U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

التوطن الصناعي مفهومه ، نظرياته ، عوامله


التوطن الصناعي 

التوطن الصناعي

بحث عن التوطن الصناعي : 

محتويات البحث : 
1. مفهوم التوطن الصناعي . 
2. نظريات في اختيار الموقع الصناعي . 
3. نظريات الموقع الصناعي . 
4. عوامل الموقع الصناعي . 
5. نظريات التوطن الصناعي . 
6. عوامل التوطن الصناعي . 

مفهوم التوطن الصناعي : 

التوطن الصناعي يمكن تعريفه بأنه قيام صناعة معينة في اقليم معين ، حيث يكون لها أهمية نسبية أكثر من تلك التي تتمتع بها الصناعات الاخري في بقية الإقليم ، والتوطن الصناعي يعني انتقاء المكان الملائم للمصانع بواسطة توظيف الموقع علي المستويين الإقليمي والمحلي . 

نظريات في اختيار الموقع الصناعي : 

تهتم الجغرافية الصناعية بدراسة الموقع الصناعي وذلك للأهمية الأساسية للمكان الذي يقع فيه المصنع، وهنا يجب التمييز بين "عوامل الموقع و عوامل اختيار الموقع الصناعي. فعوامل الموقع تعني تأثير العلاقات الطبيعية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية على نقطة محددة من سطح الأرض، وهذه التأثيرات بين العوامل قد تكون ايجابية أو سلبية أو خليطا بينهما). 

أما عوامل اختيار الموقع الصناعي فهي العوامل الايجابية (غالبا) التي يأخذها المستثمر أو المخطط بعين الاعتبار، ومن الجدير ذكره أنه لا يوجد هناك موقعا مثاليا لإقامة المصنع فيه، ويمكن للمرء أن يتصور منطقة ما ﻓﻲ إقليم أو دولة معينة تتوفر فيها البنية التحتية (مواصلات، اتصالات وخدمات مختلفة كالماء والكهرباء ... الخ)، وقريبة من السوق الاستهلاكية وخاصة المدن الكبرى.

ولكن سعر الأراضي مرتفع جدا كما وأن الشروط المطلوبة للمحافظة على البيئة مكلفة ومعقدة، فعلى سبيل المستثمر هنا لأن يوازن بين هذه الخصائص وبين أماكن أخرى بعيدة عن السوق ورخيصة....الخ ، لذلك فانه يمكن القول أن اختيار الموقع الصناعي هو عملية "حل وسط" وموازنة بين جملة من العوامل المؤثرة .

نظريات الموقع الصناعي : 

ظهرت العديد من النظريات التي تناولت الموقع الصناعي وأسس اختياره، حيث انحصرت هذه النظريات في ثلاث محاور رئيسية هي: 

(1) نظرية ألفريد فيبر Alferd Weber: 

حيث عالج في نظريته المعروفة بنظرية الموقع الصناعي مسألة الموقع الصناعي المنفرد ولم يتطرق إلى المجتمعات أو المدن الصناعية، وتدور حول الموقع الصناعي الذي يوفر الحد الأقصى للربح عن طريق تخفيض تكاليف الإنتاج إلى الحد الأدنى ) أي تناول الموقع وأهميته من خلال تقليل تكاليف الإنتاج إلى أدنى حد ممكن. 

(2) نظريات ركزت في تناولها علي الموقع واهميته : 

من خلال عوامل السوق وبالذات الطلب علي المنتجات الصناعية ومنها نظرية لوش Loesch . 

(3) نظريات عملت على دمج النوعين السابقين معا : 

ومنها دراسات ازارد Isard اعتبرت نظرية الفرد فيبر هي أصل جميع النظريات والدراسات الخاصة بالموقع الصناعي في المحاور الثلاث. 

عوامل الموقع  الصناعي  : 

هناك ثلاثة عوامل رئيسية تؤثر على الموقع الصناعي هي: 

(1) العامل الاول : تكاليف النقل ( Transport Cost ). 
(2) العامل الثاني : تكاليف الأيدي العاملة ( Labor Cost ) . 
(3) العامل الثالث : التركيز والتراكم ( Agglomeration ). 

يمكن ربط  تكاليف النقل بعامل المسافة وبوزن المواد الخام المنقولة للتوصل في النهاية الي ان الموقع الأمثل للصناعة يكون في النقطة اﻟﺘﻲ تكون فيها المسافة بين مناطق إنتاج المواد الخام ومناطق تصنيفها في حدها الأدنى.

 وفيما يتعلق بالأيدي العاملة فان أماكن توافرها وتواجدها قد تعمل على جذب وتوطين الصناعة وذلك إذا كان التوفير في تكاليف الأيدي العاملة لكل وحدة منتجة أكبر من تكاليف النقل الإضافية المطلوبة لكل وحدة، وكذلك قد يعمل توفر بعض العوامل المساعدة على حدوث تركز وتراكم اقتصادي في منطقة ما على جذب وتوطين صناعات جديدة مثل توفر خدمات البنية التحتية بشكل جيد وكذلك توفر الأيدي الماهرة وغيرها من العوامل.

نظريات التوطن الصناعي : 

يوجد مجموعة من النظريات التي تناولت التوطن الصناعي، ومن أهم هذه النظريات، ما يلي: 

(1) نظرية النمو المركزي (بيرجي 1925) : 

حيث ذكرت أن المنطقة الصناعية تقع على حافة منطقتين هما منطقة الأعمال المركزية والمنطقة الانتقالية. وهي تختلط ﻓﻴﻬﺎ استخدامات الأرض وتتركز فيها الصناعات الخفيفة . 

(2) نظرية القطاعات (همبرت 1936 ) : 

ويرى أن نمو المدينة يكون على شكل قطاعات نمو إلى الخارج، وتقع المنطقة الصناعية على طول طرق النقل للمنطقة المركزية من الأطراف . 

(3) نظرية النوايات المتعددة (1945) للأمريكيين تشوين هيرس وإدور لمان : 

تقول إن كثيرا من المدن تنمو حول أكثر من خط، ويؤدی نمو المدينة إلى ظهور نوايا أخرى، مثل (شيكاغو) التي هاجرت صناعاتها إلى حي كالمنت کنواة أخرى .. 

(4) نظرية التكلفة الدنيا (لوبر 1945): 

فقد حدد موقع الصناعة بأقل من تكلفة النقل والمواصلات مع قلة أجور العمال . 

(5) نظرية مساحة السوق (ليندار) : 

تحاول هذه النظرية الاجابة علي السؤال الخاص بماهية التوطن الصناعي من خلال أخذ السعر تحاول هذه النظرية الإجابة على السؤال الخاص وتوطن المواد الأولية بعين الاعتبار. 

(6) النظرية الحدية : 

تقول إن الصناعة تتجه إلى المدن حسب حجمها، أي أن تتوطن الصناعة وتتجه بنسب طردية إلى حجم الأسواق مقاسه بحجم المدن .

عوامل التوطن الصناعي :  

إن هذه العوامل تتباين من دولة لأخرى أو من إقليم الآخر ﻓﻰ نفس الدولة، إضافة إلى ذلك فان عوامل اختيار الموقع هي عوامل ديناميكية ومتغيرة من فترة زمنية لأخرى، فالعامل المهم الآن سيصبح دون أهمية بعد عدة سنوات وهكذا. 

 ويمكن تلخيص هذه العوامل كما يلي: 

1. المواد الخام ( الأولية ) . 
2. القوى العاملة. 
3. البنية التحتية. 
4. السوق. 
5. توفير الأراضي وأسعارها. 
6. الطاقة. 
7. سياسة الدولة. 
8. المعطيات الطبيعية (السطح والمناخ) . 

وفيما يلي شرح مبسط لكل عامل منها : 

(1) المواد الأولية : 

تعتمد الصناعة على المواد الأولية في صورتها الطبيعية لذلك تعتبر أساسا لقيام الصناعة ولكن وجودها لم يعد الشرط الوحيد لجذب الصناعة، ويرجع ذلك إلى أن الصناعة لا تعتمد فقط على المواد الأولية الزراعية والنباتية والحيوانية، بل أن هنالك صناعات تعتمد على مدخلات أنتاج صناعية باعتبارها مواد أولية لإنتاجها. 

(2) السوق : 

يلعب دورا كبيرا في جذب وتوطن الصناعة، ويعتبر من أهم مقومات الصناعة، وأيضا يعتبر عاملا من عوامل نجاحها . 

فالسوق يمكن أن يكون قرية أو مدينة إقليمية أو دولية أو عالميا، ويجد السوق المحلى مرحلة النمو الاقتصادي للدولة وما يترتب عليه من ارتفاع وانخفاض مستوى دخل الفرد، أما السوق الخارجي فيتحدد بقوى السلع الوطنية على المنافسة في الأسواق العالمية.

 ويعتبر أحد أركان الصناعة الأساسية وقد يقيد عدم وجوده المناسب قيام الصناعة ويعرقل نجاحها . وتتوقف قدرة السوق في جذب الصناعة على سعته وقدرة س كانه الشرائية، وتظهر أهمية السوق في التوطن الصناعي من خلال تكلفة نقل المنتجات الصناعية إلى مراكز السوق، وبالتالي يجذب السوق صناعات عديدة للتوطن فيه على أساس تكلفة نقل سلعتها إليه. 

(3) قوى العمل: 

يعتبر عنصر العمل من العوامل المؤثرة في التوطن الصناعي، وتختلف أهميته من ص ناعة الأخرى، وله تأثير كبير في توطن الصناعة التي تمثل فيها نسبة العمل نسبة كبيرة من التكاليف الكلية للإنتاج، ويتوقف تأثير قوى العمل على تحديد مواطن الصناعة على مدى توفر العمال من الناحية الكمية والنوعية، وتتميز المناطق المزدحمة بانخفاض أجور العمال ونجد ندرة في العمال في المناطق التي تعمل بمستوى تقني متقدم، ولكن بالرغم من ذلك لم يصل العالم إلى مرحلة للاستغناء عن العمال في الصناعة. 

(4) رأس المال : 

تحتاج الصناعة الحديثة إلى رؤوس أموال ضخمة لتوفير احتياجات الصناعة من الآلات والأجهزة والمواد الأولية و أجور العمال ووسائل النقل .فمفهوم رأس المال لا يقتصر على النقود المستخدمة في العملية الإنتاجية، وهو ما يعرف برأس المال القيمي ويتميز رأس المال مقارنة بعوامل التوطن الصناعي الأخرى بقدرة كبيرة على الانتقال مما أدى للاعتقاد بضالة دوره في تحديد واختيار مواطن الصناعة . 

(5) البنية التحتية : 

إنشاء البنية التحتية وتطورها يعتبر الأساس لقيام وتطوير كافة المشاريع التنموية بما فيها المشاريع الصناعية، لذلك تعتبر المراكز الحضرية والمناطق الصناعية التي تتمتع بتطوير البنية التحتية مراكز جذب للصناعات . 

(6) الاعتبارات الشخصية : 

قد يقرر صاحب المشروع الصناعي الغاية من إنشاء مصنعه مثل تحقيق مكاسب مالية أو الشعور بالرضا والارتياح . إذا كان الهدف من المشروع تحقیق اعتبار شخصي ، فأنه يوطن صناعته في الموقع الذي يحقق له ما يعرف بالدخل النفسي . ومن أهم الاعتبارات الشخصية التي تلعب دورا في توطن الصناعة ارتباط صاحب العمل بمكان ما مثل مكان ميلاده بهدف توثيق صلته بأسرته، ويتوقف ذلك على تحديد الموقع الصناعي لمقومات الصناعة الرئيسية مثل السوق وقوى العمل . 

(7) الطاقة : 

تعتبر عاملا من عوامل توطن الصناعة ، وتختلف الصناعة في درجة حاجتها للطاقة ،كما تتباين مصادر الطاقة في جذبها للصناعة ويرجع ذلك إلى مدى توفر مصادر الطاقة ،لذا تميل هذه الصناعة للتوطن قرب مصادر الطاقة .

 في المراحل الأولى للتطور الصناعي كانت مصادر الطاقة هي المحدد الرئيسي للتوطن الصناعي حيث تتوطن عند الغابات ومساقط المياه وحقول الفحم، وعند استخدام البترول أصبح من غير الضرورة توطن الصناعة عند حقوله ويرجع ذلك لسهولة نقله ، وباستخدام الطاقة الكهربائية تغيرت الصناعة حيث ساعدت على توطين الصناعة التي تستخدم كميات كبيرة من الطاقة . 

كما أدت لتوطين الصناعة قرب الأسواق، وأصبحت الطاقة الكهربائية المائية هي القوى المحركة للصناعة وذلك لسهولة استقلالها وانخفاض تكلفة نقلها. 

(8) النقل : 

وسائل النقل من الوسائل المهمة في تحديد مراكز الصناعة وهناك نوعان من المواصلات ارتبطت بهما الصناعة الرخيصة، بحيث أنه كلما انخفضت أجور العمال كلما زادت أهميته، فنجد أن النقل المائي والخطوط الحديدية لها أهمية كبيرة في خدمة الصناعة، ونجد أن هناك صناعات كثيرة في العالم قامت قرب مراكز النقل . 

(9) السياسات الحكومية : 

لا أثر للسياسات الحكومية في توزيع الصناعة على الدول الاشتراكية، بل تتأثر الصناعة بالسياسات الحكومية في الدول الرأسمالية، ذلك عن طريق التدخل المباشر.

 ويمكن أن يكون لها تأثير إيجابي أكان تشجيع تطور صناعة معينة في منطقة خاصة أو إنشاء مصانع جديدة في مناطق محددة، وكلاهما يؤثر في توزيع الصناعة وتطورها، وقد يتأثر النشاط الصناعي بالضرائب الحكومية والنفقات الحكومية والرسوم المختلفة .

وتوجد عوامل أخرى تتحكم في موقع الصناعات ولو أنها ثانوية منها المياه، المناخ، وعوامل أساسية تتعلق بالدولة وأحيانا بصاحب المصنع نفسه، حيث يوجد على سبيل المثال مصانع تقام حيث مسقط رأس المالك . 

(10) الارتباط الصناعي : 

يسود في الأقاليم الصناعية الحديثة مبدأ التخصص في الإنتاج مما أدى إلى ظهور مجتمعات صناعية يتألف كل منها من عدد من المصانع يتخصص كل منها في إنتاج سلعة معينة، بل إن بعضها يتخصص في إنتاج جزء من السلعة ولذلك انتشرت ظاهرة الارتباطات الصناعية. 

تعليقات