U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

مرحلة الطفولة المتأخرة ، تعريفها ، خصائصها ، مظاهرها ومشكلاتها ( بحث كامل )

تعريف الطفولة المتأخرة
تعريف الطفولة المتاخرة وخصائصها ومظاهرها 

بحث عن الطفولة المتأخرة : 

محتويات البحث : 

(1) تعريف الطفولة . 

(2) تعريف الطفولة المتأخرة . 

(3) خصائص مرحلة الطفولة المتأخرة . 

(4) مظاهر الطفولة المتأخرة . 

(5) حاجات الطفولة المتأخرة . 

(6) مشكلات الطفولة المتأخرة . 

تعريف الطفولة " childhood " : 

يعرفها معجم علم النفس والتحليل النفسي بأنها " مرحلة من النمو ، تعبر عن الفترة التي تمتد من الميلاد وحتى البلوغ ، وتنقسم مرحلة الطفولة إلى ثلاث فترات ، الطفولة المبكرة ، المتوسطة ، والمتأخرة " . 

ويعرفها العلماء السيكولوجيون " بالمرحلة التي يتم فيها تكوين الفرد من جميع جوانب النمو : النفسي ، العقلي ، الاجتماعي .... إلخ . 

فهي بمثابة اللبنة الأولي والأساسية لشخصيته ، تتشكل فيها العادات ، الاتجاهات ، الميول ، الاستعدادات والاهتمامات . 

تعريف الطفولة المتأخرة : 

اهتم علم النفس التحليلي ، التربوي والاجتماعي بمرحلة الطفولة المتأخرة ، لما تحمله من خصوصية ، لكونها تشغل جوانب عديدة من حياة الطفل . 

وفيما يلي سنتناول أهم تعاريف هذه المرحلة تدرجاً من وجهة نظر الاتجاهات سابقة الذكر : 

1- التعريف التحليلي للطفولة المتأخرة : 

تمتد مرحلة الطفولة المتأخرة زمنياً من تسعة إلى اثني عشر سنة ، وتوازي هذه الشريحة العمرية بالنسبة للمحليين النفسيين ( مرحلة الكمون ) . 

حيث عرفها S.Freud " بالمرحلة التي تهدأ فيها الطاقة الجنسية وتصبح كامنة ، بعد نشاطها اللبيدي عبر المراحل السابقة ، والذي وُجِّه نحو حيز العمليات الارتقائية عن طريق التسامي " . 

2- التعريف التربوي للطفولة المتأخرة : 

عرفها زهران ( 1986 ) بــ " ( المرحلة الابتدائية - مرحلة الصفوف الثلاثة الأخيرة ) ( 9-12سنة ) يطلق عليها البعض مصطلح قبل المراهقة Pre-adolescence ، وهنا يصبح السلوك بصفة عامة أكثر جدية في هذه المرحلة التي تعتبر مرحلة إعداد للمراهقة " . 

3- التعريف الاجتماعي للطفولة المتأخرة : 

توافق مرحلة الطفولة المتأخرة عند E.Erikson ( مرحلة الكفاءة مقابل الشعور بالنقص ) يبدأ الطفل في فهم العلاقة بين السبب والنتيجة . وكذا أداء مهام مع إعطاء شكل لبعض القيم الأخلاقية . ويريد أن يثبت استقلاليته بإظهار العصيان أو التمرد . 

يري Erikson أن المدرسة الابتدائية هي عتبة حاسمة في تطوير الثقة بالنفس ، ومن الناحية المثالية ، ينبغي أن توفر العديد من الفرص للطفل للحصول علي الاعتراف من والديه ، والمعلنين وأقرانه من خلال تنفيذ المهام : الرسومات ، والقرارات الرياضية ، والكتابة وغيرها .... إلخ . فإذا تم تجسيع الطفل علي العمل وإنجاز الأشياء وتهنئته فإنه يصبح مستقلاً ، أكثر مثابرة ويحصل علي العمل مع المتعة . أما عكس ذلك ، إذا تم السخرية منه أو معاقبته فإنه سوف يطور شعوراً بالنقص وسيميل إلى عزل نفسه . 

مما تقدم من التعريفات السابقة نستخلص أن الطفولة المتأخرة مرحلة عمرية خلال الفترة الزمنية التي تمتد من 9 إلى 12 سنة ، حيث يتميز فيها الطفل بالهدوء النسبي للعمليات الليبيدية ، في مقابل لذلك مزاولته للدراسة في مستويات الصفوف الثلاثة الأخيرة من المرحلة الابتدائية أين يقوم فيها بعملية الارتقاء والتسامي مع أقرانه والعالم الخارجي . 

سيرورة مراحل نمو الطفل والطفولة المتأخرة من وجهة نظر التحليل النفسي : 

سنلخص فيما هو آتٍ ما جاء به منظري التوجه التحليلي فيما يخص النمو النفسي لدي الطفل عبر مجموعة من التقسيمات التحليلية التي تتوافق مع مراحل الطفولة المتعارف عليها " المبكرة ، الوسطي ، المتأخرة " وهي كما يلي : 

1- مرحلة الأنا غير متمايز : 

فمن وجهة نظر S.Freud تقابل هذه الفترة الكيونة النرجسية ، أين لا يوجد تمييز بين العالم الداخلي الخارجي للرضيع ن فهو منغمس في عالمه الداخلي ولا يزال لا يفرق بين أمه وكونها موضوعاً له وبين العالم الخارجي وبين ذاته . 

ومن جهة أخرى أنا الرضيع لا تستطيع تلبية وإشباع حاجاته الليبيدية ، فهو يعتبر أنا بدائي ويقوم بالتمايز والانفصال عن أمه نزوياً انطلاقاً من عملية استدخال المواضيع ( الأم ) التي تقدم له الإشباع ، بواسطة المناطق المولدة للغلمة وتشكل تجارب الإشباع النزوي مواضيع استدخال الذي يعتبر بدوره مؤسس للحياة الداخلية الهوامية حيث تسير هذه العملية تحت سيطرة مبدأ اللذة . 

2- مرحلة تمايز الأنا : 

أولاً حسب ما جاء S.Freud ينتقل الرضيع إلى مستوي أرقي من النمو كلما استثمرت الطاقة الجنسية به لمناطق جديدة من جسم الرضيع وهذا جعلنا نخلص إلى التقسيم الموالي : 

- التمايز الأولي " الشبقية الفمية " : 

يبدأ الرضيع في بداية أشهره الأولي في بحثه عن الإشباع ، وتجنب الألم ، حيث يكون العالم الخارجي غير مدرك بعد ، ويعتبر الثدي أول المواضيع النزوية التي تعمل علي الإشباع . وأيضاً اللذة المصاحبة لشبقية الفم . 

ومع الحياة اليومية تكرار تجارب الحاجة إلى الرضاعة وغياب موطن اللذة ، يدرك الرضيع بداية العالم الخارجي . حيث يكون المص مسيطراً فيها والطريق الأول للإشباع . وبعد أشهر وتزامنا مع ظهور الأسنان ، يصبح العض وجهاً آخر لتلبية اللذة واتخاذ ثدي الأم محل تدمير الموضوع ، فيوجهه الحب والكره له في نفس الوقت . حيث تبدأ هنا أول خطوة لتشكيل الموضوع بالتعرف عليه عن طريق الفم وبداية عملية الاستدخال . إلى أن يتضح الواقع بالنسبة للرضيع ، وذلك جراء تجارب الألم والإحباط التي يتعرض لها عند عملية الفطام . 

- التمايز الثانوي " الشبقية الشرجية " : 

ترتقي اللذة في هذه المرحلة من الفم إلى شبقية المنطقة الشرجية وتصبح مكان صراع لهيكلة العلاقة مع الأم والعالم الخارجي في حدود العامين إلى 3 سنوات ، يميز في هذه المرحلة بداية فرض الذات وقول " لا " حيث يريد الطفل إثبات وجوده وعنده . 

علي الأم في هذه المرحلة توجيه اهتمامات طفلها نحو عملية تعليم النظافة والتحكم في عضلاته الصادرة بشكل صحيح . بطريقة ودية وملائمة لمنحه تنظيم سوي عن العالم الخارجي وخاصة الأم . 

نستنتج من خلال ما سبق أن الموضع النزوي ( الأم ) لدي الرضيع يقدم إشباعات وتدخلات عبر مراحل تتدرج عبر مراحل التي من شأنها مساعدته علي هيكلة مسار الداخل والخارج . فهو غير قادر علي تلبية حاجاته لفقدانه للنضج ، الذي سيستدخله بداية عبر ثدي أمه عن طريق عملية الرضاعة ثم تغيير موطن اللذة أو إشباع الحاجة إلى منطقة الشرح والعضلات الصّارة . وبفعل الاهتمام والرعاية يبدي الطفل بالخروج من نرجسية الأم إلى االانتقال إلى نرجسية الذات والاستقلالية . 

أما من وجهة نظر R.Spitz فقد أطلق علي الأنا غير متمايز مصطلح " غير منظم " ، أين يكون الرضيع فاقداً للتمييز بين الداخل والخارج ، وبين المحسوس والمدرك ، حيث تعتبر المنطقة الفمية منطقة بدائية ، وأول خبرة لتكوين الأنا البدائي ، وكذا نقطة بداية استدخال وبناء الموضوع . فالرضيع يقوم بعملية الإحساس والإدراك عن طريق ثدي أمه وعملية الرضاعة . 

حيث يتشكل كل هذا بعد حوالي الأربعة أسابيع ، ليتطور هذا التفاعل إلى إبداء الابتسامة غير مخصص وإظهار استجابة للوجوه الخارجية ، هنا ليعلن R.Spitz علي بداية تشكل المنظم الأول . بعد مرور أشهر تبدأ هذه الابتسامة في عملية التخصيص ، أي تخصص للأشخاص الألوفين فقط . 

يرتبط تشكل المنظم الثاني أو الموضوع بحلول قلق الشهر الثامن ، أين يظهر الرضيع استجابات قلق وخوف عند غياب الأم ، هنا نستطيع القول ان الأنا قد تمايز وأصبح ناضجاً . 

تحدثت M.Klein في هذا الصدد حول علاقة الرضيع بأمه ووصفتها بشقيها : بالوضعية الاكتئابية والوضعية شبه العظامية ، حيث تعملان بطريقة متداولة نوعا ما في تشكيل الموضوع . 

فبداية يقوم الرضيع باتخاذ موضوع جزئي ألا وهو الثدي ، وتقسيمه إلى موضوع سئ وآخر جيد ، ومع مرور الوقت تجمع هذه المواضيع الجزئية وتصبح موضوعاً كلياً بفضل عناية الأم ومواقف الاضطهاد لدي الرضيع ، فيجب أن تكون العناية الأمومية أكبر قدراً من المواقف المضطدة . 

فبداية تكون نزوة الموت في صراع مع الطاقة الجنسية حيث تحمل نزوة الموت طابع تدمير الذات أو ما يسمي بقلق الاضطهاد ، وظهور سيرورة الانشطار ، ينشطر موضوع الرضيع . كما تتميز بالقلق الشبه العظامي الناتج من الخوف من تدمير الأنا من قبل الموضوع السيئ ، والخوف من فقدان الموضوع الجيد . 

أما من وجهة J.Bowlby فقد اعتبر الثدي ، الابتسامة ، اللمس والمداعبة . شروطاً أساسية في العلاقة أم طفل ، فسلوك التعلق يولد من نسق ومن ردود أفعال قديمة : مص ، حفر ، متاعبة ، التصاق وصراخ . نظر تعمل هذه الأنظمة مؤقتاً مثال : المص يشاك في التغذية ولا يؤدى حركات فارغة ، بل حركات الاتصال والتوجيه بعدها إلى حركات الاتصال المتتالي " منعكس الحفر " كحفر الأرض بالوجه . موجود عند الحيوانات ، ويعتبر كمنعكس توجيه لثدي الأم ، ونجد أيضاً " منعكس القبض " حيث يتعلق بإصبعه علي الموضوع بعدها يتبع الضوء ثم الصوت . 

هذه الأنظمة في تطور تدريجي تتطلب عناية أمومية ، فكل ما يكبر الطفل يتطور النسق ويصبح سلوكه غني : ابتسامة ، مناداة ، مناغاة ومحاولات الاتصال مع وجعه تعلق وعلي أساس هذا ينشأ ويتطور هذا الرابط . 

إن سلوك التعلق هو حاجة بيولوجية فطرية ومكتسبة تبقي طوال الحياة وتظهر تحت أشكال رمزية أو رسائل مهمة عند الإنسان لوظيفتين : 

وظيفة الحماية : والحماية تكون من الراشد في قدرته التامة علي الدفاع عن الطفل ضد كل الاعتداءات . 

الوظيفة الاجتماعية : يتغير التعلق خلال دورة الحياة من اقتراب الأم ثم الغرباء ثم الأفواج ، وبهذا يصبح عامل مهم في بناء شخصية الطفل كالغذاء في حياته الفيزيقية . ولكي يكون دور الوظيفة إيجابي يجب أن يبدأ الطفل بالاتصال مع أمه ثم يصبح قادر علي اكتشاف محيطه ، بتأسيس أنظمة طبيعية بين الطلبات الحقيقية له وقدرة الأم علي الاستجابة بطريقة فعالة . 

فالأم هنا تمثل الموضوع الأول للمحيط الخارجي في تفاعل تدريجي واستجابات تكرارية تؤدى إلى تطور الإدراك تدريجياً قبل السنة الأولي يسمح للطفل الاعتراف بفردية الشخص الأمومي وتمايز الأنا وتشكله . 

نستنتج من خلال هذه المرحلة حسب كل ما أفاد به المنظرين السابقين أن للأم دور مهم اختلفت وتنوعت أبعاده إلا أنه يبقى ذو أهمية كبيرة ومتعددة في عملية تكوين الأنا وتمايزه . 

3- مرحلة تشكيل الهوية الجنسية : 

تحدث S.Feud فيما يخص الطفل في هذه المرحلة التي يكون فيها ذو فضول جنسي حول نقاط الاختلاف التي تميز بينه ( ذكر ) وبين الجنس المغاير ( أنثي ) . 

كذا التفريق بينه وبين صورتي الموضع ( الأم - الأب ) فيفسر الطفل الذكر الفرق التشريحي الجنسي الذي يميزه عن الأنثي بوجود القضيب ، غيابه لديها مرتبط بقطع أو تشوه ، فيتولد لدي الطفل الذكر ما يعرف بقلق الخصاء الذي هو شعور خوف من الأب علي النشاط الجنسي وقطعه لقضيبه . 

بعد ذلك يبدأ الطفل في تشكيل موضوعه الجنسي في الفترة الزمنية من 3-4 إلى 7 سنوات ، حيث تتولد مشاعر تقتصر مشاعر الحب علي الأم والغيرة ، وتكون مشاعر الكره والعدوان موجهة نحو الأب والذي له دور كبير في بناء الشخصية السوية وكذا بناء حياته العاطفية والخروج من العلاقة الثنائية إلى بناء العلاقة الثلاثية ، وبفضل قلق الخصاء يتخلي الطفل عن الحب المحرم ويدخل في سلسلة من التماهيات مع أبيه لبناء هويته الجنسية وإرصان القيم ، الأخلاق والنواهي ويتشكل بذلك الأنا الأعلى ويكون بهذا قد قام بحل المأزم الأوديبي. 

علي عكس ما بينه M.Klein في موضوع تكوين الأنا الأعلى ، حيث ركزت علي أوجه القلق عند الطفل وكيفية الدفاع عن نفسه إزاءه ، وجدت أن ما ذكره S.Feud عن الأطفال يبدأ معهم في سن مبكرة عن السن التي حددها ، وهو لا يعتقد بوجودها قبل الخامسة من العمر كالأنا الأعلى وعقدة أوديب . 

الأنا الأعلى يبدأ مع بداية الحياة نفسها ، وأن تكوينه يستمر عبر سنوات طويلة ، وأن ما يعنيه S.Feud بأن الأنا الأعلى هو المرحلة الأخيرة في نشأة الأنا الأعلى . أما أصول الأنا الأعلى هو ذلك الجزء من غريزة الموت التي يقوم الأنا بإسقاطها حماية لنفسه من العالم الخارجي ، ويكون أول موضوعاتها ذلك ثدي الأم . 

4- مرحلة الكمون : 

مع حلول السنة السادسة من العمر إلى الغاية الثانية عشر ، يدخل الطفل في فترة يطلق عليها اسم مرحلة الطفولة المتأخرة ، حيث تحدث فيها الكثير من التغيرات علي المستوي العاطفي والمعرفي خاصة . 

حيث تتراجع فيها الأنشطة الجنسية وتتزايد خلالها دفاعات الأنا ، ويتوقف النشاط الجنسي بطريقة جزئية أو كلية ويتواصل الأمر إلى غاية البلوغ . 

تعتبر فترة الكمون من المراحل المهمة في تكوين الهوية الجنسية ، وانشغال الطفل في هذه المرحلة يكون منصباً حول تكثيف الجهود من أجل تحسين قدراته الذاتية وبلوغ النجاح في الأعمال التي توكل إليه الطفل حسب E.Erikson ويظهر في هذه المرحلة استدخال واضح للنظم والقوانين . 

تمثل هذه الفترة لحظة مهمة في الدخول إلى عالم المعرفة والعمل حيث يكون الطفل أكثر قدرة علي التعلم وإتمام الأشياء ، حيث يظهر اهتماماً مبالغاً فيه بكل ما يحيط به ، أملاً في ان يصبح فرداً مهما . تعمل هذه الفترة علي ثبات الهوية الجنسية وتحدد المحاور الممكنة للاستثمار الاجتماعي وهي تحضر المراهق لمواجهة التغيرات التي تنشأ في مرحلة المراهقة . 

ليوضح S.Feud من جهته بأن الأنا في هذه الفترة يستعمل آليات دفاعية كالكبت من أجل مواجهة النزوات الجنسية غير مرغوب فيها ، يساعد الكبت الطفل ويمكنه من الخروج من الإطار العائلي وتعزيز قدراته من أجل التحضير للمرحلة القادمة ( المراهقة ) . لكن التمادي في استعمال هذا الميكانيزم قد تؤدى إلى قطع الطفل عن منابعه النزوية وعن تجاربه الأولي ، مما يعرقل نموه العقلي . 

يعتبر النكوص آلية أخرى يستعملها الأنا في فترة الكمون ، وأنه أكثر فاعلية من الكبت وقد بين من خلال دراسته للعصاب الهجاسي العلاقة بينه وبين فترة الكمون ، حيث يظهر أهمية النكوص لأنه وفي العصاب الهجاسي يقوم الأنا باستعماله للتجرد من الميولات المحرمة للأوديب فيؤدى به الأمر إلى نكوص كلي أو جزئي من التنظيمات القضيبية إلى التنظيم السادي الشرجي ، الذي يؤدى إلى قمع كل نشاط جنسي . 

وإلى جانب استعمال آلية الكبت والنكوص يستعمل الأنا آلية أخرى لا تقل أهمية وهي التسامي الذي يجعله أكثر استعداداً للاكتساب والتعلم لأنها تصادف الدخول المدرسي ، تعلم القوانين ، النظم والأخلاق ويساعدها في ذلك التكوين العكسي . 

خصائص مرحلة الطفولة المتأخرة ( 9-12 سنة )  : 

1- 9 سنوات : 

- متغير المزاج . 

- يظهر بعض الخجل . 

- عواطفه ثابتة . 

- يمتنع عن الكذب من أجل تغطية خطأ ارتكبه . 

- لديه نوع من الحس الأخلاقي . 

- لديه الداخلي حيويته ونشاطه موجه أهداف محددة . 

- يرتبط بوالده . 

2- 10 سنوات : 

- صادق ومتعلق بأسرته . 

- حب تعلم أشياء جديدة . 

- أكثر واقعية من ذي قبل . 

- يتوجه إلى نفسه بالنقد الذاتي . 

- شوق كبير للمعرفة لإكساب الذاكرة إمكانيات كبيرة . 

3- 11 سنة : 

- فضول قوي . 

- يتكلم دون توقف وكثير الحركة . 

- تظهر لديه نوبات غضب ولحظات حنان كبيرة . 

- سريع الانفعال . 

- يحاول استكشاف المحيط . 

- يشارك في النشاط غير النظامي ( اللاصفي ) . 

4- 12 سنة : 

- التخلص من التمركز حول الذات . 

- اكتساب مفاهيم تتعلق بالواقع . 

- الاهتمام بآراء الآخرين . 

- واثق من نفسه وواقعي . 

- يتخيل كيف سيكون المستقبل . 

- فضوله ليس له حدود . 

ونلاحظ من خلال ما سبق أن خصائص الطفل تبدأ في الخروج من التمركز حول الذات إلى التركيز علي العالم الخارجي ، وإيجاد استقلاليته وبلورته في الإطار الصحيح السوي الذي يخدمه ويخدم محيطه . 

مظاهر الطفولة المتأخرة : 

(1) النمو الجسمي : 

يشبه النمو الجسمي في هذه المرحلة نمو الراشد ، بحيث تستطيل الأطراف ويزداد النمو العضلي ، وتقوي العظام ، وتظهر الأنياب ، والأضراس ، ويزداد الطول ويشهد الوزن زيادة بنسبة ( 10% ) في السنة ، بينما الطول ( 5% ) في السنة مع مراعاة الفروق الفردية بين الذكور  والإناث خلال عملية النمو الجسمي . 

ويكون النمو سريع في الفترة التي تسبق البلوغ مباشرة ، وتكون في العادة في سن الحادية أو الثانية عشرة عند الإناث ، والثانية أو الثالثة عشرة عند الذكور ، ويلاحظ أن البنات يسبقن البنين بسنة في النمو الجسمي خلال الجزء الأخير من الطفولة المتأخرة ، ولكن الأولاد الذكور يعادلون هذا الفرق في المرحلة التالية وخلال المراهقة المبكرة حيث يكون الأولاد في المتوسط أطول وأثقل وزن ممن يناظرهم في العالم الزمني من الإناث ، ويكون نصيب الذكور أكثر من الإناث في النسيج العضلي ، ويكون نصيب الإناث أكثر من الذكور في الدهن الجسمي ، وتكون الإناث أقوي قليلاً من الذكور في هذه المرحلة فقط ، وتلاحظ زيادة لدي الإناث عن الذكور في هذه المرحلة في كل من الطول والوزن وتبدأ ظهور الخصائص الجنسية الثانوية لدي الإناث قبل الذكور في نهاية هذه المرحلة . 

ويتأثر وزن الطفل بعوامل عديدة أهمها التغذية ، وخلال هذه المرحلة تعتبر الدهون مسؤولة عن نسبة مئوية من الوزن الكلي للجسم تصل إلى ما بين ( 21% و 29% ) وتؤثر العوامل السيكولوجية في وزن الطفل في هذه المرحلة . فحين يفشل الطفل في تكليفه الاجتماعي فإنه يميل إلى المبالغة في تناول الطعام كتعويض عن عدم التقبل الاجتماعي وعادة ما تنشأ عادات المبالغة في الأكل من ضغوط الوالدين علي الأطفال وقد ينشأ عن المبالغة في الطعام سمنة ظاهرة يكون من نتائجها عدم استطاعة الطفل القيام بنشاط بدني كبير وتضيع منه فرصة اكتساب بعض المهارات اللازمة للتكيف الاجتماعي . 

(2) النمو الفسيولوجي : 

يتناقص معدل النبض ، ويتزايد ضغط الدم ، تقل عدد ساعات النوم بالتدريج ، تنمو العضلات الكبيرة والصغيرة معاً . يزداد التآزر بين العينين واليدين ، يقل التعب وتزداد سرعة ودقة نمو الجهاز العصبي ، يتم كذلك تكوين نخاع الألياف العصبية في المخ ، النخاع الشوكي والأنسجة العصبية المرتبطة ، كما يتم تنظيم وظائف المخ ، حيث أن العملية الأولي تساعد علي زيادة كفاءة الخلايا العصبية ، وفي العملية الثانية يتم التخصيص العصبي حيث يصبح النصف الكروي الأيسر مسؤولاً عن المهارات اللغوية ، أما النصف الكروي الأيمن يصبح مسؤولاً عن المعلومات الإدراكية . 

(3) النمو الحسي : 

يكتمل نمو الحواس في هذه المرحلة ويحدث تقدم واضح في قدرة الطفل علي الأنصار ، حيث تتلاشي مشكلة طول النظر لديه مع بداية مرحلة الطفولة المتأخرة ويكون السمع قوياً وقادراً علي تمييز الاصوات المختلفة وقادراً علي تحديد مصادر الأصوات واتجاهاتها ، وتكون القدرة علي التذوق مكتملة عند الطفل من المراحل السابقة ، وكذلك حاسة اللمس تكون مكتملة أيضاً ويتمكن الطفل من تمييز ملمس الأشياء والشعور الحسي بطبيعة الجو وغيره . 

ويحدث تقدم واضح في إدراك الطفل مفهوم الزمن ، حيث تتحسن قدرته علي إدراك المدلولات الزمنية كالصبح ، الظهر ، العصر ، المغرب والعشاء ، وكذلك التتابع الزمني ويصبح الأطفال أكثر قدرة علي تمييز الأوزان والأبعاد ، ويتدرج الإدراك لدي الطفل ويتطور من الإدراك الحسي المباشر إلى الجدران المجرد الذي يعتمد علي التخيل ، التصور والتحليل . 

(5) النمو العقلي : 

تظهر عمليات الاستدلال والتفكير المنطقي والعمليات العقلية ، في هذه المرحلة تتصل تماما بأصولها الحسية ، كما أنها تكون مرتبة في إطارها الزمني الطبيعي ، ولا يوجد بها سوي قدر ضعيف من التجريد . ويتميز تفكير الطفل في هذه المرحلة بخاصيتين هامتين : 

الخاصة الأولي وهي منطقية التفكير ، بمعني ان الطفل يكون قد تخلص من صفة التفكير الذاتي التي كان يتصف به في المرحلة السابقة ، وأصبح موضوعياً في تفكيره . 

الخاصية الثانية هي محدودية التفكير فيما هو عيني أو محسوس ، مما يقع في خبرة الطفل اليومية المباشرة . 

يتدرج التفكير خلال هذه المرحلة من التفكير المحسوس إلى التفكير المجرد ، في نهاية هذه المرحلة تبدو بوادر التفكير الفرضي - المنطقي ، أي أن التفكير يكون متجهاً نحو غاية وأهداف معينة يريد الطفل تحقيقها . وكذا يصبح خيال الطفل خيالاً واقعياً إبداعياً ، يرتبط بالأشياء الواقعية وليس بالأشياء الخيالية . 

يتميز الذكور بالذكاء أكثر من الإناث ، وتتضح قدرته تدريجياً علي الابتكار حيث يزداد مدى الانتباه ، مدته وحدته ، وتزداد القدرة علي التركيز بانتظام ، ويكون التذكر عن طريق الفهم . 

(6) النمو اللغوي : 

يتميز نمو الطفل اللغوي في هذه المرحلة بالطلاقة والقدرة علي التعبير اللفظي عن أفكاره واحتياجاته نتيجة اتساع دائرة علاقاته الاجتماعية ، ووضوح اهتماماته وميوله فهو يستطيع قراءة القصص القصيرة ويستمتع بأحداثها ومخاطرها وبطولاتها ويساعده تطور نموه العقلي علي نقل أحداث تلك القصص الخيالية إلى واقع من خلال تكرار مفرداتها اللفظية ومثيراتها الحركية . 

(7) النمو الانفعالي : 

يري الطفل أن يندمج ويبرز عن أقرانه بأي شكل من الأشكال ، خاصة فيما يتعلق بالأدوار والشؤون الجنسية ، وكذا يشعر بالقلق إزاء المظهر الخارجي ويصبح أكثر وعي بالذات ، وتتمحور حول الذات لديه مشاعر متناقضة ومتضاربة حول البلوغ وحول الرغبة الجنسية ويريد أن يكون مستقلاً ومتوافقاً . 

يهتم كثيراً بالعلاقات مع الأقران ، الصداقات ، حيث يعطي أقرانه أكبر أهمية من الأسرة ، ويتصل بكل من نفس الجنس وأقرانه من الجنس الآخر ، وقد تتطور المشاعر الجنسية مع الآخرين كبعد جديد داخل العلاقات من حيث تطوير القدرة علي فهم مكونات علاقة المحبة ، وكذا ولوج مشاعر انعدام الأمن ويبدأ في الشك في مفهوم الذات والثقة بالنفس السابقة ( الفتيات ، وخاصة ، غالباً ما تعاني من انخفاض كبير في احترام الذات ) ، بروز الصراع مع العلاقات الأسرية والرغبة في الخصوصية والانفصال عن الأسرة ( يختبر الحدود ويدافع من أجل الاستقلال ) ، ويظهر تقلب المزاج ، ويكون واضح بشكل خاص في العلاقات الأسرية . 

(8) النمو الاجتماعي : 

يزداد احتكاك الطفل بجماعة الكبار ، اكتسابه معيارهم اتجاهاتهم وقيمهم . يتابع بشغف ما يجري في وسط الشباب والرجال . ونجد أن الطفل يحب صحة والده ، ويفخر به ويعجب بالأبطال . 

يزداد تأثير جماعة الرفاق ، ويكون التفاعل الاجتماعي مع الأقران علي أشده ، يشوبه التعاون ، التنافس ، الولاء والتماسك . ويستغرق العمل الجماعي والنشاط الاجتماعي معظم وقت الطفل . 

يعمل الطفل علي تقليد الأبطال في الألعاب المختلفة وحبه للاستطلاع والرغبة المنافسة بين الجماعات ، يشتد الحماس ، وكذا يتسع مجال الميول ، القدرات الحركية والاجتماعية . 

(9) النمو الجنسي : 

يتوحد الطفل مع دوره الجنسي المناسب ، وتتضح عملية التنميط الجنسي والتوحد مع شخصية نفس الجنس واكتساب صفات الذكور للبنين . ويبدأ تنميط الجنس مبكراً بالتوحد مع شخصية الوالد والكبار من نفس الجنس ، واكتساب المعايير السلوكية ، الميول والاهتمامات . 

يحاول الذكور الاهتمام بمظهرهم والتباهي بأنفسهم وإمكانياتهم ، أما الإناث فإنهن يتفاخرن بأدائهن وأعمالهن . يلاحظ كذلك حب استطلاع شديد يتعلق بالنواحي التشريحية والفسيولوجية ويعمد الأطفال إلى مناقشة هذه الأمور فيما بينهم . يتضح تدريجياً الميل الجنسي الغيري خلال السنوات الأخيرة من هذه المرحلة . 

حاجات الطفولة المتأخرة : 

1- الحاجة إلى الرعاية الوالدية والتوجيه : 

إن الرعاية الوالدية والتوجيه للطفل خاصة من جانب الأم هي التي تكفل تحقيق مطالب النمو تحقيقاً سليماً يضمن الوصول إلى أفضل مستوي من مستويات النمو الجسمي والنفسي ، ويحتاج إشباع هذه الحاجة إلى والدين يسرهما وجود الطفل ، يتقبلانه ... ويحيطانه بحبهما ورعايتهما . إن غياب الأم للعمل أو بسبب الوفاة ، الانفاصل أو لظروف العمل ... قد يؤثر تأثيراً سيئاً في نموه النفسي . 

2- الحاجة إلى الحب والمحبة : 

وهي من أهم الحاجات الانفعالية التي يصعب علي الطفل إشباعها ، وهو يحتاج إلى أن يشعر أنه محبوب ، والحب المتبادل المعتدل بينه وبين والديه وإخوته وأقرانه حاجة لازمة لصحته النفسية ، ويريد أن يشعر أنه مرغوب فيه وأنه ينتمي إلى جماعة وإلى بيئة اجتماعية صديقة ، وهو يحتاج أيضاً إلى الصداقة والحنان . 

أما الطفل الذي لا يشبع هذه الحاجة فإنه يعاني من الجوع العاطفي ويشعر بأنه غير مرغوب فيه ويصبح سيئ التوافق مضطرباً نفسياً . إحساس الطفل بالحب وبأنه مرغوب فيه يساعده علي تحمل المسؤولية والتعاون مع الآخرين نظراً لما يسود في الأسرة من جو يشعر من خلاله بالحب والرغبة فيه ، وان شعوره بافتقار الحب في إطار الأسرة يجعله ينظر إلى الأسرة كمصدر طرد يدفعه للخروج إلى البيئة الخارجية بحثاً عن الحب والعطف الذي يفتقده في حياته الأسرية ، وقد يؤدى به ذلك إلى الانحدار في مسار الانحراف . 

3- الحاجة إلى الأمن : 

يحتاج الطفل إلى الشعور بالأمن ، الطمأنينة وبالانتماء إلى جماعة الأسرة ، المدرسة والرفاق في المجتمع . إن الطفل يحتاج إلى رعاية في جو آمن يشعر فيه بالحماية من كل العوامل الخارجية المهددة ، ويشعر بالأمن في حاضره ومستقبله . واجب مراعاة الوسائل التي تشبع هذه الحاجة للطفل حتى لا يشعر بتهديد خطير لكيانه . 

4- الحاجة إلى اللعب : 

يجب إشباع الحاجة إلى اللعب عند الطفل بطرق مفيدة . ويتطلب إشباع هذه الحاجة الفراغ للعب وافساح مكان له مع اختيار اللعب المتنوع ، المشوق مع توجيه الأطفال نفسياً وتربوياً . 

5- الحاجة إلى إرضاء الكبار : 

يحرص الطفل السوي في كل أوجه نشاطه علي إرضاء الكبار رغبة منه في الحصول علي الثواب . وهذه الحاجة تساعده في تحسين سلوكه وفي عملية توافقه النفسي والاجتماعي ، حيث يلاحظ في سلوكه استجبات للكبار والآخرين بصفة عامة ، ويحرص علي إرضائهم . 

6- الحاجة إلى إرضاء الأقران : 

يحرص الطفل في سلوكه علي إرضاء أقرانه بما يجلب له السرور ويكسبه حبهم ، تقديره وترحيبهم به عضواً في جماعتهم . ويجب الاهتمام بإشباع هذه الحاجة عند الطفل بإتاحة فرصة التفاعل الاجتماعي مع أقرانه والمشاركة معهم في اللعب والعمل . 

مشكلات الطفولة المتأخرة : 

1- المشكلات السلوكية : 

أ- الكذب : 

هو قول شئ غير حقيقي ، وقد يعود إلى الغش لكسب شئ ما ، أو للتخلص من أشياء غير سارة ، ويرتبط غالباً بالسرقة إذا عولجت بأسلوب خاطئ ، بدافع التهرب من العقاب الذي يمكن أن يأتي ويتم توقيعه علي الطفل . 

ويعتبره العلماء أساس كثير من مظاهر السلوكات المنحرفة الأخرى مثل : السرقة ، الغش والتزوير ، ويحدث الكذب علي مستويين الكذب البسيط غير المتعمد والذي ليست له أسباب ، والكذب المقصود الذي يهدف إلى تحقيق مصالح شخصية بغض النظر عما يسببه للآخرين من مشاكل أو أضرار . 

ب- السرقة : 

السرقة مفهوم واضح لدي الكبار يعرفون أبعاده وأسبابه وأضراره ، أما الطفل فإنه لا يدرك تماماً مفهوم السرقة وأضرارها علي المجتمع والأفراد ونظرة الدين والقانون والأخلاق إليها . ويتعلم الأطفال أن السرقة عمل خاطئ إذا وصف الآباء والأمهات هذا العمل بالخطأ ، بذلك يبدأ مفهوم السرقة بالتبلور لدي الطفل . 

وهو محاولة ملك شئ يشعر الطفل أنه لا يملكه ، وعليه يجب علي الطفل أن يعرف أن أخذ شئ ما يتطلب إذناً معيناً لأخذه ، وإلا اعتبر سرقة . 

ج- الغيرة : 

الغيرة العامل المشترك في الكثير من المشاكل النفسية عند الأطفال ، ويقصد بذلك الغيرة المرضية التي تكون مدمرة للطفل والتي قد تون سبباً في إحباطه وتعرضه للكثير من المشاكل النفسية . 

والغيرة أحد المشاعر الطبيعية الموجودة عند الإنسان كالحب مثلاً ، ويجب أن تقبلها الأسرة كحقيقة واقعية ولا تسمح في نفس الوقت بنموها ، فالقليل من الغيرة يفيد الإنسان ، فهي حافز علي التفوق ، ولكن الكثير منها يفسد الحياة ، ويصيب الشخصية بضرر بالغ ، ولا يخلو تصرف طفل من إظهار الغيرة بين الحين والحين ، وهذا لا يسبب إشكالاً إذا فهمنا الموقف وعالجناه علاجاً سليماً . 

أما إذا أضحت الغيرة عادة من عادات السلوك وتظهر بصورة مستمرة للأسرة ، تصبح هنا مشكلة ، ولا سيما حين يكون التعبير عنها بطرق متعددة ، والغيرة من أهم العوامل التي تؤدى إلى النزوع للعدوان ، التخريب والغضب . 

2- المشكلات التربوية : 

أ- التأخر الدراسي : 

التأخر الدراسي ويقصد به الانخفاض في مستوي التحصيل الدراسي عن المستوي المتوقع في اختبارات التحصيل ، وهم الأطفال الذين يكون مستوي تحصيلهم الدراسي أقل من مستوي أقرانهم العاديين الذين هم في مثل أعمارهم . 

وقد يكون التأخر الدراسي تأخراً عاماً في جميع المواد الدراسية ، أو تأخراً نوعياً في مادة دراسية معينة ، وقد يكون تأخراً دائماً أو مؤقتاً مرتبطاً بموقف معين ، تأخراً حقيقياً يعود لأسباب عقلية ، أو غير ظاهرية . 

ب- التسرب الدراسي : 

تتميز ظاهرة التسرب  المدرسي بعالميتها ، وتكاد تكون واحدة رغم اختلاف المجتمعات والدول وأنماط عيشها ومظاهر نموها ، وقوة تقدمها مع اختلاف في الطبيعة ودرجة حدتها ، وآثارها من مجتمع إلى آخر . 

ومن ثم يمكن تعريفه بأنه : ترك التلميذ المدرسة قبل إتمام مرحلة معينة من مراحل التمدرس لأسباب خاصة أو قاهرة . 

ج- الهروب الدراسي : 

يسبب الهروب من المدرسة متاعب جمة سواء للتلاميذ أو ذويهم أو للمدرسة نفسها ، ويشبه انفصال الطفل عن البيت عند التحاقه مبكراً بالمدرسة من الوجهة النفسية مظاهر فطامه مما يؤدى إلى نزعات نفسية وانفعالات قد تبعث فيه الخوف والرهبة من المدرسة الأمر الذي يسبب هروبه ، أو تعلله بأسباب مختلفة كي لا يواظب علي الذهاب إليها . 

تعليقات