U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

التوجيه المهني ، مقدمة عنه ، تعريفه ، أهدافه ، نظرياته ( بحث كامل )

بحث عن التوجيه المهني
ما هو التوجيه المهني ؟ 

بحث عن التوجيه المهني : 

محتويات البحث : 

(1) مقدمة عن التوجيه المهني . 
(2) تعريف التوجيه المهني . 
(3) أهداف التوجيه المهني . 
(4) نظريات التوجيه المهني . 
(5) تعليق عام علي النظريات . 

مقدمة عن التوجيه المهني : 

مما لاشك فيه أن لمهنة الإنسان أهمية كبيرة في حياته ، لما يترتب عليها من آثار تنعكس على الفرد نفسه ، وعلى أسرته وعلى مجتمعه ، ومع أن الإنسان يختار الكثير من القرارات في حياته ، إلا أن قرار اختيار المهنة يبقى أهم تلك القرارات لأنه يحمل في طياته دلالات مهمة لمستقبل الفرد والمجتمع معاً ، كما أن الاختيار المناسب للمهنة يعد في الوقت الحاضر من أهم القضايا التي يتفاعل معها الفرد . 

والمهن المختلفة تستلزم من الأفراد لكي ينجحوا فيها مطالب مختلفة ، فكل دراسة أو مهنة تختلف عن غيرها ، وكذلك يختلف كل فرد عن غيره في الصفات والقدرات والاستعدادات .

وفي أحيان كثيرة لا يستطيع الفرد فهم قدراته وميوله ويحتاج إلى من يساعده على فهم ذاته وما يتعلق بها من قدرات وميول ، وماهي المهنة الملائمة لهذه القدرات . وهنا يظهر دور التوجيه المهني . 

 تعريف التوجيه المهني :

التوجيه المهني Vocational guidance هو عملية مساعدة الفرد على إنماء وتقبل صورة لذاته متكاملة ومتلائمة لدوره في عالم العمل ، وكذلك مساعدته على أن يختبر هذه الصورة في العالم الواقعي وأن يحولها إلى حقيقة واقعة بحيث تكفل له السعادة ولمجتمعه المنفعة . 

والفرد عندما يتكيف مع العمل إنما يتقبل ذاته بالصورة التي يرسمها هذا العمل بالذات وبذلك يتحقق له الرضا والسعادة وتتحقق الفائدة للمجتمع .

ويعرف التوجيه المهني بأنه معونة الفرد على اختيار مهنة تناسبه ، وعلى إعداد نفسه لها ، وعلى الالتحاق بها وعلى التقدم فيها على نحو يكفل له النجاح فيها والرضا عنها وعن نفسه والنفع للمجتمع .

وهو المساعدة التي يقدمها المرشد التربوي للأفراد أو الجماعات من أجل اختيار مهنة معينة ، وذلك بعد فهمهم لقدراتهم ورغباتهم وميولهم واختيار المهنة الملائمة لتلك القدرات والميول من أجل تحقيق التوافق والرضا والشعور بالسعادة . 

وهو عملية مساعدة الأفراد لتزويدهم بالمعلومات والبيانات التي تساعدهم وتهيئ لهم فرص النجاح على الصعيد المهني مما يساعدهم على التوافق المهني والوصول لأعلى مستوى من التوافق النفسي . 

إذن يتضح من التعريفات السابقة أن التوجيه المهني هو العملية التي يساعد فيها الموجه المهني الفرد على اختيار مهنة المستقبل والتي تتناسب مع قدراته وميوله وإمكاناته المتاحة حتى يحقق التوافق والرضا والسعادة مع ذاته ومع الآخرين . 

أهداف التوجيه المهني :

يمكن تحديد أهداف التوجيه المهني كالتالي :

1- مساعدة الفرد على التعرف على ذاته وتكوين صورة واقعية وموضوعية ودقيقة عنها ، وتقبلها بما فيها من قدرات وميول واتجاهات وقيم . 

2- مساعدة الفرد على التعرف على عالم المهن والبيئات المهنية المختلفة المتوفرة ومتطلبات هذه المهن من تعليم وتدريب والمهارات التي تتطلبها والفرص المتوافرة فيها . 

3- مساعدة الفرد على اتخاذ قرارات مناسبة تمكنه من اختيار المهنة التي تحقق له توافق بين ذاته وعالم العمل بشكل يضمن له الشعور بالرضا . 

4- مساعدة الفرد على تنمية اتجاهات وقيم إيجابية عن عالم المهن . 

5- إحاطة الفرد بمعلومات عن المعاهد والمؤسسات التي تقوم بتقديم التعليم لراغبي الالتحاق بالوظائف المختلفة وشروط الالتحاق ومدة الدراسة . 

6- مساعدة الأفراد على التكيف الأسري والمدرسي و المهني من خلال مساعدتهم على الرضا على المهنة والالتزام بها والانتماء لها . 

7- المساهمة في رعاية المتفوقين دراسياً ومهنياً وتنظيم البرامج المناسبة لهم . 

8- وضع الشخص المناسب في المكان المناسب . 

و- تهيئة الفرص المساعدة في اكتساب الخبرات حول المهن .

نظريات التوجيه المهني :

1- نظرية سوبر :

تأثرت أفكار سوبر بما جاء به ( كارل روجرز وكارتر وبودرن أصحاب المدرسة الإنسانية ) الذين ركزوا على أن سلوك الفرد ما هو إلا انعكاس يبحث الفرد من خلاله عن تحقيق أفكاره المتعلقة بوصف الذات وتقييمها .

فالصبغة الرئيسية التي تظهر جلية في أبحاث سوبر ونظريته هي أهمية تطور وتنفيذ مفهوم الذات " Self-Concept " والفرضية تقوم على أساس أن الفرد يختار المهنة التي تسمح له بأداء عمله على نحو ينسجم مع الصورة المتكونة في ذهنه عن الذات " Self Picture" . 

ويفترض سوبر أن الأفراد عند اختيارهم الدخول بمهنة تبدو أكثر ملائمة لهم ، فهم إنما يكافحون من أجل تحقيق الذات ويرى أن مفهوم الذات يتطلب من الشخص أن يعرف نفسه كفرد متميز ، وأن يدرك تشابهة مع الآخرين ، بما يساعده في اتخاذ قرارات تربوية ومهنية تنسجم مع مفهومه عن ذاته ، وأن مفهوم الذات المهني ينمو من خلال النمو الجسمي والعقلي للفرد .

ويرى سوبر أن النمو عملية مستمرة مدى العمر تبدأ في منتصف مرحلة الطفولة وتستمر إلى مرحلة المراهقة حيث يمر الفرد بمجموعة من المراحل تبدأ بمرحلة النمو ( من الولادة حتى سن 14 ) ، مرحلة الاكتشاف ( من 10 -24 ) ، مرحلة التأسيس ( من 20 - 40 ) ، مرحلة الاستقرار ( من 45- 65 ) ثم مرحلة الانحدار ( من 65 فما فوق ) . 

وفي المقابل هناك مراحل النمو المهني والتي تبدأ من مرحلة البلورة ( من 14 -18 ) حيث يقوم الفرد بتكوين الأفكار عن العمل ويطور مفهوم الذات المهني ، مرحلة التحديد ( من 18 -21 ) يتخذ الخطوات لتحديد قراره ثم مرحلة التنفيذ " من 21 - 24 " الدخول في مجال العمل ثم مرحلة الاستقرار " 25-35" الثبات في العمل، ثم مرحلة الاندماج " 35 فما فوق" وهي مرحلة الأمن والأمان والراحة النفسية .  

2- نظرية هولاند :

في دراساته الممتدة بين عامي 1952 و 1956 لتوضيح مفهوم الذات المهنية وكيفية تعريفها ، توصل إلى أن الأفراد الذين لاقوا اهتماماً لتنظيم معرفتهم حول المهن وحول ذاتهم خلال مرحلة نموهم لديهم قدرة أكثر على اتخاذ قرارات مهنية مستقبلية . 

وقد ركز هولاند على عاملين هامين هما النمط السلوكي " Behavioral style " وطراز الشخصية " Personal type " ، ويفترض بأنه من الممكن وصف الأشخاص بالاستناد إلى نمط الشخصية والسلوك المرافق له ، كما يفترض هولاند بأن البيئات التي يعيش فيها الأفراد يمكن أن توصف على أساس مقارنتها لنموذج معين من البيئات ، وأن المزاوجة بين الأشخاص والبيئات تفرز مجموعة من النتائج يقع ضمنها نمط سلوكي معين للفرد يتضمن الاختيار المهني . 

ويرى هولاند أنه يمكن النظر إلى الميول المهنية أنها تعبير عن شخصية الفرد أي أنه هناك علاقة تبادلية بين صفات الشخصية والميول ، وقد بني هولاند نظريته في أنماط الشخصية المهنية على قاعدة أساسية وهي اختيار الفرد لمهنة معينة واستمراره فيها إنما يعتمد على ملائمة تلك المهنة لشخصيته . 

وقد وضع هولاند أربعة مبادئ للسلوك المهني وهو إمكانية تصنيف شخصية الأفراد إلى ستة أنواع " واقعية - تفحصية - فنية - اجتماعية - إقدامية - تقليدية "، وإمكانية تصنيف البيئات إلى ذات الأنماط السابقة ، ووجود ضغوط من التنظيم بهدف إحداث اتساق من جانب كل فرد ، فالفرد يعمل على الالتحاق بالعمل الذي يتفق مع قدراته ونمط شخصيته ، والتنظيم يقوم باختيار الأفراد بناء على مجموعة من الإجراءات ، والمبدأ الأخير هو أن الفرد يتأثر بهذا التفاعل بين نمط الشخصية وخصائص بيئة العمل .  

3- نظرية آن رو Ann roe :

تأثرت آن رو في نظريتها "بجاردنر ميرفي " فيما يتعلق باستخدامها لنظرية الطاقة النفسية التي يقوم بها الأهل كطريق تتدفق من خلاله طاقة الأطفال نحو العمل ، كما تأثرت بنظرية " ماسلو " في الحاجات والعوامل الوراثية ، ورأت أن للتنشئة الأسرية للطفل دور في عملية اختياره لمهنته . 

وتعد نظرية ( آن رو ) إحدى نظريات التحليل النفسي التي تبحث في أساليب الرعاية الوالدية في مرحلة الطفولة المبكرة ، وتأثير ذلك على الميول المهنية والسلوك المهني واتخاذ القرارات في المراحل العمرية اللاحقة ، والافتراض الأساسي عند ( رو ) هو أن العناصر الأساسية الرئيسة ترجع إلى التفاعلات المبكرة بين الوالدين والأبناء .

وإن طبيعة العلاقة العاطفية السائدة في الأسرة بالنسبة للأطفال من وجهة نظر رو " Roe  "، إما أن تتصف بالحب والتقبل فتنعكس على إشباع الحاجات ابتداء من الحاجات الأولية وانتهاء بتحقيق الذات ، وإما أن تتصف بالرفض والإهمال فتنعكس على إشباع الحاجات الأولية فقط دون إيلاء الحاجات الأعلى في السلم الهرمي أي اهتمام . 

وينشأ عن ذلك بالضرورة توجه الأفراد نحو المهنة التي يجدون فيها متنفساً للتعبير عما يعتمر في نفوسهم نتيجة لهذه التنشئة ، فالطفل الذي نشأ مقبولا في أسرته يتجه في اختياره المهني إلى المهن التي تتطلب قدرا كبيراً من الاحتكاك مع الناس ، أما الطفل الذي نشأ في أسرة يسودها البرود العاطفي وكان فيها مرفوضأ فإنه يسعى في اختياره المهني إلى المهن والأعمال التي تتطلب أقل قدر ممكن من التعامل مع الناس كالمحاسبة وأعمال المختبرات والبناء .  

تعليق عام على النظريات : 

من خلال استعراضنا لكل من نظرية  "سوبر ، وهو لاند ، و آن رو " يتضح ما يلي :

أن الأساس الذي قامت عليه نظرية سوبر هو أن اختيار الفرد لمهنة من المهن إنما هو تعبير عن تصوره لذاته وعن الدور الذي يتفق مع تصوره عنها ، وأن مراحل نمو الفرد الطبيعية تقابلها مراحل النمو الذات المهنية له ، فالفرد يسعى إلى تكوين ذات مهنية عن نفسه تتطابق مع مفهومه عن ذاته ، وإن لعب الدور الذي تثيره عملية الهوية يساعد في تطوير مفهوم الذات المهني ، ومع التقدم في العمر يصبح لعب الدور أكثر دقة .

أما هولاند فقد أوضح أن هناك تلاؤما بين البيئة التي يعيش فيها الفرد ومهنته ، وغالباً ما تكتسب معرفة الفرد عن نفسه وعن البيئة لاشعورياً ، وأن اختيار الفرد المهنته بعد التخرج هو محصلة لمجموعة من القوى والتي تتضمن تدرج هرمي لاختياره كما تحدث ( هولاند ) عن ضرورة وجود انسجام لقدرات الفرد مع متطلبات البيئة ، وهذا الأمر يتوقف على كون الشخصية والبيئة من نفس النمط ، ولما كان لكل فرد أسلوب حياته الذي تحدد بناء على قيمه وميوله واستعداداته وسمات شخصيته وذكاءه ومفهومه عن ذاته ، فإن هذا الأسلوب هو الذي سيساعد الشخص على توجيهه بدرجات متفاوتة نحو البيئات المهنية المختلفة .

أما " رو " ترى أن التنشئة الأسرية هي التي تؤثر على مفهوم الذات المهنية للفرد وعلى قراره المهني ، فالخصائص الوراثية عند الفرد لا تتأثر فقط بالخبرات التي مر بها في سن الطفولة ، بل تتأثر بالثقافة والوضع الاجتماعي والثقافي في الأسرة وبالدرجة التي يسمح بها الوالدان للطفل بإشباع حاجاته أو عدم إشباعها ، والتي تتطور حسب اتجاهات الوالدين فهناك علاقة بين الجو الأسري في مرحلة الطفولة والمستقبل المهني للفرد .

تعليقات