ما هو التفكير التأملي ؟ وما هي مهاراته ؟ |
بحث التفكير التأملي :
محتويات البحث :
(2) تعريفات التفكير التأملي .
(3) مهارات التفكير التأملي .
(4) أهمية التفكير التأملي .
(5) خصائص التفكير التأملي .
(6) خطوات ومراحل التفكير التأملي .
(7) العمليات العقلية التي يتضمنها التفكير التأملي .
(8) علاقة التفكير التأملي بعمليات التفكير الأخرى .
(9) التفكير التأملي والتفكير الناقد .
(10 ) التفكير التأملي وحل المشكلات .
(11) الاستقصاء والتفكير التأملي .
مقدمة عن التفكير الـتأملي :
يعتبر التفكير التأملي من أنماط التفكير التي تعتمد علي الموضوعية ومبدأ العلية والسببية في مواجهة المشكلات التي تفسر الظواهر والأحداث والتفكير التأملي مصطلح قديم ، ولقد استحوذ علي اهتمام المربين في كتاباتهم في علم النفس التربوي من بينهم بينه ( Binet ) وديوي ( dewey ) وجيمس ( James ) ولكن هذا الاهتمام اختفي من الدراسات التربوية في عهد إزدهار المدرسة السلوكية التي لم تعط الاهتمام لذلك النوع من التفكير الراقي .
ثم بدأ التفكير التأملي بالظهور مرة أخرى علي يد العالم شون ( Schon ) حيث قام بالكتابة علي أهمية الأخذ بالتفكير التأملي في إعداد المعلمين أثناء الخدمة وقبلها وأهمية التفكير التأملي بالنسبة للتلميذ ، وبعد ذلك انتبه الكثيرون إلى أهمية استخدام مصطلح التفكير التأملي في الأبحاث التربوية ، حيث قامت عليه الكثير من الأبحاث الأجنبية والقليل من الأبحاث العربية .
فالتفكير التأملي تفكير موجه حيث يوجه العلميات العقلية إلى أهداف محددة ، فمجموعة معينة من الظروف التي نسميها بالمشكلة تتطلب مجموعة معينة من الاستجابات هدفها الوصول الي حل معين ، وبهذا يعني ان التفكير التأملي هو النشاط العقلي الهادف لحل المشكلات .
وحيث ان التفكير التأملي يتطلب تحليل الموقف إلى عناصره المختلفة والبحث عن العلاقات الداخلية ، فإن الفرد يستخدم التفكير التأملي عندما يشعر بالارتباك إزاء مشكلة أو مسألة يود حلها نتيجة لعدم وضوح طريقة حل المشكلة أو المسألة ، عندئذ يلجأ الفرد الي تحليل المشكلة إلى عناصرها ، ويفرض الفروض للحل ، ويحاول اختبار هذه الفروض .
تعريفات التفكير التأملي :
تم تعريف التفكير التأملي بالعديد من التعريفات حيث :
(1) يعرفه شون ( schon ) بأنه استقصاء ذهني نشط وواع ومتأن للفرد حول معتقداته وخربراته معرفتها المفااهيمية والإجرائية في ضوء الواقع الذي يعمل فيه ، بما يمكنه من حل المشكلات العلملية وإظهار المعرفة الضمنية إلى سطح الوعي بمعني جديد ، ويساعده علي ذلك المعني في استدلالات لخبراته المرغوب تحقيقها في المستقبل .
(2) أما العالم الأمريكي ( جون ديوي ) فعرف التفكير التأملي علي أنه تبصر في الأعمال يؤدي الي تحليل الاجراءات والقرارات والنواتج .
(3) هو ذلك الشئ الذي يحدث أثناء حل المشكلة وهو الذي يجعل للحياة معني ، وهو عملية واعية يقوم بها الفرد عن وعي وإدراك ولكنها لا تستثني اللاوعي وتتأثر بالسياق الاجتماعي والثقافي الذي تتم فيه .
(4) نشاط عقلي يتأمل فيه الفر الموقف أو المشكلة التي حدثت ويحللها إلى أجزاء ويضع الفروض ويقترح الحلول المناسبة في ضوء المعلومات والبراهين التي تؤكد صحة الحل المقترح .
مما سبق يمكننا تعريف التفكير التأملي علي أنه :
تفكير موجه حيث يوجه العمليات العقلية إلى أهداف محددة والتخطيط للإجراءات بوعي ذاتي ومعرفة ذاتية وتأمل وتوليد الأفكار ، والذي يعتمد علي التحقق والنظر بعمق إلى الأمور والنتائج التي توصل إليها ويؤدي تحليلها لاتخاذ القرارات المناسبة والتحقيق من صحتها ، للوصول لحل المشكلات .
مهارات التفكير التأملي :
(1) الطلاقة والقدرة علي توليد الأفكار والقدرة علي إضافة تفاصيل جديدة ومتنوعة لحل مشكلة ما والمرونة في التفكير والأصالة والتفرد والجدية في التفكير والحساسية ، والوعي للموقف أو المشكلة التي قد تحدث .
(2) الشعور بالمشكلة وأنها بحاجة إلى تفكير تأملي وحل .
(3) تحديد المشكلة موضوع البحث ، والتمييز بين المعلومات والأسباب ذات العلاقة بالمشكلة ، والتميير بين الحقائق والتأكد من صحتها والتمييز بين الإدعاءات القيمة والذاتية .
(4) التأكد من مصداقية المعلومات والتعرف علي المغالطات إن وجدت واستخدام قواعد الاستدلال والاستنباط المنطقي والعمل علي توليد الأفكار .
(5) وضع تفسيرات للموقف ومحاولة تحليله إلى عناصره وأجزائه الرئيسية .
(6) وضع فروض واقتراح حلول منطقية وواقعية للمشكلة بعد التحري والتمحيص والتدقيق والمراجعة والتفكير المتأمل المتبصر ويعمل علي تخمين الإجابة الصحيحة ، بعد وضع كل شئ في نصابه عبر ما لديه من حقائق واحتمالات ، وجمع معلومات واختبار صحة الفروض واستنباط الحلول .
(7) اصدار حكم من جانب الفرد الذي يمارس التفكير التأملي .
والتفكير التأملي يحتوي علي مهارات يمكن تعلمها والتدرب عليها وإجادتها ويحتاج إلى مهارة في استخدام قواعد النطق والاستدلال المنظم للأمور ، وفي وضع الحلول وفرض الفروض .
وتتضمن مهارات التفكير التأملي خمس مهارات رئيسية هي :
(1) التأمل والملاحظة :
وتعني الرؤية البصرية الناقدة أي القدرة علي تأمل وتحليل وعرض جوانب المشكلة والتعرف علي محتواها من خلال بياناتها ومكوناتها بحيث يمكن اكتشاف العلاقة الموجودة بصريا .
(2) الكشف عن المغالطات :
حيث تكون مقدرة لكي توضح الفجوات والثغرات في المشكلات وذلك من خلال تحديد وتوضيح العلاقات غير الصحيحة أو الطبيعية والمنطقية والخطأ في إنجاز المهمات التربوية .
(3) الوصول الي استنتاجات للمشكلة :
القدرة علي إيضاح العلاقة المنطقية المحددة من خلال تحليل مضمون المشكلة وطبيعتها والتوصل إلى فرض الفروض والتوصل لحلول مناسبة .
(4) إعطاء تفسيرات مقنعة :
وهي المقدرة علي وضع الخطط والمتقرحات الواقعية والمبنية علي المعلومات والمعرفة الصحيحة لحل المشكلة القائمة من خلال التصورات الدماغية للمشكلة الموجودة .
(5) وضع حلول مقترحة :
حلول بخطوات منطقية لحل المشكلة المطروحة ، وتقوم تلك الخطوات علي تصورات ذهنية متوقعة لحل المشكلة المطروحة .
أهمية التفكير التأملي :
تكمن أهمية التفكير التأملي بأنه :
(1) يتضمن التفكير التأملي التحليل واتخاذ القرار ، وقد يسبق عملية التعلم ويحدث أثناءها وبعدها .
(2) عندما يفكر الفرد تفكيرا تأملياً يصبح قادرا علي ربط الأفكار بالخبرات السابقة والحالية والمتنبأ بها .
(3) المتأمل هو الذي يخطط ويراقب دائما ، ويقيم أسلوبه العمليات والخطوات التي يتخذها لإصدار الحكم .
(4) التفكير التأملي ضروري للمتعلم ، حيث يتطلب اندماج العقل فيما يتم تعلمه ومع تنقل التلاميذ من معلم إلى آخر يتعزز التفكير إذا تكررت أنماطه في مجالات المحتوي العديدة .
(5) يعد التفكير من المهارات المهمة في التعلم القائم علي حل المشكلات .
(6) يساعد المتعلم علي التفكير الجيد المتعمق في العمليات اللازمة لحل المشكلات والخطوات المتبعة بها .
(7) يساهم في تنمية الإحساس بالمسئولية والعقل المتفتح والخلاق .
(8) يكون الفرد المتأمل أكثر قدرة علي توجيه حياته ، واقل انسياقا للآخرين .
(9) ينمي شعور الثقة بالنفس في موجهة المهمات المدرسية والحياتية .
(10) يعطي التلميذ إحساسا بالسيطرة الواعية علي تفكيره مما ينعكس علي تحسن مستوي التحصيل لديه .
(11) إن التفكير يرفع من درجة الإثارة والجذب للخبرات الصفية ويجعل دور التلاميذ إيجابيا وفاعلا .
خصائص التفكير التأملي :
يتسم التفكير التأملي بمجموعة من الخصائص وهي :
(1) تفكير فعال يتبع منهجية دقيقة وواضحة ويبني علي افتراضات صحيحة .
(2) تفكير فوق معرفي ، يوجد به استراتيجيات حل المشكلات واتخاذ القرار ، وفرض الفروض ، وتفسير النتائج ، والوصول الي الحل الأمثل للمشكلة .
(3) نشاط عقلي مميز بشكل غير مباشر ، ويعتمد علي القوانين العامة للظواهر ينطلق من النظر والاعتبار والتدبر والخبرة الحسية ويعكس العلاقات بين الظواهر .
(4) يرتبط بشكل دقيقة بالنشاط العلمي للإنسان ، ويدل علي شخصية الإنسان .
(5) التفكير التأملي تفكير ناقد حيث أنه تفكير ذاتي الإدراك يستلزم التفكير في طريقة تفكيرك ، والنظر في الموقف وتأمله .
(6) التفكير التأملي يستلزم استخدام المقاييس والرؤية البصرية الناقدة ويجب ان تكون مقاييسه عالية المستوي .
(7) التفكير التأملي واقعي وهو يعني التفكير بالمشكلات الحقيقية .
(8) التفكير التأملي عقلاني تبصري ناقد ، يتفاعل بحيوية ويتوصل الي حل المشكلات .
(9) التفكير التاملي يستلزم شد الانتباه وضبطه وتعزيز الإمكانيات الشخصية للفرد .
خطوات ومراحل التفكير التأملي :
يشمل التفكير التأملي علي الخطوات التالية :
(1) ملاحظة وتأمل المشكلة من جميع جوانبها ( ملاحظة وتأمل ) .
(2) دراسة المشكلة بطريقة منطقية ووصفها بشكل مناسب ( تحديد التصورات غير المنطقية ) .
(3) البحث عن علاقات تبين الأسباب التي أدت إلى حدوث المشكلة والنتائج التي ترتبت علي ذلك ( الاستنتاج ) .
(4) تفسير الجوانب من خلال الاستفادة من الجوانب المهمة التي تحيط بالمشكلة ( تفسير ) .
(5) اقتراح حلول بناءًا علي توقعات منطقية لمشكلة الدراسة ( اقتراح حلول جديدة ) .
العمليات العقلية التي يتضمنها التفكير التأملي :
هناك مجموعة من القدرات العقلية التي يتضمنها التفكير التأملي وتتمثل في :
( 1) القدرة علي تحديد المشكلة .
(2) القدرة علي تحليل عناصر الموقف في المشكلة .
(3) القدرة علي استدعاء القواعد العامة التي يمكن تطبيقها وكذلك الأفكار والمعلومات التي ترتبط بالمشكلة .
(4) القدرة علي تكوين فروض محددة لحل المشكل واختيار كل فرض في ضوء المعايير المقبولة .
(5) القدرة علي تنظيم النتائج التي يمكن الوصول إليها بطريقة يمكن الاستفادة منها للتوصل إلي حلول مناسبة للمشكلة .
علاقة التفكير التأملي بأنواع التفكير الاخرى :
ان التفكير التأملي وعلاقته بأنواع التفكير الأخري علاقة لا يمكن فصلها عن بعضها البعض فهي علاقة متلازمة وقوة متكاملة لا تنفصل ، بل أن جميع أنواع التفكير الأخرى لا يمكن ان تستمر بدون التفكير التأملي فهو بمثابة الأساس لأي تفكير ، والمحور الذي يرتكز عليه أي تفكير ، وأصل أي تفكير هو التأمل ، وبدون تأمل لا يوجد تفكير ومعني فكر أي تأمل .
التفكير التأملي والتفكير الناقد :
عرف التفكير الناقد بالعديد من التعريفات ومن ضمن هذه التعريفات أنه ( تفكير تأملي معقول يركز علي اتخاذ القرار فيما يفكر فيه او يتم أداؤه ) .
ويقوم التفكير الناقد علي عملية تقصي الدقة في ملاحظة الوقائع التي تتصل بالموضوعات التي تناقش والدقة في تفسيرها واستخلاص النتائج بطريقة منطقية ، ومراعاة الموضوعية في العملية كلها .
ومن هنا نجد ان التفكير الناقد عملية تقويمية تسعي الي الوصول إلى نتائج صحيحة وأحكام مميزة ، ولكي يتحقق ذلك ينبغي استخدام الأساليب المنطقية والابتعاد عن التأثر بالنواحي الذاتية وملاحظة الوقائع التي تتصل بالموضوعات التي تناقشه والدقة في تفسيرها ، واستخلاص النتائح بطريقة منطقية ومراعاة الموضوعية في العملية .
وبالتالي فإن التفكير الناقد والتفكير التأملي ما هما إلا عمليتا تبني قرارات وأحكام قائمة علي أسس موضوعية تتفق مع الوقائع الملاحظة والتي يتم مناقشتها بأسلوب علمي بعيد عن التحيز أو المؤثرات الخارجية التي تفسد تلك الوقائع وتجنبها الدقة او تعرضها إلى تدخل محتمل للعوامل الذاتية .
مما سبق نجد ان التفكير الناقد فيه تأمل للموقف من خلال النظر والتفكير في الموقف فالنظر هناك للتأمل وبذلك يكون هذا التفكير جزء من التفكير التأملي ، وجميع أنواع التفكير بمجملها فيها تفكير تأملي .
ان التفكير التأملي يتضمن معظم أساليب التفكير ففي مجملها تحتاج تفكيراً تأملياً بصريا للموقف للخروج باستنتاجات عملية ووضع فروض للمشكلة .
التفكير التأملي وحل المشكلات :
نلاحظ ان هناك تداخل كبير بين التفكير التأملي وأسلوب حل المشكلات ، فنلاحظ أن كل خطوة من خطوات حل المشكلات تتضمن تفكيرا تأملياً ، لكنه لا يعتبر مرادفا لأسلوب حل المشكلات .
وعلي هذا فإن لكل من حل المشكلات والتفكير التأملي طريقة أو عملية أكثر منها نتاج نهائي ، ففي التفكير التأملي لا قيمة للحقائق سوي أنها تفيد كمادة للتحليل ، بينما تفيد المفاهيم والتعميمات في توضيح وإثراء التأمل وتدعيمه .
فهناك شبه توافق بين تفكير حل المشكلات ، والتفكير التأملي ، بل أول شئ في التفكير التأملي هو حدوث مشكلة وتأمل المشكلات ووضع الفروض للتوصل الي النتائج والبحث عن حلول لها .
الاستقصاء والتفكير التأملي :
يقوم الاستقصاء علي مجموعة من العمليات العقلية ، وهذه العمليات تسمي عمليات الاكتشاف وهي الملاحظة والقياس والتصنيف والتبنؤ والاستدلال .
وهذه العمليات يستخدمها الإنسان في التأمل واكتشاف المفاهيم والمبادئ العلمية ، كما يقوم الاستقصاء العلمي علي عمليات اجرائية في التجريب واختبار صحة الفروض التي تم وضعها .
بينما يقوم التفكير التأملي علي استراتيجية محددة توصل الي صورة متكاملة من الموقف المشكل ولا تلزم اتخاذ خطوات عملية اجرائية مباشرة لتحويل صورة الموقف المشكل الي صورة أخرى .
نستنتج مما سبق ان الاستقصاء يجب ان يكون فيه تفكيراً تأملياً قبل عمليات الاكتشاف فلا تحدث العمليات العقلية بدون تأمل .
تعليقات