U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

التخلف العقلي ، مفهومه ، تعريفه ، أنواعه ، أسبابه وطرق الوقاية منه ( بحث كامل )

بحث عن التخلف العقلي
بحث عن التخلف العقلي 

بحث عن التخلف العقلي : 

محتويات البحث : 
(1) مقدمة عن التخلف العقلي . 
(2) مفهوم التخلف العقلي . 
(3) تعريف التخلف العقلي . 
(4) انواع التخلف العقلي . 
(5) أسباب التخلف العقلي . 
(6) اهمية التعرف علي أسباب التخلف العقلي . 
(7) خصائص المتخلفين عقليا القابلين للتعلم . 
(8) الوقاية من التخلف العقلي . 

مقدمة عن التخلف العقلي : 

يعتبر تعریف ادجار دول ( Edgor Doll ) من أوائل تعريفات التخلف العقلي التي يمكن أن توصف بالتحديد والوضوح ، ويتلخص تعريفه بأن الشخص المتخلف عقليا هو الذي يتصف بـ : 
1.علم الكفاية الاجتماعية . 
2. تدني القدرة العقلية : يظهر خلال فترة النمو ، و يستمر خلال مرحلة النضج ، و يعود إلى عوامل تكوينه ، وغير قابل للشفاء . ( مجدي عزيز ، 2003 ، 335 ) 

مفهوم التخلف العقلي : 

من الصعب تحديد مفهوم التخلف العقلي تحديدا دقيقا ، فقد اختلفت التعريفات وفقا للميادين المختلفة المتصلة بالمشكلة ، فالتعريفات الطبية والعضوية للتخلف العقلي تعتمد على وصف سلوك المتخلفين عقليا في علاقته بإصابة عضوية أو عيب في وظائف الجهاز العصبي المركزي والمتصل بالأداء العضلي بطريقة أو بأخرى ، بحيث تكون الإصابة ذات درجة واضحة التأثير على ذكاء الفرد . 
أما التعريفات الاجتماعية للتخلف العقلي ، فهي تقوم على اعتبار أن الكفاءة الاجتماعية Social Competence هي المحك الأول للتعرف على المتخلفين عقليا . ( محمد السيد حلاوة، 1999 ، 19 ) 
وبصفة عامة فإن الأفراد ذوي الإعاقة العقلية يعجزون عادة عن رعاية أنفسهم فهم لا يستطيعون الاعتماد على أنفسهم في شق طريقهم في الحياة بحيث يحتاجون باستمرار إلى الإشراف من الغير الحمايتهم وحماية غيرهم منهم . (سهير كامل، 1998 ، 94 ) 
وينبغي أن نقدم كل وسائل الرعاية بالأفراد ذوي الإعاقة الذهنية وبصفة خاصة من الأسرة والمدرسة حتى يمكن استغلال إمكاناتهم وتوظيفها إلى أفضل درجة ممكنة بدلا من أن يكونوا عالة على المجتمع وعلى ذويهم وهذا يؤدي إلى تعزيز توافقهم النفسي والاجتماعي وتحقيق مستويات جيدة من الصحة النفسية . 
وقد كان من نتيجة ذلك أن تراكمت مجموعة كبيرة من المصطلحات المتعلقة بالتخلف العقلي تستخدم من جانب الأطباء أو الأخصائيين الاجتماعيين ، أو المرشدين النفسيين أو أخصائي العلاج النفسي أو المربين أو غيرهم . 

تعريف التخلف العقلي :  

سنتناول في هذا البحث بعض تعريفات التخلف العقلي وتصنيفاتها وفقا للإطار المرجعي والمنهجي لكل اتجاه من الاتجاهات الطبية والاجتماعية والتربوية 
(1) التعريفات الطبية والعضوية للتخلف العقلي : 
عرف تريد جولد Tred Gold ) 1952 ) التخلف العقلي على أنه " حالة يعجز فيها العقل عن الوصول إلى مستوى النمو السوي أو استكمال ذلك النمو " . ( عادل الأشول ، 1987 ، 190 ) 
كما عرفه بينوت ( Benoit , 1909 ) بأنه " ضعف في الوظيفة العقلية ناتج عن عوامل داخلية أو خارجية ، بحيث يؤدى إلى تدهور في كفاءة الجهاز العصبي ، ومن ثم فهي تؤدي إلى نقص في القدرة العامة للنمو ، وفي التكامل الإدراكي والفهم ، وتؤثر بشكل مباشر في التكيف مع البيئة " . ( فاروق صادق ،  1982 ، 8 )
أما أحمد عكاشة ( 1992 ، 391 )  فيعرف التخلف العقلي على أنه  " حالة من عدم اكتمال نمو خلايا الدماغ ، أو توقف نمو أنسجته منذ الولادة أو في السنوات الأولى نتيجة لعوامل وراثية أو مرضية أو بيئية تؤدي لتوقف في نمو أنسجة المخ ، أو تؤثر في الجهاز العصبي ، وينتج عنها انخفاض ذكاء الطفل المتخلف بالنسبة إلى معدل الذكاء العام "
ویری حامد زهران ( 1999 ، 466 ) أن التخلف العقلي " حالة نقص أو تأخر أو عدم اكتمال النمو العقلي ، يولد بها الفرد أو تحدث في سن مبكرة نتيجة لعوامل وراثية أو مرضية أو بيئية تؤثر على الجهاز العصبي للفرد مما يؤدي إلى نقص الذكاء ، وتتضح آثارها في خفض مستوى أداء الفرد في المجالات التي ترتبط بالنضج والتعلم والتوافق النفسي في حدود انحرافيين معیاریین سالبين . 
أما كولستوی ( Kolasstay ,1972 ) فيعرف التخلف العقلي بأنه " حالة من التوقف الذهني تحت المستوى الذي أطلق عليه بياجيه Piaget مستوى التفكير الرسمي "  .
 وهذا ما تؤكد عليه الجمعية الملكية البريطانية الطبية النفسية ( 1975)، حيث تعرف التخلف العقلي على أنه " حالة من توقف النمو أو عدم اكتمال نمو العقل تظهر في صور مختلفة ، منها الإخفاق في تكوين ما يعرف بوظائف الذكاء ، والتي يمكن أن تقاس بالطرق السيكومترية تحت مسميات مثل العمر العقلي ، نسبة الذكاء "  . 
وفي حالات أخرى فإن العقل غير النامي قد يظهر أساسا في صورة إخفاق في المحافظة على خيط معتاد في العواطف أو الوصول إلى المواصفات المطلوبة للسلوك الاجتماعي العادي . ( محمد محروس الشناوي ، 1997 ، 34 ) 
(2) التعريفات السيكولوجية والاجتماعية للتخلف العقلي : 
تهتم هذه التعريفات بالنتائج المترتبة على الإعاقة العقلية ، مثل : نسبة الذكاء المنخفضة والقصور الواضح في السلوك التكيفي ، الذي يترتب عليه عدم الوفاء بمعايير الاستقلال الذاتي والمسئولية الاجتماعية . 
كما تعتمد هذه التعريفات على اتخاذ ضعف الأداء العقلي والخصائص السلوكية ونقص التفاعل الاجتماعي أساسا لتحديد التخلف العقلي . 
ومن أقدم التعريفات التي تعتبر أساسا لكثير من التعريفات الحديثة تعريف هيبر ( Heber , 1959 ) حيث عرف التخلف العقلي بأنه " حالة تتصف بمستوى وظيفي للعقل دون المتوسط ، وينشأ خلال مراحل الفرد النمائية ، ويرتبط باضطراب في السلوك التكيفي للفرد" .( عادل الاشول، ۱۹۸۷ ، ۵۹۱) 
ويعرف جروسمان ( Grossman , 1973 ) التخلف العقلي على أنه " حالة عامة تشير إلى الأداء الوظيفي المنخفض بشكل واضح في القدرة العقلية ، توجد متلازمة مع أشكال من القصور في السلوك التكيفي و يظهر ذلك خلال الفترة النمائية من حياة الفرد " . وهذا التعريف الذي تأخذ به في الوقت الحاضر ( الجمعية الأمريكية للضعف العقلي AAMR ) . ( فتحي عبد الرحيم ، 1992 ، 34 ) 
ويعتبر تعريف الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي (2002) هو الأكثر قبولا وانتشار ، حيث أشار إلى أن التخلف العقلي هو " عجز جوهري في القدرات العقلية ، وكذلك مهارات السلوك التكيفي المفاهيمية والاجتماعية والعلمية ، ويظهر ذلك قبل سن الثامنة عشرة " . ( بندر العتيبي ، 2004 ، 19 ) 
ويظهر التعريف السابق للجمعية الأمريكية للتخلف العقلي : 
(1) المحددات القوية في الأداء الحالي ، بمعنى محددات قوية في الذكاء ، المفاهيم ، العمل الاجتماعي . 
(2) الأداء الحالي يوحي بأن الفرد قد ينمو في اتجاه يؤدي إلى التخلف العقلي أو يخرج منه أي يمكن الشفاء منه . 
(3) درجة الذكاء تتراوح بين 10 إلى 75 . 
(4) التلازم ويقصد به الجمع بين وجود العجز في الأداء العقلي و العجز في المهارات التكيفية . ( مجدي عزيز ، 2003 ، 332 ) 
 وقد بينت الجمعية الأمريكية للطب النفسي APA في الإصدار الرابع للدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض العقلية DSM IV أن التخلف العقلي هو " أداء ذهني وظيفي دون المتوسط ، نسبة ذكاء حوالي 70 أو أدنى ، وعيوب أو جوانب قصور مصاحبة في الأداء التكيفي الحالي ، مما يعني عدم كفاءة الشخص في الوفاء بالمستويات المتوقعة ممن هم في نفس عمره الزمني في اثنين على الأقل من المجالات الآتية : 
الاتصال ، التخاطب ، استخدام إمكانيات المجتمع ، التوجه الذاتي ، الصحة والسلامة ، يحدث ذلك قبل سن ۱۸ سنة . ( 40 , 1994 ,APA ) " .
ويعتبر التخلف العقلي كما ورد في التصنيف الدولي العاشر للأمراض 10-ICD الصادر عن منظمة الصحة العالمي ( WHO , 1992 , 238 ) بمثابة  حالة من توقف النمو العقلي أو عدم اكتماله وتتسم باختلال في المهارات يظهر أثناء دورة النمو ، ويؤثر في المستوى العام للذكاء أي القدرات المعرفية واللغوية والحركية والاجتماعية ، وقد تحدث الإعاقة مع أو بدون اضطراب نفسي أو جسمي آخر ، ولكن الأفراد المتخلفين عقليا قد يصابون بكل أنواع الاضطرابات النفسية ، بل إن معدل انتشار الاضطرابات النفسية الأخرى بين المتخلفين عقليا يبلغ على الأقل من ثلاثة إلى أربعة أضعافه بين العاديين . 
إضافة إلى ذلك فإن الأفراد المتخلفين عقليا يتعرضون بدرجة أكبر لمخاطر الإستغلال والاعتداء الجسمي والجنسي ، كما يكون سلوكهم التكيفي Adaptive behavior مختلا دائما ، ولكن في البيئات الاجتماعية التي تكفل الوقاية لأفرادها ، والتي يتوفر فيها الدعم اللازم لهم ، قد لا يكون مثل هذا الاختلال ظاهرة خاصة بين الأفراد ذوي التخلف العقلي البسيط . ( عادل عبد الله ، 2002 (ب)، 7 ) 
(3) التعريفات التعليمية والتربوية للتخلف العقلي : 
تعتمد هذه التعريفات على معرفة مدى القصور التحصيلي للطفل المتخلف عقليا ، حيث أن الطفل المتخلف عقليا لا يستطيع التحصيل الدراسي الجيد في نفس مستوى زملائه في الصف الدراسي من الأسوياء ، وان نسبة ذكائه تتراوح ما بين ( 50 - 70 ) . ( فاروق صادق ، 1982 ، 11 )
ويرى بعض التربويين أن التخلف العقلي ينتج عن عدم ملاءمة البيئة التعليمية وعدم قدرتها على الاستجابة للاحتياجات التعليمية للفرد بشكل مناسب ، حيث يعبر جولد Gold عن وجهة النظر هذه بقوله  " أن التخلف العقلي يشير إلى مستوى من الأداء يقتضي من المجتمع توفير طرق خاصة ومصادر أوفر للتدريب على السلوك التوافقي في المراحل العمرية المختلفة ، حيث أن المتخلف عقليا يتميز بحاجته إلى طريقة أكثر فاعلية في التعليم ، وليس بمحدداته أو قصوره في التعلم " . ( يوسف القريوتي وآخرون ، 1998 ، 92 ) 
أما (عادل عبد الله ، 2002 (ب) ، 12) فيوضح أن المنظور التربوي يقوم على قدرة الطفل المتخلف عقليا على التعلم ، والتي تعد بمثابة المعيار في هذا الصدد ، حيث يعتبر الطفل المتخلف عقليا غير قادر على التعلم أو التحصيل الدراسي . 
والشخص المتخلف عقليا هو شخص يعاني منذ الطفولة من صعوبة غير عادية في التعلم ، وهو غیر فعال نسبيا في استخدام ما تعلم من مشكلات الحياة اليومية ، ويحتاج لتدريب وتوجيه خاص ليستفيد من قدراته مهما كانت . ( محمد محروس الشناوى ، 1997 ، 38 ) 
وتجدر الإشارة إلى أن هذا التعريف يركز على صعوبة التعلم واستخدام المواقف التعليمية من قبل المتخلف عقليا في حل مشكلاته اليومية ، حيث انه يفتقد التوجيه والتدريب ، وأن هناك خلطة بين مفهوم التخلف العقلي وصعوبات التعلم حيث أنه لا يشترط الحكم على الفرد بأنه متخلف عقليا بمجرد صعوبات في التعلم أو الموقف التعليمي . 

انواع التخلف العقلي : 

تعددت تصنيفات التخلف العقلي ، حيث قسم المتخلفين عقليا إلى فئات تبعا إلى : 
(1) مصدر الإصابة .
(2) درجة الإصابة .
(3) توقيت حدوثها . 
(4) المظاهر الإكلينيكية المميزة لها . 
(5) نسبة الذكاء . 
(6) السلوك التوافقي . 
(7) القابلية للتعلم . 
(8) الحاجة إلى المساندة الاجتماعية . 

أولا : أنواع التخلف العقلي حسب مصدر الاصابة : 

صنفته الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي AAMR إلى عشر فئات ، هي: 
(1) تخلف عقلي بأمراض معدية ، مثل : الحصبة الألمانية والزهري خاصة إذا حدثت في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل . 
(2) تخلف عقلي مرتبط بأمراض التسمم ، مثل إصابة المخ الناتج عن تسمم الأم بالرصاص أو الزرنيخ وأكسيد الكربون . 
(3) تخلف عقلي مرتبط بأمراض ناتجة عن إصابات جسمية ، مثل إصابة الدماغ أثناء الولادة أو بعدها . 
(4) تخلف عقلي مرتبط بأمراض اضطراب التمثيل الغذائي ، مثل حالات الفينيلكتون يوريا PRU Phenyl KetanUria والجلاكتوسيما  Galactosemia . 
(5) تخلفعقلي مرتبط بخلل الكر وموسومات مثل عرض داون . 
(6) تخلف عقلي مرتبط بأمراض ناتجة عن أورام غريبة مثل الدرن . 
(7) تخلف عقلي مرتبط بأمراض غير معروف سببها تحدث قبل الولادة . 
(8) تخلف عقلي مرتبط باضطراب عقلي مثل التوحد الطفلي . 
(9) تخلف عقلي مرتبط بأمراض غير معروف سببها تحدث بعد الولادة . 
(10) تخلف عقلي مرتبط بأسباب غير عضوية ، مثل الإعاقة الناتجة عن عوامل أسرية وثقافية أو ما يسمى بالحرمان الثقافي ، وهذه الحالات ليس لها أسباب عضوية .( كمال مرسی، 1999، 25 )
أما عثمان لبيب فراج ( 2002 ، 33-34 ) فيصنف التخلف العقلي كالآتي : 
(1) تخلف عقلي مرتبط بعوامل وراثية ( جينية ) ناتجة عن تاريخ إعاقة عقلية لدى الآباء والأجداد .
(2) تخلف عقلي مرتبط بشذوذ وراثي في تكوين وشكل وعدد الكروموسومات . 
(3) تخلف عقلي مرتبط بعوامل وراثية فطرية مؤدية إلى خلل في التمثيل الغذائي وخاصة في تمثيل البروتين PKU ) Pheny iketonurea ) 
(4) تخلف عقلي مرتبط باختلاف أو عدم تشابه دم الأم ودم الطفل +Ph-Rh . 
(5) تخلف عقلي مرتبط بالاستخدام الزائد لأشعة اكس أو النظائر المشعة في علاج الأم أثناء الحمل . 
(6) تخلف عقلي مرتبط بإصابة الأم بالزهري أو الإيدز أو الحصبة الألمانية أو غيرها من الأمراض الفيروسية أو البول السكري أثناء الحمل . 
(7) تخلف عقلي مرتبط بإدمان الأم للمخدرات أو المسكرات أثناء الحمل أو تناول أدوية دون استشارة الطبيب . 
(8) تخلف عقلي مرتبط بانحباس أو نقص الأوكسجين عن الجنين في المرحلة الأخيرة من الحمل أو التفاف الحبل السري حول رقبته .
(9) تخلف عقلي مرتبط بالولادة العسرة القيصرية . 
(10) تخلف عقلي مرتبط بإصابة الجمجمة أو المخ أثناء الولادة أو بعدها ( نتيجة صدمة أو حادث أو تلف أو التهاب في المخ أو نتيجة استعمال الجفت أو الشفط في الولادة ). 
(11) تخلف عقلي مرتبط بإصابة الطفل بعد الولادة - قبل البلوغ - بإحدى الحميات التي تؤثر على خلايا المخ ( الحمى الشوكية ) أو بأحد أنواع الشلل المخي أو الحصبة . 
(12) تخلف عقلي مرتبط باضطرابات الغدد الصماء قبل الولادة ، ومنها ضمور الغدد التيموسية أو تضخم الغدة الدرقية . 
(13) تخلف عقلي مرتبط بالتسمم بالزرنيخ وأول أكسيد الكربون أو التسمم بمركبات الرصاص أو استنشاق أبخرته أثناء الحمل أو الطفولة المبكرة نتيجة تلوث الغذاء أو الماء أو الهواء . 
(14) تخلف عقلي مرتبط بالسقوط أو اصطدام الجمجمة بشدة في مرحلة الطفولة قبل المراهقة بصورة يترتب عليها تلف بعض أنسجة المخ أو الإصابة ببعض الأورام
(15) تخلف عقلي مرتبط بسوء التغذية الشديدة للطفل وخاصة إذا تمیز غذاء الطفل بنقص شديد في البروتين أو اليود بصفة خاصة في السنة الأولى من عمره . 
(16) تخلف عقلي مرتبط بالتشوهات الخلقية في الجمجمة كصغر حجمها أو نقص جزء من المخ أو كبر حجم الدماغ نتيجة زيادة السوائل . 
(17) تخلف عقلي مرتبط بقصور إفرازات الغدة الدرقية . 
(18) تخلف عقلي مرتبط بالبيئة الفقيرة ثقافياً التي تفتقد الأنشطة الذهنية الحافزة لذكاء الطفل في مراحل نموه الأولى وهي تعتبر مسئولة عن نسبة عالية جدا من حالات التخلف العقلي البسيط (80%) خاصة إذا لم يتوفر الغذاء الكامل والخدمات الصحية . (19) تخلف عقلي مرتبط بأسباب أخرى بعضها معروف والبعض الآخر غير معروف قبل الولادة أو بعدها . 

ثانيا : انواع التخلف العقلى حسب درجة الاصابة : 

يصف كانر Kanner التخلف العقلي من حيث الدرجة إلى ثلاث فئات : 
(1) تخلف عقلي مطلق Absolute : 
ويشمل ذوي المستوى الأدني أو الحاد الجسيم من التخلف العقلي . 
(2) تخلف عقلي نسبي Relative : 
ويشمل ذوي المستوى البسيط أو المعتدل من التخلف العقلي .
(3) تخلف عقلي ظاهري Apparent  : 
وينشأ عن عوامل ثقافية بيئية . ( عبد المطلب القريطي ، 2001 ، 32 )

ثالثا : أنواع التخلف العقلي حسب توقيت الاصابة : 

يصنف التخلف العقلي حسب توقيت الإصابة إلى : 
(1) قبل الولادة : 
وترجع في معظمها إلى عوامل جينية تترك أثارا مباشرة على الجنين من خلال المورثات والجينات التي تحملها كروموسومات الخلية التناسلية ، وقد يرجع ذلك أيضا إلى عوامل قد تحدث بعد عملية الإخصاب وتكوين الجنين . 
(2) أثناء الولادة : 
و تتمثل في الحالات التي يتعرض فيها الجنين للإصابة أثناء الولادة كإصابات الدماغ والخنق . 
(3) بعد الولادة : 
و قد يتعرض الطفل إلى بعض الحوادث أو الصدمات الشديدة بالرأس مما قد يؤدي إلى إصابة الدماغ ، كما يتعرض لبعض الأمراض التي تؤدي إلى الإعاقة العقلية ، ومن أمثلتها الالتهاب السحائي Meningitis أو الحمى الشوكية ، أو الحمى القرمزية ، التهاب الدماغ الزهري ، الالتهاب الرئوي ، الحصبة أو يحدث اضطراب في إفراز الغدد وخاصة الغدة الدرقية والغدة النخامية ، وإضافة إلى ذلك هناك حالات سوء التغذية الشديدة أو نقص البروتينيات خلال العام الأول من عمره ، أو الحرمان البيئي والثقافي وهو ما يمكن أن يؤدي إلى نفس النتيجة . ( عادل عبد الله ، 2002 ( أ ) ، 412-413 ) 

رابعا : انواع التخلف العقلي حسب المظهر الاكلينيكي : 

من خلال هذا التصنيف يتم التعرف على الحالات من خلال خصائصهم الجسمية ، حيث يمكن أن يكون لدى هذه الخصائص المحددة للزملة بدرجات وأنماط متباينة ، ومن أهم الحالات الإكلينيكية : 
(1) زملة داون Down syndrome .
(2) حالات استسقاء الدماغ Hydrocephaly . 
(3) حالات كبر الدماغ Macrocephaley .
(4)حالات صغر الدماغ MicroCephaley  .
(5) الشلل السحائي Cerebral palsy .
(6) حالات القصاع أو القماءة Cretinism .
(7) حالات العامل الريسوسی RH .
(8) حالات الفنيل كيتو نیوریا Phenylketonuria 
(9) حالات تای ساکس Tay sacks .  ( محمد محروس الشناوى ، 1997 ، 64 )  

خامسا : أنواع التخلف العقلي حسب نسبة الذكاء : 

تعتمد فكرة التصنيفات النفسية على استخدام نسبة الذكاء كمعيار للمستوى الوظيفي للقدرة العقلية العامة ، كما يقيسها اختبارات الذكاء المقننة مثل اختبار بينيه ووکسلر لذكاء الراشدين وهو التصنيف السلوكي الذي تبنته الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي ، وكذلك الجمعية الأمريكية للطب النفسي APA في الإصدارين الثالث والرابع . 
حيث تصنف الجمعية الأمريكية للطب النفسي APA فئات التخلف العقلي إلى : 
(1) تخلف عقلي بسيط : 
مستوى ذكاء هذه الفئة يتراوح ما بين 50- 55 و 70 درجة . 
(2) تخلف عقلى معتدل : 
مستوى ذكاء هذه الفئة ما بين 35 - 40 و 50 - 55 درجة .
(3) تخلف عقلي شديد : 
مستوى ذكاء هذه الفئة تتراوح ما بين 20 – 25 و 35 - 40 درجة .
(4) تخلف عقلي عميق : 
مستوى ذكاء هذه الفئة تتراوح ما بين أقل من 20 و 25 درجة . (APA, 1994 , 46 ) 
اتفقت تصنيفات فئات الإعاقة حسب نسب الذكاء لدى كل من الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي ( AAMR , 1992 ) ، منظمة الصحة العالمية ( WHO , 1992 ) والجمعية الأمريكية للطب النفسي ( A.P.A , 1994 ) على النحو التالي : 
1. تخلف عقلي بسيط Mild Mental Retardation  : من ( 50- 55 ) إلى ( 70 - 75) . 
2. تخلف عقلي متوسط Moderate Mental Retardation : من (35 - 40) إلى ( 50 - 55 ) . 
3. تخلف عقلي شديد Severe Mental Retardation  : من ( 20 - 25 ) إلى ( 34 - 40) . 
4. تخلف عقلي شديد جدا Profound Mental Retardation : (أقل من 20 - 25 ). ( كمال مرسی ، 1999 ، 28 ) 

سادسا : أنواع التخلف العقلي علي حسب السلوك التوافقي : 

يتم التصنيف على أساس درجة القصور التي تظهر في سلوك المتخلف عقليا عن معايير السلوك التوافقي للأشخاص العاديين في مثل عمره الزمني على أساس القدرات والمهارات الاجتماعية بصفة عامة وقدرته على تحقيق التوافق الشخصي والاجتماعي . 
فقد صنفت منظمة الصحة العالمية ( 1999 ، 238 - 242 ) القصور في السلوك التكيفي المصاحب للتخلف العقلي إلى أربع فئات على النحو التالي : 
(1) الإعاقة العقلية البسيطة  Mild mental Retardation :
وتتراوح نسبة الذكاء لهذه الفئة من (50 - 55 ) إلى (70 - 75 ) .
خصائص الاعاقة العقلية البسيطة : 
 تنقسم خصائص الاعاقة العقلية البسيطة تبعا لمراحل النمو إلى : 
مرحلة ما قبل المدرسة : 
ويطلق عليها مرحلة النضج والنمو Maturation & Development وتبدأ من ( صفر إلى 5 سنوات ) في هذه المرحلة غالبا ما تكون الإعاقة غير ملحوظة ، إلا أن الطفل يتأخر في المشي ، وفي إطعام نفسه وفي الكلام ، وكذلك بالنسبة لغالبية الأطفال في مثل سنه . 
مرحلة المدرسة : 
ويطلق عليها مرحلة التدريب والتربية Training & Education تبدأ من ( 9-21 ) سنة ، في هذه المرحلة يستطيع الطفل اكتساب مهارات تدريبية ، ويمكنه تعلم القراءة والحساب إلى المستوى الثالث أو السادس ، ويمكن توجيهه نحو التكيف الاجتماعي . 
مرحلة الرشد :
 يطلق عليها مرحلة الكفاية الاجتماعية والمهنية Social & Vocational Adequacy تبدأ من (21 سنة) فأكثر ، ويمكن عادة اكتساب المهارات الاجتماعية والمهنية في هذه المرحلة ، ويكون مكتفيا من حيث القدرة على إعالة نفسه ، وقد يحتاج في بعض الفترات إلى التوجيه والدعم عندما يتعرض لضوابط اجتماعية أو اقتصادية غير طبيعية . 
(2) الإعاقة العقلية المتوسطة  Moderate Mental Retardaion : 
تتراوح نسبة الذكاء لهذه الفئة من (35 - 40 ) إلى (50 - 55) .
خصائص الاعاقة العقلية المتوسطة : 
تنقسم خصائص الاعاقة العقلية المتوسطة تبعا لمراحل النمو إلى : 
مرحلة ما قبل المدرسة : 
ويطلق عليها النضج والنمو Maturation Development ، وتبدأ من ( صفر إلى 5 سنوات ) في هذه المرحلة يكون هناك تأخر ملحوظ في النمو الحركي دون التخاطب ، يستجيب الطفل للتدريب على مساعدة نفسه من خلال أنشطة متنوعة . 
مرحلة المدرسة : 
يطلق عليها مرحلة التدريب والتربية  Education -Training ، تبدأ من ( 6 الي 21 سنة ) في هذه المرحلة يمكن أن يتعلم مهارات التواصل البسيطة ، العادات الصحية الأولية الآمنة ، بعض المهارات اليدوية البسيطة ، لكنه لا يحرز تقدما في عمليات القراءة والحساب . 
مرحلة الرشد: 
يطلق عليها مرحلة الكفاية الاجتماعية والمهنية social- Vocational Adequacy تبدأ من (21 سنة فأكثر ) يمكن في هذه المرحلة أن يؤدي مهام بسيطة في ظل حماية مجتمعية وأن يشارك في أنشطة بسيطة ، وقد ينتقل بمفرده في أماكن مألوفة لديه ، عادة لا يستطيع تحقيق الاكتفاء الذاتي . 
(3) الإعاقة العقلية الشديدة Severe mental retardation :
تتراوح نسبة الذكاء لهذه الفئة من ( 20 - 25 ) إلى (35 - 40) .
خصائص الاعاقة العقلية الشديدة :  
تنقسم خصائص الاعاقة العقلية الشديدة تبعا لمراحل النمو إلى : 
مرحلة ما قبل المدرسة : 
ويطلق عليها النضج والنمو Development - Maturation ، وتبدأ من ( صفر إلى 5 سنوات ) في هذه المرحلة يكون هناك تأخر ملازم للنمو الحركي القليل من مهارات التواصل ، وقد لا تتواجد ، استجابات للمهارات الأولية في مجال مساعدة الذات ، مثل إطعام نفسه . 
مرحلة المدرسة : 
ويطلق عليها مرحلة التدريب والتربية  Education -Traning ، تبدأ من ( 6 إلى 21 سنة ) في هذه المرحلة يستطيع السير إلا إذا كانت لديه إعاقة تحول دون ذلك ، لديه بعض القدرة على فهم الحديث وبعض الاستجابة له ، يستطيع أن يكتسب بالتدريب بعض عادات النظام . 
مرحلة الرشد : 
يطلق عليها مرحلة الكفاية الاجتماعية والمهنية social- Vocational Adequacy ، وتبدأ من ( 21 سنة فأكثر ) وفيها يستطيع الفرد أداء بعض الأنشطة الروتينية اليومية التي تحتاج إلى تكرار ، يحتاج للتوجيه والإشراف المستمر في إطار بيئة اجتماعية آمنة . 
(4) الاعاقة العقلية الشديدة  Profound mental Retardation :
تبلغ نسبة الذكاء لهذه الفئة أقل من (20 - 25) . 
خصائص الاعاقة العقلية الشديدة : 
وتنقسم خصائصها تبعا لمراحل النمو إلى : 
مرحلة ما قبل المدرسة : 
يطلق عليها النضج والنمو Development Maturation ، وتبدأ من ( صفر إلى 5 سنوات ) في هذه المرحلة تكون الإعاقة جسيمة مع أقل مستوى من القدرة على الأداء ، يحتاج الفرد إلى رعاية تمريضية . 
مرحلة المدرسة : 
يطلق عليها مرحلة التدريب والتربية Education -Training ، تبدأ من (6 إلى 21 سنة) في هذه المرحلة يكون هناك تأخر بالغ في كافة مجالات النمو ، قد يبدى الفرد بعض الاستجابات الانفعالية ، وقد يستجيب للتدريب المكثف على استخدام القدمين ، والذراعين ، الفكين ، ويحتاج على إشراف لصيق . 
مرحلة الرشد : 
يطلق عليها مرحلة الكفاية الاجتماعية والمهنية social- vocational Adequacy ، وتبدأ من (21 سنة فأكثر) في هذه المرحلة قد يتمكن الفرد من السير ، وقد يحتاج إلى رعاية تمريضية ، وقد يتمكن من التحدث بأسلوب بنائي ، وعادة ما يستفيد من ممارسة الأنشطة البدنية المنتظمة ، وهو غير قادر على إعالة نفسه . 
أقرت الجمعية الأمريكية للطب النفسي في الإصدار الرابع للدليل التشخيصي الإحصائي للأمراض العقلية ضرورة توفر بعض المظاهر الأساسية للتعرف على المتخلفين عقلية وهي : 
1. أداء ذهني وظيفي دون المتوسط ونسبة الذكاء ، حوالي 70 أو أقل على اختبار ذكاء يطبق فردياً . 
2. عيوب أو قصور في السلوك التكيفي الراهن ( أي كفاءة الشخص في الوفاء بالمستويات المتوقعة ممن هم في عمره أو جماعته الثقافية ) في اثنين على الأقل من المجالات الآتية :  التواصل والعناية بالنفس والفاعلية في المنزل والمهارات الاجتماعية ، أو تنمية الشخصية والتوجيه الذاتي والمهارات الأكاديمية الوظيفية كالعمل والصحة والسلامة والأمان وقضاء وقت الفراغ . يحدث ذلك قبل سن 18 سنة . (40 , 1994 ,APA) 

سابعا : أنواع التخلف العقلي حسب القابلية للتعلم : 

وفقا لهذا التصنيف يمكن توزيع المتخلفين عقليا إلى ثلاث فئات : 
(1) المتخلفون العقليون القابلون للتعلم EMR : 
قابلون لتعلم مهارات أساسية ، مثل القراءة والكتابة والحساب ونسبة الذكاء تتراوح ما بين ( 55 و 70 ) درجة . 
(2) المتخلفون العقليون القابلون للتدريب TMR : 
برنامجهم التعليمي يهدف أساسا إلى التدريب على المهارات الاستقلالية کالعناية بالنفس ، إضافة إلى مهارات التهيئة المهنية والتأهيل المهني وتتراوح درجة الذكاء ما بين (25 و 55 ) درجة . 
(3) المتخلفون العقليون الاعتمادیون  SPH : 
ويتضمن هذه الفئة المتخلفين عقلياً الذين يقل درجات ذكائهم عن 25 درجة ، وتقتصر الخدمات المقدمة لهذه الفئة على رعايتهم في مؤسسات خاصة بحيث تقدم لهم الخدمات الأساسية من غذاء ورعاية صحية . ( القريوتي وآخرون ، 1998 ، 105 ) 
ويتضمن تصنيف الجمعية الأمريكية للطب النفسي الذي ورد في الدليل التشخيصي الرابع للاضطرابات النفسية والعقلية الفئات التالية :
1. التخلف العقلي البسيط من 55/50 على حدود 80 . 
2. التخلف العقلي المتوسط من 40/35 إلى 50-55 . 
3. التخلف العقلي الشديد من 25/20  إلى 35- 40 . 
4. التخلف العقلي الشديد جدا  دون 20 . ( 46 , 1994 ,APA ) 
يرتبط هذا المحك بالأفراد الأقدر على التعليم وهم الفئات العليا من المتخلفين عقليا وذلك بتهيئة الفرص التعليمية لهم . 
والجديد في دليل ( 1992) ( بعيدا عن زيادة خمسة نقاط على 70 لتصبح 75 ) فيتمثل في التغيير في نظام التصنيف من استخدام أربع فئات فرعية مبنية على وحدات الانحراف المعياري لنسبة الذكاء إلى فئة واحدة للتخلف العقلي مع النظر إلى الشدة Severity على أنها متصل Continum ، ويتم تحديد مكان الفرد على هذا المتصل على أساس احتياجات الفرد الكلية من الدعم والمساندة الاجتماعية . ( مجدي عزيز ، 2003 ، 333 ) 

ثامنا : أنواع التخلف العقلي حسب الحاجة الي المساندة الاجتماعية : 

اتخذت الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي AAMR منحة مختلفة في تحديد التخلف العقلي ومستوى شدته وهو تحديد لا يعتمد على تقدير نسب الذكاء فقط ، بل يعتمد أيضاً على أنماط الحاجة للدعم والمساندة الاجتماعية إلى جانب شدة الإعاقة ، وهذا التحديد وضع هدفا للتحول الفلسفي من التركيز على درجة الإعاقة إلى الاهتمام بقدرات الأفراد على الأداء من خلال اندماجهم في المجتمع ، يتكون هذا التصنيف من أربعة مستويات من شدة الدعم أو مستويات الحاجة إلى المساندة الاجتماعية وهي على النحو التالي : 
(1) الحاجات المتقطعة (Intermittent Needs (I : 
 الدعم في هذا المستوى يكون على أساس الاحتياج أي ذي طبيعة عرضيه Episodic ولا يتطلب الدعم الدائم أو قصير الأجل ، وقد يكون الدعم المتقطع مكثفا أو مركزا على سبيل المثال : ( فقدان وظيفة أو أزمة صحية حادة ).
(2) الحاجات المحدودة (Limited needs (L : 
في هذا المستوى يكون الدعم مكثفاً وثابتاً على مدار الوقت ومحدد الزمن ، ويكون هذا الدعم من أجل التوافق مع المتغيرات التي تحدث عند الانتقال من المرحلة المدرسية إلى حياة الراشدين مثلا . 
(3) الحاجات الممتدة (Extensive Needs (E : 
في هذا المستوى يكون الدعم مكثفاً ومنتظماً يومياً ، وذلك في بيئات معينه ، ( مثل بيئة العمل أو المنزل ) . 
(4) الحاجات الدائمة (Pervasive Needs (P : 
وفي هذا المستوى يكون الدعم دائما ومكثفا ، ويقدم في بيئات مختلفة ، وقد يستمر مدى الحياة . (298 , 1996 ,. Luckassom, et. al )
هذا وقد حدد کارن لوزانو  ( Lozano,-K , 1999 , 35 ) درجات الذكاء التي تعكس مستوى الحاجة إلى الدعم أو المساندة الاجتماعية كما يلي : 
الإعاقة العقلية البسيطة Mild Mental retardation : 
من 55/50 إلى 70-75 دعم متقطع (1) Intermittent support .
الإعاقة العقلية المتوسطة Moderated Mental retardation : 
من 35 - 40 إلى 50 - 55 دعم محدود (Limited support (L . 
الإعاقة العقلية الشديدة جدا Severe Mental retardation : 
أقل من 20-25 دعم دائم (Pervasive support (P . 

أسباب التخلف العقلي :

أوردت الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي AAMR أسباب الإعاقة العقلية في تسع مجموعات من الأسباب على النحو التالي : 
(1) الالتهاب والتسمم : مثل إصابة الأم بالحصبة الألمانية ، أو إصابة الطفل بالالتهاب السحائي .
(2) اضطرابات ( صبغية ) کروموسومية أكثرها شيوعا ما يعرف بمتلازمة داون ( المنغولية ) . 
(3) أمراض الدماغ : وتشمل التهابات وأورام الدماغ . 
(4) الصدمات والإصابات الجسمية : مثل الحوادث . 
(5) عوامل غير محددة قبل الولادة واضطرابات الحمل المختلفة : ويدخل ضمنها العوامل الوراثية والحالة الصحية للأم الحامل ، كما تتضمن الحالة النفسية للأم الحامل . 
(6) اضطرابات التمثيل الغذائي وسوء التغذية : حيث تؤدي هذه الاضطرابات إلى قصور في نمو الجهاز العصبي وعلى الأخص الدماغ . 
(7) الإصابات الحسية : ويدخل ضمنها الصعوبات البصرية والسمعية التي قد تؤدي إلى حرمان شديد في الخبرة مما يؤثر على نمو القدرة العقلية للفرد . 
(8) الاضطرابات النفسية في الطفولة : مثل القلق والاكتئاب والعصاب . 
(9) عوامل بيئية ثقافية مختلفة : وتتضمن مجموعة من المؤثرات التي تؤثر على النمو بشكل عام والنمو العقلي بشكل خاص . ( القريوتي وآخرون ، 1998 ، 76 ) 
ويرى مصطفي فهمي ( 1980 ، 3 ) أن العوامل المختلفة التي تعتبر مسئولة عن توقف أو عدم اكتمال النمو العقلي يمكن تقسيمها إلى أربعة عوامل رئيسية هي : 
1. إصابات المخ . 
2. الاضطرابات الفسيولوجية . 
3. عوامل وراثية . 
4. التأثيرات الحضارية والبيئية . 
ويرى القريوتي وآخرون ( 1998 ، 75 ) انه يمكن تقسيم الأسباب المحتملة للتخلف العقلي وفق حدوثها إلى :
(1) أسباب ما قبل الولادة ، وهي تلك العوامل التي يتعرض لها الجنين أثناء فترة الحمل . 
(2) أسباب مرحلة الولادة : وتتضمن الصعوبات الولادية كالإصابات وحالات الاختناق . 
(3) أسباب ما بعد الولادة ، كما يمكن تقسيمها وفق أصولها إلى : 
1. أسباب وراثية ( جينية ) .
2. أسباب بيئية . 
فمعظم حالات التخلف العقلي يمكن إرجاعها إلى العديد من الأسباب الوراثية (داخلية المنشأ ) أو البيئية (خارجية المنشأ) ، وقد تحدث الأسباب قبل أو أثناء أو بعد الولادة ، وكذلك قد توجد بعض الأسباب النفسية المساعدة التي يصاحبها رد فعل وظيفي . ( حامد زهران ، 1995، 496) 
ويرجع يوسف القريوتي وآخرون ( 1998 ، 76 ) التخلف العقلي البسيط في معظم الأحيان إلى عوامل أسرية وثقافية كالحرمان الثقافي ، وتدني مستوى الإثارة ، وعدم توافر درجة كافية من الرعاية الصحية ، وغير ذلك من عوامل ترتبط بالأسرة والبيئة الاجتماعية والثقافية . 

اهمية التعرف علي اسباب التخلف العقلي : 

تستمد أهمية التعرف على أسباب التخلف العقلي إلى أن معرفتها يمكن أن تحقق الأغراض التالية : 
1. الإرشاد العقلي . 
2. التعرف على التاريخ الطبيعي المحتمل للإعاقة وعلى العلاج المناسب . 
3. تقديم البيانات والإحصائيات المرتبطة بأداء العيادات أو المؤسسات المعنية . 
4. تقديم أسس هامة للتخطيط للأنشطة الوقائية . 
5. توفير الرضا العقلي لمن يقدمون الخدمات اللازمة للمتخلفين عقلياً من خلال فهم خلفيات هذه الخدمات . ( لويس كامل مليكة ، 1998 ، 20 ) 
لذلك يخطئ الكثيرون في اعتبار الإعاقة سببا لحالة ، بينما هي في واقع الأمر نتيجة لمجموعة متداخلة من الأسباب ، كما أنه لا يمكن فصل هذا المفهوم عن مضمونه الاجتماعي ، وتتفق معظم المصادر على تعريف الإعاقة بأنها حالة تشير إلى عدم قدرة الفرد المصاب بعجز ما على تحقيق تفاعل مثمر مع البيئة الاجتماعية أو الطبيعية المحيطة ، أسوة بأفراد المجتمع الأخرين المكافئين له في العمر والجنس والمستوى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي . 

خصائص المتخلفين عقليا القابلين للتعلم : 

أولا : الخصائص الجسمية والحركية للمتخلفين عقليا القابلين للتعلم : 
يتفق كثير من العلماء والباحثين على أن المشكلات الصحية لدى الأطفال المعاقين عقليا ترتبط بشدة الإعاقة ، وهي تنتشر أكثر لدى الأطفال ذوي الإعاقات المتوسطة أو الشديدة . 
حيث تنمو حالات الإعاقة العقلية البسيطة مثل العاديين تقريبا في الطفولة ، فهم يشبهون أقرانهم - إلى حد ما – في الوزن والطول ، والحركة والصحة العامة والبلوغ الجنسي ، حيث تكتمل لديهم نمو العظام والعضلات والطول والوزن والجنس في عامهم الثامن عشر مثل أقرانهم العاديين . ( كمال مرسی، 1999 ، 274 ) 
ويذكر فاروق الروسان ( 2001 ، 32 )  أن أداء الأطفال العاديين والأطفال ذوي الإعاقة العقلية البسيطة متقارب في مظاهر النمو الحركي والجسمي وخاصة الأطفال المتناظرين في العمر الزمني . 
وتشير لبني سيد نظمی ( 2004 ، 74 ) إلى أن الصفات الجسمية العامة كالطول والوزن والبنيان الجسمي تعتمد على الخصائص الوراثية للطفل ، إلا إذا كان التخلف العقلي من ذلك النوع المصحوب بمظاهر جسمية معينة حيث أن معدلات النمو الجسمي والحركي تكون أعلى بكثير من معدلات النمو العقلي والمعرفي ، كما أن الطفل المتخلف عقلياً يتأخر في الحبو والجلوس والمشي والكلام ، كما تتأخر القدرة على القفز والجري والتوازن الحركي فتكون أقل من الطفل العادي في مثل عمره الزمني . 
وأوضحت سهير كامل ( 1998 ، 97 ) الفروق الجسمية بين الأطفال المتخلفين عقلياً وبين الأطفال العاديين ، فقد كان المتخلفين عقلياً أصغر جسما وأقل حجما ، ويميلون إلى السمنة ، وكان بلوغهم الجنسي مبكرا ، ولقد تتبعت الباحثة حالات من المتخلفين عقلياً الذين ترددت حولهم شكاوى الشذوذ الجنسي ، ولم تتعد أعمارهم عشر سنوات ، وكان مرد هذا الشذوذ إلى حالات تعويض يريد فيها المعوق إثبات كيانه وتحقيق ذاته . 
ويرى فتحي عبد الرحيم ( 1992 ، 69 ) أن وزن وحجم الطفل المتخلف عقليا يكون عادة أصغر من وزن الطفل العادي نفسه . بالإضافة إلى تأخر مستوی نموهم العام ، وعادة ما يعانون من تأخر في النمو الحركي ، وخاصة في المشي والحركة ، كما يلاحظ تأخرهم في استخدام المهارات الحركية للعضلات الصغيرة أو الدقيقة . 
ويرى يوسف القريوتي وآخرون ( 1998 ، 90 ) أن الحالة الصحية للمتخلفين عقلياً تتسم بالضعف العام مما يجعلهم يشعرون بسرعة الإجهاد والتعب ، وحيث أن قدرتهم على الاعتناء بأنفسهم أقل وتعرضهم للمرض أكثر احتمالا من العاديين ، فإن متوسط أعمارهم أدني ، أما الجوانب الحركية فهي الأخرى تعاني بطئا في النمو ويواجهون صعوبات في الاتزان الحركي والتحكم في الجهاز العضلي . 
وتعتبر الحواس الخمس أبواب المعرفة الرئيسية والأساسية عند الطفل المتخلف عقلياً ، وعن طريقها تصل المعلومات إليه من البيئة المحيطة به ، فكثير من المتخلفين عقليا يتخلفون في إدراك معاني المؤثرات الحسية أو التمييز بينها ، أو التعرف على أوجه الشبه والاختلاف بينها من حيث الشكل ، الحجم ، اللون ، الطول ، البعد ، الصوت ، النطق ، مما يعوق الطفل عن اكتساب الخبرات في البيئة المحيطة وأن المتخلفين عقلياً يكونون أقل وزنا وطولا من أقرانهم العاديين ، إلا أن أكثرهم يكونون قريبين من العاديين في نموهم الجسمي والحركي ، فيما عدا الحالات التي يرجع التخلف فيها إلى الإصابات في الجهاز العصبي المركزي وما يصاحبه من اضطراب في المهارات الحركية . ( وزارة التربية والتعليم ، 2006 ، 25 ) 
ثانيا : الخصائص اللغوية للمتخلفين عقليا القابلين للتعلم : 
يذكر فتحي عبد الرحيم ( 1992 ، 70 ) أن المتخلفين عقليا عادة ما يعانون من تأخر نمو اللغة والكلام ، وبعضهم يكونون قادرين على فهم كلام الآخرين والتعبير عن أنفسهم بطريقة مقبولة نسبية ، لذا يجب أن تخصص لهم مدارس أو فصول خاصة ، لها مناهجها التي تتفق وقدراتهم ، كما تختلف طرائق التدريس لهم عن مثيلاتها في المدارس العادية ويعاني المتخلفون عقليا من بطء في النمو اللغوي بشكل عام ، ويمكن ملاحظة ذلك في مراحل الطفولة المبكرة ، فالطفل المتخلف عقلياً يتأخر في النطق واكتساب اللغة ، كما أن صعوبات الكلام تشيع بين المتخلفين عقلياً بدرجة أكبر ، ومن الصعوبات الأكثر شيوعا الثأثأة والأخطاء في اللفظ وعدم ملاءمة نغمة الصوت . ( يوسف القريوتي وآخرون ، 1998 ، 94 ) 
فالأطفال المتخلفون عقلياً عادة ما يتصفون بالتخلف اللغوي ،كما يلاقون صعوبة في التعبير عن أنفسهم أو فهم الآخرين . ( وزارة التربية والتعليم، 2006 ، 26 ) 
وتشير لبني سيد نظمي(2004 ، 75 ) إلى أن الطفل المتخلف عقلياً يفتقر إلى القدرة على استخدام الألفاظ في التعبير النفسي ، كما يفشل في الاتصال اللفظي بالآخرين . 
أما منظمة الصحة العالمية ( 1999 ، 239 ) فترى أن المتخلفين عقلياً القابلين للتعلم يكتسبون اللغة متأخرين بعض الشيء عن أقرانهم ، ولكن يمكنهم استخدام بعض الكلمات في أغراض الحياة اليومية . 
ثالثا : الخصائص المعرفية للمتخلفين عقلياً القابلين للتعلم : 
يشير يوسف القريوتي وآخرون ( 1998 ، 91 ) ، وزارة التربية والتعليم ( 2006 ، 26 ) إلى أن المتخلفين عقلياً يعانون من مشكلات عقلية تتمثل في : 
- ضعف الانتباه : 
حيث يعاني المعوقين عقلياً من ضعف القدرة على الانتباه والقابلية العالية للتشتت . 
- ضعف التذكر : 
يواجه المتخلفون عقليا صعوبات في التذكر خاصة الذاكرة قصيرة المدى . 
- ضعف التمييز : 
يتعذر على هذه الفئة التمييز بين الأشكال والألوان والأحجام والأوزان والروائح المختلفة .
- ضعف التخيل : 
يلاحظ أن المتخلفين عقليا بشكل عام ذو خيال محدود . 
- ضعف التفكير : 
تعتبر عملية التفكير من أرقى العمليات العقلية وأكثرها تعقيدا ، ولذلك فإن هناك انخفاض واضح في القدرة على التفكير المجرد . 
أما سهير كامل ( 1998 ، 98 ) فترى أن المتخلفين عقلياً قدراتهم على الإدراك العقلي كانت محدودة للغاية فقدراتهم على التصور ضعيفة وعلى إدراك العلاقة بين شيئين محدودة للغاية ، انتباههم مشتت دائما ، وأتضح ذلك في كثرة الأخطاء التي يرتكبونها أثناء القراءة أو الكتابة ، فبعضهم لا يعرف كيف يبدأ حيث يتركون المعلم أثناء شرحه للدرس وينشغلون عنه بالغناء والشرود والعراك والأكل والخروج من الفصل ، قدراتهم على التذكر تكاد تكون معدومة ، عمليات تداعى المعاني عندهم منخفضة وقدراتهم على التخيل وتركيب الأشياء متوسطة ، ولا سيما إزاء الأشياء المحسوسة . 
رابعا : الخصائص النفسية والاجتماعية للمتخلفين عقلياً القابلين للتعلم :  
فيما يتعلق بالخصائص النفسية والاجتماعية ، فإن الأطفال المتخلفين عقليا يميلون إلى اللعب والمشاركة في المجموعات العمرية التي تصغرهم سنا ، ومثل هذا السلوك متوقع نظرا لشعور الأطفال المتخلفين عقلية بعدم قدرتهم على التنافس مع أقرانهم غير العاديين ، كما أن الطفل المتخلف يعاني من مشکلات ذات تأثير حاسم على نمو شخصيته وسلوكه الاجتماعي . (القريوتي وآخرون ، 1998 ، 94 ) 
ويرى سليمان الريحانی ( 1981 ، 81 )  أن من السمات النفسية للمتخلفين عقلية ضعف القدرة على التكيف الاجتماعي ونقص الميول والاهتمامات ، كما يعاني أصحابها من اضطراب مفهوم الذات ، ولا يهتمون بتكوين العلاقات الاجتماعية وبخاصة مع الأطفال الذين هم في مستوى أعمارهم الزمنية ، ويميلون أحيانا إلى المشاركة مع الأطفال الأصغر منهم . 
ويضيف عبد الرقيب أحمد البحيري (1981 ، 36 )  بأنهم يتميزون بالسلوكيات غير المدعومة والتي ترجع إلى اضطراب الشخصية ، مثل عدم الاتزان ، والميل إلى السيطرة ، وضعف الأنا الأعلى ، والميل إلى الفردية ، وعدم مسايرة الآخرين ، والقابلية للإيحاء.  
ويضيف صالح عبد الله هارون ( 1985 ، 32-33 ) أن المتخلفين عقلياً من فئة القابلين للتعلم يتسمون بالقلق نتيجة لانخفاض قدرتهم على التحصيل الدراسي ، كما يصابون بالإحباط نتيجة لتعرضهم المواقف الفشل باستمرار . 
إلا أن فئة القابلين للتعلم يمكن تأهيلهم على بعض الحرف أو المهن البسيطة التي تمكنهم من کسب رزقهم واعتمادهم على أنفسهم في تدبير شئون حياتهم .( عبد السلام عبد الغفار ، يوسف الشيخ ، 1985 ، 17 ) 
أما سهير كامل ( 1998 ، 99 )  فترى أن المتخلفين عقلياً انسحابيون لا يتحملون المسئولية ، علاقتهم بالأصدقاء وقتية لا يحترمون العادات والتقاليد والقيم السائدة في الجماعة حولهم . 
ويتضح أن هناك سمات عامة تغلب على المتخلفين عقليا ، ومعظمها غير إيجابية وخاصة فيما يتعلق بالتوافق النفسي والاجتماعي . 
و من ناحية الخصائص النفسية والاجتماعية ، فلا أحد يستطيع أن ينكر أن التخلف العقلي يؤثر بشكل مباشر على التنظيم السيكولوجي الكلي للفرد المتخلف عقلياً وذلك أيضا لا يعني أن يقود الفرد المعاق إلى سوء التوافق النفسي ، ولكن قد تسبب الإعاقة فقدان الثقة بالنفس ، وعدم تقبل الذات والخوف من المستقبل والشعور بالإحباط والعزلة الاجتماعية نتيجة عدم تواصله مع الآخرين . 
وبصفة عامة فإن المتخلفين عقلية يعجزون عادة عن رعاية أنفسهم ، فهم لا يستطيعون الاعتماد على أنفسهم في شق طريقهم في الحياة بحيث يحتاجون باستمرار إلى الإشراف من الغير لحمايتهم ومساعدتهم ، ويرجع ذلك لعدم إدراكهم المحافظة على صحتهم وحياتهم ، وكثرة تعرضهم للحوادث بنسب اكبر من العاديين نتيجة لعدم إدراكهم للأخطار التي يتعرضون لها في حياتهم اليومية .

الوقاية من التخلف العقلي : 

في تناولها لموضوع الوقاية من التخلف العقلي أشارت منظمة الصحة العالمية إلى ثلاث مستويات من الوقاية وهي : 
(1) الوقاية في المستوى الأول : 
تهدف إلى إزالة العوامل التي قد تسبب ضروب الإصابة بالخلل أو العيب عند الفرد ، وتتضمن إجراءات صحية واجتماعية مختلفة ، كالتحصين ضد الأمراض ، وتحسين مستوى رعاية الأم الحامل ، والتغلب على مشكلات الفقر ، وبرامج تغذية الأطفال والإرشاد الجيني وأنظمة وقواعد السلامة في المصانع والطرق .. إلخ .  
(2) الوقاية في المستوى الثاني : 
تتضمن الإجراءات المتخذة للكشف عن الإصابة ، والتدخل المبكر لمنع المضاعفات الناتجة من حدوث العوامل المؤيدة إلى حالة الإصابة وضبطها ، ومن الإجراءات الوقائية في هذا المستوى الفحوصات الإكلينيكية ، الاختبارات المختلفة للكشف المبكر عن حالات الخلل الفسيولوجي ، والعيوب التشريحية أو الاضطرابات النفسية ، وفي العادة تدخل الصحة العامة ، وخدمات الصحة المدرسية ، ضمن هذا الإطار ، وتشمل الإجراءات في هذا المستوى على العناية الصحية المبكرة ، وتوجه في معظمها نحو الأطفال خاصة الذين يعتبرون أكثر عرضة أو قابلية للإصابة بحالات القصور والاضطرابات . 
(3) الوقاية في المستوى الثالث : 
تهدف إجراءات الوقاية في هذا المستوى إلى التقليل من الآثار السلبية المترتبة على حالة القصور والعجز والتخفيف من حدتها ومنع مضاعفاتها ، وتشتمل هذه الإجراءات على الخدمات التي تقدم للأفراد ولمساعدتهم في التغلب على صعوباتهم سواء من خلال البرامج التربوية الخاصة ، أو التدريب والتأهيل أو من خلال تقديم الوسائل والأجهزة المعينة . ( القريوتي وآخرون ، 1998 ، 22 ) 
يؤكد سكوت وكارن (Scott & Carran  (1989 أنهما قد طبقا مفهوم الوقاية في الصحة العامة والصحة النفسية في ميدان التخلف العقلي ، وأشارا إلى ثلاثة مستويات من الوقاية هي : 
1- الوقاية الأولية : Primary Prevention : 
ويقصد بها الجهود التي تبذل في رعاية الأجنة في بطون أمهاتهم بهدف وقاية ومتابعة هذه الأجنة ، وتقليل إنجاب الأطفال المتخلفين عقليا أو المرضى ، أو المشوهين وذلك برعاية الأم الحامل وعنايتها جيدا وحمايتها من الصدمات والأشعة التي قد تتعرض لها أثناء فترة الحمل إضافة إلى الجهود التي تبذل في الإرشاد الوراثي والزواجي كفحص الشباب الراغبين في الزواج وإجراء التحاليل والفحوصات الطبية لهم ، وتشجيع زواج غير الأقارب خاصة في الأسر التي تنتشر فيها الأمراض الوراثية ، كما تتضمن الوقاية الأولية رعاية الأطفال في مرحلة الروضة والابتدائي . 
2- الوقاية الثانوية Secondary prevention :
هي الجهود التي تبذل في تغيير أو تطويع أو تعديل الظروف البيئية التي لها علاقة بالتخلف العقلي والعمل على علاجها وتعديلها قبل أن تؤدي إلى الإصابة بالتخلف العقلي ، بالإضافة إلى تقديم الرعاية لأطفال الأسر الفقيرة ثقافياً واجتماعياً في سن مبكرة لحمايتهم من الحرمان الحركي والبيئي وتعرضهم لخطورة التخلف البيئي وتوفير السبل التي تسهم في سير نموهم العقلي في مساراته الطبيعية . 
3- الرعاية الثلاثية Ternary Prevention :
هي الجهود التي تبذل في رعاية المتخلفين عقلياً وتعليمهم وتأهيلهم وتشغيلهم في أعمال مفيدة لهم وتعود بالفائدة على مجتمعاتهم . ( كمال مرسي ، 1994 ، 201 ) 
ان الوقاية من التخلف العقلي تتمثل في تلك المجهودات والخدمات الرسمية وغير الرسمية بهدف عدم حدوث التخلف العقلي أو الإقلال من آثاره السلبية كي يحقق الفرد حياه أقرب إلى حياة العاديين ، وقد تكون تلك المجهودات ذات طابع طبي أو اجتماعي أو تربوي أو تأهيلي . 

تعليقات