U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

مفهوم الصحة النفسية وأهدافها وأهميتها بالنسبة للفرد والمجتمع

أهمية الصحة النفسية بالنسبة للفرد والمجتمع
ما هو مفهوم الصحة النفسية ؟ وما هي أهدافها ؟ 

مفهوم الصحة النفسية وأهدافها وأهميتها بالنسبة للفرد والمجتمع : 

المحتويات : 

(1) مفهوم الصحة النفسية . 

(2) أهداف الصحة النفسية . 

(3) أهمية الصحة النفسية بالنسبة للفرد . 

(4) أهمية الصحة النفسية بالنسبة للمجتمع . 

مفهوم الصحة النفسية : 

يعتبر مفهوم الصحة النفسية من المصطلحات الأكثر شيوعاً في مجال علم النفس والأكثر إهتماما من قبل الباحثين والعلماء ، وقد ظهر اختلاف بين العلماء تبعاً لاتجاهاتهم الفكرية ومدارسهم النفسية وهذا ما سيتم توضيحه من خلال هذه التعاريف : 

تعريف " أدلف ماير " : 

ويعتبر أول من استخدم مصطلح الصحة النفسية ، حيث استخدمه ليشير إلى نمو السلوك الشخصيي والاجتماعي نحو السواء والوقاية من الاضطرابات النفسية ، والصحة النفسية في نظره تكيف الشخص مع العالم الخارجي المحيط به وأيضاً تجعل الفرد قادر علي مواجهة المشكلات المختلفة . 

تعريف منظمة الصحة العالمية : 

الصحة النفسية حالة من الاكتمال الجسمي والنفسي والاجتماعي لدي الفرد ، وليست الخلو من المرض النفسي أو العقلي . 

وهناك مفاهيم متعددة للصحة النفسية نوضح منها مفهومين ( السلبي - الإيجابي ) : 

1- المفهوم الأول ( السلبي ) : 

يوضح أن الصحة النفسية هي البدء في أعراض المرض النفسي و العقلي وهذا المفهوم يلقي قبول لدي أصحاب ميادين الطب العقلي ، ولكن إذا ما قمنا بتحليله نجد أنه مفهوم ضيق محدود . 

فحينما نقول الصحة النفسي هي الخلو من المرض النفسي فهذا التعريف يعد تعريفاً سلبياً ، فليس معني خلو الإنسان من المرض النفسي دلالة علي تمتعه بالصحة النفسية ، كما يذكر علي أن الصحة البدنية أو الجسمية معناها خلو الجسم من الأمراض العضوية . 

إذاً ان الخلو من الاضطرابات أياً كانت لا تعني الصحة سواء أكانت بدنية أو نفسية ، فالمعروف أن المرض الجسمي أو النفسي لا يأتي فجأة كما يتوهم البعض ولكن ينمو وقد أحس به الفرد ويزداد نمو الخلل أو الاضطرابات من الناحية الكمية حتى يصل إلى مرحلة التغير الكيفي ( المرض ) وهنا فقط يتضح الخلل أو الاضطرابات في الجسم والنفس . 

2- المفهوم الثاني ( الإيجابي ) : 

يذهب بالقول بأن الصحة النفسية هي تلك الحالة النفسية التي تتسم بالثبات النسبي والتي يكون فيها الفرد متمتعاً بالتوافق الشخصي والاجتماعي والاتزان الانفعالي ، خالياً من التأزم والاضطراب مليئاً بالتحمس وأن يكون إيجابياً خلاقاً مبدعاً يشعر بالسعادة والرضا ، قادر أن يكون ذاته ويحقق طموحاته واعياً بإمكانياته الحقيقية ، قادراً علي استخدامها في أمثل صورة ممكنة فمثل هذا الشخص يعتبر في نظر الصحة النفسية شخصاً سوياً . 

وأنه بالقدرة والسيطرة علي العوامل التي تؤدى إلى الإحباط أو اليأس والعيش في وفاق وسلام مع أنفسهم من جهة ، ومع غيرهم في محيط الأسرة أو العمل أو المجتمع الخارجي من جهة أخرى . 

في ضوء ما سبق نؤثر الأخذ بالاتجاه الإيجابي في تعريف الصحة النفسية لأنه اتجاه وواسع متكامل يؤمن بفعالية الفرد وقدرته علي التأثير والتأثر بالاستجابات السلوكية المختلفة في مجال الحياة ، وذلك في حدود الخصائص التي تتميز بها الطبيعة الإنسانية في إطار قيم ومعايير المجتمع الذي يعيش فيه الفرد والتي توجه سلوكه وتحدد علاقته مع الآخرين . 

أهداف الصحة النفسية : 

تهدف الصحة النفسية بصفة عامة إلى مساعدة الأفراد علي التعديل في سلوكياتهم وفقاً للخبرات التي مروا بها ، أي الخبرات السابقة وتمكنهم من تحقيق النجاح في مختلف المجالات ومجاهبة الأزمات والتحديات التي تعترضهم ، ومساعدتهم علي ما يلي  : 

1- المحافظة علي سلامة الفرد والجماعة من المرض . 

2- فهم العلاقة بين تجارب الحياة ونمط الشخصية . 

3- مكافحة الاضطرابات النفسية والعقلية والانحرافات الخلقية لما لها من آراء مدمرة تهدد الإنسانية . 

4- انتشار مبادئ الصحة النفسية ونشر الوعي الصحي بصفة عامة خاصة ، حتى يساعد ذلك علي الوقاية من الأمراض النفسية والانحرافات الخلقية . 

أهمية الصحة النفسية : 

تعد الصحة النفسية مهمة جداً في حياة الفرد والمجتمع . 

أهمية الصحة النفسية بالنسبة للفرد : 

تتمثل فيما يلي : 

1- فهم الذات : 

ونعني بها القدرة علي معرفة الذات لحاجتها وأهدافها . 

2- وحدة الشخصية : 

ودلائل ذلك الأداء الوظيفي الكامل المتناسق للشخصية ( جسمياً ، عقلياً ، انفعالياً ، اجتماعياً ) والتمتع بالنمو والصحة . 

3- التوافق : 

ونني به التوافق الشخصي ( رضا عن النفس ) ، والتوافق الاجتماعي . 

4- الشعور بالسعادة مع النفس : 

ودلائل ذلك الإحساس بالراحة والأمن والطمأنينة والثقة ، ووجود اتجاه متسامح مع الذات واحترامها وتقبلها ونمو مفهوم إيجابي نحوها وتقديرها حق قدرها . 

5- الشعور بالسعادة مع الآخرين : 

ودلائل ذلك حسب الآخرين والثقة بهم واحترامهم والقدرة علي إقامة علاقات اجتماعية ، والانتماء للجماعة والقيام بالدور الاجتماعي المناسب والقدرة علي التضحية والسعادة الأسرية والتعاون ، وتحمل المسؤولية الاجتماعية . 

6- القدرة علي مواجهة مطالب الحياة : 

النظر السليمة والموضوعية للحيا ومطالبها ومشاكلها اليومية ، والعيش في الحاضر والواقع والمرونة الإيجابية وتحمل الصعوبات والمسؤوليات الاجتماعية ، وتحمل مسؤولية السلوك الشخصي والسيطرة علي الظروف البيئية كلما أمكن والتوافق معها . 

7- العيش في سلام وسلامة : 

ودلائل ذلك التمتع بالصحة النفسية والاجتماعية والجسمية ، والسلم الداخلي والخارجي والإقبال علي الحياة ، والتمتع بها والتخطيط للمستقبل بثقة وأمان . 

8- تساعد الفرد علي تدعيم الصحة البدنية : 

إن الصحة النفسية والاستقرار النفسي يساعدان علي تدعيم صحة الفرد البدنية والصحية وإن الكثير من الأمراض النفسية تظهر علي الفرد في صورة أعراض مرضية جسدية واضطرابات انفعالية ونفسية مما يؤثر علي صحة الفرد البدنية . 

وإن أهميتها بالنسبة للفرد كونها تساعده علي التوافق الصحيح في المجتمع وكذا تساعد الفرد علي انسياب حياته النفسية وجعلها خالية من التوترات والصراعات المستمرة ، مما يجعله يعيش في طمأنينة وسعادة وإن الفرد الذي يتمتع بالصحة النفسية هو الفرد المتوافق مع نفسه . 

أهمية الصحة النفسية بالنسبة للمجتمع : 

ترجع أهمية الصحة النفسية للمجتمع إلى الآتي : 

1- تساعد المجتمع علي التعاون وتكوين علاقات اجتماعية لأن المجتمع الذي يتسم أفراده بالصحة النفسية يكون متماسكاً ويتسمون بالتعاون وتكوين العلاقات الاجتماعية مع الآخرين ، ويؤدى أيضاً إلى الانجسام والتفاعل مع بعضهم البعض مما يجعلهم وحدة متكاملة ضد كثير من المشكلات والأخطار التي يتعرضون إليها والتي تهدد مجتمعهم . 

2- الصحة النفسية مهمة للمجتمع لأنها تهتم بدراسة وعلاج المشكلات الاجتماعية التي تؤثر علي نمو شخصية الفرد ، وعلي المجتمع الذي يعيش فيه ومن هذه المشكلات : الضعف العقلي والتأخر الدراسي كما أن الصحة النفسية مهمة للمجتمع لأنها تساعد علي ضبط سلوك الفرد وتقويمه لكي يحقق التوافق النفسي ويكون مواطناً صالحاً في المجتمع . 

3- الصحة النفسية للمجتمع بكشل عام بالغة الأهمية ، لأن المجتمع الذي يعاني من التمزق وعدم التكامل بين مؤسساته هو مجتمع مريض ، والمجتمع الذي تسوده عوامل الهدف والإحباط والصراع والتعقيد ، والمشكلات الأسرية والتربوية ، ويسوده الجهل والتعصب هو مجتمع مريض ، والمجتمع الذي يعاني من استمرار تدهور نظام القيم السليمة وتحل به التوارث الاجتماعي هو مجتمع مريض أيضاً . 

لذلك يجب أن يواجه هذا المجتمع مشكلاته النفسية والصعوبات الاجتماعية والاقتصادية والأسرية المسببة لها بجهود جبارة وعزائم قوية للقضاء علي كل الصعوبات التي تسبب اضطرابه وتأخره . 

مما سبق نستنتج أهمية الصحة للمجتمع ، وقدرتها علي تحقيق التكامل والنماء والسعادة للآخر . 

تعليقات