U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

تقدير الذات ، تعريفه ، مستوياته ، نظرياته والعوامل المؤثرة عليه ( بحث كامل )

تعريف تقدير الذات
ما هو تقدير الذات ؟ وما هي مستوياته ؟ 

بحث عن تقدير الذات : 

محتويات البحث : 

(1) تعريف تقدير الذات . 

(2) العوامل المؤثرة في تقدير الذات . 

(3) مستويات تقدير الذات . 

(4) التناولات النظرية لتقدير الذات .

(5) تقدير الذات والصحة النفسية . 

تعريف تقدير الذات : 

لقد تعددت تعاريف تقدير الذات خاصة من المهتمين بالشخصية وسنذكر بعض التعاريف : 

- تعريف رزنبرج Rosenberg 1976 تقدير الذات هو التقييم الذي يقوم به الفرد لنفسه ويحتفظ به لذاته وتقدير الذات المرتفع يدل علي أن الفرد ذو كفاءة عالية ويحترم نفسه أما تقدير الذات المنخفض فيشير إلى رفض الذات وعدم الاقتناع بها .

- تعريف محمد عاطف غيث : لتقدير الذات هو قيم الشخص لنفسه في حدود طريقة إدراكه لآراء الآخرين . 

ومن جهة أخرى يعرفه كوبر سميث بأنه مجموعة من الاتجاهات والمعتقدات التي يستدعيها الفرد عندما يواجه العالم المحيط به ، وهنا تقدير الذات يعطي تجهيزاً عقلياً يعد الشخص للاستجابة طبقاً لتوقعات النجاح والقبول وقوة الشخصية . 

ويعرف باندورا تقدير الذات أنه الشعور بالقيمة والكفاءة الشخصية الذي يربطه المرء بمفاهيمه وتصوراته عن ذاته . 

العوامل المؤثرة في تقدير الذات : 

تتدخل عدة عوامل في تحديد موقف الفرد من نفسه ، ويمكن تصنيفها إلى ثلاث فئات متداخلة وهي : 

1- عوامل ذاتية : وتشمل كل من : 

- صورة الجسم : 

وتتمثل في التطور الفسيولوجي ويختلف هذا التطور حسب الجنس والتغذية ، فمثلاً عند الرجل يكون الرضا عن الذات مرتفع كلما كان البناء الجسماني كبير وإلى قوة العضلات والصحة لجميع الأعضاء الأخرى  ، بينما يختلف عند المرأة فكلما كان جسم المرأة أصغر إلى حد ما فإنه يؤدى إلى الرضا والراحة . 

- القدرة العقلية : 

القدرة العقلية العالية تمكن الفرد من فهم ذاته والآخرين من حوله ويزداد فهمه وتحمل المسؤولية . 

- مستوي الذكاء : 

الشخص الذكي تكون له درجة كبيرة من الوعي والبداه وفهم الأمور بشكل أفضل من الشخص قليل الذكاء ، بالإضافة إلى مكانته في العائلة والمجتمع كون الناس تقدر الشخص الذكي كونه مفخرة لها وتعتز به . 

2- العوامل الاجتماعية : 

لها تأثير واضح في تقدير الفرد لذاته وتعتمد علي مكان الفرد في المجتمع الذي تحددها العوامل التالية : 

- دوره الاجتماعي : 

يساهم الدور الذي يقوم به الفرد داخل مجتمعه كونه يمثل عنصر بناء مجتمع وكذلك دليل علي التكيف والاحتضان من الطرف الآخر . 

- التفاعل الاجتماعي : 

التفاعل الاجتماعي الإيجابي يؤدى إلى علاقات ناجح تدعم فكرة أن الفرد له وزن في مختلف علاقاته . 

- الخصائص والمميزات الأسرية : 

يختلف تقدير الذات باختلاف الأسرة ومحيط التنشئة والعلاقات التي تسود الأسرة فالشخص الذي يتلقي الرعاية والاهتمام والحنان يختلف عن الفرد المهمش ويعاني الحرمان والشعور بالنقص خاصة في مرحل الطفولة والمراهقة . 

3- العوامل الوضعية : 

وتتمثل خصوصاً في الظروف التي يكون عليها الفرد أثناء قيامه بتقديره لذاته ، ومن هذه العوامل الوضعية تلك الظورف التي تغير نظرة الفرد لذاته أو للآخرين بعدها انخفاض في مستوي تقدير الذات مثلاً في حالة المرض أو أزمة اقتصادية . 

مستويات تقدير الذات : 

سنتطرق إلى ثلاث مستويات لتقدير الذات وهم : 

1- تقدير الذات المرتفع : 

ويتمثل في النظرة الإيجابية لنفسه ، وإحساسه بالنجاح والجدارة والاحترام والثقة بالنفس والقدرة علي حل المشاكل ويتميز الأفراد الذين لديهم تقدير مرتفع بما يلي : 

- يضعون أهداف لأنفسهم وفق تخطيط مسبق يعكس طموحاتهم ورغباتهم . 

- الشعور بالرضا عن إنجازاتهم والشعور بالمسؤولية في حالة فشلهم . 

- إقامة العلاقات مع الآخرين والبحث علي الانسجام والتكيف النفسي والاجتماعي . 

- القدرة علي تحديد مناطق الضعف ومناطق القوة . 

- كذلك القدرة علي تسيير الحياة الشخصية ومواجهة صعوبات الحياة كالأمراض والفشل والأزمات الاقتصادية والمشاكل الأسرية كالطلاق أو الهجرة . 

2- تقدير الذات المنخفض : 

الأفراد ذوي تقدير الذات المنخفض يغلب عليهم الشعور بالنقص والدونية ، وكره ذاتهم والشعور أنه لا قيمة له ودائماً يتوقع الأحداث السيئة وعدم قدرتهم علي التحكم ويركز علي النقائص التي يحملها وينتقد نفسه كثيراً . 

ويلجأ الفرد الذي يملك تقدير ذات منخفض إلى سلوكيات دفاعية وذلك من أجل الهرب من الآخرين وتجنب المواقف التي تفضح ضعفهم ولا يحبون المغامرة ونقص الطموح بسبب احتقار الذات وفشل في تحمل المسؤولية . 

ويتميز الأفراد ذوي تقدير الذات المنخفض ببعض الخصائص نذكر منها : 

- الخجل وهذا يظهر في هروبهم أو تأخرهم عن النشاطات الاجتماعية . 

- استعمال الآليات الدفاعية لتجنب معرفة الآخرين بمناطق ضعفه . 

- عدم الاستقلالية ودائما يعاني من صعوبة الانفصال وتجده ابع لبعض الأولياء لتغطية عجزه . 

- الخوف من الفشل دائما يتوقع الأسوء لذلك لا يحب التجربة والمغامرة . 

التناولات النظرية لتقدير الذات : 

هناك العديد من النظريات درست تقدير الذات في محاولة لتفسير وفهم تأثير تقدير الذات علي الفرد ونذكر منها بعض النظريات : 

(1) نظرية كوبر سميث : 

يعرف كوبر سميث تقدير الذات علي أنه حكم الفرد علي نفسه وذلك الحكم الاتجاهات التي يري أنها تصفه بدقة ، لقد اهتم كوبر سميث بدراسة الذات عند الأطفال ولاحظ أن تقدير الذات يتضمن الاتجاهات التي تميز بالعاطفة . 

تقدير الذات عند كوبر سميث يرتبط بالفرد وقدرته علي التعبير عن ذاته وينقسم التعبير إلى قسمين : 

- التعبير السلوكي : ويشير إلى الاساليب التي توضح تقدير الذات ويمكن ملاحظتها وقياسها . 

- التعبير الذاتي : هو ما يدركه الفرد علي ذاته والوصف الذي يتمني الوصول إليه مستقبلاً . 

كما يؤكد كوبر سميث علي نوعين من تقدير الذات وهما : 

- تقدير الذات الحقيقي : 

يوجد عند الأفراد الذين يشعرون بذاتهم وبالتقدير من طرف الآخرين وبالرضا علي إنجازاتهم ويدافعون علي افكارهم ويتحملون المسؤولية . 

- تقدير الذات الدفاعي : 

ويوجد عند الأفراد الذين يشرعون أنهم سلبيين ولا يملكون قيمة لا من أنفسهم ولا من الآخرين لكنهم لا يستطيعون الاعتراف بهذا الشعور لذلك يستخدمون الأساليب الدفاعية للحفاظ علي قيمتهم وشعورهم بالإيجابية . 

(2) نظرية سيغموند فرويد : 

يعتبر فرويد أن تقدير الذات مرتبط بالأنا الأعلي ، فالأنا يمثل صوت العقل الذي يدرك كل ما يحيط بالفرد ويشعر به ويقوم بمهمة حفظ الذات والخضوع لمبدأ الواقع والمنطق كما يقوم الأنا بتحقيق التوافق بين الصراعات النفسية كمبدأ اللذة والألم . 

أما الأنا الأعلى يقوم بمهمة تقويم السلوك والتحكم في طريقة وكان ووقت الإشباع وهو يمثل الوالدين والمجتمع ويتشكل الأنا الأعلى من أساليب الكبت التي يمر بها الفرد أثناء تطويره في الطفولة الأولي . 

كثيراً ما يحدث صراع بين الأنا والأنا الأعلى وهذا يشكل للفرد الشعور بالذنب والإثم وانتقاد ولوم الذات ، وإذا استمر هذا الصراع قد يظهر علي الطفل بعض الاضطرابات النفسية ويصبح له نظرة سلبية حول ذاته ، ويصبح عدو لنفسه ويضيع أهدافه وتصبح علاقته مع المحيط غير سليمة وتزيد حساسيته للانتقاد ويفضل العزلة ويزيد عنده نقص الاتزان الانفعالي والشعور بالنقص . 

أما إذا كانت علاقة الأنا والأنا الأعلى متوازنة وتخضع لمبدأ التعادل والتوافق والتفريغ فإن ذلك يؤدى إلى شخصية سليمة وتقدير ذات مرتفع . 

(3) نظرية روزنبغ : 

درس روزنبغ تأثير الأسرة علي تقدير الذات والعمل علي توضيح العلاقة بين تقدير الذات وأساليب السلوك الاجتماعي وتأثير المستوي الاقتصادي وحتى الديانة ووضع روزنبغ ثلاث تصنيفات لتقدير الذات وهي : 

أ- تقدير الذات الحالي : وهو كما يري ويشعر الفرد بذاته وينفعل بها . 

ب- تقدير الذات المرغوب : وهي الذات التي يجب أن يكون عليها الفرد مستقبلاً والتطلعات والإنجازات التي يخطط لها . 

ج- تقدير اللذات المصطنع : هو الصورة التي يتصنع بها الفرد من أجل إخفاء جزء من ذاته وذلك كون هذا الجزء يسبب له الإحراج والسخرية أو الفشل . 

كما يركز روزنبغ علي الأسرة والمجتمع كون لا أحد يستطيع أن يضع تقدير لذاته في غياب الأسرة والمجتمع . 

(4) نظرية زيلر : 

يري زيلر أن تقدير الذات هو بناء اجتماعي للذات من الطفولة حتى تتكون الذات لذلك لا يمكن فصل تقدير الذات عن الشخصية ، والفرد هو المسؤول الأول علي تقدير ذاته وهو من يملأ الفراغ بين الذات والعالم الخارجي ، عندما تحدث تغيرات في بيئة الشخص الاجتماعية فإن الفرد يستجيب لتلك المتغيرات ويحاول التكيف معها وتحمل مسؤوليته كما يؤكد زيلر أن الشخصية التي تتمتع بدرجة عالية من التكامل تتميز بتقدير ذات مرتفع . 

(5) نظرية روجرز : 

يري روجرز أن الفرد هو المؤهل لإدراك ذاته ويسعي دائما لتحقيق ذاته وهو ثاني نزعة بعد نزعة البقاء علي قيد الحياة ويمر تحقيق الذات من فتترة الرضاعة حتى الرشد فالطفل الصغير له حاجتين أساسيتين هما : 

- الحاجة إلى تقدير إيجابي بواسطة الآخرين . 

- الحاجة إلى تقدير إيجابي ذاتي . 

التقدير الإيجابي هو أن يكون الفرد محبوباً ومقبولاً ، فالأطفال الصغار مثلاً يتصرفون بطريقة يظهرون فيها حاجاتهم القوية للقبول وحب اولئك الذين يهتمون بهم كالوالدين ولذلك فهم سيقعون تحت تغيرات هامة في سلوكهم من أجل الحصول علي تقدير ذات إيجابي . 

تقدير الذات الإيجابي غير المشروط فهو يعطي الحرية للفرد فهنا تقدير الذات الإيجابي المطلق لا يرتبط ولا يتوقف علي سلوكيات معينة ، فالأب يمكن أن يحدد أو يعوق سلوكيات معينة يجدها غير مرغوبة بالاعتراض فقط علي السلوكيات وعدم رفض الطفل ومشاعره . 

الأب الذي يري ابنه يقوم ببعض الكتابات علي الحائط قد يقول له " الكتابة علي الحائط تشوه ذلك الحائط خذ ارسم علي السبورة أفضل " عكس لو قال لابنه أن ولد قليل الأدب لأنك تكتب علي الجدران سيتغير الكثير وذلك من رفض السلوك السيئ إلى رفض ذات الطفل . 

(6) نظرية ابراهام ماسلو : 

قام ماسلو بوضع نظريته الهرمية التي ترمز إلى بناء وتحقيق الذات وترتكز نظرية ماسلو علي خمس حاجات رئيسية وهي علي النحو التالي : 

أ- الحاجات الفسيولوجية : 

وتمثل الحاجات التي تعتبر أقوي الحاجات لارتباطها بالبقاء والمحافظة علي النوع أو الكائن البشري وتشمل حاجات مثل الأكل والشرب والنوم والأوكسجين والمأوي والجنس .... إلخ . 

فالشخص الذي يعاني من عدم توفر الطعام أو المجاعة لن تكون لديه رغبة أخرى عدا الحصول علي ما يسد رمقه ويبقيه علي قيد الحياة . 

2- حاجات الأمن : 

وهي تطلع الفرد إلى عالم ثابت ومنظم ومستقر يسهل التنبؤ بما فيه من متغيرت أو تطورات حيث أن ذلك يكفل للفرد الشعور بالأمان والاطمئنان ، معظم الراشدين من الناس العاديين يكونون قد أشبعوا هذه الحاجات ولكن يمكن ملاحظة هذه الحاجات لدي الأطفال العصابيين فالطفل الاتكالي والضعيف يفضل حداً معيناً من الروتين والانتظام لأن غياب هذه العناصر أو المتغيرات يجلب له القلق والاضطراب وعدم الثقة فيمن حوله كما أن منح الطفل حرية أكثر من اللازم تعتبر بمثابة تهديد لشخصة لأنه لا يعرف ماذا يعمل بها ن لذلك تري العصابي يتصرف دائما كالطفل الذي يشعر بالأمان والاطمئنان فينظم عالمه بالقوة ويتجب الخبرات الغريبة والمختلفة . 

3- حاجات التبعية والحب : 

عندما يتحقق الأمنر تظهر الحاجة إلى التبعية والود حيث يبحث الفرد ويسعي لتكوين علاقات ودية وعاطفية ووجدانية مع الآخرين ، أيضاً فلابد من شعوره بأنه جزء من مجموعات مرجعية مختلفة كالعائلة والحي والعصبة والتنظيم أو الجمعية المهنية والتي تزود الفرد بالقيم والمبادئ الضرورية ، فغياب الحب يعطل النمو وتحقيق الذات لذلك فهو ضروري للحياة مثله مثل الطعام والذين لا يحصلون علي الحب المطلوب لن يكون بمقدورهم منح وإعطاء الحب للآخرين عندما يصبحون بالغين . 

تقدير الذات والصحة النفسية : 

كل فرد يري نفسه وفق منظور يعكس شخصيته فمثلاً الشخص الذي يري نفسه أقل من الآخرين وهكذا ينعكس سلباً علي صحته النفسية ويصبح يعاني العجز النفسي والعزلة وربما يصبح يعاني من بعض العصابات كالهوس والوسواس القهري أو توهم المرض وكلها يميزها القلق المفرط . 

أما الشخص الذي يري نفسه أنه يملك تقدير ذات مرتفع فإنه يستطيع تحقيق التوافق النفسي دون الشعور بالخوف والقلق النفسي عنده يكون متحكم فيه ، هناك علاقة بين القلق وتقدير الذات فإذا ظهر القلق يحدث تهديد لتقدير الذات . 

تعليقات