U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

مصادر الاحتراق النفسي بالنسبة لمهنة التمريض

ما هي مصادر الاحتراق النفسي بالنسبة لمهنة التمريض ؟
ما هي مصادر الاحتراق النفسي لمهنة التمرض ؟ 

مصادر الاحتراق النفسي بالنسبة لمهنة التمريض : 

(1) المصادر التنظيمية :

ويقصد بها كل المصادر المرتبطة بطبيعة العمل أو المهنية والمخاطر المتعلقة بها ونوعية المهام والأدوار التي يمارسها العامل داخل المؤسسة التي يتنمي إليها وكذا محيط العمل بما في ذلك العلاقة مع الرؤساء والزملاء ومن يتلقون منا الخدمة وكذا تقدير العامل من طرف المحيطين به والتي نذكرها فيما يلي : 

1- المهنة طبيعة : 

تقترن مهنة الطب ببعض المصطلحات أهمها التعاطف والمشاعر الإيجابية كونها تتعلق بالعراية الصحية ، حيث أصبحت مهنة تعتمد علي الالتزام النفسي والاجتماعي العميق واستثمار للموارد والطاقة بدون حدود وأحيانات التركيز فقط علي حقوق المرضي وعائلاتهم وقد سميت هذه الخاصية بالإيثار ( altruisme'l ) . 

ومعناها الحضور الدائم في كل الأوقات والوضعيات والتضحية بدون حدود والاهتمام المفرط بحقوق الغير علي حساب الحقوق الشخصية وحسب " Selye . H  " فهذا الإيثار هو وسيلة تؤدى إلى التعاون وإرضاء الجميع لتحقيق الأمن والتجانس في المجتمع . 

وتعتبر مهنة الطب أيضاً مجالاص للاستنزاف الانفعالي ومواجهة الموت المرض ، حيث يحتاج الأطباء العاملين اثناء أدائهم لعملهم زيادة علي الجهد العضلي والفكري وكذا المؤهلات العلمية حرارة المشاعر والتعاطف الوجداني مع المرضي أثناء التكفل بهم ، قد تعتبر هذه الوضعية مريحة بالنسبة للمريض لكنها مجهدة بالنسبة للطبيب الذي يصاب بالإنهاك الانفعالي . 

أما مواجهة المرض والموت فقد يفسر في بعض الأحيان بالفشل وتظهر لدي الطبيب مشاعر الإحياط والإحساس بالذنب . 

كما تساهم ظروف العمل عامة والمخاطر الخاصة بنوعية المهنة ، إحدى المصادر الأساسية للضغوط فقد أوردا في هذا المجال كل من Mauranges  و Canoui هذه المصادر في بيئة العمل ويقصد بها الظروف الغير مريحة والخيطرة مثل الحرارة الشديدة والضوضاء والإضاءة الخافتة أو المبهرة ، الازدحام ، وسوء التصميم لأماكن العمل ، وكذك مخاطر العمل كاحتمال التعرض للإصابات والحوادث والأمراض المهنية الخطيرة . 

وكذا الإمكانيات والوسائل المستعملة ، إضافة إلى طريقة العمل وتوزيع المهام وأخيراً اليد العاملة التي تعتبر من أهم مصادر الضغط النفسي .

2- العمل عبء : 

ويقصد به كثرة المهام المسندة إلى الممرض وتعددها أو بما يسمب بالعبء الكمي ، فمثلاً أثناء عملية الفحص يقوم الطبيب باستقبال المريض ، الاستماع إليه ثم يقوم بالكشف عليه وإعداد الوصفات الطبية وأحياناً توجيهه إلى أطباء أخصائيين آخرين وقد يطلب منه في بعض الأحيان ملأ بعض الوثائق الإضافية كالتقارير الطبية أو شهادات وصفية أو شهادات عجز ، في نفس الوقت يجب التعامل الحسن مع المريض وأحياناً الرد علي الهاتف وفي بعض الأحيان الأخرى تسجيل أسماء المرضي بالسجل الخاص في حالة عدم وجود سكرتيرة . 

إضافة إلى شعور الطبيب بأن انجاز كل هذه المهام يتطلب مستوي معين من القدرات تتعدي إمكانياته وهذا بما يسمي العبء النوعي . 

وقد أثبتت بعض الدراسات أن العبء الكمي والنوعي للعمل يسببان الاحتراق النفسي وذلك بسبب الإنهاك والاستنزاف الذي يطول الموارد الفردية وبذلك لا يستطيع الفرد الاستجابة إلى متطلبات العمل التي تفوق موارده وخاصة إذا لم تتوفر فرص للراحة وإعادة التوازن . 

3- الدور : 

عرف الدور علي أنه " مجموعة المهام والسلوكات التي تتعلق بمنصب ما بغض النظر عن من يحتله " ويضم بعدين هما غموض الدور وصراع الدور . 

فغموض الدور هو فقدان الوضوح في دور الممرض في العمل الذي يقوم به ، وفي هذا الأهداف المطالب بتحقيقها وهذا ما يجعله غير قادر علي توقع الأداء المطلوب منه في ظل انعدام أو غموض المعلومات التي تحدد دوره بدقة ، متعلقة بحدود مسؤولياته وسلطته ، والمعلومات الخاصة بسياسات وقواعد المنظمة ، وطرق تقييم أدائه . 

كأن يعمل طبيب موظف إداري كأن يدون أسامي المرضي علي السجلات ، أو يعمل عمل الممرض أو يقوم بمهام هي في الأصل تخول لطبيب مختص .... إلخ . 

أما صراع الدور فيقصد به حدوث تعارض بين متطلبات الدور الذي يقوم به الفرد داخل التنظيم المتوقع منه من قبل الجماعة المنتمي إليها وفي أغلب الأحيان تكون هذه التوقعات متضاربة فيما بينها . 

وقدم كل من Kahn  و AL ( 1964 ) ، تعريفاً للصراع الدور وأوضحا أنه ينشأ من التعارض بين السلوكات والأهداف ، قد يكون له علاقة بعدم التوافق بين قيم الفرد ومتطلبات العمل ، وقد يكون له علاقة بعدم توافق المهام فيما بينها مما يجعل تحقيقها مستحيلاً . 

4- العلاقة مع الزملاء : 

قد يميل بعض الأطباء إلى العمل ضمن جماعات ، من منطلق اقتسام عبء العمل ، تبادل الخبرة والتجارب والتشاور بشأن التشخيص والعلاج ، في نفس السياق الاستفادة من أوقات الراحة بسبب وجود من يحلوا محلهم وكذا الابتعاد عن العزلة المهنية التي قد تكون مصدراً آخر للإجهاد ، لكن هذه الوضعية قد تكون لديها سلبيات عديدة أهمها ، التقسيم الغير عادل للمهام ، وبذلك تسوء العلاقات وينعدم الاتصال وعدم الثقة في الغير خاصة عند فئة الأطباء الذين ليس لديهم مرونة في التعامل مع الآخر وبذلك تظهر الصراعات ، الإجهاد وبذلك الاحتراق النفسي . 

5- الاعتراف والمكافئة : 

ان الاعتراف هو التقدير الذي يقدم للطبيب علي المجهودات التي يبذلها وذلك من طرف المرضي ، عائلاتهم ، الزملاء والمشرفين أما المكافأة فتكون علي شكل التقييم الحقيقي لقدرة الطبيب ، ترقيته ، استفادته من برامج التكوين ومنحه المنصب الذي يوافق خبرته ولقد توصلت بعض الدراسات أن عدم وجود الاعتراف والتقدير المادي والاجتماعي للعامل يرفع من نسبة تعرضه للاحتراق النفسي ، حيث تشكل هذه الوضعية لديه عبء إضافي وتولد الكفاءة بانعدام الشعور لديه . 

ففي دراسة لـ TARIS ومساعديه ( 2002 ) ومن خلال نظريته حول التبادل الاجتماعي أكد علي عامل التبادل بين الأشخاص الآخرين المنتمين إلى نفس المنظمة ( الزملاء ، المشرفين ومتلقي الخدمة ) وتحدث عن التوزن النفسي الذي يحدثه الاعتراف والمكافئة علي العامل في الوقت نفسه بين أن عدم الاعتراف بالمجهودات التي يقدمها العامل تنتج لديه الشعور بانعدام الكفاءة فتتطور لديه مواقف السخرية والسلبية تجاه الآخرين وهذا ما يسمي بتبلد الشخصية وبالنسبة للطبيب فالاعتراف ليس المكافأة المادية فقط المتمثلة في الراتب الشهري وإنما الاحترام والتقدير لشخصه وللأعمال التي يقوم بها  .

6- المساندة الاجتماعية : 

ويذكر Cohen و Wils بأن الدعم الاجتماعي يحمي الناس من الأحداث المجهدة في الحياة وقد حدد أربعة وظائف للدعم الاجتماعي ، وهي الدعم المادي والذي يعني المساعدة في الأعمال ، الدعم المعنوي وهو المشاركة في النشاطات الاجتماعية والترفيهية ، دعم معلوماتي وهو تقديم المعلومات وطرق لحل المشاكل المواجهة ودعم عاطفي يخص الاعتراف وأكدا هاذين العالمين من خلال دراستهما حول المساندة الاجتماعية أن الأفراد الذين يتمتعون بدعم اجتماعي مرتفع يتمتعون بصحة أفضل من الأفراد الذين يتلقون دعم منخفض اجتماعي . 

أما الأخصائي النفساني ( Karask Robert , 1990 ) وفي إحدى أبحاثه حول الضغط النفسي أوضح التأثير الإيجابي للدعم الاجتماعي علي الصحة العقلية للعامل والذي يمثل له مصدر متعة وتعويض عن المجهودات التي يبذلها ، وهذا الدعم ينبع من الزملاء المشرفين وحتى ممن يتقلوا منه الخدمة . 

كما أكد ( Trucho Didier , 2004 ) أن الدعم والمساندة الاجتماعية داخل محيط العمل النابعة من الزملاء والمشرفين تساهم في التخفيف من تأثير عبء العمل والصراعات علي الفرد وبذلك علي مستويات الاحتراق النفسي . 

تعليقات