مفهوم تخطيط استخدام الأرض |
مقدمة :
الحقيقة أنه وقبل الخوض في تعريف مفهوم مصطلح تخطيط استخدام الأرض، أرى أنه يجب على تسليط الضوء على مفهوم الأرض أولا ثم استخدام الأرض ثانيا، ثم الانتقال إلى تخطيط استخدام الأرض، وذلك لفهم الإطار الصحيح الذي تتم فيه دراسة تخطيط استخدام الأرض، وكذلك فهم الأسباب التي تقف وراء العديد من الباحثين المهمين بدراسة استخدام الأرض وتخطيطها.
مفهوم الأرض :
يقسم التعامل مع الأرض على أساسين:
أولا: الأرض غير المستخدمة :
يقصد بالأرض هنا الأرض كبيئة طبيعية بكل عناصرها ومعطياتها من مناخ وتربة وصخور... الخ، بفضل هذه العناصر أصبحت بعض هذه الأراضي غنية بالمواد الطبيعية مما جعلها منطقة جذب تصارع بني البشر للسيطرة عليها واستغلال ثروتها، وكذلك هناك الأراضي الفقيرة التي تعتبر مناطق طاردة، وبالتالي تبتعد أنظار الإنسان عنها.
الثاني: الأرض المستخدمة:
وهو ذلك الجزء من سطح الأرض بخصائصه المختلفة والذي يستخدم لمزاولة الأنشطة الإنسانية المختلفة كالسكن والصناعة والترفيه والزراعة ...الخ.
كذلك يمكن النظر إلى الأرض من عدة جوانب:
1) الأرض كمكان :
حيث أنها لا تشتمل فقط على الموارد الطبيعية السطحية، بل تشمل الفضاء الجوي وكذلك باطن الأرض وما يحويه من موارد وثروات.
2) الأرض كعنصر إنتاج:
حيث أن الأرض تعتبر أحد عناصر الإنتاج الرئيسة إلى جانب رأس المال والعمل والإدارة، فهي تعتبر مصدرا للموارد الطبيعية بأنواعها المختلفة، وكذلك فإن للأرض قيمة إنتاجية خصوصا في مجال الزراعة .
3) الأرض كسلعة استهلاكية:
الأرض إلى جانب كونها أحد عناصر الإنتاج فهي مرغوبة لذاتها فهي سلعة وهو مورد ليس له سوق ويتحكم في قيمتها عنصرين أساسيين:
- خصوبة الأرض، وهو محصلة العوامل الطبيعية المختلفة كالمناخ والتركيب الصخري.
- الموقع، موقع الأرض بالنسبة للمواقع المجاورة.
4) الأرض كحماية:
ونعني بذلك العلاقة القانونية بين الإنسان والأرض، وكذلك من المهم معرفة أن ملكية الأرض سواء كانت فردية أم جماعية فهي تقرر الاستخدام فيها.
5) الأرض كموقع:
حيث أن الموقع يعتبر عاملا أساسياً في تحديد قيمة الأرض، مثل قربها أو بعدها عن طرق المواصلات أو عن السوق أو عن مراكز الكثافة السكانية، ولعلنا في دراستنا هذه سنهتم بالأرض كموقع، إلى جانب الأرض كنشاط واستخدام في المدينة.
لعل العناصر والمفاهيم السابقة تجعل من الأرض موضوعا خصبا ومهما للدراسة لما فيه من متغيرات ومتضادات وتشعبات واهتمامات، لذلك فإننا كمتخصصين في مجال التخطيط العمراني يهمنا فهم هذه المتغيرات والتعاطي معها (غنيم، 2001،ص- 20 ).
مفهوم تخطيط استخدام الأرض :
قبل الحديث عن تخطيط استخدام الأرض :
استخدام الأرض: مصطلح يطلق على النشاط الذي يقوم به الإنسان في حيز مكاني معين وفي زمان محدد.
إذن الذي يقوم بهذا النشاط على هذه الأرض هو الإنسان، مما يوجب علينا دراسة علاقة الإنسان باستخدام الأرض وعليه فإن علاقة استخدام الأرض بالإنسان، تكمن في أن فكر وسلوك وثقافة وحاجة ورغبة الإنسان تعكس صورة استخدام الأرض من قبله. إن نوعية وكيفية وكمية النشاط المستخدم تعكس فكر وسلوك وثقافة وحاجة ورغبة هذا الإنسان الذي يعيش على هذه الأرض.
وهذا يفسر طبيعة الاستخدامات الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية للإنسان في الحيز المكاني.
مفهوم تخطيط استخدام الأرض :
يقصد بمفهوم تخطيط استخدام الأرض تلك النشاطات المنطقية المتتابعة التي تهدف إلى تنظيم المجتمعات البشرية من خلال دراسة وفهم العلاقات القائمة بين أنماط التجمعات السكانية البشرية ووظائفها في مكان وزمان محددين.
إن عملية تخطيط استخدام الأرض هي عملية توزيع مناسب للاستخدامات المختلفة والمتنافسة في الحيز المكاني الواحد، من خلال سلسلة عمليات منظمة تهدف في نهاية المطاف إلى الوصول إلى عدالة توزيع استخدامات الأرض.
إن عملية تخطيط استخدام الأرض تتضمن عملية تنظيم الأرض، وهي عبارة عن العلاقات المنتظمة التي تربط النشاطات المختلفة للسكان في محيط مكاني معين وتتأثر عملية تنظيم الأرض بثلاث عمليات رئيسية وهي:
1- الدمج المكاني.
2- المنافسة المكانية.
3- الإنتشار المكاني.
وقوة وفعالية هذه العمليات تخضع بشكل كبير إلى أحكام التنظيم المطبقة في هذه الدولة أو الإقليم.
مما سبق يمكن القول أن تخطيط استخدام الأرض هو حزمة من الخطوات الإجرائية المتسلسلة والمترابطة التي يجري إعدادها وتنفيذها بهدف إيجاد استخدام أمثل للأرض من خلال دراسة وتصميم جميع العوامل الاقتصادية والإجتماعية والطبيعية القائمة وذات العلاقة.
طبيعة تخطيط استخدام الأرض :
يمكن القول أن تخطيط الإستخدامات الحضرية للأرض ما هو إلا جزء من تخطيط شامل، يقوم على وضع تصور مستقبلي واضح للتنمية المستقبلية بجوانبها العمرانية والادارية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والخدمية والبيئة، وهذا التصور يتم بوثيقة تعرف عادة باسم الخطة الهيكلية "Master plan" أو المخطط التوجيهي العام.
أنماط استخدام الأرض :
يمكن القول أن هناك نمطين متبعين في استخدام الأرض:
الأول: التخطيط من الأساس لاستخدامات الأرض.
الثاني: التخطيط لإعادة تأهيل استخدامات الأرض.
وعليه فإن النمط الأول يعني عمل مخطط لاستخدامات الأرض في منطقة غير مأهولة و غير مستخدمة، مثل مشاريع الإسكان الجديدة المستعمرات بأنواعها المختلفة.
أما النمط الثاني والأكثر شيوعا وبالذات في العالم الثالث، وهي إعادة التأهيل لمنطقة مستخدمة من خلال وضع مخطط شامل أو جزئي لإستخدامات الأرض لمعالجة قضايا مثل الزيادة السكانية، تشوه استخدامات الأرض والتداخل فيها وسوء في توزيعها، وكما هو الحال في هذه الدراسة والتي تنتمي إلى النمط الثاني من التخطيط ( عبد الحميد ، 2001).
مبررات تخطيط استخدام الأرض:
1- التزايد المتسمر في أعداد السكان، وزيادة الطلب على الأرض اللازمة لسد حاجات هؤلاء السكان.
2- محدودية الأرض في كثير من الدول مما يؤدي إلى التنافس الشديد بين الاستخدامات المختلفة على تلك الأرض.
3- تشوه استعمالات الأراضي وتداخلها سواء في المدن والمراكز الحضرية أو الريف.
4- سوء توزيع الاستخدامات الحضرية مثل المرافق والخدمات والمساكن وعدم وجود عدالة اجتماعية في نمط التوزيع.
5- التدهور البيئي بما فيه تدهور الأراضي الزراعية ومصادر المياه والغابات والمساحات الفارغة.
6- ظهور الكثير من المشاكل التي أثبتت الدراسات علاقتها المباشرة بأنماط استخدامات الأرض مثل:
أ- الازدحام
ب- البطالة
ت- التضخم
ث- مشاكل النقل والمواصلات.
7- عدم استخدام السلطات المحلية والإقليمية لكثير من الأراضي الاستخدام الأمثل لتلك الأرض.
8- اتساع المدن الحضرية على حساب الأراضي الخضراء المحيطة بها.
9- بروز مشاكل الإسكان ونقص البنية التحتية في المدن والقرى.
أهداف تخطيط استخدامات الأرض:
1- تقدير الحاجات المطلوبة في الوقت الحاضر والمستقبل لتخطيط استخدامات الأرض، وتقييم القدرة على توفير هذه الحاجات، وإيجاد الحلول للمشاكل القائمة والمتوقعة.
2- محاولة الاستفادة القصوى من الأراضي المتوفرة لحل مشاكل السكان سواء على مستوى الإقليم أو المستوى المحلي.
3- محاولة السيطرة والتخفيف من التشوه في الاستخدامات من خلال إجراءات وقوانين تهدف إلى ذلك.
4- إعادة توزيع الاستخدامات الحضرية والريفية من خدمات ومرافق ومساكن على أساس علمي مدروس.
5- مكافحة التدهور البيئي بما فيه التعدي على الأراضي الزراعية ومصادر المياه والغابات والمساحات الخضراء.
6- محاولة حل العديد من مشاكل المدن الكبرى مثل الازدحام والبطالة، ومشاكل النقل والمواصلات، من خلال التخطيط السليم لاستصلاح الأرض.
7- السيطرة على التغيرات التي تحدث على استخدامات الأرض ودعم التغييرات الإيجابية ومنع التغييرات السلبية.
8- محاولة الوصول إلى تنمية متواصلة لحل مشاكل استخدامات الأرض حلا جذريا.
مبادىء تخطيط استخدام الأرض:
إن عملية تخطيط استخدام الأرض تقوم على مبدأين رئيسيين هما (غنيم ،2001ص 41):
1- مبدأ الاستخدام الأمثل:
يقوم هذا المبدأ على أساس أن كل قطعة أرض تؤدي وظيفة معينة في الاقتصاد الوطني، لذلك تتحدد وظيفة تخطيط استخدام الأرض في تحديد الاستخدام الأمثل لكل قطعة من أرض الإقليم أو الدولة بما يخدم المصلحة العامة.
ويجب الإشارة إلى أن الاستخدام الأمثل لقطعة الأرض ما هو إلا مفهوم نسبي حيث يختلف من منطقة إلى أخرى ومن مدينة إلى أخرى من دولة إلى أخرى.
2- مبدأ تعدد الاستخدام:
ويقوم أساس هذا المبدأ على تشجيع تعدد الاستخدامات لقطعة الأرض الواحدة وبالذات في الدول ذات المساحات المحدودة.
العوامل المؤثرة في استخدامات الأرض:
1- العامل الطبيعي:
ويقسم العامل الطبيعي إلى قسمين :
أ- العامل الطبوغرافي
ب- التربة
أولا: إن العامل الطبوغرافي يلعب دورا مهما في تحديد استخدام قطعة الأرض، حيث أنه يلاحظ ميول السكان للسكن في المناطق السهلية لتوفر شبكات المواصلات والمراكز الحضرية.
ثانيا: يعتبر عامل التربة وتركيبها من العوامل المهمة في تحديد نوعية الاستخدام المقام على هذه الأرض، حيث ذلك أن الاستخدام الأمثل للتربة الإنتاجية هو الزراعة بينما التربة والأرض ذات الصخور النارية تصلح لإقامة البنايات العالية و مرافق المواصلات كالطرق و المطارات.
2- عامل المنافسة:
يقوم مفهوم هذا العامل على أساس أنه لا يمكن لنشاطين أن يستغلا نفس الحيز المكاني في نفس الوقت، لذلك يمكن القول أن أنماط استخدام الأرض السائدة في منطقة معينة تخضع بالدرجة الأولى لقصر المنافسة بين السكان والأنشطة، فعلى سبيل المثال لا يمكن لحرفة تجارة الخشب أن تنافس تجارة الذهب في منطقة المركز في مدينة رام الله على سبيل المثال.
3- عامل المواصلات :
إن الشبكة النقل والمواصلات وبالذات في المراكز الحضرية أثرا كبيرا في تحديد الاستخدام، حيث أن معظم الإستخدامات تميل وبشكل كبير إلى القرب من شبكة المواصلات بل أن بعضها لا يمكن أن يكتب له النجاح دون وجود شبكة مواصلات جيدة مثل الإستخدام الصناعي والتجاري.
4- عامل قيمة الأرض :
تتأثر قيمة الأرض الحضرية بمجموعة عوامل أهمها :
1- الكثافة السكانية والسكنية.
2- الموقع وخصائصه.
3- نوع الوظيفة السائدة في المركز الحضري.
وقد تبين في الكثير من الدراسات أن قيمة الأرض تكون عالية في مركز المدينة. وتقل هذه القيمة كلما اتجهنا إلى الأطراف مع الملاحظة أن هناك تغيرا ملحوظا على قيمة الأرض بالزيادة أو النقصان بمرور الزمن.
5- العامل السياسي:
حيث أن عملية التخطيط تتحكم فيها السياسة المتبعة في الدولة ،فالبلد الذي يعيش تحت راية الحرية ويشترك المواطنون في رسم سياساته يختلف حتما عن بلد لا يعيش تلك الحرية، وبالذات إذا كان يعيش تحت الاحتلال، مثل احتلال الأراضي الفلسطينية من قبل "إسرائيل" حيث تسيطر جميع نواحي التخطيط بما فيها تخطيط استخدامات الأرض.
6- العامل الإداري والتخطيطي:
وهنا المقصود به هو الطاقم الإداري المشرف على أمور التخطيط، وما هي سياسته المتبعة في حل مشاكل استخدامات الأرض، ما هو الأسلوب الذي تتبعه مؤسسات التخطيط، وكذلك خبرة وكفاءة من يمارس التخطيط من الأفراد والجماعات.
أنماط استخدام الأرض Urban Land Use Pattern :
يعد نشاط الإنسان على الأرض استخداما، ولهذه الأنشطة والاستخدامات أنماط مختلفة في نوعيتها وكثافتها وهي تختلف من مدينة إلى أخرى، ومن دولة إلى أخرى نتيجة عدة عوامل تم ذكرها سابقا، وعليه فإن أنماط استخدامات الأرض بشكل عام تحتوي على:
أولا: الاستخدام السكني Residential Area :
تعد الوظيفة السكنية من أوائل إستخدامات الأرض في المرتبة والمحرك الأول ولنموها، والحقيقة أن التطور والنمو السكني يعد عاملا رئيسيا في نمط التركيب المكاني في المدينة، وفي الغالب إن الإستخدام السكني يشغل النسبة الأكبر بين الاستخدامات من حيث المساحة في معظم المدن.( الزاملي، ص 123) .
وترتفع نسبة الاستعمال السكني في المدن العربية عموما نتيجة للامتداد الأقصى، فهو يحتل % 67 من مدينة عمان و 29% من مدينة دمشق و 57% من المدن العراقية. ( السماك و آخرون، 1985 ص 52).
ثانيا : الإستخدام التجاري Commercial Area :
تمثل التجارة نشاطا رئيسيا يمارس في كل المدن، وتحتل المناطق التجارية في العادة أفضل المواقع، والتي تحقق أكبر قدر من سهولة الوصول عن طريق شبكة جديدة من الطرق وتختلف أهمية الوظيفة التجارية من مدينة إلى أخرى طبقا لموقعها وحجمها وكذلك فإن الاستخدام التجاري يتركز في منطقة ("Central Business District " C.B.D ) في المدينة مثل منطقة دوار الساعة والمنارة في مدينة رام الله، ومنطقة باب العامود وشارع صلاح الدين في مدينة القدس، وبالطبع هناك اختلاط كبيرا بين الاستخدام التجاري والسكني حيث أن هناك تمازج وتداخل بينها، وبالذات في المنطقة المركزية، حيث يشغل الطوابق السفلية الاستخدام التجاري والعليا للاستخدام السكني، وبالطبع تختلف نسبة الاستخدام التجاري من مدينة إلى أخرى.
ثالثا: منطقة الأعمال المركزية C.B.D :
تتسم هذه المنطقة بالتداخل والتباين بين كثير من الأنشطة التجارية، وترتفع نسبة هذا التباين كلما كبرت المدينة ومنطقتها المركزية، وتعد منطقة C.B.D من أكثر أجزاء المدينة حركة ونشاطا وتشهد كذلك كثافة مرورية ويلتقي عندها كثير من شرايين الحركة الرئيسية وتضم عادة هذه المنطقة أنواعا مختلفة من الأنشطة التجارية مثل محلات بيع المجوهرات والملابس والأحذية وكذلك المطاعم... الخ.
رابعا: الإستخدام الصناعي Industrial Area :
يعد الاستخدام الصناعي من الاستخدامات الأقل مساحة في المدينة العربية بشكل عام باستثناء المدن ذات الوظيفة الصناعية، وتختلف نوعية وكمية الاستخدامات الصناعية بين مدينة وأخرى، وبين أحياء المدينة الواحدة، حيث يصنف الاستخدام الصناعي إلى ثلاثة أنواع: الثقيلة والمتوسطة والصغيرة .
أما الصناعات الثقيلة فهي تتركز في خارج المدن مثل صناعة الحديد والصلب والإسمنت ومصانع السيارات ... الخ.
أما الصناعات المتوسطة فتتركز في أطراف المدينة مثل صناعة الألبان والأثاث... الخ،
أما الصناعات البسيطة أو الصغيرة فهي تكون في داخل الأحياء السكنية مثل المخابز والمطاحن...الخ.
خامسا: الاستخدامات الخدماتيةService Area :
وتعتبر هذه الاستخدامات من أهم الاستخدامات الموجودة في المدينة مع أن نسبة مساحتها من أقل نسب الاستخدامات، ولكنها مهمة وضرورية لما تقدمه من خدمات لسكان المدينة، وعادة تكون هذه الاستخدامات مرتبطة بالاستخدام السكني لأنها عملية تكاملية في الاستخدامات ومن أبرز الاستخدامات:
أ) الاستخدام التعليمي.
ب) الاستخدام الصحي.
ت) الاستخدام الديني.
ث) الاستخدام الرياضي والترفيهي.
وبما أن قطاع الخدمات بشكل عام يمثل مقياسا حقيقيا لمستوى تحضر وتقدم ونمو المجتمع، فإن قطاعي الصحة والتعليم يعتبران من المؤشرات الهامة على ذلك النمو والتقدم والرقي المقصود، وفيما يلي نبذة عن هذه الاستخدامات .
أ- الاستخدام التعليمي:
يعد من أهم الاستخدامات الخدمية حيث أنه يشمل جميع الأراضي التي تقوم عليها أنشطة مثل الخدمات ودور الحضانة و رياض الأطفال والمدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية ويشمل مراكز التعليم الفني والمهني والزراعي والمعاهد العليا والجامعات علام،1998ص - 233 ) .
وعادة يشغل الاستخدام التعليمي نسبة لا بأس بها بين الاستخدامات الأخرى، ففي مدينة الهفوف في السعودية تشغل ما نسبته 10% من إجمالي المساحة، وعادة ما تكون مواقع الخدمات التعليمية بين المساكن حسب درجة الخدمة التعليمية.
ب- الاستخدام الديني:
حيث أنه يشمل جميع دور العبادة من مساجد وكنائس، ويختلف من مدينة إلى أخرى حيث يبرز هذا الاستخدام في جميع المدن الدينية والتي تكون وظيفتها الرئيسية هي الوظيفة الدينية مثل مدينة مكة والمدينة المنورة في السعودية والقدس وبيت لحم في فلسطين.
ج- الاستخدام الترفيهي والرياضي:
ويشمل هذا الاستخدام جميع المرافق الرياضية من ملاعب وقاعات ومراكز في مختلف الأنشطة الرياضية بالإضافة إلى الحدائق العامة والمتنزهات والنوادي.
د- الاستخدام الصحي:
الاستخدام الصحي حاله حال الاستخدام التعليمي من المؤشرات الهامة على منحنى التطور في أي مجتمع، وكلما زادت مساحة الاستخدامات الصحية كلما كان ذلك مؤشرا على مدى وعي القائمين على شؤون التخطيط بأهمية هذا القطاع، ويشمل قطاع الخدمات الصحية دور الإسعاف ومراكز رعاية الطفل والعيادات الخاصة والمستشفيات العامة والخاصة والصيدليات.
تعليقات