U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

الخصائص المميزة لكبار السن ومشكلاتهم واحتياجاتهم

ما هي مشكلات واحتياجات كبار السن ؟
خصائص كبار السن ومشكلاتهم واحتياجاتهم 

ما هي الخصائص المميزة لكبار السن ؟ وما هي مشكلاتهم ؟ وما هي احتياجاتهم ؟ 

تصاحب كبار السن في مرحلة الشيخوخة العديد من التغيرات الجسمية التي تشكل عائق كبير في عملية التكيف والتوفيق الاجتماعي مع باقي فئات المجتمع كما تساهم بشكل كبير في تفاقهم المشاكل التي تواجههم والتي تؤثر علي مكانتهم الاجتماعية وكذا أدوارهم داخل المجتمع ما يجعل هذه الفئة بحاجة ماسة إلى مختلف أشكال الرعاية والاهتمام والتكفل وذلك بهدف المحافظة علي مكانتهم داخل النظم الاجتماعية . 

وفيما يلي سوف نحاول التعرف علي أهم الخصائص التي تميز كبار السن وكذا المشاكل والصعوبات التي تقدم أمام عملية التوافق الاجتماعي لهم ، وذلك كالتالي : 

الخصائص المميزة لكبار السن : 

يمر الإنسان في رحلة حياته بمراحل نهائية وتطورية بيولوجية ونفسية وعقلية واجتماعية تتشكل في مجملها محصلة تنشئته والعوامل التي تتدخل في التأثير بها ، ومرحلة الشيخوخة مرحلة تتعرض لمشكلات خاصة بها وتتميز بخصائص تميزها عن غيرها ، ومن أهم هذه الخصائص : 

1- الخصائص الجسمية : 

أجمعت الأبحاث المتعلقة بعلم الأحياء والعلوم الطبية علي أن الشيخوخة من الناحية البيولوجية عبارة عن نمط شائع من التدهور الجسمي في البناء الوظيفي ويعتري كل الأجهزة الفيزيولوجية والبيولوجية والحركية والصحية والفكرية . 

2-الخصائص العقلية : 

من أبرز مظاهر التغيرات العقلية لدي المسنين ( ضعف الذاكرة والنسيان ) خاصة المعلومات الحديثة وظهور خرف الشيخوخة لدي البعض ، كما أن الذكاء يتدهور مع تقدم العمر وعلي الأخص في مرحلة الشيخوخة . 

3- الخصائص النفسية الانفعالية : 

إن التغيرات الجسمية والعقلية التي يعاني منها كبار السن تجعلهم عرضة للخوف والقلق مما يزيد من المعاناة وينعزل عن الناس ن بسبب التغيرات الحادثة في المحيط الأسري مثل فقدان الزوجة ، وبعد أبنائه عنه بسبب زواجهم وانشغالهم بأسرهم ، ومن أهم الخصائص التي تميز كبار السن الحساسية المفرطة والإعجاب بالماضي . 

4- الخصائص الاجتماعية : 

تتقلص علاقات المسن الاجتماعية إلى حد كبير مع الأصدقاء والأقرباء عند بلوغه سن التقاعد ، وتنحصر بشكل كبير داخل الأسرة ، وهذا التقلص في العلاقات الاجتماعية تبعث في نفسه الملل والشعور بأنه أصبح كئيباً ينتظر الأجل وهنا يصبح عرضة لاضطرابات نفسية . 

5- الخصائص الاقتصادية : 

عادة ما ينخفض دخل المسن وهذا في الغالب يرجع إلى إحالته علي التقاعد بعد بلوغه السن النظامية ، وبالتالي عجزه عن تلبية العديد من الاحتياجات ، وخاصة إذا اقترن ذلك مع إصابة المسن ببعض الأمراض وما يحتاجه من مصاريف إنفاق علي الأدوية . 

مشكلات واحتياجات كبار السن : 

تواجه المسنين في مرحلة الشيخوخة العديد من المشاكل في الحياة اليومية والتي تبدو ظاهرة علي ردود أفعالهم وسلوكياتهم وذلك بسوء ظنهم بمن حولهم من الناس فتنمو وتصبح مشكلات صحية ونفسية واجتماعية بالإضافة إلى مشكلة التقاعد وما بعده ، وكيفية قضاء وقت الفراغ ، مع عدم وجود المهارات الخاصة بهم ، وتكون هذه المشاكل إما بسيطة عابرة أو طارئة لا تزول إلا بالعلاج ، فنجد معظم المسنين يتعرضون لمشكلات مزمنة ، ولابد من معايشتها والتخفيف من أضرارها . 

1- المشكلات الصحية : 

وهي مرتبطة بالضعف الصحي العام ، والضعف الجسمي ، وضعف الحوال كالسمع والبصر ، وضعف القوة العضلية وانحناء الظهر ، وجفاف الجلد وترهله والإمساك وتصلب الشرايين والتعرض بدرجة أكبر من ذي قبل للإصابة بالمرض وعدم مقاومة الجسم . 

وقد يظهر لدي كبار السن توهم المرض وتركيز الاهتمام علي الصحة وعسر الهضم أو الصداع وقد ينظر إليه علي أنه مرض خطير . 

2- المشكلات النفسية والعاطفية : 

أ- النفسية : 

ترتبط المشكلات في الغالب بعدم التكيف مع التغيرات العمرية ، فالمسنون تنتابهم مشاعر الوحدة والفراغ ، والخوف من المستقبل وفقدان حب الآخرين ، وفقدان الأبناء والأهل . 

وإن هذه المشكلات النفسية قائمة في الشيخوخة لا محالة ، لكنها تتراوح بين مشاعر الملل والعزلة والفراغ والاضطرابات النفسية والعقلية الشديدة كالعته ( خرف الشيخوخة ) والاكتئاب النفسي الشديد الذي يدفع إلى الانتحار في بعض الأحيان . 

ب- العاطفية : 

المتعلقة بضعف الطاقة الجنسية أو التشبث بها والتصابي . 

3- المشكلات الاقتصادية : 

يعاني منها المسنون لنقص مواردهم المالية ، ولضعف الأداء لديهم ، أو التقاعد وهذا في حد ذاته مشكلة نفسية واجتماعية واقتصادية بأبعادها المؤثرة والمتأثرة . 

فالمشكلات الاقتصادية تعتبر علي رأس المشاكل التي يعاني منها كبار السن والتي يجب وضعها في الحسبان ، فعندما يحل وقت التقاعد وما يصاحبه من زيادة الفراغ ونقص الدخل يشعر الفرد في أعماق نفسه بالقلق علي حاضره والخوف مما قد يؤدى به لانهيار عصبي . 

4- المشكلات الاجتماعية : 

- الاهمال : 

قد يؤدى الإهمال في تقديم الرعاية الصحية والطبية اللازمة والمتبعة الأسرية الجادة والمستمرة للمسن وتعرضه إلى الميزد من التدهور الجسدي والنفسي والمعنوي وعدم قدرته علي حماية نفسه من أي خطر قد يتعرض له . 

كما أن ترك المسن يسير بمفرده بدون مرافق خصوصاً في المناطق الخالية من المارة أو المظلمة أو الضيقة قد يعرضه إلى الخطر أو الاعتداء عليه أو الإيذاء من قبل بعض الأشرار عديمي الضمير والرحمة . 

- العزلة : 

يلجأ بعض الأبناء وأفراد الأسرة للأسف الشديد إلى عزل المسن وهذا العزل قد يكون في غرفة داخل المنزل أو في دار رعاية المسنين أو إحدى المؤسسات الخيرية ، مما يسبب الكثير من المتاعب النفسية والمعنوية للمسن . 

وهي أشد أنواع الإيذاء مهما كانت المبررات أو أسباب العزلة غير العادية وغير الإنسانية آخذين في الاعتبار أن المسن في هذه الحالة سيكون أكثر عرضة للخطر أو وقوع اعتداء عليه يهدد حياته أو ممتلكاته بسبب هذه العزلة أو الوحدة . 

- السرقة : 

قد يكون المسن طاعناً في السن أو مريضاً لا يتمكن من الحركة أو يتحرك ببطء وصعوبة ففي هذه  الحالة لابد من إجراء تدابير احترازية ووقائية مسبقة للحفاظ علي ممتلكاته وذلك بعدم ترك باب المنزل أو باب غرفته مفتوحاً ، وتأمين وحفظ الأشياء الثمينة والمبالغ النقدية وفتح حساب باسمه في البنك ، مع عدم ترك النوافذ مفتوحة خصوصاً أثناء الليل . 

والتأكد من أن جميع النوافذ مصنعة من خامات جيدة وبطريقة محكمة مع توفير ما يلزم لغلق النوافذ من الداخل وتركيب قضبان موانع حديدة علي النوافذ لتحول دون دخول اللصوص داخل سكنه أو مكان إقامته . 

- الغفلة : 

قد يحصل من جراء الانشغال عن المسن أو تركه يعيش بمفرده في مسكن خاص بعيداً عن أسرته أو أقاربه مع وجود خادم سيئ الخلق وغير أمين يعامل المسن بأسلوب خشن وغير لائق أو يسهل بالضرورة مهمة المجرم للقيام بسرقة المسن أو الاعتداء عليه . 

الأمر الذي يعرضه إلى مخاطر كبيرة تهدد حياته أو تجعله غير آمن ومتسقر يشعر بالقلق والخوف في مقر إقامته أو سكنه ، فهل يجوز هذا من الوجهة الشرعية والإنسانية لأعز الناس ؟ . 

- الدهس وحوادث الطرق : 

قد يتسبب اضطرار كبار السن لإنجاز بعض الأعمال الضرورية الخروج بمفردهم لعدم وجود من يساعدهم علي إنجازها ، مما يؤدى إلى تعرضهم وبخاصة في الشوارع المزدحمة بالمركبات أو الأماكن المكتظة بالسكان إلى الدهس أو السقوط المصحوب بأضرار بدنية أ والاصطدام في حالة قيامهم بسياقه مركباتهم بأنفسهم . 

مما يتسبب من جراءه حصول أضرار بدنية وصحية ونفسية للمسنين أو تعرضهم للموت أحياناً ، وبفقد هؤلاء المسنين يكون قد فقدنا دعامة أساسية من دعائم المجتمع . 

- السقوط من السلام والأرضيات : 

قد يتعرض المسنون إلى إصابات خطيرة عند سقوطهم من درجات السلم أو الأرض بسبب ضعف أجسادهم أو حواسهم ( البصر أو السمع أو كلاهما ) نتيجة تقدمهم في السن وعدم توازنهم في المشي . 

الأمر الذي يتسبب في انزلاقهم أو سقوطهم المفاجئ علي الأرض الذي قد يؤدى إلى إحداث كسور أو رضوض في عظامهم أو جروح بالغة الخطورة علي حياتهم ، وفضلاً عن تعرضهم أحياناً إلى حوادث التعثر نتيجة ارتطام أحد قدمي المسن بأي جسم أثناء السير ، مما يؤدى إلى انعدام التوازن والذي يحدث بعده سقوطهم وحدوث الإصابات البليغة . 

المراجع : 

عادل بن مشعل عزيز : " الاحتياجات الاجتماعية والنفسية والصحية والمادية للمسنين من وجهة نظرهم في مجلة جامعة الباحث للعلوم الإنسانية ، العدد 11 ، السعودية ، 2017 . 

سيد يوسف جمعة ، الصحة الجسمية والنفسية للمسنين ، دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع ، القاهرة ، 2005 . 

أمينة الهيل ، ندوة : الحماية الأسرية للمسن في المجتمع القطري ، الحماية الاجتماعية والقانونية لكبار السن . قطر ، 2014 . 

تعليقات