U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

الاتصال التربوي ، مقدمة عنه ، مفهومه ، عناصره ، مهاراته ( بحث كامل )

بحث عن الاتصال التربوي
ما هو الاتصال التربوي ؟ وما هي عناصره ؟ 

بحث عن الاتصال التربوي : 

1. مقدمة عن الاتصال التربوي .
2. مفهوم الاتصال التربوى . 
3. تعريف الاتصال التعليمي . 
4. عناصر الاتصال . 
5. مهارات الاتصال التربوى . 
6. دور الوسائل والتقنيات التعليمية في عملية الاتصال التربوي . 
7. علاقة الاتصال التربوي بالتقنيات التعليمية . 

مقدمة عن الاتصال التربوي : 

ظهرت أهمية الاتصال كعامل ضروري في استمرار الحياة وازدهارها على  وجه الأرض منذ زمن بعيد. وقد لعبت وسائل الاتصال دورا كبيرا في نمو الفكر الإنساني وتقدم الحضارات بحيث يقاس مدى رقي الحضارات والشعوب بما تحرزه من تقدم في هذا المجال. 

ولذلك يعد الاتصال التعليمي أهم صور الاتصال حيث يهدف إلى تنمية شخصية المتعلم واستعداداته وقدراته.ولكي ندرك أهمية عملية الاتصال ودور الوسائل والتقنيات  التعليمية فيه علينا أن نوضح الآتي .

مفهوم الاتصال التربوي : 

هناك العديد من التعريفات التي اوردها الكتاب للاتصال ومنها : 

1. الاتصال Communication هو العملية التي تنتقل بمقتضاها فكرة أو معلومة من فرد إلى آخر، مما يؤدي إلى التفاهم والانسجام والتقارب بين هذين الفردين. (سالم، ۱۹۹۸، ص۱۳) 

2. الاتصال هو العملية العملية التي يتم فيها تبادل المفاهيم بين الأفراد، وذلك باستخدام الرموز المتعارف عليها بينهم. ( Webster , 1999 , ص 177 ) 

تعريف الاتصال التعليمي : 

1. عملية يستطيع بواسطتها طرفان أن يتشاركا في رسالة. 

2. هو عملية يتم عن طريقها انتقال المعرفة، أو الخبرة من شخص (المعلم) إلى آخر (التلميذ)، ومن ثم يصبح  لهذه العملية عناصر ومكونات تخضع للملاحظة والتجربة ، واتجاه تسير فيه ، وهدف  تسعى لتحقيقه ، وهو تحقيق تغير في سلوك الطرف الآخر، لأنه إن لم يحدث تغيير في السلوك فلم يتحقق الهدف من عملية الاتصال. 

عناصر الاتصال : 

هناك ثلاث عناصر أساسية مهمة لعملية الاتصال وهي : 

1. المرسل Sender وهو الشخص الذي يرسل المعلومة .
2. الرسالة Massage وهي ما يدور حوله عملية الاتصال. 
3.المستقبل Receiver وهو الشخص على الطرف الثاني الذي يستقبل  الرسالة. (حمدان، 1995 ،ص 34) 

المفهوم الإسلامي للاتصال : 

لعل أسمى درجات الاتصال وأرقى أنواعه هو ما يمارسه الإنسان عندما يخلو  بنفسه يعبد ربه ويناجيه ويدعوه أن يفرج همه أو يتقرب إليه بشكر نعمه، ولذلك فإن العبادات والصلوات والصدقات أكثر شفافية وصدقا وأجرا هي ما يكون في السر بين العبد وربه. 

وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز في سورة الأعراف ((ادعوا ربكم تضرعا وخفية...)) ( الأعراف:54 )

وقد تحدث الإمام الغزالي عن المنظور الإسلامي للاتصال وبين أنه يبدأ باللسان، فهو أداة الكلام ووسيلته، به يتحدث، و به يتذوق ، وإليه ينسب الكلام .وإذا انطلق اللسان في فحش أو كذب أو نميمة أو غش أو سب فما يفعله مذموم ، أما في قول الحق والصدق فهو مرغوب ومحمود. ومنطلقات الإسلام هنا واضحة وهي الحث على  الصمت وفضيلته مع ما يستتبع ذلك من فضيلة التفكر والتدبر ، وهو ليس سكوت مطلق  بل وفق ضوابط تحفظ نفسه وتذكي فكره وترفع شأنه وتعظم  أجره. (الغزالي، 1970، ص111-115) 

ان الاتصال الروحاني بالله سبحانه وتعالى، أو اتصال المخلوق بالخالق، يتم بطريقة غير مباشرة من خلال العبادة، والتأمل والدعاء، فقد دعانا القرآن الكريم لهذا الاتصال من خلال التفكير ، والتأمل في مخلوقات الله، والنظر بعمق إلى ما حولنا من سماوات وأرض وجبال للشعور بعظمة الخالق . ( صفوان ، 1981م ، ص 174 - 179 ) 

وقد أرسل الله رسله ليبلغوا رسالات ربهم للبشر، وتتم عملية الاتصال بين الخالق  والمخلوق، من خلال الرسائل التي حملها الأنبياء والمرسلون. 

مهارات الاتصال التربوي : 

يهدف الاتصال التربوي إلى التحكم في سلوك الفرد عن طريق تنظيم بيئته ومسألة التحكم في سلوك الأفراد تأخذ اتجاهين : 

١. الاتجاه الفلسفي الذي يناقش مدى سلامة تحديد سلوك الأفراد والتحكم فيه مع  كفالة حريتهم الشخصية . 

۲. الاتجاه العلمي الذي يبحث ويناقش إمكانية توصل العلم إلى درجة التحكم فيه مع  سلوك الأفراد. (هاو Howe، ۱۹۸۷، ص 60) 

(1) مهارات الاتصال عند المرسل : 

أبرز هذه المهارات : 

1. مهارة تحديد الأهداف التعليمية وتوضيحها : 

حيث يمثل الهدف التعليمي السلوك  المراد تحقيقه عند المتعلم ويجب أن تكون الأهداف محددة ويمكن ملاحظتها وقابلة للتقويم ومتناسبة مع قدرات المتعلم وإمكاناته. 

2. مهارة إثارة الدافعية : 

حيث يمكن معرفة وجود الدافعية عند المتعلم من خلال مؤشرات منها درجة المشاركة الإيجابية في الموقف التعليمي . 

3. مهارة تحديد و اختيار الأساليب والإجراءات التعليمية : 

وتتضمن مجموعة الأنشطة  التعليمية المنظمة التي من شأنها أن تؤدي إلى تحقيق الأهداف التربوية بأقصر وقت وأقل جهد ممكن. 

4. مهارة الإدارة الصفية الفعالة:

وهي مجموعة الأنشطة التي يسعى المعلم من خلالها إلى خلق وتوفير جو صفي تسوده العلاقات الاجتماعية الإيجابية بين المعلم وتلاميذه وبين التلاميذ أنفسهم داخل غرفة الصف. 

5. مهارة تحقيق الانضباط والنظام الصفي : 

 ترتبط هذه المهارة مع الإدارة الصفية بشكل وثيق.وتهدف إلى تعزيز السلوك الإيجابي للتلاميذ، واعتماد الأسلوب الديمقراطي، وتنويع الأنشطة في الموقف التعليمي، وتقبل مشاعر التلاميذ  واحترامها والإعداد الجيد للدرس. 

6. مهارة التخطيط : 

وضمن هذه المهارة نجد مهارة اختيار وسائل التعليم ومهارة  استخدامها. 

7. مهارة التقويم : 

وهي عملية تشخيصية علاجية تهدف إلى تحديد مدى التقدم الذي  أحرزه التلميذ في الوصول للأهداف التعليمية بهدف مساعدته على النمو في جميع  المجالات. وعلى المعلم أن يكون قادرا على امتلاك مهارات التقويم سواء ما تعلق  منها بمهارات طرح الأسئلة أم مهارات بناء الاختبارات وإجرائها  وتصحيحها. (الطوبجي، ۱۹۹۰، ص ۶۹) 

(2) عناصر الرسالة : 

للرسالة ثلاث عناصر أساسية وهي: 

1. الشفرة Code وهي الطريقة التي تتم فيها تشكيل الرموز سواء كانت لفظية أو غير لفظية. 
2. المضمون Content وهو محتوى  الرسالة .
3. المعالجة Treatment وتعني صياغة الأسلوب من بناء المحتوى واختيار  الطرق المناسبة لضمان حدوث المعنى. (الحبيب وآخرون، ۱۹۹۹،ص۳۹) 

عوامل اختیار ونجاح الرسالة: 

1. مراعاة ظروف وطبيعة الموقف الاتصالي. 

2. اختيار نوع الاتصال المناسب للرسالة مثل استخدام الصوت ومعرفة موضع  الخفض والرفع، وأماكن الوقفات واستخدام تعابير الوجه . 

3.مهارة استخدام الاتصال اللغوي أثناء الحديث والخطبة والمحاضرة من خلال  الوسيلة في الاتصال الجماهيري أومن دونها في الاتصال الشخصي. 

4. مهارة استخدام الوسائل الفنية للوسائل المباشرة كالتلفزيون مثلا يتطلب ذلك نقل الكلام إلى فعل مصور يشاهده الناس. (العريان وآخرون، 1994، ص147) 

(3) المستقبل: 

هو الذي يستقبل الرسالة التي يرسلها المرسل. وقد يكون المستقبل فردا واحدا أو  عدة أفراد وقد يكون عدة ملايين كما في الاتصال الذي يحدث من خلال وسائل الإعلام كالتلفزيون الذي يصل إلى ملايين الناس. 

هناك بعض الصفات التي تميز نجاح اتصال المستقبل، منها :

- مشاركة المرسل الشعور وسرعة التجاوب 
- إيجاد الاهتمام  بالرسالة وتوفر الرؤية النقدية وإيجاد عامل الإثابة لكل منهما. 

ويمكن القول أن بعض الصفات التي تتوفر في المرسل لابد من توفرها في المستقبل، إذ أن المرسل  يوظف مهاراته بهدف إرسال الرسالة للآخرين، بينما يوظفها المستقبل بهدف تفكيك  رموز هذه الرسالة استعدادا لفهمها. ( Copland , 1988 :40 )

دور الوسائل والتقنيات التعليمية في الاتصال التربوي : 

إذا عدنا إلى مفهوم الاتصال التربوي نلاحظ أن الوسائل والتقنيات التعليمية  مشتركة ومتداخلة مع جميع عناصر الاتصال التربوي فكلا منها يحتوي على مرسل  المعلم و مستقبل (الطالب ) ورسالة (الهدف التربوي). 

ونجمل هنا  بعض النقاط المهمة بين الاتصال التربوي والوسائل والتقنيات التعليمية ومنها :  

1. إن الوسائل التعليمية تدخل في معظم عناصر عملية الاتصال التربوي فقد تكون  مرسلا ووسيلة اتصال وتؤثر في الرسالة تأثيرا واضحا. 

2. وسيلة الاتصال المستعملة والخبرات التي تهيؤها لتوصيل المعرفة تختلف حسب الرسالة التي نسعى لتحقيقها. 

3. إن المستقبل في عملية الاتصال التربوي يتأثر تفسيره للرسالة وفهمه للمفاهيم  على نوع الوسيلة الفوتوغرافية التي تخدم الرسالة. 

4. إن الخبرة التي يحصل عليها المتعلم تختلف  حسب قناة الاتصال التي يستعملها  المعلم. ( سلامة ، 2000 ، ص55 ) 

ومن أهم مصادر المعرفة في الموقف الاتصالي التعليمي والتي تعتبر وسائل تعليمية ما يلي : 

1. المواد المطبوعة والمصورة مثل النشرة العلمية والمجلة المتخصصة وكتاب  الرسم التعليمي والصور الفوتوغرافية .......... الخ.
 
2. المواد السمعية كأشرطة التسجيل و الاسطوانات. 

3. المواد السمعية البصرية المتحركة كأفلام الفيديو وبرامج التلفزيون وبرمجيات  الحاسب. 

4. الخبرات المباشرة والمشاهدات على الطبيعة (رحلات. معارض، مختبرات علمية) 

أما المستقبل الذي يفسر الرموز ويدرك مفهوم الرسالة فإن إدراك هذه المفاهيم ومعرفة معناها يتوقف على عوامل كثيرة منها نوع الوسائل التي تقدم له الخبرات  بواسطتها. وكذلك ، الوسيلة أو قناة الاتصال فإنها مهمة وتؤثر على الرسالة المنشودة  بل إن كثيرين يعتقدون أن الوسيلة تعمل على تشكيل الرسالة والهدف. (سلامة، ۲۰۰۱، ص 46) 

وكما أوضحنا أن الوسائل والتقنيات التعليمية مرتبطة ارتباطا كبيرا بعملية  الاتصال لدرجة أننا قد نجد الاتصال التعليمي الجيد لابد أن تتوفر له اختيار واستخدام  مناسب للوسائل والتقنيات التعليمية . 

دور الوسائل التعليمية في عملية الاتصال : 

يمكننا ان نلخص دور وسائل التعليم في عملية الاتصال بالنقاط التالية  : 

1. إكساب التلاميذ المستقبل الخبرات التربوية .

2. معالجة اللفظية في عملية التعلم. 

3. تؤكد على المشاركة الإيجابية و الانتباه وإثارة اهتمام الدارسين. 

4. تشجع النشاط الذاتي للمتعلم والتعليم المستمر. 

5. تسمح ببقاء أثر ما يتعلمه المستقبل وتقلل من النسيان. 

6. تقلل من أعباء المعلم كمرسل في موقف الاتصال. 

7. زيادة جودة استخدام الأدوات والوسائل الأخرى. 

المواد التعليمية والاتصال : 

اهتم علماء الاتصال بالمواد التعليمية أي الوسائل باعتبارها وسائل اتصال وعكفوا على دراستها والتعرف على خصائصها ومميزاتها. 

وقد أثبتت البحوث والدراسات المتعددة في البيئة التعليمية أن المواد التعليمية  كمكون أساسي في عملية اتصال تقوم بدور هام في تطويع الخبرة ونقلها إلى الفصل  الدراسي ونشأ عن اهتمام متزايد بالوسيلة وحدها على أساس أنها أهم عناصر الاتصال التعليمي ومع الوقت تبين أن الاهتمام بالرسالة والمرسل والمستقبل باعتبار أن عملية  الاتصال منظومة محكمة تتفاعل كل عناصرها معاويؤثر كل عنصر منها في  العناصر الأخرى. (سول Soul ،۱۹۹۰،ص ۱۰۰)

أهداف الاتصال التعليمي : 

 يمكن تحديد أهداف الاتصال التعليمي بالتالي : 

1. إحداث تغييرات سلوكية مرغوبة في المستقبل.

2. تحقيق التفاعل بين عناصر الاتصال المختلفة. 

3. توظيف المواد التعليمية توظيفا فعالا في منظومة الاتصال. 

4. صياغة الرسالة في أفضل صورة مناسبة للمستقبل. 

5. اختيار وتصميم المادة التعليمية المناسبة لمواقف الاتصال المتنوعة . 

6. تحقيق الأهداف السلوكية المنشودة. (روبلير Roblyer، ۱۹۹۷، ص 50) 

علاقة الاتصال التربوي بالتقنيات التعليمية : 

لاشك في أن العلاقة بين الاتصال وتقنيات الاتصال قديمة قدم عملية الاتصال  نفسها، وهي علاقة قوية ومتينة؛ حيث إن الاتصال هو التفاعل بين الأفراد أو المشاركة  فيما بينهم. 

أن الإنسان بدأ حياته بالتفاعل والمشاركة مع  من حوله كما قام بنقل أفكاره وآرائه إلى الآخرين واستفاد منهم. وهو في هذا الاتصال استعمل أدوات وآلات بسيطة في تكوينها؛ محاولا تبسيط ما يريد نقله وتوضيحه، وهذه الآلات والأدوات البسيطة هي البدايات الأولى لأدوات الاتصال التي استعملها الإنسان في الماضي، وتؤدي هذه الأدوات البسيطة القديمة الدور الذي تلعبه ألآت الاتصال الحديثة اليوم، فعندما أراد هذا الإنسان أن يجري اتصالا مع شخص بعيد فكر كيف يتسنى له أن يسمع صوتا لذلك الإنسان البعيد عنه، فكان البوق أو تشكيل يده في  صورة بوق لتصبح وسيلة ليسمع صوته لذلك الشخص البعيد. ( السيف ، 1998 ، ص47 ) 

كما أن الاتصال أساس الحياة وسرها؛ إذ تقوم عليه أمور البشر، حيث ينقل كل واحد إلى الآخر ما يريد نقله، ونعني هنا الاتصال المعرفي، وقد سعى الإنسان منذ زمن بعيد إلى استخدام التقنيات المتاحة والبسيطة في مبناها ومضمونها؛ ليجري اتصالا ناجحا وسريعا ، كما سعى إلى استخدام العربات والعجلات لينقل فكره ورأيه ومعارفه، وكان استخدام الإنسان للخيول والحيوانات مثل الحمام واستخدامه في نقل  الرسائل خطوة كبيرة في تاريخ الاتصال ، ويعتبر اختراع الطباعة نقلة كبيرة متطورة  في تاريخ الإنسانية، أسرعت في تسجيل المعارف ونقلها ، وسهولة حملها  وانتشارها. (وحيد، 1995،ص17) 

تعليقات