U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

الاتزان الانفعالي ، مفهومه ، سماته ، طرق تحقيقه ( بحث كامل )

بحث عن الاتزان الانفعالي doc
ما هو الاتزان الانفعالي ؟ 

بحث عن الاتزان الانفعالي : 

محتويات البحث : 

(1) مفهوم الاتزان الانفعالي . 
(2) الاتزان الانفعالي والنضج . 
(3) سمات الاتزان الانفعالي لدي الفرد . 
(4) طرق تحقيق الاتزان النفعالي والقدرة علي التحكم في الانفعالات . 
(5) الاسلام والاتزان الانفعالي . 

مفهوم الاتزان الانفعالي :

لا يمكن تحديد مفهوم واحد للاتزان الانفعالي مثله مثل باقي مصطلحات علم النفس وذلك يرجع إلى اختلاف وجهات النظر للباحثين وثقافاتهم ومنهجيتهم في البحث وسنحاول التعرض إلى بعض التعريفات المختلفة :

(1) يعرف الاتزان الانفعالي علي أنه التحكم والسيطرة على الانفعالات والتعامل بمرونة مع المواقف والأحداث الجارية منها والجديدة مما يزيد من قدرته على قيادة المواقف والآخرين . 

(2) كما يعرف علي أنه وسط فاصل على متصل ينتهي من ناحية عند الترددية ، ومن ناحية أخرى عند الاندفاعية ، وبهذا يكون الاتزان الانفعالي تحكماً وسيطرة على الذات تتيح لصاحبها أن يحتل مكانة في نقطة ما من وسط المتصل . 

(3) ويعرف أيضا بأنه حالة شعور بالرضا والسعادة نتيجة تكامل الفرد النفسي وتوافقه مع بيئته مما ينعكس على قدراته للتعامل مع المواقف الطارئة بالعقلانية والثبات والواقعية .

(4)  هو أحد الأبعاد الأساسية في الشخصية الذي يمتد على شكل متصل مستمر من القطب الموجب الذي يمثله الاتزان الانفعالي إلى القطب السالب الذي تمثله العصابية ، وأن أي شخص يمكن أن يكون في أي مكان على هذا المتصل ، ويمكننا أن نوصفه طبقا لمكانه ، وأن جميع المواقع محتملة ، ويمثل الاتزان الانفعالي الشخص الهادئ ، الرزين الثابت ، المنضبط ، غير العدواني ، المتفائل ، الدقيق .  

(5) هو حالة التروي والمرونة الوجدانية حيال المواقف الانفعالية المختلفة التي تجعل الأفراد الذين يميلون لهذه الحالة الأكثر سعادة ، وهدوءا وتفاؤلا ، وثباتا للمزاج ، وثقة في النفس . أما الأفراد الذين يعزفون عن هذه الحالة فلديهم مشاعر الدونية ، وتسهل إثارتهم ، ويشعرون بالانقباض والكآبة ، والتشاؤم ، ومزاجهم متقلب .

(6) هو الحالة التي يستطيع فيها الشخص إدراك الجوانب المختلفة للمواقف التي تواجهه ثم الربط بين هذه الجوانب وما لديه من دوافع وخبرات وتجارب سابقة من النجاح والفشل تساعده على تعيين وتحديد نوع الاستجابة وطبيعتها التي تتفق ومقتضيات الموقف الراهن وتسمح بتكييف استجابته تكييفاً ملائماً ينتهي بالفرد إلى التوافق مع البيئة والمساهمة الايجابية في نشاطها وفي نفس الوقت ينتهي إلى حالة من الشعور بالرضا والسعادة . 

وللتعرف على الاتزان الانفعالي بشكل أكبر ، لابد من التمييز بينه وبين بعض المفاهيم الأخرى التي يكون التشابه معها كبيراً ، من هذه المفاهيم ما يلي :

(1) النضج الانفعالي :

وهو يقاس بمدى ابتعاد الفرد عن السلوك الانفعالي الخاص بمرحلة الطفولة واقترابه من سلوك الراشدين .

ويلاحظ أن مفهوم النضج الانفعالي أشمل وأوضح و أعم من مفهوم الاتزان الانفعالي حيث يعرف النضج الانفعالي بأنه الدرجة التي يتخلى فيها الفرد عن السلوك الانفعالي المميز لمرحلة الطفولة ويظهر السلوك الانفعالي المناسب لمرحلة الرشد ، وتتحدد الصفات الرئيسية للشخص الناضج في اثنتين : 

- قدرته على التدرج في استجابته الوجدانية . 

- قدرته على تأجيل بعض استجاباته . 

ومن أهم خصائص النضج الانفعالي ما يلي :

1) القدرة على التحكم في انفعالاته ، فلا يندفع ، ولا يتهور ، ولا يثور ، بل يرفض ما لا يريد ويفرض ما يشاء . 

2) القدرة على كبح جماح شهواته ، والسيطرة على نزواته ، فهو قادر على تأجيل لذاته العاجلة أو الإرضاء السريع لدوافعه من أجل أهدافه الآجلة . 

3) تناسب الانفعالات مع مثيراتها ، فلا يشطط في غضبه لأسباب تافهة فيسب ويشتم ويعتدي ويتجني ، ولا يبالغ في خوفه أو غيظه فيرتجف ويتشنج . 

4) يتخلى عن أساليب السلوك الطفلية كالأنانية وحب التملك .

5) هادئ ومتزن انفعالياً ، انفعالاته ثابتة ، بينما الشخص غير الناضج متقلب انفعاليا أو مذبذب في انفعالاته لا يستطيع التنبؤ بسلوكه الانفعالي . 

6) الاعتماد على النفس والقدرة على تحمل المسئولية . 

7) القدرة على الاحتمال : تحمل الأزمات والنقد والإحباط أو الفشل . 

(2) الأمن الانفعالي :

ويعني أن يشعر الفرد بدرجة مناسبة من الأمن النفسي والاطمئنان فالفرد الذي لم يشبع حاجته إلى الأمن والذي لا يشعر بالاستقرار والطمأنينة لا يستطيع أن يواجه الحياة بمشكلاتها وصعوباتها والتي تحتاج منا إلى جهد نفسي لمواجهتها مواجهة الشخص الآمن انفعالياً لأنه لا يستجيب عندئذ إلى الموقف الخارجي فقط بقدر ما تتدخل في استجابته مخاوفه ومناحي قلقه وأنواع الصراع التي يعاني منها 

الاتزان الانفعالي والنضج :

مما لا شك فيه أن عامل النضج يكمن خلف ظهور أنماط انفعالية متعددة عند الفرد ، فهناك انفعالات لا تلاحظها عند الأطفال ثم تظهر بعد ذلك عندما يصلون إلى مرحلة معينة من النمو ، ذلك أن النضج يزيد من التمايز في الإدراك وفي السلوك مما يساعد الفرد علي التعبير عن الانفعال بدقة أكبر  .

والواقع أنه ليس هناك اتفاق نهائي بين علماء النفس عن تعريف النضج الانفعالي ومضمونه ، ولكن على وجه العموم يمكن التعرف على العناصر الآتية التي تكون هذا المفهوم :

1) ملائمة الانفعال :

فالشخص الناضج يجب أن يستجيب الاستجابة المناسبة في الموقف المناسب بالكم والكيف اللازمین ، فلا ينفجر ضاحكا في موقف جنائزي أو ينفجر غاضبا إذا لمسته بعوضة صغيرة ، فالانفعال يجب أن يتمشى مع الظروف الاجتماعية المحيطة ، ويجب أن يتناسب مع الموقف من حيث الكم والكيف وأن يتناسب مع كم المثير وكيفه .

2) الضبط الانفعالي :

يتضمن مفهوم النضج الانفعالي قدرة الفرد على ضبط انفعالاته والتحكم فيها ، ويتضمن التحكم قدرة الفرد على إرجاء أو تأجيل إشباع دوافعه وحاجاته التي يشعر بها الآن ، وهناك التحكم في ضبط الإثارة نفسها بحيث لا يظهر السلوك الخارجي الظاهري في الحال ، وهناك الضبط بمعنى التحكم في مقدار الانفعال والخفض من شدته أو نغمته .

3) من خواص النضج الانفعالي أيضا غنى الانفعال وتنوعه وتمايزه :

بحيث ينفصل كل انفعال عن بقية الانفعالات الأخرى ، وبحيث يكون واضحاً ومتميزاً عن غيره ، فالشخص الناضج انفعالياً يجب أن يحيا حياة انفعالية كلها غنى وثراء وغزارة ، وتنوع فلا تكون كل حياته على وتيرة واحدة ، فلا يكون غاضبا أو ثائرا على طول الخط أو سعيداً هائجاً على الدوام .

الجدير بالذكر هنا أننا لا يمكن أن نزعم أن النضج الانفعالي معناه عدم وجود الانفعال على وجه الإطلاق ، بل إن الحياة الخالية من الانفعالات تعتبر حياة شاذة ، فنحن لا نستطيع أن ننكر وجود الانفعالات القوية ، ولكن المهم في النضج هو أن يتعلم الفرد كيف يعيش مع الانفعالات ، وأن يتعلم كيف يحتفظ بانفعالاته في المستوى المعقول ، وفي حدود المعقول ، فلا ثورة عارمة ولا بلادة تامة ، بل القدرة على توجيه انفعالات الفرد نحو الأهداف المتكاملة والايجابية في حياته من أجل المحافظة على حياته . 

سمات الاتزان الانفعالي لدى الفرد : 

1) قدرة الفرد على التحكم في انفعالاته وضبط نفسه في المواقف التي تثير الانفعال وقدرته علي الصمود والاحتفاظ بهدوء الأعصاب وسلامة التفكير حيال الأزمات والشدائد . 

2) أن تكون حياته الانفعالية ثابتة رصينة لا تتذبذب أو تتقلب الأسباب ومثيرات تافهة . 

3) ألا يميل الفرد إلى العدوان وأن يكون قادراً على تحمل المسئولية والقيام بالعمل والاستقرار فيه والمثابرة عليه أطول مدة ممكنة .

4) توازن جميع انفعالات الفرد في تكامل نفسي يربط بين جوانب الموقف ودوافع الشخص وخبرته . 

5) قدرة الفرد على العيش في توافق اجتماعي وتكيف مع البيئة المحيطة والمساهمة بايجابية في نشاطها بما يضفي عليه شعوراً بالرضا والسعادة . 

6) قدرة الفرد على تكوين عادات أخلاقية ثابتة بفضل تحكمه في انفعالاته وتجميعها حول موضوعات أخلاقية معينة . 

طرق تحقيق الاتزان الانفعالي والقدرة على التحكم في الانفعالات :

هناك بعض القواعد أو المبادئ المقترحة في هذا الصدد ، والتي يمكن من خلالها التحكم والسيطرة في الانفعالات ومنها ما يأتي : 

1) التعبير عن الطاقة الانفعالية في الأعمال المفيدة ، حيث يولد الانفعال طاقة زائدة في الجسم تساعد الفرد على القيام ببعض الأعمال العنيفة ، ومن الممكن أن يتدرب الفرد على القيام ببعض الأعمال الأخرى المفيدة لكي يتخلص من هذه الطاقة . 

2) تقديم المعلومات والمعارف عن المنبهات المثيرة للانفعال حيث يساعد ذلك على إنقاص شدة الانفعال وبالتالي التغلب على الاضطراب الذي يحدث للأنشطة المتصلة به ، فالطفل الذي يخاف من القطط مثلا يمكن مساعدته على التخلص من ذلك عن طريق تزويده ببعض المعلومات التي تقلل من هذه الحالة لديه . 

3) محاولة البحث عن استجابات تتعارض مع الانفعال ، فإذا شعر الفرد نحو شخص مابشيء من الكراهية لأسباب معينة عليه أن يبحث عن أسباب أخرى إيجابية يمكن أن تثير إعجابه بهذا الشخص وتغير اتجاهه نحوه . 

4) عدم تركيز الانتباه على الأشياء والمواقف المثيرة للانفعالات ، فإذا لم يستطع الفرد التحكم في انفعالاته عن طريق البحث عن الجوانب الإيجابية والسارة في الشيء مصدر الانفعال يمكنه أن يغير اهتمامه عن هذا الشيء إلى الأشياء والموضوعات التي تساعده على الهدوء والتخلص من انفعالاته وتوتراته . 

5) الاسترخاء : يحدث الانفعال عادة حالة عامة من التوتر في عضلات الجسم وفي مثل هذه الحالات يحسن القيام بشيء من الاسترخاء العام لتهدئة الانفعال وتناقصه تدريجياً .

6) عدم الحسم وإصدار الأحكام في الموضوعات و الأمور المهمة أثناء الانفعال ، ففترة الانفعال تمثل حالة من عدم التوازن لذلك يفشل الفرد في رؤية الأمور بشكلها الصحيح ، وبالتالي تكون أحكامه غير صحيحة .

7) أن يدرس الإنسان ( كل مثقف ) ما يستطيع تعلمه عن الحياة النفسية الانفعالية للإنسان عموماً ، وبذلك يعرف الإنسان مواطن قوته وضعفه ، كما علم دوافع السلوك ومظاهر الانفعالات وبعض العمليات الإدراكية المصاحبة لذلك . 

8) أن يتعلم الإنسان كيف يسيطر على تعبيراته الانفعالية الظاهرية التي تخضع للضبط الإرادي ، لذا كان الخلق بالتخلق والطبع بالتطبع و العلم بالتعلم والحلم بالتحلم والصبر بالتصبر . 

9) أن يبتعد الإنسان قدر الإمكان عن المواقف المثيرة للانفعالات الحادة والسيئة غير الخلقية ، وكذلك ينبغي تجنب الأشخاص الذين يسببون التوترات الانفعالية السيئة ، لأن وجود الإنسان في مواقف الإثارة والاستشارة يتطلب مزيدا من القوة الكابحة لنجاح الضبط الانفعالي الإرادي ، وهذا ما لا يمكن ميسوراً لكل إنسان ، فالوقاية هنا تتمثل بالابتعاد عن المواقف الحرجة الدافعة لانفعالات غير مرغوبة ، خير من الوقوع بتلك المواقف المثيرة ثم محاولة الخروج منها بسلام . 

10) أن يحاول الإنسان إذا وجد نفسه في مواقف طارئة مفاجئة مثيرة أن يسحب نفسه انسحاباً نفسياً بتغيير الأجواء المهيمنة عليه انفعالياً . 

11) حاول إثارة استجابات معارضة للانفعال : ينجح بعض الناس في التخلص من الخوف إذا لجأوا إلى الصفير أو الغناء ، وذلك لأن هذه الأعمال تحدث في النفس حالة من الرضا والسرور وهي حالة معارضة لحالة الخوف ، ولذلك لا يلبث الخوف أن يزول تدريجيا . 

12) تعلم أن تنظر إلى العالم نظرة مرحة : إنك تستطيع أن تتغلب على كثير من الانفعالات الشديدة إذا حاولت أن تبحث في المواقف التي تثير انفعالك عن عناصر يمكن أن تثير ضحكك أو سخريتك أو سرورك .

الإسلام والاتزان الانفعالي :

حيث إن القرآن ذكر الطمأنينة على أنها هي الاتزان الانفعالي وأعلى درجات السعادة والاطمئنان والاستقرار في الدنيا والآخرة هي الإيمان بالله تبارك وتعالى لقوله تعالى " الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب " ( الرعد : ۲۸) و حقت لتلك القلوب أن تطمئن وتسعد لصلتها بربها ، وتطمئن لشعورهم بقربها له وتسكن وتستأنس قلوبهم بذكر الله وتوحيده فلا يشعرون بقلق واضطراب من سوء العقاب ، وجيء بصيغة المضارع لإفادة دوام الاطمئنان واستمراره ، وهناك آيات كثيرة تحدثت عن الطمأنينة في القرآن الكريم بصور متعددة منها : 

قول الله تعالى " يا أيتها النفس المطمئنة ، ارجعي إلى ربك راضية مرضية " ( الفجر ۲۷ - ۲۸) أي يأيتها النفس الطاهرة الزكية ، المطمئنة بوعد الله ، المطمئنة في السراء والضراء ، وفي البسط والقبض ، وفي المنع والعطاء المطمئنة فلا ترتاب ، المطمئنة فلا تنحرف ، المطمئنة فلا تتلجلج في الطريق . والتي لا يلحقها اليوم خوف ولا فزع ارجعي إلى رضوان ربك وجنته ، راضية بما أعطاك الله من النعم ، مرضية بما قدمت من عمل .

وإن الإسلام دعا إلى ضبط الانفعالات وتحبيب الانفعالات الإيجابية مثل كظم الغيض والحب والرحمة والشفقة والتوكل و الود والبعد عن الانفعالات السلبية المنفرة كالغضب والانتقام و الكراهية والحقد ودعا إلى القضاء على جذور الانفعال المرضي ومسبباته ، مما يلعب دور هاما في تحقيق الاتزان الانفعالي لدى الفرد وهذا يتبين من خلال النصوص التالية :

دعا الإسلام المسلم إلى كظم الغيظ حيث يقول الله تعالى في محكم التنزيل " الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس و الله يحب المحسنين " .( آل عمران : 134).

ودعا الإسلام إلى اليسر في التعامل مع الناس و الرفق بهم والتلطف معهم وهذا كله من شأنه أن يخفف من التعرض للانفعال : لقول النبي صلى الله عليه وسلم " إن الله يحب الرفق في الأمر كله " (رواه البخاري : 6093 ). |

ودعا الإسلام إلى عدم الغضب والحذر منه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ليس الشديد بالصرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب " (رواه البخاري : 2816).

ودعا الإسلام إلى التوكل على الله وعدم الجزع والقنوط لقول الله تعالى " قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا و على الله فليتوكل المؤمنون " ( التوبة : 51 ). 

ونهي الإسلام عن الألفاظ الجارحة والبذيئة وبين أنها مدخل لكثير من الانفعالات السلبية مثل الغضب والحقد والكره لقول الله تعالى " وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً " ( الإسراء : 53).

ونهي الإسلام عن السخرية و التنابز بالألقاب التي تعتبر هي التي تستثير كثير من الانفعالات السلبية كالحقد والكره لقول الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ". ( الحجرات : 11).

هذه بعض الآيات والأحاديث وبعض نصائح الدين الإسلامي التي تدعو إلى البعد عن الانفعالات السلبية والتمسك بالانفعالات الايجابية لكي يتحقق لدى الفرد المسلم الاتزان الانفعالي و لتحقيق الصحة النفسية والطمأنينة ، لأن الله هو الذي خلقنا وهو أعلم بالذي يحقق لنا التوافق النفسي والاتزان الانفعالي والسعادة في الدنيا والآخرة وهو قادر على أن يضع لنا الدواء المناسب ، ولو استعرضنا ما في هذا المنهج الرباني من أحاديث وآيات التي تدعو لهذا لما وسعنا ذلك لأنه لا تكاد تخلو من الدعوة إلى فضيلة أو تنهي عن رذيلة ، و كل ذلك يساعد على تحقيق الاتزان الانفعالي لدى الفرد .

فالإسلام يدعو إلى ضبط الانفعالات والتحكم فيها وعدم قمعها ، وإن إتباع منهج الإسلام يحقق كل ذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم " تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي " وهذا جامع لكل الأمور .

تعليقات