U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

التنمية المستدامة ، ماهي ؟ ، مفهومها ، اهدافها ، اهميتها ، ابعادها ومتطلباتها

بحث كامل عن التنمية المستدامة doc
بحث عن التنمية المستدامة 

التنمية المستدامة : 

محتويات البحث : 
(1) مقدمة عن التنمية المستدامة . 
(2) ما هي التنمية المستدامة . 
(3) مفهوم التنمية المستدامة . 
(4) أهداف التنميه المستدامة . 
(5) اهمية التنميه المستدامة . 
(6) ابعاد التنميه المستدامة . 
(7) متطلبات التنميه المستدامه . 

مقدمة عن التنمية المستدامة : 

لا شك أن التنمية أصبحت هدفا منشودة لكل ذي عمل في جميع مناحي الحياة اقتصادياً ، واجتماعياً ، وبيئياً ، وسياسياً ، وتكنولوجياً وفي كل مجال من شأنه أن يرقي بالفرد ورفاهيته، وأصبحت كذلك مقصود الحكومات فوضعت لها الخطط وجندت لها الأموال والطاقات . بل تعدى الامر للتجديد في مفهوم التنمية وصولا إلى الاعتراف بحق الأجيال القادمة من الاستفادة من موارد وطاقات البلد وهو ما عرف لاحقا بالتنمية المستدامة . 

ما هي التنمية المستدامة ؟ 

بدأ مفهوم التنمية المستدامة يظهر في الأدبيات التنموية الدولية تحت تأثير الاهتمامات الجديدة بالحفاظ على البيئة؛ ونتيجة للاهتمامات التي أثارتها دراسات وتقارير نادي روما الشهيرة حول ضرورة الحفاظ على الموارد الطبيعية القابلة للنضوب، وعلى البيئة والتوازنات الجوهرية في الأنظمة البيئية (Ecosystems). 
وقد انتشر استعمال التنمية المستدامة بسبب تكاثر الأحداث المسيئة للبيئة وارتفاع درجة التلوث عالمية. وانتشر أيضا في الأدبيات الاقتصادية الخاصة بالعالم الثالث نظرا لتعثر الكثير من السياسات التنموية المعمول بها، التي أدت إلى تفاقم المديونية الخارجية وتردي الإنتاجية، وخاصة في القطاع الصناعي، وكذلك إلى توسع الفروقات الاجتماعية في عدد كبير من الدول، بل إلى المجاعة أو قلة التغذية في بعض الأحيان لدى الفئات الفقيرة التي ساءت أحوالها في الثمانينيات بالرغم من كل الاستثمارات التي نفذت في العقدين السابقين . (السنبل، 2001 : 20 )

مفهوم التنمية المستدامة : 

لقد عانت التنمية المستدامة من التزاحم الشديد في التعريفات والمعاني، وذلك راجع لتعدد استخداماتها، فالبعض يتعامل معها كرؤية أخلاقية والبعض الأخر يراها نموذج تنموياً بديلاً ، أو ربما أسلوباً لإصلاح الأخطاء والتعثرات التي لها علاقة بالبيئة، وهناك من يتعامل معها على أنها قضية إدارية ومجموعة من القوانين والقرارات التي تعمل على توعية وتخطيط الاستغلال للموارد بشكل أفضل .(شيلي، 2014 : 65 ) 
يعرف بعض المختصين التنمية بأنها تحسين نوعية حياة الفرد أو مجموعة من الأفراد . وهي سلسلة من المتغيرات الكمية والنوعية بين جماعة معينة من السكان من شأنها أن تؤدي بمرور الزمن إلى ارتفاع مستوى المعيشة وتغير أسلوب الحياة . (الحسن، 2009 : 7 ). 
ويعد مفهوم التنمية من أكثر المفاهيم عمومية وشمولية ويرتبط بفكرة التقدم ، ويتضمن التغير ، والتطور من حالة إلى أخرى ، ويشغل النمو الاقتصادي عمودها الفقري ، فكل من التنمية والنمو يشترط أحدهما الآخر، فالتنمية عملية تغير نوعي لما هو قائم سواء أكان اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية . (حامد، 2007 : 21 ) 
ان مفهوم التنمية المستدامة ورد لأول مرة في تقرير اللجنة العالمية للبيئة والتنمية عام 1987، وعرفت هذه التنمية على أنها "تلك التنمية التي تلبي حاجات الحاضر دون المساومة على قدرة الأجيال المقبلة في تلبية حاجياتهم" . (اللجنة العالمية للبيئة والتنمية ، 1989 : 83 )
وبالتالي يمكن القول إن التنمية المستدامة تسعى لتحسين نوعية حياة الإنسان، ولكن ليس على حساب البيئة، وهي في معناها العام لا تخرج عن كونها عملية استخدام الموارد الطبيعية بطريقة عقلانية، بحيث لا يتجاوز هذا الاستخدام للموارد معدلات تجددها الطبيعة وبالذات في حالة الموارد غير المتجددة، أما بالنسبة للموارد المتجددة، فإنه يجب الترشيد في استخدامها، إلى جانب محاولة البحث عن بدائل لهذه الموارد، لتستخدم رديفة لها لمحاولة الابقاء عليها أطول فترة زمنية ممكنة، وفي كلا الحالتين فإنه يجب أن نستخدم الموارد بطرق وأساليب لا تفضي إلى إنتاج نفايات بكميات تعجز البيئة عن امتصاصها وتحويلها وتمثيلها، على اعتبار أن مستقبل السكان وأمنهم في أي منطقة في العالم مرهون بمدى صحة البيئة التي يعيشون فيها . (غنيم وأبو زنط ،2007 : 29 ) 

وبالتالي يمكننا تعريف التنمية المستدامة كالتالي : 

تلبية حاجات المجتمع في الوقت الحاضر بالاستخدام الأمثل للموارد المتاحة دون إهدار حق الأجيال القادمة من الانتفاع بهذه الموارد، ويشمل ذلك الجوانب الرئيسة للتنمية وهي الاقتصادية، والبيئية، والاجتماعية . 

أهداف التنمية المستدامة : 

للتنمية المستدامة عدة أهداف أهمها ارتقاء الإنسان وسد احتياجاته، من صحة وتعليم وسكان ومعاملة وبنية تحتية وحرية رأي، ونوعية حياة، والتسهيلات المتوخاة من الحكومة والشعب، مع المحافظة على حقوق وموارد الأجيال القادمة في التنمية. وألا تعرض حياتهم للخطر، من خلال تدمير أو استهلاك موارد وخیرات الأرض . (رضا وصالح، 2009 : 131 ) 
تهدف التنمية المستدامة الي : 
1. تحقيق نوعية حياة أفضل للسكان : 
تحاول التنمية المستدامة من خلال عمليات التخطيط وتنفيذ السياسات التنموية لتحسين نوعية حياة السكان في المجتمع اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا وروحية، عن طريق التركيز على الجوانب النوعية للنمو، وليس الكمية وبشكل عادل ومقبول وديموقراطي . 
2. احترام البيئة الطبيعية : 
التنمية المستدامة تركز على العلاقة بين نشاطات السكان والبيئة وتتعامل مع النظم الطبيعية ومحتواها على أنها أساس حياة الإنسان، إنها ببساطة تنمية تستوعب العلاقة الحساسة بين البيئة الطبيعية والبيئة المبنية، وتعمل على تطوير هذه العلاقة لتصبح علاقة تكامل وانسجام . 
3. تعزيز وعي السكان بالمشكلات البيئية القائمة : 
تهدف التنمية المستدامة إلى زيادة وعي السكان بالمشكلات البيئية الحالية وتنمية إحساسهم بالمسئولية تجاهها، وحثهم على المشاركة الفاعلة لإيجاد حلول مناسبة لها من خلال مشاركتهم في إعداد وتنفيذ ومتابعة وتقييم برامج ومشاريع التنمية المستدامة .  
4. تحقيق استثمار واستخدام عقلاني للموارد : 
تتعامل التنمية المستدامة مع الموارد الطبيعية على أنها موارد محدودة لذلك تحول دون استنزافها أو تدميرها وتعمل على استخدامها وتوظيفها بشكل عقلاني . 
5. ربط التكنولوجيا الحديثة بأهداف المجتمع : 
تحاول التنمية المستدامة توظيف التكنولوجيا الحديثة بما يخدم أهداف المجتمع، من خلال توعية السكان بأهمية التقنيات المختلفة في المجال التنموي وكيفية استخدام المتاح والجديد منها في تحسين نوعية حياة المجتمع وتحقيق أهدافه المنشودة دون أن ينجم عن ذلك مخاطر وآثار بيئية سالبة، أو على الأقل أن تكون هذه المخاطر والآثار مسيطرة عليها بمعنى وجود حلول مناسبة لها .
6. إحداث تغيير مستمر ومناسب في حاجات وأولويات المجتمع : 
وبطريقة تلائم إمكانياته وتسمح بتحقيق التوازن الذي بوساطته يمكن تفعيل التنمية الاقتصادية، والسيطرة على جميع المشكلات البيئية ووضع الحلول المناسبة لها، التي تشتمل على الأهداف البيئية والاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية .  (غنيم وأبو زنط، 2007 : 28 ) نقلا عن (4 :1997 ,Geis and Kutzmark)
7. ارتقاء الإنسان، وسد احتياجاته : 
من صحة وتعليم وإسكان ومعاملة وبنية تحتية وحرية رأي، ونوعية حياة، والتسهيلات المتوخاة من الحكومة والشعب، مع المحافظة على حقوق وموارد الأجيال القادمة في التنمية، وألا تتعرض حياتهم للخطر من خلال تدمير أو استهلاك موارد وخیرات الأرض .  (حلاوة وصالح، 2010 : 131)

أهمية التنمية المستدامة :

تنبع أهمية التنمية المستدامة من كونها تنطلق من مبدأ أن البشر مركز اهتمامها ، حيث تستجيب لاحتياجات الجيل الحالي دون التضحية والمساس باحتياجات الأجيال القادمة ، أو على حساب قدراتهم لتوفير سبل العيش الكريم . 
تظهر اهمية التنمية المستدامه فيما يلي : 
(1) أنها تسهم في تحديد الخيارات ووضع الاستراتيجيات ورسم السياسات التنموية برؤية مستقبلية أكثر توازنا وعد . 
(2) أنها تنطلق من أهمية تحليل الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والإدارية برؤية شمولية وتكاملية، وتجنب الأنانية في التعامل مع الموارد والطاقات المتاحة . 
(3) تشجع على توحيد الجهود والتعاضد بين القطاعات الحكومية والخاصة حول ما يتم الاتفاق عليه، من أهداف وبرامج تسهم في تلبية حاجيات جميع فئات المجتمع الحالية والقادمة . 
(4) تنشط وتوفر فرص المشاركة في تبادل الخبرات والمهارات، وتتسم في تفعيل التعليم والتدريب والتوعية لتحفيز الإبداع .(الجوزي، 2012 : 37 )

أبعاد التنميه المستدامة : 

تتمثل أبعاد التنمية المستدامه في ثلاثة أبعاد رئيسية يمكن تلخيصها على النحو التالي : 
أ) البعد الاقتصادي : 
تسعى التنمية المستدامة إلى تحسين مستوى الرفاهية للإنسان من خلال زيادة نصيبه من السلع والخدمات الضرورية ، وفي ظل محدودية الموارد لن يتحقق هذا المسعى إلا بتوفر العناصر التالية :
(1) توفر عناصر الإنتاج الضرورية للعملية الإنتاجية . 
(2) رفع مستوى الكفاءة والفاعلية للأفراد بتنفيذ السياسات والبرامج التنموية .
(3) زيادة معدلات النمو في مختلف مجالات الإنتاج ، لزيادة معدلات الدخل الفردي وتنشيط التغذية العكسية بين المدخلات والمخرجات . 
ب) البعد الاجتماعي : 
يشمل المكونات والأنساق البشرية والعلاقات الفردية والجماعية وما تقوم به من جهود تعاونية أو ما تسببه من مشاكل أو تطرحه من احتياجات . 
أما عناصر هذا البعد فهي : 
(1)
الحكم الرشيد المتمثل في نمط السياسات والقواعد ومدى الشراكة بين القطاع الخاص وقطاع المجتمع المدني . 
(2) التمكين : ويقصد به توعية المجتمع بضرورة الإسهام في بناء وتعبئة طاقاته من أجل المستقبل . 
(3) الاندماج والشراكة لإقامة مجتمع موحد في أهدافه ، ومتضامن في مسؤولياته . 
ج) البعد البيئي : 
ويركز على حسن التعامل مع الموارد الطبيعية وتوظيفها لصالح الإنسان ، دون إحداث خلل في مكونات البيئة ، وذلك لن يتحقق إلا بالاهتمام بالعناصر التالية : 
(1) التنوع البيولوجي المتمثل في البشر ، النباتات والغابات ، الحيوانات والطيور والأسماك . 
(2) الثروات والموارد المكتشفة والمخزونة من الطاقة المتجددة والناضبة . 
(3) التلوث البيئي الذي يخل بصحة الكائنات الحية . (الجوزي، 2012 : 37 )

يمكن ان نضيف الي الابعاد المذكورة بعدين آخرين وهما : 
د) البعد التكنولوجي : 
يمكن تحقيق الاستدامة التكنولوجية من خلال الأخذ بالاعتبارات التالية : 
(1) الأخذ بالتكنولوجيات المحسنة والتشريعات الزاجرة . 
(2) العمل على الحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري .
(3) حماية تدهور طبقة الأوزون . 
هـ) البعد السياسي : 
إن غياب البعد السياسي للتنمية المستدامة ، والذي يبلوره مفهوم الحكم الراشد ، أثر بالغ على كافة الأبعاد الأخرى الاقتصادية والاجتماعية والبيئية بصورة تعيق التنمية المستدامة . 
فالبعد السياسي هو الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة ، من خلال تجسيد مبادئ الحكم الراشد وإدارة الحياة السياسية بشكل يراعي ويضمن مرتكزات الديمقراطية والشفافية في اتخاذ القرارات وتنامي الثقة والمصداقية، وتولي السيادة والاستغلالية للمجتمع بأجياله المتلاحقة . 

مبادئ التنمية المستدامة : 

يمكن إجمال المبادئ الاساسية للتنمية المستدامة التي بدورها تشكل المقومات السياسية والاجتماعية والأخلاقية لإرسائها وتأمين فعاليتها كما يلي : 
(1) الإنصاف : 
أي حصول كل انسان علي حصة عادلة ومتوازنة من ثروات المجتمع . 
(2) التمكين : 
بمعني اعطاء افراد المجتمع امكانية المشاركة الكاملة الفعالة في صنع القرارات والآليات او التأثير عليها ، وذلك من اجل زيادة حس الإنتماء لدي هؤلاء الافراد بالشكل الذي يمكنهم من مشاركة فاعلة في عملية التنمية . 
(3) حسن الادارة والمساءلة : 
أي خضوع اهل الحكم والإدارة الي مبادئ الشفافية والمحاسبة والحوار والرقابة والمسؤولية ، من اجل تجنب الفساد والمحسوبيات وجميع العوامل الاخري التي من شأنها ان تشكل عقبة في طريق التنمية المستدامة . 
(4) التضامن : 
بين الاجيال وبين الفئات الاجتماعية داخل المجتمع وبين المجتمعات الأخرى للتنمية المستدامة ، وذلك من خلال الحفاظ علي البيئة والموارد الطبيعية للأجيال القادمة ، وعدم تراكم مديونية علي كاهل الاجيال اللاحقة ، وكذلك تأمين الحصص العادلة من النمو لكافة الفئات الاجتماعية . 

مجالات التنمية المستدامة : 

هناك مجموعة من الاهداف التي تسعي التنمية المستدامة الي تحقيقها في شتى المجالات ، بحيث تتشابك هذه الاهداف ضمن محاور التنمية وهي المحور الاقتصادي والاجتماعي والبيئي . 
ويمكن الاشارة الي هذه المجالات المستهدفة بالتنمية المستدامة علي النحور التالي : 
(1) المياه : 
من الناحية الاقتصادية تهدف التنمية المستدامة الي ضمان امداد كاف ورفع كفاءة استخدام المياه في التنمية الزراعية والصناعية والحضرية والريفية . 
وفي المجال الاجتماعي العمل علي تأمين الحصول علي المياه النظيفة للإستعمال المنزل والزراعة . 
اما في المجال البيئي فتهدف الي الحفاظ علي الموارد المائية والمياه الجوفية . 
(2) الغذاء : 
تتشابه كل من الناحية الاقتصادية والاجتماعية حيث تسعي نحو زيادة الانتاجية الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي ، اما بخصوص البيئة فتعمل من اجل ضمان الاستخدام المستدام والحفاظ علي الاراضي . 
(3) الصحة : 
من الناحية الاقتصادية العمل علي الرعاية الصحية والوقائية ، اما من الناحية الاجتماعية فتسعي التنمية المستدامة الي ضمان رعاية صحية اولية للأغلبية الفقيرة ، والحماية البيئية . 
(4) السكن والخدمات : 
علي الصعيد الاقتصادي ضمان توفر المواد الكافية للبناء وموارده ، ونظم المواصلات ، وعلي الجانب الاجتماعي ضمان الحصول علي السكن المناسب بالتكلفة المناسبة ، اما بخصوص البيئة فالعمل علي ضمان الاستخدام المستدام او المثالي للأراضي ، بالاضافة الي الصرف الصحي . 
(5) الطاقة : 
بخصوص الجانب الاقتصادي ، ضمان الامداد الكافي والاستعمال الكفء للطاقة في مجال التنمية الصناعية والمواصلات وللإستعمال المنزلي ، وفي الجانب الاجتماعي ضمان الحصول علي الطاقة الكافية للأغلبية الفقيرة خاصة بدائل الوقود الخشبي . 
وتتكون مصادر الطاقة المتجددة من مصادر الطاقة التي يمكن استبدالها بسهولة بحيث تشكل مصدرا لا ينفذ للطاقة ، وتعد الطاقة الشمسية من مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة ، والتي يمكن استخدامها في توليد الكهرباء او للتدفئة او للتسخين او حتى للتبريد ، وتوفر الطاقة الشمسية عامل الأمان البيئي ، حيث ان الطاقة الشمسية هي طاقة نظيفة لا تلوث البيئة ولا تترك فضلات مما يكسبها وضعا خاصا في هذا المجال ن كما تعتبر طاقة الرياح ، من مصادر الطاقة التي تشهد النمو الاسرع في العالم ، وتحافظ علي البيئة . 
وذلك بسبب خفضها معدلات تغير المناخ الذي يتسبب بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون وهو من اهم ميزات توليد الطاقة بواسطة الرياح . 
كما انه خال من الملوثات الاخري المرتبطة بالوقود الاحفوري والمصانع النووية ، وتستخدم طاقة الرياح لتوليد الكهرباء عن طريق تحريك مراوح هوائية ضخمة ، وتكون متصلة مع توربينات مولدات كهربائية . 
(6) التعليم : 
من الناحية الاقتصادية ، ضمان وفرة المتدربين لكل القطاعات الاقتصادية الاساسية ، ومن الناحية الاجتماعية ضمان الاتاحة الكافية للتعليم للجميع من اجل حياة صحية ومنتجة ، اما الجانب البيئي ، السعي نحو ادخال البيئة في المعلومات والبرامج التعليمية . 
(7) الدخل : 
يركز الجانب الاقتصادي في هذا الجانب علي زيادة الكفاءة الاقتصادية ، والنمو وفرص العمل في القطاع الحكومي ، ومن الناحية الاجتماعية دعم المشاريع الصغيرة وخلق الوظائف للأغلبية الفقيرة في القطاع غير الحكومي ، وبخصوص الجانب البيئي ضمان الاستعمال المستدام للموارد الطبيعية الضرورية للنمو الاقتصادي في القطاعات الرسمية وغير الرسمية .

متطلبات التنمية المستدامة : 

يمكن حصر المتطلبات العامة للتنمية المستدامة فيما يلي : 
(1) القصد في استهلاك الثروات والموارد الطبيعية . 
(2) سد الاحتياجات البشرية في ترشيد الاستهلاك . 
(3) العناية بالتنمية البشرية في المجتمع . 
(4) التنمية الاقتصادية الرشيدة . 
(5) الحفاظ على البيئة . 
(6) الشراكة في العلاقات الخارجية والداخلية . (علي، 2013 : 111)

نظريات التنمية المستدامة : 

لمفهوم التنمية المستدامة مدخلين ، يتعلق الاول منهما بالتفاؤل حول الاستدامة بوصفها مقيدة بالاقتصاد الوطني ، واما المدخل الثاني يتعلق بالتفاؤل حول الاقتصاد الوطني لكونه مقيدا بالاعتبارات المحيطية والبيئية ، واللذان ينصبان في مفهومهما علي ملائمة القيام بخصم التكاليف المستقبلية واحلال رأس المال المصنوع محل الموارد الطبيعية المتناقصة ، وعليه ظهرت نظريتان للتنمية المستدامة . 
النظرية الاولي : نظرية الصيغة الضعيفة للاستدامة : 
فالعنصر الرئيسي فيها هو ما ينص علي ان رأس المال المصنوع من قبل البشر يمكن له ان يحل محل رأس المال الطبيعي والخدمات التي قامت الأنظمة البيئية بتوفيرها ، فالخط المستدام للاقتصاد الوطني حسب ما يراه سولو solow في عام 1992 هو الذي يسمح لكل جيل مستقبلي بذات الفرصة اليت حظيت بها الاجيال السابقة ، وفي هذه الحالة وكما يري داسجوبتا وهيل Dasgupta and heal 1979 فإن الموارد الناضبة لا تشكل قيدا علي السكان والنمو الاقتصادي في حال حل رأس المال المصنوع من البشر محل رأس المال الطبيعي . 
النظرية الثانية : نظرية الصيغة القوية للاستدامة : 
وفيه ان رأس المال البشري لا يمكن ان يكون بديلا للخدمات الحيوية التي تقوم الانظمة البيئية بتوفيرها ، ولهذه النظرية عدد حجج تدعمها ، فأول هذه الحجج هي عدم اليقين ، اي لا يمكن التنبؤ بمضمون الافعال الحالية بصورة انه كيف يمكن لهذه الافعال التي تؤدي بالضرر في رأس المال الطبيعي ، الامر الذي لا يمكن معه تقدير مستوي الاستثمار الملائم في رأس المال الذي صنعه البشر والمطلوب من الصيغة الضعيفة للاستدامة لتعويض الضرر الذي اصاب رأس المال الطبيعي ، وثاني هذه الحجج هي عدم الانعكاس ، فتدمير شكل معين من رأس المالي الطبيعي كالتنوع الاحيائي غير قابل للانعكاس ، بينما رأس المال المصنوع من البشر يمكن اعادة بناؤه من جديد ، ولهذا فإنه ليس لدينا طريق يفي بالحاجة الي مقياس صيغة الاستدامة ، وثالث هذه الحجج ( الحجم ) ، والذي فيه يمكن ان نكون امام حالات عدم استمرارية وتأثيرات العتبة ، في ظل علاقة السبب بالتأثير المستمر التي افترضت في نظرية الصيغة الضعيفة للاستدامة .

شروط التنمية المستدامة واهم التحديات التي تواجهها : 

على الرغم من انه حدث تقدم في مجال التنمية المستدامة في بعض الدول العربية، شمل النواحي الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، لكن جهود التنمية ما زالت تواجه تحديات عديدة، يأتي في مقدمتها الفقر والبطالة وقضية المياه وأزمة البحث العلمي والعولمة . 
إن تحقيق التنمية المستدامة يتطلب وضع استراتيجية متكاملة ذات أهداف محددة وأولويات واضحة تراعي تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمواطن العربي، والمحافظة على البيئة ومواردها الطبيعية مع الأخذ في الحسبان ظروف منطقتنا العربية وخصوصيتها وحسن تقدير التطورات العالمية والمتغيرات المستقبلية . 
ولعل أهم مرتكزات تلك الاستراتيجية تعزيز بناء القدرات البشرية ووضع عدد من المؤشرات والمعايير لقياس مدى تحقق التنمية وإجراء تقييم دوري لمتابعة برامجها وتوجيه مسارها، وبهذا نطمئن إلى أننا نسير في الاتجاه الصحيح . (الكبيسي، 2012 : 1 )
أهم التحديات التي تواجه دول العالم الإسلامي في مجال التنمية المستدامة :
(1) الفقر : 
والذي يعد السبب الرئيس للعديد من المعضلات الصحية والاجتماعية والأخلاقية في دول العالم الإسلامي، حيث يدفع الفقر إلى استنزاف الموارد الطبيعية المتوفرة والقليلة وإلى استعمالها استعمالا عشوائيا . 
وتجدر الإشارة إلى أن تلك الجدلية بين الفقر واستنزاف الموارد الطبيعية قد يكون سببها انتشار الأمية والجهل ، وارتفاع عدد السكان ، وتزايد معدلات البطالة ، وتزايد الديون الخارجية وارتفاع أعباء خدمتها . 
(2) التضخم السكاني غير الرشيد : 
وعدم وجود مواءمة بين النمو السكاني والموارد الطبيعية المتوفرة لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان في العديد من الدول الإسلامية . فلقد أدي النمو السكاني في تلك الدول إلى تزايد الطلب على الموارد البيئية والخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية . 
(3) تدهور قاعدة الموارد الطبيعية : 
إن استمرار استنزاف الموارد الطبيعية أدى إلى نضوب قاعدة الموارد الطبيعية وانتشار كافة أشكال التلوث التي تمس الماء والتربة والهواء وخاصة في المناطق الحضرية، ومن ثم إعاقة تحقيق التنمية المستدامة . 
(4) عدم كفاية مصادر التمويل : 
نقص التمويل اللازم لتحقيق التنمية البشرية والبيئية المستدامة وبناء القدرات، وعدم وفاء الدول المتقدمة بتقديم المساعدات التي وعدت بها للدول النامية . 
(5) ضعف مستوى فعالية الأنظمة التعليمية والبحثية : 
قصور الأنظمة التعليمية والبحثية عن مسايرة التقدم العلمي والتقني في العالم ومستلزمات تحقيق التنمية المستدامة، بالإضافة إلى هجرة العقول إلى الدول المتقدمة . 
(6) الديون :
تشكل الديون وأعباء خدمتها عبئا كبيرا على اقتصاديات الغالبية العظمى من دول العالم الإسلامي . (غانم، 2012 : 10 )

تعليقات