U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

السرقة عند الأطفال ، مفهومها ، أقسامها ، مظاهرها ، أشكالها ، وكيف نتعامل مع الطفل السارق ( بحث كامل )

بحث عن السرقة عند الأطفال doc
ما هي مشكلة السرقة عند الأطفال ؟ وكيف نتعامل مع الطفل السارق ؟ 

بحث عن السرقة عند الأطفال :

محتويات البحث : 

(1) مفهوم السرقة وطبيعتها . 
(2) تعريف السرقة . 
(3) أقسام السرقة وأسبابها . 
(4) مظاهر السرقة . 
(5) أشكال السرقة . 
(6) دوافع السرقة . 
(7) كيف نتعامل مع الطفل السارق ؟ . 
(8) الوقاية والتدابير المناسبة لمواجهة السرقة . 
(9) علاج السرقة . 

مفهوم السرقة وطبيعتها : 

إن الميل إلى السرقة أمر مشروع عند كل إنسان ، ولكن العدوان علي ممتلكات الآخرين والاستحواذ عليها بطريقة غير سليمة أو من دون وجه حق يعد سرقة ، لأنها تلحق الضرر بالفرد والمجتمع ، وحتى الأديان السماوية تشددت في معاملة السارقين إذ أن حد السرقة في الإسلام هو قطع اليد كما كان ضمن الوصايا العشر في العهد القديم ( لا تسرق ) . 

ولكن عملية التمييز بين الملكية الشخصية وملكية الغير تبدأ في المنزل ، وتستمر في المدرسة ، فالمنزل هو المؤسسة الأولي لتعليم الأمانة ، إلى جانب الكثير من القيم الإنسانية الأخرى ، وذلك من خلال ضرب المثل الصالح من قبل الأهل ليصبح الطفل قادراً علي معرفة ما هو له وما هو لغيره . 

فالسرقة غالباً ما تكون صفة مكتسبة يتعلمها الطفل من معايشته للآخرين وتفاعله معهم ، حيث يأخذ الأطفال عن آبائهم نظرتهم واحترامهم لحقوق الآخرين فيقلدونهم فيها تماماً ، كما يقلدونهم في العادات والتقاليد الاجتماعية الأخرى . 

والدافع إلى السرقة قد يكون صادراً عن حاجة ماسة لسد رمق ، أو لإقتناء حاجة والأهل لا يستطيعون إشباع هذه الحاجة ، فيضعف الطفل أمام الإغراء ، وتحدث السرقة ، وقد يبخل الأهل عليه بشرائها غير مقدرين لمرحلة الطفولة واحتياجاتها . 

فالسرقة عند الأطفال من المشكلات الاجتماعية الحساسة التي تستلزم الوقوف عندها ، والتعرف إلى الدوافع الأساسية الكامنة وراءها ، لأن تأصل هذه المشكلة عند الأطفال قد تدفعهم مستقبلاً إلى ارتكاب أخطاء جسيمة تؤثر علي المجتمع ، وفي نظرة الآخرين إليهم ، وفي علاقاتهم الاجتماعية بالآخرين ، وقد تتطور لتصبح مرضاً بحد ذاته من الصعب علي الفرد أن يتخلص منها بسهولة . 

تعريف السرقة : 

تعرف السرقة بأنها : 

العدوان المقصود علي ملكية الآخرين ، وهي مشكلة اجتماعية تظهر علي شكل عدوان غير مشروع علي ما يمتلكه الآخرون سواء كان ذلك بقصد أو من دون قصد بغرض امتلاك شئ لا يخصه . 

ولكن لايوصف السلوك عند الطفل بأنه سرقة إلا إذا عرف أن من الخطأ أخذ الشئ بدون إذن صاحبه ، وأنه سوف يعاقب عليه ، ولذلك يعد الخوف من العقاب وسخط الوالدين علي الطفل هو السبب الذي يمنع صغار الأطفال من السرقة . 

أقسام السرقة وأسبابها : 

إن السرقة عند الأطفال نستطيع أن نقسمها إلى قسمين وقد يؤدي التساهل في القسم الأول إلى الوصول إلى القسم الثاني . 

أما القسم الأول : 

هو السرقة العفوية عند الأطفال ولتقريب الفهم للأذهان نقول مثلاً قد تدخل الأم إلى المنزل وهي تحمل في يدها كيساً من الفاكهة وتضعها في صحن وتغسلها ثم تقدمها لطفلها وقد تأخذ الأم فتعطي طفلها حبة منها فقط وتغلق علي بقية الفاكهة في الثلاجة ، فنجد في التصرف الأول وهو التصرف الصحيح أن الأم اشبعت رغبة طفلها في أكل ما يعجبه من الفاكهة والكم الذي يشبعه . 

أما التصرف الثاني فهو الذي يدفع الطفل إلى محاولة أخذ ما يسد حاجته منها دون أخذ الاذن في ذلك وهذا تصرف عفوي من قبل الطفل لأن السبب وراء ذلك للتصرف هو عدم إشباع رغبة الطفل بالشكل المطلوب والتساهل في هذه الصورة وهي السرقة العفوية قد يؤدى بالطفل إلى السرقة المنحرفة . 

أما القسم الثاني : 

هو السرقة المنحرفة . والتي نحن بصددها في هذا البحث . 

والقسم الأول هو الأكثر شيوعاً لدي كثير من الأطفال ولكن الخطر يكمن وراء التساهل في تقويم هذا النوع ، حيث أن عدم تقويمه يؤدى بانحراف سلوك الطفل إلى النوع الثاني الذي هو أقل من النوع الأول ، ولكن انتشاره بارز الظهور في كثير من المدارس ، فشكاوي الآباء والمدرسين تكثر جداص في هذا الجانب . 

ومن المعلوم أن ظاهرة السرقة عند الأطفال ليست قاصرة علي الدوافع الغريزية ولكن هناك عوامل عديدة قد تجعل هذه الظاهرة تأخذ شكلاً اعتيادياً عند الطفل وتسبب له انحرافاً سلوكياً مما يجعله بؤرة فساد في مجتمعه . 

فالصغير يتمتع عادة بتكوين بيولوجي ونفسي خاص ويتمتع بقدرات وصول واتجاهات مختلفة ولكنه يعيش أيضاً عالم اجتماعي تسوده العلاقات الفردية والاجتماعية والثقافية المتنوعة التي تؤثر في تكوين شخصيته ، وهناك أمر مؤكد وهو أن سلوك الطفل المنحرف يرجع لأكثر من سبب . 

ففكرة البحث عن سبب واحد لتفسير أي ظاهرة لأسباب انحراف سلوك الطفل يستحيل أن يؤسس علي سبب واحد ومجموعة أسباب ذات طابع واحد ، وإنما يجب أن تؤخذ بالاعتبار العوامل الملختلفة التي تسهم في إخراج السلوك المنحرف ذاته الذي لا يختلف عن السلوك العادي إلا بقدر اختلاف العوامل ذاتها داخلية كانت أم خارجية . 

ورغم تعدد العوامل الدافعة إلى السرقة عند الأ"فال وتشعبها فإنها ليست علي درجة واحدة من الأهمية ، فقد يكون بعض هذه العوامل سبباً رئيسياً وقد يكون البعض الآخر من الأسباب الثانوية أو المساعدة له . 

مظاهر السرقة : 

(1) العدوان : 

السرقة عدوان من طرف السارق علي ما يملكه الآخرون . 

(2) الخيانة : 

السرقة نقيض الأمانة كفضيلة من الفضائل التي يسعي المجتمع إلى تحقيقها . 

(3) سوء التكيف : 

وهو مؤشر علي سوء تكيف الفرد السارق مع الآخرين نتيجة حرمان وإحباط وعدم إشباع الحاجات . 

(4) الاستسلام : 

والسرق قد تكون نوعاً من الاستسلام المتسرع لدافع أو رغبة مؤقتة أو مبادرة لمجموعة من الناس . 

(5) إضطراباً : 

قد تكون اضطراباً نفسياً يقوم بها الطفل العصابي .

(6) صفة مكتسبة : 

يتعلمها الطفل من معايشته للآخرين وتفاعله معهم كما يحدث لأنماط السلوك الأخرى . 

(7) عدم التدريب : 

عدم التدريب في إطار الأسرة علي التفريق بين ما يخص الآخرين . 

(8) المهارات الجسمية والعقلية : 

تساعد الطفل إذا ما توفرت لديه الرغبة في ذلك ومن هذه المهارات سرعة حركة الأصابع ، خفة الحركة العامة ، دقة الحواس مع سمع وبصر ، القوة الميكانيكية ، ووفرة الذكاء العام ، ودقة الملاحظة .... إلخ . 

أشكال السرقة : 

(1) السرقة الكيدية : 

بعض الأطفال يلجأون إلى سرقة الأشياء عقاباً إما للكبار أو الأطفال مثلهم حتى يصيب الشخص المسروق الهلع والفزع ، وذلك نتيجة وجود كراهية أو دوافع عدوانية . 

(2) سرقة حب التملك : 

لا نبالغ إذا قلنا أن أغلب الأطفال مارسوا نوعاً من السرقة ، إن الأمر ينطوي علي إشباع حاجة بدأت مع النزوع للاستحواذ علي مستوي العاطفة في مراحل النمو النفسي الأولي برغبة الطفل الرضيع في الاستئثار بالأم . 

مما يدفعه بالتدرج إلى محاولات الاستحواذ علي أشياء أخرى ، إنن هذا الأمر ظاهرة طبيعية مرغوبة في السلوك اليومي ظلت ضمن الحدود القيمية التي تتيح للطفل فرصة تحقيق كيان ووجود متميز مزود بمستلزمات بسيطة كاللعب ، والممتلكات الخاصة التي تساعده في الاستقلالية . 

(3) السرقة كحب للمغامرة والاستطلاع : 

قد نري بعض الأطفال ينتظرون غياب حارس الحديقة للسطو علي قليل من ثمارها قد لا تكفي طيراً ، إلا أن دافع السرعة هنا ليس الجوع والحرمان ولكن حب الاستطلاع والمخاطرة ، وروح المغامرة ، وقد يسرق الطفل طعاماص لم يره من قبل ولم يتذوقه . 

(4) السرقة كاضطراب نفسي : 

إن العوامل النفسية وراء السرقة كثرة ومتشعبة ، ولا يمكن تفسير سلوك السرقة بدافع واحد مثل الحاجة إلى النقود أو الجوع أو الاستطلاع ، وقد تتفاعل الدوافع النفسية مع عوامل بيئية ، وقد تكون السرقة جزء من حالة نفسية أو ذهانية مرضية يعاني منها الطفل . 

وقد تظهر بشكل اضطراب سلوكي مثير له دوافعه النفسية العميقة ، ناتج عن صراعات مرضية شاذة في نفس الطفل ، لا يمكن معرفتها إلى بالتحليل النفسي . 

وقد يسرق الطفل نتيجة استقرار بنائه النفس علي الأخذ دون العطاء ونتيجة لتصوره أن الحياة عبارة أخذ فقط دون عطاء . 

(5) السرقة لتحقيق الذات : 

قد يلجأ الطفل إلى السرقة لإشباع ميل أو رغبة يري فيها نفسه سعيداً أو ظهرت بصورة أفضل كالذي يسرق نقود للذهاب إلى السينما ليحكي عن الأفلام مثل غيره من الأطفال ، أو ليركب دراجة مثل أصحابه ، وربما كان فشله الدراسي خلف محاولة تعويضه بالظهور مادياً علي غيره من الأطفال . 

(6) السرقة نتيجة الحرمان : 

قد يلجأ إلى السرقة تعويضاً للحرمان الذي يقاسيه فقد يلجأ إلى سرقة ما هو محروم منه أو ما يساعده علي الحصول علي ما حرم منه . 

دوافع السرقة : 

(1) الحرمان : 

قد يسرق الطفل لسد رمق أو لأنه محروم من المتطلبات الضرورية للمعيشة كأن يسرق الطعام لأنه جائع . 

(2) إشباع ميل أو عاطفة أو هواية : 

كميل الأطفال لركوب الدراجات أو دخول السينما أو لشراء مستلزمات إحدى هواياته كالتصوير أو جمع طوابع البريد أو تربية الحمام وغير ذلك . 

(3) التخلص من مأزق معين : 

كتعرض الطفل لعقاء والده لفقده النقود التي اعطاها له لشراء بعض الحاجيات ، فهداه تفكيره لسرقة نقود من شقيقه . 

(4) الرغبة في حصول الطفل علي مركز مرموق في وسط أقرانه : 

فقد يسرق الطفل للتفاخر بما لديه من حاجيات ليست عند أحد من رفاقه أو ليعطي زملائه ليجعله مقبولاً محبوباً لديهم . 

(5) الانتقام : 

فقد يسرق الطفل لأن لديه كراهية مستترة لوالده ويريد أن يغيظه أو يضايقه ، فتفسر السرقة علي أنها انتقام أو علي أنها تعويض للعطف المفقود ، أو علي الدافعين معاً . 

(6) تعويض الشعور بالنقص : 

وهذا الدافع يلتقي مع سابقه دافع الانتقام في تفسير السرقة تشرع الطفل بأنه يستحوذ علي شئ بدل العطف الذي كان حائزاً عليه ثم فقده ، أو الذي حرم منه أساساً ، وهذا الدافع وسابقه إن كان متجهاً نحو شخص معين كوالد مثلاً فإنه قد ينتقل إلى أشخاص آخرين ، فالسرقة من الأب قد تنتقل إلى السرقة من أصحاب السلطة علي وجه العموم ، والسرقة من الأخ قد تنتقل إلى سرقة الزملاء وهكذا . 

(7) الجهل وعدم الإدراك الكافي : 

فقد يسرق الطفل لعبة أخيه أو زميله لانه لا يدرك معني الملكية واحترام خصوصيات الآخرين وذلك لأن نموه لو يمكنه من التمييز بين ما له وما ليس له ، مثل هذا الطفل لا يمكن أن نعتبره سارقاً بمعني الكلمة . 

(8) إثبات الذات : 

فالطفل قد يسرق عندما يشعر بأنه في حاجة إلى إشباع بعض حاجاته النفسية التي يتصور إنها لا تأتي إلا بتلبية رغبة من امتلاك المال والذي لا يمكن أن يحصل عليه إلا بالسرقة . 

(9) الوقوع تحت سيطرة زعماء الإجرام : 

دفعته إليهم ظروف الطفل الأسرية المتفككة أو معاناته من ضعف عقلي او انخفاض مستوي الذكاء مما يسهل السيطرة عليه من قبل الآخرين . 

(10) الإصابة بمرض نفسي : 

يدفعه إلى السرقة الغير إرادية أو ما يسمي بالقهرية والذي يعرف بحالة ( الكلبتومانيا ) . 

(11) التدليل الزائد : 

فالطفل الذي تعود أن تلبي كل رغباته ولا يطيق أن يقف أمامه مما يحول دون تنفيذ ما يريده ، ثم يفاجأ بامتناع والده عما يطلبه من مال ليذهب إلى السينما نجده يلجأ إلى السرقة . 

(12) القيم الإجرامية : 

فالطفل الذي نشأ في بيئة إجرامية تعتدي علي ملكية الغير بالسرقة لا يمكن أن ينتظر منه غالباً إلا أن يسرق ويسلك السلوك الإجرامي . 

كيف نتعامل مع الطفل السارق ؟ 

إن الطفل الذي يمارس السرقة في المرحلة الثانية من عمره برغم من عيشه بين أبويه الذي لا يبخلان عليه بما أمكن من الألعاب والأمور الخاصة به ، إن طفل كهذا تسهل معالجته وتقويمه من خلال الوقاية من أسباب السرقة المتقدمة ، إضافة إلى إشباع حاجته للحنان ، والتأكيد علي الاستغلالية ، ومساعدته علي اختيار أصدقائه ، والوالدين يجب أن يتعاملوا مع أبنائهم بعد بلوغهم الخامسة من العمر حيث يمارسون السرقة بحزم وقوة ، ولا نقصد بها القسوة والشدة ، بل يكفي أن يفهم الطفل أن هذا العمل غير صحيح وغير مسموح به ، ولا بد من إرجاع ما اخذه إلى أصحابه والاعتذار منهم . 

ويجب الالتفات إلى نقطة مهمة هي : أنه من الخطأ إشعار الطفل بالذل والعار لأن تصرفاً كهذا يدفع الطفل إلى السرقة بشكل أضخم من الأول ، ويدفعه إليه حبه للانتقام ممن احتقره وامتهنه . 

الآباء هم السبب : 

يعاني الأطفال في بعض الأسر بتشدد الوالدين في مراقبة سلوكهم فيشعر الواحد منهم أنه مراقب دوماً ، وأن جميع حركاته وسكناته محسوبة عليه ، وتعتقد بعض الأسر أنها بذلك تحسن التربية للطفل ، فهو لا يستطيع أن يفتح الخزانة أو مكتب والده ، أو يمسك كتاباً أو يمد يده إلى مذياع أو تلفزيون ، وهي تقتر عليه من مصروف الجيب ولا تستجيب لما يطلبه من لعب ، وأدوات خاصة . 

مثل هذا الطفل تعيس والثقة مفقودة بينه وبين والديه ، وهو ينتهز أول فرصة يغقل فيها الأبوان عنه ليكسر كل الموانع التي يقفانها في طريقه ويحصل علي الأشياء الممنوعة ويخفيها وبذلك يكون البيت برقابته الشديدة علي الأبناء وبما يمارسه عليهم من حرمان وتقتير سبباص في انحراف سلوكهم في سن مبكرة . 

علاج مثل تلك الحالات يتطلب من الوالدين التعرف علي دوافع الطفل الفطرية ، وميوله ، وحاجاته إلى التملك ، وإدراك أن شخصية الطفل لا تكتمل مالم تتيح له فرصة لتملك الأشياء المناسبة لسنه . 

وقد تصحب الأسرة الطفل في نزهة إلى حديقة عامة فيعجب الطفل بمنظر الأزهار والورود وفي خلسة من الأب والأم - أو علي مرآي منهم - يقوم بقطف الأزهار فرحاً بمنظرها الجميل ، ورائحتها الذكية . 

إغضاء الأبوين أو الكبار عن هذا السلوك من الطفل يكون مؤشراً علي أنهما يوافقان علي أن يستبيح الطفل ما ليس له ، فتهتز قيمة الامامة وتبتهج قيمة المحافظة علي ملك الآخرين ويختلط الأمر علي الطفل بين حقه وحق غيره ويكون هذا السلوك بداية الطريق إلى السرقة في المستقبل . 

فقد يستحل لنفسه أن يأخذ بعض المعروضات المدرسية من العرض النهائي لانتاج تلاميذ المدرسة مبرر ذلك بأنها معروضات عامة ، وقد يستحل لنفسه في يوم ما أن يأخذ أدوات المائدة التي تقدم له مع الطعام في الطائرة أو في أحد المطاعم متعللاً أن الطائرة أو المطعم تلك ملك للجميع . 

وقد يشعل الطفل أن الأب يعاقبه دوماً علي كل صغيرة وكبيرة فيلجأ إلى حيلة ساذجة كأن يسرق آلة العقاب ويخفيها تماماً ، أو يحطمها ظناً منه أن ذلك سلوك سوف يمنع العقاب ولو فترة ما ، وكثيرا ما يحرص بعض الأطفال علي أن يحصل علي درجات مرتفعة في الاختبارات المدرسية ، وعندما لا يسعفه تحصيله الدراسي يلجأ إلى اختلاس الإجابة الصحيحة من أحد زملائه المعروفين بالتفوق الدراسي أو من الكتاب المدرسي أو قصاصات من الورق بهدف الحصول علي تقدير مرتفع يفرح به أبوه وأهله . 

أما دور الآباء والأمهات فيجب أن يكون حلهم لمشكلات أطفالهم عن طريق التفكير العلمي الموضوعي السليم وليس عن طريق العقاب الشديد واحترام الطفل ، لأن الأب والأم اللذان يقومان بدور المخبر السري عن صدق ابنه يشعره بعدم الثقة فيه ، أما إشعار الطفل بأنه محل احترام وثقة الجميع لا يدفعه للكذب . 

إحذروا التفرقة : 

قد يشعر الطفل الثاني في الأسرة إن الطفل الأول يتمتع بميزات ليست له ، فيظل يصارع ويصارع ليحصل علي المميزات نفسها ، لكن الأسرة قد تغمض عينها أحياناص عن تحقيق العدالة بين الأخوة في هذا المجال بل قد تتحيز دون وجه حق لأحد الأبناء فيصبح هدفاً يسعي الأخوة الآخرون للانتقام منه . 

وقد يأخذ هذا الانتقام صورة سرقة يقوم بها أحد الاخوة لما ينفرد به الأخ الأكبر من لعب أو نقود أو أشياء أخرى فيأخذها خلسة ويخفيها في مكان غير معروف ويرتاح باله بذلك لأنه حرم أخاه الأكبر من ميزة حرم منها هو من قبل . 

الوقاية والتدابير المناسبة لمواجهة السرقة : 

إن من أهم إجراءات الوقاية لظاهرة السرقة هي كالآتي : 

1- اتخاذ الإجراء الفوري المناسب عند حدوث السرقة من قبل الطفل : 

علي الآباء والمعلمين أو يواجهوا ما يحدث من سرقة لدي الطفل بحيث يخصص وقتاً كافياً لفهم سلوكه هذا والعمل علي مواجهته وتعديله ويكون ذلك إما بإعادة الشئ المسروق إلى صاحبه أو بدفع مبلغ من المال لشراء بديل مناسب عن ذلك الشئ مع الاعتذار . 

2- العمل علي مناقشة الطفل فيما حققه من خلال السرقة : 

لا بد من معرفة الدوافع الكامنة وراء السرقة لدي الطفل إذ قد تكون السرقة نتيجة حرمان مادى أو حرمان عاطفي أو عدم النضج أو حب الظهور أو القدوة السيئة من الأهل والزملاء بدلاً من سؤاله بشكل مباشر لماذا سرقت ؟ فالطفل في هذه الحالة لا يملك إجابة مقبولة لأنه في حالة نفسية غير مستقرة . 

3- عدم تمييز الأخوة أو التلاميذ علي الطفل صاحب المشكلة : 

علي الآباء والمربين العدل في معاملة الأطفال ، فلا يميزون الأبناء أو التلاميذ علي الطفل صاحب مشكلة السرقة لأن ذلك يدفعه إلى اتخاذ سلوك دفاعي قد يضطره إلى الاستمرار في السرقة لتعويض الشعور بالغبن والإهانة . 

4- عدم المبالغة في الاستجابة لسلوك السرقة عند الطفل : 

يجب علي الآباء والمربين أن يتعلموا ضبط انفعالاتهم والتصرف بهدوء وحكمة عند مواجهة الطفل السارق وعدم التشهير به أمام زملائه وإخوانه وعدم اعتبار السرقة بمثابة فشل شخصي والعمل علي تشجيعه علي مواجهة المشكلة بصراحة . 

5- فرض رقابة علي الأفلام والقصص التي تقدم للأطفال : 

لا بد من فرض رقابة صارمة علي ما يقدم من برامج تلفزيونية للأطفال لأن هناك البعض منها تحرض الطفل علي السرقة بشكل غير مناسب حيث تظهر السارق إنساناً يتمتع ببطولة خارقة ويوصف بالمهارة والحنكة والذكاء مما يجعل البعض يتوقعون أن يكونوا في مثل هذه الصفات فيقعون في السرقة ، كما أن القصص التي تقدم للأطفال يجب أن تكون هادفة وتربي علي الفضيلة والخلق والدين بدلاً من عرض قصص وأساطير تثير لدي الطفل الفضول في التقليد . 

6- العمل علي تغيير اسلوب المعاملة مع الطفل السارق : 

يجب علي الآباء والمربين عدم وصف الطفل باللصوصية أو اللجوء إلى العقاب البدني المبرح وذلك حفاظاً علي سلامة البناء النفسي للطفل ، فالإنسان السعيد لا يسرق قهرياً ولا باستمرار . 

7- تعليم الطفل القيم : 

إن الأبوين الذين يعطيان قيمة كبيرة للأمانة ولاحترام ممتلكات الغير والذين يهتمان بالخير العام بدل الكسب الشخصي ويعيان هذه القيم ويطبقانها علي حياتهما اليومية يقل احتمال أن يكون لدي أطفالهم مشكلة السرقة . 

8- تنمية علاقة حميمية مع الطفل : 

إذا لم تتوفر للطفل علاقة حميمة داخل البيت فأعمل علي تطوير علاقة دافئة حميمة معه لأنك بهذه الطريقة سوف تزيد حرصه علي إرضائك والتوحد مع قيمك الخاصة . 

9- تأمين مصروف منتظم للطفل : 

تأكد من أن يكون لدي طفلك نوع من الدخل المنتظم لشراء الاشياء التي يحتاجها ويمكن أن يأتي هذا الدخل من مصروف محدد أو من عمل إضافي يقوم به بعد المدرسة ، وكذلك دع أطفالك يدركون إن بإمكانهم اللجوء إليك عندما يكونون بحاجة حقيقية للنقود وأنك سوف تحاول أن تساعدهم . 

10- الإشراف المباشر علي الطفل : 

إن الأبوين الذين يتابعان النشاطات اليومية لأطفالهما لن يتيحا الفرصة لعادة مثل السرقة لكي تتطور كثيراً قبل أن يكشفا وجودها ، ولكما تم اكتشاف عادة السرقة في وقت مبكر كلما كان ذلك أفضل . 

11- كن قدوة : 

تأكد من إظهارك خلق الأمانة في نشاطاتك اليومية فأعد الممتلكات التي تجدها لأصحابها ولا تخدع الآخرين أو تغشهم أو تسرق الأشياء من مستخدمك . 

12- حقوق الملكية : 

حدد بوضوح حقوق الملكية داخل البيت وخارجه مع احترام حقوق الجميع ، وعلم أطفالك كيف يستعيرون الأشياء التي يمتلكها الآخرون ويعيدونها إليهم . 

13- ابعد المغريات : 

لا تترك فكة النقود أو محفظة الجيب أو حصالة النقود أو مجموعة قطع النقود المعدنية أمام الطفل . 

14- العلاقة الإيجابية الطيبة مع الطفل : 

فلا ينبغي إشعار الطفل بكراهيتنا له عندما يسرق بل نشعره أننا نحبه ، وإنما نكره السرقة بذاتها . 

15- تجنب مقارنة الطفل بأطفال آخرين فيما يصدر عنه من سلوك . 

16- الحرص علي إشباع حاجات الطفل المعنوية من حب وتقدير واهتمام وحنان ورعاية ، ومحاولة إشباع حاجاته المادية في حدود المستطاع . 

ومن المهم أن تساعد طفلك لإيجاد بدائل لمعالجة المشكلة مستقبلاً ، وذلك بإحاطة الطفل بأنه بإمكانه الاستلاف بدلاً من السرقة أو اللجوء إليك إذا كان يمقدورك توفير ما يحتاج إليه . 

علاج السرقة : 

1- يجب أولاً أن نوفر الضروريات اللازمة للطفل من مأكل وملبس مناسب لسنه . 

2- مساعدة الطفل علي الشعور بالاندماج في جماعات سوية بعيدة عن الانحراف في المدرسة والنادي وفي المنزل والمجتمع بوجه عام . 

3- أن يعيش الأبناء في وسط عائلي يتمتع بالدفء العاطفي بين الآباء والأبناء . 

4- كذلك يجب عدم الإلحاح علي الطفل للاعتراف بأنه سرق لأن ذلك يدفعه إلى الكذب فيتمادي في سلوك السرقة والكذب . 

5- ضرورة توافر القدوة الحسنة في سلوك الكبار واتجاهاتهم الموجهة نحو الأمانة . 

6- توضيح مساوئ السرقة ، وأضراراها علي الفرد والمجتمع ، فهي جرم ديني وذنب اجتماعي ، وتبصير الطفل بقواعد الأخلاق والتقاليد الاجتماعية . 

7- تعويد الطفل علي عدم الغش في الامتحانات والعمل . 

8- يجب أن نقف علي أسباب السرقة ودافعها والغاية التي تحققها . 

9- أن نعمل علي عدم تمكين الطفل من جنى ثمار السرقة . 

10- إحترام ما يمتلكه الطفل كي نعلمه احترام ما يملكه الآخرون . 

11- تعزيز القيم والمعايير الاجتماعية والدينية والأخلاقية عند الطفل وذلك بإعطائه القدوة في سلوك الآباء والمدرسين . 

12- مراقبة وتوجيه الأبناء إلى الأفلام والمسلسلات التي يشاهدونها . 

13- تجنب إشعار الطفل بالإذلال والمهانة وتشجيعه علي مواجهة المشكلة بصراحة حتى يتغلب عليها . 

14- خلق أجواء العطف والحنان وإبعاد جو الإرهاب والانتقام . 

15- تعويد الطفل طلب الاستئذان إذا ما أراد تناول شئ . 

16- عدم التشهير به أمام رفاقه إذا ضبط سارقاً بل معالجة مشكلته علي حدة وبهدوء واتزان حتى لا نخلق منه سارقاً حقيقياً . 

17- عدم التمييز بين الأخوة . 

18- اختيار القصص والأفلام التربوية المناسبة للطفل لأن هناك بعض وسائل التسلية المرئية والمقروءة تعرض السارق وتظهره بمظهر بطولي فتظهر السارق إنساناً خارقاً يجذب انظار الآخرين ، ويمكن أن يوصف بالمهارة والحنكة والذكاء ، والأطفال في مرحلة الطفولة يتوقون أن يكونوا في مثل هذه المواصفات فيقعون ضحية السرقة . 

19- ضرورة مراقبة الوالدين لأموالهم قبل تكون عادة السرقة عند الطفل عملاً بالمثل الشعبي المعرف ( المال السائب يعلم الناس الحرام ) . 

20- لا تصف الولد بصفات اللصوصية ( أن لص أو أنت سارق ) فقد يستسيغ اللقب فيسعي إليه ولا سيما وأن فيه نوع من الانتصار علي الكبار وهذه أمنية تدغدغ أحلام الصغار . 

21- الابتعاد عن رفقة السوق وخلق الهوايات النافعة لإملاء الفراغ وإلا فإن هذا الفراغ يملأ من قبل رفقة السوء . 

22- الإيماء للطفل بأنه لن يعود لسلوك السرقة . 

23- استخدام أساليب الإرشاد المتنوعة كالإرشاد المتمركز حول العميل والإرشاد الفردي والإرشاد الأسري . 

24- العلاج البيئي وتعديل العوامل البيئية داخل المنزل وخارجه وتوفير وسائل الترفيه وأدوات اللعب . 

25- توفير الرعاية الاجتماعية وتقديم مساعدات الخدمة الاجتماعية لأسرة الطفل . 

26- عدم تجاهل الموضوع واعتباره شئاً غير مهم لكن بالمقابل عدم تأنيبه ومعاقبته . 

27- الطلب إلى الطفل إعادة ما سرقه أو دفع ثمنه إذا كان ذلك غير ممكن . 

28- محاولة معرفة سبب السرقة دون سؤال الطفل لأنه لا يمكلك إجابة واضحة حتى بالنسبة إليه . 

29- عدم الاهمال للطفل حينما يكون في الأسرة عدد كافٍ من الأطفال وبخاصة عندما لا يخفي الاهل شعورهم هذا عن الطفل بل يظهرون عدم تقبلهم له ويلعنونه مما يحدث من رد فعل علي سلوكه وتصرفاته . 

30- العلاقة المثالية هي القائمة علي أسس ديمقراطية وعلي مبدأ إعطاء المعلومات وليس التعليمات ، فهذه العلاقة تعلم الأطفال الاعتماد علي النفس وتحمل المسؤولية مما يبدعهم عن القيام بأعمال شنيعة ، لأن كل طفل سوف يتحمل مسؤولية ما يفعل . 

وتجدر الإشارة إلى أن السرقة تبدأ بمسروقات بسيطة وتافهة لتنتهي بعد ذلك بالمسروقات الكبيرة والثمينة ، فعلي الأهل التنبه لمظاهرها الأولي حتى لا يستعجل الأمر ، ويجب معالجتها بالقضاء علي الدوافع الكامنة وراءها وليس أن يكون ذلك بالقصاص الجسدي أو الضرب المبرح كما تجري العادة في معظم الأسر  ، والأهل يزرعون نواة ( أيديولوجية السرقة ) علي غير قصد منهم في نفوس أطفالهم كأن تقدم الأم بإخفاء الحلوي عن الطفل في مكان لا يعرفه ، وكم من الأطفال الذين يجاهدون في البحث والتنقيب عن الحلوي ويجدون لذة عارمة في اكتشافها وتسجيل الانتصار علي الأم وقد يكون ذلك مقدمة لسرقات منظمة لأغراض ذات قيمة أكبر . 

تعليقات