U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

التلوث الضوضائي ومصادره

مصادر تلوث الضوضاء
ما هو التلوث الضوضائي ؟ وما هي مصادره ؟ 

ما هو التلوث الضوضائي ؟ وما هي مصادره ؟  

المحتويات : 

(1) ما هو التلوث الضوضائي ؟ . 

(2) مصادر تلوث الضوضاء . 

ما هو التلوث الضوضائي ؟ 

تعد الضوضاء من أهم العناصر التي تساهم في تلوث البيئة ، وهي منتشرة في كل مكان من العالم إلا أنها تختلف من دولة إلى أخرى ، وتختلف في الدولة الواحدة من مكان إلى آخر وهي تزداد بصفة عامة في المناطق الصناعية وفي مناطق التجمعت السكنية المزدحمة بالسكان وتقل كلما اتجهنا إلى الريف وذلك لأن المدن المزحمة فيها الآلاف من السيارات التي يصدر عنها ضجيج من أصوات المحركات .

كما أن الضوضاء أصبحت منتشرة في المقاهي والنوادي والمنزل والأماكن العامة مما يتسبب في إثارة أعصاء كثير من الناس وتصيب كثير من السكان بالانهيار والتوتر وتعد الضوضاء أزمة كل المدن . 

ومع قيام الثورة الصناعية في القرن الماضي أصبحت مشكلة الضوضاء من أهم المشكلات التي صاحبت الازدهار والتقدم الصناعي . 

ومشكلة الضوضاء يصاحبها ظهور سلبيات متعددة وضارة علي الإنسان ، سواء من الناحية النفسية أو الصحية أو العقلية ، علي المدى البعيد أو القريب . 

وتعرف الضوضاء بأنها تلك الأصوات غير المرغوب فيها نظراً لزيادة حدتها وشدتها وخروجها عن المألوف من الأصوات الطبيعية التي اعتاد علي سماعها كل من الإنسان والحيوان . 

وفي دائرة المعارف البيئية ورد تعريف الضوضاء بأنها جملة أصوات غير منتظمة تحدث شعور بالضيق والقلق ومثيرة للعصبية أما في اللائحة التنفيذية لقانون إنشاء االهيئة العامة للبيئة بدولة الكويت فقد عُرفت الضوضاء بأنها الأصوات غير المرغوب فيها والتي تنتج عن الموجات الصوتية الصادرة من مصادر داخلية وخارجية وذات تأثير سريع في نشاط العاملين وقد تؤثر علي الكفاءة السمعية لهم . 

تقسم الضوضاء إلى نوعين : 

1- الضوضاء المستمرة : 

التي تصدر عن المكائن والعمليات الصناعية في أماكن العمل ، ويزداد تأثيرها كلما تنوعت من موقع إلى آخر . 

2- الضوضاء المتقطعة : 

هي التي تصدر عن أصوات المطارق والانفجارات التي تتميز بالارتفاع المفاجئ ثم الانخفاض . 

حدود الضوضاء تقسم علي نوعين : 

- الضوضاء الخطرة للمواقع الصناعية التي تؤثر علي العاملين . 

- الضوضاء المزعجة وهي الضجيج البيئي الذي يتعرض له عامة الناس خارج مواقع العمل . 

ويعتمد التلوث الضوضائي علي مدى استيعاب أذن الإنسان له لأن بعضهم يستحمل الضوضاء بنسب متفاوتة عن الآخر واعتماداً علي عوامل نفسية وفيزيولوجية ، وبشكل آخر أن أي صوت ينتج عنه ضوضاء يعتبر مزعج وهو من وجهة النظر القانونية يعرف بأنه تلوث خاطئ من الجو أدى إلى جرح مادى لحق بالأفراد ، كما أن الحالة النفسية والمناسبات المختلفة تلعب دور كبير تجاه تعريف الضوضاء فالمناسبات السارة تختلف عن تلك غير السارة وقد يحكم بعض الأفراد علي صوت معين بأنه مزعج ومقلق في حين أن بعضهم الآخر يعتبر الصوت نفسه عادياً . 

ولقد لاحظ المشرفون علي الأعمال الصناعية أن الضوضاء عامل يعوق إنتاج العامل ، لذلك ابتكرت الحجرات المضادة للصوت ولكن من الممكن أيضا أن يتكيف الفرد مع الضوضاء بمرور الوقت ، كذلك من الملاحظ أن هناك بعض الأفراد لا يتأثرون بالضوضاء . 

ولقد وجد أن الأثر النفسي للضوضاء يتوقف علي نوع هذه الضوضاء وعلي الاتجاه النفسي نحوها فالضوضاء المتصلة المستمرة التي تحدث علي وتيرة واحدة وعلي نسق واحد ربما لا تؤثر علي نفسية العامل ، في حين أن الضوضاء المتقطعة أو غير الاعتيادية تؤثر عليه وعلي كل حال فإن كثير من العمال يقبلون درجة معينة من الضوضاء في خلفية لعمل كضرورة يتطلبها العمل . 

كذلك هناك الكثير من الأبحاث التي أثبتت أن أثر الضوضاء يتوقف علي معناها بالنسبة للفرد أكثر من توقفه علي كثافتها أو طبيعتها . كذلك يتوقف أثر الضوضاء علي نوع العمل الذي يؤديه الفرد فقد وجد مجلس بحوث الصحة الصناعية في بريطانيا أن الضوضاء لا تؤثر كثيراً علي الأعمال الحركية البسيطة ، ولكنها تقلل من الكفاءة الإنتاجية في الأعمال الصعبة المعقدة لأن الأعمال المعقدة تحتاج إلى درجة عالية من التركيز . 

لقد أثبتت الدراسات الخاصة بآثار الضوضاء علي الأطفال في لوس أنجلوس والتي أجريت علي تلاميذ المدارس الأساسية الذين يعيشون في مسارات الطيران حول مطار لوس أنجلوس الدولية أن من الأطفال قد تعرضوا لضوضاء الطيران المرتفعة جداً في منازلهم ليلاً ونهاراً . ووجدت هذه الدراسة أن هؤلاء الأطفال يعانون من ضغط دم مرتفع ودرجات منخفضة في مادة الرياضيات ، وكانوا أقل قدرة ومثابرة في حل المشكلات عن الأطفال المماثلين لهم في الخلفية العرقية والاقتصادية والاجتماعية والذين لا يعيشون قريباً من المطار . 

وأوضحت دراسات أخرى أن الأطفال الذين يعيشون في مساكن أو ملتحقين بمدارس قريبة من خطوط السير المزعجة أو في شوارع بها كثافة مرورية مرتفعة يظهرون آثار مشابهة . 

وفي كل الحالات هناك علاقة سلبية بين الضوضاء في المدرسة والتحصيل الأكاديمي . فالأطفال في الفوصل الواقعة بجانب الضوضاء في المباني المدرسية يؤدون بشكل أضعف كثيراً من الأطفال في الجانب الهادئ من نفس المباني وقد بينت الدراسات أن نقل الأطفال من فصول تتسم بالضوضاء إلى أخرى هادئة أدى إلى تحسن تدريجي في الأداء . 

وتؤثر الضوضاء أيضاً بالسلوك الاجتماعي فقد اكتشف ( اليارد ولينتل ) انخفاض التفاعلات بين الجيران في الأماكن المتسمة بالضوضاء وأشارت دراسات أخرى أن الأفراد لا يميلون إلى مساعدة الغرباء في البيئة المتسمة بالضوضاء مقارنة بالمواقف الهادئة كما ربطت عدة تجارب الضوضاء بمستويات مرتفعة من العدوان في المواقف المعملية . 

أما عن التوزيع الجغرافي لمستويات الضوضاء تبعاً للخصائص المكانية حيث تزداد حدة الضوضاء وتتعدد مصادرها في مراكز الحضر عنها في النطاقات الريفية الهادئة والواسعة الامتداد ومحدود السكان عادة ، والأ؛ادية النشاط البشري حيث يسود فيها النشاط الزراعي فقط . 

وفي نطاق المدن تزداد حدة الضجيج في الأحياء السكنية الفقيرة المزدحمة بالسكان ، في حين يقل بالاقتراب من الأحياء السكنية الخاصة بالأغنياء حيث تنخفض كثافة السكان وتسود أنماط المساكن محدودة الامتداد الرأسي وخاصة الفيلات المحاطة بالمساحات الخضراء وتزداد حدة الضوضاء بالقرب من المناطق المركزية القريبة من المدينة حيث تتعدد الأنشطة البشرية ويزداد الامتداد الرأسي للمباني المختلفة نتيجة لارتفاع أسعار الأراضي وتتزيد أيعداد كل من المشاة والباعة المتجولين علي الأرصفة والسيارات علي الطرق الخاصة خلال ساعات النهار وفي الأيام التي تسبق الأعياد والمناسبات المختلفة . 

مصادر تلوث الضوضاء : 

1- الضجيج : 

يعتبر الضجيج المتأتي من العربات ومن سائر وسائل النقل التي تملأ الشوارع والطرقات أحد مصادر الضوضاء وقد أصبحت التجمعات السكانية الكبري تعج بالشاحنات والحافلات بمختلف أصنافها والتي تسهم بالتلوث السمعي وأصوات الآلات الكهربائية والميكانيكية المتسعملة في معامل التصنيع وتنتشر هذه المعامل في الأوساط الحضرية داخل التجمعات السكنية وكذلك الضجيج الصادر عن الصراخ والهتافات بأصوات عالية وتصفير أو تصفيق حاد يطلقه عدد غفير من الناس في احتفال رياضي أو فني يقام في فضاءات مفتوحة أو مغلقة  ،فضلاً ‘ن أصوات الألعاب النارية التي يكثر انتشارها بين الأطفال والشباب في مواسم وأعياد تتسبب في إزعاج المارة . 

آلات البث والموسيقي بأنواعها وهي عديدة وتعد ثمرة التطور التكنولوجي الذي طال الوسائل السمعية والبصرية ، وكثيراً ما يسئ مستعملوها ضبط قوة الصوت وحدته وكما يحدث في المساكن الجماعية والسيارات التي يقودها الشباب والتي تكون مجهزة بمثل هذه الآلات وهي مظاهر تكثر خلال فصل الصيف والأعياد . 

2- الأصوات الصادرة من الآلات : 

مثل آلات الحفر وبعض الآلات الأخرى المستعملة في أعمال البناء والتشييد . والضوضاء الصادرة من مختلف المحال الصناعية الصغيرة مثل ورش النجارة والمسابك وإصلاح السيارات وغيرها . 

ويتداخل مع كل هذه الضوضاء خليط من الأصوات العالية الصادرة عن أجهزة المذياع والتلفزيون وأجهزة التسجيل المنتشرة في المحلات التجارية وفي المنازل والمقاهي إضافة إلى سوء استخدام مكبرات الصوت إلى جانب بعض الباعة المتجولين من النهار وفي وقت متأخر من الليل وعلي الرغم من أن هذه الضوضاء تتسبب في إثارة أعصاب كثير من الناس إلا أن أغلبهم لا يدركون تماماً الأضرار الناتجة من استمرار تعرضهم لهذه الأصوات وهم قد يخافون علي صحتهم من تلوث الهواء والماء ولكنهم لا يدركون خطورة تعرضهم للضجيج والضوضاء التي تحيط بهم . 

تعليقات