U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

التطور التاريخي لنشأة الصحة النفسية ومناهجها ومستوياتها

التطور التاريخي لنشأة الصحة النفسية
ما هو التطور التاريخي لنشأة الصحة النفسية ؟ وما هي مناهجها ؟ 

التطور التاريخي لنشأة الصحة النفسية ومناهجها ومستوياتها : 

المحتويات : 

(1) التطور التاريخي لنشأة الصحة النفسية . 

(2) مناهج الصحة النفسية . 

(3) مستويات الصحة النفسية . 

التطور التاريخي لنشأة الصحة النفسية : 

إن المتتبع لنشأة علم الصحة ، يجد أن موضوعات هذا العلم قديمة قدم الإنسان ، فالقرآن الكريم زاوج بين الصحة النفسية والصحة الجسمية ، فقد خلق سيدنا آدم في صحة نفسية وجسمية كاملة ، ووفر له شرطان الأمن والطمأنينة فأكرمه وأسجد له الملائكة لقوله تعالي " ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم " ( التين الآية 04 ) . 

وأشارت الدراسات في الحضارات القديمة إلى اهتمام الفراعنة والإغريق الصينين القدماء بعلاج الاضطرابات العقلية وإعادة الصحة النفسية وكان العلاج عن طريق الكهنة والسحرة ، علي أساس أن هذه الاضطرابات ناشئة عن أرواح وكانت مهمتهم طرد هذه الأرواح والشر . 

- عند الإغريق ظهر " هيبوقراط " ( 365-773 ق.م ) : 

أرجع الأمراض العقلية إلى خلل في الدماغ ، الذي هو مركز النشاط العقلي واهتم بتشخيص حالات المنغوليا والهستيريا بعلاجها بأسلوب علمي بعيداً عن العلاج الخرافي . 

- أما أفلاطون ( 474 - 429 ق.م ) : 

كانت آرائه تشاؤمية في الصحة النفسية واعتبر النفس محبوسة في البدن بشهوته ، واعتقد أن الأمراض العقلية ناتجة عن الشياطين مع هذا كانت له بعض الآراء الجيدة في الصحة النفسية ، اعتبر المجنون غير مسؤول عن أفعاله ولا يعاقب علي جرائمه ودعي إلى عزل المجانين والعناية بهم . 

- أما في العصور الوسطي : 

ازدهر علم الصحة النفسية في البلاد الإسلامية عكس ما كان الوضع في أوروبا ، فكانت العصور الوسطي مظلمة بالنسبة لهذا العلم . 

وهذا ما أكده " برنيو " ( 1972 ) بقوله : أنه لأكر من ألف عام فقدت كتابات أرسطو بالنسبة للعماء الأوروبيين ، بينما أنقذت هذه الأعمال بواسطة العرب ، هذا وقد اهتم المسلمون بموضوعات الصحة النفسية وعلاجها من خلال دراستهم لعلاقة الإنسان بربه ، وبنفسه وبالناس وهدفها تنمية دوافع الهدي والسيطرة وتحقيق التوازن بين مطالب الجسد والروح . 

وقد برز في هذا المجال " ابن سينا " و " إسحاق بن عمران " و " علي بن حزم " . 

- أما في العصر الحديث : 

قد نشأ هذا العمل في أوروبا سنة ( 1979 ) وينسب إلى " فارلي " لأنه من الأوائل في العصر الحديث الذين بحثوا في فرنسا إمكانية إعادة التكيف الاجتماعي للمجرمين والمجانين ، وأشار تاريخ تطرأ الحياة الاجتماعية بفرنسا في أواخر القرن 19 إلى تأسيس عدد من الجمعيات التي تعمل لهذا الغرض . 

وتوالت البحوث والدراسات الطبية والنفسية في الصحة النفسية والعلاج النفسي تعددت المجالات العلمية والدورية التي تحوي آلاف البحوث والدراسات في الصحة النفسية والعلاج النفسي في الوقت الحاضر . 

مناهج الصحة النفسية : 

يعتبر علم الصحة النفسية علم تطبيقي يرتكز علي جانبين أساسين أولهما الوقاية من حدوث الاضطرابات ، وثانيهما العلاج في حالة وقوع هذه الاضطرابات ، ومن أجل تحقيق هذين الهدفين وجب إتباع طرائق ومناهج مكتاملية فيما بينها ، من أجل الوصول بالفرد إلى مستوي مقبول من الصحة النفسية . 

وفق هذا الصدد نذكر أهم المناهج المتبعة في ميدان علم النفس الصحة منها : 

1- المنهج الوقائي : 

وتعني الوقاية بوجه عام مجموع الجهود المبذولة للتحكم في حدوث الاضطرابات أي المرض والسيطرة عليها ، أو للتقليل من شدة ظاهرة غير مرغوبة كالمرض العقلي ، الجنوح ، الجريمة ، الإدمان علي العقاقير ، الحوادث .... إلخ . 

يهتم هذا المنهج بالأسوياء قبل اهتمامه بالمرض ليقيهم من أسباب الأمراض النفسية بتعريفهم بها وإزالتها أولاً بأول ويهيئ الظروف التي تحقق الصحة النفسية . 

وللمنهج الوقائي ثلاث مستويات هي كالتالي : 

- المستوي الأول : 

يتعامل هذا المستوي مع الطرق التي يمكن إتباعها للتأثير في البيئة وتحسين مستواها من أجل زيادة قدرة الفرد علي مواجهة الضغوطات الحياتية والتعامل مع الأحداث بواقعية ويتم عن طريق التعليم والتدريب علي زيادة وفي الأفراد بالمشاكل ، أو مشكلة معينة باستخدام أساليب النقاش ، والمشاركة في مجموعات العمل ، أو مجموعات حل المشكلات ، أن عن طريق المقابلات الفردية والجماعية . 

- المستوي الثاني : 

يهدف إلى الإنقاص من شدة المرض والتقليل منه وذلك من خلال الكشف المبكر علي الحالات ، والاهتمام والرعاية والعلاج مع هدف مهم ألا وهو وقف الاضطرابات النفسية والعقلية في مراحلها المبكرة وفي حالاتها الكامنة والمستمرة . 

ويحتاج توفير هذا المستوي إلى عدد من الخدمات المساعدة التي يتم التنسيق فيما بينها في مراكز متخصصة ، يعمل بها الأخصائيون النفسانيون والأطباء والعاملون في مجال الخدمة الاجتماعية ، وأخصائيو تعديل السلوك وإعادة تشكيله . 

- المستوي الثالث : 

ويهتم بمتابعة الحالات التي سبق التعامل معها ومساعدتها علي عدم حدوث انتكاسة ، بعد إنتهاء فترة العمل معها ، ويمكن عن طريق متابعة مساندة صاحب المشكلة حتى لا يشعر بوحدته وعجزه علي مواجهة المشاكل . 

كما يمكن إرشاده إلى أقصر طريق وأفضلها للوقاية من حدوث ردود الأفعال الإنعكاسية ومواجهة الأمور بواقعية ومزيد من القوة والاحتمال . وترتكز الخطوط العريضة للمنهج الوقائي في الإجراءات الوقاية الحيوية الخاصة . 

2- المنهج العلاجي : 

حيث يتعامل علم الصحة النفسية مع من اضطربت صحته النفسية فعلاً ، ويكون ذلك عن طريق المنهج العلاجي بأساليبه ومناهجه المختلفة ن ويتطلب ذلك إتاحة الخدمة العلاجية المناسبة وتقديمها لكافة أنواع المرضي في هذا المجال عن طريق المعالجين والمرشدين النفسانيين . 

3- المنهج النمائي : 

وهو لمن يتمتعون بالصحة النفسية ، ويهدف هذا المنهج إلى الرفع من مستوي شعور الأفراد بالصحة النفسية وزيادة فاعليتهم ، مما يؤدى إلى تحقيق الذات والشعور بالسعادة والفرح . 

ويتحقق هذا الهدف عن طريق مجموعة من المراحل حددها بعض العلماء فيما يلي : 

- الدراسة العلمية الدقيقة لإمكانيات الأفراد وجوانب تفوقهم . 

- العمل علي تنمية هذه الإمكانيات ورعايتها واستثمار جوانب الشخصية وتدعيمها . 

- محاولة تحقيق التنمية المناسبة للفرد وتوفير الظروف الملائمة لرقي الصحة النفسية وتنمية الأفراد وتوظيف إبداعاتهم . 

مستويات الصحة النفسية : 

بما أن الصحة النفسية حالة غير ثابتة تتغير من فرد إلى آخر ، ومن زمن لزمن ومن مجتمع إلى مجتمع ، فإنها تتوزع علي درجات ومستويات مختلفة ، كما أن الاضطراب النفسي يأخذ أشكال متدرجة من الخطورة وفيما يلي عرض المستويات التي تميز الصحة النفسية : 

1- المستوي الراقي ( العادي ) : 

وهم أصحاب الأنا القوي والسلوك السوي والتكيف الجيد ، وهم الأفراد الذين يفهمون ذواتهم ويحققونها وتبلغ نسبة هؤلاء حوالي 25% . 

2- المستوي فوق المتوسط : 

وهم أقل من المستوي السابق وسلوكهم طبيعي وجيد ، وتصل نسبتهم 13.5% . 

3- المستوي العادي ( المتوسط ) : 

وهم في موقع بين الصحة النفسية المرتفعة والمنخفضة ، ولديهم جوانب قوة وجوانب ضعف ، يظهر أحدهما أحياناً ويترط مكانه للآخر أحياناص أخرى وتبلغ نسبتهم حوالي 48% . 

4- المستوي الأقل من المتوسط : 

هذا المستوي أدني من السابقين من حيث مستوي الصحة النفسية وأكثر ميلاً للاضطرابات وسوء التكيف ، فاشلون في فهم ذواتهم وتحقيقها وتبلغ نسبتهم حوالي 13.5 % . 

5- المستوي المنخفض : 

ودرجتهم في الصحة النفسية قليلة جداً ، وعندهم أعلى درجة في الاضطراب والشذوذ النفسي يمثلون خطر علي أنفسهم وعلي الآخرين ، ويتطلبون العزل في مؤسسات خاصة وتبلغ نبستهم حوالي 25 % . 

تعليقات