U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

التخلف العقلي ، مفهومه ، أسبابه ، تشخيصه ، كيفية علاجه والوقاية منه


التخلف العقلي 

بحث عن التخلف العقلي doc


مقدمة :

سوف نتناول في هذا الفصل بشئ من التفصيل التخلف العقلي . 
ويشمل القسم الخاص بالتخلف العقلي( mental retardation ) ما يلي :

1- تعريفات التخلف العقلي .
2- انتشار التخلف العقلي .
3- تصنيفات التخلف العقلى.
4- أسباب التخلف العقلي .
5- تشخيص التخلف العقلي .
6- خصائص الأطفال المتخلفين عقليا القابلين للتعلم .
7- حاجات الأطفال المتخلفين عقليا القابلين للتعلم .
8- الوقاية من التخلف العقلي .
9- علاج التخلف العقلي .

وفي ما يلي عرض بشئ من التفصيل : 

تعريفات ( مفاهيم ) التخلف العقلي : 

حاول العلماء منذ القدم تحديد مفهوم مشكلة التخلف العقلي وفقا لما توفر لديهم من معطيات علمية وذلك من أجل تقديم الخدمات المختلفة لمن يعاني من التخلف العقلي . 

التعريفات القديمة للتخلف العقلي : 

تناول العلماء القدماء مفهوم التخلف العقلي من زوايا مختلفة ، فهناك من تناوله من الجانب الطبي ، وهناك من استعرضه من الناحية الاجتماعية وهناك من تناوله من وجهة نظر تربوية ، وهناك من تعامل معه من وجهة نظر تكاملية ، والباحث في السطور القادمة يعرض لهذه النظرات المختلفة بشي من التفصيل على النحو التالي : 
التعريفات القديمة التي تناولت التخلف العقلى من الناحية الطبية : 

وصف دول Doll) 1941) : التخلف العقلي من خلال ستة محكات يلزم توفرها لوصف الشخص بأنه يعاني من التخلف العقلي وهذه المحكات هي : 

1. عدم النضج الاجتماعي . 
2. يرجع إلى نقص عقلي . 
3. ناتج عن توقف في النمو العقلي . 
4. له أصل وراثي أو مكتسب . 
5. يبدأ عند البلوغ. 
6. غير قابل للعلاج ( نقلا عن الشناوي ، ۱۹۹۷: ۳۰ ). 

و يعرف جيرفس (التخلف العقلي على أنه حالة توقف أو عدم اكتمال نمو الدماغ وهي ناتجة عن مرض او إصابة قبل المراهقة أو بسبب عوامل جينية (نقلا عن الشناوي ، 1997 : 30 ) 

وقد وضع بينسو تعريفا للتخلف العقلي كالتالي : " ضعف في الوظيفة العقلية ناتج عن عوامل خارجية بحيث يؤدي الي نقص في القدرة العامة للنمو وكذلك في التكامل الادراكي والفهم وبالتالي صعوبة التكيف مع البيئة التي يعيش فيها الفرد . ( نقلا عن الهجرسي ، 2002 : 124 ) 
التعريفات القديمة التي تناولت التخلف العقلي من الناحية الاجتماعية: 

يؤكد تريد جولد Tered Gold) 1947): على أن التخلف العقلي حالة من عدم اكتمال النمو العقلي بدرجة تجعل الفرد عاجزا عن مواعمة نفسه مع الآخرين من العاديين مما يجعله دائما في حاجة إلى رعاية الآخرين في المجتمع (نقلا عن الزيود ، ۱۹۹۵: ۲۰). 

ويعرف ساراسون Sarason )1953): التخلف العقلي بأنه حالة يظهر فيها عدم التوافق الاجتماعي مع الآخرين، وتصاحب بقصور في الجهاز العصبي المركزي ( نقلا عن عبد الباقي ، ۲۰۰۰ : ۲۸ ). 
التعريفات القديمة التي تناولت التخلف العقلي من الناحية التربوية: 

يسمى والسين : الطفل المتخلف عقليا بأنه الطفل الذي يخفق عند تطبيق اختبارات الذكاء المقننة عليه ( نقلا عن الشناوي ، 1997 : 39 ) . 

ويري انجرام : أن الطفل المتخلف عقليا هو الطفل الذي لا يستطيع التحصيل الدراسي في نفس مستوي زملائه في الفصل الدراسي ، وتقع نسبة ذكاءه ما بين 50 -70 . ( نقلا عن عبد الباقي ، 2000 : 29 ) . 
التعريفات القديمة التي تناولت التخلف العقلي من الناحية التكاملية: 

يؤكد هيبر Heber )1959): بأن التخلف العقلي حالة تتميز بمستوى وظيفي دون المتوسط تبدأ أثناء فترة النمو، ويصاحبها قصور في السلوك التكيفي للفرد ( نقلا عن الشناوي ، 1997 : 40 ) . 

وحاول عبد السلام عبدالغفار (1966) : تطوير تعريف هيبر المذكور أعلاه ليصبح على النحو التالي: التخلف العقلي حالة توقف أو عدم اكتمال النمو العقلي يولد بها الطفل أو تحدث في سن مبكرة نتيجة لعوامل وراثية أو جنسية أو فيزيقية ويصعب على أي طفل الشفاء منها. 

وتتضح آثار عدم اكتمال النمو العقلي في مستوى أداء الفرد في المجالات التي ترتبط بالنضج أو التعليم أو المواءمة البيئية بحيث ينحرف مستوى هذا الأداء عن المتوسط في الحدود انحرافيين معياريين سالبين ( نقلا عن الهجرسي ، ۲۰۰۲: ۱۳۱). 

التعريفات الحديثة للتخلف العقلي : 

تعرف منظمة الصحة العالمية (۱۹۹۷): التخلف العقلي بأنه حالة من توقف أو عدم اكتمال نمو العقل والذي يتصف على وجه الخصوص بقصور في مستوى المهارات التي تظهر أثناء مراحل النمو، والتي تسهم في المستوى العام للذكاء أي المهارات المعرفية، اللغوية، الحركية، الاجتماعية، ومن المحتمل أن يكون التخلف العقلي مصحوبا أو غير مصحوب بأي اختلال بدني أو عقلي. 

بالإضافة إلى ذلك فإن الأفراد المتخلفين عقليا أكثر عرضة لخطر الاستغلال البدنى والجنسى، كما قد يظهر هناك قصور في السلوك التكيفي ، إلا أنه في المجتمعات التي يتوفر فيها مقدار من المساندة الاجتماعية فإن هذا القصور قد لا يكون ظاهرا على الإطلاق والعكس صحيح ( 239- 238 1999,,WHO ). 

عرفت الجمعية الأمريكية للطب النفسي في الطبعة الرابعة من الدليل التشخيصي الإحصائي للاضطرابات العقلية (1994) : التخلف العقلي بأنه انخفاض ملحوظ دون المستوى العادي في القدرة العقلية العامة يكون مصحوبا بانخفاض ملحوظ في السلوك التكيفي ويظهر التخلف العقلي قبل سن الثامنة عشرة ( 1994 : 40 , APA, DSM - IV) . 

وقد عرفت الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي في يوليو ۲۰۰۲ م التخلف العقلي انخفاض دال في الوظائف العقلية يظهر قبل عمر الثامنة عشرة ويتزامن ظهوره مع وجود قصور في واحد من ثلاثة أنواع من مهارات السلوك التكيفي التالية : 

- مهارات التواصل : و تشمل المهارات التالية : 

أ‌- التعبير اللغوي 

ب‌- القراءة والكتابة . 

ت‌- استخدام النقود . 

- المهارات الاجتماعية : وتشمل المهارات التالية : 

أ‌- العلاقات الشخصية . 

ب‌- المسؤولية . 

ت‌- أتباع القوانين . 

- المهارات العملية : وتشمل المهارات التالية : 

أ‌- المهارات الشخصية مثل : مهارات الأكل ، اللبس ، النظافة الشخصية . 

ب‌- المهارات الحياتية مثل : مهارات تجهيز الأكل ، أخذ الدواء، استخدام الهاتف ، إدارة الأموال ، استخدام الموصلات . 

ت‌- المهارات المهنية. د. مهارات المحافظة على الأمن (2002 , AAMR) .

أوجه الشبه والاختلاف بين التعريفات القديمة والحديثة للتخلف العقلي : 

أولا : أوجه الشبه بين التعريفات القديمة والحديثة للتخلف العقلي : 


1- استهدفت التعريفات القديمة والحديثة محاولة تحديد ماهية التخلف العقلي . 

2- أكدت كل من التعريفات القديمة والحديثة على ضرورة توفر محك نقص القدرة العقلية كشرط أساسي لوصف الشخص بأنه يعاني من تخلف عقلي . 

ثانيا : أوجه الاختلاف بين التعريفات القديمة والحديثة للتخلف العقلي : 

1. جاعت التعريفات القديمة نتيجة لجهود فردية من علماء في تخصصات مختلفة كالتربية والطب والاجتماع ، وبالتالي افتقدت للشمولية والوضوح والوصف الدقيق لماهية التخلف العقلي على وجه التحديد، بينما تبلورت التعريفات الحديثة بجهود جماعية من علماء في شتى التخصصات تجمعهم مؤسسات علمية كبيرة كمنظمة الصحة العالمية وبالتالي اتصفت بأنها شاملة وتصف إلى حد بعيد ودقيق التخلف العقلي . 

2. اهتمت التعريفات القديمة بوصف التخلف العقلي من خلال جانب أو جانبين كما اتضح ذلك من خلال التعريفات القديمة الأنفة الذكر، فبعض العلماء وصف التخلف العقلي من زاوية طبية بحتة ، والبعض الآخر وصف التخلف من زاوية تربوية بحتة ، والبعض أكد على أهمية وجود قصور في الجانب الاجتماعي لوصف الشخص بأنه متخلف عقليا. بينما نجد أن التعريفات الحديثة اتسمت بنظرتها الشمولية فهي تصف التخلف العقلي من خلال محكات متعددة كانخفاض القدرة العقلية ، القصور في السلوك التكيفي ، العمر، وإضافة إلى ذلك تؤكد التعريفات الحديثة على أهمية التاريخ العائلي والقياس النفسي لتحديد التخلف العقلي .

 انتشار التخلف العقلي : 

وفقا للدراسات العلمية الحديثة فإن نسبة التخلف العقلي في المجتمع تشكل 1% من مجموع السكان ( 2000 , Sadock & Sadock ) . وهناك دراسات أخرى تشير إلى أن نسبة التخلف العقلي قد تصل من 1% إلى 3% من مجموع السكان ( 1996 , Dykens & Hodapp ). 

وفي المقابل يتعذر التوصل إلى معرفة دقيقة حول نسب انتشار التخلف العقلي في المجتمعات العربية، وذلك لندرة الدراسات الإحصائية التي تستهدف تحديد حجم المشكلة من حيث المتغيرات المختلفة كالجنس والعمر ، ولكن نظرة سريعة إلى واقع الوطن العربي والظروف المحيطة تجعل من السهل على أي مختص أن يجزم بارتفاع نسبة التخلف العقلي مقارنة بالمجتمعات الغربية للأسباب التالية : 

أ‌- ارتفاع معدل الفقر وتدني مستوى الخدمات الصحية والاجتماعية . 

ب‌- ارتفاع مستوى الأمية خاصة لدى النساء وما يترتب على ذلك من انخفاض مستوى الوعي بأسباب الإعاقة ومخاطرها والإجراءات الوقائية المناسبة. 

ت‌- الحروب ونتائجها، حيث أن نظرة سريعة إلى التاريخ المعاصر للوطن العربي تشير إلى وقوع ما يزيد عن (۲۰) حربا أو نزاعا عسكريا قاسيا ومستمرا على مدى العقدين المنصرمين. ولا تقتصر نتائج هذه الصراعات على الضحايا المباشرين للصراع العسكري فقط، بل تمتد لتشمل الآثار الاقتصادية والاجتماعية التي يخلفها على مجتمعاتنا ومستقبل الإنسان فيها ويعتبر الأطفال من أكثر الأفراد عرضة لهذه النتائج. وتجدر الإشارة هنا إلى ما استخلصه اليونيسف من أن الأطفال هم من أكثر الفئات تضررا من نتائج الحروب والصراعات العسكرية سواء على المدى القريب أم البعيد . 

ث‌- الكوارث الطبيعية كالجفاف والمجاعات والزلازل والفيضانات . 

ج‌- السرعة الهائلة للتغير المادي والاجتماعي الذي شهدته بعض المجتمعات العربية وما ترتب عليه من آثار جانبية على الإنسان في تلك المجتمعات خاصة الشباب والأطفال. ومن أبسط الأمثلة على ذلك الإعاقات الناتجة عن تزايد حوادث السيارات والإصابات المنزلية، ومشكلات المخدرات والتفكك الأسري..............الخ . ( القريوتي وآخرون ، ۲۰۰۱).

تصنيفات التخلف العقلي : 

تتعدد تصنيفات التخلف العقلي تبعا لمعايير مختلفة فهناك التصنيف التربوي التصنيف الطبي، التصنيف النفسي ، التصنيف حسب توقيت الإصابة والباحث في السطور التالية يعرض للتصنيفات المختلفة للتخلف العقلي على النحو التالي: 

أ- التصنيف النفسي للتخلف العقلي  : 

يعتمد هذا التصنيف على تصنيف الأفراد وفقا لما يحصلوا عليه من درجات على اختبارات الذكاء المقننة ويتضمن التصنيف النفسي الفئات التالية كما أوردها سادوك وسادوك . 

1- فئة التخلف العقلي البسيط : 
وتشكل هذه الفئة النسبة الكبرى من مجموع المتخلفين عقليا والتي تبلغ حوالي 85% ، وتتراوح درجات ذكاء المصنفين في هذه الفئة ما بين 55 إلى أقل من 70، ويطلق عليهم فئة القابلين للتعلم، فهم قادرون على تعلم المهارات الحسابية والقراءة والكتابة ، وقد يصلون إلى الصف السادس الابتدائي بصعوبة وعند عمر متأخر في حدود 17 - 16 سنة، وهم قادرون بيولوجيا على الزواج وتكوين الأسر والعمل . 

2- فئة التخلف العقلي المتوسط : 

وتشكل هذه الفئة ما نسبته 10% من مجموع المتخلفين عقليا، وتتراوح درجات ذكاء المصنفين في هذه الفئة ما بين 40 - إلى أقل من 55، ويطلق عليهم فئة القابلين للتدريب وهم قادرون على العناية بأنفسهم وكسب لقمة العيش من خلال التدرب على مهارات يدوية بسيطة ومن ثم الحصول على عمل يدوي بسيط . 

3- التخلف العقلي الشديد : 

وتشكل هذه الفئة حوالي 3%- 4% من مجموع المتخلفين عقليا وتتراوح درجات ذكاء الأفراد المصنفين في هذه الفئة ما بين 5 إلى أقل من 40 وهم غير قابلين للتعلم أو العمل بيد أنهم قادرون على التدرب على المهارات الاستقلالية كمهارات الأكل، العناية بالنفس، وغالبا ما يحتاجون إلى إشراف ومتابعة مباشرة من قبل الراشدين في الأسرة ولذلك يطلق البعض عليهم مسمى "الاعتماديون ". 

4- التخلف العقلي العميق : 

وتشكل هذه الفئة ما نسبته 1% - 2% من مجموع المتخلفين عقليا وتصل درجات ذكاء المصنفين في هذه الفئة ۲۵ فأقل، وهم غير قابلين على التعلم أو التدريب أو حتى التدرب على المهارات الاستقلالية كمهارات الأكل والنظافة ولذلك يحتاجون إلى رعاية تامة في دور تأهيل متخصصة وتحت إشراف طبي اجتماعي – نفسي ( 2600-2598 : 2000 , Sadock & Sadock ). 

ب- التصنيف التربوي للتخلف العقلي : 

يعتمد على تصنيف الأفراد وفقا لقدراتهم على التعلم أو التدريب ويتضمن التصنيف التربوي الفئات التالية ، كما أوردها السرطاوي وسيسالم (1992: 96 – 97) على النحو التالي : 

1-  المتخلفون عقليا القابلون للتعلم : 

وهم من القابلين للتعلم المهارات الأكاديمية المختلفة كالحساب والقراءة، ويندرج في هذا التصنيف المتخلفين تخلفا عقليا بسيطا . 

2- المتخلفون عقليا القابلون للتدريب : 

وهم من القابلين للتدريب على مهارات الحياة اليومية وعلى أداء بعض الأعمال البسيطة التي تمكنهم من كسب لقمة العيش ويندرج في هذا التصنيف المتخلفين تخلفا عقليا متوسطا. 

3- المتخلفون عقليا الاعتماديون : 

وهم من غير القابلين للتعلم أو التدريب ويحتاجون إلى رعاية واهتمام الآخرين، ويندرج في هذه الفئة المتخلفين تخلفا عقليا شديدا وعميقا ( السرطاوي وسيسالم ، ۱۹۹۲: ۹۹ – ۹۷) . 

ت- التصنيف الطبي للتخلف العقلي : 

يقوم التصنيف الطبي على فكرة تصنيف الأفراد وفقا لخصائص وعلامات جسمية ظاهرة ومميزة ، ويشمل التصنيف الطبي ما يلي : 

1- متلازمة دوان : 

وتمثل ۱۰% من حالات التخلف العقلي المتوسط والشديد وترجع إلى وجود کروموسوم زائد في أحد كروموسومات الجنس (الزوج رقم ۲۱) لتصبح عدد الكروموسومات في الخلية المخصبة 47 بدلا من 46 کروموسوما، وهذا الكروموسوم الزائد هو سبب تشابه ملامح هذه الفئة من الأطفال وكأنهم من أسرة واحدة (الشناوي ، ۱۹۹۷). 

2- الحالات المرتبطة بعامل الريزيسي ( RH ) 

هذا العامل هو أحد مكونات الدم فإذا وجد عند شخص ما كان موجبا من حيث العامل RH وإذا لم يوجد لديه كان هذا الشخص سالبا من حيث هذا العامل والغالبية العظمى من الناس (85%) يحملون RH موجب في فصيلة الدم ، بينما تحمل القلة RH سالب فإذا كانت فصيلة الأم تحمل RH سالب ويحمل الأب RH موجب ورث الطفل من أبيه RH موجب ويترتب على اختلاف دم الأم عن دم الجنين إلى تكوين أجسام مضادة في دم الأم تتسرب إلى الجنين عن طريق الحبل السري فتهاجمه وتتلف جزءا كبيرا من كرات الدم الحمراء وفي الحالات التي لا تحدث فيها وفاة الجنين تصل الأجسام المضادة إلى خلايا المخ فتؤثر على وظائفه، وتؤدي إلى التخلف العقلي ( الشناوي ، ۱۹۹۷؛ صادق ، ۱۹۸۲ ). 

٣- القصاع ( القزامة ): 

يكون فيها الفرد قصيرا لا يتجاوز فيها طوله ۸۰-۹۰ سم في الرشد وترجع إلى أسباب وراثية أو خلقية نتيجة لنقص إفرازات الغدة الدرقية لدى الأم الحامل ، وقد ترجع إلى عوامل مكتسبة لنقص عنصر اليود في غذاء الطفل بعد الميلاد - الأمر الذي يؤدي إلى تلف المخ ويبدو على الطفل الكسل والخمول وبطء الاستجابة والنمو النفسي الحركي ، ويتأخر نمو الكلام ، وتتراوح درجة التخلف العقلي لدى من يعانون من القصاع ما بين التخلف المتوسط والشديد (عكاشة ، ۱۹۹۲؛ صادق ، ۱۹۸۲) . 

4- صغر الجمجمة : 

تظهر نتيجة عدم نمو المخ بدرجة كافية فلا يتجاوز محيط الجمجمة عند تمام النمو عن ۱۷-۱۹ بوصة (متوسط الشخص السوي ۲۲ بوصة) ويتميز أصحابها بقصر القامة، ويقعون في مستويات التخلف المتوسط والشديد والعميق، وتوجد لديهم صعوبات في اللغة والمهارات الاجتماعية المختلفة ، وترجع حالات صغر الجمجمة إلى أسباب وراثية نتيجة لعامل جيني فطري متنحي، أو إلى عوامل مكتسبة قبل أو أثناء أو بعد الولادة كإصابة الأم بالحصبة الألمانية، أو الزهري أو التعرض لأشعة إكس أو نتيجة حدوث نزيف أثناء الولادة أو انسداد أحد شرايين المخ، أو التعرض الطفل بعد الولادة للالتهابات السحائية أو التسمم أو إصابة المخ ( الشناوي ، ۱۹۹۷؛ عكاشة ۱۹۹۲؛ صادق ، ۱۹۸۲). 

5- الشلل السحائي : 

هي أكثر الحالات المصاحبة للتخلف العقلي لاسيما من الدرجات المتوسطة والشديدة فحوالي 50%- ۷۰% من حالات الشلل السحائي ويظهر نتيجة التسمم مما يؤدي إلى القصور في تكوين المخ ( عبدالمطلب القريطي ، 1996). 

6- الفينيل كيتونوريا : 

وهي الحالات التي يحدث لديها خلل في التمثيل الغذائي للحامض الأميني المعروف باسم فنيل ألين الذي يدخل في تكوين اللحوم بسبب ضعف في عمل الغدة الكبدية - ويؤدي ارتفاع هذا الحامض في الدم إلى تسمم خلايا المخ مما ينتج عنه موت خلايا المخ ولهذه الحالات صفة وراثية إذ يتوقف ظهورها على وجود هذا العامل الوراثي لدى الوالدين وتحدث أيضا إذا كانت الأم مصابة بهذه الحالة مما يجعل بيئة الرحم محتوية على مستويات عالية من الفينيل الأنين والكيتونات فينتج عنها تخلف عقلي شديد ، وتتميز هذه الحالات بانخفاض شديد في درجات الذكاء واضطرابات سلوكية وحركية زائدة (1995 ,Kneer ). 

7- كبر الجمجمة : 

تتميز بكبر محيط الجمجمة وزيادة حجم الدماغ ووزنه نتيجة لزيادة المادة البيضاء وترجع هذه الحالة إلى وجود عيب في المخ انتقل عن طريق الجينات الوراثية وتتراوح درجات ذكاء من يعاني من كبر الجمجمة من ۲۰- ۵۰ (عكاشة ، ۱۹۹۲). 

8- استسقاء الدماغ : 

وينتج عن تراكم السائل النخاعي الشوكي داخل الجمجمة مما يؤدي إلى زيادة الضغوط داخلها فتتلف أنسجة الدماغ، وترجع زيادة هذا السائل إلى اختلاف إعادة امتصاصه أو وجود عائق يمنع انسيابه وجريانه السوي وتحدث هذه الحالة نتيجة حدوث عدوى الزهري أو الالتهاب السحائي الذي تصاب به الأم أثناء الحمل ، ويصل محيط الرأس إلى 75 سم وتتوقف شدة الإعاقة العقلية على مقدار التلف الذي حدث في أنسجة المخ وغالبا ما يصاب الطفل الذي يعاني من استسقاء الدماغ بتخلف عقلي شديد إلا أن التدخل الجراحي لخفض ضغط تراكم السائل الشوكي داخل الجمجمة يخفف من درجة الإعاقة العقلية ( عكاشة ، ۱۹۹۲). 

التصنيف حسب أسباب التخلف العقلي : 

ويقوم على فكرة تصنيف الأفراد في فئات التخلف العقلي وفقا لأسباب مختلفة ، ويتضمن التصنيف حسب أسباب التخلف العقلي ما يلي : 

 تصنيف تريد جولد Tredgold للتخلف العقلي  :

 وهو من أقدم التصنيفات السببية حيث يصنف التخلف العقلي إلى الفئات التالية: 

أ. فئة التخلف العقلي الأولى: وتشمل هذه الفئة تلك الحالات التي ترجع الأسباب أو عوامل وراثية . 

ب. فئة التخلف العقلي الثانوي : وتشمل حالات التخلف العقلي التي تعود أسبابها إلى عوامل بيئية كالأمراض أو الإصابات أو التشوهات الخلقية التي تحدث قبل وأثناء وبعد الولادة . 

ج. فئة التخلف العقلي المختلط (وراثي وبيئي): وتشمل تلك الحالات التي تشترك فيها العوامل أو المسببات الوراثية والبيئية معا. 

د. فئة التخلف العقلي غير محدد الأسباب: وتشمل هذه الفئة الغالبية العظمی من المتخلفين عقليا ( وخاصة مستوى التخلف العقلي البسيط ) التي يصعب فيها تحديد أسباب أو عوامل معينة أدت إلى التخلف ( نقلا عن الريحاني ، 1981 : 95 ) . 

تصنيف الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي : 

تصنف الأفراد المتخلفين عقليا إلى عشر فئات تبعا لأسباب التخلف العقلي المختلفة على النحو التالي : 

أ‌- أن تخلف عقلي مرتبط بأمراض معدية: مثل الحصبة الألمانية والزهري خاصة إذا حدثت الإصابة في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل . 

ب‌- تخلف عقلي مرتبط بأمراض التسمم: مثل إصابة المخ الناتجة عن تسمم الأم بالرصاص أو أكسيد الكربون . 

ت‌- تخلف عقلي مرتبط بأمراض ناتجة عن إصابات جسمية : مثل إصابة الدماغ أثناء الولادة أو بعدها لأي سبب من الأسباب . 

ث‌- تخلف عقلي مرتبط بأمراض اضطرابات التمثيل الغذائي: مثل حالات الفينيل كيتونوريا والجلاكتوسيميا . 

ج‌- تخلف عقلي مرتبط بخلل الكروموسومات : مثل عرض دوان . 

ح‌- تخلف عقلي مرتبط بأمراض ناتجة عن أورام غريبة: مثل الدرن . 

خ‌- تخلف عقلي مرتبط بأمراض غير معروف أسبابها تحدث قبل الولادة . 

د‌- تخلف عقلي مرتبط باضطراب عقلي : مثل التوحد الطفولي . 

ذ‌- تخلف عقلي مرتبط بأمراض غير معروف أسبابها تحدث بعد الولادة . 

ر‌- تخلف عقلي مرتبط بأسباب غير عضوية: ناتج عن عوامل أسرية وثقافية كالحرمان الثقافي أو البيئي ( نقلا عن مرسي ، ۱۹۹۶: ۲۰- ۲۹). 

التصنيف حسب وقت الإصابة بالتخلف العقلي : 

ويتضمن التصنيف حسب وقت الإصابة بالتخلف العقلي ما يلي : 

أ‌- أن تخلف عقلي يحدث في مرحلة قبل الولادة : ويتضمن الحالات التي يحدث فيها التخلف العقلي لأسباب جسمية واضطرابات كيميائية تنتقل إلى الجنين من الوالدين أو إحداهما . مثل عامل الريزسي RH وعدم انضباط السكر في الدم والضغط المرتفع الذي يمكن أن يؤثر على نمو الجهاز العصبي المركزي للجنين ، وتعاطي الكحوليات والعقاقير المزمنة أثناء الحمل وتعاطي الأدوية الأحداث المناعة أثناء الحمل وإصابة الأم بالأمراض الفيروسية المعدية كالحصبة الألمانية والزهري. 

ب‌- تخلف عقلي يحدث أثناء الولادة : يتضمن الحالات التي يتعرض فيها الجنين للإصابة أثناء الولادة كالاختناق أو إصابة الدماغ من جراء استخدام أجهزة الولادة . 

ت‌- تخلف عقلي يحدث بعد الولادة : ويتمثل في الحالات التي تحدث الإصابة لديها خلال فترة النمو كتعرض الفرد لبعض الأمراض كالالتهابات السحائية إصابة المخ نتيجة التسمم بالرصاص ، أو أول أكسيد الكربون ، والإصابات المباشرة للدماغ نتيجة الحوادث ( صادق ، ۱۹۸۲). 

أسباب التخلف ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ : 

تتعدد الأسباب المؤدية إلى التخلف العقلي فهناك من يرى من العلماء بان أسباب التخلف العقلي وراثية بحتة وهناك من يرى بأن أسباب التخلف العقلي بيئية بحتة وهناك من يرى أسبابا أخرى ، والباحث يستعرض في السطور التالية ابرز أسباب التخلف العقلي التي توصل إليها العلماء والتي تشمل الأسباب التالية : 

أ- الأسباب الوراثية للتخلف العقلي وتنقسم إلى : 

١. الأسباب الوراثية المباشرة : 

وتشمل الأسباب الجينية التي تؤثر في الجنين لحظة الإخصاب، من خلال التفاعل بين الخصائص الوراثية من جانب الأب وتلك التي تأتي من جانب الأم. فإذا كانت صفة التخلف العقلي صفة سائدة لدى أحد الوالدين فإن احتمال ظهورها فِي الأبناء هي (۱:۳) أما إذا كانت صفة التخلف العقلي متنحية لدى الوالدين ( أي أن الصفة لا تظهر على أي من الوالدين ولكنهما حاملان لها وقادران على توريثها ) فينتج عنها توريث تلك الصفة لبعض الأبناء. ويمكن القول أن احتمال ظهور الأسباب الوراثية في المجتمعات العربية أعلى منه في المجتمعات الغربية، نظرا لارتفاع نسبة زواج الأقارب في المجتمعات العربية مقارنة مع تلك المجتمعات، ففي المملكة العربية السعودية على سبيل المثال قدر أن الوراثة مسؤولة عن حوالي 22% من حالات التخلف العقلي ( القريوتي وآخرون ، ۱۹۸۹). 

2-  أسباب وراثية غير مباشرة: 

والتي لا تورث صفة التخلف العقلي مباشرة بل تورث خصائص بيولوجية تؤدي إلى التخلف العقلي ومنها ما يلي : 

أ. الاضطرابات في عملية التمثيل الغذائي – الأيض :
 وهذه الاضطرابات متعددة وقد تصل إلى (۹۰) نوعا . وتنجم الاضطرابات في التمثيل الغذائي عن توريث الجنين قصورا في بعض الإنزيمات المسؤولة عن هضم البروتينات أو الكربوهيدرات أو الدهون. وفي العادة تؤدي اضطرابات التمثيل الغذائي إلى درجة شديدة من الإعاقة العقلية ومن الأمثلة الواضحة على اضطرابات التمثيل الغذائي حالة الفينيل كيتونوريا وتنتج هذه الحالة من النقص في الإنزيمات المسؤولة عن هضم أحد الأحماض الأمينية وهو حامض الفنيل ألين، الذي يتم تحويله بفعل عملية الهضم إلى مواد بروتينية، والتي تعتبر ضرورية لعمليات النمو. وتؤدي الزيادة في الحامض إلى ترسبه في الدم، مما يؤدي إلى إحداث تسمم في الدماغ ( الريحاني ، 1985). 

ب. الاضطرابات الكروموسومية: 
وتشير إلى الخلل الذي تتعرض له عملية انقسام البويضة الملقحة، ومن الأمثلة الشائعة في الاضطرابات الكروموسومية التي تسبب التخلف العقلي الحالة المعروفة باسم متلازمة دوان، ويشكل الأطفال المصابون بهذه الحالة حوالي (10%) من المتخلفين عقليا بدرجة متوسطة وشديدة. ومما يلاحظ بالنسبة لمتلازمة دوان أنها ترتبط ارتباطا كبيرا بتقدم عمر الأم الحامل بعد سن الخامسة والثلاثين. وهذا لا يعني بالضرورة أن الأمهات الأصغر سنا لا ينجبن أطفالا مصابين بمتلازمة دوان، ولكن نسبة حدوث إنجاب بطفل لديه متلازمة داون لديهن قليلة إذا ما قورنت بالحوامل فوق سن الخامسة والثلاثين عاما ( 1987 , Hardman ). 

ب- أسباب التخلف العقلي المتعلقة بالحوادث والأمراض التي تتعرض لها الحامل أثناء الحمل ومنها ما يلي : 

1. الحصبة الألمانية: التي عندما تصاب بها الحامل تؤثر علي الجنين ، خاصة اذا ما حدث ذلك خلال الأشهر الأولي من الحمل . 

2. مرض الزهري: ويعتبر من الأمراض التي إذا أصيبت بها الأم الحامل أثرت على الجنين في مراحل نموه المتأخرة مما قد ينتج عنه تخلف عقلي . 

٣. التعرض للإشعاعات أثناء فترة الحمل: وتؤدي هذه الإشعاعات إلى إحداث تلف في خلايا المخ ، مما ينتج عنه تخلف عقلي، ومن هذه الإشعاعات أشعة إكس والإشعاع النووي وغيرها ( الشناوي ، ۱۹۹۷). 

ت- أسباب متعلقة بالحوادث التي تحدث أثناء الولادة ومنها : 

1. الإصابات التي تحدث للدماغ: بواسطة أجهزة الولادة، وتعرف أحيانا بالإصابات الميكانيكية أثناء الوضع خاصة في حالات الولادة المتعسرة. 

2. نقص الأكسجين أثناء الولادة : إذا حدث ذلك لأكثر من ثلاث دقائق فإنه يؤدي إلى نقص الأكسجين في المخ وبالتالي تعرضه للتلف . 

3. الولادة المبسترة : حيث يولد الطفل ناقص الوزن والنمو مما يزيد من قابليته للتأثر بالإصابات والأمراض ( السرطاوي و سيسالم ، ۱۹۹۲). 

ث- أسباب بيئية تحدث بعد ولادة الطفل أو أثناء مراحل نموه : 

وتتضمن الأسباب البيئية ما يلي : 

1. أمراض تصيب المخ بعد الولادة مباشرة: وتكون ناتجة عن فيروس أو عن جراثيم . 

2. التسمم: هناك أنواع عديدة من التسمم منها ما وهو متصل بتناول العقاقير والأدوية بطريقة خاطئة أو تناول بعض المواد الكيماوية، أو التسمم بالرصاص أو أول أكسيد الكربون، وغيرها من المواد التي قد يتناولها وتؤثر على الجهاز العصبي المركزي . 

3. أمراض المخ الشديدة: ومن أهمها تصلب الأنسجة الدرني :وهو اضطراب نادر الحدوث ينتج عنه أورام في المخ والوجه والكليتين والعينين والقلب والرئتين. وتتراوح حالة التخلف العقلي الناتجة عن تصلب الأنسجة الدرني مابين البسيط والشديد . 

4. نقص الأكسجين بعد الميلاد: ويتمثل هذا العامل في حالات الاختناق المختلفة التي يتعرض لها الطفل بعد الولادة. 

5. إصابة بعد الميلاد: وهي عبارة عن إصابات أو رضوض تحدث نتيجة الكسور في الجمجمة، أو ناتجة عن الكدمات والرضوض التي تصيب الجمجمة نتيجة لحوادث السيارات أو السقوط من مكان مرتفع أو الارتطام بأشياء صلبة. 

6. العوامل البيئية والحرمان من الخبرات البيئية : ويتمثل في نقص الخبرات والمثيرات المعرفية والثقافية، أو نتيجة لظروف اقتصادية أو نفسية أو اجتماعية سيئة يمر بها الفرد ، و غالبا ما يؤدي الحرمان البيئي إلى تخلف عقلي بسيط ( السرطاوي وسيسالم ، ۱۹۹۲). 

تشخيص التخلف العقلي : 

الدليل التشخيصي الذي أصدرته الجمعية الأمريكية حول تصنيف وتشخيص التخلف العقلي يؤكد على ضرورة توفر ثلاثة عناصر التشخيص الفرد بأنه يعاني من تخلف عقلي وهذه المعايير هي : 

١. مستوى الأداء العقلي العام دون المتوسط، حيث يكون حاصل ذكاء الفرد دون ۷۰ كما تقيسه اختبارات الذكاء، وبالنسبة للمواليد حديثا أو من هم في مرحلة المهد والرضاعة، فإن اختبارات الذكاء المتاحة لا تعطي درجة كمية وبالتالي يمكن الحكم عليهم من خلال الفحص السريري والملاحظة الإكلينيكية لتحديد المستوى المتدني للأداء العقلي . 

۲. قصور في السلوك التكيفي يميز الشخص خلال مرحلة النمو مع تقدمه في العمر . 

٣. بداية حدوثه قبل سن الثامنة عشر ( 40 , 1994, DSM – IV , APA ) . 

ولتحديد مدى توافر العناصر الثلاثة المذكورة أعلاه فإن الأمر يتطلب جهدا جماعيا من قبل فريق متكامل من المختصين كل يقوم بالدور المناط به لتحديد وجود ودرجة التخلف العقلي لدى الطفل وعليه فإن عملية التشخيص عملية تكاملية تنقسم إلى الأنواع التالية : 

أ- التشخيص الطبي : 

يقدم طبيب الأطفال تقريرا عن العديد من الجوانب في حياة الطفل مثل التاريخ الوراثي وأسباب التخلف وظروف الحمل والعلاجات التي تناولتها الأم الحامل وسوء التغذية، ويقدم صورة عن الأمراض التي تعرضت لها الأم الحامل، ويقدم تقريرا أيضا عن الأمراض التي تعرض لها الطفل والحوادث التي تعرض لها في طفولته، ويدرس تاريخ الأسرة والجهاز العصبي للطفل وفحوصات البول والدم والسائل النخاعي ( العزة ، ۲۰۰۰). 

ب- التشخيص النفسي : 

يقوم بهذا التشخيص اختصاصي في القياس النفسي والإكلينيكي حيث يحدد درجة ذكاء الطفل عن طريق استخدام اختبارات الذكاء المقننة، وكذلك يقدم تقريرا عن جوانب النمو الاجتماعي والانفعالي و اللغوي للطفل من خلال مقابلة الطفل وأسرته وإعداد تقرير مفصل حول نموه وخصائصه المختلفة، ومن الأدوات التي يستخدمها الاختصاصي النفسي لقياس وتحديد الذكاء الاجتماعي والعقلي ما يلي : 

1. اختبار ستانفورد - بينيه للذكاء . 

2. مقياس وكسلر لذكاء الأطفال . 

3. اختبار رسم الرجل جوادنف . 

4. مقياس فاينلاد للنضج الاجتماعي ( العزة ، ۲۰۰۱؛ السرطاوي و سيسالم ، 1992 ) 

ج- التشخيص الاجتماعي : 

يقوم بهذا التشخيص الأخصائي الاجتماعي حيث يقدم تقريرا مفصلا عن الظروف الاجتماعية والاقتصادية للأسرة من خلال دراسة التاريخ الاجتماعي والاقتصادي للأسرة . 

د- التشخيص التربوي: 

يقوم بهذا الدور أخصائي التربية الخاصة والذي يقدم تقريرا عن التاريخ التربوي للفرد وقدرته على التعلم، ومستوى تحصيله المدرسي كما أن هذا المختص يقوم بتحديد أنواع الخدمات التربوية التي يحتاج إليها الطفل ( العزة ،2001 ) . 

خصائص الأطفال ذوي الإعاقة العقلية : 

تتعدد الخصائص المميزة للأطفال المتخلفين عقليا وتختلف باختلاف درجة التخلف العقلي ، وحيث أن الدراسة على الأطفال المتخلفين عقليا القابلين للتعلم فسيعرض الباحث أهم خصائص هؤلاء الأطفال وفي هذا السياق يلخص هارون ( 2000 ، 47:50) نتائج كثير من الدراسات فيما يتعلق بخصائص الأطفال المتخلفين عقليا القابلين للتعلم على النحو التالي : 

أ‌- الخصائص الاجتماعية – الانفعالية : 

يتصف الأطفال القابلون للتعلم بواحدة أو أكثر من الصفات التالية : 

1. يتعرضون للكثير من المواقف الفاشلة منذ سن مبكرة. ولهذا فهم يتوقعون الفشل في الأعمال الصعبة مما ينمي لديهم الشعور بالفشل ولمحاولتهم الهروب من مزيد من إحباطات الفشل ينخفض عندهم مستوى الطموح بدرجة ملحوظة مما يجعلهم غير قادرين على تحقيق الأهداف . 

2. يطلب الكثير منهم المساعدة والعون من المعلم أو من الأقران لعدم ثقتهم في قدراتهم الذاتية فهم يعولون كثيرا على الآخرين لحل مشكلاتهم . 

3. غالبا ما ينظرون إلى عواقب سلوكهم ( سواء إيجابية أم سلبية ) على أنها فوق سيطرتهم نتيجة لقوى خارجية مثل الحظ و الصدفة أو أناس آخرين. 

4. بصفة عامة لا ينالون في كثير من الأحيان قبول أقرانهم العاديين مما يعرضهم إلى النبذ الاجتماعي . 

5. تؤكد نتائج بعض الدراسات النظرة القائلة بأن التلاميذ المتخلفين عقليا القابلين للتعلم يتمتعون بمفهوم ذات مهزوز ويشعرون دائما بالدونية. 

6. ربما تكون هنالك مشکلات سلوكية كثيرة لدى التلاميذ المتخلفين عقليا القابلين للتعلم بسبب مستوى الإحباط المنخفض لديهم. 

7. يرجع فشلهم في الأعمال شبه الحرفية بصفة عامة إلى خصائصهم الشخصية والاجتماعية وتبادل العلاقات الشخصية مع الآخرين أكثر من رجوعها إلى عدم قدرتهم على إنجاز المهمة. 

ب- الخصائص التعليمية : 

يتصف الأطفال القابلون للتعلم بواحدة أو أكثر من الصفات التالية : 

1. لديهم صعوبة كبيرة في اختيار المهمة التعليمية . 

2. أقل ميلا لتوظيف الاستراتيجيات الفعالة لتنظيم المعلومات التي يتلقونها من أجل تخزينها واسترجاعها لاحقا. 

3. أظهرت نتائج البحوث بصفة عامة أن الأطفال القابلين للتعليم أبدوا صعوبة كبيرة في مجال التذكر قصير المدى برغم أنهم إلى حد ما ) أظهروا تذكرا للمعلومات على المدى الطويل. 

4. لديهم قدرة محدودة للانهماك في عملية التفكير المجرد أو للعمل بمواد أكثر تجريدا۔ 

5. يظهرون عجزا في تعلم المعلومات غير المتصلة بالمهنة التعليمية التي تحت الأداء (ضعف القدرة على التعلم العفوي) . 

ج- الخصائص الأكاديمية : 

يتصف التلاميذ القابلون للتعلم بواحدة أو أكثر من الصفات التالية: 

1. عندما نضع إمكانياتهم العقلية في الاعتبار فهم غير قادرين على الإنجاز عند المستوى المتوقع منهم. 

2. الأداء الأكاديمي لديهم أدنى من أقرانهم العاديين في العمر . 

3. جميع مهارات القراءة وخاصة تلك المتصلة بفهم ما يقرأ والتقاط المفردات يسبب لهم صعوبات كبيرة. 

4. العمر العقلي لديهم أدنى من العمر الزمني مما يجعلهم غير مستعدين الكتابة والقراءة والإملاء والحساب عند التحاقهم بالمرحلة الابتدائية. 

5. لا يتوقع منهم أن يغطوا جميع مواد العام الدراسي في الفترة الزمنية المحددة لها، كما هو الحال عند أقرانهم العاديين لانخفاض معدل النمو العقلي لديهم. 

6. يتمتعون بقصر مدى الانتباه والافتقار إلى التركيز والمشاركة. 

7. يتمتعون بمستوى منخفض من تحمل الإحباط 

8. يحدد العمر العقلي مستوى الاهتمامات الديهم ولهذا فاهتماماتهم غير متمايزة تماما كما هو الحال عند صغار السن من الأطفال العاديين. 

9. أقصى ما يصل إليه مستواهم الدراسي لا يتعدى الصف الثاني إلى الصف السادس الابتدائي معتمدا على نضجهم العقلي وقدراتهم الخاصة. 

د- الخصائص البدنية والصحية : 

يتصف التلاميذ القابلون للتعلم بواحدة أو أكثر من الصفات التالية: 

1. بعض الأطفال القابلين للتعلم أقل من العاديين في الصفات الجسمية كالطول والوزن والحجم . 

2. معظم الأطفال القابلين للتعلم أداؤهم الوظيفي أدنى من أقرانهم العاديين في جميع مجالات الإتقان الحركي. 

3. بعض الأطفال القابلين للتعلم تصاحبهم مشكلات بدنية مثل الشلل الدماغي، القصور الجسمي، التشنجات، الإصابات الناجمة من إساءة معاملتهم كإصابات الرأس. 

4. بعضهم لديه مشكلات في التغذية، والقابلية للإصابة بالأمراض ، وقصور العناية الصحية ، ومشكلات الأسنان ( هارون ۲۰۰۰ : 47 - 50). 

بيد أن كثيرا من الباحثين في الوقت الراهن لا يتفقون كثيرا مع ما أشار إليه هارون أعلاه بخصوص الخصائص الجسمية والصحية للأطفال المتخلفين عقليا القابلين للتعلم .

 فقد أشار كل من السرطاوي وسيسالم (۱۹۹۲) إلى نتائج بعض الدراسات التي لا تتفق مع ما أشار إليه هارون أعلاه ، ومن ذلك ما أشار إليه الباحثان هات وجيبي(Gabby & Hutt 1979) في هذا الخصوص إلى أن معظم الأفراد المتخلفين عقليا القابلين للتعلم لا يختلفون عن الأطفال العاديين في المظهر الجسمي أو في النمو والأداء الجسمي العام. 

وأيضا أكد هذه النظرة جونسون Johnson (1963) عندما أشار إلى أن معظم الدراسات التي أجريت في هذا الميدان منذ الثلث الأول من القرن العشرين قد وجدت أن المتخلفين عقليا من فئة القابلين للتعليم يقاربون الأسوياء في معدل النمو الجسمي ويتبعون المعدل نفسه في النمو تقريبا (السرطاوي وسيسالم ۱۹۹۲). 

أما فيما يتعلق بالحالة الصحية العامة فقد أشار صادق (۱۹۸۲) إلى أن معظم حالات التأخر العقلي القابلة للتعلم لا يصاحبها وجود حالات مرضية بدرجة كبيرة ، فمعظم الحالات المرضية التي تصاحب التخلف العقلي تكون نتيجة عوامل وراثية أو تكوينية ينتج عنها قصور في وظائف المخ أو انحراف الجهاز الغدي، أو التمثيل الغذائي لدرجة تؤثر على المستوى الوظيفي للذكاء بدرجة واضحة فتؤدي إلى تصنيف صاحبها في فئة التخلف العقلي الشديد أو الحاد إلا في بعض الحالات التي تكون فيها الإصابة خفيفة . 

حاجات الأطفال ذوي الاعاقه الذهنية ( الفكريه ) القابلين للتعلم : 

تتعدد الحاجات التي يجب توفرها لدى الطفل المتخلف عقليا القابل للتعلم حتى ينعم بقدر مقبول من الاستقرار النفسي والاجتماعي خلال مراحل نموه النفسي والاجتماعي والعاطفي في الطفولة والمراهقة مما يتيح له فرصة أكبر للمشاركة في بناء مجتمعه بما يتناسب مع قدراته العقلية . ومن أنواع الحاجات التي يرى كثير من المختصين ضرورة توفيرها للطفل المتخلف عقليا القابل للتعلم ما أكدته الباحثة أمل الهجرسي ( 2002 ، 189-194 ) حيث ترى أن الحاجات النفسية والاجتماعية وغيرها ضروريات يجب توفرها للطفل المتخلف عقليا القابل للتعلم ، ليحقق قدرا مقبولا من السعادة والإحساس بالأمن النفسي والاجتماعي ومن تلك الحاجات التي أشارت إليها الباحثة ما يلي: 

أ- الحاجة إلى الأمن النفسي : 

يمثل الأمن العاطفي الحاجة الثابتة لدى كل الأطفال، وشعور الأطفال بالأمن يعني شعوره بأن هناك من يهتم به ويحميه، ويحتاج الأطفال المتخلفون عقليا في مرحلة الطفولة إلى أن يكونوا موضع عطف وحب من والديهم ومن مدرسيهم، ومن سائر الكبار المحيطين بهم. ويتحقق الأمن النفسي للطفل المتخلف عقليا إذا عاش في مناخ أسري متماسك يمده بالثقة في نفسه التي تساعده على تكوين العلاقات السوية مع الأطفال الآخرين في المجتمع المحلي والمدرسي الذي يعيش فيه . 

ب- الحاجة إلى التقبل من الآخرين : 

يلعب الاستحسان والاستهجان الذي يمارسه الكبار تجاه ما يصدر من الأطفال المتخلفين دورا كبيرا في تحقيق الحاجة إلى التقبل من الكبار المحيطين بهم من ناحية، ومن أقرانهم من الأطفال من ناحية أخرى، فحاجة الطفل المتخلف عقليا إلى التقبل الاجتماعي ينميها ويدعمها شعوره بأنه محبوب ومرغوب ، من قبل الكبار ويهددها شعوره بأنه منبوذ ومضطهد أو غير مرغوب ويعمل إشباع هذه الحاجة على نمو علاقة الطفل بالآخرين وتطورها وعدم إشباعها يؤدي إلى فقدان الأمن والاستقرار النفسي والاجتماعي.

 ويجمع علماء النفس على أن حرمان الطفل من الحب والتقبل يصبغ نفسه بالقسوة ويدفعه إلى الانحراف عن السلوك العادي، فكلما شعر الطفل بأن الآخرين يحبونه شعر بالرضا عن نفسه وبالأمن مما ينعكس على استقراره النفسي والاجتماعي و على النقيض من ذلك فإن الحرمان من الحب يصيبه بالقلق والتوتر والعناد وغيره من ألوان الاضطراب النفسي مما يؤدي إلى عدم الثقة بالنفس والانسحاب والانطواء أو العدوان . 

ج - الحاجة إلى التقدير من الآخرين : 

ترتبط هذه الحاجة بالحاجة إلى الحب والعطف والتقبل من الآخرين فالطفل في حاجة إلى أن يشعر بالتقدير والقبول من الآخرين لما يفعله من أعمال معينة. ويتضح هذا الدور الذي تلعبه عملية التنشئة الاجتماعية للطفل وتربيته في إشباع حاجة التقدير للطفل المعاق عقليا فلا تهتم الأسرة أو المعلمة في الحضانة أو المدرسة بمساعدة هؤلاء على أداء بعض الأعمال البسيطة التي تشعره بقيمته بالنسبة لنفسه وللآخرين . 

د- الحاجة إلى تكوين علاقات صداقة : 

ترتبط هذه الحاجة بالحاجات السابقة، ويتحقق إشباع حاجة الطفل المتخلف عقليا إلى تكوين الصداقة، بإتاحة فرصة التفاعل الاجتماعي بين الأطفال مشاركتهم في اللعب والعمل، ويحرص كل طفل في سلوكه على إرضاء أقرانه بما يجلب له السرور، ويكسب حبهم وتقديرهم وترحيبهم به كعضو في جماعتهم. ويعد إشباع الحاجة إلى تكوين الصداقة عنصرا هاما من عناصر النمو الاجتماعي والخلقي، فمنها يتعلم مبادئ الأخذ والعطاء، ويتعرف على حقوقه التي يجب أن يتحصل عليها من أصدقائه وواجباته نحوهم وبالتالي يساعده ذلك على اكتساب كثير من الخبرات الضرورية وخاصة التي تتعلق بتحمل المسئولية والمهام الإنسانية . 

هـ- الحاجة إلى السلطة الضابطة: 

يحتاج الطفل المتخلف عقليا القابل للتعلم إلى سلطة ضابطة توجهه وترشده وترسم له حدود حريته، وتكسبه المعايير السلوكية التي تساعده على التوافق الاجتماعي . 

و - الحاجة إلى الانتماء : 

وهي من الحاجات الهامة جدا للأطفال المتخلفين عقليا، شعور المعاق عقليا بالانتماء إلى أسرته من الحاجات الأساسية لنموه النفسي والاجتماعي، وشعور الطفل أنه مرغوب فيه، وأنه مقبول كما هو بحالته العقلية يجعله ينتمي إلى جماعته سواء الأسرة أم المدرسة، هذا الشعور يجعله أكثر استقرارا من الناحية النفسية أو الاجتماعية، ويساعده على تكوين علاقات اجتماعية مع الآخرين والعكس أيضا صحيح ، فعدم شعوره بالانتماء يترتب عليه ضعف في قدراته على تكوين علاقات اجتماعية مع الغير نتيجة لتوتره النفسي، وعدم تكيفه الاجتماعي مما قد يؤثر على انخفاض قدراته العقلية عن ذي قبل . 

ز- الحاجة إلى النجاح: 

ترتبط هذه الحاجة بالحاجة إلى تقدير الذات وتأكيد الذات، وهي حاجة تبدو في سروره وفخره إذا استطاع الطفل المعاق عقليا القابل للتعلم عمل شيء يشعر أن له قيمة. ولذلك فهو في حاجة إلى أن يكلف بأعمال وبأن يعطي مسئولية في حدود قدراته، لأن الأعمال الصعبة التي تفوق مستواه تؤدي به إلى الإخفاق والإحباط فيشعر بالفشل وعدم القدرة على مواصلة النشاط، وفي هذا فقدان لثقته بنفسه وبالتالي فقدانه لشعور بالنجاح ( الهجرسي 2002، 189:194 ) . 

الوقاية من التخلف العقلي : 


يؤكد كثير من العلماء والمختصين في مجال رعاية الطفولة على ضرورة وقاية الأجيال القادمة من خطر الإصابة بالتخلف العقلي بأنواعه المختلفة من خلال اتخاذ إجراءات وقائية قائمة على أسس علمية وفي هذا السياق يعرض كل من (السرطاوي وأيوب ، ۲۰۰۰) نتائج بعض الدراسات العلمية في مجال التخلف العقلي فيما يتعلق بالإجراءات الوقائية التي يفترض أن تؤخذ بعين الاعتبار للحد من خطر الإصابة بالتخلف العقلي أو على الأقل التقليل من آثارها إذا ما حدثت بالفعل ، فنجدهما يؤكدان على أن الوقاية تنقسم إلى ثلاثة أقسام على النحو التالي : 

أ‌. الوقاية الأولية :

 وهي الإجراءات التي تتخذ قبل حدوث المشكلة وتعمل على منع حدوثها ( مثل برامج منع الأمهات من تعاطي الكحول). 

ب‌. الوقاية الثانوية : 

تشير إلى الإجراءات التي تعمل على شفاء الفرد من بعض الإصابات التي يعاني منها، أو التقليل من استمرارها ( مثل برامج الحمية لمعالجة الأشخاص المولودين وهم مصابون بحالة الفينيل كيتونوريا). 

ت‌. الوقاية من الدرجة الثالثة : 

تشير إلى الأفعال التي تحد من المشكلات المترتبة على التخلف، وتعمل على تحسين مستوى الأداء الوظيفي للفرد مثل برامج التأهيل الفيزيائي أو التعليمي أو المهني (السرطاوي وأيوب ،۲۰۰۰). 

علاج التخلف العقلي : 

تتعدد التدخلات العلاجية مع الأطفال المتخلفين عقليا تبعا لنوع ودرجة التخلف العقلي ، وفي هذا الصدد تلخص الباحثة علا عبدالباقي ( 2000 ، 105:108 ) أهم الطرق العلاجية المستخدمة مع الطفل وأسرته على النحو التالي : 

أ. العلاج الطبي للتخلف العقلي : 

تحتاج بعض حالات التخلف العقلي إلى التدخل الطبي لإنقاذ الحالة من التدهور، وذلك خلال الأسابيع والشهور الأولى من الولادة. حيث تتطلب بعض الحالات نقل دم من وإلى الطفل كما في حالة التخلف الناتجة عن اختلاف دم الأم عن دم الجنين من حيث العامل Rh ، وحالات تتطلب إجراء جراحة سريعة كما في حالة استسقاء الدماغ، حيث يتم تصحيح مسار السائل الشوكي وإيقاف أثر الضاغط على المخ. وقد يتمثل العلاج الطبي للتخلف العقلي في وصف نظام غذائي معين لبعض الحالات منذ الولادة ويستمر هذا النظام لمدة طويلة من عمر الطفل، كما في حالة البول الفينيلكيتوني وهي الحالة الناتجة عن تسريب حمض البيروفيك في الدم، أو إعطاء بعض الهرومونات للطفل كما في حالة القزامة ، أو القمامة التي تنتج من نقص أو انعدام هرمون الغدة الدرقية وتحتاج بعض حالات التخلف العقلي إلى متابعة طبية وهي الحالات التي يصاحبها بعض الأمراض الجسمية كأمراض الجهاز التنفسي أو القصور في وظائف الأعضاء كالسمع والبصر، ونوبات الصرع . 

ب. العلاج النفسي للتخلف العقلي : 

تتطلب حالات التخلف العقلي توفر برامج العلاج النفسي لمواجهة الاضطرابات الانفعالية والسلوكية التي يسببها التخلف العقلي، والتي قد تنشأ من الظروف الاجتماعية المحيطة بالطفل والاتجاهات السالبة للآخرين نحوه و يتمثل ذلك في برامج الإرشاد النفسي للوالدين لمساعدتهما لتقبل طفلهما وطرق معاملته ، والتوجيهات العلاجية الصحيحة اللازمة للطفل ، كما يتضمن العلاج النفسي برامج تغير الاتجاهات نحو التخلف العقلي وبخاصة اتجاهات الأشخاص الذين يتعاملون مباشرة مع المتخلفين عقليا وهم الآباء والأمهات والأخوة والأخوات العاديين والمعلمين والمعلمات وجميع القائمين على تربية الأطفال وتأهيلهم . 

ج - العلاج السلوكي للتخلف العقلي  : 

يتضمن العلاج السلوكي البرامج العلاجية التي تعد من أجل خفض معدل ممارسة سلوك غير مرغوب أو القضاء على هذا السلوك نهائيا ، كما يتضمن البرامج التدريبية التي تهدف إلى إكساب الطفل سلوكا جديدا أو زيادة معدل ممارسة سلوك مرغوب . ويعتمد العلاج السلوكي على إجراءات وفنيات خاصة يختلف استخدامها من حالة إلى أخرى تبعا لدرجة التخلف وتبعا لنوع السلوك المراد تعديله لدى الطفل . ولا يحتاج العلاج السلوكي إلى مهارات لغوية أو لفظية، لذا فهو يناسب المتخلفين عقليا تماما. 

د- العلاج التربوي للتخلف العقلي  : 

والمقصود به البرامج التربوية الخاصة التي يقوم بها المتخصصون في علم النفس والتربية والتي يراعى فيها القدرات والإمكانيات المحدودة للمتخلفين عقليا ، والخصائص والسمات التي يتميز بها هؤلاء الأطفال في نواحي التعلم والتدريب ، ويهدف العلاج التربوي إلى إخراج القدرات المحدودة لدى هؤلاء الأفراد وتنميتها عن طريق التدريب على المهارات الشخصية والاجتماعية لمواجهة الحياة الاجتماعية اليومية والتفاعل الإيجابي مع الآخرين ممن يعيشون بينهم، والاندماج في المجتمع وبهذا تقل المشكلات النفسية والاجتماعية المترتبة على التخلف العقلي . 

هـ- علاج النطق والكلام للتخلف العقلي : 

يحتاج معظم المتخلفين عقليا إلى هذا النوع من العلاج حيث يعاني الكثير منهم من عيوب كثيرة في النطق والكلام كالإبدال والحذف والتهتهة وعيوب في إخراج الأصوات، ويتأخرون في الكلام، وتنقصهم القدرة على التعبير اللفظي. ويهدف علاج النطق والكلام إلى تصحيح عيوب النطق وإخراج الأصوات وزيادة الحصيلة اللغوية لدى الطفل، ومساعدته على التعبير اللفظي السليم والتخلص من الكلام اللفظي، وهذا يساعد على اندماج الطفل في الأنشطة الاجتماعية التعليمية المتاحة له والاستفادة من التدريب على هذه الأنشطة كما يساهم في تفاعل الطفل مع الآخرين وإقامة علاقات إيجابية معهم. 

و - العلاج التصحيحي للتخلف العقلي : 

المقصود بهذا النوع من العلاج تصحيح بعض العيوب والتشوهات الجسمية التي يعاني منها الطفل المتخلف عقليا ، والتي تؤثر سلبيا على تقبله لذاته وتزيد من مشكلاته النفسية والاجتماعية حيث تؤدي هذه العيوب والتشوهات الخلقية إلى انعزاله عن الجماعة ورفض الآخرين له فيما بينهم. ويهدف هذا العلاج إلى تحسين المظهر العام الخارجي للجسم لمساعدة الفرد على بناء الثقة والتغلب على مشكلاته النفسية والاجتماعية والتفاعل مع الآخرين والاندماج في المجتمع الذي يعيش فيه ( عبد الباقي ، 2000، 105 : 108). 

دور الوالدين والأسرة والمدرسة نحو الطفل المتخلف عقليا القابل للتعلم : 

في سياق الخدمات العلاجية والتربوية التي يتم تقديمها للطفل الذي يعاني من التخلف العقلي وأسرته تؤكد الباحثة أميرة بخش (۲۰۰۰ : ۹۳ - ۱۰۱) على دور وواجبات أسرة الطفل والمعلمين في إكساب الطفل المهارات المختلفة بما يساعده على النمو السوي، ويمكن تصور الأدوار التربوية التي يقوم بها الأمهات والآباء والمعلمون على النحو التالي : 

١- دور الأسرة نحو الطفل المتخلف عقليا : 

أ. متابعة نمو الطفل وسلوكه من حيث النواحي الصحية والجسمية والحركية والحسية والبصرية والسمعية - خاصة - واللغوية والانفعالية والاجتماعية والتوجه إلى المتخصصين لدى ملاحظة أي قصور وذلك لمزيد من الفحص والتقييم. 

ب. إمداد الأخصائيين بالبيانات الدقيقة اللازمة عن الطفل، وظروفه البيئية بما يساعدهم على تقييم حالته وتشخيصها بدقة وتحديد احتياجاته الخاصة والبرامج الملائمة لرعايته. 

ج. اتباع أساليب إيجابية في تنشئته ورعايته، قوامها الرضا والتقبل والواقعية والتشجيع والمساندة والنظرة التفاؤلية إلى الطفل المتخلف وليس على أنه فرد ناقص وإنما على أنه كيان متكامل يتمتع بإمكانيات واستعدادات قابلة للنمو إذا ما أتيحت له الفرصة لذلك . 

د. توفير بيئة أسرية تكفل إشباع الحاجات الأساسية للطفل، وتنمية مهاراته الحسية والحركية واللغوية ومهاراته الاستقلالية والاعتماد على النفس بقدر استعداداته، وكذلك اتجاهاته الاجتماعية بما يحقق تفاعله واندماجه مع الآخرين في محيطه الأسري والعائلي والاجتماعي ، والتعرف على استعدادات الطفل في المجالات المختلفة وتهيئته ليلتحق بالمدرسة. 

هـ - التعاون والتنسيق مع الأخصائيين في المدرسة أو المؤسسة لمتابعة الطفل ومشاركتهم في تنفيذ البرامج المحددة لرعاية الطفل تعليميا ومهنيا وتأهيليا ومساعدتهم على تقويم فاعلية البرنامج . 

٢- دور الوالدين في اكتساب الطفل المهارات الاجتماعية: 

أ. يقوم الوالدان والأسرة بتعليم الطفل المتخلف المهارات الاستقلالية الأساسية التي تعطي الطفل فرصة للعناية بنفسه، والاعتماد على نفسه في ارتداء ملابسه وتناول طعامه وقضاء حاجته ، والنظافة الشخصية ، وحماية نفسه من الأخطار وتجنب الحوادث. 

ب. مساعدة الطفل المتخلف عقليا على اكتساب مهارات حركية ، ومساعدته على التحكم والتآزر، وتحسين مقدرته على الانتباه والتركيز . 

ج. تعليم الطفل مهارات النمو اللغوي بتدريبه على التخاطب مع أخواته ، ومساعدته على إدراك معاني الألفاظ والكلمات . 

د. تدريب الطفل على النطق السليم وتشجيعه على الكلام والاتصال اللفظي مع الآخرين . 

هـ. مساعدته الطفل في ممارسة مهام الحياة اليومية ومساعدته على إدراك الوقت ومساعدته على التعامل بالنقود والأرقام . 

و. تدريب الطفل على العادات الصحيحة السليمة بالممارسة المستمرة وتعليمه عن طريق الملاحظة للكبار . 

ز. مساعدة الطفل على ضبط الانفعالات وتقبل الذات والثقة بالنفس . 

ح . مساعدة الطفل علي اكتساب بعض المهارات اليدوية والألعاب لشغل الفراغ . 

ط. تنمية المهارات الاجتماعية والعادات السليمة، كاحترام العادات والتقاليد وآداب الحديث والسلوك ، والحفاظ على ملكية الآخرين ، والملكية العامة وتحمل المسؤولية إزاء تصرفاتهم وأفعالهم . 

ي. توسيع نطاق خبراته الاجتماعية وتشجيعه على تكوين علاقات اجتماعية طيبة ومثمرة مع الآخرين، وذلك لتهيئته للمواقف الاجتماعية المناسبة والمتكررة والاندماج مع الآخرين، ومشاركتهم الأنشطة المختلفة ، والتفاعل الإيجابي معهم . 

ك. تشجيع الطفل علي التكيف مع مختلف المواقف والظروف التي يواجهها وحسن التصرف فيها . 

ل. تنمية مهارات السلوك الاجتماعي كتقبل الآخرين والتعاون وتبادل الأخذ والعطاء، والمشاركة الاجتماعية . 

٣- دور المعلمين في إكساب الطفل المتخلف المهارات الاجتماعية : 

يمكن للمعلمين لعب دور هام في تنمية مهارات الطفل المختلفة ومن ثم إشباع حاجاته من أجل نمو سوي عن طريق البرامج التربوية المتنوعة داخل أروقة المدرسة من خلال ما يلي : 

أ. تحقيق الربط بين المادة الدراسية وبين ميول الطفل ونشاطاته الحركية والعاطفية والخبرة الواقعية المحسوسة، والبيئة التي يعيش فيها. 

ب. أن تكون المادة التي يتعلمها الطفل ذات قيمة وظيفية بحيث تساعده على التكيف مع متطلبات بيئته وحياته اليومية، وإثراء البيئة التعليمية بالمثيرات وتنويع النشاطات المثيرة لاهتمام الطفل وطرق العمل وأساليبه وكفالة استخدام الطفل لعقله ويده وحواسه في عملية التعليم بما يساعد على جذب انتباهه وزيادة مستوى تركيزه. 

ج. الاستثارة والتدريب كمدخل لتعليم الطفل ولتحسين مقدرته على التمييز والإدراك، وجعله أكثر وعيا بالمثيرات من حوله، وفهم وتذكر ما يتعلمه وتدريبه وتعويده على ممارسة المهارات الوظيفية الاستقلالية . 

د. تجزئة المادة التعليمية بحيث لا ينتقل الطفل من جزء إلى جزء آخر إلا بعد تمام فهمه واستيعابه وإتقانه للجزء السابق ، مع التأكيد على الإعادة والتكرار والاسترجاع المستمر لضمان نجاح الطفل في التعليم . 

هـ. تسلسل المادة التعليمية وترتيبها بشكل منظم، وتتابعها من العينيات والمحسوسات في حياة الطفل إلى المجردات ومن السهل إلى الصعب، ومن الكليات إلى التفاصيل والجزئيات ، ومما هو مألوف إلى غير المألوف . 

و . تفريد التعليم - أي تحقيق صفة الفردية - وفقا لاستعدادات الطفل ومعدل سرعته في التعلم ، واستعداده للتحصيل و الإنجاز واحتياجاته الشخصية. 

ز. تعزيز الاستجابات الصحيحة وتدعيم السلوك الإيجابي للطفل في المواقف التعليمية والحياة المدرسية بمختلف الوسائل اللفظية والمادية المشجعة على تثبيت هذه الاستجابات ودفع الطفل إلى المزيد من الثقة بالنفس والشعور بالنجاح. 

ح. حسن توزيع فترات الدراسة والراحة بحيث لا يطغى أحدهما على الآخر . 

ط. المزج بين النشاطات النظرية والعملية والتعليم عن طريق اللعب والعمل والنشاط التمثيلي في المواقف التعليمية ( بخش ، ۲۰۰۰ : ۹۳ - ۱۰۱). 

تعليقات