![]() |
ما هو مفهوم الإرشاد النفسي ؟ وما هي أهدافه ؟ |
بحث عن الإرشاد النفسي :
محتويات البحث :
(1) مفهوم الإرشاد النفسي .
(2) نشأة الإرشاد النفسي ومراحل تطوره .
(3) نظريات الإرشاد النفسي .
(4) أهداف الإرشاد النفسي .
مفهوم الإرشاد النفسي :
لغة :
كلمة " أرشد " تعني : هدي أو دل علي الطريق ، أو وجه ( المنجد في اللغة العربية المعاصرة ، 2000 ، ص555 ) .
اصطلاحاً :
هي عملية مساعدة الفرد في فهم حاضره وإعداده لمستقبله بهدف وضعه في مكانه المناب له في المجتمع ومساعدته في تحقيق التوافق الشخصي والتربوي والاجتماعي حتي يحقق الصحة النفسية .
يعرفه الدكتور منذر الضامن علي أنه " عملية بناءة تهدف إلى مساعدة الفرد كي يفهم شخصيته ، ويعرف خبراته ويحدد مشاكله وكذلك قدراته ، ويحل ما يواجهه من المشكلات في ضوء معرفته ورغبته وتدريبه ، كي يصل إلى تحديد وتحقيق الصحة النفسية والتوافق الشخصي " .
نشأة الإرشاد النفسي ومراحل تطوره :
ترجع بداية عملية التوجيه والإرشاد النفسي حينما انفصل علم النفس الحديث عن الفلسفة ، منذ أنشأ فولت سنة 1879 أول معلم لعلم النفسي التجريبي بألمانيا ، وبدأ الدراسات العلمية وظهر علم النفسي التطبيقي ويبدو أن مصطلح الإرشاد النفسي الذي يستخدم اليوم لم يذكر في الكتب العلمية إلا في عام 1931م وقبل ذلك كانت الخدمات تقدم تحت مسمي التوجيه المهني ، ولقد مرت عملية الإرشاد النفسي في نشأتها وتطورها بعدة مراحل مختلفة وهي علي النحو التالي :
1- مرحلة التركيز علي التوجيه المهني :
بدأ الإرشاد أول ما بدأ بالتوجيه المهني وكان يهدف إلى مساعدة الفرد علي اختيار المهنة التي تتلاءم مع ما لديه من إمكانيات ، وقدرات واستعدادات فضلاً عن التغلب علي المشكلات المهنية التي تواجهه في مجال العمل أو المهنة ، ويعتبر بارسنوز الأب الروحي للإرشاد المهني بحيث أنشأ في عام 1908 مكتباً مهنياً في مدينة بوسطن بأمريكا وكان يهدف إلى مساعدة الأفراد علي اختيار المهنة التي تتلاءم مع إمكاناتهم .
2- مرحلة التركيز علي الإرشاد التربوي :
تستهدف هذه المرحلة مساعدة الطلاب علي اختيار نوع التعليم الذي يتسق مع ما لديهم من قدرات واستعدادات ، والتغلب علي المشكلات التربوية التي تواجههم في المجال المدرسي ويعتبر ترومان كيلي 1941 أول من وصف الإرشاد التربوي بأنه نشاط تربوي يهدف إلى مساعدة التلاميذ علي اختيار المقررات الدراسية ، والتكيف مع مشكلاتها .
3- مرحلة التركيز علي حركة القياس النفسي :
لقد بدأ القياس منذ أيام " فونت " ثم بعد ذلك في الدراسات الخاصة بعلم النفس الفارق علي نحو ما يظهر من دراسات " جيمس كاتيل " في الفروق الفردية الذي يعتبر أول من استخدم مصطلح الاختبارات العقلية عام 1980 ، وفي عام 1950 أعد بينيه أول مقياس لقياس الذكاء، ولظهور هذه الاختبارات النفسية أثر بالغ في نموه وتطور عملية الإرشاد النفسي وذلك لما لها من أهمية للمرشد النفسي في دراسة شخصية العميل وسلوكه وتقديم الخدمات الإرشادية الملائمة .
4- مرحلة التركيز علي التوافق والصحة النفسية :
لقد تميزت هذه المرحلة بدراسة الجوانب المرضية في سلوك الفرد والاهتمام بمشكلات التوافق النفسي ، ولقد ركزت حركة الصحة النفسية علي مفهوم التوافق حيث اعتبر الشخص المتوافق نفسياً يتمتع بقدر كبير من الصحة النفسية ، وهكذا أصبح الإرشاد وسيلة لمساعدة الناس علي التوافق مع البيئة أو المجتمع .
5- مرحلة علم النفس الإرشادي :
أخذ الإرشاد في الثلاثينات يركز علي المشكلات الشخصية للفرد بحيث وضع " كارل روجرز " كتاب الإرشاد والعلاج النفسي في عام 1942 ، ووضع نظرية في الإرشاد الممركز حول الشخص ، وفي عام 1951 ظهر مصطلح علم النفس الإرشادي والمرشد النفسي في مؤتمر " مينوتا " قبل انعقاد المؤتمر السنوي للرابطة الأمريكية .
6- مرحلة التركيز علي النمو النفسي :
ساهمت في تطور الإرشاد النفسي ، حيث الاهتمام بدراسة الأطفال ، ونموهم ومشكلاتهم النفسية ويرجع الفضل في ذلك إلى " ستانلي هول " وتلي ذلك الاهتمام بدراسة خصائص الطفل النفسية والاجتماعية والمعرفة ومن النظريات الهامة التي اهتمت بدراسة النمو نظرية " أريكسون " في النمو النفسي الاجتماعي ، ونظرية " هافجرست " في مطالب النمو التي تشير إلى أن هناك مطالب وواجبات لكل مرحلة نمائية تميزها عن المراحل الأخرى .
نظريات الإرشاد النفسي :
إن السلوك الإنساني مركب ومعقد ، ولا توجد قوانين عامة تحكم هذا السلوك ، فالأخصائي النفساني عندما يقوم بعملية الإرشاد النفسي فلا بد أن يكون ذلك علي أساس علمي سليم يستند فيه علي عدد من النظريات ، حيث يساهم ذلك في زيادة قدرته علي مواجهة المشكلات التي يتناولها الإرشاد النفسي ، ومن أهم هذه النظريات نذكر منها :
1- نظرية التحليل النفسي " S-Freud " :
يعتبر " سيغموند فرويد " المؤسس الأول لنظرية التحليل النفسي ، وتعتبر هذه النظرية من أهم النظريات التي تطبق في مجال التوجيه والإرشاد النفسي نظراً لأن بعض الإجراءات التي تتخذ في عملية التحليل النفسي يتم اتباعها أيضاً في عملية الإرشاد مثل : التداعي الحر والتنفيس الانفعالي .
2- نظرية الذات - الإرشاد المتمركز حو المسترشد " روجرز Rogers " :
الذات هي ماهية الفرد ، وهي تنمو نتيجة النضج والتعلم ، وتتفاعل مع البيئة وهي تسعي إلى التوافق والاتزان والثبات .
الإرشاد النفسي يتضمن موقفاً خاصاً بين الأخصائي النفسي والفرد ، يضع فيه مفهومه علي ذاته كموضوع أساسي للمناقشة بحيث تؤدى عملية الإرشاد النفسي إلى فهم واقعي للذات .
3- نظرية السمات والعوامل " وليام سون William Son " :
تهتم هذه النظرية بالعوامل المحددة التي تفسر السلوك البشري والتي تمكن من تحديد السمات الشخصية ، وتفترض هذه النظرية أن السلوك يمكن تنظيمه بطريقة مباشرة .
إنه يمكن قياس السمات والعوامل المحددة لهذا السلوك باستخدام الاختبارات والمقاييس للوقوف علي الفروق والسمات المميزة للشخصية ، كذلك تري أن نمو السلوك يتقدم من الطفولة والرشد من خلال نضج السمات والعوامل .
4- النظرية السلوكية :
دراسة السلوك علم تجريبي اهتم به قديماً " كوهلر وبافلوف وواطسون " وغيرهم ، وتسمي النظرية السلوكية بنظرية التعليم ، وتهتم بدراسة السلوك الإنساني وطرق تعديله أو تغيره إذا كان بحاجة لذلك من خلال برامج تعديل السلوك، والنظرية السلوكية تهتم بالسلوك الظاهري وتحاول تعديله ولا تهتم بتعديل السبب العميق والجوهري الذي يقف من ورائه .
أهداف الإرشاد النفسي :
1- فهم وتقبل الذات :
البعض من الأفراد قد يغالي في فهم وإدراك ذاته والبعض الآخر قد يقلل من شأن ذاته ، ويحقر منها وهذا كله ينعكس سلبياً علي إدراكه لها ، ومن هنا تسعي عملية الإرشاد إلى مساعدة الفرد علي فهم ذاته فهماً صحيحاً ، وتقبلها من خلال التعرف علي ما لديه من قدرات واستعدادات .
2- تحقيق الفرد لذاته :
يقصد بتحقيق الذات أن كل فرد منا لديه قدرات وإمكانات كامنة ولا بد من استخدامها وتوظيفها إلى أقصي درجة ممكنة ، ومن هنا تكمن وظيفة الإرشاد في مساعدة الفرد علي تحقيق ذاته ، وتوظيف إمكاناته أحسن توظيف ، وذلك من خلال تكوين مفهوم إيجابي عن ذاته والسعي علي تنمية وزيادة الثقة بنفسه .
3- تحقيق التوافق :
التوافق هو التكيف أو الملائمة مع المحيط ، وقبل كل شئ علي الفرد أن يحقق توافقاً مع نفسه وهو ما يسمي بالتوافق الشخصي ولتحقيق التوافق لدي الفرد وجب مساعدته علي إشباع حاجاته وتوفير مطالب النمو في مراحله المختلفة .
4- تحقيق الصحة النفسية :
هي مساعدة الفرد في الرضا عن أساليب تكيفه مع المجتمع والمدرسة ، مع العمل الذي يختاره ويلتحق به ، إذ لا ينفع أن يكون الفرد متوافقاً مع كل ذلك بمسايرته لمحيطه بينما هو في داخله غير راضٍ عن تلك الأساليب أي إزالة ما يواجهه في حياته من مشكلات .
5- تغيير السلوك الإنساني :
هو تغيير من شأنه أن يساعد المسترشد علي أن يكون أكثر فعالية وإنتاجية وأكثر رضي علي الحياة التي يعيشها ، وتصاغ الأهداف عادة كي تناسب طبيعة كل مسترشد .
6- مساعدة الفرد علي اتخاذ القرارات :
اتخاذ القرارات يعود إلى المسترشد نفسه والإرشاد يساعد الفرد علي اكتساب معلومات تساعده علي اتخاذ القرار ، وتمكنه ليس فقط في معرفة قدراته ولكن في طبيعة اتجاهاته وانفعالاته التي تؤثر في اتخاذه للقرار .
تعليقات