مفهوم أخلاقيات مهنة المحاسبة وأهميتها |
أخلاقيات مهنة المحاسبة :
محتويات البحث :
(1) مقدمة عن أخلاقيات مهنة المحاسبة .
(2) مفهوم أخلاقيات مهنة المحاسبة .
(3) تعريف أخلاقيات مهنة المحاسبة .
(4) أهمية أخلاقيات مهنة المحاسبة .
(5) السلوك الأخلاقي للمحاسب المهني .
مقدمة عن أخلاقيات مهنة المحاسبة :
ما حدث من انهيارات لمؤسسات عملاقة في بعض الدول بشكل عام والولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص أعاد مشكلة الأخلاقيات إلى الساحة المهنية وتمثل الأخلاق بمفهومها العام مجموع القيم والمعايير التي يعتمد عليها أفراد المجتمع في التمييز بين ما هو صواب أو خاطئ ، ومن خلال هذا البحث سنحاول التطرق إلى مفهوم أخلاقيات مهنة المحاسبة ، السلوك الأخلاقي للمحاسب المهني .
مفهوم أخلاقيات مهنة المحاسبة :
عرفت الأخلاقيات بأنها مجموعة من القواعد والمبادئ والأحكام السلوكية والأدبية والقيم والمعايير الأخلاقية التي تحكم تصرفات الفرد أو الجماعة أثناء تأدية الأعمال في بيئة العمل وتشمل هذه الخصائص الاستقلالية والموضوعية والأمانة والاستقامة والنزاهة وجوانب أخرى في السلوك القويم مقابل السلوك الخاطئ .
ومن هنا يمكننا القول إن المقصود بمصطلح الأخلاقيات مجموعة المبادي والآداب المتعارف عليها والتي تبني بواسطتها ومن خلالها الأنظمة والقوانين للجماعات المهنية ومن أبرز هذه الآداب الأخلاقية الاستقامة ، حفظ الوعد والأمانة .
أما بالنسبة للأخلاقيات المهنية موضوع له أثر كبير في توجيه الأفراد فهو لا يتعلق الجوانب الفنية في العمل وإنما بالأساس الأخلاقي لهذا العمل وقبل الإشارة إلى مفهوم أخلاقيات المهنة لابد من تعريف المهنة ، وهي مجموعة من الأعمال التي تتطلب مهارات معينة يؤديها الفرد من خلال ممارسات تدريبية .
وقد قدمت عدة تعريفات لأخلاقيات المهنة أو أخلاقيات الأعمال نذكر منها :
- التعريف الأول :
أخلاقيات المهنة هي بعض المعايير والمبادئ الأخلاقية التي ترتقي بالمهنة وتحد مما يشينها علي وجه الخصوص ، أي انها تتعلق بما يجب فعله وما لا يجب فعله فهي تتجه إلى خصوصيات المهنة سواء فيما هو صواب أو ما هو خطأ .
- التعريف الثاني :
عرفت أخلاقيات المهنة علي أنها عبارة عن نظام المبادئ الأخلاقية وقواعد الممارسة التي أصبحت معياراً للسلوك المهني القويم .
ومن هنا نستنتج أن أخلاقيات المهنة بشكل عام عبارة عن الإطار الشامل الذي يحكم التصرفات والأفعال عند ممارسة المهنة حيث توضح كل ما هو مقبول وما هو مرفوض عند ممارسة مهنة معينة ، وتستمد هذه الأخلاقيات من المعايير السائدة في المجتمع بحكم العرف والقانون .
وبناءاً علي ما سبق نجد أن ما من مهنة إلا ولها قواعد وأخلاق وأصول ممارستها ، وكذلك مهنة المحاسبة كغيرها من المهن لها قواعدها وأخلاقياتها نظراً لأهميتها في إضفاء المصداقية والشفافية في المعلومات المالية .
تعريف أخلاقيات مهنة المحاسبة :
- التعريف الأول :
عرفت أخلاقية مهنة المحاسبة علي أنها مجموعة من القواعد والأصول المتعارف عليها عند أصحاب مهنة المحاسبة التي تستلزم من الحاسب سلوكاً معيناص يقوم علي الالتزام وذلك للمحافظة علي مهنة المحاسبة وشرفها .
- التعريف الثاني :
إن أخلاقيات مهنة المحاسبة هي كل ما تقره المنظمة وهي مجلس الاتحاد الدولي للمحاسبين ( IFAC ) باعتبارها المصدر الرسمي لتقرير ما هو صواب أو خطأ داخل بيئة الأعمال .
- التعريف الثالث :
عرفتها الهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين بأنها مجموعة من المبادئ تمثل القيم الأخلاقية التي تعد بمثابة مقاييس مثالية للسلوك الجيد أو غير الجيد أو السلوك الصحيح والسليم أو الخاطئ ، وتتمثل في الصفات التي يجب أن يتحلي بها المحاسب عن ممارسته لأعماله وعند تعامله مع زملاء المهنة ورؤساءه .
ومن خلال هذه التعاريف يمكننا القول إن " أخلاقيات مهنة المحاسبة عبارة عن ميثاق يشمل القيم والمبادئ التي ينبغي أن توجه المحاسب المهني أثناء قيامه بمهامه اليومية ، والتي يجب أن يلتزم بها من أجل الرفع من مستوي المهنة " .
ويمكن تحديد قواعد أخلاقيات مهنة المحاسبة بثلاث قواعد رئيسية ألا وهي العدالة ، الصدق ، والحق وتتمحور في أنه :
- يجب أن تحقق القواعد المحاسبية معاملة متوازنة لكافة الأطراف المعنية .
- يجب أن توفر القوائم المالية عرضاً حقيقياً ودقيقاً وبدون أي تضليل للظواهر والأحداث المختلفة .
- يجب أن تكون المعلومات المحاسبية عادلة منحازة وموضوعية .
- يجب أن ترضخ المبادئ المحاسبية لعملية إعادة نظر حتى تكون منسقة مع الظروف المتغيرة .
- يجب أن تطبق المبادئ المحاسبية بصورة منسقة بقدر الإمكان .
أهمية أخلاقيات المهنة :
تعتبر مهنة المحاسبة لغة اتصال وتواصل حيث أنها تقود إلى توصيل المعلومات المالية إلى كافة الأطراف التي تحتاجها وتؤثر علي كافة القرارات الاقتصادية للمؤسسة وكافة قرارات مستخدمي البيانات ، ومن هنا يمكننا أن نحدد أهم النقاط التي تبرز فيهم أهمية أخلاقيات مهنة المحاسبة :
1- الحد من التدخلات الداخلية والخارجية في عمل المحاسب مما يعزز استقلالية المحاسب عن الإدارة .
2- التطورات المتلاحقة التي يشهدها العالم مثل العولمة والتجارة العالمية وما ترتب علي ذلك من توجه العلم والتأهيل المحاسبي وضرورة وجود قواعد سلوكية لضبط الممارسات في العمل المحاسبي .
3- ظهور بعض الممارسات الخاطئة مثل المحاسبة الإبداعية والتهرب الضريبي وغسيل الأموال .
4- تنامي الحاجة لتطبيق قواعد الحوكمة وتفعيل دور المراجع الداخلي ومفاهيم الشفافية .
5- ارتباط عمل المحاسب بمجموعة من الأطراف ذوي المصالح ( مساهمين ، مستثمرين ، مقرضين ، جهات حكومية .... ) مما يتطلب تفعيل قواعد أخلاقيات وسلوكيات المهنة لتنظيم عمل المحاسب وتوجيهه لتجنب السلوكيات الضلارة بمصلحة مستخدمي القوائم المالية .
6- ضبط العمل المحاسبي وسلوكيات المنتمين للمهنة من خلال سن القواعد واللوائح المنظمة لأخلاقيات وسلوكيات المهنة وتطبيق العقوبات علي مخالفي هذه القواعد .
السلوك الأخلاقي للمحاسب المهني :
السلوك الأخلاقي للمحاسب المهني يلعب دوراً محورياً في نجاعة وارتقاء مهنة المحاسبة لذلك يقع علي عاتق المحاسبين مسؤوليات مهنية كبيرة ، ولا تنحصر هذه المسؤوليات في تلبية حاجيات العملاء أو صاحب العمل بل تتعدي ذلك إلى ضرورة الالتزام والامتثال بالقواعد والمبادئ التي تحكم وتنظيم المهنة ، في حين أن السلك الأخلاقي للمحاسب يتأثر بعدة عوامل سنتطرق لها فيما هو آت .
أولاً : مبادئ السلوك الأخلاقي للمحاسب المهني :
وضع الإتحاد الدولي للمحاسبين من خلال مجلس معايير السلوك الأخلاقي الدولية للمحاسبين ( IESBA ) ، دليل قواعد السلوك الأخلاقي للمحاسبين المهنيين ، الذي تضمن المبادئ الأساسية للسلوك الأخلاقي للمحاسب المهني وهي كالآتي :
1- النزاهة :
يفرض مبدأ النزاهة التزاماً علي كافة المحاسبين المهنيين بأن يتصفوا بالاستقامة والأمانة في كافة علاقاتهم المهنية والتجارية ، وتعني النزاهة ضمان التعامل العادل والصادق .
2- الموضوعية :
يفرض مبدأ الموضوعية علي جميع المحاسبين المهنيين الالتزام بعدم التهاون في حكمهم المهني أو التجاري وأن لا ينحازوا لأي طرف من الأطراف كان ، حيث يمكن أن يتعرض المحاسب المهني لحالات قد تضعف من موضوعيته ومن غير الممكن تحديد ووصف جميع تلك الحالات ، لذلك ينبغي عليه أن يمتنع من تقديم الخدمة المهنية إذا كانت العلاقة أو الظرف يستدعي التحيز أو يؤثر بشكل مفرط علي الحكم المهني للمحاسب فيما يتعلق بتلك الخدمة .
3- الكفاءة المهنية والعناية اللازمة :
يفرض هذا المبدأ علي جميع المحاسبين المهنيين الالتزام بما يأتي :
- المحافظة علي المعرفة والمهارات المهنية بالمستوي المطلوب لضمان حصول العملاء أو أصحاب العمل علي الخدمة المهنية الكفؤة .
- تأدية المهام بكل اجتهاد وعناية وفقاً للمعايير الفنية والمهنية المعمول بها عند تقديم مختلف الخدمات المهنية .
والمحافظة علي الكفاءة المهنية تتطلب وعياً وتفهماً مستمراً للتطورات المهنية والتجارية والفنية ذات الصلة ، حيث أن التطورات المهنية المستمرة للمحاسب تمكنه من أداء مهامه المهنية بكفاءة أكبر ، والمحافظة عليها .
4- السرية :
يفرض مبدأ السرية علي جميع المحاسبين الالتزام بالامتناع :
- الكشف عن معلومات سرية علي المؤسسة أو رب العمل دون تفويض محدد وصحيح ، إلا إذا كان هناك حق أو واجب قانوني أو مهني بالكشف عنها .
كما ينبغي عليه المحافظة علي السر المهني حتى وهو في البيئة الاجتماعية أي خارج بيئة عمله ، والحرص علي بقاءه يقضي لإمكانية كشفه عن معلومات سرية بشكل غير مقصود وتحديداً مع شريك تجاري قريب أو أحد أفراد العائلة المباشرين أو المقربين .
وتستمر الحاجة للالتزام بالسرية حتى بعد انتهاء العلاقات بين المحاسب المهني والعميل أو رب العمل ، حيث بإمكان المحاسب المهني أن يستفيد من خبراته الناتجة عن علاقاته المهنية السابقة لكن دون الاستعمال أو الإفصاح عن أي معلومات سرية تخصها .
5- السلوك المهني :
يفرض مبدأ السلوك المهني علي جميع المحاسبين المهنيين الالتزام بالتقيد بالقوانين والأنظمة ذات الصلة ، وتجنب أي عمل يعلم المحاسب المهني أو ينبغي له أن يعلم بأنه يسئ إلى سمعة المهنة .
وعند تسويق وترويج أنفسهم وأعمالهم ينبغي علي المحاسبين المهنيين الانتباه إلى عدم الإساءة إلى المهنة ، بل يجب أن يستموا بالأمانةة والصدق ، ويجب أن يمتنعوا عن :
- إبداء ادعاءات مبالغ فيها حول الخدمات التي يمكن تقديمها أو المؤهلات التي يمتلكونها أو الخبرات التي اكتسبوها .
- إبداء إشارات مسيئة أو مقارنات غير مؤكدة مع أعمال الآخرين .
ثانياً : مصادر السلوك الأخلاقي للمحاسب :
يستمد المحاسب سلوكه الأخلاقي متأثراً بمجموعة من العناصر الأساسية متمثلة في المحاسب نفسه ، الشركة التي يعمل بها ، والبيئة الخارجية ، وهي كالآتي :
1- المحاسب :
يتأثر السلوك الأخلاقي للمحاسب بمجموعة من العوامل التي تدخل في تكوينه العائلي والشخصي من حيث القيم الدينية ، العادات والتقاليد ، الحاجات الفردية ، الوضع المالي للمحاسب ، وغيرها من العناصر الأخرى التي قد تدفع بالمحاسب إلى نوع آخر من السلوك .
حيث يختلف كل شخص عن الآخر في قوة القاعدة الأخلاقية التي يمتلكها والتي اكتسبها من قيمه الدينية والعائلية ، فالمحاسبون أصحاب القاعدة الأخلاقية القوية ستكون لديهم ثقة عالية بالنفس ويعطون أولوية للنزاهة والاستقامة والصدق العدالة والكرامة ، علي عكس المحاسبين أصحاب القيم الأخلاقية الضعيفة ، الذي يكون لديهم دائماً انحياز إلى الجانب الذي يخدم مصالحهم ، وقراراتهم المتخذة لا تكون مبنية علي مبادئ واسس محدد بل علي مصالح شخصية تختلف من وقت إلى آخر .
2- المؤسسة التي يعمل بها المحاسب :
تؤثر المؤسسة في أخلاقيات العمل من خلال الهيكل التنظيمي وخطوط السلطة ، وكذلك قواوعد العمل والإجراءات وأنظمة الحوافز وغيرها ، وكذلك التنظيمات والمجاميع الغير الرسمية الموجودة في المؤسسة لها تأثير علي سلوكيات الأفراد ، ولعل الثقافة التنظيمية السائدة والتي تعني مجموع القيم والأعراف المشتركة التي تتحكم في التفاعلات بين أعضاء المؤسسة مع بعضهم البعض أو مع الجهات الأخرى خارج الشركة هي مؤثر كبير وفعال في السلوك سواء كان أخلاقياً أو غير أخلاقي من خلال اعتماد الفرد العامل أو الإداري علي هذه الأعراف والقيم .
3- البيئة الخارجية :
تعمل المؤسسات في بيئة تنافسية تتأثر قوانين الحكومة وتشريعاتها وكذلك بالقيم والأعراف الاجتماعية السائدة ، فأحياناً نجد أن القوانين والتشريعات الحكومية تلزم المؤسسات بسلوكيات معينة وتضع معايير لتصرفاتها وبحدود معينة ، ومنه فهي تعطي تصوراً عن طبيعة المناخ الأخلاقي السائد في مجال معين وهذا يؤثر بدوره علي السلوك الأخلاقي للمحاسبين .
تعليقات