U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

ما هو التوافق الدراسي ؟ وما هي خصائص المتفوقين دراسياً ؟

ما هو التفوق الدراسي ؟
ما هو التفوق الدراسي ؟ وما هي النظريات المفسرة له ؟ 

بحث عن التفوق الدراسي : 

المحتويات : 

(1) ما هو التفوق الدراسي ؟ . 

(2) مفهوم التفوق الدراسي . 

(3) بعض المفاهيم المرتبطة بالتفوق . 

(4) النظريات المفسرة للتفوق الدراسي . 

(5) خصائص المتفوقين دراسياً . 

(6) العوامل المؤثرة في التفوق الدراسي . 

(7) قائمة المراجع . 

ما هو التفوق الدراسي ؟ 

يعتبر التفوق الدراسي أحد المواضيع التي نالت اهتمام العديد من الباحثين في إطار التربية والتعليم ، وعليه فإننا في بحثنا هذا سنتناول العديد من العناصر التي لها علاقة بالتفوق الدراسي . 

مفهوم التفوق الدراسي : 

مفهوم التفوق من الناحية اللغوية : 

فاق الشئ فوقاً وفواقاً ، وعلاه وغلبه وفضله ، وفقت فلاناً أي صرت خيراً منه . 

ويعرفه " الزغبي " هو العلو والارتفاع في الشأن . 

مفهوم التفوق من الناحية الاصطلاحية : 

تعرفه الجمعية الأمريكية القومية للدراسات التربوية " هم الأطفال الذين يظهرون امتيار في أدائهم في أي مجال له قيمة " . 

أو هو وصول الفرد في أدائه في مجال يرتبط بالتكوين العقلي إلى مستوي معين بشرط أن ينال تقدير الجماعة التي يعيش فيها . 

ويعرف المتفوقون دراسياً : هم الذين المتميزون في الذكاء العام ، أو في مجال أو أكثر من مجالات المواهب الخاصة ، ويظهرون اهتمامات وسمات شخصية غير عادية بما في ذلك الإبداعية ، ويتسمون بمستوي مرتفع في التحصيل الأكاديمي والاستعداد العلمي . 

بعض المفاهيم المرتبطة بالتفوق : 

1- مفهوم الموهبة : 

تتمثل في تميز ملحوظاً في جانب معين أو أكثر ، وعادة ما تكون مصحوبة بقدر مناسب من الابتكارية تمكن ذلك الشخص بموجبه من تقديم أفكار جديدة وحلول جديدة لمشكلات قائمة كما تتطلب نشبة ذكاء مرتفعة ، ولا تقل عن انحرافيين معياريين أعلى من المتوسط . 

وكلما ارتفع معدل الذكاء أصبح ذلك الفرد في وضع أفضل ، إلا أن البعض مع ذلك ينظر إلى الموهبة مع تعدد مجالاتها علي أنها إما أكاديمية تتطلب مستوي مرتفعاً من الذكاء ، أو غير أكاديمية وهذه لا تتطلب ذلك المستوي المرتفع من الذكاء وإن كان ارتفاع مستوي الذكاء يجعل الفرد في وضع أفضل ، بل أنها مع ذلك تتطلب بوجه عام مستوي من الذكاء لا يقل بأي حال من الأحوال من المستوي المتوسط . 

وتعرف الموهبة بأنها استعداد طبيعي أو قدرة تساعد الفرد علي الوصول إلى مستوي أداء مرتفع في مجال معين رغم عدم تميزه بمستوي مرتفع بصورة غير عادية . 

يعرفها عبد السلام عبد الغفار " بأنها مستوي أداء مرتفع يصل إليه فرد من الأفراد في مجال لا يرتبط بالذكاء ويخضع للعوامل الوراثية " . 

2- مفهوم الإبداع : 

ورد علي لسان العرب " تعبير بدع الشئ يبدعه بمعني أنشاه ، وبدأه ، وأبدع الشئ بمعني اخترعه علي غير مثال " . 

والإبداع هو مفهوم من مفاهيم علم النفس المعرفي يضم سمات استعدادية معرفية وخصائص انفعالية تتفاعل مع متغيرات بيئية لتمثر ناتجا غير عادي تتقبله جماعة ما في عصر ما لفائدته أو تلبية لحاجة قائمة .

وعرفه لالاند " بأنه قدرة الفرد علي إعطاء واكتشاف واستعمال الأفكار الجديدة والنادرة " . 

وعرفه بيك " علي أنه القدرة علي خلق الأفكار الأصلية واكتشاف العلاقات الجديدة والنادرة ، ضمن تصورات وإيجاد مشاكل وحلول بشكل مستمر " . 

3- مفهوم العبقرية : 

للعبقرية معانٍ مختلفة فهي نسبة إلى عبقرة وهي موضع تزعم العرب . 

ويعد لويس تيرمان اوائل الباحثين الذين استخدموا العبقرية في بداية 1921 ، وعرف ألبرت " أنه كل شخص ينتج علي مدى طويل محصولاً من الأعمال الضخمة التي تترك تأثيرات هامة أو جوهرية علي أناس كثيرين لسنوات عديدة ، تنتهي بهذا الشخص وهؤلاء الناس إلى اتجاهات وأفكار ووجهات نظر وتقنيات أو فنيات مختلفة ز 

وتعرف العبقرية بأنها الإنجاز أو الإسهام الذي يبقي علي مر الزمن ، وأنها تقاس من خلال مقدار التأثير الذي تحدثه . 

4- مفهوم الذكاء : 

تعددت تعريفات الذكاء حيث يعرفه العلماء كل حسب اتجاهاته . 

عرف تيرمان الذكاء " هو القدرة علي الاستمرار في التفكير المجرد " . 

وعرفه وكسلر " هو إمكانية أو قدرته علي السلوك الهادف والتفكير منطقياً ، والتعامل بفاعلية مع البيئة " . 

تعريف بياجيه للذكاء " هو التفكير أو العمل التكيفي . وكذلك أن الذكاء هو القدرة علي التكيف المباشر للمواقف الجديدة " . 

النظريات المفسرة للتفوق الدراسي : 

1- نظرية التحليل النفسي : 

ترجع هذه النظرية إلى فرويد الذي فسر التفوق والابتكار في ضوء ميكانيزم التسامي ، أو الإعلاء ، والذي يعني به فرويد تقبل الأنا للدوافع الغريزية ، ولكن مع تحويل طاقته من موضوعه الأصلي إلى موضوع بديل ذي قيمة ثقافية واجتماعية . 

وهذه العملية اللاشعورية هي التي تفسر لنا التفوق عند فرويد . 

2- نظرية الفسيولوجية : 

من المعرف أن للإنسان كليتين ، وفوق كل كلية غدة تسمي بالكظرية ، وتعد من الغدد الصماء وتتكون من جزئين هما القشرة والنخاع . 

وهما يختلفان وظيفياً وبنائياً ، وتقوم القشرة بإفراز عدد من الهرمونات منها : الكورتيزول ، والكورتيزون ، الاندرجين ، الاستروجين ... أما النخاع فيفرز هرمون الادرينالين والذي له دور فعال في الحالات الانفعالية بصفة عامة . 

وتهتم هذه النظرية بالنخاع أكثر من القشرة ، إذ أن نشاط النخاع يمكن أن ينبئ عن النشاط العقلي الناتج عن إمداد الذهن بالطاقة للعمل ، ويفترض مريدوها أن الأذكياء وأرباب القدرة الفائقة علي التحصيل ، والتفوق لديهم نشاط نخاعي ادريناليني أكثر من العاديين ، ويؤيد هذه الحقيقة دراسات كل من بيرجمان وماجنسون عن عملية الإفراط في التحصيل وعلاقته بإفراز الأدرينالين ، حيث التحصيل العالي لديهم إفراز أدرينالين أكثر من ذوي التحصيل العادي والمنخفض . 

3- نظرية علم النفس الفردي : 

ترجع هذه النظرية إلى الفرد أدلر الذي فسر ظاهرة التفوق بصفة عامة في ضوء عقدة النقص ، أو القصور التي تستوجب القيام بعملية تعويض بخلق عقدة التفوق ، أو حافز للتفوق . 

وقد يكون التعويض مباشراً حيث يدفع الضرير إلى النبوغ في الأدب ، أو الأصم إلى الإبداع في الموسيقى . ونشأ ذلك من أن قصور العضو يخلع علي الوصلات العصبية المرتبطة به ، وعلي ما يتبعها من نظام النفسي ، جهداً من طبيعته أن يثير في هذا النظام تعويضاً قوياً في مجالات التي يمكن فيها التعويض . 

ويعتقد أدلر أن حافز التفوق من أقوي موجهات السلوك الاجتماعي ، وأن ممارسة هذا الحافز أمر أساسي للنمو الفردي حيث أن الفرد يسعي للحصول علي تقدير الآخرين وقبولهم من خلال إنجازاته ، وعندما يحقق ذلك اجتماعياً يكون الفرد مفيداً أو مرغوباً . 

4- نظرية التكاملية : 

يمكن تفسير ظاهرة التفوق في ضوء هذه النظرية تبعاً للآتي : 

- أن ظاهرة التفوق تخضع لبعض العمليات والأنشطة الفسيولوجية . 

- يحتاج المتفوق إلى قدر من الذكاء والدافعية للإنجاز والتسامي وبعض القدرات المساعدة علي التفوق . 

- توفر الظروف البيئية المناسبة والمواتية من شأنها أن تنمي استعداد الفرد وقدرته علي مواصلة التفوق . 

- الاستعانة بالمقاييس النفسية ، والأساليب في إيجاد الفروق الفردية في التفوق وعلي ذلك يمكننا أن نخلص بأن هذه النظرية قد ألمت الأطراف الإيجابية في سياق النظريات السابقة ، ونسجت منها ثوباً آخر لنظرية أوسع وأكثر تكاملاً . 

خصائص المتفوقين دراسياً : 

يتميز المتفوقين بخصائص عدة ، ومعرفة هذه الخصائص يساعدنا في الكشف عنهم وتحديد توجيهاتهم . ونذكر منها فيما يلي : 

1- الخصائص المعرفية : 

تتمثل أهم الخصائص المعرفية للطلبة المتفوقين كالتالي : 

- سرعة استيعاب المفاهيم والتعميمات والعلاقات المعقدة بين الأشياء أو الموضوعات . 

- الطلبة المتفوقين يتمكنون من فهم الرموز المجردة بسرعة . 

- الطلبة المتفوقين يمتلكون ذاكرة ممتازة . 

2- الخصائص الأكاديمية : 

أهم ما يميز الطلبة المتفوقين هو : 

- غالباً ما يحصل الطلبة المتفوقين علي مستويات أكاديمية عالية في مادة دراسية واحدة أو أكثر . 

- وهناك دراسات يؤكد علي أن الطلبة المتفوقين يميلون إلى الانسحاب من المدرسة لأن طرق التدريس المتبعة والمنهج المطبق ليس فيه ما يثير التحدي لديهم . 

3- الخصائص الجسمية : 

يختلف الأطفال المتفوقين دراسياً عن العاديين بخصائص جسمية متميزة ، حيث نجد أن مستوي النمو الجسمي يفوق مستوي الفئة العاديين ، حيث أن المتفوقين يتمتعون بحيوية كبيرة ، ومقاومة قوية للأمراض ، وغالباً ما يكونون أحسن من الأفراد العاديين . 

العوامل المؤثرة في التفوق الدراسي : 

هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر علي التفوق الدراسي ، هناك عوامل خاصة بالفرد وعوامل أخرى خاصة بالبيئة ، وعليه نعرض العوامل كالآتي : 

أولا : عوامل خاصة بالفرد : 

1- الذكاء : 

يعتبر الذكاء القدرة علي التفكير المجرد أي التفكير المعتمد علي الرموز اللغوية ومعاني الأشياء لا علي ذاتها المادية المجسمة أو الملموسة . 

حيث أن العديد من الدراسات التي أثبتت أن هناك علاقة ارتباطية موجبة بين هذين المتغيرين ، أي أن الذكاء يلعب دوراً مهما في عملية التفوق التحصيلي ، بمعني توفير قدر مناسب من الذكاء لذي الأشخاص المرجو تفوقهم . 

2- القدرات : 

لقد اتضح أن أكثر القدرات ارتباطاً بالتحصيل في المرحلة الثانوية نتيجة بحوث عربية وأجنبية هي القدرة اللغوية ، القدرة علي الفهم معاني الكلمات وإدراك العلاقات بينهما بطريقة تؤدى إلى الفهم الصحيح والدقيق لمعاني التعبيرات اللغوية . 

القدرة علي الاستدلال والقدرة علي الاستقراء وعليه كي يكون الفرد متفوق يحتاج إلى بعض القدرات التي تساعده علي استيعاب المادة العلمية المتعلمة لهذا يجب علي الفرد أن يستغل قدرته كي يصبح متفوقاً . 

3- الدافعية : 

هناك العديد من الدراسات والأبحاث اهتمت بمعالجة العلاقة بين الدافعية والتحصيل والتفوق الأكاديمي ، حيث اتفقت في مجموعها علي أن هناك ارتباطاً دالاً إحصائياً ، موجباً بين هذين المتغيرين ، بمعني أن فروق دافعية التحصيل كانت لصالح الفئات المتفوقة أكاديمياً ، وهذا من شأنه أن يبين مدى أهمية عملية إثارة دافعية المتعلم نحو قدر أكبر من التعليم والتحصيل وبالتالي مستوي أعلى من التفوق والتميز . 

4- مستوي الطموح : 

أثبتت الكثير من الدراسات العربية والأجنبية أنه توجد علاقة ارتباطية دالة موجبة بين مستوي التحصيل ومستوي الطموح ، حيث لا يمكن تصور متعلم يتفوق دون مستوي طموح ، وذلك لأنه طموحه يلعب دوراً في الدفع به نحو تحقيق المزيد من التحصيل والتفوق والامتياز . 

ثانياً : عوامل خاصة بالبيئة : 

1- عوامل أسرية : 

توفر الأسرة لطفل الإمكانيات المادية من السكن الملائم والغذاء الصحي والملبس المناسب ..... وأشارت العديد من الدراسات ومن بينها دراسة تيرمان الطولية التتبعية التي أجراها علي المتفوقين ، أن أكثر الأطفال المتفوقين يأتون من أسر ذات مستويات اقتصادية أفضل من مستوي غيرها في الغالب . 

ان الظروف الأسرية الاجتماعية والسيكولوجية للأسرة تلعب دور كبير في تحديد درجة الإنجاز الثقافي لأبنائها ، فإذا كانت الظروف الاجتماعية السيكولوجية مشجعة أو محفزة علي الإنجاز الثقافي والعلمي ، فإن أبنائها يندفعون نحو الدراسة والسعي والاجتهاد الذي يمكنهم من الحصول علي أفضل النتائج والعكس . 

2- عوامل اجتماعية : 

إن طبيعة الجماعة التي ينتمي إليها الفرد قد تؤثر فيه وتجعل منه شخصاً متبكراً ، ومنتجاً ، فمعايير الجماعة القائمة علي الحرية والفردية والتشجيع تساعد علي تنمية التفوق . 

كما أن توقعات المجتمع من الفرد تثير أو تثبط همته ، وأظهرت الدراسات أن البيئة الاجتماعية المشحونة بالقلق والتوتر قد تحد وتقلل من قدرة الفرد علي التفوق . 

المراجع : 

محمد عبد الهادي ، سميرة نجن ، 2014 ، أساليب التوجيه والإرشاد التربوي في رعاية المتفوقين دراسياً ، مجلة الدراسات والبحوثالاجتماعية ، جامعة الوادي ، العدد السابع ، الجزائر . 

حمد بن بلية بن مرهان العجمي ، 2000 ، التفوق والنجابة ، مكتبة العبيكان ، السعودية . 

فؤاد علي العاجز ، زكي رمزي مرتجي ، 2012 ، واقع الطلبة الموهوبين والتفوقين ، مجلة الجامعة الإسلامية للدراسات التربوية والنفسية ، العدد الأول ، غزة . 

طارق عبد الرءوف عامر ، 2009 ، الاتجاهات الحديثة للموهوبين والمتوفوقين ، المكتبة الأكاديمية ، مصر . 

ماجد السيد عبيد ، 2011 ، سيكولوجية الموهوبين والمتفوقين ، ط1 ، دار الصفاء للنشر والتوزيع ، عمان . 

عبد المطلب أمين القريطي ، 2013 ، الموهوبون والمتفوقون ، ط1 ، عالم الكتاب ، الرياض . 

أديب محمد الخالدي ، 2008 ، سيكولوجية الفروق الفردية والتفوق العقلي ، ط2 ، دار وائل للنشر والتوزيع ، الأردن . 

مدحت عبد الحميد ، 2011 ، الصحة النفسية والتفوق الدراسي ، دار المعرفة الجامعية ، الإسكندرية . 

جودت أحمد سعادة ، 2010 ، أساليب تدريس الموهوبين والمتفوقين ، ط1 ، ديبونو للطباعة والنشر والتوزيع ، الأردن . 

هميلة شادية ، 2010 ، الاستراتيجية الأسرية التربوية للمتفوقين ، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير تخصص علم النفس التربوية ، جامعة باجي مختار عنابة ، الجزائر . 

تعليقات