ما هي انواع الانفعالات ؟ |
أنواع الانفعالات :
الانفعالات كثيرة ومتنوعة بحيث لا يمكن حصرها وهي تختلف باختلاف الأفراد والبيئة والمواقف التي يواجهها هؤلاء الأفراد .
وهناك تقسيمات عديدة للانفعالات ، فمثلاً يقسم مكدوجل الانفعالات إلى ثلاثة أقسام هي :
1- الانفعالات الأولية :
هي المتصلة الغرائز وتظهر في حياة الإنسان قبل غيرها .
2- الانفعالات المركبة :
هي التي تنشأ كل منها من امتزاج اثنين أو أكثر من الانفعالات الأولية نتيجة لإثارة غريزة أو أكثر من الغرائز التي لا يعارض بعضها بعضاً .
3- الانفعالات المشتقة :
فتنبعث عن رغبة خاصة .
والبعض يري تصنيفها كالآتي :
1- انفعالات ذات صفة عدوانية مثل الغضب والحقد .
2- انفعالات ذات صفة مانة أو معطلة مثل الخوف والقلق .
3- انفعالات سارة مثل الحب والحنان .
والبعض من يصنفهم كالآتي :
1- انفعالات أولية أو بسيطة : مثل الخوف والقلق .
2- انفعالات معقدة في تكوينها حيث تقوم علي امتزاج انفعالين أو أكثر مثل الغيرة والدهشة .
أولا : انفعال الخوف :
يعد انفعال الخوف فطرياً لأن الإنسان يزود به عند الولادة ، ويظهر هذا الانفعال خلال الأشهر الأولي من حياة الطفل ، ومن أهم مثيرات هذا الانفعال الأصوات المرتفعة وفقدان السند ، ورؤية وجوه غريبة لم يتعود عليها .
ومما هو جدير بالذكر أن الخاصية المميزة للخوف هي الانكماش والانسحاب وفي بعض الأحيان الاستجابة الهروبية ، وتجارب عالم النفس " واطسون " خير مثال علي ذلك .
ويرتبط الخوف بعدد من المتغيرات كالعمر والجنس والمستوي الاقتصادي والاجتماعي ... إلخ .
ويمكن تقسيم الخوف إلى نوعين :
1- خوف موضوعي :
وهو الذي ينشأ عن مواقف تهدد الإنسان بأخطار حقيقة كالخوف من النار مثلاً أو الخوف من حيوان مفترس .
2- خوف غير موضوعي :
وهو الخوف من أشياء لا تهدد الإنسان بأخطار حقيقية كالخوف منن الظلام أو الخوف من الحيوانات الأليفة كالقطط ، ويطلق علي هذا النوع من الخوف اسم الخوف المرضي ، ويري أصحاب مدرسة التحليل النفسي أن هذه المخاوف ترجع إلى خبرات مؤلمة واجهها الإنسان في حياته الأولي وبقيت مكبوتة في اللاشعور .
وليست فائدة الخوف مقصورة فقط علي وقاية الإنسان من الأخطار التي تهدده في حياته الدنيوية ، وإنما من أهم فوائده أيضاً أنه يدفع المؤمن إلى اتقاء عذاب الله في الحياة الآخرة ، فالخوف من عقاب الله يدفع المؤمن إلى تجنب الوقوع في المعاصي ، وإلى التمسك بالتقوي والانتظام في عبادة الله وعمل كل ما يرضيه .
" إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلي ربهم يتوكلون " ( الانفال : 2 ) .
ثانيا : انفعال القلق :
القلق انفعال إنساني أساسي ، ويعرف بأنه " انفعال غير سار وشعور مكدر بتهديد أو هم مقيم ، وعدم راحة أو استقرار ، مع إحساس بالتوتر والشد ، وخوف دائم لا مبرر له من الناحية الموضوعية ، وغالباً ما يتعلق هذا الخوف بالمستقبل والمجهول .
كما يتضمن القلق استجابة مفرطة لمواقف لا تعني خطراً حقيقياً ، والتي قد لا تخرج في الواقع عن إطار الحياة العادية ، لكن الفرد الذي يعاني من القلق يستجيب لها غالبا كما لو كانت ضرورات ملحة ، أو مواقف تصعب ومواجهتها " .
وتجدر الإشارة إلى أن التعريف السابق ينطبق أكثر علي القلق المرضي ، ويعني ذلك أن هناك نوعاً آخر من القلق يعد سوياً طبيعياً .
والقلق السوي استجابة طبيعية لمواقف تسبب القلق لدي معظم البشر ، ومن مثيراته مواقف الامتحان ، كالقلق الذي يشعر به الطالب قبل الامتحان .
ويمكن التفرقة بين القلق المرضي والقلق السوي تبعاً لما يلي :
1- نوعية المواقف المسببة له .
2- شدة الأعراض : هل هي حادة .
3- دوام الأعراض : هي هي مزمنة .
ثالثا : انفعال الغضب :
هو وسيلة للتعامل مع البيئة المهددة ، فهو يحوي استجابات طارئة وسلوكاً مضاداً لمثيرات التهديد ويصاحبه تغيرات فسيولوجية لإعداد الفرد لسلوك يناسب الموقف المهدد ، ويؤدى الغضب إلى صراع مع الآخرين الذين يعترضون علي الغضب أو الذين يتهددهم ، وصراع مع النفس لأن الغضب يحرم الفرد من العطف والحب ويفقده السيطرة علي نفسه .
وقد يوجه الغضب في شكل عدوان نحو الآخرين وقد يوجه نحو الذات ، وقد يظهر الغضب في شكل نوبات وقد يصب الغضب علي كبش فداء " شخص أو موقف آخر " عندما يكون الفرد عاجزاً عن توجيه غضبه إلى الشخص أو الموقف الذي أثار الغضب ، وقد ينسحب الفرد من الموقف .
رابعاً : انفعال الغيرة :
وهي استجابة انفعالية معروفة اجتماعياً ، وهي خليط من الغضب والخوف والحب ، ومن الانفعالات الواضحة في الطفولة المبكرة ، وظهورها ينتج من فقدان الطفل حب من حوله أو تصوره فقدان هذا الحب .
ويحدث ذلك عادة عند ميلاد أخ جديد له يشعل الأم عنه ، إذ يري الطفل في هذا الانشغال عدم حب أمه له ، ويري في هذا الوليد الجديد منافساً له في وقت يعاني فيه الطفل مقاومة ضدين : نزعات اعتمادية ، ونزعات استقلالية ، فنجده يلجأ إلى حيل يعوض بها ما فقده من حب الأم مثل التهتهة أو التبول اللاإرادي أو الأحلام المفزعة أو السلبية .
خامساً : انفعال الحب :
ويتضمن تركيز مشاعر الفرد في شخص أو شئ معين ، كما أنه يؤدى إلى توجيه نشاطه نحو التقرب من هذا الشخص أو نحو الحصول علي هذا الشئ ، وينمو انفعال الحب من عمر لآخر ، فلا يستطيع الطفل الرضيع في أول الأمر أن يميز بين نفسه وبين العالم المحيط به .
لذا نجد أن جميع خبراته الأولي تكون مركزة حول ذاته فهو يشعر باللذة من الإحساسات المختلفة الصادرة من بدنه ، وحينما يتمكن من التمييز بين نفسه وبين العالم المحيط به يتجه حبه نحو الأشخاص والأشياء الأخرى في هذا العالم .
فهو يتجه في البداية إلى أمه لأنها مصدر سروره وراحته دائما ، ثم يتجه حبه بعد ذلك ليشمل كلا من الأب والأخوة وبقية أفراد الأسرة ، كما يتعلق حبه ببعض الأشياء المادية " كاللعب والملابس " .
ويسير حب الغير وحب الذات جنباً إلى جنب في معظم الأوقات ولكن بدرجات متفاوتة ، ففي بعض الأحيان نشاهد حب الغير قد اشتد إلى درجة كبيرة جداً ، فيضحي الأفراد بأنفسهم وبأعز ما يملكون في سبيل الغير والمصلحة العامة .
كما أننا قد نشاهد العكس من ذلك فنجد بعض الأفراد الأنانيين الذين يريدون كل الخير لأنفسهم فقط .
وفيما بين هذين الطرفين المتقابلين يقع معظم الناس الذين يستطيعون أن يوافقوا علي حبهم للغير وحبهم لأنفسهم ، وللحب دور كبير في حياة الإنسان ، فهو يساعد علي نمو شخصيته نمواً طبيعياً سوياً ، فيبعث فيه الإحساس بالأمن والطمأنينة .
أما الكراهية فمثلها مثل الحب تماما طاقة انفعالية كبيرة ، وتظهر في المواقف التي تثير مشاعر سلبية تجاه الأفراد والأشياء والأماكن ، والجوهر الأساسي في انفعال الكراهية يتضمن الرغبة في تحطيم الشئ المكروه .
ذلك أنه يختلف عن مجرد عدم الرغبة في الشئ فنحن عندما نرفض شيئاً ما لا يعني بالضرورة أننا نكرهه ، ويقتصر سلوكنا في هذه الحالة علي تجنبه ، أما الكراهية فتتضمن الرغبة في تحطيمه والابتعاد عنه تماما .
تعليقات