U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

تعريف التعلم باللعب وأسسه وشروطه والنظريات المفسرة له

أسس التعلم باللعب
تعريف التعلم باللعب وأسسه وشروطه 

بحث عن التعلم باللعب : 

محتويات البحث : 

(1) مقدمة عن التعلم باللعب . 

(2) مفهوم اللعب . 

(3) تعريف التعلم باللعب . 

(4) الأهمية التعليمية للعب . 

(5) أسس التعلم باللعب . 

(6) شروط التعلم باللعب . 

(5) أهمية اللعب في حياة الطفل وفوائده . 

(6) أنواع التعلم باللعب لطفل الروضة . 

(7) النظريات المفسرة للعب . 

(8) مميزات التعلم من خلال اللعب . 

(9) الآثار الإيجابية للتعلم باللعب . 

(10) معوقات التعلم باللعب لطفل الروضة . 

(11) دور رياض الأطفال في تدعيم التعلم التربوي . 

(12) المراجع . 

مقدمة عن التعلم باللعب : 

تعد مرحلة الطفولة المبكرة من أهم المراحل في حياة الإنسان نظراً لما تتميز به من مرونة وقابلية للتعلم ونمو المهارات والقدرات المختلفة ، فهي مرحلة إعداد وتكوين وبناء البنيات الأولي لملامح ومقومات شخصية الطفل المستقبلية . 

ويعتبر اللعب أحد الأنماط السلوكية التي يمارسها الطفل بهدف الحصول علي المتعة والتسلية والمرح أو بهدف الحصول علي المعارف والمعلومات والمهارات الاجتماعية فهو يعمل علي إنماء وتطوير شخصية الطفل من مختلف جوانبها النفسية والجسمية والاجتماعية والعقلية والمعرفية . 

مفهوم اللعب : 

- اللعب لغة : 

جاء في لسان العرب لابن منظور : " اللعب ضد الجد " ، ويقال لكل من عمل عملا لا يجدي عليه نفعاً إنما أنت لاعب . 

ويقال ، رجل لعبة أي كثير اللعب فالشطرنج لعبة والنرد لعبة وكل ملعوب به فهو لعبة لأنه اسم . 

- اصطلاحاً : 

هو نشاط يمارسه الطفل دون أي ضغوط عليه من البيئة المحيطة به والمتثلة في بيئته العائلية والاجتماعية والبيئة الطبيعية ، كما أنه نشاط يقوم به الفرد لمجرد نشاط دون أدني اعتبار للنتائج أي قد تنتج عنه بحيث يمكن للفرد الكف عنه أو الاسترسال فيه بمحض إرادته . 

هو نشاط حركي وذهني يؤديه الطفل من أجل أن يتعلم ويستكشف ما يوجد حوله في العالم المحيط به ، ليس هذا فحسب ، وإنما يقدم اللعب للطفل المتعة النفسية وينمي سلوكه ، يشغل ذاته ، كما يعتبر اللعب جزءاً من عمليات النمو والذكاء لدي الطفل . 

يمثل اللعب مكانة هامة في دنيا الأطفال حيث لا يستطيع الطفل أن يميز بين اللعب والعمل ، فاللعب للطفل هو العمل ، كما أن العمل هو اللعب فعن طريق اللعب يعلم الطفل نفسه بنفسه ويصحح أخطائه ويعيد التجربة ، لكن دون الشعور بالذنب حيث يمكن التوقف عن اللعب عندما يريد ، كما أنه يقابل أثناء اللعب مواقف متعددة يستطيع خلالها التوقف عن الحركة عندما لا تستجيب اللعبة له ، يصحح من حركته أو يسيطر عليها ، ويقوم بتمارين عديدة ومتنوعة ، تتيح له فرصة اكتساب وتقوية معرفته وكفاءته العلمية فيما مجلات متنوعة . 

تعريف التعلم باللعب : 

يعتبر اللعب من الأنشطة الفطرية التي يمارسها الأطفال منذ الأشهر الأولي لولادتهم ، وتتعدد أشكاله وتتنوع لديهم ، فمنها الفردي والجمعي والمنظم والعشوائي ، وأياً كان شكل اللعب الذي يمارسه الطفل فإنه يخلق لديه الشعور بالمتعة والسعادة فضلاً عن إسهامه في تسهيل نموه في الجوانب التفاعلية والاجتماعية والمعرفية والجسمية . 

فالتعلم باللعب هو استغلال أنشطة اللعب في اكتساب المعرفة وتقريب مبادئ العلم للأطفال وتوسيع آفاقهم المعرفية . 

وبكلمات أخرى يمكن تعريف هذا الأسلوب بأنه نوع من الأنشطة لها مجموعة من القوانين التي تنظم سير اللعب وعادة ما يشترط فيه اثنان أو أكثر للوصول إلى أهداف مسبقة التحديد ويدخل في هذا الأسلوب عنصر المنافسة وعنصرا لصدفة . 

الأهمية التعليمية للعب : 

يعد اللعب من الاساليب المهمة التي عن طريقها نجذب انتباه اطلفل وتشويقه للتعلم ، فالتعلم باللعب يوفر للطفل جواً طليقاً يندفع فيه إلى العمل من تلقاء نفسه ، ويعد اللعب أداة تعلم واستكشاف لأنه يساعد الطفل علي : 

1- اكتساب العديد من المعلومات عن العالم المحيط به فيتعرف من خلاله علي الخصائص الحسية للأشياء والأشخاص وعلي الأشكال والألوان والأحجام وما بين الأشياء من تشابه واختلاف . 

2- معرفة الذات من خلال التجربة والاستكشاف يتعرف الطفل علي ما يحب وما يميل إليه فتزداد معرفته بذاته وإمكانياتها ويتعرف علي مشكلاته ويصبح أكثر قدرة علي حلها . 

كما يحقق اللعب أهدافاً عدة لمنظمة شخصية الطفل وهي : 

1- التعود علي الاستقلال وتحمل المسؤولية والقدرة علي اتخاذ القرار والشعور بالثقة . 

2- التخلص من الخجل والانطواء والعزلة . 

3- معرفة الذات وتقبل ذوات الآخرين . 

4- تحقيق التسامي وعلي سبيل المثال اللعب بالماء والصلصال وسائل ممتازة لإعلاء الدوافع المتعلقة بعملية الإخراج ، أما اللعب بالدمي فيساعد علي إعلاء الدوافع الجنسية . 

5- تخفيف حدة القلق والعصاب بشكل عام . 

6- التكيف للميزات الجديدة وإعداد الشخصية لدورها في المستقبل . 

7- ممارسة الحرية في الاختيار وتعلم أن الحرية لها حدود وأن النظام ضروري للحياة . 

أسس التعلم باللعب : 

أولا : الأسس النفسية للعب : 

يقوم اللعب علي مجموعة من الأسس النفسية ، وهي : 

1- اللعب حاجة نفسية من أهم حاجات الإنسان في مختلف مراحل العمر فكل فرد لديه دافع للعب ينبغي أن يشبعه وإلا ستكون النتجية قلقاً واضطراباً ومعاناة من مشاكل نفسية عديدة ، وعليه فاللعب بالنسبة للطفل حاجة من حاجاته الاساسية لذلك ينبغي إشباع هذه الحاجة والاستفادة من اللعب في مجال التربية ، التعليم ، التشخيص والعلاج . 

ويتطلب إشباع هذه الحاجة إتاحة وقت الفراغ للعب ، وإفساح مكان ذلك واختيار أدوات اللعب المناسبة والمتنوعة للطفل . 

2- اللعب عملية نمو تسير في مراحل ، فاللعب ينمو مع نمو الأفراد بغض النظر عن البيئة التي يعيشون فيها ، فهو يبدأ عشوائياً وغير منظم ثم يصبح منظماً ، ويبدأ حسياً ، حركياً واستكشافياً فإيهامياً ثم عقلياً مجرباً وجماعياً .

ثانياً : الأسس التربوية للعب : 

نظراً للفادئة التربوية التي يحققها اللعب للطفل والتي تتمثل في قدرته علي تنمية شخصية الطفل من جميع النواحي الجسمية ، الحسية ، العقلية ، اللغوية ، الانفعالية والاجتماعية فقد أوصي الباحثون في مجال علم النفس والتربية باستخدام اللعب في بناء المناهج . 

ويري المهتمون ببرامج الطفولة المبكرة أن توظيف اللعب في بناء المناهج يكون كالتالي

1- توظيف اللعب في تربية الطفل وتنميته من جميع النواحي . 

2- النظر للعب بوصفه شكلاً من أشكال تنظيم التعلم . 

3- النظر للعب بوصفه طريقة للتعلم والتعليم في برامج الطفولة المبكرة . 

ثالثاً : الأسس الاجتماعي للعب : 

لا يسير اللعب وفق مبادئ نفسية وتربوية فقط ، ذلك لأن الألعاب تختلف من مجتمع لآخر وعليه وجد ما يسمي بالألعبا الشعبية . 

والأسس الاجتماعية للعب هي مجموعة القوي الاجتماعية التي تؤثر في لعب الأطفال في مجتمع ما ، ويمكن إيجاد هذه الأسس في الآتي : 

1- المستوي الاقتصادي والاجتماعي : 

تعاني بعض المجتمعات من انخفاض في المستوي المعيشي وهذا ما يؤثر علي لعب الأطفال كماً وكيفاً . 

2- معيير المجتمع وقيمه : 

علي الرغم أن اللعب يتسم بالحرية عموماً إلا أن كل مجتمع يمارس ألعابه في حدود القيم والمعايير المتفق عليها والآداب الاجتماعية السائدة . 

2- وسائل الاتصال الحديثة : 

أثرت هذه الوسائل علي نوعية الألعاب التي يمارسها الطفل ، فمنذ عهد بعيد كان الأطفال يستمتعون بألعاب خيال الظل علي سبيل المثال ، ثم أصبحوا يستمتعون ببرامج الإذاعة والتلفزيون ، أما الآن فهم يسعدون كثيراص بألعاب الكمبيوتر . 

والحقيقة أن القوة الاجتماعية التي تؤثر علي لعب الأطفال عديدة كالأسرة والمدرسة ووسائل الاتصال الحديثة وثقافة المجتمع بشكل عام . 

شروط التعلم باللعب : 

لكي يكون اللعب التعليمي يحقق متبغاه ينبغي أن يحقق الشروط التالية : 

1- الاستقرار والاتزان الكامل في بناء الفكرة أو الموضوع ، وتتحقق بإدراك الطفل لقاعدة اللعب لكي يعرف ما يطلب منه وعلي ذلك تحصل الاستجابة المناسبة . 

2- أن يرغب الطفل في اللعب وإلا فإن الفائدة لا تحصل . 

3- أن تكون العلاقة بين اللعب والعمل واضحة إذ يستطيع المشاهد معرفة نوع التعلم الذي سيحصل عليه الأطفال من خلال اللعب . 

4- أن يكون مضمون اللعب التعليمي مناسباً لسن الأطفال . 

كما أشار الحقاق ( 2010 ) عند اختيار الألعاب التعليمية في غرفة الصف لابد أن يراعي المعلم عدة أمور وهي كالتالي : 

1- أن تكون اللعبة التعليمية جزء من البرنامج التعليمي أو المحتوي الدراسي . 

2- أن تتأكد المعلمة من أن الوسيلة سوف تحقق الأهداف بشكل أفضل وانها سوف تستعمل في الوقت المناسب بكونها جزءاً متكاملاص من البرنامج . 

3- أن تلبي اللعبة التعليمية مهارات الطفل واحتياجاته . 

أهمية اللعب في حياة الطفل وفوائده : 

اهتم العلماء كثيراً في بيان آثار اللعب في حياة الأطفال فهذا عالم النفس الألماني ( كارل بيولر ) يؤكد أهمية اللعب في النمو العقلي للطفل وهذا العالم الروسي ( ماكا رينكو ) يؤكد التأثير البالغ للعب في تكوين شخصية الطفل ومن المؤكد أن للعب فوائد من نواحٍ عديدة ، وسنوضح فيما يلي فوائد اللعب من النواحي الجسمية ، العقلية ، الاجتماعية ، الخلقية والتربوية : 

1- من الناحية الجسمية : 

اللعب نشاط حركي ضروري في حياة الطفل لأنه ينمي العضلات ويقوي الجسم ويصرف الطاقة الزائدة عند الطفل . 

ويري بعض العلماء أن هبوط مستوي اللياقة البدنية وهزال الجسم وتشوهاته هي بعض نتائج تقييد الحركة عند الطفل البيوت العالية المؤلفة من عدة طوابق قد حدت من نشاط الطفل وحركته فهو يحتاج إلى الركض والقفز والتسلق ، فمن خلال اللعب يحقق الطفل التكامل بين وظائف الجسم . 

2- من الناحية العقلية : 

اللعب يساعد الطفل علي إدراك عالمه الخارجي وكلما تقدم الطفل في العمر استطاع أن ينمي كثيراً من المهارات في اثناء ممارسته لألعاب وأنشطة معينة ، ويلاحظ أن الألعاب التي يقوم فيها الطفل بالاستكشاف والتجميع وغيرها من أشكال اللعب تثري حياته العقلية بمعارف كثيرة عن العالم الذي يحيط به . 

3- من الناحية الاجتماعية : 

إن اللعب يساعد نمو الطفل من الناحية الاجتماعية ففي الألعاب الجماعية يتعلم الطفل النظام ويؤمن بروح الجماعة واحترامها ويدرك قيمة العمل الجماعي والمصلحة العامة . 

وإذا لم يمارس الطفل اللعب مع الأطفال الآخرين فإنه يصبح أناني ويميل إلى العدوان ويكره الآخرين ، لكنه بواسطة اللعب يستطيع أن يقيم علاقات جيدة ومتوازنة معهم . 

4- من الناحية الخلقية : 

يساهم اللعب في تكوين النظام الأخلاقي المعنوي لشخصية الطفل ، فمن خلال اللعب يتعلم الطفل من الكبار معايير السلوك الخلقية ، كالعدل والصدق والأمانة وضبط النفس . 

وإذا كان الطفل يتعلم في اللعب أن يميز بين الواقع والخيال لأنه في سنوات الطفولة الأولي ، يظهر الإحساس بذاته كفرد مميز فيبدأ بتكوين صورة من هذه الذات وإدراكها علي نحو متميز عن ذوات الآخرين رغم اشتراكه معهم في عدة صفات . 

5- من الناحية التربوية : 

لا يكتسب اللعب قيمة تربوية إلى إذا استكفي توجيهه علي هذا الأساس لأنه لا يمكننا أ نترك عملية نمو الأطفال للمصادفة . فالتربية العفوية التي اعتمدها روسو لا تضمن تحقيق القيمة البنائية للعب وإنما يتحقق النمو السليم للطفل بالتربية الواعية التي تضع خصائص نمو الطفل ومقومات تكوين شخصيته في نطاق نشاط هادف . 

أنواع التعلم باللعب لطفل الروضة : 

عندما تربط اللعب بنوعية النماء في شخصية الأطفال ، فلابد أن تتنوع في ألعابهم لكي تعطي احتياجات النمو لديهم ، وقد صنفت كالآتي : 

1- اللعب البدني : 

وهو من أكثر اللعب شيوعاً ، ويمكن ملاحظة تطوره من السهل والتلقائي والفردي إلى الألعاب الأكثر تنظيماً وجماعية . 

2- اللعب التمثيلي : 

تقوم هذه الألعاب علي مبدأ تمثيل الأدوار ، فمن خلاله يتعلم الأطفال تكيف مشاعرهم من خلال تعبيرهم عن الغضب والحزن والقلق ، ويتيح لهم فرصة التفكير بصوت عالي ، قد تكون إيجابية أو سلبية ، وتركز علي تعاون معقد بين الجسم والعقل ، فالطفل لا يستعمل دماغه وصوته فقط بل يستعمل جسمه أثناء اللعب . 

3- اللعب التركيبي البنائي : 

التشكل أو البناء أو التركيب هو عمل منتجات رمزية باستخدام مواد كالألوان والورق والصلصال وأنواع كثيرة ، ويعد اللعب التركيبي مهما لأنه يحقق للطفل فوائد كثيرة منها : 

- تنمية المهارات الحركية والعضلية ، وذلك من خلال استنباط أشكال جديدة من اللعب ، وعليه يعد هذا اللعب أحد مؤشرات الإبداع . 

- تنمية القدرة علي التعبير عن عالم الظواهر المحيطة بالطفل . 

- تنمية القدرة علي الضبط والتحكم من خلال التعامل والتفاعل مع الألعاب . 

- القدرة علي التعبير عن الانفعالات في شكل مقبول اجتماعياً . 

النظريات المفسرة للعب : 

تعدد النظريات في موضوع اللعب ومن أهمها : 

1- نظرية التخلص من الطاقة الزائدة : 

اللعب من وجهة نظر ( سبنسر ) نشاط مهمته تصريف الطاقة الزائدة فإذا توافرت للفرد طاقة تزيد عما يحتاج منها للعمل فإنه يستهلكها في ممارسة سلوك اللعب ، ويستند صاحب هذه النظرية وأنصارها إلى دليل يفيد بأن الأطفال يلعبون أكثر من الكبار لأنهم يعتمدون علي رعاية الكبار وعنايتهم بهم مما يوفر لديهم المزيد من الطاقة يصرفونها في اللعب . 

2- نظرية التنفيس أو التخفيف من القلق : 

هذه هي نظرية التحليل النفسي لصاحبها " سيغموند فرويد " الذي يفسر اللعب باعتباره إسقاطاً للرغبات ولإعادة تمثيل الصراعات والأحداث المؤلمة للسيطرة عليهما فلعب الأطفال لا يحدث بالصدفة بل تتحكم فيه مشاعر وانفعالات سواء كان الطفل علي وعي بها أم لم يكن . 

وإذا كان الطفل يميز اللعب من الواقع فهو يوظف أشياء من الواقع ليخلق عالمه الخاص ، واللعب يساعد في نقص حالات التوتر والقلق هنا دفع فرويد إلى توظيفه كطريقة علاجية للأطفال المضطربين . 

3- نظرية الإعداد للحياة المستقبلية وممارسة المهارات : 

يقارب " كارل غروس " مؤسس نظرية اللعب علي أساس بيولوجي محض فهو بالنسبة للكائن الحي مجرد تمرين للأعضاء حتى يمكن السيطرة عليها واستعمالها استعمالاً حراً في المستقبل ، واللعب يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتعليم والمحاكاة . 

وقد اهتمت النظرية بلعب الإنسان والحيوان ، والطفل عندما يمارس اللعب وهو صغير فإن اللعب يعمل علي إعداده لما سيكون عليه في المستقبل وهذا يؤكد أن اللعب ينظر إلي المستقبل فمثلاً تميل البنات إلى اللعب بالعرائس وهذا شعور استعدادي لدور الأمومة . 

4- النظرية التلخيصية أو نظرية إيجاز الأصول : 

اللعب من وجهة نظر " ستانلي هول " صاحب هذه النظرية هو مجرد تلخيص لسائر النشاطات المختلفة التي مر بها الجنس البشري عبر القرون والأجيال وليس تدريباً علي نشاط مستقبلي ، أو لمواجهة متغيرات الحياة ، فألعاب القفز والتسلق والصيد هي في الواقع امتداداً لا شعوري لأنشطة الإنسان القديم ، كما أن اللعب الجماعي للأطفال ما هو إلا تمثيل لنشأة الجماعات الأولي في حياة الإنسان . 

وإذا كان " ستانلي " قد بني موقفه هذا علي نظرية " لامارك " القائلة بالانتقال الوراثي للصفات المكتسبة ، فإن الدراسات الحديثة في علم الوراثة لم تعترض علي ما يؤيد هذا الطرح ، مما أدى إلى إلغاء نظرية " ستانلي " . 

5- نظرية جان بياجيه في اللعب : 

إن نظرية جان بياجيه في اللعب ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتفسيره لنمو الذكاء ، ويعتقد أن وجود عمليتي التمثيل والمطابقة ضروريتان لنمو كل كائن عضوي . 

وتوظف نظرية بياجيه علي اللعب وظيفة بيولوجية واضحة بوصفه تكراراً نشاطاً وتدريباً يتمثل المواقف والخبرات الجديدة تمثلاً عقلياً . 

لذلك نجد نظرية بياجيه في اللعب تقوم علي ثلاثة افتراضات رئيسية هي : 

- أن النمو العقلي يسير في تسلسل محدد من الممكن تسريعه وتأخيره . 

- أن هذا التسلسل لا يكون مستمراً بل يتألف من مراحل يجب أن تتم مرحلة منها قبل المرحلة التالية . 

- أن هذا التسلسل في النمو العقلي يمكن تفسيره اعتماداً علي نوع العمليات المنطقية التي يشتمل عليها . 

ومن خلال ما جاءت به هذه النظريات مؤكدة أن اللعب ضروري لتعلم الطفل ونموه ، فهو من خلال اللعب يعرف نفسه والآخرون ويستكشف البيئة المحيطة به وينمو معرفياً ، لغوياً ، انفعالياص واجتماعياً . 

مميزات التعلم من خلال اللعب : 

الألعاب التربوية والتدريبية هي أحد أهم وسائل نقل واستيعاب المعلومة وغرس السلوك المطلوب ، وتغيير الاتجاهات ، والسبب في ذلك هو تميزها بعدة خصائص مقارنة بالوسائل الأخرى والتي منها : 

1- مخاطبتها لأكثر من حاسة لدي الإنسان ، ففي حين تعتمد المحاضرات التقليدية علي حاسة السمع لنقل المعلومة ، فإن الألعاب التربوية تستخدم بالإضافة للسمع ، البصر ، واللمس ، وفي أحيان أخرى ، الشم والتذوق ، وكما تم مخاطبة أكثر من حاسة خلال عملية التعلم ، كلما كانت المعلومة ، أو السلوك أكثر ثباتاً وفهما لدي المشارك . 

2- في حين أن المحاضرات التقليدية تصلح لنقل الجانب النظري من المعلومات فإن الألعاب تصلح أيضاً لغرس السلوكيات الإيجابية وتغيير اتجاهات الأفراد . 

3- الألعاب عملية ممتعة للأفراد تثير مرحهم ، وتكسر الملل الذي يصاحب المحاضرات التقليدية عادة . 

4- التعلم باللعب مناسب في تأكيد المعاني التربوية التي تم تلقينها سمعاً . 

5- الألعاب هي أقرب أسلوب تعلم يحاكي الواقع ، فالسلوك الصادر من الفرد خلال اللعب يعكس السلوك الأكثر احتمالاً بأن يقوم به الفرد في الواقع الميداني . 

6- الألعاب تعكس الجدية والتحضير المقدم ، واجتهاده في توصيل المعلومة وغرس السلوك المطلوب بشتي الوسائل . 

الآثار الإيجابية للتعلم باللعب : 

1- دمع التقدم : 

يتغبر دور المربي كلما تطور اللعب ، بداية بالتدريب علي اللعب ودعمه والحفاظ عليه ، خصوصاً إذا كانت اللعبة الجديدة ، مثلما هو الحال مع الأهل في المنزل أو في الحضانة ، حيث يبحثون الأطفال علي اللعب من خلال قيامهم هم بأنفسهم باللعب أمامهم أو بشرح طريقة اللعب لهم ، وهذا الدور يتحول فيما بعد ليصبح أكثر تفاعل ومشاركة . 

2- تكافئ الفرص : 

تقوم بين الأطفال مشاحنات عديدة حول امتلاك الألعاب والسيطرة في اللعب ، وعلي المربي تعويد الأطفال علي سلوك التشارك مع الآخرين ضمن قواعد واضحة . 

3- دعم النمو الاجتماعي والعاطفي : 

يتم دعم النمو الاجتماعي والعاطفي للأطفال من خلال ثلاث جوانب : 

- فهم مشاعرهم ومشاعر الآخرين . 

- اكتشاف الاختلافات والتشابهات بين الأفراد . 

- اكتساب مهارات تكوين الصداقة . 

4- توسيع اللعب : 

من خلال مراقبة المربي لمجريات اللعب يمكنه تقديم خيارات إضافية وبديلة إما باقتراح أنشطة جديدة أو تأمين وضعيات تعلم جديدة كالخروج من القسم مثلاً واللعب في الخارج واستكشاف مجالات تعلم مثيرة . 

5- تحقيق الهدف : 

إدماج اللعب من الأساليب التعليمية لتعليم الطفل مبدأ تحقيق الهدف حيث تحتوي معظم الألعاب علي تعاملات ديناميكية وروايات تحفيزية بالإضافة إلى تحديات قائمة علي المنافسة . 

وعليه فإن الطفل بالإضافة إلى تعليماته الذاتية وتطويره لاستراتيجيات العمل فهو أيضاً يكون جاهزاً للتنافس مع الآخرين ومناقشة من حوله علي أدائه في اللعب . 

معوقات التعلم باللعب لطفل الروضة : 

1- عدم توفر الإمكانات المادية في الروضة . 

2- عدم توفر دواعي الأمن والسلامة في منطقة اللعب . 

3- يسبب ضيق مساحات اللعب إلى إعاقة حركة الطفل فلا تحصل الفائدة . 

4- عدم توفر ألعاب حركية بشكل كافي في منطقة اللعب . 

5- الفوضي وعدم قدرة المعلمة السيطرة في تنفيذ اللعبة . 

دور رياض الأطفال في تدعيم اللعب التربوي : 

يجب علي كل من دار الحضانة والأسرة والمعلم تدعيم الاهتما بالتعليم الذاتي لطفل ما قبل المدرسة الابتدائية للاستفادة في تكوين الشخصية السوية للطفل وتأكيد ذاتيته وثقته بنفسه ، وإن لرياض الأطفال دوراً مهماً جداً في تدعيم اللعب التربوي لدي الطفل ويدعم هذا الدور عن طريق ما يلي : 

1- تنظيم بيئة تربوية حسب أسس وقواعد واضحة لأهداف محددة تحفز الطفل علي التعلم الذاتي شبيه نحو الأسرة . 

2- تعليم الأطفال أوجه نشاط اللعب والعمل علي تنمية قدرات الأطفال والمهارات الحركية أو الحسية . 

3- تقديم التوجيهات والإرشادات للأطفال في أثناء نشاطهم ووقت الحاجة لذلك . 

4- توفير جو مناسب للطفل فوجود أطفال آخرين معه له فوائد عديدة منها تعلم الأخذ والعطاء ، بحيث تتكون لديه عادة التعاون مع الآخرين مما يساعد الطفل علي النمو والنضج . 

5- توفير ألعاب وأنشطة معدة مسبقاً ، للطفل تساعده علي النمو وتزيد من قوة التركيز لديه والقدرة علي الملاحظة وتكوين العلاقات بين الأشياء بالإضافة إلى تنمية خياله . 

6- اختيار أنشطة وأدوات للعب وفق معايير تربوية ونفسية واجتماعية ، إذ أن لكل من أدواته وألعابه التي تتناسب مع ميوله واستعداده وقدرات الأطفال . 

المراجع : 

أحمد نابل الغزيز ، أديب النواسية ( 2010 ) ، اللعب والتربية للطفل ، ط5 ، الأردت للنشر والتوزيع . 

إيمان عباس الخفاف ( 2014 ) . التنمية اللغوية للأسرة والمعلم والبحث الجامعي ، ط1 ، عمان ، مكتبة المجتمع العربي للنشر والتوزيع . 

محمود شاكر الصوايرة ( 2011 ) ، أثر التدريس باستخدام الألعاب التعليمية في تنمية المفاهيم الجغرافية لدي طلبة الصف السابع في محافظة الكرك ، جامعة مؤقتة . 

حنان عبد الحميد العناني ( 2014 ) ، اللعب عند الأطفال الأسس النظرية والتطبيقية ، ط1 ، عمان ، دار الفكر للنشر والتوزيع . 

أمجاد بنت مسفر بن علي القحطاني ( 2021 ) . فلسفة التعلم باللعب وواقع تطبيق معلمات الروضة لها ، مجلة شباب الباحثين ، كلية التربية ، العدد 08 . 

سامي حسن الختانة . ( 2012 ) . سيكولوجية اللعب ، ط1 ، عمان ، دار الحامد للنشر والتوزيع . 

خالدة حسن عبد الله . ( 2019 ) . اللعب وعلاقته بتنمية المهارات المعرفية لدي طفل الروضة المستوي الثاني من وجهة نظر المشرفات ، جامعة إفريقيا العالمية ، عمادة الدراسات العليا ، كلية التربية ، قسم علم النفس التربوي . 

عبد الحكيم السلوم . ( 2000 ) . سيكولوجية اللعب عن الأطفال . مجلة النبأ . 

عثمان حمود الخضر . ( 2007 ) . الألعاب التربوية ، الكويت ، الإبداع الفكرية للنشر والتوزيع . 

نجاة قصير ، محمد زردومي . ( 2020 ) . التعلم باللعب كاستراتيجية التفكير الإبداعي لدي تلاميذ التربية التحضيرية ، مجلة الدراسات النفسية التربوية ، العدد 04 . 

محمد الحماحمي ( 1999 ) ، فلسفة اللعب ، ط1 ، القاهرة ، مركز الكتاب للنشر والتوزيع . 

تعليقات