل آخر ، أو صياغة مصطلح آخر ، أو صياغة مصطلح آخر يتماشي مع روح الإسلام ، كان يطلق عليه ، التأمين التكافلي علي الحياة ، أو التكافل الإسلامي لما بعد الموت ، أو غيرها من المصطلحات الأخرى التي تساعد علي تصحيح المفهوم الخاطئ لهذا المصطلح . 

وتتضمن صيغة العقد عند شركات التأمين التجارية ، بأن تتعهد الشركة بأن تقدم مبلغ التأمين في حالة وفاة المتعاقد خلال فترة العقد ولو لبضع ثوان بعد إبرام العقد ، أما إذا وافته المنية بعد انتهاء مدة العقد ، فإن ورثة المستأمن لا يتقاضون أي تعويض ، إذا لم يمت خلال فترة سريان العقد وانتهت هذه الفترة وهو حي يرزق ، فتذهب هذه الأقساط لصالح الشركة ، وتبرأ ذمتها . 

ولقد بدأت الشركات الإسلامية بتطبيق الأسس الشرعية لنظام التأمين التكافلي علي الحياة أو نظام التأمين التكافلي علي الحياة بديلاً للتأمين علي الحياة التي تقوم به شركات التأمين التجاري ، وتم صياغة عقود التأمين علي الحياة ، ذلك لأنها تقوم علي التعاون والنظر إلى المستقبل بعد التوكل علي الله والأخذ بالأسباب ، وهذا يساعد الإنسان علي الادخار للمستقبل لمجابهة المرض أو العجز ، أو لورثته من بعده ، لذا يجب صياغة العقود صياغة شرعية مقبولة ، تقوم علي أساس التعاون وليست المعاوضة . 

بذلك نستطيع أن نحقق نظام التكافل بين الأفراد والمجتمعات المسلمة ، في عصر اختفي فيه نظام بيت مال المسلمين الذي كان يكفل معيشة الفقراء والمحتاجين ، وكبار السن والمرضي . 

ولقد قدم الدكتور القره داغي مقترحاً حول تغيير مسمي التأمين علي الحياة إلى التكافل الإسلامي لحماية الورثة ولحالات الضعف ، ومنه قسمه إلى نوعين : 

1- التأمين في حالة الوفاة لحماية الورثة ونحوهم . 

2- التأمين لدفع العوز عند الشدة أو العجز أو نحو ذلك . 

أولا : التأمين في حالة الوفاة لحماية الورثة ونحوهم : 

من طبيعة الإنسان أن يبحث عن الأمان لنفسه ولمن يعولهم من تحته ، كأبنائه أو إخوانه إن لم يكن له أبناء ، أو والديه وورثته علي وجه العموم ، ويسعي في العمل جاهداً من أجل لقمة العيش وحياة هنيئة له ولذريته ، ولقد نهي الرسول ( ص ) سعد بن أبي وقاص أن يتبرع بماله كله أو نصفه ابتغاء مرضاة الله ونيل ثوابه فقال ( ص ) " الثلث والثلث كثير ، إنك إن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم يتكففون الناس في أيديهم " . 

أضف إلى هذا ما قام به عمر بن الخطاب رضي الله عنه من عدم تقسيم الأراضي المفتوحة في العراق والشام علي المجاهدين من أجل مستقبل الأجيال القادمة ، يضمن لهم دخل مال مستمر لملاك الأرض ، ولكن فرض عليهم خراجاً يدفعونه لبيت المال .

ويقول عمر رضي الله عنه " والله لا يفتح بعدي بلد فيكون فيه كبير نبل عسي أن يكون كلاً علي المسلمين فإذا قسمت أرض العراق بعلوجها وأرض الشام بعلوجها فما يسد به الثغور ؟ وما يكون للذرية والأرامل بهذا البلد وبغيره من أرض الشام والعراق ؟ " 

ولقد قسم الدكتور علي محيي الدين القره داغي هذا النوع إلى تسعة صور ، ويري أنه يجوز التأمين التكافلي أو التكافل لصالح الورثة جميعاً أو لصالح أحد الورثة إذا كان هناك مبرر شرعي كوجود عاهة مستديمة أو أنه يمر بظروف صعبة خلافاً لأخوته أو غيرهما من الأسباب الأخرى تجعله ينفرد بهذا الحق عن غيره . 

يقول ابن قدامه في هذا الصدد : " فإن خص بعضهم - أي بعض أولاده - لمعني يقتضي تخصيصه ، مثل اختصاصه بحاجة أو زمانة أو عمي أو كثرة اشتغاله بالعلم أو نحوه من الفضائل أو صرف عطيته عن بعض ولده لفسقه أو بدعته أو لكونه يستعين بما يأخذه علي معصية الله أو ينفقه فيها فقد روي عن أحمد ما يدل علي جواز ذلك الأكثرية أجازوا ذلك مع الكراهية " . ولا مانع شرعاً أيضاً من التأمين لصالح شخص آخر غير وارث من باب التبرع . 

وهذه الصور علي النحو التالي : 

- التأمين التكافلي العمري لصالح الورثة جميعاً بدفع رواتب شهرية أو سنوية لهم ما داموا أحياء بعد موت دافع القسط ، وهذه الصورة تمثل إعانة للورثة في تحمل مشاق الحياة إن كانوا صغاراً . 

-التأمين التكافلي لصالح الورثة جميعاً بدفع رواتب لهم لمدة معينة كعشرة سنوات ( إن عاشوا ) بعد موت دافع الأقساط . 

- التأمين التكافلي لصالح الورثة جميعاً بدفع المحدد المتفق عليه مرة واحدة بعد موت دافع الأقساط . 

- التأمين التكافلي لصالح أحد الورثة بدفع الرواتب لمدة محددة كعشر سنوات إن عاش بعد موت دافع الأقساط . 

- التأمين التكافلي لصالح أحد الورثة بدفع مبلغ التأمين إليه مرة واحدة بعد موت دافع الأقساط . 

- التأمين التكافلي لصالح الأجنبي ( غير الوارث ) بدفع رواتب له مدة حياته بعد موت دافع الأقساط . 

- التأمين التكافلي لصالح الأجنبي ( غير الوارث ) بدفع رواتب له لمدة عشر سنوات ، مثلاً إن عاش بعد موت دافع الأقساط . 

- التامين التكافلي لصالح الأجنبي ( غير الوارث ) بدفع مبلغ التأمين المتفق عليه مرة واحدة بعد موت دافع الأقساط مباشرة إن كان حياً . 

ثانيا : التأمين لدفع العوز عند الشدة وكبر السن : 

هو اتفاق بين المشترك وشركة التأمين التكافلي علي دفع مبلغ التربع لصالح نفسه ومستقبله عند مرضه وشيخوخته أو عند إحالته إلى المعاش أو عدم قدرته علي العمل ونحوهما . 

وبمقتضي هذا الاتفاق تقوم شركة التأمين التكافلي بدفع مبلغ التبرع أو مبلغ التأمين المتفق عليه إلى المشترك إن كان حياً علي شكل راتب شهري أو أن يدفع إليه دفعة واحدة يستطيع من خلاله أن يمارس التجارة ، أما إن مات المشترك فإن مبلغ التبرع يمكن أن يذهب إلى صندوق التكافل أو يدفع إلى الورثة وذلك حسب الاتفاق المنصوص عليه ، ويمكن أن نقسم هذا النوع إلى أربع صور : 

- التأمين بدفع مبلغ التبرع أو التأمين دفعة واحدة عند العجز عن العمل . 

- التأمين بدفع مبلغ التبرع أو التأمين في صورة راتب عند العجز عن العمل . 

- التأمين بدفع مبلغ التبرع أو التأمين دفعة واحدة عند بلوغ سن الشيخوخة . 

- التأمين بدفع مبلغ التبرع أو التأمين علي شكل راتب عند بلوغ سن الشيخوخة . 

تعليقات